مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٢٢/‏٩ ص ١٩-‏٢٣
  • كفاحي الطويل والمرير لايجاد الايمان الحقيقي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • كفاحي الطويل والمرير لايجاد الايمان الحقيقي
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • البحث يبتدئ
  • الاضطهاد من العائلة يبدأ
  • مقاومة عائلتي تفشل
  • ابي ينكث وعده ويسيء تطبيق آية
  • مصاعب كثيرة،‏ بركات كثيرة
  • اربح عائلة مُحبَّة جديدة
  • الاقتراب الى اللّٰه ساعدني في التغلب على مشاكلي
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • رغبتي المتَّقدة في خدمة اللّٰه
    استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • في اذنَي طفلة
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • العائلة التي احبتني حقا
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٢٢/‏٩ ص ١٩-‏٢٣

كفاحي الطويل والمرير لايجاد الايمان الحقيقي

لطالما خشيت الذهاب الى الجحيم،‏ وكنت اعرف انني لست صالحة كفاية لأذهب الى السماء.‏ كنت اشعر بأنني سأكون موفَّقة اذا ذهبت الى المطهر،‏ لذلك كنت اصلي بحرارة وأُضيء الشموع لكي لا ينتهي بي المطاف الى الجحيم.‏

فيما كانت اطارات سيارتي تنزلق في الطرقات المغطاة بالجليد في ممرّ جبلي في اوريڠون،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ تساءلتُ ما هذه الورطة التي اوقعتُ نفسي فيها.‏ كانت تلك اول مرة اقود فيها السيارة في الثلج،‏ وها انا في وسط عاصفة ثلجية في طرقات غير مألوفة،‏ وأودية ضيقة شديدة الانحدار عند كل جانب،‏ وأكاد لا ارى ابعد من غطاء المحرِّك.‏ اعتقدتُ اننا سنموت،‏ فصليت الى اللّٰه ليبقيني حية مع مَن معي في السيارة،‏ وقلت انني سأردّ له بالعودة الى الكنيسة.‏

وصلنا الى مقصدنا ووفيت بوعدي ان اعود الى الكنيسة.‏ ومن خلال بحثي في صفحات دليل الهاتف الصفراء،‏ وجدت كنيسة محلية في سيياتل وقصدتُها يوم الاحد التالي.‏ لقد انتج ذلك فيَّ الشعور بالفراغ نفسه الذي اختبرتُه قبلا.‏ فهذه الكنيسة شددت على الشيء نفسه الذي شددت عليه كنيستي السابقة،‏ المال.‏ فقد جرى تمرير صينية اللمَّة ثلاث مرات!‏ وأتذكر انني قلت للّٰه انه يلزم ان اجد طريقة اخرى لعبادته.‏

عندما كنت طفلة،‏ تربيت ككاثوليكية متزمِّتة في بيت عسكري.‏ وكنت اذهب الى مدرسة كاثوليكية.‏ اتذكر انني كنت في صف التعليم الديني وسألت الراهبة:‏ «لماذا لا نستعمل ابدا الكتاب المقدس؟‏» فقيل لي انني ضعيفة في الايمان،‏ وأُخبر والداي بضعفي اكثر من مرة.‏

تربَّيت بخوف دائم من اللّٰه.‏ ولم يكن مفهومي عنه واضحا.‏ فقد كان الها يستحق ان يُعبد ولكنه يعذِّبك اذا لم تعبده بالطريقة الصحيحة.‏ عندما صرت في الـ‍ ١٧ من العمر قلت لوالديَّ انني لن اذهب الى الكنيسة في ما بعد.‏ كنت اشعر بأنني قريبة الى اللّٰه في ايّ مكان غير الكنيسة.‏ كنت امشي على الشاطئ،‏ وإذا ازعجني شيء ما كنت احدِّث اللّٰه به.‏ وكنت اعتذر اليه عن تكلمي معه دون الاستعانة بكاهن وأقول له انني مضطرة ان ابوح اليه بما يجول في خاطري.‏ وقد خيَّبني ايضا كل ما كنت اراه يحدث في العالم.‏ كانت آنذاك فترة الهِپِّي،‏ وكان اصدقائي متورطين في الجنس والمخدِّرات حيث كل شيء مسموح.‏ ورأيتُ العواقب المحزنة لحالات الحبل غير المرغوب فيه،‏ الاجهاض،‏ والجرعات المفرطة من المخدِّرات —‏ ولم ارد ان يكون لي دور في هذا!‏

البحث يبتدئ

قررتُ وبيكي،‏ صديقتي الحميمة،‏ ان نترك الكلية بحثا عن شيء افضل.‏ فلا بد ان يوجد شيء افضل!‏ وقررنا ان نزور امها في ولاية واشنطن.‏ قلت لوالديَّ انه يلزمني ان ابتعد قليلا لأحاول ان انسى المشاكل التي تزعجني.‏ وكان في ذلك الوقت ان العاصفة الثلجية في اوريڠون اعترضتنا.‏ وبعد ان غادرت الكنيسة مشمئزة ذلك الاحد في سيياتل،‏ ذهبت الى البيت وأخبرت إدْنا والدة بيكي بمشاعري.‏ فقالت لي انها تعرف شخصا يستطيع الاجابة عن اسئلتي.‏ واتصلَت بشهود يهوه في قاعة الملكوت.‏

اتذكر انتظاري لهم ليأتوا.‏ واستغرق الامر ثلاثة ايام.‏ ولكن عندما اتى اثنان منهم،‏ فكَّرت انهم اكثر الاشخاص الذين تبدو عليهم هيئة المسيحية بين كل الذين رأيتهم في حياتي.‏ كانا كلارنس وإديث مونييه.‏ كان كلارنس خريج مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس،‏ وكان من الواضح انه واسع الاطِّلاع على الاسفار المقدسة.‏ تأثرتُ فورا عندما اوضحا لي ان للّٰه اسما —‏ يهوه.‏ فقد شعرت كما لو ان نورا اضاء في رأسي.‏ وقد دام اول درس ثلاث ساعات،‏ ثم عادا بعد يومين لدرس آخر.‏

كنت مثارة جدا.‏ فاتصلت بسرعة بوالديَّ وأخبرتهما انني وجدت الحق.‏ وقلت لهما ان للّٰه اسما،‏ يهوه،‏ وإنَّ شهود يهوه يعلِّمون حق الكتاب المقدس.‏ كنت اعتقد انهما لم يسمعا قط بشهود يهوه وأنهما سيشعران بالاثارة نفسها عندما يتعلَّمان ما اتعلَّمه.‏ لكنهما كانا قد سمعا بشهود يهوه واستاءا جدا.‏ وأتيا لإعادتي الى كاليفورنيا.‏

عندما وصلت الى البيت كنت اعلم انه يجب ان اتصل بالجماعة حالا.‏ وعرفت موقع قاعة الملكوت وذهبت الى الاجتماع التالي وجلست.‏ فأخذت اخت تنظر الي وابتسمت،‏ فسألتُها ان تدرس معي.‏ ففوجئَت كثيرا ووافقَت بسرعة.‏ كنت مسرورة جدا بانضمامي من جديد الى جماعة لأني كنت قد بدأت اشعر بالعزلة.‏ لقد كنت بحاجة الى المعاشرة.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

الاضطهاد من العائلة يبدأ

كان والداي لا يزالان يقاومان ديني الجديد وأرسلاني الى طبيب نفساني.‏ عندما طلب والداي تقريرا قال لهما انني اتمرد.‏ فقلت لهما انني لا اتمرد.‏ فهذه كانت اول مرة في حياتي اجد فيها شيئا يزودني بالاجوبة،‏ شيئا يعطيني سببا للعيش.‏

بعد ذلك،‏ عندما ذهبت الى قاعة الملكوت،‏ غضب والداي كثيرا.‏ وقالا لي انه يمكنني ان اذهب الى اية كلية اريدها،‏ اتابع دراستي في ايّ مجال اريده،‏ وإنهما سيدفعان التكاليف،‏ ولكن يجب ان اقطع علاقتي بشهود يهوه.‏ وما جعل الامور صعبة الاحتمال هو محبتي لعائلتي.‏ وفي احد الايام المزعجة خصوصا،‏ قالت لي امي انها تفضِّل رؤيتي عاهرة على ان تراني واحدة من شهود يهوه.‏ وقال لي والداي انه يجب ان اغادر البيت.‏ فتذكرتُ المزمور ٢٧:‏١٠‏:‏ «إن ابي وأمي قد تركاني والرب يضمني.‏» وكان لإحدى الاخوات في الجماعة بيت لا يسكنه احد،‏ فسمحت لي باستخدامه.‏

التقيت اختا في قاعة الملكوت كانت جديدة مثلي.‏ واسمها كريس كمپ،‏ وصرنا صديقتين حميمتين وبدأنا نعيش في البيت نفسه معا.‏ واعتمدنا في ١٨ تموز ١٩٦٩ في دودجر ستاديوم في لوس انجلوس.‏

في اجتماعات الجماعة كنا نراقب فاتحة كامل الوقت تدعى دانا وُلف.‏ كانت اختا روحية جدا.‏ وعلمنا انها بحاجة الى مكان تعيش فيه،‏ فصارت لدينا رفيقة رائعة تعيش معنا في الغرفة.‏

اتذكر اول دور لي في الاجتماع.‏ كان عليّ ان اقدم تمثيلية،‏ وكنت قد تمرنتُ عليها عدة مرات.‏ كانت التمثيلية تتعلق بتقديم كتاب،‏ فاستظهرتها.‏ ولكن،‏ في الدقيقة الاخيرة،‏ دوَّنتُها ووضعتها في جيبي.‏ صعدت الى المنصة ولم اعد اتذكر شيئا.‏ فقلت:‏ «مرحبا .‏ .‏ .‏ مرحبا .‏ .‏ .‏ مرحبا.‏» قلت مرحبا نحو خمس مرات.‏ ولم يكن بإمكاني تذكر ايّ شيء.‏ عندئذ نظرت الى الحضور وقلت:‏ «انا عادةً لا افعل هذا عند الابواب.‏» ثم اخرجت ورقة مفكّرتي المجعَّدة وقرأت ما كان يجب ان اقوله كلمة فكلمة.‏ وعندما انتهيت عدت الى مقعدي وبكيت.‏

ثم ان الاخ الذي طلب مني تقديم التمثيلية طرح على الحضور هذا السؤال:‏ «ماذا تعلَّمنا من هذا العرض؟‏» فساد الصمت في القاعة.‏ عندئذ وقفت،‏ واجهت الحضور،‏ وقلت:‏ «وكيف يمكن ان يتعلموا شيئا.‏ لقد كنت سيئة جدا!‏ طبعا لم يتعلموا ايّ شيء!‏» وجلست من جديد وتابعتُ بكائي.‏ اعرف ان ادواري الآن هي افضل قليلا —‏ فلا يمكن ان تكون اسوأ.‏

بعد ذلك بوقت قصير بدأَت دانا تتحدث عن رغبتها في ايجاد مَن ينتقل معها الى حيث الحاجة اعظم ويخدم معها كفاتح.‏ في تلك الليلة دخلتُ وكريس غرفتنا وتحدثنا عن الموضوع.‏ وفي اليوم التالي عدنا وسألنا دانا:‏ «ماذا عنا نحن؟‏» ففوجئَت دانا كثيرا.‏ فقد كنا جديدتين؛‏ ولم نكن معتمدتين منذ وقت يكفي لنصير فاتحتين قانونيتين!‏ ولم نكن قط نوع الشريكات الذي كانت تفكر فيه.‏ لكنها كتبت الى جمعية برج المراقبة،‏ وعُيِّنَّا نحن الثلاث في مدينة ميدلْزبرو في كنتاكي.‏

مقاومة عائلتي تفشل

كنا نحزم امتعتنا للمغادرة عندما اتصل والداي ليقولا لي انني لن اتمكن من اخراج سيارتي من ولاية كاليفورنيا.‏ لقد كانا الكفيلين الضامنين لقرض سيارتي وقالا لي انهما سيتصلان بالشرطة اذا حاولت اخراج السيارة من الولاية.‏ عندئذ قررنا الذهاب بالباص.‏ وفي حفلة توديعنا جاء اخ التقيته ذات مرة وقال:‏ «عرفت انك مدينة بمبلغ ٠٠٠‏,٣ دولار من اجل سيارتك.‏» فقلت نعم.‏ فقال لي انه يودّ دفع المبلغ.‏ فقلت له انه لا يمكنني ان ادعه يفعل ذلك.‏ فرتب الامور لكي اقابل الاخوة في جماعتنا.‏ فقالوا لي:‏ «إن كان هو يريد هذا،‏ فدعيه يفعل ذلك.‏ لا تقاومي روح يهوه.‏» وهكذا سُدِّد المبلغ لسيارتي.‏ واستاء والداي كثيرا ولكن ادهشهم ان يفعل شخص ذلك.‏ وغادرنا الى كنتاكي في اليوم التالي.‏

عندما وصلنا الى ميدلْزبرو أُعطينا شقة نعيش فيها تقع في مؤخرة قاعة ملكوت قديمة.‏ لم تكن هنالك مواد عازلة في الجدران.‏ لذلك كان المكان يصير باردا جدا في الشتاء.‏ وقد كان باردا في الصيف ايضا،‏ ولكننا كنا مسرورات بحيازتنا الشقة لانه لم يكن بإمكاننا دفع ايجار.‏ كانت عندنا مدفأة صغيرة واحدة فقط.‏ في الشتاء كنا نرتدي ثيابا فوق ثياب حتى عندما نخلد الى النوم.‏ وأحيانا في الصباح كانت تمتد طبقة رقيقة من الجليد على كل الارضية،‏ وكانت جواربنا تلتصق بها.‏ وفي الحمام كنا نضع دائما مطرقة لتحطيم الجليد على الماء الذي كان يتجمد في الليل.‏

كنتُ وكريس قد قضينا خمسة اشهر فقط في الخدمة كامل الوقت،‏ ولكننا كنا نعقد دروسا جيدة كثيرة للكتاب المقدس،‏ وكان وجودنا هناك مثيرا.‏ وقد اسعدنا جدا بلوغ معدل اكثر من ١٥٠ ساعة في الشهر خلال تلك الاشهر الاولى من الفتح.‏ ارادت دانا ان تخدم وقتيا كفاتحة خصوصية في الصيف،‏ لذلك قرَّرَت ان تذهب الى المركز الرئيسي للشهود في نيويورك.‏ لم نذهب من قبل الى هناك،‏ لذلك قررنا ان نرافقها في الرحلة.‏ وعندما كنا هناك ذهبت دانا الى دائرة الخدمة،‏ وذهبنا معها.‏ وكانت المفاجأة اننا عُيِّنَّا نحن الثلاث لنكون فاتحات خصوصيات كامل الوقت.‏

ابي ينكث وعده ويسيء تطبيق آية

في الشهر نفسه الذي ابتدأت فيه خدمة الفتح الخصوصي،‏ زاد الشيطان جهوده لإضعافي.‏ فقد تسلَّمتُ كمبيالة مفصَّلة من المصرف تذكر انه عليَّ الابتداء بدفع مبلغ ٨٠‏,٣٢ دولارا في الشهر مقابل علومي في الكلية.‏ لم اكن اتوقع حدوث ذلك،‏ لأن والديَّ كانا يقولان لي دائما انهما سيدفعان نفقات علومي في الكلية اذا حافظت على المعدل «ممتاز،‏» وهذا ما كنت افعله.‏ فكتبت الى ابي وطلبت منه ان لا يعتبرني واحدة من شهود يهوه في هذه القضية بل ان يعتبرني ابنته.‏ وذكَّرته بطريقة ودية بالاتفاق الذي اجريناه بشأن علومي،‏ انه اذا حافظتُ على مستوى العلامات الذي طلبه،‏ فسيدفع دائما نفقات تعليمي.‏ وطلبت اليه راجية ان لا يحمِّلني هذا العبء لأنه ستصعب عليَّ جدا مواصلة تسديد هذه الدفعات،‏ لانني لا احصل إلا على ٥٠ دولارا في الشهر،‏ وأنا اعيش بهذا المبلغ.‏ ودفْع ٨٠‏,٣٢ دولارا في الشهر لا يترك لي سوى ٢٠‏,١٧ دولارا اعيش بها.‏

فردَّ والدي بآ‌ية في رسالة.‏ فقد كتب:‏ «بما انك تستعملين دائما الكتاب المقدس،‏ فماذا عن هذه الآية:‏ ‹إن كان احد لا يريد ان يشتغل فلا يأكل ايضا.‏› انتِ لا تستخدمين علومكِ في ما ينفع،‏ لذلك عليكِ ان تسدِّدي هذه الدفعات للمصرف.‏» —‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٠‏.‏

عندما تسلَّمتُ هذه الرسالة القصيرة والجافية،‏ احسست بأن مشاعري جُرحت عميقا.‏ فركبتُ سيارتي،‏ انفردت بنفسي،‏ وبكيت لأنني لم اكن اعرف ماذا افعل.‏ ثم توقفت عن البكاء وغضبت.‏ فقد ادركت انه ليس والداي من هما ضدي بل الشيطان.‏ فصحت على الشيطان لكي يبتعد عني،‏ وقلت انه لن يربح،‏ وإنه لن ينجح في جعلي اترك خدمة الفتح.‏

مصاعب كثيرة،‏ بركات كثيرة

حصلت على عمل بدوام جزئي،‏ ٢٠ ساعة في الاسبوع —‏ ١١ ساعة في يوم واحد و ٩ ساعات في اليوم التالي —‏ واستمررت في الفتح الخصوصي.‏ وتعلَّمتُ بسرعة كيف استفيد من محلات الثياب المستعملة.‏ فقد شملَت ملابسي الشتوية اربع تنانير ثمنها دولار واحد.‏ ومعطفي الشتوي بلغ ثمنه ٥٠‏,١ دولارا.‏ عملت في تنظيف الارضيات لأتمكَّن من شراء جزمة سعرها ٢٠ دولارا.‏ وكان علينا جميعا ان نجاهد.‏ ولتوفير المال فتحتُ حساب توفير.‏ احيانا كنت اودع ٢٥ سنتا ثم اسحبها لشراء الوقود.‏ اعتقد ان امناء الصندوق كانوا يكرهون رؤيتي ادخل الى المصرف.‏ وفي النهاية اقفلوا حسابي —‏ كان المال فيه قليلا دائما.‏ وكنت اتوقف عند محطة وقود وأملأ خزان السيارة وقودا بقيمة ٢٥ سنتا.‏ وبعد فترة اعتقد ان العاملين هناك صاروا يتأففون عندما اتوقف عند المحطة.‏ وكانت هنالك اوقات لم نكن نملك فيها نقودا لشراء الوقود.‏ فمرارا كثيرة كنا نركب السيارة،‏ عالمات ان كمية الوقود غير كافية ولكن عالمات ايضا ان لدينا درسا في الكتاب المقدس يجب عقده.‏ وأحيانا عندما كنا نذهب الى مكتب البريد،‏ كنا نجد في بريدنا دولارا من احد الاشخاص —‏ ما يكفي تماما لمساعدتنا على تدبُّر امورنا.‏ وبين كل المشاكل كنا نرى يد يهوه في حياتنا.‏ وكان ذلك مؤثرا جدا.‏

اتذكر انني كنت اجمع القناني المرمية وأحصل مقابلها على المال لمجرد وضع الطوابع على الرسائل.‏ ووفَّرت مال جمع القناني ثلاثة اشهر لشراء حذاء يبلغ ثمنه ٨ دولارات.‏ ثم حدث لي امر شخصي الى اقصى حد.‏ فقد كانت لدي قطعتان فقط من الملابس الداخلية.‏ فصليت الى يهوه وقلت له انني اشعر بأنه ليس من اللائق الصلاة من اجل ذلك،‏ ولكنني لا اعرف ماذا افعل.‏ وبعد اسبوعين وصلني طرد فيه ١٧ سروالا تحتانيا قصيرا،‏ قميص تحتاني،‏ بلوزة،‏ وأشياء اخرى!‏ وكلها اتت من شخص لم يراسلني منذ سنة.‏

احدى المشاكل الرئيسية في المنطقة كانت التعامل غير المشروع بالمشروبات الكحولية.‏ وبسبب الممارسات غير المشروعة،‏ كان الناس في بعض المقاطعات متعصبين لمعشرهم وكثيري الشك في الغرباء.‏ ومع ذلك كانت عندي دروس كثيرة،‏ وفي آخر الامر صرت اعمل في خدمة الحقل نحو ٢٥ ساعة اسبوعيا وحدي.‏ لم اشعر قط بأنني قريبة الى يهوه كما شعرت في تلك الفترة لأنه كان عليَّ ان اتكل عليه كاملا.‏ فالمرء يتعلَّم انه ليست الاشياء التي يملكها هي ما يهمّ بل ما يهم هو علاقته بيهوه.‏ ويتعلَّم ان الامور المادية لا تجعله سعيدا؛‏ بل يهوه هو الذي يجعله سعيدا.‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٥‏.‏

اربح عائلة مُحبَّة جديدة

في الشهر عينه الذي سدَّدت فيه آخر كمبيالة مقابل علومي في الكلية،‏ التقيت زوجي العتيد وأعز صديق لي،‏ جف مالون.‏ كان جف في البتل،‏ وبعد سنة تزوجنا.‏ عندما تزوجت جف،‏ لم اكسبه فقط كزوج بل ربحت ايضا امه وأخته وعمه الذين احبهم كثيرا.‏ ومحبتنا المشتركة ليهوه توحِّدنا اكثر من ايّ رابط آخر.‏ عُيِّنتُ مع جف في يونيون سيتي،‏ تنيسي،‏ كفاتحَين خصوصيَّين.‏ وبعد ان خدمنا هناك اربعة اشهر فقط تقدمنا بطلب للخدمة في البتل وقُبلنا.‏

غادرنا البتل سنة ١٩٨٠،‏ ووُلدت ابنتنا ماڠِن في وقت لاحق من تلك السنة.‏ ووُلد ابننا جَي تي سنة ١٩٨٣.‏ حاليا،‏ نخدم جف وأنا كفاتحين قانونيين في جماعة فورست هيل في فورت وورث،‏ تكساس.‏

لقد قررنا ان نفعل كل ما في وسعنا لنربي ولدينا ليحبَّا يهوه.‏ ومع ان جف يخدم كشيخ،‏ فهو يضع دائما مصالح عائلتنا الروحية اولا.‏ ونحن نتبع اقتراحات الجمعية بشأن حضور الاجتماعات القانوني،‏ القراءة على الاولاد،‏ الاشتراك في خدمة الحقل،‏ مناقشة الآية اليومية،‏ والذهاب الى مشاريع بناء قاعات الملكوت.‏ وغالبا ما كنا نقضي كلانا اكثر من ساعة مُعِدَّين الولدين ليخلدا الى النوم —‏ مرنِّمَين الترانيم لهما،‏ قارئَين قصص الكتاب المقدس عليهما،‏ ورافعَين الصلوات مع كل واحد على حدة.‏ وهدف عائلتنا هو ان نكون جميعا في الخدمة كامل الوقت معا.‏ ثمة امرٌ واحد كان شغلنا الشاغل على مرِّ السنين —‏ البقاء معا كعائلة،‏ فعل الامور كعائلة،‏ في العمل وفي اللعب على السواء.‏

عندما انظر الى الماضي اتمكن من تأكيد ما عبَّر عنه داود بالصواب:‏ «ماذا اردّ للرب من اجل كل حسناته لي.‏» (‏مزمور ١١٦:‏١٢‏)‏ فليس هنالك شيء تمكن الشيطان من فعله ولم يتمكن يهوه من إبطاله.‏ لديّ عائلة مترابطة ومُحِبَّة بوجود جف وماڠِن وجَي تي،‏ وجميعنا متحدون في خدمة يهوه؛‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ ربحت عائلة عالمية رائعة لأنني جزء من هيئة يهوه.‏ وهذا امر سأكون شاكرة عليه الى الابد.‏ —‏ كما روته كارِن مالون.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

كارِن مع زوجها وولديها

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة