شباط (فبراير)
الاربعاء ١ شباط (فبراير)
اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم. — يع ٤:٨.
هل انت شاهد ليهوه منتذر ومعتمد؟ اذا اجبت بنعم، فلديك اذًا مقتنى ثمين: علاقة شخصية باللّٰه. لكنَّ هذه العلاقة تهددها ضغوطات من عالم الشيطان وجسدنا الناقص. وهذه الضغوطات تواجه كل المسيحيين. لذلك علينا ان نقوي علاقتنا بيهوه قدر الامكان. فكم قوية هي علاقتك الشخصية بيهوه؟ هل ترغب في توطيدها؟ تخبرنا آية اليوم، يعقوب ٤:٨، كيف نفعل ذلك. لاحظ ان للطرفين دورا في هذه العلاقة. فإذا اتخذنا خطوات للاقتراب الى اللّٰه يبادلنا هو بالمثل. وكلما داومنا على ذلك، توطدت علاقتنا بيهوه وأصبح بالتالي شخصا حقيقيا اكثر بالنسبة الينا. وهكذا تنمو في قلوبنا الثقة التي كانت عند يسوع اذ قال: «الذي ارسلني هو حقيقي . . . انا اعرفه». — يو ٧:٢٨، ٢٩. ب١٥ ١٥/٤ ٣:١، ٢.
الخميس ٢ شباط (فبراير)
احتملوا في الضيق. واظبوا على الصلاة. — رو ١٢:١٢.
لنفرض ان قريبا عزيزا عليك فُصل عن الجماعة. وأنت تعرف من خلال درسك الكتاب المقدس كيف يجب ان تعامل المفصولين. (١ كو ٥:١١؛ ٢ يو ١٠) إلا ان الالتزام بقرار الفصل يبدو لك احيانا صعبا جدا، حتى مستحيلا. فهل تثق ان اباك السماوي سيشدد عزمك على الالتصاق بتوجيه الكتاب المقدس في هذا المجال؟ وهل ترى في هذا الظرف فرصة لتوطِّد علاقتك بيهوه وتمتِّن الروابط بينك وبينه؟ هل يعني ذلك انه لا يفترض بنا ان نُكِنَّ محبة شديدة لأقربائنا؟ طبعا لا. لكنَّ محبتنا الاقوى يجب ان تكون ليهوه. (مت ٢٢:٣٧، ٣٨) وهذا في الواقع يصب في مصلحة اقربائنا، سواء كانوا يخدمون يهوه الآن ام لا. وإذا كنت متضايقا بسبب فصل احد اقربائك، فاسكب قلبك ليهوه في الصلاة. — في ٤:٦، ٧. ب١٥ ١٥/٤ ٤:١٤، ١٦.
الجمعة ٣ شباط (فبراير)
نفتخر بكم بين جماعات اللّٰه من اجل احتمالكم وإيمانكم. — ٢ تس ١:٤.
ليس خطأ ان نكون فخورين بإنجازات الآخرين، ولا حتى ان نمتلك مقدارا من الاعتزاز بالنفس؛ فمثل هذا الشعور دليل سلامة وليس بالضرورة مُضرا. فلا يجب ان نخجل بعائلتنا او حضارتنا او المنطقة التي نشأنا فيها. (اع ٢١:٣٩) من ناحية اخرى، يمكن ان تدمر الكبرياء والافتخار علاقاتنا بالآخرين، ولا سيما صداقتنا مع يهوه. كما يمكن ان يجعلانا نستاء من مشورة نحن بحاجة اليها، فنرفضها عوض ان نقبلها بتواضع. (مز ١٤١:٥) فثمة تعريف للكبرياء هو: «شعور مفرط [عند الانسان] بقيمته وأهميته بحيث يعتبر نفسه افضل من غيره». ويهوه يكره هذا النوع من الكبرياء والتفاخر. (حز ٣٣:٢٨؛ عا ٦:٨) لكنَّ الشيطان يبتهج عندما يرى البشر يتبجحون بكبرياء. فلا شك انه احس بنشوة الانتصار عندما رأى تبجح نمرود وفرعون وأبشالوم، رجال وقعوا ضحية الكبرياء المؤذية. — تك ١٠:٨، ٩؛ خر ٥:١، ٢؛ ٢ صم ١٥:٤-٦. ب١٥ ١٥/٥ ٢:٥، ٦.
السبت ٤ شباط (فبراير)
تفتح يدك فتشبع رغبة كل حي. — مز ١٤٥:١٦.
تمثلا بالآب، غالبا ما فتح ‹المسيح، قدرة اللّٰه›، يده وأشبع رغبات اتباعه. (١ كو ١:٢٤) ولم يكن ذلك استعراضا لقدرته. فما دفعه هو اهتمامه الحقيقي بالآخرين. تأمل في الحادثة المدونة في متى ١٤:١٤-٢١. كانت الجموع قد تبعت يسوع من المدن سيرا على الاقدام. (مت ١٤:١٣) وبحلول المساء، خاف التلاميذ ان يخور الناس من الجوع، فسألوه ان يصرف الجموع ليبتاعوا طعاما لأنفسهم. فماذا عساه يفعل؟ اطعم يسوع حوالي خمسة آلاف رجل، ما عدا النساء والاولاد الصغار، بخمسة ارغفة وسمكتين! والرواية تقول إن الجموع ‹اكلوا وشبعوا›، ما يدل انه كانت هناك وفرة من الطعام. فيسوع لم يقدِّم للجموع القليل من كِسَر الخبز، بل زوَّدهم بوجبة تسند قلوبهم اثناء الرحلة الطويلة التي كانوا سيقومون بها للعودة الى بيوتهم. — لو ٩:١٠-١٧. ب١٥ ١٥/٦ ١:٨، ٩.
الاحد ٥ شباط (فبراير)
الرذالة مرفَّعة بين بني البشر. — مز ١٢:٨.
الفساد الاخلاقي متفشٍّ جدا لدرجة اننا ربما نتساءل: «هل المحافظة على العفة والطهارة امر مستطاع في عالمنا اليوم؟». نعم، وذلك بمعونة يهوه. على اننا يجب ان نرفض الرغبات الفاسدة اذا اردنا ان نحيا بعفة. فكما يجتذب الطعم السمكة، كذلك الافكار النجسة والرغبات الفاسدة يمكن ان تجتذب المسيحي وتشكل اغراء له في حال لم يطردها فورا. ومع مرور الوقت، تشتد الرغبة الخاطئة بحيث نصبح مستعدين لتحقيقها اذا سنحت لنا الفرصة. فكما يقول الكتاب المقدس: «الشهوة متى خصبت تلد خطية». (يع ١:١٤، ١٥) ولمَّا كان بمقدور الرغبات والشهوات الخاطئة ان تنمو وتتأصل في قلبنا، بات الحذر واجبا ملحًّا لئلا نبدأ باشتهاء ما هو نجس. فنبذ الرغبات الخاطئة يجنبنا العهارة وعواقبها الوخيمة. — غل ٥:١٦. ب١٥ ١٥/٦ ٣:١-٣.
الاثنين ٦ شباط (فبراير)
لتكن مشيئتك على الارض. — مت ٦:١٠.
منذ حوالي ٠٠٠,٦ سنة، كانت مشيئة اللّٰه تتم على الارض. لذلك قال يهوه إن كل شيء «حسن جدا». (تك ١:٣١) غير ان الشيطان تمرد على اللّٰه. ومنذ تمرده، كثر الذين لا يفعلون مشيئة اللّٰه. اما اليوم فهناك نحو ثمانية ملايين شخص يخدمون يهوه. وهم لا يصلُّون فقط ان تكون مشيئته على الارض، بل يجاهدون ليعيشوا بانسجام مع هذه الصلاة. ويظهر ذلك من خلال نمط حياتهم ومشاركتهم الغيورة في عمل التلمذة. ولن نكفَّ عن الصلاة «لتكن مشيئتك» حتى يزول من الارض آخر عدو لملكوت اللّٰه. عندئذ، سنرى اتمام مشيئة اللّٰه على نطاق اوسع بقيامة بلايين الناس الى الحياة على ارض فردوسية. (يو ٥:٢٨، ٢٩) وكم سيكون رائعا ان نستقبل احباءنا الموتى! ب١٥ ١٥/٦ ٤:١٥، ١٧.
الثلاثاء ٧ شباط (فبراير)
أُمجِّد موضع قدميَّ. — اش ٦٠:١٣.
ان التعبير «الفردوس الروحي» جزء من مصطلحاتنا الثيوقراطية. وهذا الفردوس بيئة خصوصية، او حالة فريدة، غنية بالبركات الروحية تتيح لنا ان نتمتع بالسلام مع اللّٰه وإخوتنا. طبعا، لا يجب ان نخلط بين «الفردوس الروحي» و «الهيكل الروحي». فالهيكل الروحي هو ترتيب اللّٰه للعبادة الحقة، في حين ان الفردوس الروحي يحدد بوضوح هوية الذين يرضى عنهم اللّٰه ويخدمونه في هيكله الروحي. (مل ٣:١٨) وكم نفرح حين نعرف ان يهوه منذ عام ١٩١٩ يسمح لبشر ناقصين ان يعملوا معه في الاعتناء بالفردوس الروحي وتدعيمه وتوسيعه! فهل تشارك في هذا العمل الرائع؟ وهل تقدِّر امتياز العمل مع يهوه لتمجيد ‹موضع قدميه›؟ ب١٥ ١٥/٧ ١:١٠، ١١.
الاربعاء ٨ شباط (فبراير)
اتقدس فيك امام عيونهم يا جوج. — حز ٣٨:١٦.
سيحدث هجوم جوج قبل ان تؤخذ البقية الممسوحة الى السماء. فكيف سيتصرف شعب اللّٰه الذي سيبدو دون حماية؟ سوف يطيعون الارشادات التي أُعطيت في عهد الملك يهوشافاط: «ليس عليكم ان تحاربوا في هذه. قفوا اثبتوا وانظروا خلاص يهوه لاجلكم. فيا يهوذا ويا اورشليم، لا تخافوا ولا ترتاعوا». (٢ اخ ٢٠:١٧) غير ان ردة الفعل في السماء ستكون مختلفة. فإشارة الى الوقت الذي سيصير فيه كل الممسوحين في السماء، تقول الرؤيا ١٧:١٤ إن اعداء شعب اللّٰه «سيحاربون الحمل، ولكنَّ الحمل يغلبهم لأنه رب الارباب وملك الملوك. والمدعوون والمختارون والامناء الذين معه يغلبون ايضا». وهذا يعني ان يسوع سيخوض الحرب مع شركائه في المُلك لإنقاذ شعب اللّٰه. ب١٥ ١٥/٧ ٢:١٦.
الخميس ٩ شباط (فبراير)
لكل شيء زمان معين. — جا ٣:١.
ان يهوه هو مَن يستضيفنا في الاجتماعات المسيحية، ويجب ان يتجلى احترامنا له بسلوكنا ومظهرنا وعدم تطرفنا. طبعا، يريد يهوه ان يشعر خدامه وغيرهم من الضيوف بالراحة في قاعات الملكوت. ولكن في الوقت نفسه، لا ينبغي ان ينتقص الحاضرون من وقار الاجتماعات بارتداء ثياب لا تليق ابدا بمناسبة رسمية، او بإرسال الرسائل النصية، فتح الاحاديث، تناول الطعام والشراب، وغيرها. كما يلزم ان يعلِّم الوالدون اولادهم ان قاعة الملكوت ليست مكانا للركض واللعب. هذا وقد استشاط يسوع غضبا حين رأى الناس يزاولون التجارة في هيكل اللّٰه، فطردهم من هناك. (يو ٢:١٣-١٧) وقاعات الملكوت هي ايضا اماكن للعبادة النقية والتعليم الثيوقراطي. فلا ينبغي القيام بأية اعمال تجارية في القاعة. — قارن نحميا ١٣:٧، ٨. ب١٥ ١٥/٧ ٤:٧، ٨.
الجمعة ١٠ شباط (فبراير)
في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة حرجة. — ٢ تي ٣:١.
يقول الكتاب المقدس إن الناس سيزدادون شرا «في الايام الاخيرة». (٢ تي ٣:١٣؛ مت ٢٤:٢١؛ رؤ ١٢:١٢) لذا، مع ان الاحوال اليوم سيئة جدا، نحن نتوقع انها ستتدهور اكثر. ولكن، الى اي حد تتوقع ان تسوء الاحوال قبل «الضيق العظيم»؟ (رؤ ٧:١٤) مثلا، هل تتوقع ان تندلع الحروب في كل البلدان، وينقطع الطعام من كل البيوت، وتتفشى الاوبئة في كل المنازل؟ في ظل ظروف كهذه، حتى المشككون سيُجبَرون على الاعتراف بأن نبوات الكتاب المقدس تتحقق. غير ان يسوع قال إن معظم الناس لن «يكترثوا» لحضوره، بل سيتابعون نشاطاتهم اليومية حتى يفوت الاوان. (مت ٢٤:٣٧-٣٩) وعليه، لا تشير الاسفار المقدسة الى ان احوال العالم في الايام الاخيرة ستتفاقم الى حد يُضطر عنده الناس الى الايمان بأن النهاية وشيكة. — لو ١٧:٢٠؛ ٢ بط ٣:٣، ٤. ب١٥ ١٥/٨ ٢:٦، ٧.
السبت ١١ شباط (فبراير)
لطفك الحبي افضل من الحياة. — مز ٦٣:٣.
تُرى هل نفوِّت على انفسنا حياة افضل اليوم اذا صرفنا وقتنا في الاستعداد لعالم اللّٰه الجديد؟ كلا على الاطلاق! فما من نمط حياة يمنح الاكتفاء اكثر من خدمة يهوه. فهي ليست خدمة اجبارية نقوم بها لمجرد عبور الضيق العظيم. انما هي سبيل السعادة العظمى لأن يهوه خلقنا بحيث نستمد الفرح من خدمته. فليس افضل من السير بحسب ارشادات يهوه واختبار لطفه الحبي. (مز ٦٣:١، ٢) طبعا، ليس علينا انتظار العالم الجديد لنتمتع بالبركات الروحية الناجمة عن خدمة يهوه من كل القلب. فهذه البركات متاحة لنا الآن! وبعضنا يحصدها منذ عقود، ونحن نعرف من اختبارنا ان لا مسلك حياة آخر يجلب اكتفاء اعظم. — مز ١:١-٣؛ اش ٥٨:١٣، ١٤. ب١٥ ١٥/٨ ٣:١٦.
الاحد ١٢ شباط (فبراير)
انتم مخلَّصون بواسطة الايمان. — اف ٢:٨.
يمكِّننا الايمان ان نفعل اشياء تبدو مستحيلة من وجهة نظر بشرية. (مت ٢١:٢١، ٢٢) على سبيل المثال، غيَّر كثيرون منا مواقفهم وممارساتهم تغييرا جذريا بحيث صاروا اشخاصا آخرين بالنسبة الى معارفهم السابقين. وقد دعم يهوه جهودنا لأننا خطونا هذه الخطوات على اساس ايماننا به. (كو ٣:٥-١٠) وحين دفعنا ايماننا ان ننذر انفسنا ليهوه، صرنا اصدقاء له، امر ما كنا لنستطيع تحقيقه بقوتنا. وإيماننا يستمر في امدادنا بالقوة. فبالايمان، نقدر ان نقاوم هجمات عدونا الفائق القوة، ابليس. (اف ٦:١٦) بالاضافة الى ذلك، يخفف اتكالنا على اللّٰه قلقنا خلال اوقات الشدة. فيهوه يعدنا ان يزودنا بحاجاتنا المادية اذا آمنا به ووضعنا مصالح الملكوت اولا. (مت ٦:٣٠-٣٤) كما اننا، بفضل ايماننا، سنحصل على هبة لا يمكن لأحد نيلها بجهده الخاص: الحياة الابدية. — يو ٣:١٦. ب١٥ ١٥/٩ ٣:٤، ٥.
الاثنين ١٣ شباط (فبراير)
نحن نحب لأن اللّٰه احبنا اولا. — ١ يو ٤:١٩.
كيف ‹احبنا اللّٰه اولا›؟ ذكر الرسول بولس: «اللّٰه . . . بيَّن لنا فضل محبته بأنه اذ كنا بعد خطاة مات المسيح عنا». (رو ٥:٨) والمحبة هي الصفة الغالبة في شخصية يهوه. فلا عجب ان اعظم وصية اعطاها، حسبما قال يسوع، هي: «تحب يهوه الهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك وبكل قوتك». (مر ١٢:٣٠) فقبل كل شيء، ينبغي ان تنبع محبتنا للّٰه من قلب كامل لا منقسم، وإلا نبعث الحزن في نفسه. لكنَّ محبتنا الاصيلة ليهوه اكثر بكثير من عاطفة او احساس. فعلينا ان نحبه من كل نفسنا وعقلنا وقوتنا، اي بكامل طاقاتنا الروحية والفكرية والجسدية. وهذا ما طلبه يهوه بفم نبيِّه ميخا. — مي ٦:٨. ب١٥ ١٥/٩ ٥:١-٣.
الثلاثاء ١٤ شباط (فبراير)
قد سمعتُ عنك سماع الأذن، أمَّا الآن فإني اراك بأم عيني. — اي ٤٢:٥.
احيانا، لا نرى يد اللّٰه وهي تعمل في حياتنا الخاصة. وربما يعود السبب الى ان تحديات الحياة ترهقنا، فيغيب عن بالنا ان يهوه سبق وساعدنا مرارا كثيرة. وهذا ما حصل مع النبي ايليا. فعندما هددت الملكة ايزابل حياته، نسي كيف سبق وسانده اللّٰه. فالكتاب المقدس يقول إنه «سأل الموت لنفسه». (١ مل ١٩:١-٤) وماذا كان الحل لمشكلته؟ وجب عليه ان يلتفت الى يهوه من اجل التشجيع. (١ مل ١٩:١٤-١٨) ايوب ايضا ركز بإفراط على همومه الخاصة، لدرجة انه لم يعد ينظر الى الامور من وجهة نظر اللّٰه. (اي ٤٢:٣-٦) ومثل ايوب، قد نحتاج ان نبذل جهدا اضافيا لنرى اللّٰه. كيف؟ بالتأمل في ما يقوله الكتاب المقدس عن المشاكل التي نعانيها. وهكذا نعي كيف يدعمنا يهوه، فنلمس وجوده في حياتنا لمس اليد. ب١٥ ١٥/١٠ ١:١٥، ١٦.
الاربعاء ١٥ شباط (فبراير)
يا انسان، مَن عيَّنني عليكم قاضيا او مقسِّما؟ — لو ١٢:١٤.
لم يفسح يسوع المجال لأية تلهيات بأن تؤخره عن عمل الكرازة. ففي بداية خدمته، توسل اليه اهل كفرناحوم ألا يغادر مدينتهم بعدما سمعوا تعاليمه وشهدوا عجائبه. فكيف ردَّ على هذه المجاملة؟ قال: «لا بد لي ان ابشر المدن الاخرى ايضا بملكوت اللّٰه، لأني لهذا أُرسلت». (لو ٤:٤٢-٤٤) والتزاما بكلامه، جاب طول فلسطين وعرضها يبشِّر ويعلِّم. وبذل جهودا كبيرة في الخدمة لدرجة انه شعر احيانا بتعب شديد واحتاج الى الراحة مع انه انسان كامل. (لو ٨:٢٣؛ يو ٤:٦) في مناسبة لاحقة، وفيما كان يسوع يعلِّم اتباعه كيف يحتملون الاضطهاد، قاطعه رجل قائلا: «يا معلم، قل لأخي ان يقاسمني الميراث». إلا ان يسوع رفض الانشغال بحلِّ هذا الخلاف العائلي. — لو ١٢:١٣-١٥. ب١٥ ١٥/١٠ ٣:١٠، ١١.
الخميس ١٦ شباط (فبراير)
اللّٰه محبة. — ١ يو ٤:٨.
يهوه هو مجسِّم المحبة؛ وهذه الصفة هي ابرز وأهم صفاته، وهي الدافع وراء كل ما يفعله. فكم نحن شاكرون لأن خالق الكون وكل الاشياء الحية هو إله محبة! وهو ايضا حنون وعطوف على خلائقه. وهذا بحد ذاته يضمن لنا ان كل مقاصده للبشر ستتم بالطريقة الفضلى لخير جميع مَن يخضعون لحكمه. خذ مثلا يوم الدينونة. فبدافع المحبة، «حدَّد [اللّٰه] يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالبر برجل قد عيَّنه»، اي بيسوع المسيح. (اع ١٧:٣١) وهذه الكلمات ستتم لا محالة. وحينئذ، سيتمتع البشر الابرار والطائعون بحياة رائعة الى ما لا نهاية. ب١٥ ١٥/١١ ٣:١، ٢.
الجمعة ١٧ شباط (فبراير)
ليكن كلامكم كل حين بنعمة، مطيبا بملح. — كو ٤:٦.
في عملنا الكرازي، نلقى ردود فعل متفاوتة، منها الايجابي ومنها السلبي. ولكن بغض النظر عن رد فعل الناس، تُبيِّن كلمة اللّٰه المبدأ الذي يلزم ان نتبعه. فعندما ندافع عن ايماننا امام كل مَن يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا، نفعل ذلك «بوداعة واحترام عميق» لأننا نحب قريبنا. (١ بط ٣:١٥) وحتى حين يغضب الناس ويرفضون رسالتنا، نعرب عن المحبة لقريبنا تمثلا بيسوع الذي «ما كان يرد الشتم وهو يشتم، ولا كان يهدد وهو يتألم، بل بقي مسلما امره لمَن يدين بالبر»، اي يهوه. (١ بط ٢:٢٣) فسواء كنا مع اخواننا او غيرهم، نعرب عن التواضع ونطبق المشورة القائلة: ‹لا تردوا الأذية بالأذية او الشتم بالشتم، بل بالعكس باركوا›. — ١ بط ٣:٨، ٩. ب١٥ ١٥/١١ ٤:١٧، ١٨.
السبت ١٨ شباط (فبراير)
ليكنَّ محبات لأولادهن. — تي ٢:٤.
كان يسوع يقول لتلاميذه إنه يحبهم. (يو ١٥:٩) كما انه اعرب عن محبته لهم بصرف وقت كبير معهم. (مر ٦:٣١، ٣٢؛ يو ٢:٢؛ ٢١:١٢، ١٣) تمثلا بيسوع، قل لولدك إنك تحبه، وأظهر له باستمرار كم هو مهم في نظرك. (مت ٣:١٧) يقول سامويل الذي يعيش في اوستراليا: «حين كنت صغيرا، اعتاد ابي ان يقرأ علي كتابي لقصص الكتاب المقدس كل مساء. وكان يجيبني على اسئلتي ثم يعانقني ويقبلني قبل النوم. وكم تفاجأت حين علمت لاحقا ان العائلة التي نشأ فيها لم يكن من عادتها العناق والقبل! غير انه بذل جهدا كبيرا ليعبِّر عن محبته لي. ونتيجة ذلك، اصبحت علاقتي به متينة وشعرت بالراحة والامان». انت ايضا قل لولدك دائما إنك تحبه ليشعر هو بدوره كما شعر سامويل. اظهر له الحنان، تحدث اليه، تناول معه الطعام، والعبا سويا. ب١٥ ١٥/١١ ١:٣، ٤.
الاحد ١٩ شباط (فبراير)
مَن هو العبد الامين الفطين الذي اقامه سيده على خدم بيته ليعطيهم طعامهم في حينه؟ — مت ٢٤:٤٥.
في اوائل القرن الماضي، أُقيم فريق صغير من تلاميذ الكتاب المقدس ليكونوا «العبد الامين الفطين». وفي ذلك الوقت، كانت الانكليزية هي اللغة الرئيسية التي تواصل بها العبد مع ‹خدم البيت›. وقد عمل كل ما في وسعه لتوفير الطعام الروحي بأكبر عدد ممكن من اللغات، فأصبحت مطبوعاتنا اليوم متوفرة بأكثر من ٧٠٠ لغة. لذا، نشأت الحاجة الى ترجمة دقيقة للكتاب المقدس تنقل بلغة عصرية معنى الكتابات الاصلية. فتشكلت لجنة ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس، وصدرت ترجمتهم في ستة مجلدات على مدى عشر سنوات، من ١٩٥٠ الى ١٩٦٠. وعندما اصدر الاخ ناثان نور المجلد الاول في محفل في ٢ آب (اغسطس) ١٩٥٠، امل ان تكون هذه الترجمة خير عون روحي لملايين الناس. ب١٥ ١٥/١٢ ١:١٥، ١٧.
الاثنين ٢٠ شباط (فبراير)
طلب الجامعة ان يجد الكلمات المُسرَّة وكتابة كلمات الحق السديدة. — جا ١٢:١٠.
هل تستصعب عموما ان تأتي ‹بكلمات مُسرَّة›؟ في هذه الحال، قد يلزم ان تزيد مفرداتك. ابحث في الكتاب المقدس والاصدارات عن اساليب جديدة للتعبير عن نفسك. اعرف معنى العبارات التي لا تفهمها. والأهم، تعلَّم كيف تستخدم الكلام في بناء الآخرين، متأملا مثال يسوع في هذا المجال. فقد عرف ماذا يقول بالضبط لأن يهوه علَّمه كيف ‹يجيب المتعب بالكلمة› المناسبة. (اش ٥٠:٤) ومن المهم ايضا ان تصرف الوقت لتفكر في تأثير كلامك. (يع ١:١٩) اسأل نفسك: ‹هل تنقل كلماتي المعنى الذي اريده؟ وما تأثيرها على مَن يسمعني؟›. ب١٥ ١٥/١٢ ٣:١٢.
الثلاثاء ٢١ شباط (فبراير)
اقترب خراب اورشليم. — لو ٢١:٢٠.
ان رؤية اورشليم «محاطة بجيوش معسكرة» تماما كما انبأ يسوع، دفعت المسيحيين في اليهودية، ولا سيما الذين يعيشون في اورشليم، ان يتصرفوا بسرعة وحزم. فيسوع سبق وحثهم على الهرب حالما يرون هذه النبوة قد بدأت تتضح امام عيونهم. (لو ٢١:٢١-٢٤) لقد مضت ٢٨ سنة منذ تلفظ يسوع بهذه النبوة. وخلال تلك السنوات، تعرَّض المسيحيون من اصل يهودي لاضطهادات عنيفة ومحن قاسية وتخطوها بأمانة. (عب ١٠:٣٢-٣٤) لكن بولس يعلم انهم على وشك ان يواجهوا احد اصعب امتحانات الايمان. (مت ٢٤:٢٠، ٢١؛ عب ١٢:٤) لذا يريد ان يجهزهم للاحداث التي تنتظرهم. فهم سيحتاجون اكثر من اي وقت مضى الى الاحتمال والايمان، ايمان قوي ينقذ حياتهم. (عب ١٠:٣٦-٣٩) لهذه الغاية، يوجِّهه روح يهوه ان يكتب رسالة تلائم تماما حاجات اخوته وأخواته الاحباء هؤلاء. وتُعرف هذه الرسالة اليوم بسفر العبرانيين. ب١٦/١ ١:١، ٢.
الاربعاء ٢٢ شباط (فبراير)
ايها الاحباء، ان كان اللّٰه قد احبنا هكذا، فنحن ملزمون ان نحب بعضنا بعضا. — ١ يو ٤:١١.
لن ننعم بمحبة اللّٰه ان لم نحب اخوتنا. (١ يو ٣:١٦) فكيف نترجم هذه المحبة عمليا؟ اليك مثال يسوع. فخلال خدمته على الارض، اهتم اهتماما خصوصيا بالمتضعين. فشفى المرضى والعرج والعمي والصم والبكم. (مت ١١:٤، ٥) وفرح بتعليم الجياع روحيا الذين اعتبرهم القادة الدينيون اليهود شعبا ‹ملعونا›. (يو ٧:٤٩) فيسوع احب المساكين وعمل جاهدا على خدمتهم. (مت ٢٠:٢٨) فهل نفكر نحن ايضا بإخوتنا وأخواتنا في الجماعة؟ لا شك ان عديدين منهم يحتاجون الى محبتنا، مثل المسنين. فلنسمح لمحبة اللّٰه لنا ان تعمل فينا وتحفزنا على محبة اخوتنا قولا وعملا. ب١٦/١ ٢:١٢-١٤.
الخميس ٢٣ شباط (فبراير)
لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، لا بد لي ان آتي بتلك ايضا، فتكون رعية واحدة، وراعٍ واحد. — يو ١٠:١٦.
ليس الخراف الأُخر بحاجة الى معرفة اسماء كل الممسوحين الموجودين اليوم. ولمَ لا؟ لأنه حتى لو تلقَّى احد المسيحيين الدعوة السماوية، فهذا لا يعني ان مكافأته تأكدت بصورة نهائية. ولهذا السبب يقيم الشيطان انبياء دجالين «حتى يُضلوا المختارين ايضا، لو امكن». (مت ٢٤:٢٤) فهذه المكافأة لا تصير اكيدة حتى يقرر يهوه ان الشخص اهل لها ويختمه الختم النهائي، إما قبل موته امينا او قبل اندلاع «الضيق العظيم». (رؤ ٢:١٠؛ ٧:٣، ١٤) لذا لا جدوى اليوم ان نتحقق مَن من خدام اللّٰه سيكون في نهاية المطاف من الـ ٠٠٠,١٤٤. ب١٦/١ ٤:٢، ٣.
الجمعة ٢٤ شباط (فبراير)
تنجح كلمتي في ما ارسلتها له. — اش ٥٥:١١.
فكِّر كيف يرتبط عمل الكرازة بقصد يهوه للبشر. فقد اراد لهم ان يسكنوا الارض الى الابد، ولم يغيِّر رأيه رغم خطية آدم. عوض ذلك، رتب ان يحررهم من الخطية والموت. ويسوع المسيح عمل بانسجام مع هذا القصد اذ اتى الى الارض وضحى بحياته من اجل البشر الطائعين. ولكن كيف للبشر ان يطيعوا اللّٰه اذا لم يفهموا ما يطلبه منهم؟! هل نستغرب اذًا أنَّ يسوع علَّم الناس عن مطالب اللّٰه وأوصى اتباعه ان يفعلوا الامر نفسه؟ وهكذا عندما نساعد الناس ان يتصالحوا مع اللّٰه، نساهم في هذا الترتيب الذي يعكس محبته وينقذ البشر من الخطية والموت. ونُبيِّن محبتنا للبشر وليهوه «الذي يشاء ان يخلص شتى الناس ويبلغوا الى معرفة الحق معرفة دقيقة». — ١ تي ٢:٤. ب١٦/١ ٥:١٥، ١٦.
السبت ٢٥ شباط (فبراير)
احرق آحاز بنيه بالنار. — ٢ اخ ٢٨:٣.
كان يمكن ان يكبر حزقيا بن آحاز ليصبح رجلا مر النفس ناقما على اللّٰه. فبعض الذين يمرون بظروف اخف وطأة بكثير مما عاناه ‹يحنقون على يهوه› ويستاءون من هيئته. (ام ١٩:٣) ويعتقد آخرون ان البيئة العائلية السيئة التي تربوا فيها ستدفعهم حتما الى مسلك رديء او الى تكرار اخطاء والديهم. (حز ١٨:٢، ٣) فهل هذه الافكار صحيحة؟ تدحض سيرة حزقيا بشكل قاطع هذه الافكار. فلا مبرر على الاطلاق لنحنق على يهوه، لأنه ليس مصدر الشرور التي تبتلي الناس في هذا العالم. (اي ٣٤:١٠) طبعا، للوالدين تأثير قوي على اولادهم، إما سلبا او ايجابا. (ام ٢٢:٦؛ كو ٣:٢١) لكن ذلك لا يعني ان البيئة العائلية التي يتربى فيها المرء تحدد مسار حياته. فقد اعطانا يهوه جميعا هبة قيمة هي الارادة الحرة، اي المقدرة ان نختار نحن بأنفسنا طريقنا في الحياة. — تث ٣٠:١٩. ب١٦/٢ ٢:٨-١٠.
الاحد ٢٦ شباط (فبراير)
مستبدون طلبوا نفسي. — مز ٥٤:٣.
افتقر أبنير الى التواضع والولاء للّٰه. فقد ساند شاول في مساعيه لقتل داود رغم انه عرف ان اللّٰه اختار داود ملكا. (١ صم ٢٦:١-٥) وبعد موت شاول، لم يؤيِّد داود، بل دعم ايشبوشث بن شاول. حتى إنه دخل لاحقا على سرية الملك شاول، ربما لأنه كان يطمح الى العرش. (٢ صم ٢:٨-١٠؛ ٣:٦-١١) كذلك كان عدم التواضع وراء فشل ابشالوم ابن الملك داود في الاعراب عن الولاء للّٰه. فقد طمح الى المُلك، ولذا «اتخذ لنفسه مركبة وخيلا وخمسين رجلا يركضون امامه». (٢ صم ١٥:١) كما انه استرق ولاء الشعب. وعلى غرار أبنير، سعى الى قتل داود، رغم انه عرف يقينا ان يهوه عيَّنه ملكا لإسرائيل. (٢ صم ١٥:١٣، ١٤؛ ١٧:١-٤) يتضح من مثالي أبنير وأبشالوم ان الطموح الجامح يمكن بسهولة ان يكسر ولاءنا للّٰه. ب١٦/٢ ٤:٩-١١.
الاثنين ٢٧ شباط (فبراير)
الايمان، ان لم يكن له اعمال، فهو ميت. — يع ٢:١٧.
اذا كان ايمانك قويا، حتى لو كنت صغيرا في السن، فستعرب عنه بتصرفاتك وأعمالك التي يجب ان تكون «تصرفات مقدسة». (٢ بط ٣:١١) والتصرف بقداسة يشمل الطهارة وحسن السلوك. لذا راجع قراراتك خلال الشهور الستة الاخيرة. هل اظهرتَ ان ‹قوى ادراكك مدربة على التمييز بين الصواب والخطإ›؟ (عب ٥:١٤) هل تتذكر مناسبات محددة قاومت فيها الاغراء او صمدت في وجه ضغط رفاقك؟ هل سلوكك في المدرسة مثالي؟ هل تساير رفقاء صفك لتتجنب استهزاءهم؟ (١ بط ٤:٣، ٤) طبعا، لا احد كامل. لذلك قد نستصعب احيانا بسبب الخجل ان نعلن ايماننا. لكنَّ الشخص المنتذر يفتخر بحمل اسم يهوه، ويُظهر ذلك من خلال تصرفاته. ب١٦/٣ ٢:١٠، ١١.
الثلاثاء ٢٨ شباط (فبراير)
هذه هي الطريق. اسلكوا فيها. — اش ٣٠:٢١.
على مر التاريخ، زوَّد يهوه شعبه بإرشادات وتوجيهات محددة. ففي جنة عدن مثلا، اعطى ارشادات واضحة تقود العائلة البشرية الى السعادة والحياة الابدية. (تك ٢:١٥-١٧) لكن آدم وحواء أدارا ظهرهما لتوجيه ابيهما المحب. فحواء اصغت الى نصح سمعته من حية، وآدم بدوره سمع لزوجته. فعاشا حياة مليئة بالمعاناة، وماتا بلا رجاء. وبسبب عصيانهما، اصبحت العائلة البشرية عموما تسير في طريق يؤدي الى الموت. واليوم، يقف يهوه امام شعبه، اذا جاز التعبير، ويدلُّهم على الطريق الآمن الذي يؤدي الى الحياة الابدية. وهو يقودهم مثل راعٍ محب يوجِّه خرافه ويحذِّرها من المسالك الخطرة. ب١٦/٣ ٤:٢، ٣.