آذار (مارس)
الاربعاء ١ آذار (مارس)
لا تعرفون ما تكون حياتكم غدا. — يع ٤:١٤.
يجتهد الشيوخ الذين يتحلون بالبصيرة في تعليم الاخوة الاصغر سنا ما اكتسبوه من خبرة خلال سني خدمتهم الامينة. (مز ٧١:١٧، ١٨) والشيوخ الذين يدرِّبون اخوتهم هم بركة للجماعة. فهم يساهمون في تحصينها، ذلك ان الجهود التي يبذلونها لتدريب الآخرين تجهِّز عددا اكبر من الاخوة القادرين على تقوية الجماعة وتوحيدها ليس فقط الآن في الايام الاخيرة، بل ايضا خلال الضيق العظيم المقبل. (حز ٣٨:١٠-١٢؛ مي ٥:٥، ٦) لذلك، نناشدكم ايها الشيوخ ان تخصصوا اليوم وقتا منتظما لتدريب اخوتكم. طبعا، نحن نتفهَّم ان الاعتناء بكل مسؤولياتكم المهمة في الجماعة ربما يستنفد كل وقتكم. لذلك، قد يلزم ان تستعيروا الوقت من هذه المسؤوليات لتدريب الآخرين. (جا ٣:١) ففعل ذلك هو استثمار حكيم. ب١٥ ١٥/٤ ١:٨-١٠.
الخميس ٢ آذار (مارس)
تسمع اذناك كلمة خلفك تقول: «هذه هي الطريق. اُسلكوا فيها». — اش ٣٠:٢١.
انت توافق دون شك ان الكتاب المقدس يحتوي على رسالة اللّٰه للبشر عموما. ولكن هل يذكر الكتاب المقدس كيف تقترب انت شخصيا الى يهوه؟ نعم بكل تأكيد. كيف ذلك؟ فيما تقرأ وتدرس الكتاب المقدس يوما بعد يوم، حلِّل رد فعلك حيال ما تقرأه وفكِّر كيف تطبقه في حياتك. وهكذا تسمح ليهوه بأن يتكلم معك من خلال كلمته، وهذا ما يقوي علاقتك به. (عب ٤:١٢؛ يع ١:٢٣-٢٥) مثلا، اقرأ وتأمل كلمات يسوع: «لا تدَّخروا بعد لأنفسكم كنوزا على الارض». اذا احسست ان حياتك تتمحور فعلا حول مصالح الملكوت، فستشعر برضى يهوه عليك. اما اذا اكتشفت انك بحاجة الى تبسيط حياتك والتركيز اكثر على مصالح الملكوت، فهذا يعني ان يهوه ينبِّهك الى مجال انت بحاجة الى تحسينه لكي تقترب منه اكثر. — مت ٦:١٩، ٢٠. ب١٥ ١٥/٤ ٣:٣-٥.
الجمعة ٣ آذار (مارس)
الرب وقف بقربي وقوَّاني، لكي تُتم بي الكرازة ويسمعها جميع الامم. وقد أُنقذت من فم الاسد. — ٢ تي ٤:١٧.
نحن ايضا اذا انشغلنا بعمل التبشير مثلما فعل بولس، نثق ان يهوه سيحرص ان «تُزاد» لنا كل الاشياء الضرورية. (مت ٦:٣٣) وبما اننا منادون بالملكوت، فنحن ‹مؤتمَنون على البشارة› ويهوه يعتبرنا ‹عاملين معه›. (١ تس ٢:٤؛ ١ كو ٣:٩) وإذ ننهمك في عمل اللّٰه قدر الامكان، سيسهل علينا حتما انتظار الفرج. فلنقوِّ اذًا علاقتنا باللّٰه في الوقت الحاضر. وإن واجهنا ظرفا يثير قلقنا، فلنعتبره فرصة للاقتراب اكثر الى يهوه. ومن خلال درسنا العميق لكلمة اللّٰه، الصلاة اليه باستمرار، والانشغال بالنشاطات الروحية، لننمِّ الثقة ان يهوه سيدعمنا في ظروفنا الحاضرة وفي كل ما يكمن امامنا. ب١٥ ١٥/٤ ٤:١٧، ١٨.
السبت ٤ آذار (مارس)
من اين الحروب، ومن اين المشاجرات بينكم؟ — يع ٤:١.
يمكن ان تمزق الكبرياء رباط السلام في الجماعة. فقد تنعكس الحزازيات على كلامنا وتصرفاتنا، مسبِّبة جروحا بليغة للآخرين. (ام ١٢:١٨) فإذا كنا نشعر اننا نفوق الآخرين، فعلينا ان نتذكر ان «كل متكبر القلب مكرهة ليهوه». (ام ١٦:٥) ويحسن بنا ايضا ان نتفحص نظرتنا الى الذين هم من عرق او جنسية او حضارة مختلفة. فإذا كان لدينا تعصب لعرقنا او جنسيتنا، فنحن اذًا نتجاهل الحقيقة ان اللّٰه «صنع من انسان واحد كل امة من الناس». (اع ١٧:٢٦) وهذه الحقيقة تعني ان هنالك سلالة واحدة فقط لأن كل البشر تحدَّروا من اب واحد هو آدم. فما اسخف الاعتقاد ان بعض السلالات هي اعلى او ادنى درجة من اعضاء السلالات الاخرى! فنمط التفكير هذا يناسب مخطط الشيطان، ألا وهو تمزيق رباط المحبة والوحدة في الجماعة المسيحية. (يو ١٣:٣٥) ولكي ننتصر في حربنا ضد الشيطان، يلزم ان نقاوم كل نوع من الكبرياء المؤذية. — ام ١٦:١٨. ب١٥ ١٥/٥ ٢:٨، ٩.
الاحد ٥ آذار (مارس)
كونوا مقتدين باللّٰه. — اف ٥:١.
لا شك اننا نفرح بوعد اللّٰه للممسوحين الامناء بحياة خالدة في السماء و ‹للخراف الاخر› الاولياء بحياة ابدية على الارض. (يو ١٠:١٦؛ ١٧:٣؛ ١ كو ١٥:٥٣) وطبعا، لا الحياة السماوية الخالدة ولا الحياة الابدية على الارض ستشوبها المآسي التي نعيشها الآن. فيهوه عالم بالالم الذي نعاني منه اليوم، تماما كما احس بمعاناة الاسرائيليين حين كانوا عبيدا في مصر. فالكتاب المقدس يذكر انه «في كل شدتهم تضايق». (اش ٦٣:٩) وبعد قرون، حين اعترى اليهود خوف بسبب المقاومة التي واجهوها عند اعادة بناء الهيكل، طمأنهم اللّٰه قائلا: «مَن يمسُّكم يمسُّ بؤبؤ عيني». (زك ٢:٨) فكما تحنو الام على طفلها، هكذا يحنو يهوه على شعبه ويندفع بمحبة الى مساعدتهم. (اش ٤٩:١٥) بكلمات اخرى، يتفهم يهوه مشاعرنا، وقد وهبنا نحن ايضا هذه القدرة. — مز ١٠٣:١٣، ١٤. ب١٥ ١٥/٥ ٤:٢.
الاثنين ٦ آذار (مارس)
الفقراء عندكم كل حين. — مت ٢٦:١١.
هل عنى يسوع ان الارض لن تخلو ابدا من الفقراء؟ كلا، بل عنى ان مشكلة الفقر ستظل موجودة ما دمنا نعيش في نظام الاشياء الفاسد هذا. فمن المحزن ان مئات الملايين من الناس اليوم يفتقرون الى الحاجات الاساسية بسبب حكم الانسان الظالم. لكنَّ اللّٰه يعد بأن يضع حدًّا لهذا الوضع في القريب العاجل! (مز ٧٢:١٦) وتؤكد لنا عجائب يسوع انه يريد استخدام قدرته لخيرنا. (مت ١٤:١٤-٢١) فإلام يدفعنا ذلك؟ نحن لا نستطيع صنع العجائب، ولكن بمقدورنا استغلال وقتنا وطاقتنا كي نلفت انتباه الجميع الى المستقبل الزاهر الذي تبشرنا به كلمة اللّٰه. أفلا نشعر كشهود منتذرين ليهوه اننا مديونون للناس بأن نوصل اليهم هذه المعرفة الثمينة عن المستقبل؟ (رو ١:١٤، ١٥) فليدفعنا التأمل في ما سيعمله المسيح الى اعلان بشارة ملكوت اللّٰه للآخرين. — مز ٤٥:١؛ ٤٩:٣. ب١٥ ١٥/٦ ١:٧، ١٠، ١١.
الثلاثاء ٧ آذار (مارس)
طهِّروا ايديكم ونقُّوا قلوبكم. — يع ٤:٨.
عندما نُعزُّ صداقتنا مع يهوه، نجاهد لإرضائه في كل نواحي حياتنا، بما في ذلك افكارنا. ‹فالطاهر القلب› يفكر في ما هو طاهر وعفيف. (مز ٢٤:٣، ٤؛ ٥١:٦؛ في ٤:٨) طبعا، يتفهم يهوه طبيعتنا الناقصة ويعرف اننا ميالون الى التفكير في ما هو نجس. ولكننا ندرك انه يحزن حين ننمِّي افكارا خاطئة عوض ان نبذل كل جهدنا لاستئصالها. (تك ٦:٥، ٦) وهذه الفكرة تزيدنا تصميما على ان نشغل عقلنا دائما بما هو عفيف. ويهوه لن يبخل علينا بالمساعدة اذا صلينا اليه باستمرار طالبين عونه على محاربة الافكار الفاسدة. فهو يعطينا بسخاء روحه القدس الذي يقوي عزمنا على رفض افكار كهذه والبقاء اعفَّاء. ب١٥ ١٥/٦ ٣:٤، ٥.
الاربعاء ٨ آذار (مارس)
أعطِنا اليوم خبز يومنا. — مت ٦:١١.
لاحِظ ان يسوع لم يعلِّمنا ان يطلب كل واحد خبز «يومه» بالمفرد، بل خبز «يومنا» بالجمع. يقول ناظر دائرة في افريقيا اسمه فيكتور: «غالبا ما اشكر يهوه من كل قلبي اني وزوجتي لا نحمل همَّ وجبتنا التالية ولا ايجار البيت. فإخوتنا المحبون يعتنون بنا كل يوم. لكني اصلي ان يستطيع الذين يساعدوننا ان يتدبروا امورهم ليصمدوا في وجه الضغوط الاقتصادية». فإذا كان لدينا طعام كافٍ، يمكننا ان نفكر في الاخوة الفقراء او الذين تلم بهم الكوارث. ولا يكفي ان نصلي من اجلهم، بل ينبغي ايضا ان نعمل بانسجام مع صلواتنا. مثلا، يمكننا ان نشاركهم في ما نمتلك من اشياء. وبمقدورنا ايضا ان نتبرع بانتظام للعمل العالمي، عالمين ان هذه التبرعات تساهم في دعم اخوتنا المحتاجين. — ١ يو ٣:١٧. ب١٥ ١٥/٦ ٥:٤-٦.
الخميس ٩ آذار (مارس)
اللّٰه هو إلهنا الى الدهر والابد. هو يرشدنا حتى الممات. — مز ٤٨:١٤.
انبأ النبي اشعيا انه ستحدث تغييرات رائعة كثيرة في الجزء الارضي من هيئة يهوه. (اش ٦٠:١٧) ولا بد ان الشباب او الجدد نسبيا لم يتسنَّ لهم سوى ان يقرأوا او يسمعوا عن هذه التعديلات. ولكن هناك العديد من الاخوة والاخوات الذين شهدوا هذه التغييرات، وهم مقتنعون بأن يهوه يرشد هيئته ويوجِّهها بواسطة ملكه المتوج! وسماع تعابيرهم النابعة من القلب يقوي ايماننا وثقتنا بيهوه. وإخبار الآخرين عن هيئة يهوه مسؤولية تقع على عاتق كل المسيحيين. فوجود فردوس روحي وسط عالم مليء بالشر والفساد والبغض هو اعجوبة عصرية. ب١٥ ١٥/٧ ١:١٢، ١٣.
الجمعة ١٠ آذار (مارس)
جُمعوا الى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون. — رؤ ١٦:١٦.
ستؤدي حرب هرمجدون هذه الى تمجيد اسم يهوه القدوس. فآنذاك، سيذهب المشبهون بالجداء الى «قطع ابدي». (مت ٢٥:٣١-٣٣، ٤٦) فتُطهَّر الارض اخيرا من كل شر، وينجو الجمع الكثير من الجزء الاخير من الضيق العظيم. فماذا يجب ان يفعل كل منا بالنظر الى الاحداث المثيرة التي ستحصل عما قريب؟ كتب الرسول بطرس تحت الوحي: «بما ان هذه كلها ستنحل هكذا، فأي اناس يجب ان تكونوا في تصرفات مقدسة وأعمال تعبد للّٰه، منتظرين ومبقين حضور يوم يهوه قريبا في الذهن، . . . لذلك ايها الاحباء، اذ انتم منتظرون هذه، ابذلوا قصارى جهدكم لتوجدوا اخيرا عنده بلا لطخة ولا شائبة في سلام». (٢ بط ٣:١١، ١٢، ١٤) فلنصمم اذًا على التمسك بالعبادة الطاهرة، داعمين ملك السلام يسوع المسيح. ب١٥ ١٥/٧ ٢:١٧، ١٨.
السبت ١١ آذار (مارس)
إن لم يبنِ يهوه البيت، فباطلا يكد البناؤون. — مز ١٢٧:١.
لا توفر هيئة يهوه جهدا لبناء قاعات الملكوت. ويتولى اعمال التصميم والبناء والترميم اخوة وأخوات متطوعون لا يتقاضون اجرا مقابل خدماتهم. فمنذ ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٩، بُني اكثر من ٠٠٠,٢٨ قاعة ملكوت حول العالم. وهذا يعني انه في خلال ١٥ سنة بُني ما معدله خمس قاعات جديدة كل يوم. ودعما لعمل بناء القاعات، ترسل هيئة يهوه متطوعين وتبرعات الى حيث تنشأ الحاجة. وأساس هذا التدبير الحبي هو مبدأ الكتاب المقدس ان تكون فضالة البعض لسد إعواز الآخرين لكي «تحصل المساواة». (٢ كو ٨:١٣-١٥) نتيجة ذلك، تتمكن جماعات امكانياتها المادية شبه معدومة من حيازة قاعات ملكوت جميلة لعبادة يهوه. ب١٥ ١٥/٧ ٤:٩-١١.
الاحد ١٢ آذار (مارس)
إن تأخَّرت فترقَّبها. — حب ٢:٣.
لا بد ان يكون اتمام علامة حضور يسوع واضحا بما يكفي ليلفت انتباه الذين يطيعون وصيته ان ‹يداوموا على السهر›، وإلا لكانت هذه العلامة بلا جدوى. (مت ٢٤:٢٧، ٤٢) وهذا ما نشهده منذ عام ١٩١٤. فمذاك، تتحقق اوجه هذه العلامة المركبة، ما يعطي دليلا قاطعا اننا نعيش الآن في «اختتام نظام الاشياء»، وهي فترة زمنية تمتد من بداية حضور يسوع الى دمار هذا النظام الشرير ضمنا. (مت ٢٤:٣) اذًا، لمَ لا يزال علينا اليوم ان نترقَّب النهاية؟ لأننا نطيع وصية يسوع، ولأننا نميِّز علامة حضوره. فترقُّبنا ليس بسبب استعدادنا لتصديق اي شيء بسذاجة، بل نتيجة اعتمادنا على ادلة من الاسفار المقدسة تدفعنا ان نبقى متيقظين وساهرين. ب١٥ ١٥/٨ ٢:٨، ٩.
الاثنين ١٣ آذار (مارس)
تُشبع رغبة كل حي. — مز ١٤٥:١٦.
في العالم الجديد، ستسنح لنا الفرصة لنستمتع بمباهج الحياة ونُعنى باهتماماتنا الشخصية. وإلا فما معنى ان يخلق يهوه فينا الرغبة في قضاء اوقات ممتعة اذا لم يكن يقصد اشباعها كاملا؟! (جا ٢:٢٤) لقد وعدنا ان ‹يشبع رغبة كل حي›، وهذا ما سيفعله على كل الاصعدة. اننا جميعا بحاجة الى الاستجمام والراحة اليوم، ولكنَّ الفرح الذي نستمده منهما يعظم حين نضع علاقتنا بيهوه اولا في حياتنا. ويصح الامر عينه في العالم الجديد. فما احكم ان نتعلم ابقاء اهتماماتنا الشخصية في مكانها اللائق، فيما نداوم اولا على طلب الملكوت ونركز على البركات الروحية المتاحة الآن لشعب يهوه! (مت ٦:٣٣) وفي الفردوس القادم، سنتمتع بسعادة ما بعدها سعادة. فهل نظهر توقنا الى هذه الحياة الحقيقية بتحضير انفسنا لها منذ الآن؟ ب١٥ ١٥/٨ ٣:١٧، ١٨.
الثلاثاء ١٤ آذار (مارس)
البسوا الشخصية الجديدة التي خُلقت بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيين. — اف ٤:٢٤.
حين عاش يسوع على الارض كإنسان كامل، كان جميع من حوله ناقصين. فقد رباه والدان ناقصان، وعاش سنين في بيت واحد مع اشخاص ناقصين. حتى اتباعه المقرَّبون تأثروا بروح الانانية والغرور السائدة حولهم. مثلا، في الليلة التي سبقت موته، «حدث . . . بينهم جدال حام في أيُّهم يبدو انه الاعظم». (لو ٢٢:٢٤) لكنَّ يسوع كان على ثقة ان اتباعه الناقصين يمكنهم ان ينموا روحيا ويؤلفوا جماعة موحدة. ففي تلك الامسية عينها، صلى من اجل وحدة رسله وطلب من ابيه السماوي ان يكونوا جميعهم واحدا، وأضاف: «كما انك انت، ايها الآب، في اتحاد بي وأنا في اتحاد بك، ليكونوا هم ايضا في اتحاد بنا، . . . ليكونوا واحدا كما نحن واحد». — يو ١٧:٢١، ٢٢. ب١٥ ١٥/٩ ١:١٠، ١١.
الاربعاء ١٥ آذار (مارس)
قال: «تعال!». فنزل بطرس من المركب، ومشى على المياه ذاهبا الى يسوع. — مت ١٤:٢٩.
يمكن تشبيه الريح والامواج التي احاطت ببطرس فيما كان يمشي على المياه بالمحن والتجارب التي نواجهها في حياتنا كمسيحيين. ومهما كانت محننا وتجاربنا قاسية، يمكننا ان نبقى ثابتين بدعم يهوه. فبطرس لم يغرق بسبب هبَّة ريح او موجة عالية. فالرواية تقول: «لما رأى عاصفة الريح خاف». (مت ١٤:٢٤-٣٢) فما إن خسر تركيزه على يسوع حتى تزعزع ايمانه. على نحو مشابه، قد نبدأ بالغرق اذا رحنا ننظر الى «عاصفة الريح»، اي اذا ركزنا على مشاكلنا وشكَكْنا في ان يهوه سيدعمنا. ولا نعتقد ان الاحتمال ان يضعف ايماننا غير وارد، ذلك ان الكتاب المقدس يقول إن ضُعف الايمان او خسارته هو «الخطية التي توقعنا في حبالتها بسهولة». (عب ١٢:١) وكما يظهر من اختبار بطرس، يمكن ان يضعف ايماننا بسرعة اذا تشتت تركيزنا. ب١٥ ١٥/٩ ٣:١، ٦، ٧.
الخميس ١٦ آذار (مارس)
كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة هي من فوق، لأنها تنزل من عند ابي الانوار السماوية. — يع ١:١٧.
ماذا تكون ردة فعلك حين تتلقى هدية؟ لا شك انك ستشكر مَن قدمها اليك، وستُحسن استخدامها ايضا لأنك تُعزُّها وتقدِّر قيمتها. ويهوه يهبنا بسخاء كل ما نحتاج اليه لنعيش ونسعد في حياتنا. أفلا يدفعنا هذا ان نبادله المحبة؟ طوال مئات السنين، نعِم الاسرائيليون بعناية يهوه الحبية وتمتعوا بالبركات المادية والروحية التي اغدقها عليهم. (تث ٤:٧، ٨) لكنَّ نيلهم هذه البركات كان مشروطا بإطاعتهم شريعة اللّٰه التي نصت مثلا ان يقدموا اليه بانتظام «افضل بواكير» ارضهم. (خر ٢٣:١٩) وبتطبيقهم هذه الوصية، كانوا يبرهنون انهم يقدِّرون حق التقدير محبة يهوه وبركاته ولا يعتبرونها تحصيل حاصل. — تث ٨:٧-١١. ب١٥ ١٥/٩ ٥:٥، ٦.
الجمعة ١٧ آذار (مارس)
سعداء هم انقياء القلب، فإنهم يرون اللّٰه. — مت ٥:٨.
كيف يمكن ان تتجلى يد يهوه في حياتك؟ مثلا، هل تشعر ان تعرُّفك بالحق كان حتما بتوجيه من يهوه؟ هل حدث ان سمعت في الاجتماع خطابا وقلت: «هذا بالضبط ما كنت بحاجة اليه»؟ هل صلَّيت مرة وشعرت ان يهوه استجاب صلاتك؟ هل قررت ان توسِّع خدمتك وتفاجأت كيف ساعدك يهوه على بلوغ هدفك؟ او هل استقلت من عملك لأنه يتعارض مع النشاطات الروحية، ولمست لمس اليد صحة وعد اللّٰه: «لن اتخلى عنك»؟ (عب ١٣:٥) اذا كنت يقظا و ‹نقي القلب›، سهُل عليك ان ترى كم يساعدك يهوه في شتى مجالات حياتك. فكيف نكون «انقياء القلب»؟ يجب ان نكون طاهرين من الداخل وأن نتوقف عن اتِّباع اي مسلك خاطئ. (٢ كو ٤:٢) وفيما نُقوِّي روحياتنا ونحافظ على استقامتنا، نصير في عداد الذين يرون اللّٰه. ب١٥ ١٥/١٠ ١:١٧، ١٩.
السبت ١٨ آذار (مارس)
ان اراد احد ان يخدمني، يكرمه الآب. — يو ١٢:٢٦.
بين الحشود الحاضرة في اورشليم يونانيون متهوِّدون تأثروا جدا كما يتضح بما فعله يسوع. فطلبوا من الرسول فيلبس ان يجمعهم به. إلا ان يسوع رفض التلهي عن المسائل الاكثر اهمية التي تنتظره. فهو حتما لم يحاول ان يكسب اناسا الى صفه ليجنِّب نفسه الموت الفدائي على يد اعداء اللّٰه. لذا بعدما اخبر اندراوس وفيلبس عن موته الوشيك، قال لهما: «مَن اعزَّ نفسه يهلكها، ومَن ابغض نفسه في هذا العالم يصونها لحياة ابدية». فبدل ان ينشغل بإشباع فضول هؤلاء اليونانيين، حضَّ على اتِّباع مسلكه في التضحية بالذات وذكر الوعد في آية اليوم. ولا شك ان فيلبس نقل هذه الرسالة المشجعة الى اولئك اليونانيين. (يو ١٢:٢٠-٢٥) صحيح ان يسوع رفض ان يلتهي عن هدفه الرئيسي، الكرازة بالبشارة، لكنه تحلى بالاتزان. ب١٥ ١٥/١٠ ٣:١٣، ١٤.
الاحد ١٩ آذار (مارس)
كل مَن أُكنُّ له مودة اوبخه وأؤدبه. — رؤ ٣:١٩.
لقد تحاجَّ التلاميذ اكثر من مرة في مَن هو الاعظم. لكن يسوع لم يتجاهل المشكلة، بل نصحهم بصبر مرة تلو الاخرى، مختارا الزمان والمكان المناسبين ليوبخهم بلطف ومحبة. (مر ٩:٣٣-٣٧) انت ايضا تُظهر محبتك لولدك بتأديبه. وأحيانا، يكفي ان تشرح له ما الذي يجعل تصرفا ما صائبا او خاطئا. ولكن ماذا لو لم يعمل بما قلته له؟ (ام ٢٢:١٥) في هذه الحالة، اقتد بيسوع. ادِّبه بصبر مقدما الارشاد والتدريب والتقويم، مختارا الزمان والمكان المناسبين لتوبخه بلطف ومحبة. تقول اخت في جنوب افريقيا اسمها إلاين: «لم يؤدبني والداي قط بغضب او دون ان يشرحا لي الاسباب. والنتيجة هي اني شعرت بالامان. فقد عرفت حدودي وفهمت المطلوب مني». ب١٥ ١٥/١١ ١:٥، ٦.
الاثنين ٢٠ آذار (مارس)
اللّٰه محبة. — ١ يو ٤:١٦.
تُرى كيف يكون مستقبلنا لولا محبة اللّٰه؟ ما علينا إلا ان نلقي نظرة على الماضي الشنيع لندرك ان البشر سيستمرون في الاستبداد بعضهم ببعض تحت سلطة إله حقود هو الشيطان ابليس الذي لا يعرف للمحبة معنى. (٢ كو ٤:٤؛ ١ يو ٥:١٩؛ رؤ ١٢:٩، ١٢) فلولا محبة اللّٰه لنا، لكان المستقبل مظلما قاتم الظلمة. قديما، عندما تمرد ابليس على حكم يهوه شكك في بر سلطانه الكوني وحقه في الحكم، مدَّعيا ان حكمه سيكون افضل من حكم الخالق. (تك ٣:١-٥) لكنَّ يهوه، بحكمته العظيمة، سمح للشيطان وقتيا ان يحاول اثبات وجهة نظره. فهو لم يقض على التمرد في الحال، بل سمح بمرور الوقت ليفضح مساوئ الاستقلال عن حكمه. وماذا كانت النتيجة؟ يشهد التاريخ على الفشل الذريع الذي مُني به حكم الشيطان والانسان على حد سواء. ب١٥ ١٥/١١ ٣:٣، ٤.
الثلاثاء ٢١ آذار (مارس)
دافِعوا بوداعة واحترام عميق. — ١ بط ٣:١٥.
بالاعراب عن التواضع، نطيع مبدأ مهما اعطانا اياه يسوع حين قال في موعظته على الجبل: «سمعتم انه قيل: ‹تحب قريبك وتبغض عدوك›. اما انا فأقول لكم: احبوا اعداءكم وصلوا لأجل الذين يضطهدونكم، لتكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات، فإنه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين، ويمطر على الابرار والاثمة». (مت ٥:٤٣-٤٥) فكخدام للّٰه، علينا ان ‹نحب اعداءنا›، بغض النظر عن موقفهم تجاهنا. كما ان محبة يهوه والقريب يجب ان تظهر بموقفنا وأعمالنا في كل مجالات الحياة. مثلا، حتى لو لم يتجاوب البعض مع رسالة الملكوت، نمد اليهم يد العون حين يكونون بحاجة الى المساعدة. ب١٥ ١٥/١١ ٤:١٧، ١٩، ٢٠.
الاربعاء ٢٢ آذار (مارس)
فهموا الكلمات التي علَّموهم اياها. — نح ٨:١٢.
لطالما استخدم شعب اللّٰه اللغة والقدرة على الكلام ليسبِّحوا يهوه ويعرِّفوا الآخرين بمشيئته. وفي الآونة الاخيرة، استفادوا من هذه الهبة الالهية لترجمة الكتاب المقدس بهدف ترويج العبادة النقية. وهنالك اليوم آلاف ترجمات الكتاب المقدس. لكن بعضها هو اكثر دقة من سواه في ترجمة النصوص الاصلية. لذلك، اعتمدت لجنة ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس في اربعينيات القرن العشرين مبادئ اتُّبعت بأكثر من ١٣٠ لغة. وهذه المبادئ هي: (١) تقديس اسم اللّٰه بإعادته الى مكانه المناسب في الاسفار المقدسة. (مت ٦:٩) (٢) ترجمة النص الاصلي الموحى به ترجمة حرفية حيثما امكن، او ترجمة المعنى في حال تشوهت الفكرة بالترجمة الحرفية. و (٣) استخدام لغة سهلة الفهم تزيد متعة القراءة. — نح ٨:٨. ب١٥ ١٥/١٢ ٢:١، ٢.
الخميس ٢٣ آذار (مارس)
ان اطلق البوق نداء غير واضح، فمَن يستعد للمعركة؟ — ١ كو ١٤:٨.
اذا تلقَّى جيش متقدم للحرب نداء غير واضح بالبوق، فقد تنقلب نتيجة المعركة رأسا على عقب. بصورة مماثلة، اذا كنا نتكلم بغموض او نلف وندور كثيرا حول نقطة ما، نحيِّر سامعنا او نضلِّله. (١ كو ١٤:٩) ولكن علينا ان نحرص ألا يكون كلامنا المباشر والواضح على حساب اللباقة واللطف. وقد رسم يسوع اروع مثال في انتقاء الكلمات. اليك مثلا موعظته الفعالة رغم قصرها التي ترد في متى الاصحاحات ٥ الى ٧. فهو لم يستعمل كلاما منمقا او غامضا ولا قاسيا او جارحا. بل اختار تعابير واضحة وبسيطة تدخل الى قلوب سامعيه. على سبيل المثال، كي يخفف من قلقهم بشأن حاجتهم اليومية الى الطعام، لفت نظرهم كيف يطعم يهوه طيور السماء وسألهم: «أفلستم انتم اثمن منها؟». (مت ٦:٢٦) فيا له من تشجيع حبي مصوغ بكلمات بسيطة ومفهومة تمس القلب! ب١٥ ١٥/١٢ ٣:١٣، ١٤.
الجمعة ٢٤ آذار (مارس)
لتستمر فيكم المحبة الاخوية. — عب ١٣:١.
ما المقصود بالمحبة الاخوية؟ ان الكلمة اليونانية التي استعملها بولس، فيلادلفيا، تعني حرفيا «المودة تجاه اخ». فالمحبة الاخوية شعور قوي نابع من القلب نُحسُّه مثلا حيال افراد عائلتنا او اصدقائنا الاحماء. (يو ١١:٣٦) وعلى هذا الاساس، نحن لا ندَّعي اننا اخوة وأخوات بل نعيش هذه الأُخوَّة. (مت ٢٣:٨) وتعلُّقنا الشديد واحدنا بالآخر تعبِّر عنه هذه الكلمات الجميلة: «ليحنَّ بعضكم على بعض بمحبة اخوية. وخذوا المبادرة في اكرام بعضكم بعضا». (رو ١٢:١٠) وحين يقترن هذا النوع من المحبة بالمحبة التي توجهها المبادئ، أڠاپه، تتعزز الأُلفة والوحدة بين شعب اللّٰه. وعليه، فإن «الاخ» في نظر المسيحيين هو ايُّ مسيحي حقيقي بغض النظر عن قوميته. (رو ١٠:١٢) فنحن تعلَّمنا من يهوه ان نحب بعضنا بعضا كإخوة. — ١ تس ٤:٩. ب١٦/١ ١:٥، ٦.
السبت ٢٥ آذار (مارس)
المحبة التي عند المسيح تُلزمنا. — ٢ كو ٥:١٤.
تشجعنا محبتنا ليسوع ان ننجز عمل الكرازة والتلمذة بحماسة وغيرة. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ لو ٤:٤٣) وخلال موسم الذكرى، لدينا الفرصة ان نصرف ٣٠ او ٥٠ ساعة في الفتح الاضافي. فهل تخطط لاستغلال هذه الفرصة؟ لقد شعر اخ ارمل عمره ٨٤ سنة انه عاجز عن الخدمة كفاتح اضافي لأنه متقدم في السن وصحته ضعيفة. غير ان الفاتحين في منطقته تعاونوا على مساعدته. فأمَّنوا له المواصلات واختاروا له مقاطعة تسهل عليه الخدمة فيها كي يتمكن من بلوغ مطلب الـ ٣٠ ساعة. فهل تقدر ان تدعم احدا كي يلمس فرح الفتح الاضافي خلال موسم الذكرى؟ طبعا، ليس بمقدور الجميع ان يخدموا فاتحين. ولكن في وسعنا ان نستغل وقتنا وطاقتنا لنقرب المزيد من ذبائح التسبيح ليهوه. ب١٦/١ ٢:٧، ١١.
الاحد ٢٦ آذار (مارس)
نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم. — زك ٨:٢٣.
اذا استحالت معرفة اسماء كل الاسرائيليين الروحيين الموجودين على الارض اليوم، فكيف يتمكن الخراف الأُخر من ‹الذهاب معهم›؟ لاحظ ان النبوة في زكريا تقول إن الرجال العشرة سيتمسكون «بذيل ثوب رجل يهودي قائلين: ‹نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم›». فالآية تتحدث عن «رجل يهودي» واحد، لكنه يُخاطَب فيها مرتين بصيغة الجمع («معكم»). ويشير ذلك الى ان هذا اليهودي الروحي ليس شخصا واحدا، بل يمثِّل فريقا مؤلفا من افراد عديدين. وعليه، لا يلزم ان نعرف هوية اليهود الروحيين فردا فردا ونتبع كلا منهم. بالاحرى، علينا ان نحدد هويتهم كفريق وندعمهم على هذا الاساس. فالاسفار المقدسة لا تشجعنا اطلاقا ان نتبع افرادا، لأن يسوع هو قائدنا. — مت ٢٣:١٠. ب١٦/١ ٤:٤.
الاثنين ٢٧ آذار (مارس)
اما انت يا اسرائيل فخادمي، وأنت يا يعقوب مَن اخترت، نسل ابراهيم صديقي. — اش ٤١:٨.
المحبة حاجة ماسة لدى البشر جميعا، من لحظة الولادة حتى الممات. ولا نعني بذلك الحب الرومنطيقي فقط. فنحن نتوق الى ان تجمعنا بالآخرين صداقات حميمة اساسها المحبة. غير ان محبة اللّٰه لنا هي حاجتنا العظمى. وبالنسبة الى كثيرين، تبدو فكرة الصداقة الحميمة مع اللّٰه غريبة؛ لأنه القادر على كل شيء. اما نحن فلا نشاطرهم الرأي لأننا نعرف الحقيقة. فالكتاب المقدس يتحدث عن بشر ناقصين اصبحوا اصدقاء اللّٰه. ويحسن بنا ان نتأمل في امثلتهم. فالصداقة مع اللّٰه هي اهم هدف نسعى اليه في الحياة. وأحد الامثلة البارزة في هذا المجال هو ابراهيم. (يع ٢:٢٣) فكيف حظي بهذه العلاقة الحميمة بيهوه؟ احد العوامل الاساسية هو ايمانه. والكتاب المقدس يدعوه «ابا لجميع الذين يؤمنون». — رو ٤:١١. ب١٦/٢ ١:١، ٢.
الثلاثاء ٢٨ آذار (مارس)
لم يكن مثله. — ٢ مل ١٨:٥.
اصبح حزقيا من افضل ملوك يهوذا، رغم ان اباه آحاز كان من اسوإ هؤلاء الملوك. (٢ مل ١٨:٦) وشرع يصحح الاخطاء الفادحة التي ارتكبها ابوه. فطهَّر الهيكل، كفَّر عن خطايا الشعب، وشن حملة واسعة لتدمير الاوثان. (٢ اخ ٢٩:١-١١، ١٨-٢٤؛ ٣١:١) وعندما واجه تحديات هائلة، كتهديد الملك الاشوري سنحاريب لأورشليم، اعرب عن ثقة كبيرة وإيمان عظيم بيهوه. فقد اتكل عليه ليخلصهم وشجع شعبه وقواهم. (٢ اخ ٣٢:٧، ٨) وحين لزمه التقويم لاحقا لأنه تكبر، تجاوب بتواضع وتاب. (٢ اخ ٣٢:٢٤-٢٦) فمن الواضح ان حزقيا لم يسمح لماضيه ان يُفسد حاضره او يقضي على مستقبله. بل اثبت انه صديق ليهوه، ورسم لنا مثالا رائعا. ب١٦/٢ ٢:١١.
الاربعاء ٢٩ آذار (مارس)
حتى لو انسبق انسان وأُخذ في زلَّة ما، فحاولوا انتم ذوي المؤهلات الروحية اصلاح مثل هذا، وليكن ذلك بروح الوداعة. — غل ٦:١.
يساعدك اللطف ان توفِّق بين ولائك ليهوه وولائك للآخرين. مثلا، قد يكون لديك دليل على ان اخا او اختا قد ارتكب خطأ خطيرا. وأنت تريد ان تبقى وليا له، لا سيما اذا كان صديقا حميما او قريبا لك. لكن التستر على خطئه يتعارض مع ولائك ليهوه الذي يجب ان يأتي في المقام الاول. فعليك ان تجمع بين اللطف والحزم. لذا شجعه ان يطلب المساعدة من الشيوخ. وإذا لم يفعل ذلك خلال مهلة معقولة، يجب ان تُعلِمهم انت بالمسألة. وهكذا تبقى وليا ليهوه وتكون في الوقت نفسه لطيفا مع صديقك او قريبك، لأن الشيوخ سيسعون الى اصلاحه بوداعة كي يستعيد علاقته بيهوه. — لا ٥:١. ب١٦/٢ ٤:١٤.
الخميس ٣٠ آذار (مارس)
أيَّ اناس يجب ان تكونوا في تصرفات مقدسة وأعمال تعبد للّٰه! — ٢ بط ٣:١١.
تشمل ‹اعمال التعبد للّٰه› نشاطاتك في الجماعة، كحضور الاجتماعات والاشتراك في الخدمة. وتشمل ايضا النشاطات الروحية التي لا يراها الآخرون، كصلواتك ودرسك الشخصي. والشخص المنتذر ليهوه لا يعتبر هذه الاعمال عبئا، بل يشاطر الملك داود شعوره: «ان افعل مشيئتك يا إلهي سررت، وشريعتك في وسط احشائي». (مز ٤٠:٨) والمسيحي المنتذر والمعتمد هو وحده المسؤول عن علاقته بيهوه. لذلك لا يجب ان تتوقف خدمتك للّٰه على الآخرين، ولا حتى والديك. وتصرفاتك المقدسة وأعمال تعبدك للّٰه تُظهر انك تبنَّيت الحق عن اقتناع وتتقدم الى المعمودية. ب١٦/٣ ٢:١٠، ١٢، ١٥.
الجمعة ٣١ آذار (مارس)
قبل ان يجيء الايمان كنا محروسين تحت الشريعة. فالشريعة صارت لنا مربِّيا يقودنا الى المسيح. — غل ٣:٢٣، ٢٤.
كانت الشريعة الموسوية بمثابة جدار واقٍ حمى الاسرائيليين من الانحطاط الاخلاقي والعبادة الباطلة لدى الامم التي حولهم. فنعِمت الامة بالبركات حين سمعت للّٰه، فيما حصدت عواقب وخيمة حين تجاهلت وصاياه. (تث ٢٨:١، ٢، ١٥) وكان هنالك سبب آخر لهذه الارشادات. فالشريعة اشارت الى تطوُّر هام في قصد اللّٰه، ألا وهو مجيء المسيا، يسوع المسيح. وقد ذكَّرت الاسرائيليين بأنهم خطاة، وساعدتهم ان يدركوا حاجتهم الى فدية، اي الى ذبيحة كاملة تكفر عن الخطايا نهائيا. (غل ٣:١٩؛ عب ١٠:١-١٠) كما ان الشريعة ساهمت في الحفاظ على سلسلة نسب المسيا، ومكَّنت الاسرائيليين من تحديد هويته. فقد كانت الشريعة «مربِّيا» قادهم الى المسيح. ب١٦/٣ ٤:٦، ٧.