حزيران (يونيو)
الخميس ١ حزيران (يونيو)
اللسان الليِّن يكسر العظم. — ام ٢٥:١٥.
حتى عندما يُوجَّه الينا كلام يحزُّ في النفس، نحصد نتائج ايجابية اذا اجبنا بلطف. (ام ١٥:١) مثلا، كان لدى ام وحيدة ابن مراهق يعيش حياة مزدوجة. وذات يوم، قالت احدى الاخوات للأم بحسن نية: «مؤسف جدا انك فشلت في تربية ولدك». ففكرت الام لحظة ثم اجابت: «صحيح ان الامور لا تسير حاليا على ما يرام، لكنَّ تربيته مشروع لا يزال مستمرا. لنتحدث بعد هرمجدون، فعندئذ نعرف النتيجة». لقد ساهم هذا الرد الوديع في الحفاظ على السلام بين الاختين، كما شجع الابن الذي سمع الحديث بالصدفة. فقد رأى ان امه لم تيأس منه، ما دفعه الى التوقف عن معاشراته الرديئة. ومع الوقت اعتمد، ثم خدم لاحقا في بيت ايل. اذًا سواء كنا برفقة اخوتنا او عائلتنا او الغرباء، ليكن كلامنا دائما «بنعمة، مطيَّبا بملح». — كو ٤:٦. ب١٥ ١٥/١٢ ٣:١٥، ١٧.
الجمعة ٢ حزيران (يونيو)
ظهرت لهم ألسنة كأنها من نار، واستقر واحد على كل منهم. — اع ٢:٣.
لو كنت احد هؤلاء التلاميذ، لانطبعت هذه الحادثة في ذاكرتك الى الابد. ولما راودك ادنى شك في انك مُسحت بالروح القدس، لا سيما اذا نلت ايضا موهبة التكلم بلغة اجنبية. (اع ٢:٦-١٢) لكن هذه الظواهر العجائبية لا تحصل مع جميع المسيحيين الذين يُمسحون بالروح القدس. على سبيل المثال، ان الآلاف الذين مُسحوا لاحقا يوم الخمسين في اورشليم نالوا الروح القدس عند معموديتهم، ولم تظهر فوق رؤوسهم ألسنة كأنها من نار. (اع ٢:٣٨) من جهة اخرى، لا ينال كل المسيحيين الممسوحين الروح القدس عند معموديتهم. فالسامريون مُسحوا بالروح القدس في وقت لاحق بعد معموديتهم. (اع ٨:١٤-١٧) وفي حالة استثنائية، مُسح كرنيليوس وأهل بيته بالروح القدس حتى قبل ان يعتمدوا. — اع ١٠:٤٤-٤٨. ب١٦/١ ٣:٣، ٥.
السبت ٣ حزيران (يونيو)
احفظوا وحدانية الروح في رباط السلام الموحد. — اف ٤:٣.
يدرك الممسوحون باحتشام ان يهوه لا يعطيهم بالضرورة روحا قدسا اكثر من ذوي الرجاء الارضي. وهم لا يدَّعون معرفة او بصيرة خصوصية، او يعتبرون انفسهم اسمى من غيرهم. كما انهم لا يشجعون احدا ليبدأ بالتناول من الرمزين لأنهم يظنون انه ممسوح. فهم يعترفون بتواضع ان يهوه هو الذي يوجِّه الدعوة الى الممسوحين. والمسيحي الممسوح لا يعتبر ان من حقه نيل اكرام خصوصي من الآخرين. (اف ١:١٨، ١٩؛ في ٢:٢، ٣) وبما ان روح يهوه شهد له على صعيد شخصي، وليس علانية، لا يستغرب ان لم يصدق البعض على الفور انه مُسح فعلا بالروح القدس. فالاسفار المقدسة توصي المسيحيين ألا يسارعوا الى تصديق شخص يدِّعي ان اللّٰه اوكل اليه تعيينا خصوصيا. — رؤ ٢:٢. ب١٦/١ ٤:٦، ٧.
الاحد ٤ حزيران (يونيو)
يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه! — رو ١١:٣٣.
اكثر من مرة، بارك اللّٰه ابراهيم وسارة وحماهما عجائبيا. (تك ١٢:١٠-٢٠؛ ٢٠:٢-٧، ١٠-١٢، ١٧، ١٨) وهذه التجارب الشخصية قوَّت ايمان ابراهيم. فهل في وسعنا ان نصبح اصدقاء اللّٰه؟ نعم بالتأكيد. فما امتلكه ابراهيم من معرفة ليس سوى نقطة في بحر الحكمة التي نجدها اليوم في الكتاب المقدس. (دا ١٢:٤) فكلمة اللّٰه غنية بالكنوز التي توسِّع معرفتنا عن «خالق السماء والارض» وتنمِّي احترامنا ومحبتنا له. (تك ١٤:٢٢) وفيما تدفعنا هذه المشاعر الى اطاعة اللّٰه، نكتسب الخبرة اذ نرى شخصيا فوائد اطاعته. فنحن نلمس ان مشورته تحمينا وأنه يباركنا ويقوينا. ونتعلم ان خدمته من كل القلب تُشعرنا بالاكتفاء والسلام والفرح. (مز ٣٤:٨؛ ام ١٠:٢٢) وكلما ازدادت معرفتنا وخبرتنا، قوي ايماننا بيهوه وتوثقت صداقتنا معه. ب١٦/٢ ١:٧، ٨.
الاثنين ٥ حزيران (يونيو)
ساعَد اسرائيل، كما كلَّم آباءنا. — لو ١:٥٤، ٥٥.
تكشف هذه الكلمات إلمام مريم بالاسفار المقدسة. فبعض عباراتها تشبه ما تفوَّهت به حنة، ام النبي صموئيل، في صلاتها. (١ صم ٢:١-١٠) ووفقا لأحد التقديرات، اشارت مريم الى الاسفار المقدسة حوالي ٢٠ مرة خلال حديثها. فمن الواضح انها احبت ان تتحدث عن المسائل الروحية. فقد كنزت في قلبها الحقائق القيِّمة التي تعلَّمتها من صديقها الاعظم يهوه اللّٰه، وأكثرت من استخدامها في كلامها. فكيف نتمثل بمريم؟ احيانا يوكل الينا يهوه تعيينات نستصعبها للغاية. فلنقتد بإيمانها ونقبل اي تعيين بتواضع، واثقين من دعم يهوه لنا. وعلى غرار مريم، لنصغ ايضا بانتباه الى الحقائق الروحية التي نتعلَّمها عن يهوه ومقاصده، نتأمل فيها، ونخبر الآخرين عنها بفرح. — مز ٧٧:١١، ١٢؛ لو ٨:١٨؛ رو ١٠:١٥. ب١٦/٢ ٢:١٧، ١٨.
الثلاثاء ٦ حزيران (يونيو)
مَن منكم يريد ان يبني برجا ولا يجلس اولا ويحسب النفقة، ليرى هل عنده ما يكفي لإتمامه؟ — لو ١٤:٢٨.
يعتمد آلاف الفتيان والفتيات حول العالم كل سنة. (جا ١٢:١) ولكن، يلزم ان يتأكد الوالدون والشيوخ في الجماعة ان الاولاد والمراهقين يتخذون خطوة المعمودية من تلقاء انفسهم وأنهم يفهمون معناها. فالمسيحي الذي ينتذر ويعتمد يبدأ حياة جديدة. وهذه الحياة تجلب له البركات من يهوه، لكنه في الوقت نفسه يصبح هدفا للشيطان. (ام ١٠:٢٢؛ ١ بط ٥:٨) لذلك يجب ان يصرف الابوان المسيحيان الوقت في تعليم ولدهما ما معنى ان يصبح تلميذا للمسيح. اما الذين لا يتربون في بيت مسيحي، فيساعدهم شيوخ الجماعة بمحبة ان يحسبوا نفقة الانتذار والمعمودية. (لو ١٤:٢٧-٣٠) فكما يلزم التخطيط لإكمال مشروع بناء بنجاح، كذلك يلزم الاستعداد من اجل خدمة يهوه بأمانة «الى النهاية». — مت ٢٤:١٣. ب١٦/٣ ١:١، ٢.
الاربعاء ٧ حزيران (يونيو)
اللّٰه ليس محابيا، بل في كل امة، مَن يخافه ويعمل البر يكون مقبولا عنده. — اع ١٠:٣٤، ٣٥.
في حين ان امة واحدة فقط، امة اسرائيل الجسدي، دخلت في عهد الشريعة الموسوية، كان اسرائيل الروحي سيضم اشخاصا من امم وحضارات عديدة. وبالتباين مع امة اسرائيل التي اتَّبعت شريعة وصاياها منحوتة على حجر، اتَّبع اسرائيل الروحي «شريعة المسيح» المؤلفة بصورة رئيسية من مبادئ مكتوبة في القلوب. و «شريعة المسيح» ترشد وتفيد المسيحيين اينما كانوا. (غل ٦:٢) اضافة الى ذلك، كان اسرائيل الروحي سيحصد فوائد كبيرة من الارشاد الذي زوَّده اللّٰه من خلال ابنه. وقبيل ان يسري مفعول العهد الجديد، اعطى يسوع وصيتين مهمتين: الاولى تتعلق بعمل الكرازة، اما الاخرى فتركز على سلوك اتباعه وطريقة معاملتهم بعضهم بعضا. وبما ان هاتين الوصيتين أُعطيتا لجميع المسيحيين، فهما تنطبقان على جميع العباد الحقيقيين اليوم، سواء كان رجاؤهم سماويا ام ارضيا. ب١٦/٣ ٤:١٠، ١١.
الخميس ٨ حزيران (يونيو)
خذوا المبادرة في اكرام بعضكم بعضا. — رو ١٢:١٠.
يحسن بك كشيخ ان تصرف الوقت في البداية لتخلق جوا مريحا وتكسب صداقة الاخ الذي تدرِّبه. ومن الطبيعي ان تختلف الخطوات التي تتَّبعها، وفقا لظروفكما وتقاليد البلد. ولكن، اينما كنت تعيش، فإذا قضيت وقتا مع التلميذ رغم برنامجك الحافل، تنقل اليه رسالة تقول: «انت عزيز جدا على قلبي». ولا شك ان هذه الرسالة الصامتة سيفهمها ويقدِّرها كثيرا كل مَن يتلقَّى التدريب في اي بلد كان. والمعلم الناجح ليس مَن يحب تدريب التلميذ فحسب، بل مَن يحب التلميذ الذي يدرِّبه ايضا. (قارن يوحنا ٥:٢٠.) فهذا الامر يلاحظه التلميذ بسرعة ويؤثر بعمق في كيفية تجاوبه مع التدريب. لذلك درِّبوا التلاميذ لا كمعلمين فقط، بل كأصدقاء حقيقيين ايضا. — ام ١٧:١٧؛ يو ١٥:١٥. ب١٥ ١٥/٤ ١:١٩، ٢٠.
الجمعة ٩ حزيران (يونيو)
ضرب يهوه الملك، فكان ابرص الى يوم موته. — ٢ مل ١٥:٥.
لنفرض ان التفاصيل التوضيحية المتعلقة بالملك عزريا (الملك عزِّيا) غير واردة في كلمة اللّٰه كما هي الحال في روايات مقتضبة اخرى في الكتاب المقدس. (٢ مل ١٥:٧، ٣٢؛ ٢ اخ ٢٦:٣-٥، ١٦-٢١) فهل ترى نفسك تشكك في بر اللّٰه؟ ام تفكر ان الكتاب المقدس يحتوي على ما يكفي من المعلومات التي تؤكد لنا ان يهوه يفعل دائما ما هو صواب، وأن مقياسه هو في الحقيقة اسمى مقياس للصواب والخطإ؟ (تث ٣٢:٤) فيما تتعرف بشخصية يهوه، تقوى محبتك له ويزداد فهمك لطرقه بحيث لا تعود بحاجة الى تبريرات لكل افعاله. وكن على ثقة ان فهمك هذا ينمو على قدر الجهود التي تبذلها للدرس والتأمل في تعاملات اللّٰه مع البشر من خلال كلمته المكتوبة. (مز ٧٧:١٢، ١٣) وهذا بدوره سيمتِّن علاقتك بيهوه ويجعله شخصا حقيقيا اكثر في عينيك. ب١٥ ١٥/٤ ٣:٨، ١٠.
السبت ١٠ حزيران (يونيو)
باركوا يهوه يا ملائكته المقتدرين قوة، العاملين بكلمته، سمعا لصوت كلامه. — مز ١٠٣:٢٠.
ان المخلوقات الروحانية المدعوة ملائكة هم ‹مقتدرون قوة›. وهم يفوقون البشر ذكاء وقوة. طبعا، يستخدم الملائكة الابرار قوتهم للخير. فذات مرة، ضرب ملاك يهوه ٠٠٠,١٨٥ جندي اشوري مُعادٍ لشعب اللّٰه، عمل يستحيل على انسان واحد، بل يصعب على جيش بكامله، ان يقوم به. (٢ مل ١٩:٣٥) وفي مناسبة اخرى، استخدم ملاك قوته الخارقة وبراعته الفائقة ليحرِّر رسل يسوع من السجن. فعلى الرغم من وجود الحراس، تخطى هذا المخلوق الروحاني كل التدابير الامنية، فتح ابواب السجن، حرَّر الرسل، ومن ثم اقفل الابواب خلفهم! (اع ٥:١٨-٢٣) ولكن، في حين ان الملائكة الابرار يستخدمون قواهم للخير، يستخدم الشيطان قوته للشر. ويا للقوة والتأثير اللذين يمتلكهما! فالاسفار المقدسة تقول إنه «حاكم هذا العالم». — يو ١٢:٣١. ب١٥ ١٥/٥ ١:٥، ٦.
الاحد ١١ حزيران (يونيو)
لا يجب ان يُقسَّى احد منكم بالقوة الخادعة للخطية. — عب ٣:١٣.
سواء كنا متزوجين او عزابا، يلزم ان نقاوم بكل قوتنا العهارة على اشكالها. وهل المقاومة سهلة؟ كلا على الاطلاق! فإذا كنت شابا، فربما تسمع رفقاءك في المدرسة يتباهون بعلاقاتهم الجنسية العابرة او بتداول مواد اباحية عبر الهواتف الخلوية، ممارسة تُعتبر في بعض الاماكن معادِلة لنشر مواد اباحية تستغل الاطفال. لكنَّ الكتاب المقدس يقول إن الذي يمارس العهارة «يخطئ الى جسده الخاص». (١ كو ٦:١٨) فكم من ضحية عانت الامرَّين ولاقت حتفها نتيجة انتشار الامراض المنتقلة جنسيا! كما ان غالبية الشبان والشابات غير المتزوجين الذين فقدوا عذريتهم يقولون إنهم نادمون على ما فعلوه. ان وسائل الاعلام في عالم التسلية لا تصوِّر العهارة على حقيقتها، بل تريد اقناعنا بأن كسر شرائع اللّٰه لا عواقب له. ونمط التفكير هذا يوقع الناس ضحية «القوة الخادعة للخطية». ب١٥ ١٥/٥ ٢:١٤.
الاثنين ١٢ حزيران (يونيو)
العلي لطيف نحو غير الشاكرين والاشرار. — لو ٦:٣٥.
اقتدى يسوع بلطف اللّٰه. وما الذي ساعده على فعل ذلك؟ عامل يسوع الناس بطريقة لطيفة اذ فكر مسبقا في وقع كلماته وأعماله عليهم. مثلا، عندما اقتربت منه امرأة معروف انها خاطئة وبدأت تبكي وتبُلُّ قدميه بدموعها، ميَّز انها تائبة وأدرك ان قلبها سينكسر اذا صرفها بقسوة. فمدحها على ما فعلته وغفر لها خطاياها. وعندما اعترض احد الفريسيين على ما حصل، اجابه يسوع هو ايضا بكلمات لطيفة. (لو ٧:٣٦-٤٨) فكيف نقتدي بلطف اللّٰه؟ كتب الرسول بولس: «عبد الرب لا يلزم ان يشاجر، بل يلزم ان يكون مترفقا [«لطيفا»، الترجمة اليسوعية الجديدة] نحو الجميع». (٢ تي ٢:٢٤) فعندما نضع انفسنا مكان الآخرين ونفكِّر في وقع كلماتنا عليهم، نميِّز كيف يلزم ان نتكلم او نتصرف تمثُّلا بلطف يهوه. — ام ١٥:٢٨. ب١٥ ١٥/٥ ٤:٨، ٩.
الثلاثاء ١٣ حزيران (يونيو)
لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله. — ام ٣:٢٧.
حين يواجه اخوتنا المصاعب، يمكننا ان نساهم في اغاثتهم وتعزيتهم ودعمهم عاطفيا وروحيا. (ام ١٧:١٧) على سبيل المثال، يمكننا ان نساعدهم على بلسمة جراحهم اثر كارثة طبيعية. لاحظ تعابير الشكر الصادقة التي تلفظت بها ارملة بعدما خرَّب اعصار بيتها: «انا شاكرة جدا ليهوه اني جزء من هيئته، ليس بسبب ما تلقيته من دعم لتأمين حاجاتي المادية فقط، بل ايضا بسبب الدعم الروحي». وثمة اخت عازبة شعرت بالاحباط بعدما دمرت عاصفة منزلها. وبعد ان ساعدها الاخوة على اصلاحه قالت: «ما من كلمات تصف مشاعري. لساني عاجز عن التعبير . . . شكرا يا يهوه!». حقا، يا لسعادتنا لأننا ننتمي الى معشر اخوة يهتم افراده كل واحد بحاجات الآخر! لكننا شاكرون بالاكثر على ان يهوه ويسوع المسيح يهتمان بنا اهتماما حقيقيا. ب١٥ ١٥/٦ ١:١٧.
الاربعاء ١٤ حزيران (يونيو)
عامِل العجائز كأمهات، والشابات كأخوات بكل عفة. — ١ تي ٥:٢.
تظهر لنا مشورة الكتاب المقدس كيف نتجنب الرغبات غير اللائقة ونتعامل مع الجنس الآخر. وعلى ضوء هذه المشورة، لا مكان ابدا بين المسيحيين للعبث مع الجنس الآخر. قد يرى البعض ان لا ضرر في استخدام لغة الجسد والايماءات والنظرات التي تحمل دلالات رومنطيقية من حيث إنها لا تشمل اي اتصال جسدي. لكنَّ مثل هذه التصرفات، او التجاوب معها، يمكن ان يولِّد افكارا نجسة تؤدي الى ارتكاب العهارة. لقد حصل ذلك من قبل، ولا شيء يمنع تكراره من جديد. وقد تصرَّف يوسف بحكمة في هذا المجال. فعندما حاولت اغواءه زوجة سيده فوطيفار، رفض عروضها رفضا باتا. غير انها لم تستسلم، بل بقيت تكلمه يوما فيوما ليكون معها. (تك ٣٩:٧، ٨، ١٠) لكنَّ يوسف كان مصمما على رفض عروضها. وبذلك، لم يسمح لأي رغبة فاسدة بالنمو في قلبه. ب١٥ ١٥/٦ ٣:١٠، ١١.
الخميس ١٥ حزيران (يونيو)
اغفر لنا ديوننا كما نغفر نحن ايضا للمديونين لنا. — مت ٦:١٢.
لا يريد يهوه ان نهتم بخيرنا الروحي فقط، بل بخير الآخرين ايضا، بمَن فيهم الذين يخطئون الينا. وعادة، تكون هذه الاخطاء صغيرة وتعطينا فرصة لنظهر اننا نحب اخوتنا فعلا وأننا مستعدون لنسامحهم كما يسامحنا اللّٰه. (كو ٣:١٣) لكننا مع الاسف، نضمر احيانا الضغينة على احد اخواننا بسبب طبيعتنا الناقصة. (لا ١٩:١٨) وإذا تكلمنا عن الامر امام الآخرين، فقد ينحازون الينا، ما يسبِّب انقساما في الجماعة. وبعدم معالجة المسألة، نُظهر اننا لا نقدِّر رحمة اللّٰه ولا الفدية ونخسر فوائد ذبيحة يسوع. فيهوه لن يسامحنا ان لم نسامح غيرنا. (مت ١٨:٣٥) وقد تطرَّق يسوع الى هذه الفكرة بعد ذكر الصلاة النموذجية مباشرة. (مت ٦:١٤، ١٥) فضلا عن ذلك، لا يغفر اللّٰه لنا اذا كنا نمارس خطية خطيرة. — ١ يو ٣:٤، ٦. ب١٥ ١٥/٦ ٥:٩-١١.
الجمعة ١٦ حزيران (يونيو)
مسرَّة الملك بالخادم العامل ببصيرة. — ام ١٤:٣٥.
انه لَشرف ان يسمح لنا يهوه بأن نساهم في تجميل فردوسنا الروحي. ونؤدي دورنا حين نقوم بغيرة بعمل الكرازة والتلمذة. فكلما ساعدنا شخصا ان يصير خادما للّٰه، وسَّعنا حدود هذا الفردوس. (اش ٢٦:١٥؛ ٥٤:٢) زد على ذلك اننا نجمِّل فردوسنا الروحي بتحسين شخصيتنا المسيحية باستمرار. فيصير فردوسنا اكثر جاذبية لمَن حولنا. فغالبا ما ينجذب الناس الى الهيئة ثم الى اللّٰه والمسيح بسبب سلوكنا العفيف والمسالم لا لمجرد معرفتنا للكتاب المقدس. وكم يُسرُّ يهوه ويسوع عندما يريان فردوسنا الروحي الجميل اليوم! وليس الفرح الذي نستمده الآن من العمل على تجميله سوى عينة من الفرح الذي سنشعر به في المستقبل حين نعمل على تحويل الارض الى فردوس حرفي. ب١٥ ١٥/٧ ١:١٨-٢٠.
السبت ١٧ حزيران (يونيو)
تصيران كاللّٰه، عارفَين الخير والشر. — تك ٣:٥.
على كلٍّ منا اليوم ان يقرر اي حكم يختار، حكم اللّٰه ام الشيطان. فهل تقف الى جانب يهوه بإطاعة شرائعه والعمل بانسجام مع مقاييسه عوض فعل الامور بطريقتك الخاصة؟ هل ترى ان الملكوت هو الحل الوحيد لمشاكل البشر؟ ام تعتقد ان الانسان قادر على حكم نفسه بنفسه؟ ان جوابك على هذه الاسئلة يُحدد موقفك حين تُسأل عن رأيك في مسائل خلافيَّة. فلطالما سعى رجال السياسة والناشطون والمصلِحون الى ايجاد حلول للمشاكل التي تسبب الانقسامات. ولكن حتى لو كانت جهودهم مخلصة ونواياهم صادقة، يدرك المسيحيون ان ملكوت اللّٰه وحده قادر على حل مشاكل البشر وإزالة الظلم. لذا، ما علينا إلا ترك الامور بين يدي يهوه. فإذا راح كل مسيحي يؤيد الحل الاصح في اعتقاده، أفلا يؤدي ذلك الى حدوث انقسامات في الجماعة المسيحية؟ ب١٥ ١٥/٧ ٣:٧، ٨.
الاحد ١٨ حزيران (يونيو)
اتأمل في جميع افعالك. — مز ٧٧:١٢.
يكشف التأمل في اعمال يهوه الخلقية ان محبته لنا لا تنقطع ابدا. فعملية الخلق بحد ذاتها دليل على محبة اللّٰه. (رو ١:٢٠) وقد صمم الارض حتى نعيش عليها ونتمتع بالحياة. فهو لم يكتف بسد حاجتنا الى الطعام، بل جعل الارض تنتج انواعا لا تحصى من النباتات والاطعمة المغذية. وخلق فينا القدرة على التلذذ بالطعام الذي نتناوله! (جا ٩:٧) كما خلق فينا القدرة على القيام بعمل نافع والتمتع به. (جا ٢:٢٤) وقصد ان يملأ البشر الارض ويُخضعوها ويتسلطوا على الاسماك والطيور وغيرها من المخلوقات. (تك ١:٢٦-٢٨) كما اوجد فينا صفات جميلة تساعدنا على الاقتداء به. — اف ٥:١. ب١٥ ١٥/٨ ١:٤، ٥.
الاثنين ١٩ حزيران (يونيو)
انتبهوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم، فيدهمكم ذلك اليوم فجأة مثل شرك. — لو ٢١:٣٤، ٣٥.
تدل الاحداث العالمية بوضوح ان نبوة الكتاب المقدس تتم الآن وأن نهاية هذا النظام الشرير وشيكة. فلا نعتقد انه يلزم الكثير من الوقت بعد لتصل حالة العالم الى مرحلة اتمام الرؤيا ١٧:١٦ حين تقوم «القرون العشرة . . . والوحش» على بابل العظيمة، اي الامبراطورية العالمية للدين الباطل. ولنبقِ في بالنا ان اللّٰه ‹سيضع في قلوبهم› ان ينفذوا هذا الامر، ويمكن ان يحدث ذلك بسرعة وفي اية لحظة. (رؤ ١٧:١٧) حقا، ان نهاية هذا النظام بكامله ليست ببعيدة. فكم هو مهم ان نصغي الى تحذير يسوع المذكور في آية اليوم! (رؤ ١٦:١٥) فلنصمم ان نتحلى بروح الالحاح في خدمة يهوه، واثقين انه «يعمل لمَن يترقَّبه». — اش ٦٤:٤. ب١٥ ١٥/٨ ٢:١٧.
الثلاثاء ٢٠ حزيران (يونيو)
مَن يفعل مشيئة اللّٰه فذاك اخي وأختي وأمي. — مر ٣:٣٥.
صحيح اننا نتعامل بلطف حتى مع الذين لا يتبعون الشرائع الالهية، ولكن لا يجب ان نصير عشراءهم او اصدقاءهم الاحماء. لذا، من الخطإ ان يواعد شاهد عازب شخصا لا يخدم يهوه ولا يلتزم بمقاييسه السامية. فأن يحافظ المسيحي على استقامته اهم بأشواط من ان ينال استحسان مَن لا يعيشون بمقتضى شرائع اللّٰه. فلا يلزم ان ننمِّي صداقات حميمة إلا مع الذين يفعلون مشيئة إلهنا. في الماضي، ذاق شعب اسرائيل العواقب الوخيمة للمعاشرات الرديئة. (خر ٢٣:٢٤، ٢٥) فهم لم يطيعوا ارشادات اللّٰه وكسروا استقامتهم. (مز ١٠٦:٣٥-٣٩) لذلك قال لهم يسوع لاحقا: «ها هو بيتكم يترك لكم». (مت ٢٣:٣٨) فقد رفضهم يهوه، وحوَّل بركته نحو الجماعة المسيحية. — اع ٢:١-٤. ب١٥ ١٥/٨ ٤:٧، ٨.
الاربعاء ٢١ حزيران (يونيو)
هذه الوصية انما غايتها المحبة من قلب طاهر وضمير صالح. — ١ تي ١:٥.
وهبنا اللّٰه حين خلقنا الارادة الحرة، اي اعطانا حرية الاختيار. وأنعم علينا بمرشد داخلي يدعى الضمير يساعدنا على التمييز بين الخير والشر. وإذا احسنَّا استعمال هذا المرشد، يساعدنا على فعل الصواب وتجنب الخطإ. فالضمير اذًا دليل ان اللّٰه يحبنا ويريد لنا النجاح في حياتنا. واليوم، لا يزال الضمير يلعب دورا في حياة البشر. (رو ٢:١٤، ١٥) صحيح ان كثيرين حادوا عن اتِّباع مقاييس الكتاب المقدس، لكنَّ العالم لم يخلُ من اناس يفعلون الخير ويمقتون الاثم. فضميرهم يردعهم عن التمادي في فعل الشر. ولو كان الناس كلهم بلا ضمير، لساءت احوال العالم اكثر بكثير. فكم نحن شاكرون ان اللّٰه انعم على البشر بالضمير! ب١٥ ١٥/٩ ٢:١، ٢.
الخميس ٢٢ حزيران (يونيو)
انظروا اية محبة اعطانا الآب. — ١ يو ٣:١.
تستحق هذه الكلمات التي دوَّنها الرسول يوحنا كل اهتمام وتقدير. فقد حثنا ان نفكِّر مليا كم يحبنا يهوه وكيف يعرب عن محبته هذه. ولا شك ان تطبيق هذا النصح يقوي محبتنا لإلهنا ويرسخ علاقتنا به. ولكن من المحزن ان البعض لا يستوعبون ان اللّٰه يحبهم. فهم لا يقرنونه سوى بالخوف والطاعة. وربما يشعر آخرون ان اللّٰه لا يُحِب ولا يُحَب بسبب تعاليم خاطئة مترسخة في اذهانهم. من جهة اخرى، ثمة مَن يؤمنون ان محبة اللّٰه تحصيل حاصل سواء فعلوا مرضاته او لا. في كل الاحوال، لا بد انك تعلَّمت من خلال درس الكتاب المقدس ان المحبة هي الصفة الابرز في شخصية يهوه، وهي التي دفعته الى تقديم ابنه فدية من اجلنا. — يو ٣:١٦؛ ١ يو ٤:٨. ب١٥ ١٥/٩ ٤:١، ٢.
الجمعة ٢٣ حزيران (يونيو)
التأديب محزن. — عب ١٢:١١.
ان كلمات بولس هذه لا تقلل من قيمة التأديب وأهميته. فقد تابع قائلا: «بعد ذلك يعطي [التأديب] مَن تدرب به ثمر سلام، اي برا». فإذا كنا نحب يهوه، فلنحذر لئلا نتعالى على مشورته او نستاء منها. فجيل اليوم الذي تسيِّره الانانية ومحبة الذات لا يقبل المشورة والتأديب ولا يستسيغ هذه الفكرة اساسا. وإن قبلها البعض فغالبا على مضض. لذا يحث الكتاب المقدس المسيحيين ان ‹يكفوا عن مشاكلة نظام الاشياء هذا›، وأن يتبيَّنوا بالاحرى «مشيئة اللّٰه . . . الكاملة» ويعملوا بها. (رو ١٢:٢) ويهوه من خلال هيئته يزودنا بنصائح في حينها تمس مختلف اوجه حياتنا، مثل سلوكنا مع الجنس الآخر، معاشراتنا، وتسليتنا. وحين نقبل توجيهاته عن طيب خاطر ونطبِّقها، نعبِّر عن امتناننا له ونبرهن اننا نحبه من القلب. — يو ١٤:٣١؛ رو ٦:١٧. ب١٥ ١٥/٩ ٥:١٣، ١٥.
السبت ٢٤ حزيران (يونيو)
أعنِّي حيث احتاج الى الايمان! — مر ٩:٢٤.
ليس بمقدورنا ان ننمِّي ايماننا بقوتنا الخاصة. فنحن بحاجة الى روح اللّٰه القدس، لأن الايمان هو احد اوجه ثمر الروح. (غل ٥:٢٢) لذا، من الحكمة ان نتَّبع مشورة يسوع ونصلي ان يعطينا اللّٰه المزيد من روحه، لأن يسوع اكَّد ان يهوه «يعطي روحا قدسا للذين يسألونه». (لو ١١:١٣) وبعد ان يترسخ ايماننا، يلزم ان نستمر في تغذيته. فإيماننا اشبه بالنار التي نشعلها في الحطب. فهي في البداية تتأجج وتنبعث منها ألسنة اللهب. اما اذا لم نزدها حطبا، فستخمد اخيرا وتصير جمرا حارا، والجمر اذا تُرك اصبح رمادا باردا. ولكن، اذا غذَّينا النار باستمرار بالمزيد من الحطب، فلن تنطفئ ابدا. بشكل مشابه، يمكن ان نُبقي ايماننا قويا اذا تغذينا باستمرار بكلمة اللّٰه. فعندما نقرأ وندرس الكتاب المقدس يوميا، ننمِّي محبة عميقة ليهوه وكلمته. ونتيجة ذلك، نتمكن من زيادة ايماننا. ب١٥ ١٥/١٠ ٢:٦، ٧.
الاحد ٢٥ حزيران (يونيو)
اتأمل في جميع افعالك. — مز ٧٧:١٢.
تُظهر الابحاث العلمية ان الكلمات يسهل تذكُّرها اذا قيلت بصوت مسموع اثناء الدرس. وخالق دماغنا عليم بذلك. فهو اوصى يشوع ان يقرأ «همسا» في سفر الشريعة. (يش ١:٨) انت ايضا اذا قرأت الكتاب المقدس همسا، اي بصوت منخفض، تنطبع المواد عميقا في ذهنك ويتحسن تركيزك ايضا. وفي حين لا تحتاج القراءة الى جهد كبير، يعتمد التأمل على التركيز. وبما اننا بشر ناقصون، يميل دماغنا الى القيام بالمهام الاسهل والاقل تعبا. لذا كي تستفيد من التأمل، اختر وقتا لا تكون فيه تعبا ومكانا هادئا فيه اقل ما يمكن من التلهيات. مثلا، اعتاد المرنم الملهم ان يتأمل وهو مستيقظ على فراشه ليلا. (مز ٦٣:٦) ويسوع الذي امتلك مقدرات فكرية كاملة قصد اماكن هادئة ليتأمل ويصلي. — لو ٦:١٢. ب١٥ ١٥/١٠ ٤:٤، ٦، ٧.
الاثنين ٢٦ حزيران (يونيو)
كان يعرف ما في الانسان. — يو ٢:٢٥.
في احدى المناسبات، بدا ان بعض مستمعي يسوع في الجليل توَّاقون الى اتِّباعه. (يو ٦:٢٢-٢٤) لكن يسوع عرف خفايا قلوبهم، وأدرك انهم مهتمون بالطعام الجسدي لا الروحي. فقد رأى موقفهم الخاطئ، ثم قوَّمهم بصبر وأوضح لهم ما المطلوب منهم. (يو ٦:٢٥-٢٧) صحيح انك لا تستطيع معرفة خفايا القلوب، ولكن بمقدورك ان تتحلى بالبصيرة لتعرف مشاعر ولدك حيال خدمة الحقل. فثمة والدون كثيرون يأخذون فترة استراحة قصيرة مع اولادهم خلال خدمة الحقل لتجديد طاقتهم وتناول وجبة خفيفة ومرطبات. فلم لا تنظر الى ما وراء الظاهر وتسأل نفسك: ‹هل يستمتع ولدي بالخدمة ام بفترات الاستراحة فقط›؟ وإذا وجدت انه لا يتمتع بالخدمة كما ينبغي، ففتش عن طرائق تزيد اهتمامه بها. مثلا، اوكل اليه بعض المهمات الصغيرة ليشعر انه يلعب دورا نافعا. ب١٥ ١٥/١١ ١:١٠، ١١.
الثلاثاء ٢٧ حزيران (يونيو)
الامور السابقة قد زالت. — رؤ ٢١:٤.
إلهنا المحب يفعل دائما ما يصب في مصلحة خدامه الامناء. يقول الكتاب المقدس: «سيمسح كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد». فيا للمستقبل الباهر الذي ينتظر مَن يقدِّرون حق التقدير محبة يهوه ويخضعون لحكمه! تذكر كلمة يهوه: «راقب من لا لوم عليه وانظر المستقيم، لأن عاقبة ذلك الانسان سلام. اما المتعدون فيفنون جميعا». (مز ٣٧:٣٧، ٣٨) والانسان الذي «لا لوم عليه» هو مَن يستمر في نيل المعرفة عن يهوه وابنه ويعمل مشيئة اللّٰه عن طيب خاطر. (يو ١٧:٣) فشخص كهذا يأخذ على محمل الجد كلمات ١ يوحنا ٢:١٧: «العالم يزول وكذلك شهوته، وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيبقى الى الابد». ونظرا لدنوِّ نهاية هذا العالم، من الملح ان ‹نرجو يهوه ونحفظ طريقه›. — مز ٣٧:٣٤. ب١٥ ١٥/١١ ٣:١١، ١٢.
الاربعاء ٢٨ حزيران (يونيو)
ان الحصاد كثير، ولكنَّ العمال قليلون. — مت ٩:٣٧.
استخدم شعب اللّٰه اساليب متنوعة ليوصلوا البشارة الى اكبر عدد ممكن من الناس. وبرزت اهمية هذه الاساليب خصوصا حين كان ‹العمال قليلين›. ففي اوائل القرن العشرين، ساهمت الجرائد في بلوغ اعداد غفيرة من الناس في مناطق عاش فيها قلة من تلاميذ الكتاب المقدس. وكان الاخ تشارلز تاز رصل يرسل كل اسبوع بواسطة التلغراف موعظة الى وكالة انباء. فتعيد الوكالة ارسالها تلغرافيا الى صحف في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. وبحسب التقديرات، بلغت مواعظ الاخ رصل ٠٠٠,٠٠٠,١٥ قارئ عبر ٠٠٠,٢ جريدة بحلول عام ١٩١٣! وبعد موت الاخ رصل، استُخدم اسلوب فعال آخر لنشر البشارة. ففي ١٦ نيسان (ابريل) ١٩٢٢، ألقى جوزيف رذرفورد احدى اولى محاضراته عبر الراديو، وقد اصغى اليها ما يُقدَّر بـ ٠٠٠,٥٠ مستمع. وفي ٢٤ شباط (فبراير) ١٩٢٤، بدأت بالبث اول محطة اذاعية انشأتها الهيئة، «محطة برج المراقبة الاذاعية» (WBBR). ب١٥ ١٥/١١ ٥:١٠، ١١.
الخميس ٢٩ حزيران (يونيو)
انا اصير ما اشاء ان اصير. — خر ٣:١٤.
انسجاما مع معنى الاسم الالهي، يجعل يهوه خليقته ايضا تصير او تفعل ما يلزم بغية تحقيق قصده. مثلا، صيَّر اللّٰه نوحا بانيا للفلك، وبصلئيل حرفيا ماهرا، وجدعون محاربا جبارا، وبولس رسولا للأمم. فاسم اللّٰه يحمل مدلولا عميقا في نظر شعبه. ولجنة ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس لا تقلل ابدا من اهمية الاسم بحذفه من الكتاب المقدس. فهذه الترجمة المتوفرة بأكثر من ١٣٠ لغة تكرم اسم اللّٰه برده الى مكانه في الكتاب المقدس. (مل ٣:١٦) إلا ان الميل السائد عند ترجمة الكتاب المقدس في ايامنا هو حذف الاسم الالهي والاستعاضة عنه بألقاب مثل «الرب» او اسم إله محلي. وهذا سبب رئيسي دفع الهيئة الحاكمة الى اعطاء الاولوية لتوفير ترجمة العالم الجديد لأكبر عدد ممكن من الناس. ب١٥ ١٥/١٢ ٢:٧-٩.
الجمعة ٣٠ حزيران (يونيو)
لا يقول ساكن: «انا مريض». — اش ٣٣:٢٤.
مما لا شك فيه ان اللّٰه قادر ان يؤثِّر على صحة البشر. وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس. ففي بعض المناسبات عاقب اللّٰه اشخاصا بالمرض، مثل فرعون زمن ابراهيم ولاحقا مريم اخت موسى. (تك ١٢:١٧؛ عد ١٢:٩، ١٠؛ ٢ صم ٢٤:١٥) كما حذَّر الاسرائيليين انه سيجلب عليهم «كل مرض وكل ضربة» ان لم يحافظوا على امانتهم له. (تث ٢٨:٥٨-٦١) من ناحية اخرى، في وسع يهوه ان يزيل الامراض او يمنع حدوثها. (خر ٢٣:٢٥؛ تث ٧:١٥) وبإمكانه ايضا ان يشفي الافراد. فقد رد الى ايوب عافيته بعدما مرض لدرجة انه تمنَّى الموت. (اي ٢:٧؛ ٣:١١-١٣؛ ٤٢:١٠، ١٦) اذًا، يقدر اللّٰه بكل تأكيد ان يتدخل ويشفي المرضى. وابنه يسوع على مثاله. فالسجل يذكر كيف صحح عجائبيا البُرص، المصابين بالصرع، العُمي، والمشلولين. (مت ٤:٢٣، ٢٤؛ يو ٩:١-٧) وكم نتشجع حين نتأمل في عجائب الشفاء هذه! انها لمحة عما سينجزه يسوع على نطاق واسع في العالم الجديد. ب١٥ ١٥/١٢ ٤:٣، ٤.