آب (اغسطس)
الثلاثاء ١ آب (اغسطس)
أديَّان كل الارض لا يفعل الصواب؟ — تك ١٨:٢٥.
لأن ابراهيم اعتاد ان يطيع اللّٰه دائما، حتى في المسائل التي تبدو ثانوية، صارت صداقته مع اللّٰه اقوى فأقوى. لذا شعر بحرية ان يبوح الى يهوه بمكنونات قلبه، فطرح عليه الاسئلة المحيِّرة التي تزعجه. على سبيل المثال، حين علم ان اللّٰه سيدمر مدينتي سدوم وعمورة، خاف ان يهلك البار مع الشرير، ربما لأنه قلق بشأن ابن اخيه لوط وعائلته الذين كانوا يعيشون في سدوم. فسأل ابراهيم بكل تواضع «ديان كل الارض» واثقا بعدله. فأظهر له يهوه بصبر مدى رحمته، موضحا له انه يبحث عن الابرار ويحفظهم، حتى في وقت الدينونة. (تك ١٨:٢٢-٣٣) لا شك ان ابراهيم قويت علاقته بيهوه كلما ازدادت معرفته وخبرته. ب١٦/٢ ١:١١، ١٢.
الاربعاء ٢ آب (اغسطس)
ليكن يهوه بيني وبينك وبين نسلي ونسلك الى الدهر. — ١ صم ٢٠:٤٢.
من منَّا لا يُقدِّر صفة الولاء بين الاصدقاء؟! ولكن اذا لم يُثر اعجابنا إلا ولاء يوناثان لداود، فسيفوتنا درس في غاية الاهمية. فالولاء للّٰه احتل المقام الاول في قلب يوناثان. ولهذا السبب كان وليا لداود ولم يغَر منه ويعتبره منافسا له. وقد بقي يوناثان وداود كلاهما وليين ليهوه وواحدهما للآخر ووفَيا بالعهد الذي قطعاه. نحن ايضا يجب ان نعرب عن الولاء لعائلتنا وأصدقائنا ورفقائنا المؤمنين. (١ تس ٢:١٠، ١١) لكنَّ الولاء ليهوه يجب ان يحتل المقام الاول في قلبنا، لأنه هو الذي وهبنا نعمة الحياة. (رؤ ٤:١١) وعندئذ فقط سنشعر بالسعادة والاكتفاء الحقيقيين. وكي نبرهن عن ولاءنا للّٰه، علينا ألا ندعه يتزعزع في وجه المحن. ب١٦/٢ ٣:٣، ٤.
الخميس ٣ آب (اغسطس)
دانيال عزم في قلبه ألا يتنجس. — دا ١:٨.
ان الشخص الناضج يثبت على قناعاته. فهو لا يكون صديقا للّٰه في قاعة الملكوت، وصديقا للعالم في المدرسة. كما ان ايمانه يبقى ثابتا في وجه التجارب. (اف ٤:١٤، ١٥) طبعا، لا احد معصوم من الخطإ. فالصغار والكبار على السواء يقعون في الاخطاء من حين الى آخر. (جا ٧:٢٠) ولكن اذا كنت تفكر في المعمودية، يحسن بك ان تُقيِّم الى اي حد انت عازم في قلبك على اتِّباع مقاييس يهوه. فاسأل نفسك: ‹هل يُظهر سجلي في الماضي اني مصمم على الالتزام بمقاييس اللّٰه؟›. راجع كيف تصرفت مؤخرا في وجه امتحانات الايمان. هل اظهرتَ ان قوى ادراكك مدربة على التمييز بين الصواب والخطإ؟ وماذا لو اعتبرك الناس شخصا مميَّزا وأغروك باستغلال مواهبك في عالم الشيطان، كما حدث مع دانيال؟ هل انت قادر ان ‹تدرك ما هي مشيئة يهوه›، وإن تعارضت مشيئته مع اغراء كهذا؟ — اف ٥:١٧. ب١٦/٣ ١:٧-٩.
الجمعة ٤ آب (اغسطس)
تلك الايام ستكون ايام ضيق لم يحدث مثله منذ بدء الخليقة التي خلقها اللّٰه الى ذلك الوقت. — مر ١٣:١٩.
نحن نعيش في فترة يدعوها الكتاب المقدس «الايام الاخيرة»، وأمامنا ضيق لم يحدث مثله قط. (٢ تي ٣:١) كما ان الشيطان وأبالسته طُرحوا من السماء الى الارض، ما يجلب الويل على جميع البشر. (رؤ ١٢:٩، ١٢) بالاضافة الى ذلك، نحن نتمِّم تفويض يسوع ونكرز حول العالم على نطاق لم يسبق له مثيل، لنبلغ اكبر عدد ممكن من الناس مهما كانت لغتهم. وعليه، فإن نيلنا بركة اللّٰه يعتمد على انتباهنا الى التوجيهات التي يزودنا بها من خلال الجماعة المسيحية. واستعدادنا للطاعة الآن سيسهِّل علينا اتِّباع التوجيهات خلال ‹الضيق العظيم› الذي سيمحو كامل نظام الشيطان الشرير. (مت ٢٤:٢١) وبعدئذ سنحتاج ايضا الى ارشادات جديدة للحياة في عالم جديد بار. ب١٦/٣ ٤:١٦، ١٨.
السبت ٥ آب (اغسطس)
خرج من الدخان جراد. — رؤ ٩:٣.
نحو نهاية القرن الاول بعد الميلاد، شاهد الرسول يوحنا رؤيا عن سبعة ملائكة نفخ كل منهم في بوقه. وحين نفخ الملاك الخامس في البوق، رأى يوحنا «نجما» يسقط من السماء الى الارض. وكان بيده مفتاح استخدمه ليفتح حفرة المهواة. فصعد دخان كثيف من الحفرة وخرجت من الدخان اسراب غازية من الجراد. ولكن عوض ان يقضي هذا الجراد الرمزي على النبات، يهاجم «الناس الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم». (رؤ ٩:١-٤) ولا شك ان يوحنا ادرك حجم الدمار الذي يمكن ان يحدثه الجراد. أوَلَم يتسبب بكارثة كبيرة في مصر زمن موسى؟! (خر ١٠:١٢-١٥) ان الجراد الذي رآه يوحنا يمثِّل المسيحيين الممسوحين الذين يعلنون رسائل دينونة يهوه القوية. ويساندهم في هذا العمل ملايين يرجون الحياة على الارض. فلا عجب ان عمل الكرازة الموحَّد هذا يساعد كثيرين ان يهجروا الدين الباطل ويتحرروا من سلطة الشيطان. ب١٦/٣ ٣:٣.
الاحد ٦ آب (اغسطس)
اِكشف عن عينيَّ فأنظر الامور العجيبة من شريعتك. — مز ١١٩:١٨.
لكي يعرف الشيخ الى اي حد يؤثر الحق في افكار وتصرفات اخ اقل خبرة، يمكن ان يسأله: ‹كيف غيَّر انتذارك ليهوه الطريقة التي تستخدم بها حياتك؟›. وهذا السؤال يفتح محادثة عن كيفية خدمة يهوه من كل النفس. (مر ١٢:٢٩، ٣٠) وربما يمكنه في نهاية المحادثة ان يقدِّم صلاة، سائلا يهوه اعطاء الاخ روحا قدسا ليساعده على انجاز تعيينه. وكم سيتشجع الاخ حين يسمع الشيخ يصلي من اجله صلاة نابعة من القلب! في المرحلة الاولى من التدريب، قد يناقش الشيخ بعض روايات الكتاب المقدس التي تساعد التلميذ ان يرى اهمية الروح الطوعية والامانة والتواضع؛ فهذه مهمة للتلميذ اهمية السماد للتربة، اذ تسرِّع نموه الروحي. (١ مل ١٩:١٩-٢١؛ نح ٧:٢؛ ١٣:١٣؛ اع ١٨:٢٤-٢٦) كما ‹تكشف عن عينيه لينظر الامور العجيبة› في كلمة اللّٰه. ب١٥ ١٥/٤ ٢:٣، ٤.
الاثنين ٧ آب (اغسطس)
اقتربوا الى اللّٰه. — يع ٤:٨.
ان التواصل باستمرار مع يهوه خطوة اساسية للاقتراب اليه. فكيف نتواصل مع اللّٰه؟ انت تتكلم مع يهوه من خلال صلواتك المتكررة اليه. (مز ١٤٢:٢) وتسمح له بالمقابل ان يتكلم معك حين تداوم على قراءة كلمته المكتوبة والتأمل فيها. (اش ٣٠:٢٠، ٢١) وحين ترفع الى يهوه صلوات محددة تنتبه اكثر كيف يستجيبها، حتى لو كانت طريقته غير واضحة. وباستجابته لك مرة بعد اخرى يصبح حقيقيا اكثر بالنسبة اليك. وكلما عبَّرت له عما يشغل بالك اقتربت اليه اكثر. ان تنمية علاقة لصيقة بيهوه مسعى يرافقنا مدى الحياة. فعلينا ان نتخذ خطوات للاقتراب الى اللّٰه اذا اردنا ان يبادلنا بالمثل. فلنصمم على التواصل معه دائما من خلال درس الكتاب المقدس والصلاة. ولا شك ان علاقتنا به التي تتوطد باستمرار تساعدنا على مواجهة محن الحياة. ب١٥ ١٥/٤ ٣:٣، ١٤، ١٦.
الثلاثاء ٨ آب (اغسطس)
ان خصمكم ابليس يجول كأسد زائر، وهو يطلب ان يلتهم احدا. — ١ بط ٥:٨.
كم يلائم هذا الوصف في الآية شراسة الشيطان! فمع ان العالم كله تحت سلطته، لا يزال شرِها الى التهام المزيد من الضحايا. وهو مصمم على افتراس شعب يهوه. وسلسلة الاضطهادات التي اطلقها على اتباع يسوع بدءا من القرن الاول خير دليل على شراسته. هذا وإن الاسد الجائع لا يرحم طريدته، فلا يُشفق عليها قبل قتلها ولا يشعر بالندم بعد الفتك بها. بشكل مماثل، لا يُشفق الشيطان على الذين يحاول التهامهم. فكِّر مثلا كيف شعر كل مرة استسلم فيها الاسرائيليون لخطايا كالعهارة والجشع. فهل تتخيل الاسد الزائر يحس بنشوة الانتصار وهو يرى العواقب المأساوية لعهارة زمري وجشع جيحزي؟ — عد ٢٥:٦-٨، ١٤، ١٥؛ ٢ مل ٥:٢٠-٢٧. ب١٥ ١٥/٥ ١:٨، ٩.
الاربعاء ٩ آب (اغسطس)
قاوموا ابليس فيهرب منكم. — يع ٤:٧.
كيف نحارب الشيطان ونحقق الانتصار؟ قال يسوع لتلاميذه: «باحتمالكم تقتنون نفوسكم». (لو ٢١:١٩) تذكَّر انه ما من انسان يستطيع ان يسبب لنا ضررا ابديا، ولا احد يمكنه ان يخسِّرنا صداقتنا مع اللّٰه إلا اذا سمحنا بذلك. (رو ٨:٣٨، ٣٩) حتى موت خدام يهوه لا يُحسب انتصارا للشيطان لأن يهوه سيقيمهم عما قريب. (يو ٥:٢٨، ٢٩) اما الشيطان فمستقبله قاتم فعلا. فبعد دمار نظامه الشرير، سيُطرح في المهواة ٠٠٠,١ سنة. (رؤ ٢٠:١-٣) وفي نهاية حكم يسوع الالفي، سوف «يُحل الشيطان من سجنه» لفترة قصيرة كي يحاول للمرة الاخيرة تضليل البشر الكاملين. وبعد ذلك، سيلقى حتفه. (رؤ ٢٠:٧-١٠) ان ابليس يواجه الهلاك الحتمي، اما انت فالمستقبل كله امامك اذا قاومته راسخا في الايمان. (١ بط ٥:٩) نعم، يمكنك الانتصار في حربك ضد الشيطان. ب١٥ ١٥/٥ ٢:١، ١٨.
الخميس ١٠ آب (اغسطس)
النبيه يرى البلية فيختبئ، اما قليلو الخبرة فيعبرون وينالون الجزاء. — ام ٢٢:٣.
يدرك النبيه ان التأملات تشبه النيران. فالنار نافعة اذا استُعملت بطريقة مضبوطة، كما عند طهو الطعام. لكنها مميتة اذا خرجت عن السيطرة وحرقت منزلا بمن فيه. بصورة مماثلة، التأمل نافع إن كان الهدف منه الاقتداء بيهوه. لكنه مؤذ عندما يغذي الرغبات الفاسدة. مثلا، اذا اعتدنا على التأمل في الاعمال الخاطئة نندفع الى ترجمة هذه التخيلات الى عمل. حقا، ان التخيلات الفاسدة تؤدي الى الموت الروحي. (يع ١:١٤، ١٥) وقد حذَّر يسوع من الاسترسال في تخيُّل صور فاسدة جنسيا، اذ قال: «كل مَن يداوم على النظر الى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه». — مت ٥:٢٨. ب١٥ ١٥/٥ ٤:١١، ١٢، ١٤.
الجمعة ١١ آب (اغسطس)
لذاتي مع بني البشر. — ام ٨:٣١.
بينما كان يسوع يقوم بعمل الكرازة، صنع الكثير من العجائب التي كشفت عن اهتمامه العميق بالناس. فذات مرة، رأى منظرا يثير الشفقة. (مر ١:٣٩، ٤٠) فقد التقى رجلا يعاني من مرض فظيع يُعرف بالبرص. وكان مرضه في مرحلة متقدمة جدا بحيث وصفه الطبيب لوقا بأنه «مملوء برصا». (لو ٥:١٢) و «لما ابصر يسوع، سقط على وجهه وتوسل اليه قائلا: ‹يا رب، ان اردت، فأنت قادر ان تطهرني›». فهذا الرجل لم يشكَّ في قدرة يسوع على شفائه، بل اراد ان يعرف هل يرغب في فعل ذلك. فكيف تجاوب يسوع مع طلبه؟ مدَّ يده ولمس الابرص، قائلا بصوت امتزجت فيه القوة والحنان: «اريد، فاطهر». فكانت النتيجة ان «زال عنه البرص». (لو ٥:١٣) وهكذا برهن يسوع عن مدى محبته للناس. — لو ٥:١٧. ب١٥ ١٥/٦ ٢:٣-٥.
السبت ١٢ آب (اغسطس)
المعتزل يثور على كل حكمة عملية. — ام ١٨:١.
اذا سمحنا بشجاعة لمسيحي ناضج ان يفحصنا بمحبة، يحمينا ذلك من تبرير الرغبات الخاطئة. (عب ٣:١٢، ١٣) فالتحدث عن ضعفنا الى مسيحي ناضج ومؤهل روحيا قد يلفت نظرنا الى نواح لا نراها نحن. وهذا بدوره يساعدنا على اجراء التعديلات اللازمة لنثبت في محبة يهوه. والشيوخ في جماعتنا مؤهلون تماما لمساعدتنا. (يع ٥:١٣-١٥) وطلب المساعدة ضروري بشكل خاص اذا كانت الرغبات الفاسدة نابعة من مشاهدة المواد الاباحية. فكلما ماطل الفرد في طلب المساعدة، زاد الخطر ان تصير الرغبات الفاسدة ‹خصبة وتلد خطية› تؤذي الآخرين وتعيِّر اسم اللّٰه. والرغبة في ارضاء يهوه والبقاء في كنف الجماعة المسيحية تدفع كثيرين من خدامه الى قبول المساعدة الحبية. — يع ١:١٥؛ مز ١٤١:٥؛ عب ١٢:٥، ٦. ب١٥ ١٥/٦ ٣:١٥-١٧.
الاحد ١٣ آب (اغسطس)
يكون في ذلك اليوم ان الانبياء يخجلون، كل واحد من رؤياه حين يتنبأ، ولا يلبسون رداء الشعر الرسمي لخداع الناس. — زك ١٣:٤.
هل يعني دمار بابل العظيمة موت كل اعضاء الاديان الباطلة؟ كلا، فسيتخلى بعض رجال الدين عن تديُّنهم وينكرون اية علاقة لهم بتلك الاديان الباطلة. (زك ١٣:٥، ٦) وماذا سيجري لشعب اللّٰه في ذلك الوقت؟ يقول يسوع: «لو لم تُقصَّر تلك الايام، لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تُقصَّر تلك الايام». (مت ٢٤:٢٢) فقد «قُصِّر» الضيق سنة ٦٦ بم، ما اتاح ‹للمختارين›، اي المسيحيين الممسوحين، ان يهربوا من المدينة وضواحيها. بشكل مماثل، ‹سيُقصَّر› الجزء الاول من الضيق العظيم المقبل بسبب «المختارين». فلن يُسمح ‹للقرون العشرة› بأن تُبيد شعب اللّٰه، بل ستكون هناك هدنة قصيرة بعد انتهاء الهجوم على بابل العظيمة. — رؤ ١٧:١٦. ب١٥ ١٥/٧ ٢:٥، ٦.
الاثنين ١٤ آب (اغسطس)
اتى المجرِّب. — مت ٤:٣.
بإمكان كل منَّا ان يختار إما مقاومة التجربة او الوقوع فيها. (مت ٦:١٣؛ يع ١:١٣-١٥) فقد رفض يسوع فورا كل تجربة تعرَّض لها من قِبل ابليس مقتبسا آيات مناسبة من كلمة اللّٰه. وهكذا أيَّد سلطان اللّٰه البار. لكنَّ الشيطان لم يستسلم، بل «تنحَّى عنه الى فرصة اخرى». (لو ٤:١٣) غير ان يسوع استمر في مقاومة جهود الشيطان لكسر استقامته. واليوم يحاول الشيطان الايقاع بأتباع يسوع، ومن بينهم انت. وبما ان قضية السلطان الكوني لم تُبتَّ نهائيا، يسمح يهوه للمجرب بأن يستخدم هذا العالم ليجربنا. فاللّٰه لا يدخلنا في تجربة، بل بالاحرى يثق بنا ويريد مساعدتنا. انه يحترم ارادتنا الحرة، لذلك لا يحمينا تلقائيا من الوقوع في التجربة. فعلينا القيام بأمرين: اولا، ان نبقى متيقظين روحيا؛ وثانيا، ان نواظب على الصلاة. ب١٥ ١٥/٦ ٥:١٣، ١٤.
الثلاثاء ١٥ آب (اغسطس)
لسنا على الاطلاق نجعل اي سبب للعثرة، لئلا يلحق خدمتنا عيب. — ٢ كو ٦:٣.
يلزم ان يدرب المسيحي عقله وضميره كي يحافظ على الحياد في كل الظروف. (رو ١٤:١٩) خذ مثلا ساندرا التي وُلدت ونشأت في بلد كان جزءا من يوغوسلافيا السابقة. فكان اهل منطقتها يكرهون الصرب. ولكن، عندما تعلَّمت ان يهوه غير محاب وأن الشيطان هو المسؤول عن المشاكل الاثنية، جاهدت لتتخلص من الروح القومية. ثم اندلعت اعمال العنف الاثني في منطقتها، فاشتعلت فيها من جديد مشاعر البغض وباتت تستصعب الكرازة للصرب. لكنها ادركت انها لا تستطيع البقاء مكتوفة اليدين آملة ان تتلاشى مشاعرها. فتوسلت الى يهوه ان يمد لها يد العون لتتغلب على مشكلتها. تقول: «كان خير مساعد لي ان اركز على الخدمة محاولة التمثل بشخصية يهوه المحب. وهذا بدد مشاعري السلبية شيئا فشيئا». ب١٥ ١٥/٧ ٣:١١-١٣.
الاربعاء ١٦ آب (اغسطس)
عينا يهوه تجولان في كل الارض ليُظهر قوته لأجل الذين قلبهم كامل نحوه. — ٢ اخ ١٦:٩.
لاحِظ كيف تعامل يهوه مع يهوشافاط ملك يهوذا. ففي احدى المناسبات، وافق يهوشافاط بحماقة على مرافقة اخآب ملك اسرائيل في حملة عسكرية. ومع ان ٤٠٠ نبي كاذب اكَّدوا لأخآب انه سينجح في مسعاه، اكَّد له نبي يهوه الحقيقي ميخايا انه سيُهزم لا محالة. فمات اخآب في المعركة، وبالكاد نجا يهوشافاط من الموت. وعند رجوعه الى اورشليم، أنَّبه يهوه بواسطة ياهو بن حناني صاحب الرؤى على تحالفه مع اخآب. لكنه قال له ايضا: «وُجدت فيك امور صالحة». (٢ اخ ١٨:٤، ٥، ١٨-٢٢، ٣٣، ٣٤؛ ١٩:١-٣) فالامور الصالحة التي فعلها يهوشافاط لم ينسها يهوه حين اتخذ هذا الملك في وقت لاحق قرارا خاطئا. (٢ اخ ١٧:٣-١٠) وهذه الرواية تُذكِّرنا ان يهوه سيظل يحبنا رغم نقصنا البشري اذا سعينا جاهدين لإرضائه. ب١٥ ١٥/٨ ١:٨، ٩.
الخميس ١٧ آب (اغسطس)
ليسعوا لعمل الصلاح لكي يتمسكوا بالحياة الحقيقية. — ١ تي ٦:١٨، ١٩.
لنفرض انك تريد الانتقال الى بلد آخر. فكيف تحضِّر نفسك لذلك؟ لربما تبدأ بتعلم لغة البلد الذي ستنتقل اليه، او تتعرف بتقاليده وعاداته، او تتذوق بعض اصناف مأكولاته. فتحاول ان تعيش كما لو انك صرت مواطنا فيه، لأنك هكذا ستعيش حين تصل الى هناك. على نحو مشابه، نحضِّر انفسنا للحياة في العالم الجديد حين نبذل جهدنا لنعيش الآن كما سنعيش آنذاك. في هذا العالم، يفكر الناس ان بمقدورهم فعل ما يحلو في اعينهم. فيعلِّق كثيرون اهمية على الاستقلالية. والنتيجة؟ لقد ادى رفض توجيه اللّٰه الى الكثير من المعاناة والشقاء. (ار ١٠:٢٣) لكنَّ يهوه حاكم محب، ونحن نتطلع الى الوقت الذي سيخضع فيه كل البشر لسلطانه. ب١٥ ١٥/٨ ٣:٤، ٥.
الجمعة ١٨ آب (اغسطس)
لا تكونوا تحت نير لا تكافؤ فيه مع غير المؤمنين. — ٢ كو ٦:١٤.
ان توخي الحذر عند اختيار العشراء مهم خصوصا للمسيحيين العزاب الذين يريدون الزواج. فالكتاب المقدس ينصح خدام اللّٰه الذين يريدون الزواج ان يتزوجوا «في الرب فقط»، اي ألا يتزوجوا سوى خادم ليهوه منتذر ومعتمد يعيش بانسجام مع التعاليم الالهية. (١ كو ٧:٣٩) وبتطبيق نصيحة الكتاب المقدس، تحصل على شريك منتذر ليهوه يساعدك ان تحافظ على استقامتك. فيهوه يعرف ما هو الافضل لخدامه، ولطالما اوصى شعبه ألا يتزوجوا اشخاصا لا يشاركونهم ايمانهم. مثلا، لاحظ ما قاله لشعب اسرائيل عن الامم التي لم تكن تعبده: «لا تصاهرهم . . . لأنه يرد ابنك عن اتِّباعي، فيخدمون آلهة اخرى». — تث ٧:٣، ٤. ب١٥ ١٥/٨ ٤:١٢، ١٣.
السبت ١٩ آب (اغسطس)
تيقنوا الامور الاكثر اهمية، فتكونوا بلا علة ولا تُعثروا الآخرين. — في ١:١٠.
كيف ندرب ضميرنا؟ يمكننا ذلك بدرس الكتاب المقدس بانتظام، التأمل في ما نقرأه، والصلاة الى يهوه ليساعدنا على تطبيق ما نتعلمه. وهذا يستلزم اكثر من حفظ معلومات وقواعد. فيجب ان تتبلور تدريجيا في اذهاننا صورة يهوه، شخصيته، صفاته، وما يحبه ويبغضه. وهكذا يصير ضميرنا مدوزنا ليعمل بحسب طرق اللّٰه، دافعا ايانا ان نقتدي به اكثر فأكثر. اما اذا كنا لا نستوعب قرارا اتخذه احد اخوتنا في مسألة شخصية على اساس ضميره، فلا نسارع الى ادانته او نضغط عليه ليَعدِل عن رأيه. فربما لا يزال ضميره ‹ضعيفا› ويحتاج الى المزيد من التدريب، او انه حساس جدا في بعض المسائل. — ١ كو ٨:١١، ١٢. ب١٥ ١٥/٩ ٢:٤، ٨، ١٠.
الاحد ٢٠ آب (اغسطس)
الارض اعطاها لبني البشر. — مز ١١٥:١٦.
الارض فريدة من نوعها في خليقة اللّٰه. انها الوحيدة المجهزة للسكن بين الكواكب التي لا تعد ولا تحصى في مجرة درب التبانة وغيرها. والاروع ان اللّٰه صممها لنا مسكنا مريحا، جميلا، وآمنا. (اش ٤٥:١٨) أفليس هذا دليلا على محبته لنا؟! (اي ٣٨:٤، ٧؛ مز ٨:٣-٥) صحيح ان يهوه خلق لنا مسكنا رائعا، لكنه يعلم ان التدابير المادية وحدها لا تمنحنا السعادة والرضى. لذا فقد خلقنا على صورته ومنحنا بالتالي القدرة ان نشعر بمحبته وعنايته ونتفاعل معهما. فهذا ما يمنحنا احساسا حقيقيا بالفرح والامان، تماما مثل الولد حين يلمس محبة واهتمام والديه. (تك ١:٢٧) هذا وسلَّط يسوع الضوء على مصدر آخر للسعادة قائلا: «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية». (مت ٥:٣) فيهوه، مثل اب محب، «يزودنا كل شيء بغنى لمتعتنا» جسديا وروحيا على السواء. — ١ تي ٦:١٧؛ مز ١٤٥:١٦. ب١٥ ١٥/٩ ٤:٦، ٧.
الاثنين ٢١ آب (اغسطس)
يوجد طريق يظهر للانسان مستقيما، ونهايته في الآخر طرق الموت. — ام ١٤:١٢.
كتب مرنم ملهم تحلى بموقف صائب نابع من القلب: «انتظري اللّٰه [يا نفسي] فإني بعد احمده لأنه خلاص وجهي. يا إلهي، نفسي يائسة فيَّ. فلذلك اذكرك». (مز ٤٢:٥، ٦) كم تعكس هذه الكلمات عمق محبته ليهوه! فهل تشعر مثله؟ هل تحب اباك السماوي محبة عميقة، وهل تثق به ثقة مطلقة؟ حتى لو اجبت بنعم، فاسع ان توطد ثقتك به وتوكلك عليه مطبِّقا ما يقوله الكتاب المقدس: «اتكل على يهوه بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك التفت اليه، وهو يقوِّم سبلك». (ام ٣:٥، ٦) لقد احبنا يهوه اولا فعلَّمنا بالتالي كيف نحبه. (١ يو ٤:١٩) فلنبقِ في بالنا مثاله العظيم ولنبادله دوما المحبة ‹بكل قلبنا ونفسنا وعقلنا وقوتنا›. — مر ١٢:٣٠. ب١٥ ١٥/٩ ٥:١٧-١٩.
الثلاثاء ٢٢ آب (اغسطس)
امَّا انا وبيتي فنخدم يهوه. — يش ٢٤:١٥.
ينمو ايماننا حين نشارك في خدمة الحقل. فعلى غرار المسيحيين الاوائل، نتعلم ان نضع كامل ثقتنا في يهوه وأن نتكلم بجرأة في اي ظرف كان. (اع ٤:١٧-٢٠؛ ١٣:٤٦) ومن ناحية اخرى، ينمو ايماننا حين نرى كيف يدعمنا يهوه في حياتنا وكيف يستجيب لصلواتنا. وهذا ما حصل مع كالب ويشوع. فقد كان لديهما ايمان بيهوه حين تجسسا ارض الموعد. لكنَّ هذا الايمان قوِيَ بمرور الوقت ونما اكثر فأكثر كلما لمسا توجيه يهوه في مختلف مراحل حياتهما. فلا عجب ان قال يشوع للاسرائيليين بكل ثقة: «لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي كلمكم به يهوه إلهكم». ثم اضاف لاحقا: «والآن خافوا يهوه واخدموه بلا عيب وبالحق». (يش ٢٣:١٤؛ ٢٤:١٤) نحن ايضا يمكننا ان ننمِّي قناعة كهذه حينما نذوق ما اطيب يهوه. — مز ٣٤:٨. ب١٥ ١٥/١٠ ٢:١٠، ١١.
الاربعاء ٢٣ آب (اغسطس)
عزرا كان قد هيَّأ قلبه. — عز ٧:١٠.
اذا كنت تأخذ ملاحظات خلال الخطابات العامة والمحافل، فاصرف الوقت لتراجعها وتُمعن التفكير في ما تتعلمه من كلمة اللّٰه وهيئته. هناك ايضا المواد الجديدة التي نتسلمها في اصدارات المحافل والاعداد الشهرية من مجلتي برج المراقبة و إستيقظ!. ولا تنس الكتاب السنوي. فقد تجد مناسبا ان تتوقف وتتأمل في ما قرأته وتسمح للاختبارات ان تمس قلبك. اقتراح آخر هو ان تضع خطا تحت الافكار الرئيسية اثناء قراءتك المطبوعات او تكتب ملاحظات في الهامش لتستعملها حين تستعد لتعيين او خطاب او زيارة مكررة او زيارة رعائية. بيت القصيد اذًا هو ان تتوقف وتتأمل بين الحين والآخر اثناء قراءتك المواد المؤسسة على الكتاب المقدس. فهذا يفسح لك المجال ان تستوعبها جيدا وتشكر يهوه في الصلاة على تعاليمه الرائعة. ب١٥ ١٥/١٠ ٤:٩، ١٠.
الخميس ٢٤ آب (اغسطس)
كان يسوع يتقدم في الحكمة والقامة والحظوة عند اللّٰه والناس. — لو ٢:٥٢.
نادرة هي اللحظات التي تُفرِّح الوالدين المسيحيين اكثر من معمودية اولادهم. تقول بيرنيسي التي اعتمد اولادها الاربعة قبل ان يكملوا الـ ١٤ من عمرهم: «كانت لحظات مؤثرة جدا. طبعا، فرحنا كثيرا ان اولادنا ارادوا خدمة يهوه. لكننا عرفنا انهم سيواجهون تحديات كثيرة في سني مراهقتهم». ويقول اختصاصي في علم نفس الاولاد: «ليست المراهقة مرحلة من ‹الجنون› او ‹الطيش›. انما هي مرحلة اساسية تتميز بالابداع والمشاعر الجياشة والحاجة الى الصداقات والعلاقات الاجتماعية». لذلك يستطيع ولدك في سنوات المراهقة ان ينمِّي صداقة حميمة مع يهوه كما فعل يسوع. ب١٥ ١٥/١١ ٢:١، ٢.
الجمعة ٢٥ آب (اغسطس)
ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. — مت ٦:١٠.
ان الملكوت المسياني، اي الحكومة التي اقامها اللّٰه في السماء، دليل على محبة يهوه للبشر. فقد سلَّم رئاسة هذه الحكومة الى ابنه الذي يحب البشر ويمتلك كل مؤهلات الحكم. (ام ٨:٣١) كما انه اختار ٠٠٠,١٤٤ من بين البشر ليكونوا شركاء ابنه في الميراث السماوي. وهؤلاء عند قيامتهم لا ينسون التجربة التي عاشوها كبشر على الارض. (رؤ ١٤:١) وهذا الملكوت كان محور كرازة يسوع الذي علَّم تلاميذه ان يصلُّوا طالبين ان يأتي ويجلب لهم البركات. وتُظهر نبوات الكتاب المقدس ان ملكوت اللّٰه السماوي تأسس حين ابتدأ حضور المسيح عام ١٩١٤. ومذاك، يُجمَّع مَن بقي من الذين سيحكمون مع يسوع، بالاضافة الى «جمع كثير» من الناس الذين سينجون من نهاية هذا النظام ويدخلون العالم الجديد. — رؤ ٧:٩، ١٣، ٤. ب١٥ ١٥/١١ ٣:١٦، ١٨.
السبت ٢٦ آب (اغسطس)
اسمع، فأتكلم انا. — اي ٤٢:٤.
دعا الرسول يوحنا اول مخلوق اوجده اللّٰه «الكلمة». (يو ١:١؛ رؤ ٣:١٤) وقد تواصل يهوه مع ابنه البكر هذا، مُطْلعا اياه على افكاره ومشاعره. (يو ١:١٤، ١٧؛ كو ١:١٥) ويخبرنا الكتاب المقدس ان الملائكة ايضا يتواصلون معا. فالرسول بولس اتى على ذكر ‹ألسنة الملائكة›، لغة سماوية اسمى من اللغات التي يتواصل بها البشر. (١ كو ١٣:١) وهذه المخلوقات الذكية التي اوجدها يهوه في السماء وعلى الارض تعد بالبلايين. ومع ذلك يعرفها جميعا حق المعرفة. وهو قادر ان يسمع ويفهم صلوات اعداد لا تحصى من الناس مهما كانت لغتهم، ولو قدموها جميعا في الوقت نفسه. وبينما يصغي الى كل هذه الصلوات، يتواصل ايضا مع ملائكته ويوجِّههم. ولتحقيق كل ذلك، لا بد ان تكون افكاره واللغة التي يتواصل بها اسمى بأشواط من افكار البشر واللغات التي ينطقون بها. (اش ٥٥:٨، ٩) لذا، يبسِّط يهوه الطريقة التي يعبِّر بها عن افكاره للناس، كي يسهل عليهم فهمها. ب١٥ ١٥/١٢ ١:١، ٢.
الاحد ٢٧ آب (اغسطس)
الارض تمتلئ من معرفة يهوه كما تغطي المياه البحر. — اش ١١:٩.
الكتب المقدسة في بلدان كثيرة باهظة الثمن ويصعب ايجادها. لذا، يُعدُّ الحصول على كتاب مقدس بركة ما بعدها بركة. يذكر تقرير من رواندا: «لفترة طويلة، لم يحرز عديدون ممن درس الاخوة معهم اي تقدم لأنه لم يكن لديهم كتب مقدسة. فلم يكن بمقدورهم شراء الطبعة التي تصدرها الكنيسة. وكثيرا ما لم يفهموا معنى بعض الآيات، ما اعاق تقدمهم». إلا ان الحالة تغيرت حين توفرت ترجمة العالم الجديد بلغتهم. قالت عائلة رواندية فيها اربعة مراهقين: «نشكر يهوه والعبد الامين الفطين جزيل الشكر على اهداء هذا الكتاب المقدس الينا. نحن فقراء جدا ولم نمتلك مالا يكفي لشراء كتاب مقدس لكل عضو في العائلة. لكن كلا منا الآن يملك نسخته الخاصة. ونحن نقرأ الكتاب المقدس كعائلة كل يوم اعرابا عن تقديرنا ليهوه». ب١٥ ١٥/١٢ ٢:١٥، ١٦.
الاثنين ٢٨ آب (اغسطس)
يا يهوه تحنن علي. اشف نفسي لأني قد اخطأت اليك. — مز ٤١:٤.
لربما اشار داود بهذه الكلمات الى الوقت حين حاول ابشالوم ان ينتزع منه العرش فيما كان هو مريضا وعاجزا عن السيطرة على الوضع. وقد عرف داود انه يعاني هذه المشاكل العائلية نتيجة خطيته مع بثشبع. لكنه ادرك ايضا ان اللّٰه منحه الغفران. (٢ صم ١٢:٧-١٤) لذا وثق ان إلهه سيدعمه على فراش المرض. لكنَّه لم يُصلِّ طالبا اعجوبة. بل اراد، بحسب السياق، ان يدعمه يهوه مثلما يدعم الذي يراعي المسكين. وهذا يشمل ان يسنده «على فراش السقم». (مز ٤١:٣) فعلى اساس علاقته الجيدة بيهوه الذي غفر له خطاياه، التمس منه ان يطمئنه ويقويه خلال مرضه ويساعده على الاستفادة من قدرة جسمه على التعافي. (مز ١٠٣:٣) وهو بذلك مثال لنا حين يُتعبنا المرض. ب١٥ ١٥/١٢ ٤:٨، ٩.
الثلاثاء ٢٩ آب (اغسطس)
نلتم روح التبني الذي به نصرخ: «أبَّا، ايها الآب!». — رو ٨:١٥.
ان مَن يوجِّه اللّٰه اليهم هذه الدعوة الخصوصية لا يحتاجون الى شهادة اضافية من احد ليتأكدوا من مسحهم. فيهوه لا يترك مجالا للشك في عقولهم وقلوبهم. خاطب الرسول يوحنا المسيحيين الممسوحين قائلا: «لكم مسحة من القدوس، وكلكم لديكم المعرفة». وأضاف: «اما انتم فالمسحة التي نلتموها منه تبقى فيكم، ولا حاجة لكم ان يعلِّمكم احد. ولكن المسحة منه هي حق وليست كذبا، وهي تعلِّمكم عن كل شيء. وكما علَّمتكم، ابقوا في اتحاد به». (١ يو ٢:٢٠، ٢٧) فهؤلاء الافراد ليسوا في غنى عن الارشاد الروحي، اذ يحتاجون الى ان يعلِّمهم يهوه مَثَلهم مَثَل غيرهم. ولكن لا يلزمهم تأكيد من احد انهم مُسحوا. فهذه القناعة تأتيهم من اعظم قوة في الكون، الروح القدس. ب١٦/١ ٣:٩، ١٠.
الاربعاء ٣٠ آب (اغسطس)
كونوا قانعين بالامور الحاضرة. — عب ١٣:٥.
ترتكز القناعة على الثقة بيهوه. وهي تنمِّي فينا نظرة متزنة الى الممتلكات المادية. (١ تي ٦:٦-٨) فبفضلها ندرك ان علاقتنا بيهوه وإخوتنا المسيحيين اثمن بكثير من كل ما يشتريه المال. وحين نكون قنوعين، لا نتشكى او نتذمر او نتطلب الكمال من الآخرين، ولا ننقاد ايضا لمشاعر الحسد والجشع التي تخنق محبتنا الاخوية. فالقناعة تساعدنا ان نتحلى بالكرم والسخاء. (١ تي ٦:١٧-١٩) كما ان ثقتنا بيهوه تولد فينا الشجاعة لمجابهة شتى التحديات. (عب ١٣:٦) والشجاعة تساعدنا ان نتطلع الى الامور بإيجابية ونشجع رفقاءنا المؤمنين وندعمهم. (١ تس ٥:١٤، ١٥) كذلك عندما يواجه العالم الضيق العظيم، ‹سننتصب ونرفع رؤوسنا› بشجاعة عالمين ان خلاصنا قريب. — لو ٢١:٢٥-٢٨. ب١٦/١ ١:١٦، ١٧.
الخميس ٣١ آب (اغسطس)
يعرف يهوه الذين له. — ٢ تي ٢:١٩.
شهدت السنوات الاخيرة زيادة في عدد الذين يتناولون في ذكرى موت المسيح، على عكس الانخفاض الذي شهدناه على مر العقود السابقة. فلمَ لا ينبغي ان تقلقنا هذه الزيادة؟ لنستعرض بعض العوامل الرئيسية التي يجب ان نبقيها في بالنا. لا يستطيع الاخوة الذين يَعدُّون المتناولين في الذكرى ان يحكموا مَن تلقى الدعوة السماوية حقا. فعدد المتناولين يشمل مَن يظنون خطأ انهم ممسوحون. فالبعض بدأوا يتناولون في مرحلة ما، لكنهم توقفوا لاحقا. هذا ويعتقد آخرون انهم سيحكمون مع المسيح في السماء نتيجة معاناتهم امراضا عقلية او نفسية. لذلك ليس عدد المتناولين مؤشرا دقيقا يدل على عدد الممسوحين الباقين على الارض. بالاضافة الى ذلك، لا تحدِّد الاسفار المقدسة كم واحدا منهم سيكون موجودا على الارض عند ابتداء الضيق العظيم. ب١٦/١ ٤:١٢-١٤.