تشرين الاول (اكتوبر)
الاحد ١ تشرين الاول (اكتوبر)
الذين سبق فعيَّنهم، فهؤلاء دعاهم ايضا. — رو ٨:٣٠.
شرع يهوه في اختيار الممسوحين بعد موت يسوع وقيامته. وكما يبدو، كان كل المسيحيين في القرن الاول ممسوحين. ثم من القرن الاول حتى بداية الايام الاخيرة، زعم كثيرون انهم اتباع المسيح. لكن الاغلبية العظمى منهم كانوا مسيحيين زائفين، وقد شبَّههم يسوع ‹بالزوان›. رغم ذلك، استمر يهوه خلال تلك الفترة في مسح بعض المسيحيين الامناء، وكان هؤلاء ‹كالحنطة› في مثل يسوع. (مت ١٣:٢٤-٣٠) وخلال الايام الاخيرة، تابع يهوه اختيار الذين سيؤلفون الـ ٠٠٠,١٤٤. وإذا ارتأى ان يختار البعض في اواخر هذه الفترة، فمَن نحن لنشكِّك في حكمته؟! (اش ٤٥:٩؛ دا ٤:٣٥؛ رو ٩:١١، ١٦) فيجب ان نحذر لئلا نتصرف كالعمال الذين تذمروا من الطريقة التي تعامل بها سيدهم مع عمال الساعة الحادية عشرة. — مت ٢٠:٨-١٥. ب١٦/١ ٤:١٥.
الاثنين ٢ تشرين الاول (اكتوبر)
خذ، من فضلك، ابنك وحيدك الذي تحبه، اسحاق، وامض الى ارض المريَّا وقرِّبه هناك محرقة على احد الجبال الذي أُعيِّنه لك. — تك ٢٢:٢.
لا يطلب يهوه منا اليوم ان نقدم اولادنا ذبيحة. لكنه يطلب ان نطيعه حتى حين نستصعب تطبيق وصاياه او لا نفهم القصد منها. فهل تخطر في بالك وصية من اللّٰه يصعب عليك تطبيقها؟ يستصعب البعض عمل الكرازة، ربما لأنهم خجولون ويضطربون من التحدث الى الغرباء. ويخشى آخرون ان يكونوا مختلفين عن رفقائهم في المدرسة او زملائهم في العمل. (خر ٢٣:٢؛ ١ تس ٢:٢) فهل تشعر احيانا ان المطلوب منك يفوق امكاناتك، وكأنك تصعد الجبل في المريَّا بخطى متثاقلة مثل ابراهيم؟ فليمدك مثاله وإيمانه بالشجاعة. فحين تتأمل في امثلة الرجال والنساء الامناء، تندفع الى الاقتداء بهم والاقتراب الى صديقك يهوه. — عب ١٢:١، ٢. ب١٦/٢ ١:٣، ١٤.
الثلاثاء ٣ تشرين الاول (اكتوبر)
كلَّم شاول يوناثان ابنه وكل خدامه ان يقتلوا داود. — ١ صم ١٩:١.
وجد يوناثان نفسه بين نارين حين صمم شاول على قتل داود. فكيف يوفِّق بين عهده مع صديقه وخضوعه لأبيه؟! لكنه عرف ان داود هو الذي يحظى بدعم اللّٰه. لذا اختار ان يبقى وليا له. فحذَّره كي يختبئ وتكلم عنه حسنا مع شاول. (١ صم ١٩:١-٦) ان الولاء لبلدنا او مدرستنا او التعصب لفريق رياضي يمكن ان يطغى تدريجيا على ولائنا ليهوه ان لم نحترس. مثلا، احب هنري الشطرنج. واعتادت مدرسته ان تربح البطولة. فكان يبذل كل جهده للفوز. لكنه يعترف: «طغى الولاء للمدرسة شيئا فشيئا على ولائي ليهوه. فمباريات الشطرنج في نهايات الاسابيع حلت محل خدمة الملكوت. لذا قررت ان اترك فريق الشطرنج». — مت ٦:٣٣. ب١٦/٢ ٣:١٠، ١٢.
الاربعاء ٤ تشرين الاول (اكتوبر)
شعبك يتطوَّع. — مز ١١٠:٣.
ان كنت صغيرا في السن، فثمة طرائق لتتأكد ان قرار المعمودية نابع من قلبك. مثلا، ان رغبتك القلبية تنعكس على صلواتك. فكم مرة تصلي الى يهوه؟ وهل صلواتك محددة؟ ان اجابتك عن هذين السؤالين تكشف مدى قربك الى يهوه. (مز ٢٥:٤) وفي احيان كثيرة، يستجيب يهوه صلاتك من خلال كلمته. لذلك فإن اجتهادك في درس الكتاب المقدس هو دليل آخر يُظهر رغبتك ان تقترب الى يهوه وتخدمه. (يش ١:٨) فاسأل نفسك: ‹هل درسي الشخصي للكتاب المقدس منتظم؟ وهل اشترك بفرح في العبادة العائلية؟›. وهذا الفحص الذاتي سيُبيِّن لك هل تتخذ قرار المعمودية من تلقاء ذاتك ام لا. ب١٦/٣ ١:١١، ١٣.
الخميس ٥ تشرين الاول (اكتوبر)
منه كل الجسد، اذ هو مقترن معا بانسجام وفيه تعاون. — اف ٤:١٦.
كم نفرح حين نقرأ نتائج جهودنا المتضافرة في الكتاب السنوي! فكِّر ايضا كم نكون موحَّدين في محافلنا السنوية والخصوصية والاممية فيما نستمع الى خطابات مشجعة ونشاهد المسرحيات والتمثيليات. وهذه الاجزاء غالبا ما تحثنا على التجاوب مع مناشدة يهوه الحبية ان نخدمه من كل النفس. هذا وإن الاحتفال بذكرى موت يسوع يمتِّن ايضا رباط الوحدة بيننا. فتقديرا منَّا لنعمة اللّٰه وإطاعة لوصية يسوع، نجتمع معا سنويا في ١٤ نيسان القمري بعد غروب الشمس. (١ كو ١١:٢٣-٢٦) وخلال الاسابيع التي تسبق الذكرى، نغطي مقاطعة جماعتنا الى اقصى حد ممكن لندعو الناس ان ينضموا الينا في هذا الحدث البالغ الاهمية. قد لا تعطي جهودنا الافرادية النتيجة المرجوة. ولكن حين نعمل سويا كتفا الى كتف، ننجح في تحويل انتباه الملايين الى يهوه، الاله الوحيد الذي يستحق كل المجد والتسبيح. ب١٦/٣ ٣:٤، ٦، ٧.
الجمعة ٦ تشرين الاول (اكتوبر)
هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت. — مت ٣:١٧.
ان الاخوة الذين يتدرَّبون كي يخدموا في الجماعة يجب ان يتعلموا كيف يدعون مبادئ الكتاب المقدس توجِّههم لا القواعد فحسب. مثلا، اذا طلب شيخ من اخ تنظيف مدخل قاعة الملكوت وإبقاءه آمنا للمشاة، يمكنه ان يقرأ تيطس ٢:١٠ ويشرح له كيف يساهم عمله في ‹تزيين تعليم مخلصنا، اللّٰه›. باستطاعته ان يطلب منه ايضا ان يفكر كيف سيستفيد المسنون في الجماعة مما يفعله. فمحادثات كهذه هي جزء من التدريب وتساعده ان يفكر بالناس عوض التركيز على القواعد. وحين يرى الاخوة والاخوات في الجماعة يستفيدون من خدماته، سيكون راضيا عن عمله. بالاضافة الى ذلك، لا يجب ان ينسى الشيخ مدح التلميذ على الجهود التي يبذلها لتطبيق اقتراحاته. فالمدح الصادق يساعده على النمو كما تنمي المياه النبتة. ب١٥ ١٥/٤ ٢:٧، ٨.
السبت ٧ تشرين الاول (اكتوبر)
سينقذني الرب من كل عمل شرير. — ٢ تي ٤:١٨.
هل تشعر احيانا انك وحيد امام ظرف صعب؟ ربما قلة الوظائف، ضغوطات في المدرسة، مشكلة صحية، او غيرها من الظروف العصيبة. ولعلك طلبت المساعدة من الآخرين، فخيبوا املك وقصَّروا في منحك الدعم الذي تحتاجه. وفي الواقع، بعض المشاكل لا حل لها بيد البشر. في هذه الظروف، هل نصيحة الكتاب المقدس: «اتكل على يهوه» عديمة الجدوى؟ (ام ٣:٥، ٦) هل هي مجرد كلام في الهواء؟ طبعا لا. فالدعم الالهي هو دعم حقيقي، وهذا ما تؤكده روايات عديدة في الكتاب المقدس. لذلك بدل ان تضمر الاستياء عندما يعجز البشر عن مدِّك بالدعم، انظر الى هذه الظروف كما نظر اليها الرسول بولس معتبرا اياها فرصا تتَّكل فيها كاملا على يهوه وتلمس لمس اليد عنايته الحبية. وهذا ما سيقوي ثقتك به ويوطِّد علاقتكما اكثر فأكثر. ب١٥ ١٥/٤ ٤:٣-٥.
الاحد ٨ تشرين الاول (اكتوبر)
إله نظام الاشياء هذا قد اعمى اذهان غير المؤمنين. — ٢ كو ٤:٤.
لا يستطيع الشيطان ابعاد البشر عن عبادة الاله المحب يهوه إلا عن طريق الخداع. (١ يو ٤:٨) فهو يخدع الناس، فلا «يدركون حاجتهم الروحية». (مت ٥:٣) وبهذه الطريقة ‹يعمي اذهان غير المؤمنين، لئلا تضيء انارة البشارة المجيدة عن المسيح، الذي هو صورة اللّٰه›. والدين الباطل هو احدى اهم الوسائل التي يستخدمها الشيطان ليخدع البشر. فكم يفرح حين يراهم يعبدون اسلافهم، الطبيعة، او الحيوانات؛ فبالنسبة اليه، ليعبدوا مَن او ما يشاؤون سوى يهوه الذي «يتطلب التعبد المطلق»! (خر ٢٠:٥) حتى الذين يعتقدون انهم يعبدون اللّٰه بالطريقة الصائبة هم بأكثريتهم مكبَّلون بعقائد باطلة وشعائر لا جدوى منها. انهم في حالة يرثى لها، على غرار مَن ناشدهم يهوه قائلا: «لماذا تتعبون لما لا شبع فيه؟ اسمعوا لي سماعا، . . . ولتتلذذ بالدسم نفوسكم». — اش ٥٥:٢. ب١٥ ١٥/٥ ١:١٤، ١٥.
الاثنين ٩ تشرين الاول (اكتوبر)
هو يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقين عقبه. — تك ٣:١٥.
على الارجح امعن هابيل التفكير في هذا الوعد وأدرك ان شخصا ما ‹سيُسحق عقبه› لكي يرتقي البشر الى الكمال الذي تمتع به آدم وحواء قبل الخطية. فقد بنى ايمانه على وعد اللّٰه، وهذا ما دفع يهوه الى قبول ذبيحته. (تك ٤:٣-٥؛ عب ١١:٤) كما نجا نوح من الطوفان بفضل ايمانه. (عب ١١:٧) وبعد الطوفان، دفعه ايمانه الى تقديم ذبائح حيوانية. (تك ٨:٢٠) ولا شك انه آمن مثل هابيل ان البشر سيتحررون في النهاية من العبودية للخطية والموت. وحين دخل العالم بعد الطوفان حقبة عصيبة قاوم فيها نمرود ارادة يهوه، حافظ نوح على ايمانه ورجائه. (تك ١٠:٨-١٢) ولا شك ان «رؤية» الوقت حين يتحرر البشر من الحكم الظالم والخطية الموروثة والموت كانت ستجلب له الكثير من التشجيع. نحن ايضا بإمكاننا ان نُبقي في بالنا الوعود الرائعة التي باتت على الابواب. — رو ٦:٢٣. ب١٥ ١٥/٥ ٣:٤، ٦.
الثلاثاء ١٠ تشرين الاول (اكتوبر)
الهم في قلب الانسان يحنيه، اما الكلمة الطيبة فهي تفرحه. — ام ١٢:٢٥.
ان القلق غير المضبوط يؤذينا جسديا وروحيا. لذا فلنثق بيهوه ولنتذكر كلمات آية اليوم. فقلوبنا تنتعش حين نسمع كلمات طيبة ومشجعة من اشخاص يتفهموننا. وإذا شكونا همنا الى والد او رفيق زواج او صديق حميم يرى الامور من منظار يهوه فذلك دون شك سيزيح الغم عن صدرنا. لكن لا احد يتفهم قلقنا مثل يهوه. كتب الرسول بولس: «لا تحملوا هما من جهة اي شيء بل في كل شيء لتعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر. وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع». (في ٤:٦، ٧) ففكِّر في الذين يحموننا من الاذى الروحي مثل الرفقاء المؤمنين، الشيوخ، العبد الامين، الملائكة، يسوع، ويهوه نفسه. ب١٥ ١٥/٥ ٤:١٦، ١٧.
الاربعاء ١١ تشرين الاول (اكتوبر)
كان هناك انسان به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة. — يو ٥:٥.
كانت هنالك في اورشليم، شمال الهيكل بالضبط، بركة تُعرف ببركة بيت زاثا. وكان عدد غفير من المرضى والعاجزين يجتمعون هناك على امل ان يشفوا عجائبيا. فدفعت المحبة يسوع ان يقترب من رجل بدأت معاناته قبل ولادة يسوع على الارض. (يو ٥:٦-٩) وسأله هل يريد التعافي من مرضه. لقد اراد الرجل ان يُشفى، ولكن كيف السبيل الى ذلك وليس مَن يساعده على النزول في البركة؟ عندئذ امره يسوع ان يفعل المستحيل، اي ان يحمل فراشه ويمشي. وبناء على قول يسوع، حمل الرجل فراشه وبدأ يمشي. فيا لها من لمحة معزية عما سيفعله ابن اللّٰه في العالم الجديد! بالاضافة الى ذلك، تُبرز هذه العجيبة حنان يسوع. فقد بحث عن المحتاجين. ويجب ان يدفعنا مثاله الى البحث باستمرار في مقاطعتنا عن الحزانى الذين تضايقهم كل الفظائع التي تجري على الارض. ب١٥ ١٥/٦ ٢:٨-١٠.
الخميس ١٢ تشرين الاول (اكتوبر)
صلوا انتم هكذا. — مت ٦:٩.
ان استخدام كلمة «ابانا» بدلا من «ابي» يذكِّرنا بأننا ننتمي الى ‹معشر اخوة› يحبون بعضهم بعضا محبة حقيقية. (١ بط ٢:١٧) فالمسيحيون الممسوحون الذين تبناهم اللّٰه ولديهم رجاء العيش في السماء يخاطبون يهوه بصفته ‹اباهم› بكل معنى الكلمة. (رو ٨:١٥-١٧) اما المسيحيون الذين يرجون العيش الى الابد على الارض فبإمكانهم ايضا ان يخاطبوا يهوه بصفته ‹اباهم› لأنه مصدر حياتهم والمعيل الذي يزوِّدهم بحاجاتهم. ولكنهم لن يصيروا ابناء اللّٰه بكل معنى الكلمة إلا بعد ان يبلغوا الكمال ويبرهنوا عن ولائهم في الامتحان الاخير. (رو ٨:٢١؛ رؤ ٢٠:٧، ٨) ويلعب الابوان دورا مهما في تعليم اولادهما ان يصلُّوا وفي مساعدتهم ان يعتبروا يهوه ابا سماويا محبًّا. حقا، ما من هدية يعطيها الوالدان لأولادهما اثمن من مساعدتهم على تنمية علاقة حميمة بيهوه. ب١٥ ١٥/٦ ٤:٤-٦.
الجمعة ١٣ تشرين الاول (اكتوبر)
نجِّنا من الشرير. — مت ٦:١٣.
لكي نعيش بانسجام مع الطلب: «نجِّنا من الشرير»، علينا ان نجاهد لئلا نكون ‹جزءا من عالم› الشيطان، وألا ‹نحب العالم ولا ما في العالم›. (يو ١٥:١٩؛ ١ يو ٢:١٥-١٧) وكم سنرتاح حين يستجيب يهوه طلبنا هذا بإزالة الشيطان وعالمه الشرير! ولكن، ريثما يجيء ذلك الوقت، لنُبقِ في بالنا ان الشيطان عالِم منذ طرده من السماء ان له زمانا قصيرا. انه ساخط، وسيفعل المستحيل ليكسر استقامتنا. فلنواظب اذًا على الصلاة الى يهوه ان ينجينا منه. (رؤ ١٢:١٢، ١٧) فهل ترغب في نهاية سعيدة كهذه؟ استمر اذًا في الصلاة ان يقدِّس الملكوت اسم اللّٰه ويتمِّم مشيئته على الارض. التمس من يهوه ان يزودك بحاجاتك الروحية والجسدية. نعم، صمم ان تعيش بانسجام مع الصلاة النموذجية. — مت ٦:٩-١٣. ب١٥ ١٥/٦ ٥:١٢، ١٧، ١٨.
السبت ١٤ تشرين الاول (اكتوبر)
يكون ضيق عظيم. — مت ٢٤:٢١.
صحيح اننا لا نعلم يقينا كل ما سيحصل خلال وقت الامتحان هذا، لكن من المتوقع ان نضطر الى بذل التضحيات. ففي القرن الاول، لزم ان يترك المسيحيون ممتلكاتهم خلفهم ويحتملوا المصاعب بغية النجاة. (مر ١٣:١٥-١٨) لذا، يحسن بنا ان نسأل انفسنا: ‹هل انا مستعد للتخلي عن الاشياء المادية؟ وهل انا مستعد لفعل كل ما يلزم كي ابقى وليا ليهوه؟›. فكِّر في ما يلي: في ذلك الوقت، سنكون الوحيدين الذين يعبدون إلههم مهما حدث، تماما مثل النبي دانيال. (دا ٦:١٠، ١١) هذا وإن الضيق العظيم لن يكون وقتا للكرازة «ببشارة الملكوت». فهذا العمل سيكون قد انتهى وحان الاوان لتأتي «النهاية». (مت ٢٤:١٤) ولا شك ان شعب اللّٰه سيعلن بجرأة رسالة دينونة قوية، ربما يكون مضمونها اعلانا عن قرب نهاية عالم الشيطان الشرير. ب١٥ ١٥/٧ ٢:٣، ٨، ٩.
الاحد ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
ليسوا جزءا من العالم، كما اني انا لست جزءا من العالم. — يو ١٧:١٦.
لا ينبغي ان نتفاجأ اذا ابغضَنا العالم بسبب موقفنا الحيادي، إذ إن يسوع سبق وحذرنا من هذا الامر. فالحياد المسيحي ينطوي على مسائل لا يُعيرها اهمية معظم مقاومينا. اما نحن فنعتبر هذه المسائل على درجة كبيرة من الاهمية. ويتطلب الولاء ليهوه ان نكون ثابتين في وجه التهديدات. (دا ٣:١٦-١٨) فالخوف من الناس يمكن ان يؤثر فينا جميعا، مهما كان عمرنا. غير ان الاولاد خصوصا قد يستصعبون السير بعكس التيار، اذا جاز التعبير. فإذا كان اولادك يواجهون تحديات كتحية العلم او الاحتفالات الوطنية، فسارع الى مساعدتهم. استخدم جلسات العبادة العائلية لتساعدهم ان يفهموا ابعاد الموضوع ليواجهوا هذه التحديات بشجاعة. علِّمهم ان يعبِّروا عن قناعاتهم الشخصية بوضوح واحترام. (رو ١:١٦) وخذ المبادرة في التحدث الى اساتذتهم حول هذه المسائل اذا لزم الامر. ب١٥ ١٥/٧ ٣:١٥، ١٦.
الاثنين ١٦ تشرين الاول (اكتوبر)
احب اللّٰه العالم كثيرا حتى إنه بذل الابن، مولوده الوحيد. — يو ٣:١٦.
هيأ لنا يهوه تدبير الفدية «لنحيا». (١ يو ٤:٩) وفي الاشارة الى هذا التعبير العظيم عن محبة اللّٰه، كتب الرسول بولس: «المسيح . . . مات عن الكافرين في الوقت المعين. ولا يكاد احد يموت من اجل انسان بار، امَّا من اجل انسان صالح فربما يجسر احد ان يموت. امَّا اللّٰه فبيَّن لنا فضل محبته بأنه اذ كنا بعد خطاة مات المسيح عنا». (رو ٥:٦-٨) وقد فتحت الفدية المجال امام البشر ليتمتعوا بعلاقة لصيقة بيهوه، وأظهرت محبته للعالم اجمع. فإذا بقينا نخدم يهوه بأمانة، فسنتمتع بأفضل حياة في العالم الجديد. فكم ملائم ان نعتبر الفدية اعظم دليل على ان محبة اللّٰه لنا لن تفنى ابدا! ب١٥ ١٥/٨ ١:١٣، ١٥.
الثلاثاء ١٧ تشرين الاول (اكتوبر)
لا تحزنوا. — نح ٨:١٠.
ان امتياز العيش تحت حكم الملكوت يستأهل اي جهد نبذله الآن لنتعاون مع هيئة يهوه ونتمم تعييناتنا الثيوقراطية. طبعا، قد تتغير اوضاعنا. على سبيل المثال، ان بعض اعضاء عائلة بيت ايل في الولايات المتحدة عيِّنوا في الحقل، وهم الآن يحصدون بركات جزيلة في انواع اخرى من الخدمة كامل الوقت. اما بعض نظار الدوائر فعيِّنوا فاتحين خصوصيين بسبب تقدمهم في السن او عوامل اخرى. فإذا نمينا الاكتفاء، صلينا طلبا لمساعدة اللّٰه، وفعلنا ما في وسعنا لخدمته، نشعر بالفرح وننال الكثير من البركات. (ام ١٠:٢٢) وماذا عن رجائنا المستقبلي؟ قد تكون رغبة قلبنا ان نعيش في بقعة معينة من الارض في العالم الجديد، ولكن ماذا لو طُلب منا الانتقال الى منطقة اخرى؟ نحن على ثقة اننا سنكون شاكرين وفرحين كل الفرح اينما عشنا ومهما كان عملنا. ب١٥ ١٥/٨ ٣:٨.
الاربعاء ١٨ تشرين الاول (اكتوبر)
كان نوح لا عيب فيه بين معاصريه. — تك ٦:٩.
عاش نوح في عالم شرير، ولكنه لم يعاشر الناس المحيطين به معاشرة لصيقة. فهو لم يعاشر اطلاقا اناسا لا يحبون يهوه، بل بقي هو وأفراد عائلته السبعة مشغولين ببناء الفلك. وفي الوقت ذاته، كان ‹كارزا بالبر›. (٢ بط ٢:٥) وقد ابقاه عمل الكرازة وعمله في الفلك ومعاشرته لعائلته مشغولا بفعل الامور التي يرضى عنها اللّٰه. نتيجة ذلك، نجا هو وعائلته من الطوفان. وبما اننا جميعنا اليوم متحدرون منهم، يجب ان نكون شاكرين لهم لأنهم اطاعوا يهوه وتجنبوا المعاشرات الرديئة. بشكل مشابه، بقي المسيحيون الاولياء والطائعون في القرن الاول منفصلين عن الناس الذين لا يخدمون يهوه. فنجوا من دمار اورشليم والنظام اليهودي سنة ٧٠ بم. — لو ٢١:٢٠-٢٢. ب١٥ ١٥/٨ ٤:١٧، ١٨.
الخميس ١٩ تشرين الاول (اكتوبر)
للضحك وقت، وللرقص فرحا وقت. — جا ٣:٤.
ليست كل انواع التسلية مفيدة او مريحة او منعشة، ولا هو نافع ان نصرف الكثير من الوقت فيها. فكيف يساعدنا ضميرنا على التمتع بتسلية بناءة والاستفادة منها؟ تحذرنا الاسفار المقدسة من «اعمال الجسد» التي تشمل «العهارة، النجاسة، الفجور، الصنمية، ممارسة الارواحية، العداوات، النزاع، الغيرة، نوبات الغضب، المخاصمات، الانقسامات، البدع، الحسد، حفلات السكر، العربدة، وما يشبهها». وكتب بولس «ان الذين يمارسون مثل هذه لن يرثوا ملكوت اللّٰه». (غل ٥:١٩-٢١) وعليه، لنسأل انفسنا: ‹هل يدفعني ضميري الى رفض الرياضات العدائية، التنافسية، العنيفة، او التي تثير روح القومية؟ وهل يؤنبني حين أُغرى بمشاهدة فيلم فيه مشاهد اباحية او يشجع على العهارة، السكر، او الارواحية؟›. ب١٥ ١٥/٩ ٢:١١، ١٢.
الجمعة ٢٠ تشرين الاول (اكتوبر)
عرفت يا يهوه انه ليس للبشر طريقهم. ليس لإنسان يمشي ان يوجه خطواته. — ار ١٠:٢٣.
يعلِّمنا الكتاب المقدس ان البشر لم يُخلقوا ليحددوا الصواب والخطأ باستقلال عن اللّٰه، ويحذرنا ان تجاهل هذه الحقيقة الاساسية يؤدي الى عواقب وخيمة. فيهوه هو الأدرى بمصلحتنا. ولا يمكن ان ننعم بالسلام والراحة في الحياة إلا اذا اعترفنا بسلطته وأطعناه. فكم هو إله محب لأنه لم يُخفِ عنا هذه الحقيقة! والوالد المحب يهتم ايضا اهتماما مخلصا بمستقبل اولاده. فجُلُّ ما يريده ان يعيشوا حياة هادفة لها معنى حقيقي. ولكن من المؤسف ان معظم الناس يجهلون المستقبل او يضيِّعون سنوات حياتهم سعيا وراء اهداف فانية. (مز ٩٠:١٠) اما نحن، اولاد اللّٰه، فلسنا في ظلمة. فيهوه يعدنا بمستقبل زاهر، وهذا يبرهن محبته لنا ويعطي قصدا لحياتنا. ب١٥ ١٥/٩ ٤:١٠، ١١.
السبت ٢١ تشرين الاول (اكتوبر)
لن يكون ندى ولا مطر إلا عند قول كلمتي. — ١ مل ١٧:١.
في الماضي، كان بإمكان الناس ان يروا ويسمعوا كيف ساعد اللّٰه امة اسرائيل. فقد انقذهم عجائبيا من مصر، وهزم امامهم الملك تلو الآخر. (يش ٩:٣، ٩، ١٠) فهُزم خصوم الاسرائيليين لأنهم رفضوا الاعتراف بأن اللّٰه يحارب عن شعبه. وفي زمن لاحق، أُتيحت للملك الشرير اخآب عدة فرص ليرى يد اللّٰه. فقد رأى نارا تنزل من السماء وتأكل محرقة ايليا بعدما صلى الى اللّٰه. ثم اخبره النبي ان يهوه سينهي الجفاف الذي كانوا يعانون منه، قائلا له: «انزل لئلا يعيقك وابل المطر!». (١ مل ١٨:٢٢-٤٥) ورغم ان اخآب رأى بأم عينه العديد من العجائب، أبى الاعتراف بأن قدرة اللّٰه تجلَّت من خلالها. فما الدرس الذي نتعلمه؟ علينا ان نميِّز يد يهوه حين تفعل فعلها في حياتنا. ب١٥ ١٥/١٠ ١:٤، ٥.
الاحد ٢٢ تشرين الاول (اكتوبر)
البار بالايمان يحيا. — غل ٣:١١.
ان اتباع ارشاد اللّٰه هو دائما لخيرنا، ويجب ألا نشك يوما في هذه الحقيقة. فمن المهم ان يكون ايماننا قويا بالذي يستطيع فعلا ان يساعدنا. ومَن غير اللّٰه «قادر ان يفعل، بحسب قوته العاملة فينا، ما يفوق جدا كل ما نسأل او نتخيل وأكثر»؟! (اف ٣:٢٠) لذا، يعمل خدام يهوه كل ما في وسعهم ليتمموا مشيئة اللّٰه. لكنهم، اذ يعرفون ان قدرتهم لها حدود، يتكلون على يهوه ليبارك جهودهم. أفلا يفرحنا ان اللّٰه هو دائما الى جانبنا؟ ولكن، هل يستجيب لنا اليوم اذا طلبنا المزيد من الايمان؟ بكل تأكيد، فالكتاب المقدس يقول إن اللّٰه يسمع لنا اذا «طلبنا بحسب مشيئته». (١ يو ٥:١٤) اذًا يرضى عنا يهوه حين نضع فيه كامل ثقتنا. وهو سيستجيب طلبنا ان نزداد ايمانا، فينمو ايماننا اكثر فأكثر ونُحسب «مستحقين لملكوت اللّٰه». — ٢ تس ١:٣، ٥. ب١٥ ١٥/١٠ ٢:١٦-١٨.
الاثنين ٢٣ تشرين الاول (اكتوبر)
لا تنجرفوا ابدا. — عب ٢:١.
يساعدنا التأمل في المسائل الروحية ان نتقدم الى النضج المسيحي. (عب ٥:١٤؛ ٦:١) فالشخص الذي بالكاد يخصص الوقت للتفكير في يهوه ويسوع لا يمكن ان يبقى راسخا في الايمان، بل يعرِّض نفسه لخطر الانجراف او الابتعاد عن الحق. (عب ٣:١٢) فيسوع حذَّر اننا لن ‹نحفظ› كلمة اللّٰه ما لم نسمعها ونقبلها «بقلب جيد وصالح». فقد ‹تجرفنا هموم وغنى ولذات الحياة› بسهولة، و ‹لا نأتي بشيء تام النمو›. (لو ٨:١٤، ١٥) من هنا، لنسع دوما الى التمعُّن في كلمة يهوه. فهذا يدفعنا ان نعكس مجده وصفاته وشخصيته كما يكشفها الكتاب المقدس. (٢ كو ٣:١٨) وماذا نتمنى بعد؟! فأمامنا الفرصة ان نزيد معرفتنا عن ابينا المحب ونسعى الى التمثل به الى الابد. انه حقا لشرف عظيم! — جا ٣:١١. ب١٥ ١٥/١٠ ٤:١٣، ١٤.
الثلاثاء ٢٤ تشرين الاول (اكتوبر)
اعرف الحكمة لمنفعة نفسك. إن وجدتها فهناك المستقبل. — ام ٢٤:١٤.
طبعا، انت تريد ان يبقى ولدك المراهق نشيطا روحيا. واللّٰه يريد منك ان تربي ولدك ‹في تأديبه وتوجيهه الفكري›، وقد اعطاك السلطة لفعل ذلك. (اف ٦:٤) لذا، احرص ان يحافظ ولدك على روتين روحي جيد. فمثلما تُصرُّ على ان يذهب ولدك الى المدرسة لأن التعليم مفيد ولأنك ترغب ان تغرس فيه محبة للعِلم، تدفعك محبتك له ان تحرص على ان يستفيد من «توجيه [يهوه] الفكري» في الاجتماعات والبرامج الروحية الاخرى. ونظرا لأهمية التعليم الالهي، تحاول ان تغرس فيه محبة للامور الروحية وأن تُبيِّن له منافع الحكمة. وكما ساعد يسوع تلاميذه، تسعى الى مساعدة ولدك المراهق على النجاح في الخدمة حين تحبب اليه عمل التلمذة وتعوِّده ان يشارك في خدمة الحقل بانتظام. ب١٥ ١٥/١١ ٢:٦.
الاربعاء ٢٥ تشرين الاول (اكتوبر)
رأس كل رجل هو المسيح، ورأس المرأة هو الرجل، ورأس المسيح هو اللّٰه. — ١ كو ١١:٣.
المحبة مهمة خصوصا عند تطبيق مبدإ الرئاسة الذي وضعه اللّٰه. على ان الرئاسة لا يجب ان تمارَس بطريقة استبدادية. وينطبق الامر عينه على الزوج المسيحي. فمع انه رأس زوجته، يوصيه الكتاب المقدس ان ‹يعطيها كرامة›. (١ بط ٣:٧) وإحدى الطرائق لفعل ذلك هي اخذ حاجاتها في عين الاعتبار وإعطاؤها افضلية الاختيار في بعض المسائل. تقول كلمة اللّٰه: «ايها الازواج، كونوا دائما محبين لزوجاتكم، كما احب المسيح ايضا الجماعة وأسلم نفسه لأجلها». (اف ٥:٢٥) فيسوع ضحى بحياته من اجل اتباعه. وحين يمارس الزوج رئاسته بمحبة مثل يسوع، يسهل على زوجته ان تحبه وتحترمه وتخضع له. — تي ٢:٣-٥. ب١٥ ١٥/١١ ٤:٦، ٧.
الخميس ٢٦ تشرين الاول (اكتوبر)
حدث تذمر من اليهود الذين يتكلمون اليونانية على اليهود الذين يتكلمون العبرانية. — اع ٦:١.
مع انتشار المسيحية، صارت لغة تلاميذ كثيرين هي اليونانية عوض العبرانية. وفي الواقع، انتشرت اناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا باليونانية. كما كُتبت رسائل الرسول بولس والاسفار الاخرى الموحى بها وانتشرت باليونانية. وتجدر الاشارة الى ان كتبة الاسفار اليونانية المسيحية اعتمدوا عادة على الترجمة السبعينية عند الاقتباس من الاسفار العبرانية. وهذه الاقتباسات هي الآن جزء من الاسفار المقدسة الموحى بها، وإن لم تطابق احيانا النص العبراني الاصلي مطابقة تامة. وهكذا، اصبح عمل مترجمين ناقصين جزءا من كلمة اللّٰه الذي لا يفضِّل حضارة او لغة على اخرى. — اع ١٠:٣٤. ب١٥ ١٥/١٢ ١:٨، ٩.
الجمعة ٢٧ تشرين الاول (اكتوبر)
يا يهوه افتح شفتيَّ، فيخبر فمي بتسبيحك. — مز ٥١:١٥.
صحيح ان الكلام جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكننا لا يجب ان نتكلم طوال الوقت. يخبر الكتاب المقدس: «للصمت وقت». (جا ٣:٧) فنحن نحترم الآخرين حين نلتزم الصمت ولا نقاطعهم وهم يتحدثون. (اي ٦:٢٤) كما نعرب عن الفطنة والتمييز عندما نكتم المسائل السرية. (ام ٢٠:١٩) ومن الحكمة ايضا ان نمسك لساننا عندما نستفز. (مز ٤:٤) من ناحية اخرى، يقول الكتاب المقدس: «للتكلم وقت». (جا ٣:٧) فحين يعطيك صديقك هدية جميلة، لا تضعها جانبا على الارجح، بل تستخدمها بأفضل ما يمكن تقديرا له. بصورة مماثلة، نظهر اننا شاكرون على نعمة الكلام التي وهبها لنا يهوه عندما نستغلها بحكمة. ففي وسعنا ان نسبِّح اللّٰه، نشجِّع الآخرين، نعبِّر عن مشاعرنا، ونُفصح عن حاجاتنا. ب١٥ ١٥/١٢ ٣:٤، ٥.
السبت ٢٨ تشرين الاول (اكتوبر)
لا تشرب ماء بعد، بل استعمل قليلا من الخمر من اجل معدتك وحالات المرض التي تعاودك. — ١ تي ٥:٢٣.
صحيح ان ايًّا من رفقائنا المسيحيين اليوم لا يمتلك «مواهب شفاء»، ولكن يبادر البعض بحسن نية الى اعطائنا نصائح صحية دون ان نطلب منهم. (١ كو ١٢:٩) طبعا، لا ضرر في تقديم اقتراحات عامة وعملية. فهذا ما فعله بولس حين كان تيموثاوس يعاني من مشاكل في معدته، ربما بسبب تلوث المياه في منطقته. ولكن شتان بين ذلك وبين ان يحاول احد الرفقاء الشهود اقناعنا بأن نجرب عشبة او علاجا او نظاما غذائيا معينا قد لا يفيد في حالتنا او يؤدي احيانا الى نتائج عكسية. وربما يدعم اقتراحه بالقول إن قريبا له عانى من مرض مماثل وتعافى حين عمل بنصيحته. ولكن حتى لو كانت نصائح كهذه صادقة، فلنبق في بالنا ان شيوع ونجاح دواء او علاج ما لا يعني انه يخلو من المخاطر. — ام ٢٧:١٢. ب١٥ ١٥/١٢ ٤:١٣.
الاحد ٢٩ تشرين الاول (اكتوبر)
المسيح مات مرة لا غير من اجل الخطايا، بار من اجل الاثمة. — ١ بط ٣:١٨.
نحن جميعا نستحق عقوبة الموت لأننا ورثنا الخطية من آدم. (رو ٥:١٢) إلا ان يهوه بدافع المحبة ارسل يسوع الى الارض «ليذوق . . . الموت لأجل كل انسان». (عب ٢:٩) وهذا التدبير لم ينقذ حياتنا فحسب، انما وضع الاساس لإزالة الموت الى الابد. (اش ٢٥:٧، ٨؛ ١ كو ١٥:٢٢، ٢٦) فكل الذين يؤمنون بيسوع سيعيشون حياة ابدية بسعادة وسلام، إما كرعايا ارضيين لملكوت المسيح، او كملوك يحكمون معه في السماء. (رو ٦:٢٣؛ رؤ ٥:٩، ١٠) ولكن هل من بركات اخرى تحملها الينا هبة يهوه؟ نعم بالتأكيد، فبفضلها سنشفى من كل امراضنا، ستتحول ارضنا الى فردوس، وسيحيا الاموات من جديد. (اش ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥، ٦؛ يو ٥:٢٨، ٢٩) فكم تفيض قلوبنا بالمحبة ليهوه وابنه الحبيب على هذه ‹الهبة التي لا توصف›! — ٢ كو ٩:١٥. ب١٦/١ ٢:٥، ٦.
الاثنين ٣٠ تشرين الاول (اكتوبر)
يجب ان تولدوا ثانية. — يو ٣:٧.
كان بعض الممسوحين يرجون الحياة على الارض قبل ان ينالوا شهادة روح اللّٰه. فكانوا يتوقون الى رؤية الارض فردوسا خاليا من كل شر. كما تخيلوا انفسهم يستقبلون احباءهم المقامين من الموت. وتطلعوا الى بناء بيوت والسكن فيها، وغرس اشجار والاكل من ثمرها. (اش ٦٥:٢١-٢٣) فهل تغيَّر تفكيرهم لأن الرجاء الارضي ما عاد يعجبهم؟ هل غيَّروا رأيهم إثر معاناة مريرة او تحت وطأة اضطراب عاطفي؟ ألعلهم يئسوا من الحياة على الارض، فشعروا بين ليلة وضحاها ان الحياة الابدية على الارض ستكون مضجرة ومملة؟ او هل استهواهم اكتشاف آفاق جديدة في السماء؟ الجواب هو كلا. فهذا القرار يرجع الى اللّٰه. وروحه القدس لم يدعهم فحسب، بل غيَّر تفكيرهم ورجاءهم ايضا. ب١٦/١ ٣:١١، ١٣.
الثلاثاء ٣١ تشرين الاول (اكتوبر)
بما اننا عاملون معه، نناشدكم ايضا الا تقبلوا نعمة اللّٰه وتخطئوا القصد منها. — ٢ كو ٦:١.
يهوه هو الاله العلي خالق كل الاشياء وصاحب حكمة وقدرة لا حدود لهما. قال ايوب بعدما سأله اللّٰه عن عجائب الخليقة: «قد عرفت انك تستطيع كل شيء، ولا يتعذر عليك رأي». (اي ٤٢:٢) ولكن مع انه قادر ان يحقق كل ما ينوي فعله دون مساعدة احد، يتيح إلهنا المحب للآخرين منذ البدء ان يعملوا معه في اتمام قصده. كان الابن، المولود الوحيد، اول مخلوقات اللّٰه. وقد اتاح له يهوه ان يساعده في خلق كل المخلوقات الاخرى، الروحانية والمادية. (يو ١:١-٣، ١٨) وهكذا كرَّم ابنه اذ سمح له بأن يساعده في اعماله الخلقية، ثم كشف ذلك للجميع. — كو ١:١٥-١٧. ب١٦/١ ٥:١، ٢.