مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٧ ٢٢/‏٢ ص ٢٠-‏٢٣
  • مفاجأة مثيرة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مفاجأة مثيرة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • علاقة عاطفية والكلية
  • الاهتمام بالدين
  • فترة مؤلمة
  • التحكُّم في حياتي
  • علاقتي بأبي
  • كيف وجدت امي بالولادة
  • المكالمة الهاتفية والمفاجأة
  • لقاء لا يُنسى
  • ميراث مسيحي نادر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • كفاحي الطويل والمرير لايجاد الايمان الحقيقي
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • الحق اعاد اليَّ حياتي
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • ابقاء العينين والقلب مركَّزة على الجائزة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٧
ع٩٧ ٢٢/‏٢ ص ٢٠-‏٢٣

مفاجأة مثيرة

كان دَينا فولتس بعمر ثماني سنوات عندما عرف انه تُبُنِّي.‏ وبعد سنوات ابتدأ يتساءل،‏ ‹مَن هي امي؟‏ ما هو شكلها؟‏ لماذا تخلَّت عني للتبنّي؟‏ هل لديَّ اخوة او اخوات؟‏› اقرأوا قصة دَينا كيف وجد اخيرا امه بالولادة والمفاجأة المثيرة التي تلت.‏

وُلدتُ في ١ آب ١٩٦٦ في كِتشيكان،‏ ألاسكا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ كانت اختي پام اكبر مني بسنتين.‏ وكان والدنا عاملا اجتماعيا لمكتب الشؤون الهندية،‏ وغالبا ما كان يُنقل.‏ فكنا ننتقل من مكان الى آخر في ألاسكا.‏ وبعد ذلك سكنّا في آيُوْوا،‏ اوكلاهوما،‏ آريزونا،‏ وأوريڠون.‏

بينما كنا نزور الاقرباء في ويسكونسن في صيف ١٩٧٥،‏ ابدى بعض ابناء عمِّي ملاحظات قاسية عن ابن عمٍّ آخر.‏ وقالوا:‏ «لقد تُبُنِّي.‏ ولذلك فهو ليس من عائلة فولتس حقا.‏» بعد عودتنا الى البيت،‏ سألت امي عن ذلك وفاجأني تعبير الصدمة على وجهها.‏ فأوضحت ما هو التبنّي.‏ وفي تلك الليلة،‏ اخبرتني والدموع تنهمر من عينيها بأنني مُتبَنّى وكذلك اختي.‏

لم آبه كثيرا بالتبنّي آنذاك،‏ ولفترة من الوقت قلّما فكرت فيه.‏ فكان لديَّ ام وأب،‏ وبدت حياتي طبيعية.‏ قرَّر والداي ان يتوقَّفا عن التنقُّل وأن تستقر العائلة.‏ وعندما بلغت التاسعة من العمر،‏ استقررنا في ڤانكوڤر،‏ واشنطن.‏ كنت وأبي حميمَين جدا،‏ في حين اني وأمي لم نكن كذلك الى هذا الحدّ.‏ كنت مستقلًّا ومتمردا احيانا،‏ والتثبُّط الذي سبَّبه ذلك لأمي قد يوضح لماذا بدا اننا بعيدان احدنا عن الآخر.‏

علاقة عاطفية والكلية

عندما كنت في المدرسة الثانوية،‏ التقيت ترينا،‏ وبسرعة صرنا صديقَين.‏ وبعد التخرُّج قبلت منحة اكاديمية للذهاب الى جامعة ولاية أوريڠون،‏ في كورڤالس،‏ أوريڠون.‏ وقضيت وقت فراغي وأنا اسافر ذهابا وإيابا الى ڤانكوڤر لأكون مع ترينا،‏ التي بقيت لها سنة في المدرسة الثانوية.‏ لم اكن ادرس كثيرا معتقدًا انني سأنجح في الكلية على اية حال.‏ كان تقريري الجامعي الاول صادِما —‏ كان اسوأ تقرير حصلت عليه في حياتي!‏ وقد ضايقني ذلك.‏ لكنني لم اتوقف عن زيارة ترينا؛‏ فكنت آخذ كتبي معي كي اتمكَّن من الدرس خلال زياراتي.‏

وفي احد الايام،‏ فيما كنت اقود دراجتي النارية عائدا من ڤانكوڤر الى الكلية،‏ تعرَّضت لحادث خطير.‏ وبُعيد ذلك تأذَّيت بشكل اخطر ايضا عندما صدمتني سيارة وأنا اعبر شارعا عند ممرّ للمشاة.‏ فابتدأت اعمل وفقدت الرغبة في العودة الى الكلية.‏

الاهتمام بالدين

لاحقا،‏ ابتدأنا ترينا وأنا نعيش معا.‏ كنا نؤمن باللّٰه ونريد ان نعرفه.‏ لكننا شعرنا بأن الكنائس ريائية.‏ لذلك حاولنا ان نقرأ الكتاب المقدس وحدنا،‏ لكننا لم نستطع ان نفهمه.‏

ذات يوم،‏ وأنا في عملي في پورتلَند،‏ أوريڠون،‏ اخذ زملاء العمل يضايقون رجلا أعتبره من اكثر الاشخاص تهذيبا الذين التقيتهم في حياتي.‏ فتحمَّل راندي المضايقة بهدوء.‏ وفي وقت لاحق من ذلك اليوم سألته:‏ «ما هذا الذي اسمعه عن كونك خادما دينيا؟‏»‏

قال:‏ «هذا صحيح،‏ انا خادم ديني.‏»‏

سألت:‏ «في اية هيئة؟‏»‏

‏«انا واحد من شهود يهوه.‏»‏

‏«مَن هم شهود يهوه؟‏»‏

فسأل والدهشة ترتسم على وجهه:‏ «هل انت جادّ؟‏»‏

قلت:‏ «اجل،‏ مَن هم شهود يهوه؟‏ أيُفتَرَض ان اعرف؟‏»‏

فقال بابتسامة:‏ «نعم،‏ من المفتَرَض ان تعرف.‏ ماذا لديك وقت الغداء؟‏»‏

وكانت تلك المناقشة اولى المناقشات العديدة في الكتاب المقدس التي اجريناها وقت الغداء.‏ وفي احدى الليالي اخبرتُ ترينا عنها فصرختْ:‏ «لا تتحدث الى شهود يهوه!‏ فهم شواذّ!‏ حتى انهم غير مسيحيين.‏ انهم لا يحتفلون بعيد الميلاد.‏» وراحت تخبرني اشياء اخرى كانت قد سمعتها عن شهود يهوه.‏

قلت:‏ «هنالك مَن اخبرك اشياء كثيرة غير صحيحة.‏» وبعد نقاش طويل،‏ تمكَّنت من اقناعها بأنها لم تسمع الحقيقة بكاملها.‏ وبعد ذلك ابتدأتْ تطلب مني ان اطرح اسئلة على راندي،‏ وكنت آتي بأجوبة واضحة كثيرة مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وأخيرا،‏ قالت ترينا:‏ «لم اكن اعرف قط ان كل هذا موجود في الكتاب المقدس،‏ لكنني ما زلت اعتقد انهم شواذّ.‏ اذا كنت تريد ان تستمر في التحدث اليه عن الكتاب المقدس،‏ فلا يهمّ؛‏ ولكن لا تأتِ الى البيت وتحاول اقناعي.‏»‏

فترة مؤلمة

آمنت بما كنت اتعلَّمه من الكتاب المقدس،‏ لكنني شعرت بأنني لا استطيع ان احيا بموجبه.‏ وبدا ان ترينا وأنا نتشاجر بشكل متكرِّر.‏ لذلك قررت مع صديق لي ان نترك صديقتَينا ونبتدئ حياة جديدة في أوكلاهوما.‏ فرتَّبت للحصول على إذن بالتغيُّب عن العمل.‏ وسرعان ما استقررنا صديقي وأنا في شقة في بلدة صغيرة قرب حدود تكساس.‏ لم يمضِ وقت طويل لأدرك مدى افتقادي لترينا،‏ لكنني قرَّرت ان امتِّع نفسي مهما كان الامر.‏

عرفت ان السنّ القانونية لتناول المشروبات الكحولية في تكساس هي ١٩،‏ لذلك عندما ذهب صديقي في رحلة،‏ عبرت الحدود في احدى الليالي لأمتِّع نفسي في بار مشهور للروك اند رول.‏ وقد سكرت فعلا،‏ حطَّمت سيارتي،‏ ووُضعت في السجن.‏

تمكنت لاحقا من الاتصال بأبي،‏ فأخرجني بكفالة.‏ وسمحت لي ترينا ايضا بالسكن معها ثانية،‏ الامر الذي كنت شاكرا عليه!‏ وعدت الى عملي القديم واستأنفت مناقشات الكتاب المقدس مع راندي.‏

التحكُّم في حياتي

كانت قد مرَّت سنتان تقريبا منذ سمعت لأول مرة عن شهود يهوه،‏ فقرَّرت ان اركِّز اكثر على درسي في الكتاب المقدس.‏ كنت آنذاك في الـ‍ ٢٠ من العمر،‏ والاسئلة المتعلقة بتبنِّيَّ التي ذكرتها في مستهل هذه المقالة ابتدأت تعذِّبني.‏ لذلك شرعت في البحث جدِّيا عن امي بالولادة.‏

اتصلت بالمستشفى في ألاسكا حيث وُلدت وسألت كيف ابدأ.‏ وبعد ان عرفت ما يجب ان افعله،‏ حصلت على نسخة من شهادة ولادتي الاصلية واكتشفت ان اسم امي هو ساندرا لي هيرش؛‏ ولكن لم يكن هنالك ذكر لأبي.‏ كانت ساندرا بعمر ١٩ سنة فقط عندما وُلدتُ،‏ فافترضت انه لا بد انها كانت فتاة خائفة وعزباء وقعت في مشكلة واتَّخذت قرارا في غاية الصعوبة.‏ ولم تكن هنالك معلومات كافية في شهادة ولادتي لأحدِّد مكان امي.‏

في غضون ذلك،‏ نتيجة درسي الكتاب المقدس مع راندي،‏ اقتنعت بأنني وجدت الدين الحقيقي.‏ لكنني كنت افشل تكرارا في التوقف عن تعاطي التبغ الذي يدنِّس الجسد.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ وشعرت بأن يهوه قد يئس مني.‏ ثم قال لي شاهد في قاعة الملكوت شيئا ساعدني حقا.‏ ذكر ان الشيطان هو مَن يريد ان نفشل وأنه من المحزن رؤية البعض يخسرون الحياة الابدية بالاستسلام.‏ وقال:‏ «يلزم ان نلقي همومنا على يهوه،‏ ونتَّكل عليه كليا ليساعدنا في اوقات ضيقنا.‏» —‏ مزمور ٥٥:‏٢٢‏.‏

كان هذا تماما ما احتاج الى سماعه!‏ فابتدأت اطبِّق ما قاله،‏ مصلِّيا في الغالب طلبًا لمساعدة يهوه.‏ وسرعان ما اقلعت عن تعاطي التبغ،‏ وتزوَّجت ترينا،‏ وصرت قانونيا في دروسي في الكتاب المقدس.‏ وأخيرا،‏ ابتدأت ترينا ايضا تدرس.‏ رمزتُ الى انتذاري ليهوه بمعمودية الماء في ٩ حزيران ١٩٩١.‏ وبعد اقل من اسبوعين،‏ وُلدت ابنتنا الاولى،‏ بْرِيانا جين.‏

علاقتي بأبي

كنا ابي وأنا حميمَين.‏ كان شخصا لطيفا جدا حاضرا دائما للتشجيع عندما اكون متثبِّطا.‏ ومع ذلك،‏ كان حازما عندما كنت احتاج الى التأديب.‏ لذلك كان صعبا عليَّ ان اعلم في اوائل سنة ١٩٩١ ان ابي مصاب بسرطان رئة مميت.‏ في ذلك الوقت كان ابي وأمي قد انتقلا الى هاملتون،‏ مونتانا.‏ فكنا نسافر مرارا كثيرة الى هناك لنراه ونحاول دعم امي.‏

تمكَّنا من اعطاء ابي كتاب هل هذه الحياة هي كل ما هنالك؟‏ فوعد بأن يقرأه وقال انه قلق على خير عائلته.‏ وفي زيارتي الاخيرة قال لي كم هو فخور بأنني ابنه وكم يحبني.‏ وإذ انهمرت الدموع من عينيه،‏ ادار رأسه نحو النافذة.‏ وتعانقنا عدة مرات قبل ان اغادر.‏ قرأ ابي ثلت الكتاب تقريبا قبل موته في ٢١ تشرين الثاني ١٩٩١.‏

بعد موت ابي وانتقالنا اللاحق الى موزِز لِيْك،‏ واشنطن،‏ اشتدَّت رغبتي في معرفة ماضيَّ.‏ ولكن على الرغم من كل الوقت الذي خصَّصته للبحث،‏ لم نهمل المصالح الروحية.‏ واعتمدَت ترينا في ٥ حزيران ١٩٩٣،‏ وبعد ستة اشهر ولدت ابنتنا الثانية،‏ سِييرا لاين.‏

كيف وجدت امي بالولادة

ثابرت على طلب المعلومات من الجهاز القضائي في ألاسكا،‏ كاتبًا رسالة تلو الاخرى الى مختلف الوكالات ومجريًا ايضا ابحاثي الخاصة بواسطة الكمپيوتر.‏ كل ذلك كان دون جدوى.‏ ثم نحو نهاية سنة ١٩٩٥،‏ خضعت لفحص طبي عام كشف مشكلة في القلب.‏ كنت في الـ‍ ٢٩ فقط من عمري،‏ فأراد طبيبي ان يعرف سجلي الطبي.‏

كتب الطبيب طلبا مفصَّلا ودقيقا،‏ مشدِّدا على ان المعلومات في ملفات تبنِّيَّ يمكن ان تكون مهمة لخيري الجسدي.‏ وأخيرا تسلَّمنا جوابا.‏ وكان يحتوي على حكمِ قاضٍ يعلن انه لم يرَ ان حاجتي الطبية خطيرة الى حدّ يقتضي فتح الملفات.‏ فدمَّرني ذلك.‏ ولكن بعد اسابيع قليلة،‏ وصلت رسالة من قاضٍ ثانٍ.‏ لقد منحني امرٌ من المحكمة الحقَّ في الوصول الى ملفات تبنِّيَّ!‏

وصلت ملفات تبنِّيَّ الحقيقية في اوائل كانون الثاني ١٩٩٦.‏ واحتوت على مسقط رأس امي وماضي العائلة.‏ فبحثت على الفور في الكمپيوتر عن اسم ساندرا مع اسم مسقط رأسها ووجدت ستة ارقام هاتف مدرَجة.‏ قرَّرنا ترينا وأنا انه من الافضل ان تُجري هي المكالمات الهاتفية.‏ وفي المكالمة الثالثة،‏ قالت امرأة ان ساندرا هي ابنة اخيها،‏ وأعطت رقم هاتفها.‏

المكالمة الهاتفية والمفاجأة

عندما اتصلت ترينا برقم الهاتف،‏ رفضت المرأة التي اجابت ان تحدِّد هويتها.‏ وفي النهاية،‏ قالت ترينا بصراحة:‏ «زوجي مولود في كِتشيكان،‏ ألاسكا،‏ في ١ آب ١٩٦٦،‏ وأنا بحاجة ان اعرف اذا كنتِ الشخص الذي ابحث عنه.‏» فساد سكوت طويل،‏ ثم سألت المرأة بصوت يرتجف عن اسم ترينا ورقم الهاتف وقالت انها ستعيد الاتصال.‏ لم اعتقد انها ستعيد الاتصال على الفور.‏ لذلك قرَّرت ان اجلب بعض الاشياء التي نحتاج اليها من المتجر.‏

عندما عدت،‏ كانت ترينا تتحدث على الهاتف وعيونها دامعة.‏ ثم اعطتني الهاتف.‏ وفيما تبادلنا امي وأنا التحية ودردشنا قليلا،‏ همسَت ترينا بإلحاح،‏ «كانت تريد حقا ان تحتفظ بك.‏» شعرتُ بالعطف على امي عندما ابتدأت تخبرني عن نفسها.‏ فقلت:‏ «اريد ان اشكركِ على الحياة التي منحْتِني اياها.‏ احيا حياة جيدة وقد حصلت على كل الاشياء التي احتجت اليها.‏ حظيتُ بوالدَين صالحَين وبكثير من المحبة والآن لديَّ زوجة رائعة وابنتان جميلتان.‏ انا سعيد جدا.‏»‏

فابتدأتْ تبكي.‏ وإذ تابعنا الكلام،‏ اخبرَتني انها اغتُصبت،‏ صارت حبلى،‏ وضُغط عليها لتتخلّى عني للتبنّي؛‏ وأخبرَتني انها تزوجت بعد ذلك،‏ ثم بعد فترة قصيرة،‏ فيما كانت في المستشفى تتعافى من عملية جراحية،‏ ماتت طفلتها وأمها في حريق.‏ فقالت انها شعرت آنذاك بأن اللّٰه حرمها هذين الشخصَين الحبيبَين عقابا لها على الصبي الذي تخلَّت عنه.‏ فأجبت على الفور:‏ «كلا،‏ اللّٰه لا يعمل بهذه الطريقة!‏» قالت انها تعرف ذلك الآن،‏ لأنها بعد هذه المأساة ابتدأت «البحث عن حق الكتاب المقدس» وهي الآن «تلميذة للكتاب المقدس.‏»‏

وإذ سألت:‏ «مع مَن تدرسين؟‏» ابتدأت افكِّر،‏ ‹لا يمكن ان يكون ذلك صحيحا.‏› فساد سكوت طويل.‏ ثم قالت:‏ «شهود يهوه.‏» صعقني ذلك بحيث لم استطع التكلُّم.‏ ثم وأنا ابكي،‏ جاهدت لأقول اخيرا،‏ «وأنا شاهد ايضا.‏» وعندما كرَّرت ذلك بأكثر وضوح،‏ طارت فرحًا.‏ كم كان ذلك رائعا!‏

صارت امي شاهدة سنة ١٩٧٥،‏ بعد موت طفلتها.‏ وعندما ابتدأ زوجها يتقدَّم روحيا،‏ اخبرته عنِّي.‏ فعزَّاها وقال انهما سيبحثان عنِّي.‏ ولكن بعد ذلك بوقت قصير،‏ قُتل في حادث سيارة،‏ وتركها تربِّي ثلاثة اولاد صغار.‏ تحدَّثنا لساعات في امسيات عديدة بعد ذلك.‏ وأخيرا قرَّرنا ان نلتقي في فينيكس،‏ آريزونا،‏ في الاسبوع الثاني من شباط ١٩٩٦.‏ فأمي كانت قد خطَّطت مسبقا ان تذهب الى هناك برفقة اخت مسيحية اخرى.‏

لقاء لا يُنسى

لهذه الرحلة لم نأخذ ترينا وأنا ولدَينا معنا.‏ وعندما ترجَّلتُ من الطائرة،‏ رأيت امي وتمكنت اخيرا من معانقتها.‏ وعندما تعانقنا،‏ قالت انها انتظرت ٢٩ سنة لتعانقني،‏ وضمَّتني الى صدرها وقتا طويلا.‏ كانت رحلتنا رائعة وتبادلنا اخذ الصور والحكايات.‏ ولكنَّ الشيء البارز كان ان اجلس قرب امي في قاعة الملكوت في فينيكس!‏ اصغينا الى الاجتماع معا ووقفنا واحدنا بجانب الآخر ونحن نرنِّم ترانيم الملكوت.‏ لقد انتابني شعور رائع لن انساه ابدا.‏

في نيسان ١٩٩٦،‏ اتت اختي لورا من بيتها في آيُوْوا لتزورنا.‏ وكم كان رائعا ان نتمتع بالمعاشرة المسيحية الحميمة معها!‏ وتكلَّمت ايضا بالهاتف مع اخويَّ اللذين وجدتهما حديثا.‏ ان اتِّحادي بعائلتي هو امر رائع،‏ لكنَّ اتِّحادي في المحبة ضمن هيئة يهوه هو عطية لا يمكن ان يمنحها إلا الهنا العظيم،‏ يهوه.‏ —‏ كما رواه دَينا فولتس.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مع امي بالولادة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة