تِشْرِينُ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اَلثُّلَاثَاءُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
مَنْ يُجِبْ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَهُ، فَذَاكَ حَمَاقَةٌ لَهُ وَمَذَلَّةٌ. — ام ١٨:١٣.
مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِنَا ٱلْمَحْدُودَةِ، قَدْ نَعْتَبِرُ يُونَانَ شَخْصًا لَا يُتَّكَلُ عَلَيْهِ أَوْ حَتَّى غَيْرَ وَلِيٍّ. فَيَهْوَهُ أَوْصَاهُ أَنْ يُخْبِرَ أَهْلَ نِينَوَى أَنَّهُ سَيُحَاسِبُهُمْ. لٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يُطِيعَهُ وَيَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ، سَافَرَ فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلْمُعَاكِسِ كَيْ «يَهْرُبَ مِنْ يَهْوَهَ». (يون ١:١-٣) فَهَلْ كُنْتَ سَتُعْطِي يُونَانَ فُرْصَةً ثَانِيَةً لِيُصْلِحَ غَلْطَتَهُ؟ رُبَّمَا لَا. لٰكِنَّ يَهْوَهَ وَجَدَ أَسْبَابًا لِيَفْعَلَ ذٰلِكَ. (يون ٣:١، ٢) فَصَلَاةُ يُونَانَ تَكْشِفُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. (يون ٢:١، ٢، ٩) وَهٰذِهِ ٱلصَّلَاةُ، وَهِيَ دُونَ شَكٍّ وَاحِدَةٌ مِنْ صَلَوَاتٍ كَثِيرَةٍ، تُرِينَا أَنَّهُ لَيْسَ مُجَرَّدَ رَجُلٍ هَرَبَ مِنْ تَعْيِينِهِ. فَكَلِمَاتُهُ تُظْهِرُ كَمْ كَانَ مُتَوَاضِعًا، شَاكِرًا لِيَهْوَهَ، وَمُصَمِّمًا أَنْ يُطِيعَهُ. فَلَا نَسْتَغْرِبُ أَنَّ يَهْوَهَ نَظَرَ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ خَطَئِهِ، ٱسْتَجَابَ صَلَاتَهُ، وَظَلَّ يَعْتَبِرُهُ نَبِيًّا. فَكَمْ مُهِمٌّ أَنْ يَتَمَثَّلَ ٱلشَّيْخُ بِيَهْوَهَ وَ‹يَسْمَعَ› قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ نَصِيحَةً! ب٢٠/٤ ص ١٥ ف ٤-٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
حَاجَّهُمْ بُولُسُ مَنْطِقِيًّا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، شَارِحًا وَمُبَرْهِنًا بِشَوَاهِدَ. — اع ١٧:٢، ٣.
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، قَبِلَ ٱلتَّلَامِيذُ مَا تَعَلَّمُوهُ وَٱتَّكَلُوا عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَيْ يَفْهَمُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. كَمَا تَأَكَّدُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّ هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمَ مُؤَسَّسَةٌ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (اع ١٧:١١، ١٢؛ عب ٥:١٤) فَلَمْ يَبْنُوا إِيمَانَهُمْ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ وَٱلْأَحَاسِيسِ فَقَطْ، وَلَمْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ فَرِحُوا بِرِفْقَةِ إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. بَلْ أَسَّسُوا إِيمَانَهُمْ عَلَى «مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ ٱلدَّقِيقَةِ». (كو ١:٩، ١٠) وَٱلْحَقُّ ٱلْمَوْجُودُ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ يَبْقَى ثَابِتًا مَهْمَا حَصَلَ. (مز ١١٩:١٦٠) فَهُوَ لَا يَتَغَيَّرُ حَتَّى لَوْ آذَانَا أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَوِ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، أَوْ وَاجَهْنَا ٱلصُّعُوبَاتِ. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَدْرُسَ جَيِّدًا تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنَقْتَنِعَ أَنَّهَا صَحِيحَةٌ. وَإِيمَانُنَا ٱلْقَوِيُّ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ سَيُبْقِينَا ثَابِتِينَ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ، مِثْلَمَا تُثَبِّتُ ٱلْمِرْسَاةُ ٱلسَّفِينَةَ خِلَالَ عَاصِفَةٍ قَوِيَّةٍ. ب٢٠/٧ ص ٩ ف ٦-٧.
اَلْخَمِيسُ ٣ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ كَامِلًا. — اع ١٠:٤٢.
يَعْتَبِرُ يَسُوعُ أَنَّ دَعْمَكَ لِإِخْوَتِهِ ٱلْمُخْتَارِينَ دَعْمٌ لَهُ هُوَ. (مت ٢٥:٣٤-٤٠) وَأَهَمُّ طَرِيقَةٍ لِتَدْعَمَهُمْ هِيَ أَنْ تَشْتَرِكَ كَامِلًا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ يَسُوعُ إِلَى أَتْبَاعِهِ، أَيْ تُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَتُعَلِّمَهُمْ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) فَبِدُونِ مُسَاعَدَةِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›، لَا يَقْدِرُ إِخْوَةُ ٱلْمَسِيحِ أَنْ يَقُومُوا بِحَمْلَةِ ٱلتَّبْشِيرِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلَّتِي تَجْرِي ٱلْيَوْمَ. (يو ١٠:١٦) فَإِذَا كُنْتَ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ، فَتَذَكَّرْ أَنَّ كُلَّ مَرَّةٍ تَشْتَرِكُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ، تُظْهِرُ مَحَبَّتَكَ لِلْمُخْتَارِينَ وَلِيَسُوعَ. أَيْضًا، تَصِيرُ صَدِيقًا لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ حِينَ تَدْعَمُ مَادِّيًّا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي يُوَجِّهَانِهِ. (لو ١٦:٩) مَثَلًا، تَقْدِرُ أَنْ تَتَبَرَّعَ مِنْ أَجْلِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ، ٱلَّذِي يَشْمُلُ مُسَاعَدَةَ ٱلَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِكَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ أَوْ مُصِيبَةٍ أُخْرَى. كَمَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَبَرَّعَ لِتُسَاهِمَ فِي مَصَارِيفِ جَمَاعَتِكَ، أَوْ تُسَاعِدَ شَخْصِيًّا ٱلَّذِينَ تَعْرِفُ أَنَّهُمْ مُحْتَاجُونَ. — ام ١٩:١٧. ب٢٠/٤ ص ٢٤ ف ١٢-١٣.
اَلْجُمْعَةُ ٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لَا يَعْبَأُ بِإِلٰهِ آبَائِهِ، لٰكِنَّهُ يُمَجِّدُ فِي مَقَامِهِ إِلٰهَ ٱلْحُصُونِ. — دا ١١:٣٧، ٣٨.
تَمَّمَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ. فَهُوَ لَمْ «يَعْبَأْ بِإِلٰهِ آبَائِهِ»، أَيْ لَمْ يُظْهِرْ لَهُ أَيَّ ٱحْتِرَامٍ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ أَرَادَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ. فَحَاوَلَ أَنْ يُضْعِفَ سُلْطَتَهَا. فَمُنْذُ سَنَةِ ١٩١٨، أَصْدَرَتِ ٱلْحُكُومَةُ ٱلسُّوفْيَاتِيَّةُ قَرَارًا أَدَّى إِلَى تَعْلِيمِ ٱلْإِلْحَادِ فِي ٱلْمَدَارِسِ. وَكَيْفَ مَجَّدَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ «إِلٰهَ ٱلْحُصُونِ»؟ صَرَفَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ أَمْوَالًا هَائِلَةً كَيْ يُقَوِّيَ جَيْشَهُ وَيُصَنِّعَ آلَافَ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلنَّوَوِيَّةِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، صَارَ لَدَى مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ لِقَتْلِ بَلَايِينِ ٱلنَّاسِ. وَتَعَاوَنَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ مَعْ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. فَقَدْ أَقَامَا «ٱلرِّجْسَةَ ٱلْمُخَرِّبَةَ»، وَهِيَ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. — دا ١١:٣١. ب٢٠/٥ ص ٦-٧ ف ١٦-١٧.
اَلسَّبْتُ ٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أَخُوكَ كَانَ ضَائِعًا فَوُجِدَ. — لو ١٥:٣٢.
مَنْ يُشَارِكُ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْخَامِلِينَ؟ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ: اَلشُّيُوخُ، ٱلْفَاتِحُونَ، ٱلْعَائِلَاتُ، وَٱلنَّاشِرُونَ. فَهَلْ لَدَيْكَ صَدِيقٌ أَوْ قَرِيبٌ ٱبْتَعَدَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ هَلِ ٱلْتَقَيْتَ بِشَخْصٍ خَامِلٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ أَوْ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ أَخْبِرْهُ أَنَّهُ إِذَا أَحَبَّ أَنْ يَزُورَهُ ٱلشُّهُودُ، يُمْكِنُكَ أَنْ تُعْطِيَ عُنْوَانَهُ أَوْ رَقْمَ هَاتِفِهِ لِلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَتِكَ. وَيُخْبِرُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ تُومَاس: «فِي ٱلْبِدَايَةِ، أَسْأَلُ ٱلْإِخْوَةَ عَنْ عَنَاوِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَامِلِينَ. وَأَحْيَانًا، أَسْأَلُ ٱلنَّاشِرِينَ إِذَا كَانُوا يَتَذَكَّرُونَ أَحَدًا تَوَقَّفَ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَحِينَ أَزُورُ أَخًا أَوْ أُخْتًا خَامِلَةً، أَسْأَلُهُمْ عَنْ أَوْلَادِهِمْ أَوْ أَقْرِبَائِهِمْ. فَبَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْخَامِلِينَ كَانُوا يَجْلُبُونَ أَوْلَادَهُمْ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَرُبَّمَا ٱلْأَوْلَادُ كَانُوا نَاشِرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَهُمُ ٱلْآنَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ». ب٢٠/٦ ص ٢٤ ف ١؛ ص ٢٥ ف ٦-٧.
اَلْأَحَدُ ٦ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أَذْكُرُ صَنَائِعَ يَاهَ؛ لِأَنِّي أَتَذَكَّرُ أَعْمَالَكَ ٱلْعَجِيبَةَ مُنْذُ ٱلْقِدَمِ. — مز ٧٧:١١.
بَيْنَ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَحْدَهُ ٱلْإِنْسَانُ يَقْدِرُ أَنْ يُحَلِّلَ مَا يَحْصُلُ مَعَهُ وَيَتَعَلَّمَ مِنْهُ دُرُوسًا. فَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَحْدَاثًا مَرَرْنَا بِهَا وَنَتَعَلَّمَ مِنْهَا لِنُحَسِّنَ شَخْصِيَّتَنَا وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا. (١ كو ٦:٩-١١؛ كو ٣:٩، ١٠) حَتَّى إِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا كَيْ يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ. (عب ٥:١٤) وَلَدَيْنَا أَيْضًا ٱلْقُدْرَةُ أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نُحِبُّ ٱلْآخَرِينَ، نَتَعَاطَفُ مَعَهُمْ، نُسَامِحُهُمْ، وَنَكُونُ عَادِلِينَ. لٰكِنْ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ ٱلذَّاكِرَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لَنَا؟ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ هِيَ أَنْ نَتَذَكَّرَ ٱلْمَرَّاتِ ٱلَّتِي لَمَسْنَا فِيهَا يَدَ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِنَا. فَهٰذَا يُقَوِّي ثِقَتَنَا أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (مز ٧٧:١٢؛ ٧٨:٤، ٧) وَمُهِمٌّ أَيْضًا أَنْ نَتَذَكَّرَ كَيْفَ سَاعَدَنَا ٱلْآخَرُونَ وَنُقَدِّرَ مَا فَعَلُوهُ مِنْ أَجْلِنَا. وَقَدْ وَجَدَ ٱلْبَاحِثُونَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ ٱلْأُمُورَ ٱلْجَيِّدَةَ فِي حَيَاتِهِمْ هُمْ عُمُومًا أَسْعَدُ مِنْ غَيْرِهِمْ. ب٢٠/٥ ص ٢٣-٢٤ ف ١٢-١٣.
اَلْإِثْنَيْنُ ٧ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
خَافُوا هٰذَا ٱلِٱسْمَ ٱلْمَجِيدَ وَٱلْمَخُوفَ، يَهْوَهَ إِلٰهَكُمْ. — تث ٢٨:٥٨.
فِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، حِينَ كَانَ مُوسَى عَلَى جَبَلِ حُورِيبَ، أَرَاهُ يَهْوَهُ لَمْحَةً عَنْ مَجْدِهِ. تَخَيَّلْ كَيْفَ أَحَسَّ مُوسَى! يَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ إِنَّ مَا حَصَلَ مَعَهُ هُوَ مِنَ ٱلْحَوَادِثِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلَّتِي تُحَسِّسُ ٱلشَّخْصَ بِٱلرَّهْبَةِ وَٱلذُّهُولِ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ. ثُمَّ سَمِعَ مُوسَى كَلِمَاتٍ قَالَهَا مَلَاكٌ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ: «يَهْوَهُ يَهْوَهُ إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنُونٌ، صَبُورٌ، وَلِيٌّ وَأَمِينٌ جِدًّا. يُظْهِرُ ٱلْوَلَاءَ لِأُلُوفِ ٱلْأَجْيَالِ، وَيُسَامِحُ عَلَى ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّمَرُّدِ وَٱلْخَطِيَّةِ». (خر ٣٣:١٧-٢٣؛ ٣٤:٥-٧) وَرُبَّمَا مَرَّتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ فِي بَالِ مُوسَى حِينَ كَانَ يَذْكُرُ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَهُوَ يَنْطِقُ بِكَلِمَاتِ آيَةِ ٱلْيَوْمِ. نَحْنُ أَيْضًا، حِينَ نُفَكِّرُ فِي ٱسْمِ يَهْوَهَ، جَيِّدٌ أَنْ نَتَذَكَّرَ صِفَاتِ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي يَحْمِلُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ. فَيَهْوَهُ قَوِيٌّ، حَكِيمٌ، عَادِلٌ، وَمُحِبٌّ. وَعِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ وَغَيْرِهَا، يَزِيدُ ٱحْتِرَامُنَا لَهُ. — مز ٧٧:١١-١٥. ب٢٠/٦ ص ٨-٩ ف ٣-٤.
اَلثُّلَاثَاءُ ٨ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اُثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأُقْنِعْتَ حَتَّى آمَنْتَ بِهِ. — ٢ تي ٣:١٤.
قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ سَتُمَيِّزُهُمْ عَنِ ٱلْآخَرِينَ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥) لٰكِنَّ مَحَبَّةَ ٱلْإِخْوَةِ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي كَيْ يَكُونَ إِيمَانُنَا قَوِيًّا. فَلِمَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِيمَانُنَا مُؤَسَّسًا عَلَى أُمُورٍ أُخْرَى؟ لِنَفْتَرِضْ أَنَّ أَخًا، رُبَّمَا شَيْخًا أَوْ فَاتِحًا، ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، أَوْ أَنَّ شَخْصًا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ آذَاكَ بِطَرِيقَةٍ مَا. أَوْ لِنَقُلْ إِنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ صَارَ مُرْتَدًّا وَٱدَّعَى أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ مُخْطِئُونَ. فِي حَالِ حَصَلَتْ أُمُورٌ كَهٰذِهِ، هَلْ يَخِيبُ أَمَلُكَ وَتَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟ إِذَا بَنَيْتَ إِيمَانَكَ عَلَى تَصَرُّفَاتِ ٱلْآخَرِينَ بَدَلَ عَلَاقَتِكَ بِيَهْوَهَ، يَكُونُ إِيمَانُكَ ضَعِيفًا. فَكَيْ تَبْنِيَ إِيمَانًا قَوِيًّا، يَلْزَمُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ مَوَادَّ مَتِينَةً كَحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمَنْطِقِيَّةِ، بَدَلَ أَنْ تَعْتَمِدَ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ وَٱلْأَحَاسِيسِ. فَعَلَيْكَ أَنْ تُؤَكِّدَ لِنَفْسِكَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُ ٱلْحَقَّ. — رو ١٢:٢. ب٢٠/٧ ص ٨ ف ٢-٣.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اُعْضُدُوا ٱلضُّعَفَاءَ. — اع ٢٠:٣٥.
تُظْهِرُ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ نَجِدَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَهَ. (رؤ ١٤:٦) مَثَلًا، كَانَ أَخٌ مِنَ ٱلْإِكْوَادُور ٱسْمُهُ سِيلْفِيُو يُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَهُ كَيْ يَعُودَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. وَقَبْلَ أَنْ يُنْهِيَ صَلَاتَهُ، دَقَّ شَيْخَانِ عَلَى ٱلْبَابِ. وَفَرِحَا كَثِيرًا بِأَنْ يُقَدِّمَا لَهُ فَوْرًا ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلَّتِي صَلَّى مِنْ أَجْلِهَا. فَنَحْنُ نَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نُسَاعِدُ شَخْصًا ضَعِيفًا رُوحِيًّا أَنْ يَعُودَ إِلَى يَهْوَهَ. يَقُولُ فَاتِحٌ ٱسْمُهُ سِلْفَادُور يَهْتَمُّ خُصُوصًا بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَامِلِينَ: «لَا أَقْدِرُ أَحْيَانًا أَنْ أَحْبِسَ دُمُوعِي. فَأَنَا أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ أُفَكِّرُ أَنَّ يَهْوَهَ أَنْقَذَ أَحَدَ خِرَافِهِ مِنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، وَأَنَّهُ ٱسْتَخْدَمَنِي أَنَا كَيْ أُسَاعِدَ هٰذَا ٱلْخَرُوفَ ٱلْغَالِيَ عَلَى قَلْبِهِ». فَإِذَا كُنْتَ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ، فَلَا تَظُنَّ أَنَّ يَهْوَهَ نَسِيَكَ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، هُوَ يُحِبُّكَ كَثِيرًا وَيَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ أَنْ تَعُودَ إِلَيْهِ وَإِلَى إِخْوَتِكَ. ب٢٠/٦ ص ٢٩ ف ١٦-١٨.
اَلْخَمِيسُ ١٠ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
تَرَى مُعَلِّمَكَ هٰذَا. — اش ٣٠:٢٠.
يَهْوَهُ، ‹مُعَلِّمُنَا ٱلْعَظِيمُ›، يُعَلِّمُنَا دُرُوسًا مُهِمَّةً مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اش ٣٠:٢١) فَفِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ، نَقْرَأُ عَنْ أَشْخَاصٍ أَظْهَرُوا صِفَاتٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ، وَآخَرِينَ كَانُوا بِعَكْسِهِمْ وَعَانَوُا ٱلْكَثِيرَ نَتِيجَةَ أَفْعَالِهِمْ. (مز ٣٧:٣٧؛ ١ كو ١٠:١١) فَكِّرْ فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ. فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَ شَابًّا مُتَوَاضِعًا يَعْرِفُ حُدُودَهُ، حَتَّى إِنَّهُ تَرَدَّدَ فِي قُبُولِ تَعْيِينٍ مِنْ يَهْوَهَ. (١ صم ٩:٢١؛ ١٠:٢٠-٢٢) لٰكِنْ بَعْدَ أَنْ صَارَ مَلِكًا بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، تَحَوَّلَ إِلَى شَخْصٍ مُتَكَبِّرٍ لَا يَعْرِفُ حُدُودَهُ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، فَقَدَ صَبْرَهُ وَهُوَ يَنْتَظِرُ ٱلنَّبِيَّ صَمُوئِيلَ وَقَدَّمَ ذَبِيحَةَ ٱلْمُحْرَقَةِ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا لَيْسَ مِنْ حَقِّهِ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، خَسِرَ شَاوُلُ رِضَى يَهْوَهَ وَمُلْكَهُ أَيْضًا. (١ صم ١٣:٨-١٤) وَمَاذَا عَنَّا؟ لِنَكُنْ حُكَمَاءَ وَنَتَعَلَّمْ مِنْ مِثَالِ شَاوُلَ أَنْ لَا نَتَخَطَّى حُدُودَنَا. ب٢٠/٨ ص ١٠ ف ١٠-١١.
اَلْجُمْعَةُ ١١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
قَدِّرُوا ٱلَّذِينَ يُشْرِفُونَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلرَّبِّ. — ١ تس ٥:١٢.
مِنْ خِلَالِ ٱلْمَسِيحِ، أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ «عَطَايَا فِي رِجَالٍ». (اف ٤:٨) وَمِنْ بَيْنِهِمْ أَعْضَاءُ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، مُسَاعِدُو ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، أَعْضَاءُ لِجَانِ ٱلْفُرُوعِ، نُظَّارُ ٱلدَّوَائِرِ، ٱلْمُدَرِّسُونَ فِي ٱلْحَقْلِ، ٱلشُّيُوخُ، وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ. وَكُلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ مُعَيَّنُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِيَهْتَمُّوا بِخِرَافِ يَهْوَهَ ٱلْغَالِيَةِ وَيُقَوُّوا ٱلْجَمَاعَةَ. (١ بط ٥:٢، ٣) وَلَدَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمُ ٱللّٰهُ بِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ مَسْؤُولِيَّاتٌ مُتَنَوِّعَةٌ. وَمِثْلَمَا تَعْمَلُ أَعْضَاءُ ٱلْجِسْمِ، كَٱلْيَدَيْنِ وَٱلرِّجْلَيْنِ، لِخَيْرِ ٱلْجِسْمِ بِكَامِلِهِ، يَبْذُلُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ جُهْدًا كَبِيرًا لِخَيْرِ ٱلْجَمَاعَةِ بِكَامِلِهَا. فَلَيْسَ هَدَفُهُمْ أَنْ يُمَجِّدُوا أَنْفُسَهُمْ، بَلْ أَنْ يُشَجِّعُوا ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ وَيُقَوُّوهُمْ. (١ تس ٢:٦-٨) وَنَحْنُ نَشْكُرُ يَهْوَهَ عَلَى هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُحِبِّينَ وَٱلرُّوحِيِّينَ. ب٢٠/٨ ص ٢١ ف ٥-٦.
اَلسَّبْتُ ١٢ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اِذْهَبُوا وَعَلِّمُوا أَشْخَاصًا لِيَصِيرُوا تَلَامِيذِي. — مت ٢٨:١٩.
أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تُقَوِّي دَافِعَنَا أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ هُوَ أَنَّنَا نَرَاهُمْ «مُتَضَايِقِينَ وَمَتْرُوكِينَ» وَبِحَاجَةٍ أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْحَقَّ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللّٰهِ. (مت ٩:٣٦) وَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْحَقَّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً وَيَخْلُصُوا. (١ تي ٢:٤) وَحِينَ نُفَكِّرُ أَنَّ عَمَلَنَا يُخَلِّصُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ، نَنْدَفِعُ أَنْ نُبَشِّرَهُمْ. (رو ١٠:١٣-١٥؛ ١ تي ٤:١٦) لٰكِنَّنَا نَحْتَاجُ إِلَى عُدَّةٍ مُنَاسِبَةٍ وَخِبْرَةٍ فِي ٱسْتِعْمَالِهَا. وَقَدْ أَعْطَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ تَعْلِيمَاتٍ وَاضِحَةً لِيَعْرِفُوا كَيْفَ يَصْطَادُونَ ٱلنَّاسَ. فَهُوَ أَخْبَرَهُمْ مَاذَا يَحْمِلُونَ، أَيْنَ يُبَشِّرُونَ، وَمَاذَا يَقُولُونَ. (مت ١٠:٥-٧؛ لو ١٠:١-١١) وَٱلْيَوْمَ، هَيْئَةُ يَهْوَهَ تُعْطِينَا أَدَوَاتِ تَعْلِيمٍ مُفِيدَةً جِدًّا، وَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَسْتَخْدِمُهَا. وَهٰذَا ٱلتَّدْرِيبُ يَزِيدُ ثِقَتَنَا وَمَهَارَتَنَا كَيْ نَنْجَحَ فِي عَمَلِنَا. — ٢ تي ٢:١٥. ب٢٠/٩ ص ٤ ف ٦-٧، ١٠.
اَلْأَحَدُ ١٣ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لَا شَيْءَ يُفْرِحُنِي أَكْثَرَ مِنْ أَنْ أَسْمَعَ أَنَّ أَوْلَادِي مَا زَالُوا يَسِيرُونَ فِي ٱلْحَقِّ. — ٣ يو ٤.
هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ فَرِحَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا حِينَ سَمِعَ أَنَّ ٱلَّذِينَ عَلَّمَهُمُ ٱلْحَقَّ لَا يَزَالُونَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ؟ فَهُمْ وَاجَهُوا مَشَاكِلَ كَثِيرَةً، وَيُوحَنَّا عَمِلَ كُلَّ جُهْدِهِ لِيُقَوِّيَ إِيمَانَ أَوْلَادِهِ ٱلرُّوحِيِّينَ هٰؤُلَاءِ. نَحْنُ أَيْضًا نَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نَرَى أَوْلَادَنَا، ٱلْحَرْفِيِّينَ وَٱلرُّوحِيِّينَ، يَنْذُرُونَ حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ وَيَسْتَمِرُّونَ فِي خِدْمَتِهِ. (٣ يو ٣) وَنَحْوَ سَنَةِ ٩٨ بم، أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى يُوحَنَّا أَنْ يَكْتُبَ ثَلَاثَ رَسَائِلَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَكَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْهَا تَشْجِيعَهُمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِمْ بِيَسُوعَ وَٱلسَّيْرِ فِي ٱلْحَقِّ. فَكَانَ يُوحَنَّا خَائِفًا عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلْكَذَّابِينَ. (١ يو ٢:١٨، ١٩، ٢٦) فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدُّونَ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ، لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ لَمْ يُطِيعُوا وَصَايَاهُ. ب٢٠/٧ ص ٢٠ ف ١-٣.
اَلْإِثْنَيْنُ ١٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
مَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ، وَٱلْإِيمَانَ بِي أَيْضًا. — يو ١٤:١.
نَحْنُ نُؤْمِنُ بِٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نُبَشِّرُ بِهَا، وَنَرْغَبُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا أَنْ نُوصِلَهَا إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مز ١١٩:٤٢؛ اش ٤٠:٨) وَنَرَى بِعُيُونِنَا كَيْفَ تَتِمُّ نُبُوَّاتُهُ فِي أَيَّامِنَا. وَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ تَتَحَسَّنُ حَيَاةُ كَثِيرِينَ عِنْدَمَا يُطَبِّقُونَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةُ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ كُلَّ ٱلنَّاسِ بِحَاجَةٍ أَنْ يَسْمَعُوا ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللّٰهِ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، نَحْنُ نُؤْمِنُ بِيَهْوَهَ مَصْدَرِ رِسَالَتِنَا، وَبِٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ مَلِكًا فِي مَمْلَكَتِهِ. فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ صُعُوبَاتٍ، فَسَيَظَلُّ يَهْوَهُ دَائِمًا «مَلْجَأً وَقُوَّةً» لَنَا. (مز ٤٦:١-٣) وَنَحْنُ نَثِقُ أَنَّ يَسُوعَ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَسُلْطَةٍ مِنْ يَهْوَهَ. (مت ٢٨:١٨-٢٠) وَٱلْإِيمَانُ يَبْنِي ثِقَتَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ جُهُودَنَا بِطُرُقٍ قَدْ لَا نَتَوَقَّعُهَا. ب٢٠/٩ ص ١٢ ف ١٥-١٧.
اَلثُّلَاثَاءُ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
عَمِلَتْ لِي عَمَلًا حَسَنًا. لَقَدْ فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا. — مر ١٤:٦، ٨.
تَحْتَاجُ ٱلْأَخَوَاتُ أَحْيَانًا إِلَى مَنْ يُدَافِعُ عَنْهُنَّ. (اش ١:١٧) مَثَلًا، قَدْ تَحْتَاجُ أُخْتٌ أَرْمَلَةٌ أَوْ مُطَلَّقَةٌ إِلَى شَخْصٍ يُسَاعِدُهَا أَنْ تَقُومَ بِأُمُورٍ كَانَ زَوْجُهَا يَقُومُ بِهَا. وَقَدْ تَحْتَاجُ أُخْتٌ مُسِنَّةٌ إِلَى مَنْ يَتَكَلَّمُ عَنْهَا مَعَ ٱلْأَطِبَّاءِ. وَقَدْ يَلْزَمُ أَنْ يُدَافِعَ أَحَدٌ عَنْ فَاتِحَةٍ تَعْمَلُ فِي مَشْرُوعٍ ثِيُوقْرَاطِيٍّ إِذَا ٱنْتَقَدَهَا ٱلْآخَرُونَ لِأَنَّهَا لَا تُشَارِكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِثْلَ بَاقِي ٱلْفَاتِحِينَ. لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ يَسُوعَ. لَقَدْ كَانَ جَاهِزًا لِيُدَافِعَ عَنْ أَخَوَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّاتِ حِينَ أَسَاءَ ٱلْآخَرُونَ فَهْمَهُنَّ. فَهُوَ مَثَلًا دَافَعَ عَنْ مَرْيَمَ حِينَ ٱنْتَقَدَتْهَا مَرْثَا. (لو ١٠:٣٨-٤٢) وَدَافَعَ عَنْهَا مَرَّةً ثَانِيَةً حِينَ ٱنْتَقَدَهَا ٱلْبَعْضُ وَٱدَّعَوْا أَنَّهَا أَخَذَتْ قَرَارًا خَاطِئًا. (مر ١٤:٣-٩) فَيَسُوعُ عَرَفَ دَافِعَ مَرْيَمَ وَمَدَحَهَا. حَتَّى إِنَّهُ تَنَبَّأَ أَنَّ مَا فَعَلَتْهُ سَيُحْكَى عَنْهُ أَيْنَمَا «يُكْرَزُ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ». ب٢٠/٩ ص ٢٤ ف ١٥-١٦.
اَلْأَرْبِعَاءُ ١٦ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي تَحْتَ إِشْرَافِكُمْ، خَادِمِينَ كَنُظَّارٍ، لَا غَصْبًا عَنْكُمْ بَلْ مِنْ كُلِّ قَلْبِكُمْ لِأَنَّ هٰذَا يُرْضِي ٱللّٰهَ. — ١ بط ٥:٢.
يَعْرِفُ ٱلرَّاعِي أَنَّ ٱلْخَرُوفَ يُمْكِنُ أَنْ يَضِيعَ. وَإِذَا حَصَلَ ذٰلِكَ، لَا يُعَامِلُهُ بِقَسْوَةٍ. لِنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ تَعَامَلَ يَهْوَهُ مَعْ أَحَدِ خُدَّامِهِ حِينَ ٱبْتَعَدَ عَنْهُ وَقْتِيًّا. لَقَدْ هَرَبَ ٱلنَّبِيُّ يُونَانُ مِنْ تَعْيِينِهِ. مَعْ ذٰلِكَ، لَمْ يَقْطَعْ يَهْوَهُ ٱلْأَمَلَ مِنْهُ. وَمِثْلَمَا يَفْعَلُ ٱلرَّاعِي، أَنْقَذَ يَهْوَهُ يُونَانَ وَقَوَّاهُ كَيْ يُتَمِّمَ تَعْيِينَهُ. (يون ٢:٧؛ ٣:١، ٢) وَلَاحِقًا، ٱسْتَعْمَلَ يَهْوَهُ نَبْتَةَ قَرْعٍ لِيُعَلِّمَهُ أَنَّ حَيَاةَ كُلِّ إِنْسَانٍ غَالِيَةٌ جِدًّا. (يون ٤:١٠، ١١) فَمَا ٱلدَّرْسُ؟ لَا يَجِبُ أَنْ يَقْطَعَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْأَمَلَ مِنَ ٱلشَّخْصِ ٱلْخَامِلِ. بَلْ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْهَمُوا لِمَاذَا ٱبْتَعَدَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَحَتَّى بَعْدَ أَنْ يَرْجِعَ، يَلْزَمُ أَنْ يَهْتَمُّوا بِهِ وَيُظْهِرُوا لَهُ ٱلْمَحَبَّةَ. ب٢٠/٦ ص ٢٠-٢١ ف ١٠-١٢.
اَلْخَمِيسُ ١٧ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
يَنَالُونَ عَوْنًا قَلِيلًا. — دا ١١:٣٤.
بَعْدَمَا ٱنْهَارَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ عَامَ ١٩٩١، نَالَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي تِلْكَ ٱلْبِلَادِ ٱلْوَاسِعَةِ «عَوْنًا قَلِيلًا»، أَيْ تَمَتَّعُوا بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ. فَٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُبَشِّرُوا دُونَ قُيُودٍ. وَسُرْعَانَ مَا وَصَلَ عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ هُنَاكَ إِلَى مِئَاتِ ٱلْآلَافِ. وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، صَارَتْ رُوسِيَا وَحُلَفَاؤُهَا مَلِكَ ٱلشَّمَالِ. وَكَيْ تَكُونَ دَوْلَةٌ مَا مَلِكَ ٱلشَّمَالِ أَوْ مَلِكَ ٱلْجَنُوبِ، هُنَاكَ ثَلَاثَةُ عَوَامِلَ مُهِمَّةٍ: (١) أَنْ تُؤَثِّرَ تَأْثِيرًا مُبَاشِرًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ، (٢) أَنْ تُظْهِرَ بِأَعْمَالِهَا أَنَّهَا تَكْرَهُ يَهْوَهَ وَشَعْبَهُ، وَ (٣) أَنْ تُحَارِبَ ٱلْمَلِكَ ٱلْآخَرَ. وَرُوسِيَا وَحُلَفَاؤُهَا تُؤَثِّرُ تَأْثِيرًا مُبَاشِرًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ، لِأَنَّهَا تَحْظُرُ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ وَتَضْطَهِدُ مِئَاتِ ٱلْآلَافِ مِنْ إِخْوَتِنَا. كَمَا تُظْهِرُ بِأَعْمَالِهَا أَنَّهَا تَكْرَهُ يَهْوَهَ وَشَعْبَهُ. هٰذَا بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّهَا تُحَارِبُ مَلِكَ ٱلْجَنُوبِ، ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ. ب٢٠/٥ ص ١٢-١٣ ف ٣-٤.
اَلْجُمْعَةُ ١٨ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اِنْتَبِهْ دَائِمًا لِتَعْلِيمِكَ. — ١ تي ٤:١٦.
مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَكُونَ مُعَلِّمِينَ نَاجِحِينَ كَيْ نُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ أَنْ يَتَقَدَّمُوا وَيَعْتَمِدُوا. نَحْنُ نَدْرُسُ ٱلْحَقَّ مَعْ مَلَايِينِ ٱلنَّاسِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَلِأَنَّنَا نُحِبُّ مَا نُعَلِّمُهُ لِلنَّاسِ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، نَمِيلُ أَنْ نَتَكَلَّمَ كَثِيرًا عَمَّا نُحِبُّ. لٰكِنْ لَاحِظْ أَنَّهُ فِي دَرْسِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيِّ، أَوِ ٱلدَّرْسِ ٱلْبَيْتِيِّ، لَا يَجِبُ أَنْ يَتَكَلَّمَ ٱلْمُدِيرُ كَثِيرًا. فَكَيْ تَدَعَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُ تِلْمِيذَكَ، يَلْزَمُ أَنْ تَضْبُطَ نَفْسَكَ وَلَا تَقُولَ كُلَّ مَا تَعْرِفُهُ عَنْ آيَةٍ أَوْ مَوْضُوعٍ مُعَيَّنٍ. (يو ١٦:١٢) قَارِنْ مَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَقْتَ ٱعْتَمَدْتَ بِمَا تَعْرِفُهُ ٱلْآنَ. فَعِنْدَ مَعْمُودِيَّتِكَ، رُبَّمَا كُنْتَ تَفْهَمُ ٱلْعَقَائِدَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ فَقَطْ. (عب ٦:١) وَلَزِمَكَ سَنَوَاتٌ كَيْ تَجْمَعَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي لَدَيْكَ ٱلْآنَ. لِذَا لَا تُحَاوِلْ أَنْ تُعَلِّمَ تِلْمِيذَكَ كُلَّ مَا تَعْرِفُهُ دَفْعَةً وَاحِدَةً. ب٢٠/١٠ ص ١٤-١٥ ف ٢-٤.
اَلسَّبْتُ ١٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلنَّجَّارَ ٱبْنَ مَرْيَمَ؟ — مر ٦:٣.
اِخْتَارَ يَهْوَهُ أَفْضَلَ وَالِدَيْنِ لِيَسُوعَ. (مت ١:١٨-٢٣؛ لو ١:٢٦-٣٨) فَتَعَابِيرُ مَرْيَمَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَمْ كَانَتْ تُحِبُّ يَهْوَهَ وَكَلِمَتَهُ. (لو ١:٤٦-٥٥) وَطَاعَةُ يُوسُفَ تُؤَكِّدُ أَنَّهُ كَانَ يَخَافُ يَهْوَهَ وَيُرِيدُ أَنْ يُرْضِيَهُ. (مت ١:٢٤) لَمْ يَخْتَرْ يَهْوَهُ لِيَسُوعَ وَالِدَيْنِ غَنِيَّيْنِ. فَٱلذَّبِيحَةُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يُوسُفُ وَمَرْيَمُ بَعْدَ وِلَادَةِ يَسُوعَ أَظْهَرَتْ أَنَّهُمَا فَقِيرَانِ. (لو ٢:٢٤) وَلَا بُدَّ أَنَّ حَيَاةَ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ كَانَتْ بَسِيطَةً، وَخَاصَّةً عِنْدَمَا كَبُرَتِ ٱلْعَائِلَةُ وَصَارَ لَدَيْهِمَا سَبْعَةُ أَوْلَادٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. (مت ١٣:٥٥، ٥٦) وَقَدْ حَمَى يَهْوَهُ ٱبْنَهُ يَسُوعَ مِنْ بَعْضِ ٱلْمَخَاطِرِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلصُّعُوبَاتِ. (مت ٢:١٣-١٥) تَخَيَّلْ مَثَلًا كَمْ حَزِنَ يَسُوعُ حِينَ تَعَامَلَ مَعْ أَقْرِبَائِهِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا. (مر ٣:٢١؛ يو ٧:٥) فَكِّرْ كَمْ تَأَلَّمَ أَيْضًا عِنْدَمَا مَاتَ مُرَبِّيهِ يُوسُفُ وَهُوَ لَا يَزَالُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ شَابًّا صَغِيرًا. ب٢٠/١٠ ص ٢٧ ف ٤-٦.
اَلْأَحَدُ ٢٠ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ. — عب ١٣:٥.
هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا أَنَّكَ تُوَاجِهُ وَحْدَكَ ظَرْفًا صَعْبًا؟ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ شَعَرُوا مِثْلَكَ. (١ مل ١٩:١٤) وَلٰكِنْ لَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ وَعَدَكَ: «لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ». لِذَا تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ بِثِقَةٍ: «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ». (عب ١٣:٥، ٦) وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ كَتَبَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى إِخْوَتِهِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ نَحْوَ سَنَةِ ٦١ بم. وَهِيَ تُذَكِّرُنَا بِٱلْأَفْكَارِ ٱلْمُشَجِّعَةِ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٨:٥-٧. فَمِثْلَ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ، عَرَفَ بُولُسُ مِنْ تَجْرِبَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَتْرُكَهُ وَحْدَهُ إِذَا وَاجَهَ ٱلْمَشَاكِلَ. مَثَلًا، قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ بِسَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا، قَامَ بِرِحْلَةٍ خَطِرَةٍ فِي ٱلْبَحْرِ وَسَطَ ٱلرِّيَاحِ وَٱلْعَوَاصِفِ. (اع ٢٧:٤، ١٥، ٢٠) وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ وَٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي قَبْلَهَا، كَانَ يَهْوَهُ مَعَهُ وَسَاعَدَهُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ. ب٢٠/١١ ص ١٢ ف ١-٢.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لَا تَقُلْ: «لِمَ كَانَتِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأُولَى أَفْضَلَ مِنْ هٰذِهِ؟». — جا ٧:١٠.
لِمَ لَا يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ دَائِمًا أَنَّ حَيَاتَنَا فِي ٱلْمَاضِي كَانَتْ أَفْضَلَ؟ اَلْحَنِينُ إِلَى ٱلْمَاضِي يُذَكِّرُنَا بِٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحُلْوَةِ فَقَطْ. لَاحِظْ مَا حَصَلَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. فَبَعْدَ أَنْ تَرَكُوا مِصْرَ، نَسُوا بِسُرْعَةٍ مُعَانَاتَهُمْ هُنَاكَ، وَتَذَكَّرُوا ٱلطَّعَامَ ٱللَّذِيذَ ٱلَّذِي كَانُوا يَأْكُلُونَهُ. قَالُوا: «كَمْ نَشْتَاقُ إِلَى ٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ مَجَّانًا فِي مِصْرَ، وَٱلْخِيَارِ وَٱلْبَطِّيخِ وَٱلْكُرَّاثِ وَٱلْبَصَلِ وَٱلثُّومِ!». (عد ١١:٥) وَلٰكِنْ هَلْ فِعْلًا كَانُوا يَأْكُلُونَ ذَاكَ ٱلطَّعَامَ «مَجَّانًا»؟ طَبْعًا لَا، فَهُمْ دَفَعُوا ثَمَنَهُ غَالِيًا لِأَنَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ ٱسْتَعْبَدُوهُمْ بِلَا رَحْمَةٍ. (خر ١:١٣، ١٤؛ ٣:٦-٩) مَعْ ذٰلِكَ، نَسُوا كُلَّ ٱلظُّلْمِ وَبَدَأُوا يَحِنُّونَ إِلَى ٱلْمَاضِي. رَكَّزُوا عَلَى «ٱلْمَاضِي ٱلْجَمِيلِ»، بَدَلَ أَنْ يُفَكِّرُوا فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ. وَهٰذَا بِٱلتَّأْكِيدِ أَغْضَبَهُ كَثِيرًا. — عد ١١:١٠. ب٢٠/١١ ص ٢٥ ف ٥-٦.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢٢ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ. — مز ٣٤:١٨.
هَلْ تَشْعُرُ بِٱلْيَأْسِ حِينَ تُفَكِّرُ كَمِ ٱلْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ وَمَلِيئَةٌ بِٱلْمَشَاكِلِ؟ (اي ١٤:١) هٰذَا مَا شَعَرَ بِهِ عَدَدٌ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَاضِي. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ تَمَنَّوُا ٱلْمَوْتَ. (١ مل ١٩:٢-٤؛ اي ٣:١-٣، ١١؛ ٧:١٥، ١٦) لٰكِنَّ يَهْوَهَ وَقَفَ دَائِمًا إِلَى جَانِبِهِمْ وَقَوَّاهُمْ. وَقَدْ حَفِظَ لَنَا قِصَصَهُمْ لِنَتَعَلَّمَ مِنْهَا وَنَتَشَجَّعَ. (رو ١٥:٤) تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي قِصَّةِ يُوسُفَ. فَهٰذَا ٱلِٱبْنُ ٱلْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِيهِ أَصْبَحَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا عَبْدًا عِنْدَ أَشْخَاصٍ لَا يَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ. (تك ٣٧:٣، ٤، ٢١-٢٨؛ ٣٩:١) بَعْدَ ذٰلِكَ، ٱتَّهَمَتْهُ زَوْجَةُ فُوطِيفَارَ بِأَنَّهُ حَاوَلَ ٱغْتِصَابَهَا. وَفُوطِيفَارُ صَدَّقَهَا دُونَ أَنْ يَتَحَقَّقَ مِنْ كَلَامِهَا. لِذَا رُمِيَ يُوسُفُ فِي ٱلسِّجْنِ، وَقُيِّدَ بِسَلَاسِلَ مِنْ حَدِيدٍ. (تك ٣٩:١٤-٢٠؛ مز ١٠٥:١٧، ١٨) فَلَا شَكَّ أَنَّ يُوسُفَ حَزِنَ كَثِيرًا وَتَضَايَقَ. ب٢٠/١٢ ص ١٦-١٧ ف ١-٤.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٢٣ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. — مت ٦:٩.
عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نُعْطِيَ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِهٰذَا ٱلطَّلَبِ فِي صَلَاتِنَا. وَلٰكِنْ مَاذَا قَصَدَ؟ أَنْ يُقَدِّسَ ٱلشَّخْصُ شَيْئًا يَعْنِي أَنْ يَجْعَلَهُ طَاهِرًا وَنَقِيًّا. وَلٰكِنْ قَدْ يُفَكِّرُ ٱلْبَعْضُ: ‹أَلَيْسَ ٱسْمُ يَهْوَهَ طَاهِرًا وَنَقِيًّا؟ لِمَ يَلْزَمُ إِذًا أَنْ يَتَقَدَّسَ؟›. كَيْ نُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ، عَلَيْنَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلِٱسْمُ عُمُومًا. إِنَّهُ لَيْسَ مُجَرَّدَ كَلِمَةٍ نَلْفِظُهَا أَوْ نَكْتُبُهَا عَلَى وَرَقَةٍ. فَٱلنَّاسُ يَرْبِطُونَ ٱسْمَ ٱلشَّخْصِ بِصِيتِهِ أَوْ سُمْعَتِهِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «اَلصِّيتُ يُخْتَارُ عَلَى ٱلْغِنَى ٱلْكَثِيرِ». (ام ٢٢:١؛ جا ٧:١) إِذًا لَيْسَ ٱلْمُهِمُّ كَيْفَ يُلْفَظُ ٱلِٱسْمُ أَوْ يُكْتَبُ، بَلْ مَاذَا يَخْطُرُ فِي بَالِ ٱلْآخَرِينَ حِينَ يَسْمَعُونَهُ. وَٱلنَّاسُ يَقُولُونَ أَكَاذِيبَ عَنْ يَهْوَهَ، فَهُمْ بِذٰلِكَ يُشَوِّهُونَ سُمْعَتَهُ وَبِٱلتَّالِي يُسِيئُونَ إِلَى ٱسْمِهِ. ب٢٠/٦ ص ٣ ف ٥-٧.
اَلْخَمِيسُ ٢٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
نَفْسِي قَدِ ٱضْطَرَبَتْ جِدًّا. وَأَنْتَ يَا يَهْوَهُ، فَحَتَّى مَتَى؟ — مز ٦:٣.
حِينَ تَزِيدُ ٱلضُّغُوطُ، قَدْ يُسَيْطِرُ عَلَيْنَا ٱلْقَلَقُ. فَنُفَكِّرُ مَثَلًا: ‹هَلْ سَأَظَلُّ قَادِرًا أَنْ أُؤَمِّنَ حَاجَاتِي؟ مَاذَا لَوْ مَرِضْتُ وَغِبْتُ عَنِ ٱلْعَمَلِ، أَوْ حَتَّى خَسِرْتُ وَظِيفَتِي؟ هَلْ سَأَبْقَى أَمِينًا لِيَهْوَهَ فِي ٱلْمَوَاقِفِ ٱلصَّعْبَةِ؟ وَمَاذَا سَأَفْعَلُ حِينَ تُهَاجِمُ كُلُّ ٱلْحُكُومَاتِ شَعْبَ يَهْوَهَ؟›. وَلٰكِنْ هَلْ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَسَائِلَ كَهٰذِهِ؟ لَقَدْ أَوْصَانَا يَسُوعُ: «لَا تَقْلَقُوا بَعْدَ ٱلْآنَ». (مت ٦:٢٥) فَهَلْ أَرَادَ أَنْ لَا نَقْلَقَ أَبَدًا؟ طَبْعًا لَا. فَمَعْ أَنَّ بَعْضَ خُدَّامِ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَاضِي شَعَرُوا بِٱلْقَلَقِ، بَقِيَ يَهْوَهُ رَاضِيًا عَنْهُمْ. (١ مل ١٩:٤) إِذًا، مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ؟ كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ يُطَمِّنُنَا. فَهُوَ أَرَادَ أَنْ لَا نَقْلَقَ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ كَيْ لَا تَتَأَثَّرَ خِدْمَتُنَا. ب٢١/١ ص ٣ ف ٤-٥.
اَلْجُمْعَةُ ٢٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
رَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ هُوَ ٱلرَّجُلُ. — ١ كو ١١:٣.
اَلزَّوْجُ مَسْؤُولٌ أَمَامَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ عَنِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُعَامِلُ بِهَا زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ. (١ بط ٣:٧) وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلرَّأْسُ عَلَى كُلِّ أَوْلَادِهِ، يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَضَعَ لَهُمُ ٱلْقَوَاعِدَ وَيُلْزِمَهُمْ بِهَا. (اش ٣٣:٢٢) وَيَسُوعُ أَيْضًا، كَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ، يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَضَعَ لَنَا قَوَاعِدَ وَيُلْزِمَنَا بِهَا. (غل ٦:٢؛ كو ١:١٨-٢٠) وَمِثْلَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ، يَحِقُّ لِرَأْسِ ٱلْعَائِلَةِ أَنْ يَضَعَ ٱلْقَوَاعِدَ لِعَائِلَتِهِ. (رو ٧:٢؛ اف ٦:٤) لٰكِنَّ سُلْطَتَهُ لَهَا حُدُودٌ. فَٱلْقَوَاعِدُ ٱلَّتِي يَضَعُهَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُؤَسَّسَةً عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. (ام ٣:٥، ٦) وَلَا يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَضَعَ قَوَاعِدَ لِأَشْخَاصٍ خَارِجَ عَائِلَتِهِ. (رو ١٤:٤) وَحِينَ يَكْبُرُ أَوْلَادُهُ وَيُغَادِرُونَ ٱلْمَنْزِلَ، يَظَلُّونَ يَحْتَرِمُونَهُ لٰكِنَّهُمْ لَا يَعُودُونَ تَحْتَ رِئَاسَتِهِ. — مت ١٩:٥. ب٢١/٢ ص ٢-٣ ف ٣-٥.
اَلسَّبْتُ ٢٦ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لِنَعُلْ خَاصَّتَنَا. — ١ تي ٥:٨.
يُظْهِرُ رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَحَبَّةَ لِعَائِلَتِهِ حِينَ يُعِيلُهُمْ مَادِّيًّا. لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَكْفِي. فَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنْ يَهْتَمَّ بِهِمْ رُوحِيًّا. (مت ٥:٣) لَقَدْ حَرِصَ يَسُوعُ، وَهُوَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ، أَنْ يَهْتَمَّ أَحَدٌ بِأُمِّهِ مَرْيَمَ. فَرَغْمَ وَجَعِهِ ٱلشَّدِيدِ، فَكَّرَ فِيهَا وَطَلَبَ مِنَ ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا أَنْ يَهْتَمَّ بِهَا. (يو ١٩:٢٦، ٢٧) طَبْعًا، يَحْمِلُ رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ مَسْؤُولِيَّاتٍ كَثِيرَةً. فَعَلَيْهِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي عَمَلِهِ كَيْ يُمَجِّدَ يَهْوَهَ. (اف ٦:٥، ٦؛ تي ٢:٩، ١٠) وَإِذَا كَانَ شَيْخًا أَوْ خَادِمًا مُسَاعِدًا، يَجِبُ أَنْ يَهْتَمَّ بِٱلْإِخْوَةِ وَيَأْخُذَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلتَّبْشِيرِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، مُهِمٌّ أَنْ يَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱنْتِظَامٍ مَعْ زَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ عَائِلَتَهُ تُقَدِّرُ كَثِيرًا أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِهِمْ جَسَدِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَرُوحِيًّا. — اف ٥:٢٨، ٢٩؛ ٦:٤. ب٢١/١ ص ١٢ ف ١٥؛ ص ١٣ ف ١٧.
اَلْأَحَدُ ٢٧ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اَلزَّوْجَةُ ٱلْقَدِيرَةُ تَرْعَى شُؤُونَ أَهْلِ بَيْتِهَا. — ام ٣١:٢٧.
اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَصِفُ ٱلزَّوْجَةَ ٱلْقَدِيرَةَ بِأَنَّهَا تُشْرِفُ عَلَى بَيْتِهَا، تَبِيعُ وَتَشْتَرِي ٱلْأَرَاضِيَ، وَتَشْتَغِلُ بِٱلتِّجَارَةِ. (ام ٣١:١٥، ١٦، ١٨) إِذًا، لَا يَجِبُ أَنْ يَعْتَبِرَهَا ٱلزَّوْجُ عَبْدَةً لَا يَحِقُّ لَهَا أَنْ تُعْطِيَ رَأْيَهَا، بَلْ يَثِقُ بِهَا وَيُصْغِي لِأَفْكَارِهَا. (ام ٣١:١١، ٢٦) وَحِينَ يَحْتَرِمُهَا، يُسَهِّلُ عَلَيْهَا أَنْ تَخْضَعَ لَهُ. وَٱلزَّوْجَةُ ٱلْقَدِيرَةُ تَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ. صَحِيحٌ أَنَّهُ ذَكِيٌّ وَمَاهِرٌ، لٰكِنَّهُ لَا يَعْتَبِرُ أَنَّ ٱلْخُضُوعَ لِيَهْوَهَ يُقَلِّلُ مِنْ قِيمَتِهِ. (١ كو ١٥:٢٨؛ في ٢:٥، ٦) كَذٰلِكَ ٱلزَّوْجَةُ أَيْضًا لَا تَعْتَبِرُ أَنَّ ٱلْخُضُوعَ لِزَوْجِهَا يُقَلِّلُ مِنْ قِيمَتِهَا. بَلْ تَدْعَمُ زَوْجَهَا لِأَنَّهَا تُحِبُّهُ، وَٱلْأَهَمُّ لِأَنَّهَا تُحِبُّ يَهْوَهَ وَتَحْتَرِمُهُ. لٰكِنَّهَا لَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا إِذَا طَلَبَ مِنْهَا شَيْئًا يَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. ب٢١/٢ ص ١١ ف ١٤-١٥؛ ص ١٢ ف ١٩.
اَلْإِثْنَيْنُ ٢٨ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
اَلضِّيقُ يُنْتِجُ ٱحْتِمَالًا. — رو ٥:٣.
عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، تَحَمَّلَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلِٱضْطِهَادَ بِفَضْلِ مَحَبَّتِهِمْ لَهُ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَمَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْيَهُودِيَّةُ ٱلْعُلْيَا ٱلرُّسُلَ أَنْ لَا يُبَشِّرُوا. لٰكِنَّ مَحَبَّتَهُمْ لِيَهْوَهَ دَفَعَتْهُمْ أَنْ ‹يُطِيعُوهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسَ›. (اع ٥:٢٩؛ ١ يو ٥:٣) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، تُقَوِّي هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ إِخْوَتَنَا. فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ يَقِفُونَ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ حُكُومَاتٍ قَوِيَّةٍ وَقَاسِيَةٍ. فَبَدَلَ أَنْ تَضْعُفَ مَعْنَوِيَّاتُهُمْ، يَفْرَحُونَ وَيَعْتَبِرُونَ كُرْهَ ٱلْعَالَمِ شَرَفًا لَهُمْ. (اع ٥:٤١؛ رو ٥:٤، ٥) وَٱلْمُقَاوَمَةُ مِنَ ٱلْعَائِلَةِ هِيَ مِنْ أَصْعَبِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ. فَحِينَ نَبْدَأُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، قَدْ يَظُنُّ أَفْرَادُ عَائِلَتِنَا أَنَّنَا مَخْدُوعُونَ أَوْ حَتَّى فَقَدْنَا عَقْلَنَا. (قارن مرقس ٣:٢١.) لِذَا، قَدْ يُقَاوِمُونَنَا بِشِدَّةٍ. لٰكِنَّنَا لَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ. فَيَسُوعُ قَالَ: «يَكُونُ أَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». — مت ١٠:٣٦. ب٢١/٣ ص ٢١ ف ٦-٧.
اَلثُّلَاثَاءُ ٢٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ. — يع ١:١٩.
حِينَ تَحْضُرُ دَرْسًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱسْمَعْ جَيِّدًا حِينَ يَتَكَلَّمُ ٱلنَّاشِرُ مَعَ ٱلتِّلْمِيذِ. وَهٰكَذَا تَعْرِفُ مَتَى يَكُونُ مُنَاسِبًا أَنْ تُشَارِكَ. وَلٰكِنْ فَكِّرْ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ. فَلَا تَتَكَلَّمْ كَثِيرًا، تُقَاطِعِ ٱلْأَخَ ٱلَّذِي يُدِيرُ ٱلدَّرْسَ، أَوْ تُغَيِّرِ ٱلْمَوْضُوعَ. بَلْ قَدِّمْ تَعْلِيقًا مُخْتَصَرًا أَوْ مَثَلًا أَوْ سُؤَالًا لِتُوضِحَ ٱلنُّقْطَةَ. وَمَاذَا لَوْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ شَيْءٌ لِتَقُولَهُ؟ اِمْدَحِ ٱلتِّلْمِيذَ وَأَظْهِرْ أَنَّكَ تَهْتَمُّ بِهِ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ تُسَاعِدُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ. وَإِذَا كَانَ مُنَاسِبًا، فَأَخْبِرِ ٱلتِّلْمِيذَ كَيْفَ تَعَرَّفْتَ عَلَى ٱلْحَقِّ، تَغَلَّبْتَ عَلَى مُشْكِلَةٍ، أَوْ لَمَسْتَ دَعْمَ يَهْوَهَ. (مز ٧٨:٤، ٧) فَٱخْتِبَارُكَ قَدْ يُقَوِّي إِيمَانَهُ وَيُشَجِّعُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ وَيَعْتَمِدَ. ب٢١/٣ ص ١٠ ف ٩-١٠.
اَلْأَرْبِعَاءُ ٣٠ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر)
عَلِّمُوا أَشْخَاصًا مِنْ كُلِّ ٱلشُّعُوبِ لِيَصِيرُوا تَلَامِيذِي. — مت ٢٨:١٩.
بِفَضْلِ مَنْ نَنْجَحُ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ أَجَابَ بُولُسُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ حِينَ قَالَ عَنْ جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ: «أَنَا غَرَسْتُ، وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لٰكِنَّ ٱللّٰهَ كَانَ يُنْمِي. فَلَيْسَ ٱلْغَارِسُ شَيْئًا وَلَا ٱلسَّاقِي، بَلِ ٱللّٰهُ ٱلَّذِي يُنْمِي». (١ كو ٣:٦، ٧) وَمِثْلَ بُولُسَ، لِنُعْطِ نَحْنُ أَيْضًا ٱلْفَضْلَ لِيَهْوَهَ فِي كُلِّ مَا نُنْجِزُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِٱمْتِيَازِ ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْمَلَائِكَةِ؟ (٢ كو ٦:١) حِينَ نُحَاوِلُ أَنْ نُوصِلَ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ إِلَى كُلِّ شَخْصٍ نَلْتَقِيهِ. وَيَجِبُ أَنْ لَا نَكْتَفِيَ بِزَرْعِ بُذُورِ ٱلْحَقِّ بَلْ أَنْ نَسْقِيَهَا أَيْضًا. فَحِينَ يَهْتَمُّ شَخْصٌ بِرِسَالَتِنَا، نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَزُورَهُ مِنْ جَدِيدٍ وَنَدْرُسَ مَعَهُ. وَفِيمَا يَتَقَدَّمُ، نَفْرَحُ حِينَ نَرَى كَيْفَ يُحَرِّكُ يَهْوَهُ قَلْبَهُ وَيُسَاعِدُهُ أَنْ يُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ. ب٢٠/٥ ص ٣٠ ف ١٤، ١٦-١٨.