آب (أغسطس)
الثلاثاء ١ آب (أغسطس)
يا أبي، اغفِرْ لهُم. — لو ٢٣:٣٤.
على الأرجَح، كانَ يَسُوع يُشيرُ هُنا إلى الجُنودِ الرُّومَانِ الَّذينَ دقُّوا المَساميرَ في يَدَيهِ ورِجلَيه. فرَغمَ كُلِّ الظُّلم، لم يُصبِحْ شَخصًا غاضِبًا وحاقِدًا. (١ بط ٢:٢٣) مثلَ يَسُوع، يلزَمُ أن نُسامِحَ الآخَرين. (كو ٣:١٣) فبَعضُ النَّاس، بِمَن فيهِم أقرِباؤُنا، قد يُقاوِمونَنا لِأنَّهُم لا يفهَمونَ مُعتَقَداتِنا أو طَريقَةَ حَياتِنا. فينشُرونَ أكاذيبَ عنَّا، يُهينونَنا أمامَ الآخَرين، يُمَزِّقونَ مَطبوعاتِنا، أو يُهَدِّدونَ بِأن يُؤْذونا. ولكنْ بَدَلَ أن نغضَبَ مِنهُم ونحقِدَ علَيهِم، لِنطلُبْ مِن يَهْوَه أن يفتَحَ عُيونَهُم كي يقبَلوا الحَقّ. (مت ٥:٤٤، ٤٥) أحيانًا، يصعُبُ علَينا أن نُسامِحَ الآخَرين، خُصوصًا إذا ظلَمونا كَثيرًا. ولكنْ لَو سمَحنا لِلغَضَبِ والحِقدِ أن يُعَشِّشا في قَلبِنا، نُؤْذي أنفُسَنا. (مز ٣٧:٨) فحينَ نُسامِحُ أحَدًا، نُقَرِّرُ أن لا نظَلَّ غاضِبينَ مِنهُ أو نحقِدَ علَيه. — اف ٤:٣١، ٣٢. ب٢١/٤ ص ٨-٩ ف ٣-٤.
الأربعاء ٢ آب (أغسطس)
كم آلَموه! — مز ٧٨:٤٠.
هل فُصِلَ شَخصٌ تُحِبُّهُ عنِ الجَماعَة؟ لا شَكَّ أنَّ هذا كسَرَ قَلبَك. تخَيَّلْ إذًا كم تضايَقَ يَهْوَه حينَ رفَضَهُ بَعضُ أبنائِهِ المَلائِكَة. (يه ٦) وفكِّرْ كم تألَّمَ حينَ تمَرَّدَ علَيهِ شَعبُهُ مَرَّةً بَعدَ أُخرى. (مز ٧٨:٤١) لِذا حينَ يترُكُ الحَقَّ شَخصٌ عَزيزٌ علَيك، تأكَّدْ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ يتَألَّمُ أيضًا. وهو يشعُرُ بِحُزنِك، وسَيُعطيكَ الدَّعمَ والتَّشجيع. فعِندَما يترُكُ أحَدُ الأولادِ الحَقّ، غالِبًا ما يتَساءَلُ والِداه: ‹هل قصَّرنا معَهُ في شَيء؟›. يُخبِرُ أحدُ الإخوَة: «لُمتُ نَفْسي كَثيرًا، حتَّى إنِّي صِرتُ أرى كَوابيس». وهذا ما شعَرَت بهِ أُختٌ أيضًا. فحينَ فُصِلَ ابْنُها، أحَسَّت أنَّ الحَقَّ علَيها وظلَّت تُفَكِّر: «بِماذا أخطَأْت؟ كَيفَ فشِلتُ في زَرعِ الحَقِّ في قَلبِه؟». ب٢١/٩ ص ٢٦ ف ١-٢، ٤.
الخميس ٣ آب (أغسطس)
أدرَكوا أنَّهُما غَيرُ مُتَعَلِّمَينِ وعامِّيَّان. — اع ٤:١٣.
بِما أنَّنا لم نتَخَرَّجْ مِن مَدارِسِ اللَّاهوت، يعتَبِرُنا كَثيرونَ غَيرَ مُؤَهَّلينَ لِنُعَلِّمَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. ولكنْ مِنَ الضَّروريِّ أن يبحَثوا عنِ الحَقيقَة. هذا ما فعَلَهُ كاتِبُ الإنجيلِ لُوقَا. فقدْ عمِلَ جُهدَهُ كَي يتَأكَّدَ مِن كُلِّ المَعلومات، ويُساعِدَ قُرَّاءَهُ أن يعرِفوا الحَقيقَةَ عن يَسُوع. (لو ١:١-٤) بِشَكلٍ مُماثِل، حينَ سمِعَ اليَهُودُ في بِيرِيَة الأخبارَ الحُلوَة، بحَثوا في الأسفارِ العِبْرَانِيَّة لِيتَأكَّدوا ممَّا سمِعوه. (اع ١٧:١١) فلِمَ لا تتَمَثَّلُ بهِم؟ قارِنْ ما تتَعَلَّمُهُ مِن شُهودِ يَهْوَه بما يقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّس. وادرُسْ أيضًا تاريخَ شُهودِ يَهْوَه. فإذا قُمتَ بِبَعضِ «التَّحَرِّيات»، فلن يُعمِيَكَ التَّحَيُّزُ والإشاعات. ب٢١/٥ ص ٣ ف ٧-٨.
الجمعة ٤ آب (أغسطس)
كُونُوا مُتَّسِعِين. — ٢ كو ٦:١٣.
هل هُناك شَخصٌ في جَماعَتِكَ يحتاجُ أن تُمضِيَ الوَقتَ معه؟ أحيانًا، يحتاجُ الإخوَةُ أن نكونَ معهُم في أوقاتٍ مُعَيَّنَة مِنَ السَّنَة. مَثَلًا، يستَصعِبُ البَعضُ خِلالَ الأعيادِ أن يكونوا مع أفرادِ عائِلَتِهِمِ الَّذينَ لَيسوا في الحَقّ. ويَشعُرُ آخَرونَ بِحُزنٍ شَديدٍ في ذِكرى مَوتِ شَخصٍ يُحِبُّونَهُ. وحينَ نعرِضُ علَيْهِم أن نُمضِيَ الوَقتَ معهُم، نُظهِرُ أنَّنا نهتَمُّ بِهِمِ «اهتِمامًا صادِقًا». (في ٢:٢٠) وقد نشعُرُ بِالوَحدَةِ لِأسبابٍ عَديدَة. لكنْ لا ننسَ أبَدًا أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ ما نشعُرُ به. وفي أغلَبِيَّةِ الأوقات، يُساعِدُنا بِمَحَبَّةٍ مِن خِلالِ إخوَتِنا. (مت ١٢:٤٨-٥٠) ونَحنُ نُظهِرُ تَقديرَنا لَهُ عِندَما نُساعِدُ الإخوَةَ بِدَورِنا. إذًا حينَ نشعُرُ بِالوَحدَةِ، لِنتَذَكَّرْ أنَّنا لَسنا وَحدَنا، فيَهْوَه دائِمًا معنا. ب٢١/٦ ص ١٣ ف ١٨-٢٠.
السبت ٥ آب (أغسطس)
حافِظوا على سُلوكِكُمُ الجَيِّدِ بَينَ النَّاس. وهكَذا حينَ يَتَّهِمونَكُم بِفِعلِ الخَطَإ، يَرَوْنَ بِعُيونِهِم أعمالَكُمُ الجَيِّدَة، وبِالنَّتيجَةِ يُمَجِّدونَ اللّٰه. — ١ بط ٢:١٢.
مع أنَّ البَعضَ لم يهتَمُّوا بِرِسالَةِ يَسُوع، ظلَّ يُبَشِّرُ بِفَرَح. فقدْ عرَفَ كم يحتاجُ النَّاسُ أن يتَعَلَّموا الحَقّ. وأرادَ أن يُساعِدَ أكبَرَ عَدَدٍ مِنهُم. كما عرَفَ أنَّ البَعضَ سيَقبَلونَ رِسالَتَهُ لاحِقًا. فكِّرْ مَثَلًا في عائِلَتِه. فطَوالَ الثَّلاثِ سِنينَ والنِّصفِ الَّتي خدَمَ فيها، لم يُؤْمِنْ بهِ ولا واحِدٌ مِن إخوَتِه. (يو ٧:٥) لكنَّهُم آمَنوا بهِ بَعدَ قِيامَتِه. (اع ١:١٤) تذَكَّرْ إذًا أنَّنا لا نعرِفُ مَن سيقبَلُ الحَقَّ في النِّهايَة. كما أنَّ البَعضَ يأخُذونَ وَقتًا أطوَلَ مِن غَيرِهِم. وحتَّى الَّذينَ لا يسمَعونَنا الآن، يرَونَ سُلوكَنا الجَيِّدَ ومَوقِفَنا الإيجابِيّ. وهذا قد يدفَعُهُم أن ‹يُمَجِّدوا اللّٰهَ› لاحِقًا. ب٢١/٥ ص ١٨ ف ١٧-١٨.
الأحد ٦ آب (أغسطس)
فيما أنتُم ذاهِبون، بَشِّروا وقولوا: «مَملَكَةُ السَّمواتِ اقتَرَبَت». — مت ١٠:٧.
حينَ كانَ يَسُوع على الأرض، أوْصى أتباعَهُ أن يقوموا بِعَمَلٍ مُؤَلَّفٍ مِن جُزءَين. طلَبَ مِنهُم أن يُبَشِّروا بِالأخبارِ الحُلوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه. وقدْ أظهَرَ لهُم كَيفَ يقومونَ بِذلِك. (لو ٨:١) فهو مَثَلًا حضَّرَهُم لِرُدودِ النَّاسِ الإيجابِيَّة والسَّلبِيَّة. (لو ٩:٢-٥) كما قالَ لهُم إنَّهُم سيُعطونَ «شَهادَةً لِجَميعِ الأُمَم»، وبِالتَّالي سيُبَشِّرونَ أشخاصًا كَثيرينَ في مَناطِقَ عَديدَة. (مت ٢٤:١٤؛ اع ١:٨) أيضًا، طلَبَ يَسُوع مِن أتباعِهِ أن يُعَلِّموا النَّاسَ أن يُطيعوا كُلَّ ما أوْصاهُم به. وَأوْضَحَ أنَّ هذا العَمَلَ سيستَمِرُّ «إلى أن تَأتِيَ نِهايَةُ العالَم». (مت ٢٨:١٨-٢٠) ولاحِقًا حينَ أعطى الرُّؤْيا لِيُوحَنَّا، أوْضَحَ أنَّ كُلَّ تَلاميذِهِ يلزَمُ أن يُعَلِّموا الآخَرينَ عن يَهْوَه. — رؤ ٢٢:١٧. ب٢١/٧ ص ٢-٣ ف ٣-٤.
الإثنين ٧ آب (أغسطس)
لا نَكُنْ مَغرورين، ولا نَتَنافَسْ أو نَحسُدْ بَعضُنا بَعضًا. — غل ٥:٢٦.
في العالَمِ اليَومَ تنتَشِرُ المُنافَسَةُ والأنانِيَّةُ بَينَ النَّاس. مَثَلًا، قد يدوسُ رَجُلُ أعمالٍ على مُنافِسيهِ لِيَصيرَ في المُقَدِّمَة. وفي الرِّياضَة، قد يُؤْذي لاعِبٌ لاعِبًا آخَرَ لِيَفوزَ بِالمُباراة. وكَثيرًا ما يغُشُّ التَّلاميذُ في الامتِحاناتِ لِيَدخُلوا إلى جامِعَةٍ مُهِمَّة. طَبعًا، نَحنُ نعرِفُ أنَّ هذِهِ التَّصَرُّفاتِ خاطِئَة، فهي مِن «أعمالِ الجَسَد». (غل ٥:١٩-٢١) ولكنْ هل يُمكِنُ أن نُنافِسَ الإخوَة، أو ندفَعَهُم أن يُنافِسونا، دونَ أن ندري؟ مُهِمٌّ جِدًّا أن نعرِفَ الجَوابَ لِأنَّ المُنافَسَةَ تُؤَثِّرُ على وَحدَةِ الجَماعَة. وجَيِّدٌ أن نتَعَلَّمَ مِن أشخاصٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ لم يسمَحوا لِلمُنافَسَةِ أن تُؤَثِّرَ علَيهِم. ب٢١/٧ ص ١٤ ف ١-٢.
الثلاثاء ٨ آب (أغسطس)
سَعيدٌ هوَ الَّذي يَعتَني بِالمِسكين؛ في يَومِ المُصيبَةِ سيُنَجِّيهِ يَهْوَه. — مز ٤١:١.
الوَلاءُ يدفَعُنا أن نُساعِدَ المُتَضايِقين. واليَوم، يسعى إخوَةٌ كَثيرونَ لِيُساعِدوا الإخوَةَ المُتَضايِقينَ واليائِسينَ في الجَماعَة. وهذا لِأنَّهُم يُحِبُّونَ إخوَتَهُم كَثيرًا، ويُريدونَ مِن كُلِّ قَلبِهِم أن يفعَلوا أيَّ شَيءٍ لِمُساعَدَتِهِم. (ام ١٢:٢٥؛ ٢٤:١٠) وهكَذا يُطَبِّقونَ نَصيحَةَ بُولُس: «عزُّوا النُّفوسَ المُكتَئِبَة، ادعَموا الضُّعَفاء، تحَلَّوا بِطولِ الأناةِ نَحوَ الجَميع». (١ تس ٥:١٤) وفي أغلَبِ الحالات، أفضَلُ طَريقَةٍ لِنُساعِدَ إخوَتَنا اليائِسينَ هي أن نسمَعَهُم ونُؤَكِّدَ لهُم أنَّنا نُحِبُّهُم. ويَهْوَه يُلاحِظُ اهتِمامَنا بِخِرافِهِ الغالِيَة ويُقَدِّرُهُ كَثيرًا. تقولُ الأمْثَال ١٩:١٧: «مَن يتَحَنَّنُ على المِسكينِ يُقرِضُ يَهْوَه، وعن صَنيعِهِ يُجازيه». ب٢١/١١ ص ١٠ ف ١١-١٢.
الأربعاء ٩ آب (أغسطس)
ذوقوا وانظُروا ما أطيَبَ يَهْوَه. سَعيدٌ هوَ الَّذي يَحتَمي به. — مز ٣٤:٨.
كَيفَ نستَعِدُّ الآنَ لِما ينتَظِرُنا؟ يلزَمُ أن نقنَعَ بِما لَدَينا، ونعتَبِرَ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه أهَمَّ شَيءٍ في حَياتِنا. وكُلَّما تعَلَّمنا أكثَرَ عن يَهْوَه، زادَت ثِقَتُنا أنَّهُ قادِرٌ أن يحمِيَنا خِلالَ هُجومِ جُوج المَاجُوجِيّ. تُظهِرُ كَلِماتُ آيَةِ اليَومِ لماذا وثِقَ دَاوُد أنَّ يَهْوَه سيَدعَمُه. فكَثيرًا ما اتَّكَلَ على يَهْوَه، ويَهْوَه لم يُخَيِّبْ أمَلَهُ ولا مَرَّة. مَثَلًا، حينَ كانَ دَاوُد صَبِيًّا صَغيرًا، واجَهَ العِملاقَ الفِلِسْطِيَّ جُلْيَات وقالَ له: «في هذا اليَومِ يُسَلِّمُكَ يَهْوَه إلى يَدي». (١ صم ١٧:٤٦) ولاحِقًا، خدَمَ دَاوُد المَلِكَ شَاوُل الَّذي حاوَلَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ أن يقتُلَه، لكنَّ «يَهْوَه كانَ مع» دَاوُد. (١ صم ١٨:١٢) وكُلَّما رأى دَاوُد كَيفَ يساعِدُهُ يَهْوَه، زادَت ثِقَتُهُ بِأنَّهُ سيَظَلُّ إلى جانِبِه. ب٢٢/١ ص ٦ ف ١٤-١٥.
الخميس ١٠ آب (أغسطس)
هتَفَ جَميعُ بَني اللّٰهِ مُبتَهِجين. — اي ٣٨:٧.
يأخُذُ يَهْوَه وَقتَهُ لِيُتَمِّمَ أيَّ عَمَلٍ يقومُ به. وهو يفعَلُ ذلِكَ لِتمجيدِ اسْمِهِ ولِمصلَحَةِ الآخَرين. فكِّرْ مَثَلًا كَيفَ جهَّزَ الأرضَ تَدريجِيًّا لِيَعيشَ علَيها البَشَر. فحينَ يصِفُ الكِتابُ المُقَدَّسُ ذلِك، يقولُ إنَّهُ حدَّدَ «مَقاييسَها» وأسَّسَ «قَواعِدَها» ووَضَعَ «حَجَرَ زاوِيَتِها». (اي ٣٨:٥، ٦) حتَّى إنَّهُ أخَذَ وَقتًا لِيتَأمَّلَ في ما عمِلَه. (تك ١:١٠، ١٢) وتخَيَّلْ كَيفَ شعَرَ المَلائِكَةُ كُلَّما خلَقَ يَهْوَه شَيئًا جَديدًا. لا شَكَّ أنَّهُم كانوا مُتَحَمِّسينَ جِدًّا. ففي إحدى المَرَّات، ‹هتَفوا مُبتَهِجين›. فماذا نتَعَلَّم؟ أخَذَ يَهْوَه آلافَ السِّنينَ لِيَخلُقَ بِتَأنٍّ الأرضَ والنُّجومَ والكائِناتِ الحَيَّة. ولكنْ حينَ تأمَّلَ في كُلِّ ما عمِلَه، رأى أنَّهُ «جَيِّدٌ جِدًّا». — تك ١:٣١. ب٢١/٨ ص ٩ ف ٦-٧.
الجمعة ١١ آب (أغسطس)
أحسَنتَ أيُّها العَبدُ الصَّالِحُ والأمين! — مت ٢٥:٢٣.
تحَدَّثَ يَسُوع في أحَدِ أمثالِهِ عن رَجُلٍ أرادَ أن يُسافِر. فاستَدعى عَبيدَهُ وأعطاهُم وَزناتٍ لِيُتاجِروا بها. وقدْ أعطى كُلَّ واحِدٍ مِنهُم بِحَسَبِ قُدرَتِه: العَبدَ الأوَّلَ خَمسَ وَزنات، الثَّانيَ وَزنَتَين، والثَّالِثَ وَزنَة. فعمِلَ العَبدانِ الأوَّلُ والثَّاني بِاجتِهادٍ لِيَربَحا المالَ لِسَيِّدِهِما. أمَّا العَبدُ الثَّالِث، فلَم يفعَلْ شَيئًا. وبِالنَّتيجَة، طرَدَهُ السَّيِّدُ مِن عَمَلِه. فالعَبدانِ الأوَّلُ والثَّاني قدَّرا المَسؤولِيَّةَ الَّتي أُعطِيَت لهُما، واجتَهَدا في خِدمَةِ سَيِّدِهِما. وبِالنَّتيجَة، ضاعَفا ما أعطاهُما إيَّاهُ سَيِّدُهُما. فكافَأَهُما كِلَيهِما على اجتِهادِهِما وشَطارَتِهِما. ولم يمدَحْهُما فَقَط، بل أعطاهُما أيضًا مَسؤولِيَّاتٍ إضافِيَّة. ب٢١/٨ ص ٢١ ف ٧؛ ص ٢٢ ف ٩-١٠.
السبت ١٢ آب (أغسطس)
سأُزَلزِلُ مَرَّةً أُخْرى السَّماءَ والأرض. — حج ٢:٦.
يصبِرُ يَهْوَه كَثيرًا خِلالَ هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة. فهو لا يرغَبُ أن يهلَكَ أحَد. (٢ بط ٣:٩) لِذا يُعطي الجَميعَ فُرصَةً لِيَتوبوا. ولكنْ لِنتَذَكَّرْ أنَّ صَبرَهُ لهُ حُدود. والَّذينَ يرفُضونَ هذِهِ الفُرصَةَ سيَحصُلُ لهُم مِثلَما حصَلَ لِفِرْعَوْن أيَّامَ مُوسَى. فقدْ قالَ لهُ يَهْوَه: «أنا كُنتُ قادِرًا أن أمُدَّ يَدي وأضرِبَكَ أنتَ وشَعبَكَ بِمَرَضٍ مُميتٍ لِتُمْحى مِنَ الأرض. لكنِّي لِهذا السَّبَبِ أبْقَيْتُكَ حَيًّا: لِكَي أُرِيَكَ قُدرَتي ولِكَي يُعلَنَ اسْمي في كُلِّ الأرض». (خر ٩:١٥، ١٦) ففي النِّهايَة، ستعرِفُ كُلُّ الأُمَمِ أنَّ يَهْوَه هوَ الإلهُ الحَقيقِيُّ الوَحيد. (حز ٣٨:٢٣) والزَّلزَلَةُ المَذكورَة في آيَةِ اليَومِ ستُدَمِّرُ نِهائِيًّا الَّذينَ يرفُضونَ مِثلَ فِرْعَوْن حَقَّ يَهْوَه في الحُكم. ب٢١/٩ ص ١٨-١٩ ف ١٧-١٨.
الأحد ١٣ آب (أغسطس)
إفرَحوا معَ الفَرِحين، وابكوا معَ الباكين. — رو ١٢:١٥.
هل تتَألَّمُ لِأنَّ أحَدًا تُحِبُّهُ فُصِلَ عنِ الجَماعَة؟ وماذا لَو قالَ لكَ أحَدُ الإخوَةِ شَيئًا ضايَقَكَ أكثَر؟ لَيسَ مَنطِقِيًّا أن تتَوَقَّعَ مِن إخوَتِكَ أن يقولوا دائِمًا الشَّيءَ الصَّحيح. (يع ٣:٢) فنَحنُ جَميعًا ناقِصون. وأحيانًا لا نعرِفُ ماذا نقول، أو حتَّى نجرَحُ الآخَرينَ بِكَلامِنا دونَ قَصد. لِذا تذَكَّرْ نَصيحَةَ بُولُس: «إستَمِرُّوا مُتَحَمِّلينَ بَعضُكُم بَعضًا ومُسامِحينَ بَعضُكُم بَعضًا إن كانَ لِأحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي». (كو ٣:١٣) فضلًا عن ذلِك، علَينا أن نستَمِرَّ في دَعمِ عائِلَةِ المَفصول. فهُم يحتاجونَ إلى الكَثيرِ مِنَ المَحَبَّةِ والتَّشجيع. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) في بَعضِ الأحيان، تشعُرُ عائِلَةُ المَفصولِ أنَّ أفرادَ الجَماعَةِ يتَجَنَّبونَهُم هُم أيضًا. ونَحنُ لا نُريدُ أبَدًا أن يشعُروا بِهذِهِ الطَّريقَة. ولْنتَذَكَّرْ أنَّ الشَّبابَ خُصوصًا يحتاجونَ إلى المَدحِ والتَّشجيعِ إذا كانَ أحَدُ والِدَيهِم مَفصولًا. ب٢١/٩ ص ٢٩ ف ١٣-١٤؛ ص ٣٠ ف ١٦.
الإثنين ١٤ آب (أغسطس)
الحَكيمُ يسمَعُ فيَزدادُ عِلمًا. — ام ١:٥.
عِندَما تتَحَدَّثُ مع أخٍ مُسِنّ، تستَفيدانِ كِلاكُما. (رو ١:١٢) فأنتَ ستزيدُ ثِقَتَكَ بِأنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِخُدَّامِه. والأخُ المُسِنُّ سيَشعُرُ بِأنَّكَ تُقَدِّرُ قيمَتَه، وسَيفرَحُ بِأن يُخبِرَكَ كَيفَ بارَكَهُ يَهْوَه. صَحيحٌ أَنَّ الجَمالَ الخارِجِيَّ يزولُ مع مُرورِ السِّنين، غَيرَ أنَّ خُدَّامَ يَهْوَه المُسِنِّينَ يزدادونَ جَمالًا في عَينَيهِ كُلَّ سَنَة. (١ تس ١:٢، ٣) لِماذا؟ لِأنَّهُم يسمَحونَ لِروحِهِ بِأن يُدَرِّبَهُم ويُحَسِّنَ صِفاتِهِم. وكُلَّما تعَرَّفنا علَيهِم وقدَّرناهُم وتعَلَّمنا مِنهُم، ازدادوا جَمالًا في عُيونِنا نَحنُ أيضًا. لكنْ كَي تقوى الوَحدَةُ في الجَماعَة، لا يكفي أن يُظهِرَ الإخوَةُ الأصغَرُ سِنًّا التَّقديرَ لِلمُسِنِّين. فعلى الإخوَةِ المُسِنِّينَ أيضًا أن يُقَدِّروا الأصغَرَ سِنًّا. ب٢١/٩ ص ٧ ف ١٥-١٨.
الثلاثاء ١٥ آب (أغسطس)
لا تَحكُموا على أحَدٍ كَي لا يُحكَمَ علَيكُم. فبِالطَّريقَةِ الَّتي تَحكُمونَ بها على الآخَرينَ سيُحكَمُ علَيكُم. — مت ٧:١، ٢.
يجِبُ أن نَعمَلَ جُهدَنا كَي لا نكونَ قُساة، بل ‹أغنِياءَ بِالرَّحمَةِ› مِثلَ إلهِنا. (اف ٢:٤) لكنْ كَي نكونَ رُحَماء، لا يكفي أن نُشفِقَ على الآخَرين. فالرَّحمَةُ تدفَعُنا أن نُساعِدَهُم أيضًا. لِذا علَينا أن ننتَبِهَ لِحاجاتِ عائِلَتِنا، جَماعَتِنا، والنَّاسِ حَولَنا. فلا شَكَّ أنَّ هُناكَ فُرَصًا كَثيرَة لِنُظهِرَ لهُمُ الرَّحمَة. مَثَلًا، هل تعرِفُ شَخصًا يحتاجُ إلى تَعزِيَة؟ هل تقدِرُ أن تُحَضِّرَ لِأحدٍ وَجبَةَ طَعامٍ أو تُظهِرَ لَهُ اهتِمامَكَ بِطَريقَةٍ أُخرى؟ هل تعرِفُ مَسيحِيًّا أُعيدَ إلى الجَماعَةِ يحتاجُ إلى أصدِقاءَ يُشَجِّعونَه؟ وهل تبحَثُ عن فُرَصٍ لِتُبَشِّرَ النَّاسَ وتُعطِيَهُم أمَلًا؟ (اي ٢٩:١٢، ١٣؛ رو ١٠:١٤، ١٥؛ يع ١:٢٧) فحينَ ننتَبِهُ لِحاجاتِ الآخَرين، نجِدُ فُرَصًا كَثيرَة لِنُظهِرَ الرَّحمَة. وحينَ نستَغِلُّ هذِهِ الفُرَص، نُفَرِّحُ جِدًّا أبانا السَّماوِيّ، الإلهَ «الغَنِيَّ بِالرَّحمَة». ب٢١/١٠ ص ١٣ ف ٢٠-٢٢.
الأربعاء ١٦ آب (أغسطس)
يَهْوَه راعِيَّ، فلن يَنقُصَني شَيء. — مز ٢٣:١.
في المَزْمُور ٢٣، يُعَدِّدُ دَاوُد أشياءَ هي فِعلًا مُهِمَّة: البَرَكاتِ الرُّوحِيَّة الَّتي ينالُها لِأنَّهُ يعتَبِرُ يَهْوَه راعِيَه. فيَهْوَه ‹يقودُهُ› في طَريقِ الاستِقامَة، ويَدعَمُهُ بِوَلاءٍ في الأوْقاتِ الحُلوَة والمُرَّة. لكنَّ دَاوُد يعتَرِفُ أيضًا أنَّ حَياتَهُ في ‹مَراعي يَهْوَه الخَضراء› لَيسَت بِلا مَشاكِل. فأحيانًا، تسوَدُّ الدُّنيا في وَجهِهِ وكَأنَّهُ يمشي في وادي الظَّلامِ الشَّديد. كما أنَّهُ يتَعَرَّضُ لِمُضايَقاتٍ مِنَ الأعداء. ولكنْ ما دامَ يَهْوَه راعِيَه، فلا يخافُ مِن أيِّ أذًى. إذًا، بِأيِّ مَعنًى لم ينقُصْ دَاوُد «شَيء»؟ كانَ لَدَيهِ كُلُّ ما يحتاجُهُ مِنَ النَّاحِيَةِ الرُّوحِيَّة. فسَعادَتُهُ لم تكُنْ مُرتَبِطَةً بِالأُمورِ المادِّيَّة، بل كانَ راضِيًا بِما نالَهُ مِن يَهْوَه. وأهَمُّ بَرَكَةٍ في نَظَرِهِ هي حِمايَةُ يَهْوَه له. لا شَكَّ أنَّنا نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا مِن كَلِماتِ دَاوُد. فيَلزَمُ أن ننظُرَ إلى المُمتَلَكاتِ بِطَريقَةٍ صَحيحَة. ب٢٢/١ ص ٣-٤ ف ٥-٧.
الخميس ١٧ آب (أغسطس)
كُلُّ واحِدٍ سيَنالُ مُكافَأتَهُ بِحَسَبِ كَدِّه. — ١ كو ٣:٨.
على مَرِّ التَّاريخ، بشَّرَ خُدَّامٌ كَثيرونَ لِيَهْوَه أشخاصًا لم يسمَعوا لهُم. نُوح مَثَلًا، «بَشَّرَ بِالطَّريقِ الصَّحيحِ» لِعَشَراتِ السِّنينَ على الأرجَح. (٢ بط ٢:٥) ولا شَكَّ أنَّهُ تمَنَّى أن يقبَلَ النَّاسُ رِسالَتَه. لكنَّ يَهْوَه لم يُخبِرْهُ أنَّ هذا سيَحدُث. بل قالَ لهُ حينَ أوصاهُ أن يبنِيَ الفُلك: «أُدخُلْ إلى الفُلكِ أنتَ وأبناؤُكَ وزَوجَتُكَ وزَوجاتُ أبنائِك». (تك ٦:١٨) أيضًا، رُبَّما فهِمَ نُوح مِن قِياساتِ الفُلكِ أنَّ أغلَبَ النَّاسِ لن يسمَعوا له. (تك ٦:١٥) وبِالفِعل، لم يسمَعْ لهُ ولا واحِدٌ مِن ذلِكَ العالَمِ العَنيف. (تك ٧:٧) فهلِ اعتَبَرَهُ يَهْوَه فاشِلًا؟ بِالعَكس، كانَ نُوح في نَظَرِهِ مُبَشِّرًا ناجِحًا لِأنَّهُ عمِلَ بِالضَّبطِ كُلَّ ما أمَرَهُ به. — تك ٦:٢٢. ب٢١/١٠ ص ٢٦ ف ١٠-١١.
الجمعة ١٨ آب (أغسطس)
كانَ لَدَيَّ كُلُّ شَيءٍ عِندَما ذَهَبْت، لكنَّ يَهْوَه أرجَعَني ويَدايَ فارِغَتان. — را ١:٢١.
تخَيَّلْ كَيفَ أثَّرَت هذِهِ الكَلِماتُ على رَاعُوث الواقِفَة بِجانِبِ نُعْمِي. فهي ضحَّت كَثيرًا مِن أجلِها: بكَت معها، عزَّتها، ومشَت معها لِأيَّامٍ خِلالَ رِحلَتِهِما الطَّويلَة. فكَيفَ تقولُ نُعْمِي الآن: «يَهْوَه أرجَعَني ويَدايَ فارِغَتان»؟! هذِهِ الكَلِماتُ شطَبَت كُلَّ التَّضحِياتِ الَّتي قامَت بها رَاعُوث. ولا شَكَّ أنَّها جرَحَتها كَثيرًا. مع ذلِك، لم تترُكْ رَاعُوث حَماتَها نُعْمِي. (را ١:٣-١٨) اليَومَ أيضًا، قد تجرَحُنا أُختٌ مُتَضايِقَة بِكَلامِها، رَغمَ كُلِّ جُهودِنا لِمُساعَدَتِها. ولكنْ لا يجِبُ أن نأخُذَ على خاطِرِنا. بل يلزَمُ أن نبقى إلى جانِبِ أُختِنا المُتَضايِقَة، ونطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَنا كَي نجِدَ طَريقَةً لِنُشَجِّعَها. (ام ١٧:١٧) وقد ترفُضُ أُختٌ يائِسَة مُساعَدَتَنا في البِدايَة. لكنَّ الوَلاءَ سيَدفَعُنا أن نعمَلَ كُلَّ جُهدِنا كَي نقِفَ إلى جانِبِها. — غل ٦:٢. ب٢١/١١ ص ١١ ف ١٧-١٩.
السبت ١٩ آب (أغسطس)
صيروا قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِكُم. — ١ بط ١:١٥.
في الكِتابِ المُقَدَّس، تعني «القَداسَةُ» طَهارَةَ الأخلاقِ والعِبادَة. كما تعني أن يكونَ الشَّخصُ أوِ الشَّيءُ مُخَصَّصًا لِخِدمَةِ اللّٰه. بِكَلِماتٍ أُخرى، الشَّخصُ القُدُّوسُ هو شَخصٌ طاهِرٌ أخلاقِيًّا، يعبُدُ اللّٰهَ بِطَريقَةٍ تُرضيه، ولَدَيهِ عَلاقَةٌ قَوِيَّة به. ولا شَكَّ أنَّهُ امتِيازٌ عَظيمٌ جِدًّا أن يقبَلَ إلهُنا القُدُّوسُ أن نكونَ أصدِقاءَه، مع أنَّنا ناقِصون. ويَزيدُ تَقديرُنا لِهذا الامتِيازِ حينَ نرى ماذا يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن قَداسَةِ يَهْوَه. فيَهْوَه قُدُّوسٌ وطاهِرٌ مِن كُلِّ النَّواحي. لاحِظْ كَيفَ شدَّدَ السَّرَافِيم، وهُم مَلائِكَةٌ قَريبونَ مِن عَرشِ اللّٰه، على هذِهِ الفِكرَة. قالوا: «قُدُّوس، قُدُّوس، قُدُّوسٌ يَهْوَه الجُنود». (اش ٦:٣) طَبعًا، يجِبُ أن يكونَ المَلائِكَةُ أنفُسُهُم قُدُّوسينَ لِيَتَمَتَّعوا بِعَلاقَةٍ قَوِيَّة مع إلهِنا القُدُّوس. وهُم كَذلِكَ بِالفِعل. ب٢١/١٢ ص ٣ ف ٤-٥.
الأحد ٢٠ آب (أغسطس)
إنتَبِهوا بِدِقَّةٍ كَيفَ تسيرون، لا كجُهَلاءَ بل كحُكَماء، مُشتَرينَ لِأنفُسِكُم كُلَّ وَقتٍ مُؤَاتٍ. — اف ٥:١٥، ١٦.
غالِبًا ما يُفَكِّرُ الشَّبابُ في مُستَقبَلِهِم، ويَكونونَ تَحتَ ضَغطٍ لِيَأخُذوا قَراراتٍ مُهِمَّة. فمِن جِهَة، يُشَجِّعُهُم أساتِذَتُهُم وأقرِباؤهُم غَيرُ الشُّهودِ أن يدخُلوا الجامِعَةَ لِيَحصُلوا على وَظيفَةٍ مُحتَرَمَة. لكنَّ هذا الطَّريقَ سيَأخُذُ الكَثيرَ مِن وَقتِهِم. مِن جِهَةٍ أُخرى، يُشَجِّعُهُم والِدوهُم وأصدِقاؤُهُم في الجَماعَةِ أن يُرَكِّزوا على خِدمَةِ يَهْوَه في حَياتِهِم. فماذا يُساعِدُ الشَّبابَ الَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه أن يأخُذوا أفضَلَ قَرار؟ جَيِّدٌ أن يقرَأُوا أفَسُس ٥:١٥-١٧، ثُمَّ يتَأمَّلوا فيها. فيُفَكِّرونَ في أسئِلَةٍ مِثل: ‹ما هي «مَشيئَةُ يَهْوَه»؟ أيُّ قَرارٍ سيُفَرِّحُه؟ أيُّ طَريقٍ سيُساعِدُني أن أستَغِلَّ وَقتي بِأفضَلِ طَريقَة؟›. وجَيِّدٌ أن يتَذَكَّروا أنَّ «الأيَّامَ شِرِّيرَة»، وأنَّ هذا العالَمَ الَّذي يحكُمُهُ الشَّيطانُ سيَنتَهي قَريبًا. ب٢٢/١ ص ٢٧ ف ٥.
الإثنين ٢١ آب (أغسطس)
إخوَتُهُ في الواقِعِ لم يَكونوا يُؤْمِنونَ به. — يو ٧:٥.
متى صارَ يَعْقُوب مِن تَلاميذِ يَسُوع؟ ظهَرَ يَسُوع بَعدَ قِيامَتِهِ «لِيَعْقُوب، ثُمَّ لِجَميعِ الرُّسُل». (١ كو ١٥:٧) وكانَ هذا اللِّقاءُ نُقطَةَ تَحَوُّلٍ في حَياةِ يَعْقُوب. فيَومَ الخَمسين، كانَ يَعْقُوب معَ الرُّسُلِ حينَ اجتَمَعوا في عُلِّيَّةٍ بِأُورُشَلِيم. (اع ١:١٣، ١٤) ولاحِقًا، نالَ امتِيازَ أن يصيرَ عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة. (اع ١٥:٦، ١٣-٢٢؛ غل ٢:٩) وفي وَقتٍ ما قَبلَ سَنَةِ ٦٢ بم، كتَبَ بِالوَحيِ رِسالَةً إلى المَسِيحِيِّينَ المُختارين. وهذِهِ الرِّسالَةُ لا تزالُ تُفيدُنا اليَوم، مَهما كانَ رَجاؤُنا. (يع ١:١) لِلأسَف، أُعدِمَ يَعْقُوب بِأمرٍ مِن رَئيسِ الكَهَنَةِ اليَهُودِيِّ حَنَانِيَّا بْنِ حَنَّان، حَسبَما ذكَرَ المُؤَرِّخُ يُوسِيفُوس. لكنَّ يَعْقُوب بقِيَ أمينًا حتَّى آخِرِ حَياتِهِ على الأرض. ب٢٢/١ ص ٨ ف ٣؛ ص ٩ ف ٥.
الثلاثاء ٢٢ آب (أغسطس)
إلهي، إلهي، لِماذا تَرَكتَني؟ — مت ٢٧:٤٦.
نتَعَلَّمُ مِن آيَةِ اليَومِ أن لا نتَوَقَّعَ أن يُجَنِّبَنا يَهْوَه التَّحَدِّياتِ الَّتي تمتَحِنُ إيمانَنا. فمِثلَما امتُحِنَ يَسُوع إلى أقصى حَدّ، يجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِنُمتَحَنَ حتَّى المَوت. (مت ١٦:٢٤، ٢٥) لكنَّنا نثِقُ أنَّ يَهْوَه لن يدَعَنا نُجَرَّبُ فَوقَ ما نستَطيعُ تَحَمُّلَه. (١ كو ١٠:١٣) وَنتَعَلَّمُ أيضًا أنَّنا يُمكِنُ أن نتَعَذَّبَ ظُلمًا مِثلَ يَسُوع. (١ بط ٢:١٩، ٢٠) فحتَّى لَو لم نرتَكِبْ أَيَّ خَطَإ، نُواجِهُ المُقاوَمَةَ لِأنَّنا نشهَدُ لِلحَقِّ ولَسنا جُزءًا مِنَ العالَم. (يو ١٧:١٤؛ ١ بط ٤:١٥، ١٦) ولكنْ بِعَكسِ يَسُوع، قد نتَساءَلُ لِمَ يسمَحُ اللّٰهُ بِأن نتَعَذَّب. (حب ١:٣) في أوقاتٍ كهذِه، يعرِفُ إلهُنا الرَّحيمُ والصَّبورُ أنَّ إيمانَنَا لم يضعُف، بل نحتاجُ أن يُشَجِّعَنا ويُعَزِّيَنا. — ٢ كو ١:٣، ٤. ب٢١/٤ ص ١١ ف ٩-١٠.
الأربعاء ٢٣ آب (أغسطس)
لِتَكُنْ صَلاتي مِثلَ بَخورٍ يُقَدَّمُ أمامَك. — مز ١٤١:٢.
يَقبَلُ يَهْوَه عِبادَتَنا شَرطَ أن نقدِّمَها بِطَريقَةٍ تُرضيهِ وبِمَحَبَّةٍ واحتِرام. وهذا ما نُريدُ أن نفعَلَهُ جَميعًا. فنَحنُ نعرِفُ أنَّهُ يستَحِقُّ أن نعبُدَه. لِذلِك نُريدُ أن نُقَدِّمَ لهُ أفضَلَ عِبادَة. وعِبادَتُنا لهُ تشمُلُ الصَّلاة. يُشَبِّهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ صَلَواتِنا بِالبَخورِ المُحَضَّرِ جَيِّدًا الَّذي كانَ يُقَدِّمُهُ الكَهَنَةُ في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة ولاحِقًا في الهَيكَل. وهذا البَخورُ كانَ يُفَرِّحُ يَهْوَه. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، يفرَحُ يَهْوَه اليَومَ بِالصَّلَواتِ الَّتي نُقَدِّمُها لهُ مِن كُلِّ قَلبِنا، حتَّى لوِ استَعمَلنا فيها كَلِماتٍ بَسيطَة جِدًّا. (تث ٣٣:١٠؛ ام ١٥:٨) فهو يُحِبُّ أن يسمَعَنا نُعَبِّرُ لهُ عن مَحَبَّتِنا وشُكرِنا. ويُريدُ أن نُخبِرَهُ عن هُمومِنا وآمالِنا ورَغَباتِنا. فما رَأيُكَ أن تُفَكِّرَ جَيِّدًا قَبلَ أن تُصَلِّيَ في ما ستقولُهُ في صَلاتِك؟ فهكَذا ستُقَدِّمُ لِأبيكَ السَّماوِيِّ أفضَلَ «بَخور». ب٢٢/٣ ص ٢٠ ف ٢؛ ص ٢١ ف ٧.
الخميس ٢٤ آب (أغسطس)
أنتُمُ الَّذينَ تُعانونَ الضِّيق، يُجازيكُم راحَةً معنا عِندَ الكَشفِ عنِ الرَّبِّ يَسُوع مِنَ السَّماءِ مع مَلائِكَتِهِ الأقوِياء. — ٢ تس ١:٧.
لَسنا نَحنُ الَّذينَ نُقَرِّرُ مَن سيَستَحِقُّ رَحمَةَ يَهْوَه في هَرمَجَدُّون. (مت ٢٥:٣٤، ٤١، ٤٦) فهل سنثِقُ آنَذاكَ بِأحكامِ يَهْوَه أم سنتَوَقَّفُ بِسَبَبِها عن خِدمَتِه؟ إذا أرَدنا أن نثِقَ كامِلًا بِيَهْوَه في المُستَقبَل، يلزَمُ أن نزيدَ ثِقَتَنا بهِ الآن. تخَيَّلْ كَيفَ سنشعُرُ في عالَمِ يَهْوَه الجَديد. فالأديانُ المُزَيَّفَة ستصيرُ مِنَ الماضي. وكذلِكَ النِّظامُ التِّجارِيُّ الجَشِع والنِّظامُ السِّياسِيُّ الَّذي قهَرَ النَّاسَ وسبَّبَ عَذابًا لا يوصَفُ على مَرِّ التَّاريخ. سننسى المَرَضَ والشَّيخوخَةَ والمَوت. سيَكونُ الشَّيطانُ وأبالِسَتُهُ مَسجونينَ ألفَ سَنَة، وسَيُزيلُ يَهْوَه كُلَّ نَتائِجِ تَمَرُّدِهِم. (رؤ ٢٠:٢، ٣) تخَيَّلْ كم سنفرَحُ آنَذاكَ لِأنَّنا وثِقنا بِالطَّريقَةِ الَّتي يعمَلُ بها يَهْوَه. ب٢٢/٢ ص ٦-٧ ف ١٦-١٧.
الجمعة ٢٥ آب (أغسطس)
سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يَسْعَوْنَ وَراءَ السَّلام. — مت ٥:٩.
سعى يَسوع وَراءَ السَّلام. كَيف؟ أخَذَ المُبادَرَةَ لِيُهَدِّئَ الأجواءَ المُتَوَتِّرَة، وشجَّعَ الآخَرينَ أن يحُلُّوا خِلافاتِهِم. فقد علَّمَهُم أنَّهُم يجِبُ أن يُصالِحوا أخاهُم كَي يقبَلَ يَهْوَه عِبادَتَهُم. (مت ٥:٢٣، ٢٤) وأكثَرَ مِن مَرَّة، ساعَدَ رُسُلَهُ أن يحُلُّوا خِلافَهُم حَولَ مَن هوَ الأعظَمُ بَينَهُم. (لو ٩:٤٦-٤٨؛ ٢٢:٢٤-٢٧) إذًا، كَي نسعى وَراءَ السَّلام، لا يكفي أن لا نُسَبِّبَ الخِلافات. بل علَينا أيضًا أن نأخُذَ المُبادَرَةَ لِنتَصالَحَ مع الآخَرين، ونُشَجِّعَ إخوَتَنا أن يحُلُّوا خِلافاتِهِم. (في ٤:٢، ٣؛ يع ٣:١٧، ١٨) لِذلِك مُهِمٌّ أن يسألَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹إلى أيِّ دَرَجَةٍ أنا مُستَعِدٌّ أن أُضَحِّيَ لِأُحافِظَ على السَّلامِ مع غَيري؟ إذا جرَحَني أحَدُ الإخوَة، فهل أحقِدُ علَيه؟ هل أنتَظِرُ كَي يُصالِحَني هو، أم أقومُ أنا بِأوَّلِ خُطوَةٍ حتَّى لَو شعَرتُ أنَّ الحَقَّ علَيه؟›. ب٢٢/٣ ص ١٠ ف ١٠-١١.
السبت ٢٦ آب (أغسطس)
السَّعادَةُ في العَطاءِ أكثَرُ مِنها في الأخذ. — اع ٢٠:٣٥.
أنبَأَ الكِتابُ المُقَدَّسُ مُنذُ فَترَةٍ طَويلَة أنَّ شَعبَ يَهْوَه ‹سيَتَطَوَّعونَ› لِيَخدُموهُ تَحتَ تَوجيهِ ابْنِه. (مز ١١٠:٣) ونَحنُ نرى هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ في أيَّامِنا بِكُلِّ وُضوح. فكُلَّ سَنَة، يصرِفُ خُدَّامُ يَهْوَه مِئاتِ مَلايينِ السَّاعاتِ لِيُبَشِّروا بِحَماسَة. وهُم يفعَلونَ ذلِك طَوعًا ودونَ مُقابِل. كما أنَّهُم يُخَصِّصونَ الوَقتَ لِيَدعَموا إخوَتَهُم جَسَدِيًّا وعاطِفِيًّا وروحِيًّا. أيضًا، يصرِفُ الشُّيوخُ والخُدَّامُ المُساعِدونَ ساعاتٍ لا تُعَدُّ لِيُحضِّروا لِلاجتِماعاتِ ويَرعَوُا الجَماعَة. فماذا يدفَعُهُم أن يقوموا بِكُلِّ هذا العَمَل؟ إنَّها المَحَبَّة، المَحَبَّةُ لِيَهْوَه والمَحَبَّةُ لِلقَريب. (مت ٢٢:٣٧-٣٩) وقدْ رسَمَ يَسُوع مِثالًا رائِعًا لنا لِأنَّهُ وضَعَ مَصلَحَةَ غَيرِهِ قَبلَ مَصلَحَتِه. ونَحنُ نبذُلُ كُلَّ جُهدِنا لِنتبَعَ خُطُواتِه، أي نتَمَثَّلَ به. (رو ١٥:١-٣) وعِندَما نفعَلُ ذلِك، ننالُ بَرَكاتٍ كَثيرَة. ب٢٢/٢ ص ٢٠ ف ١-٢.
الأحد ٢٧ آب (أغسطس)
إدفَعوا أُجرَةَ العامِلِ في نَفْسِ اليَومِ ولا تُبْقوها عِندَكُم حتَّى الصَّباح. — لا ١٩:١٣.
في المُجتَمَعِ الزِّراعِيِّ بِإسْرَائِيل قَديمًا، كانَ العُمَّالُ يقبِضونَ أُجرَتَهُم كُلَّ يَومٍ بِيَومِه. وبِالتَّالي، إذا لم يدفَعِ السَّيِّدُ لِلعامِلِ أُجرَتَه، فلن يستَطيعَ العامِلُ أن يشتَرِيَ الطَّعامَ لِعائِلَتِهِ في ذلِكَ اليَوم. أوضَحَ يَهْوَه: «إِنَّهُ مُحتاجٌ وحَياتَهُ تَعتَمِدُ على أُجرَتِه». (تث ٢٤:١٤، ١٥؛ مت ٢٠:٨) وفي أيَّامِنا، يقبِضُ كَثيرونَ رَواتِبَهُم مَرَّةً أو مَرَّتَينِ في الشَّهر، ولَيسَ بِالضَّرورَةِ كُلَّ يَومٍ بِيَومِه. لكنَّ المَبدَأَ الَّذي نتَعَلَّمُهُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:١٣ لا يزالُ ينطَبِقُ اليَوم. فبَعضُ أصحابِ العَمَلِ يستَغِلُّونَ المُوَظَّفينَ ويَدفَعونَ لهُم رَواتِبَ لا تَسوى شَيئًا. فهُم يعرِفونَ أنَّ مُوَظَّفيهِم مُضطَرُّونَ أن يستَمِرُّوا في العَمَلِ عِندَهُم لِأنْ لَيسَ لَدَيهِم خِيارٌ آخَر. وبِهذِهِ الطَّريقَة، ‹يُبقونَ أُجرَةَ العامِلِ عِندَهُم›. أمَّا المَسِيحِيُّون، فيَجِبُ أن ينتَبِهوا لِئَلَّا يظلِموا مُوَظَّفيهِم. ب٢١/١٢ ص ١٠ ف ٩-١٠.
الإثنين ٢٨ آب (أغسطس)
أنا عَطشان. — يو ١٩:٢٨.
بَعدَ كُلِّ العَذابِ الَّذي عاناهُ يَسُوع، لا بُدَّ أنَّهُ كانَ عَطشانًا جِدًّا. فأخبَرَ عن حاجاتِه، ولم يعتَبِرْ ذلِك عَلامَةَ ضُعف. ويجِبُ أن نتَمَثَّلَ به. فرُبَّما لم نعتَدْ أن نطلُبَ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين. ولكنْ إذا أتى وَقتٌ واحتَجنا إلى مُساعَدَة، فلا يجِبُ أن نتَرَدَّدَ في طَلَبِها. مَثَلًا، إذا كُنَّا كِبارًا في العُمرِ أو صِحَّتُنا ضَعيفَة، يُمكِنُنا أن نطلُبَ مِن صَديقٍ أن يوصِلَنا إلى الطَّبيبِ أوِ السُّوق. وإذا ضَعُفَت مَعنَوِيَّاتُنا، نقدِرُ أن نطلُبَ مِن شَيخٍ أو أخٍ ناضِجٍ أن يسمَعَنا ويُشَجِّعَنا ‹بِكَلِمَةٍ طَيِّبَة›. (ام ١٢:٢٥) طَبعًا، إخوَتُنا يُحِبُّونَنا ويُريدونَ أن يُساعِدونا في وَقتِ ‹الشِّدَّة›. (ام ١٧:١٧) لكنَّهُم لا يقدِرونَ أن يقرَأُوا أفكارَنا. لِذا يجِبُ أن نُخبِرَهُم نَحنُ عن حاجاتِنا. ب٢١/٤ ص ١١-١٢ ف ١١-١٢.
الثلاثاء ٢٩ آب (أغسطس)
إن تثَبَّطتَ في يَومِ الشِّدَّة، ضاقَت قُوَّتُك. — ام ٢٤:١٠.
اليَوم، يستَصعِبُ كَثيرونَ مِنَّا التَّغيير. فالبَعضُ خدَموا طَويلًا في أحَدِ أنواعِ الخِدمَةِ الخُصوصِيَّة كامِلَ الوَقت، لكنَّ تَعيينَهُم تغَيَّرَ الآن. أمَّا آخَرون، فقدْ كبِروا في العُمر، لِذلِكَ اضطُرُّوا أن يتَخَلَّوا عن تَعيينٍ يُحِبُّونَه. إذا حصَلَ معنا تَغييرٌ كهذا، فطَبيعِيٌّ أن نشعُرَ بِخَيبَةِ أمَل. وكَي نتَأقلَمَ معَ التَّغيير، علَينا أن ننظُرَ إلَيهِ مِثلَما ينظُرُ إلَيهِ يَهْوَه. فماذا يُساعِدُنا على ذلِك؟ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يُحَقِّقُ اليَومَ إنجازاتٍ كَثيرَة، ونَحنُ لَدَينا امتِيازٌ رائِعٌ أن نعمَلَ معه. (١ كو ٣:٩) ولْنتَذَكَّرْ أيضًا أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لنا لن تتَغَيَّرَ أبَدًا. لِذلِك إذا تغَيَّرَ تَعيينُك، فانتَبِهْ كَي لا تغرَقَ في دَوَّامَةٍ مِنَ الأسئِلَةِ والتَّحليلات. حاوِلْ أن لا تتَحَسَّرَ على «الأيَّامِ الأُولى»، بلِ اطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ كَي ترى إيجابِيَّاتِ التَّغيير. (جا ٧:١٠) وابقَ إيجابِيًّا. فهذا سيُساعِدُنا أن نظَلَّ فَرِحينَ وأُمَناء، حتَّى لَو تغَيَّرَت ظُروفُنا. ب٢٢/٣ ص ١٧ ف ١١-١٢.
الأربعاء ٣٠ آب (أغسطس)
يَهْوَه يَهْوَه إلهٌ يُظهِرُ الوَلاءَ لِأُلوفِ الأجيال. — خر ٣٤:٦، ٧.
حينَ نكونُ أولِياءَ لِشَخص، نُحِبُّهُ كَثيرًا. ولكنْ هُناكَ فَرقٌ بَينَ الوَلاءِ والمَحَبَّة. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إنَّنا قدْ نُحِبُّ أشياءَ مِثلَ ‹الزِّراعَة›، «الخَمرِ والزَّيت»، «التَّأديب»، «المَعرِفَة»، و «الحِكمَة». (٢ اخ ٢٦:١٠؛ ام ١٢:١؛ ٢١:١٧؛ ٢٩:٣) لكنَّهُ لا يقولُ إنَّنا نُظهِرُ الوَلاءَ لِأشياءَ كهذِه، بل لِلأشخاصِ فَقَط. ولِمَن يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاء؟ لا يُظهِرُهُ لِأيٍّ كان، بل لِلَّذينَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ قَوِيَّة به. فإلهُنا وَلِيٌّ لِأصدِقائِه. وهو يعِدُهُم بِمُستَقبَلٍ رائِع، ولن يتَخَلَّى عنهُم أبَدًا. غيرَ أنَّهُ يُظهِرُ مَحَبَّتَهُ لِلبَشَرِ عُمومًا. قالَ يَسُوع لِرَجُلٍ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوس: «اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ [أي: البَشَرَ] كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن، مَولودَهُ الوَحيد، لِكَي لا يَهلَكَ كُلُّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ به، بل يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة». — يو ٣:١، ١٦؛ مت ٥:٤٤، ٤٥. ب٢١/١١ ص ٢ ف ٣؛ ص ٣ ف ٦-٧.
الخميس ٣١ آب (أغسطس)
بِاحتِمالِكُم تُخَلِّصونَ حَياتَكُم. — لو ٢١:١٩.
الحَياةُ في هذا العالَمِ صَعبَة، وسَتصيرُ أصعَبَ في المُستَقبَل. (مت ٢٤:٢١) ولا شَكَّ أنَّكَ تنتَظِرُ بِشَوقٍ اليَومَ الَّذي ستزولُ فيهِ هذِهِ المَشاكِلُ ولا تعودُ تخطُرُ على بال. (اش ٦٥:١٦، ١٧) لكنْ يجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِنتَحَمَّلَ أكثَر. ولِمَ هذا مُهِمّ؟ قالَ لنا يَسُوع: «بِاحتِمالِكُم تُخَلِّصونَ حَياتَكُم». (لو ٢١:١٩) وكَي نستَمِرَّ في الاحتِمال، جَيِّدٌ أن نتَعَلَّمَ مِنَ الَّذينَ يتَحَمَّلونَ مَشاكِلَ مِثلَ مَشاكِلِنا. ومَن هو أفضَلُ مِثالٍ في الاحتِمال؟ إلهُنا يَهْوَه. رُبَّما يُفاجِئُكَ هذا الجَواب. ولكنْ فكِّرْ قَليلًا: نَحنُ نعيشُ في عالَمٍ مَليءٍ بِالمَشاكِلِ ويُسَيطِرُ علَيهِ الشَّيطان. ومع أنَّ يَهْوَه قادِرٌ أن يُنهِيَ كُلَّ ذلِك في لَحظَة، يتَحَمَّلُ بِصَبرٍ إلى أن يأتِيَ الوَقتُ الَّذي حدَّدَه. — رو ٩:٢٢. ب٢١/٧ ص ٨ ف ٢-٤.