تشرين الأول (أكتوبر)
الأحد ١ تشرين الأول (أكتوبر)
سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يَتَعَثَّرُ ويَسقُطُ بِسَبَبي. — مت ١١:٦.
إنَّ تَعاليمَنا ومُعتَقَداتِنا كُلَّها مُؤَسَّسَةٌ على كَلِمَةِ اللّٰه. مع ذلِك، يرفُضُنا كَثيرونَ لِأنَّ تَعاليمَنا وطَريقَةَ عِبادَتِنا لا تُعجِبُهُم. فكَيفَ تُقَوِّي إيمانَك لِئلَّا تتَأثَّرَ بهِم؟ قالَ الرَّسولُ بُولُس لِلمَسيحِيِّينَ في رُومَا: «الإيمانُ يلي السَّماع. والسَّماعُ هو بِالكَلِمَةِ عنِ المَسيح». (رو ١٠:١٧) فإيمانُكَ يقوى حينَ تدرُسُ كَلِمَةَ اللّٰه، لا حينَ تحضُرُ طُقوسًا تبدو رائِعَةً لكنَّها تتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس. ولِمَ تَحتاجُ إلى إيمانٍ قَويٍّ مُؤسَّسٍ على المَعرِفَةِ الدَّقيقَة؟ لِأنَّهُ ‹بِدونِ إيمانٍ يستَحيلُ إرضاءُ اللّٰه›. (عب ١١:١، ٦) إذًا، لا داعِيَ أن ترى عَلامَةً مِنَ السَّماءِ لِتتَأكَّدَ أنَّكَ وجَدتَ الحَقّ. بل يكفي أن تدرُسَ تَعاليمَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لِتطرُدَ كُلَّ الشُّكوك. ب٢١/٥ ص ٤-٥ ف ١١-١٢.
الإثنين ٢ تشرين الأول (أكتوبر)
وَضعي ساعَدَ في الحَقيقَةِ أن تَنتَشِرَ الأخبارُ الحُلْوَة أكثَر. — في ١:١٢.
إحتاجَ الرَّسولُ بُولُس أن يُقَوِّيَهُ يَهْوَه لِأنَّهُ مرَّ بِصُعوباتٍ كَثيرَة. فقدْ ضُرِب، ورُجِم، وسُجِنَ أكثَرَ مِن مَرَّة. (٢ كو ١١:٢٣-٢٥) وكانَ علَيهِ أحيانًا أن يُحارِبَ المَشاعِرَ السَّلبِيَّة. (رو ٧:١٨، ١٩، ٢٤) كما عانى مِن «شَوكَةٍ في الجَسَد»، رُبَّما كانَت مُشكِلَةً صِحِّيَّة، وترَجَّى يَهْوَه أن يُخَلِّصَهُ مِنها. (٢ كو ١٢:٧، ٨) ويَهْوَه قوَّى بُولُس لِيُتَمِّمَ خِدمَتَهُ رَغمَ كُلِّ الصُّعوبات. فاستَطاعَ أن يُنجِزَ الكَثير. مَثَلًا، حينَ كانَ تَحتَ الإقامَةِ الجَبرِيَّة في رُومَا، دافَعَ بِشَجاعَةٍ عنِ الحَقِّ أمامَ قادَةٍ يَهود، ورُبَّما أمامَ حُكَّامٍ ومَسؤُولين. (اع ٢٨:١٧؛ في ٤:٢١، ٢٢) كما بشَّرَ كَثيرينَ مِنَ الحَرَسِ الإمبَراطورِيِّ وكُلَّ الَّذينَ زاروه. (اع ٢٨:٣٠، ٣١؛ في ١:١٣) وخِلالَ تِلكَ الفَترَةِ أيضًا، كتَبَ رَسائِلَ لا تزالُ تُفيدُنا حتَّى اليَوم. ب٢١/٥ ص ٢١ ف ٤-٥.
الثلاثاء ٣ تشرين الأول (أكتوبر)
لا تتَجاوَزوا ما هو مَكتوب، كَي لا ينتَفِخَ أحَد. — ١ كو ٤:٦.
لاحِظْ ما حصَلَ مع عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. فقدْ كانَ ناجِحًا جِدًّا في الحَملاتِ العَسكَرِيَّة، مَشاريعِ البِنَاء، والمَشاريعِ الزِّراعِيَّة. وهذا كُلُّهُ لِأنَّ يَهْوَه «أنجَحَه». (٢ اخ ٢٦:٣-٧، ١٠) ولكنْ «لَمَّا قَوِيَ، تكَبَّرَ قَلبُهُ حتَّى الهَلاك». فهو رفَضَ النَّصيحَةَ وتخَطَّى حُدودَه. فقد سمَحَ يَهْوَه لِلكَهَنَةِ فَقَط أن يُقَدِّموا البَخورَ في الهَيكَل. لكنَّ عُزِّيَّا تجاوَزَ حُدودَهُ ودخَلَ إلى الهَيكَلِ لِيُقَدِّمَ البَخور. فغضِبَ يَهْوَه مِنهُ وعاقَبَهُ بِالبَرَص. (٢ اخ ٢٦:١٦-٢١) فهل يُمكِنُ أن نقَعَ في فَخِّ التَّكَبُّرِ مِثلَ عُزِّيَّا؟ نَعَم، إذا وَثِقنا بنَفْسِنا أكثَرَ مِنَ اللُّزوم. فلْنتَذَكَّرْ دائِمًا أنَّ أيَّ مَوهِبَةٍ أو مَسؤُولِيَّةٍ لَدَينا هي مِن يَهْوَه. (١ كو ٤:٧) ويَهْوَه لن يستَخدِمَنا إذا كُنَّا مُتَكَبِّرين. ب٢١/٦ ص ١٦ ف ٧-٨.
الأربعاء ٤ تشرين الأول (أكتوبر)
لا تفرَحوا لِأنَّ الأرواحَ تخضَعُ لكُم، بلِ افرَحوا لِأنَّ أسماءَكُم كُتِبَت في السَّموات. — لو ١٠:٢٠.
عرَفَ يَسُوع أنَّهُ لن تحصُلَ مع تَلاميذِهِ دائِمًا اختِباراتٌ مُمَيَّزَة. وفي الواقِع، لا نعرِفُ كم شَخصًا مِنَ الَّذينَ بشَّروهُم آنَذاك صارَ مُؤْمِنًا. لِذا أرادَ يَسُوع أن لا يفرَحَ التَّلاميذُ فَقَط لِأنَّ النَّاسَ يسمَعونَ لهُم. فالأهَمُّ هو أنَّ يَهْوَه يفرَحُ بِجُهودِهِم. واليَوم، إذا لم نتَوَقَّفْ عنِ الخِدمَة، ننالُ حَياةً أبَدِيَّة. فحينَ نجتَهِدُ في عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم، ‹نَزرَعُ مِن أجْلِ الرُّوحِ›، أي نسمَحُ لِروحِ اللّٰهِ أن يُوَجِّهَنا. وإذا ‹لم نتَوَقَّفْ› عن هذا العَمَلِ أو «لم نَستَسلِم»، يُؤَكِّدُ لنا يَهْوَه أنَّنا سنحصُدُ حَياةً أبَدِيَّة، حتَّى لَو لم نُساعِدْ شَخصًا أن يعتَمِد. — غل ٦:٧-٩. ب٢١/١٠ ص ٢٦ ف ٨-٩.
الخميس ٥ تشرين الأول (أكتوبر)
أشفَقَ علَيهِم، وبدَأ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة. — مر ٦:٣٤.
مَرَّةً كانَ يَسُوع والتَّلاميذُ مُتعَبينَ جِدًّا بَعدَما بذَلوا جُهدًا كَبيرًا في التَّبشير. فبحَثوا عن مَكانٍ لِيرتاحوا فيه. لكنَّ مَجموعَةً كَبيرَة مِنَ النَّاسِ عرَفوا مَكانَهُم وأتَوا إلَيهِم. فماذا فعَلَ يَسُوع؟ «أشفَقَ علَيهِم»، وهذا دفَعَهُ أن «يُعَلِّمَهُم أشياءَ كَثيرَة». لقدْ وضَعَ نَفسَهُ مَكانَ النَّاس. فَرأى كم يُعانونَ وكم يحتاجونَ إلى رَجاء، وأرادَ أن يُساعِدَهُم. وهذا هو وَضعُ النَّاسِ في أيَّامِنا أيضًا. فلا تنغَشَّ بِمَظهَرِهِم. فهُم في الحَقيقَةِ مِثلُ خِرافٍ ضائِعَة لَيسَ لَها راعٍ يقودُها. وأشخاصٌ كَهؤُلاء هُم ‹بِلا رَجاءٍ ومِن دونِ اللّٰه›، مِثلَما قالَ بُولُس. (اف ٢:١٢) لِذا، حينَ نُفَكِّرُ في حالَةِ النَّاسِ الرُّوحِيَّة، تدفَعُنا المَحَبَّةُ والحَنانُ أن نُساعِدَهُم. وأفضَلُ طَريقَةٍ لِمُساعَدَتِهِم هي أن نعرِضَ علَيهِم دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس. ب٢١/٧ ص ٥ ف ٨.
الجمعة ٦ تشرين الأول (أكتوبر)
لا نَكُنْ مَغرورين، ولا نَحسُدْ بَعضُنا بَعضًا. — غل ٥:٢٦.
الشَّخصُ المَغرورُ يكونُ مُتَكَبِّرًا وأنانِيًّا. والشَّخصُ الحَسودُ لا يشتَهي فَقَطِ الأشياءَ الَّتي عِندَ الآخَرين، بل يتَمَنَّى أيضًا أن يُحرَموا مِنها. وبِالتَّالي يكونُ الحَسَدُ دَليلًا على الكُره. أيضًا، يُشبِهُ الغُرورُ والحَسَدُ الأوساخَ الَّتي تُلَوِّثُ وَقودَ الطَّائِرَة. صَحيحٌ أنَّ الطَّائِرَةَ يُمكِنُ أن تُقلِعَ وتطيرَ لِفَترَة، لكنَّ هذِهِ الأوساخَ تسُدُّ أنابيبَ الوَقود، ما يؤَدِّي إلى تَحَطُّمِ الطَّائِرَة. بِشَكلٍ مُماثِل، قد يخدُمُ الشَّخصُ يَهْوَه فَترَةً مِنَ الوَقت. ولكنْ إذا كانَ دافِعُهُ الغُرورَ أوِ الحَسَد، فسَيتَحَطَّمُ في النِّهايَة. (ام ١٦:١٨) فهو سيتَوَقَّفُ عن خِدمَةِ يَهْوَه، ويُؤْذي بِالتَّالي نَفْسَهُ والآخَرين. غَيرَ أنَّنا نستَطيعُ أن نُحارِبَ الغُرور إذا طَبَّقْنا نَصيحَةَ الرَّسولِ بُولُس: «لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ الحَسَدِ والمُنافَسَةِ أو بِدافِعِ الغُرور، بل كونوا مُتَواضِعينَ واعتَبِروا الآخَرينَ أفضَلَ مِنكُم». — في ٢:٣. ب٢١/٧ ص ١٥-١٦ ف ٦-٨.
السبت ٧ تشرين الأول (أكتوبر)
البِشارَةُ الَّتي نكرِزُ بها لم تصِرْ بَينَكُم بِالكَلامِ فَقَط، بل كَذلِك بِالقُدرَةِ وبِروحٍ قُدُسٍ واقتِناعٍ شَديد. — ١ تس ١:٥.
يظُنُّ البَعضُ أنَّ الدِّينَ الحَقيقِيَّ يجِبُ أن يُجيبَ عن كُلِّ الأسئِلَة، حتَّى الَّتي لا يُجيبُ عنها الكِتابُ المُقَدَّس. فهل هذا مَنطِقِيّ؟ لقدْ شجَّعَ الرَّسولُ بُولُس المَسيحِيِّينَ أن يتَأكَّدوا «مِن كُلِّ شَيء». (١ تس ٥:٢١) لكنَّهُ اعتَرَفَ أيضًا أنَّ هُناكَ أُمورًا كَثيرَة لا يفهَمُها. كتَب: «لنا مَعرِفَةٌ جُزئِيَّة . . . فنَحنُ الآنَ نرى رُؤيَةً غَبشاءَ بِمِرآةٍ مَعدِنِيَّة». (١ كو ١٣:٩، ١٢) إذًا، لم يفهَمْ بُولُس كُلَّ شَيء، وكذلِكَ نَحن. لكنَّهُ فهِمَ الحَقائِقَ الأساسِيَّة عن يَهْوَه. وهذا كانَ كافِيًا لِيَقتَنِعَ بِالحَقّ. فكَيفَ نُقَوِّي نحنُ اقتِناعَنا بِالحَقّ؟ يُمكِنُنا مَثَلًا أن نُقارِنَ بَينَ الطَّريقَةِ الَّتي اتَّبَعَها يَسُوع في عِبادَةِ يَهْوَه والطَّريقَةِ الَّتي يتبَعُها شُهُود يَهْوَه اليَوم. ب٢١/١٠ ص ١٨-١٩ ف ٢-٤.
الأحد ٨ تشرين الأول (أكتوبر)
حينَ يَصيرُ عُمرُهُ ٥٠ سَنَة، يَتَقاعَدُ. — عد ٨:٢٥.
إذا كُنتَ أخًا مُسِنًّا، تقدِرُ أن تُساعِدَ الآخَرينَ بِطُرُقٍ كَثيرَة، حتَّى لَو لم تكُنْ في الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت. كَيف؟ تأقلَمْ مع ظُروفِكَ الحالِيَّة، ضعْ أهدافًا جَديدَة، وركِّزْ على ما تقدِرُ أن تفعَلَه. مَثلًا، أحَبَّ المَلِكُ دَاوُد مِن كُلِّ قَلبِهِ أن يبنِيَ بَيتًا لِيَهْوَه. لكنَّ يَهْوَه أخبَرَهُ أنَّهُ سيُعطي هذا الامتِيازَ لِابنِهِ الشَّابِّ سُلَيْمَان. فماذا فعَلَ دَاوُد؟ قبِلَ قَرارَ يَهْوَه، ودعَمَ المَشروعَ كامِلًا. (١ اخ ١٧:٤؛ ٢٢:٥) فهو لم يشعُرْ أنَّهُ الأفضَلُ لِهذا التَّعيينِ لِأنَّ سُلَيْمَان «صَغيرٌ» وبِلا خِبرَة. (١ اخ ٢٩:١) بل عرَفَ أنَّ نَجاحَ المَشروعِ يعتَمِدُ على بَرَكَةِ يَهْوَه، لا على عُمرِ أو خِبرَةِ الَّذي يُشرِفُ علَيه. ومِثلَ دَاوُد، يبقى إخوَتُنا المُسِنُّونَ نَشيطينَ حتَّى لَو تغَيَّرَ تَعيينُهُم. ويَثِقونَ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُ الشَّبابَ الَّذينَ أصبَحوا يقومونَ بِالعَمَل. ب٢١/٩ ص ٩ ف ٤؛ ص ١٠ ف ٥، ٨.
الإثنين ٩ تشرين الأول (أكتوبر)
سيُرشِدُ الوُدَعاءَ إلى ما هو صائِب، وسَيُعَلِّمُهُم طَريقَه. — مز ٢٥:٩.
الأهدافُ الرُّوحِيَّة تُحَدِّدُ مَسارَ حَياتِنا وتُفَرِّحُنا. ولكنْ تذَكَّرْ أن تضَعَ أهدافًا تُناسِبُ ظُروفَكَ وقُدُراتِكَ أنت، لا الآخَرين. وهكَذا لا تُعَرِّضُ نَفْسَكَ لِلفَشَلِ وخَيباتِ الأمَل. (لو ١٤:٢٨) تذَكَّرْ أيضًا أنَّكَ فَردٌ مُمَيَّزٌ في عائِلَةِ يَهْوَه وغالٍ على قَلبِه. فيَهْوَه لم يجتَذِبْكَ لِأنَّكَ أفضَلُ مِن غَيرِك. بل لِأنَّهُ رأى قَلبَك، وعرَفَ أنَّكَ مُتَواضِعٌ ويُمكِنُ أن تتَغَيَّر. وتأكَّدْ أنَّهُ يفرَحُ كَثيرًا لِأنَّكَ تخدُمُهُ بِكُلِّ طاقَتِك. فاحتِمالُكَ وأمانَتُكَ دَليلٌ أنَّ قَلبَكَ ‹طيِّبٌ وصالِح›. (لو ٨:١٥) فصمِّمْ أن تُعطِيَ لِيَهْوَه دائِمًا أفضَلَ ما لَدَيك. وعِندَئِذٍ، ‹تفرَحُ بما تعمَلُهُ أنت›. — غل ٦:٤. ب٢١/٧ ص ٢٤ ف ١٥؛ ص ٢٥ ف ٢٠.
الثلاثاء ١٠ تشرين الأول (أكتوبر)
الَّذي يُرجِعُ خاطِئًا عن طَريقِهِ الخاطِئِ يُخَلِّصُه. — يع ٥:٢٠.
علَينا أن نتَحَلَّى بِالصَّبرِ فيما ننتَظِرُ تَحقيقَ العَدل. مَثَلًا، حينَ يسمَعُ الشُّيوخُ عن خَطَإٍ خَطير، يُصَلُّونَ ويَطلُبونَ «الحِكمَةَ الَّتي مِن فَوق» لِيَعرِفوا رَأيَ يَهْوَه في المَسألَة. (يع ٣:١٧) ويَكونُ هَدَفُهُم أن يُساعِدوا الخاطِئَ أن ‹يرجِعَ عن طَريقِهِ الخاطِئِ› إنْ أمكَن. (يع ٥:١٩، ٢٠) كما يُريدونَ أن يعمَلوا كُلَّ ما يقدِرونَ علَيهِ لِيَحموا الجَماعَة، ويُساعِدوا الأشخاصَ الَّذينَ تأذَّوا. (٢ كو ١:٣، ٤) وحينَ يُعالِجُ الشُّيوخُ القَضايا الَّتي تشمُلُ خَطَأً خَطيرًا، علَيهِم في البِدايَةِ أن يجمَعوا كُلَّ الحَقائِق. وهذا قد يأخُذُ وَقتًا. ثُمَّ يُصَلُّونَ ويُقَدِّمونَ لِلخاطِئِ نَصيحَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ و ‹يُقَوِّمونَهُ بِاعتِدال›. (ار ٣٠:١١) فهُم لا يتَسَرَّعونَ في أخذِ القَرار. وعِندَما يتبَعُ الشُّيوخُ إرشادَ يَهْوَه، يكونُ ذلِك لِخَيرِ كُلِّ الجَماعَة. ب٢١/٨ ص ١٠-١١ ف ١٢-١٣.
الأربعاء ١١ تشرين الأول (أكتوبر)
أينَما ذَهَبْتِ أذهَب. شَعبُكِ هو شَعبي، وإلهُكِ هو إلهي. — را ١:١٦.
حينَ حصَلَت مَجاعَةٌ في إسْرَائِيل، اضطُرَّت نُعْمِي أن تنتَقِلَ مع زَوجِها وابْنَيها إلى مُوآب. لكنَّ زَوجَها ماتَ هُناك. بَعدَ ذلِك، تزَوَّجَ ابْناها. ولِلأسَفِ ماتا هُما أيضًا. (را ١:٣-٥) فغرِقَت نُعْمِي في الحُزنِ واليَأس، حتَّى إنَّها شعَرَت أنَّ يَهْوَه يقِفُ ضِدَّها. لاحِظْ ماذا قالَت: «يَهْوَه قاوَمَني»، «القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ جَعَلَ حَياتي مُرَّةً جِدًّا»، «يَهْوَه قد قاوَمَني والقادِرُ على كُلِّ شَيءٍ جَلَبَ علَيَّ المُصيبَة». (را ١:١٣، ٢٠، ٢١) غَيرَ أنَّ يَهْوَه يعرِفُ أنَّ الظُّلمَ «قد يجعَلُ الحَكيمَ يُجَنّ». (جا ٧:٧) لِذا دفَعَ رَاعُوث أن تُظهِرَ لنُعْمِي الوَلاء. ورَاعُوث أرادَت مِن كُلِّ قَلبِها أن تدعَمَها. فساعَدَتها بِلُطفٍ أن تتَغَلَّبَ على مَشاعِرِها السَّلبِيَّة، وتتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه لا يزالُ يُحِبُّها. ب٢١/١١ ص ٩ ف ٩-١٠؛ ص ١٠ ف ١٣.
الخميس ١٢ تشرين الأول (أكتوبر)
إستَمِرَّ في الطَّلَبِ مِنَ اللّٰه. — يع ١:٥.
هلِ التَّركيزُ على مَسؤولِيَّاتِكَ الحالِيَّة يعني أن لا تُفَكِّرَ في تَوسيعِ خِدمَتِك؟ بِالعَكس، يجِبُ أن تضَعَ أهدافًا كَي تُحَسِّنَ خِدمَتَكَ وتُساعِدَ إخوَتَك. وسَتصِلُ إلى هذِهِ الأهدافِ إذا ركَّزتَ بِتَواضُعٍ على الآخَرين، لا على نَفْسِك. (ام ١١:٢؛ اع ٢٠:٣٥) وأيَّةُ أهدافٍ يُمكِنُ أن تضَعَها؟ أُطلُبْ مُساعَدَةَ يَهْوَه لِتعرِفَ أيَّةُ أهدافٍ تقدِرُ أن تصِلَ إلَيها. (ام ١٦:٣) فهل تقدِرُ أن تصِلَ إلى هدَفِ الفَتحِ الإضافِيِّ أوِ العادِيّ، الخِدمَةِ في بَيْت إيل، أوِ الاشتِراكِ في مَشاريعِ البِناءِ الثِّيوقراطِيَّة؟ أو هل تقدِرُ أن تتَعَلَّمَ لُغَةً جَديدَة، أو تنتَقِلَ لِتُبَشِّرَ في مِنطَقَةٍ أُخرى؟ ب٢١/٨ ص ٢٣ ف ١٤-١٥.
الجمعة ١٣ تشرين الأول (أكتوبر)
وَلاءُ يَهْوَه يَبْقى إلى الأبَد. — مز ١٣٦:١.
يَهْوَه يفرَحُ بِالوَلاء، أو بِالمَحَبَّةِ الثَّابِتَة. (هو ٦:٦، الحاشية) وقدْ أوصانا مِن خِلالِ النَّبِيِّ مِيخَا أن ‹نُحِبَّ الوَلاء›. (مي ٦:٨) ولكنْ كَي نفعَلَ ذلِك، علَينا أوَّلًا أن نعرِفَ ما هوَ الوَلاء. إنَّ الكَلِمَةَ العِبْرَانِيَّة حيسيذ تُتَرجَمُ في مُعظَمِ الأوقاتِ إلى «وَلاء». وهي تجمَعُ بَينَ الوَلاءِ والمَحَبَّةِ واللُّطف، وتُشيرُ إلى مَحَبَّةٍ يُحَرِّكُها الوَلاءُ والالتِزامُ والاستِقامَةُ والتَّعَلُّقُ الشَّديد. وفي أحيانٍ كَثيرَة، تصِفُ هذِهِ الكَلِمَةُ مَحَبَّةَ اللّٰهِ لِلبَشَر. لكنَّها قد تُشيرُ أيضًا إلى مَحَبَّةٍ يُظهِرُها البَشَرُ واحِدُهُم لِلآخَر. طَبعًا، يَهْوَه هو أفضَلُ مِثالٍ في الوَلاء. فلا عَجَبَ إذًا أن يقولَ المَلِكُ دَاوُد: «يا يَهْوَه، وَلاؤُكَ يَصِلُ إلى السَّماء . . . ما أثمَنَ وَلاءَكَ يا اللّٰه!». (مز ٣٦:٥، ٧) فهل تُقَدِّرُ أنتَ أيضًا وَلاءَ اللّٰه؟ ب٢١/١١ ص ٢ ف ١-٢؛ ص ٣ ف ٤.
السبت ١٤ تشرين الأول (أكتوبر)
صَلُّوا أنتُم هكَذا: «أبانا الَّذي في السَّموات». — مت ٦:٩.
يَهْوَه لَدَيهِ عائِلَةٌ كَبيرَة تتَمَيَّزُ بالمَحَبَّة. وهي تشمُلُ يَسُوع، «بِكرَ كُلِّ خَليقَة»، وعَدَدًا كَبيرًا مِنَ المَلائِكَة. (كو ١:١٥؛ مز ١٠٣:٢٠) وحينَ كانَ يَسُوع على الأرض، أوضَحَ لِلبَشَرِ الأُمَناءِ أنَّهُم يستَطيعونَ أن يعتَبِروا يَهْوَه أباهُم. مَثَلًا، قالَ لِتَلاميذِه: «أنا صاعِدٌ إلى أبي وأبيكُم». (يو ٢٠:١٧) وحينَ ننذُرُ حَياتَنا لِيَهْوَه ونعتَمِد، نصيرُ جُزءًا مِن عائِلَتِهِ الكَبيرَة. (مر ١٠:٢٩، ٣٠) عرَفَ يَسُوع أنَّ يَهْوَه لَيسَ سَيِّدًا قاسِيًا بِلا مَشاعِر، بل أبٌ مُحِبٌّ وحَنون. وهو يُريدُ أن نرى يَهْوَه مِثلَه. فقدِ افتَتَحَ الصَّلاةَ النَّموذَجِيَّة قائِلًا: «أبانا»، في حينِ كانَ يستَطيعُ أن يدعُوَ يَهْوَه «القادِرَ على كُلِّ شَيء»، ‹الخالِق›، أو «مَلِكَ الأبَدِيَّة». فهذِهِ كُلُّها ألقابٌ مُناسِبَة ومَذكورَة في الكِتابِ المُقَدَّس. (تك ٤٩:٢٥؛ اش ٤٠:٢٨؛ ١ تي ١:١٧) لكنَّهُ اختارَ كَلِمَةَ «أبٍ» الَّتي تُقَرِّبُ تَلاميذَهُ إلى يَهْوَه. ب٢١/٩ ص ٢٠ ف ١، ٣.
الأحد ١٥ تشرين الأول (أكتوبر)
عرَفَ مَنَسَّى أنَّ يَهْوَه هوَ اللّٰه. — ٢ اخ ٣٣:١٣.
تجاهَلَ المَلِكُ مَنَسَّى بِعِنادٍ تَحذيراتِ أنبِياءِ يَهْوَه. لِذا «جلَبَ يَهْوَه على [يَهُوذَا] رُؤَساءَ الجُندِ الَّذينَ لِمَلِكِ أشُور، فقبَضوا على مَنَسَّى في التَّجاويف، وقَيَّدوهُ بِسِلسِلَتَينِ مِن نُحاسٍ وأخَذوهُ إلى بَابِل». وفيما كانَ مَنَسَّى مَسجونًا في ذلِكَ البَلَدِ الغَريب، يبدو أنَّهُ راجَعَ نَفْسَه. فهو «تَواضَعَ جِدًّا أمامَ إلهِ آبائِه». لكنَّهُ فعَلَ أكثَرَ مِن ذلِك. فَراحَ ‹يُصَلِّي إلى يَهْوَه›، وظَلَّ يتَرَجَّاهُ ويَطلُبُ رِضاه. (٢ اخ ٣٣:١٠-١٢) واستَجابَ يَهْوَه صَلَواتِ مَنَسَّى. فقدْ لاحَظَ مِن صَلَواتِهِ كم تغَيَّرَ قَلبُه، لِذا سمِعَ تَوَسُّلاتِهِ وردَّهُ إلى مَملَكَتِه. ومَنَسَّى عمِلَ كُلَّ جُهدِهِ ليُظهِرَ أنَّهُ تائِبٌ فِعلًا. ب٢١/١٠ ص ٤ ف ١٠-١١.
الإثنين ١٦ تشرين الأول (أكتوبر)
اثنانِ خَيرٌ مِن واحِد؛ لِأنَّ لهُما مُكافأةً صالِحَة على كَدِّهِما. — جا ٤:٩.
لزِمَ أن يترُكَ أكِيلَا وبِرِيسْكِلَّا بَيتَهُما وشُغلَهُما والمِنطَقَةَ الَّتي اعتادا علَيها، ويَبدَآ مِنَ الصِّفرِ في مَكانٍ جَديد. مع ذلِك، حينَ انتَقَلا إلى كُورِنْثُوس، دعَما جَماعَتَهُما الجَديدَة وشجَّعا مع بُولُس الإخوَةَ هُناك. كما أنَّهُما انتَقَلا لاحِقًا إلى مَناطِقَ تحتاجُ أكثَرَ إلى مُبَشِّرين. (اع ١٨:١٨-٢١؛ رو ١٦:٣-٥) فما أحلى الحَياةَ الَّتي عاشاها معًا في خِدمَةِ يَهْوَه! واليَوم، يتَعَلَّمُ الزَّوجانِ مِن أكِيلَا وبِرِيسْكِلَّا أن يضَعا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِهِما. وأفضَلُ وَقتٍ لِيَتَحَدَّثا عن أهدافِهِما الرُّوحِيَّة هو أثناءَ التَّعارُف. فحينَ يضَعانِ معًا أهدافًا روحِيَّة ويَتَعاوَنانِ لِلوُصولِ إلَيها، يلمُسانِ أكثَرَ يَدَ يَهْوَه في حَياتِهِما. — جا ٤:١٢. ب٢١/١١ ص ١٧ ف ١١-١٢.
الثلاثاء ١٧ تشرين الأول (أكتوبر)
يَجِبُ أن يَحتَرِمَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم أُمَّهُ وأباه. أنا يَهْوَه إلهُكُم. — لا ١٩:٣.
مُهِمٌّ أن نحتَرِمَ أبانا وأُمَّنا، مِثلَما أوصى يَهْوَه. ولا ننسَ أنَّ الوَصِيَّةَ في اللَّاوِيِّين ١٩:٣ عنِ احتِرامِ الوَالِدَينِ تأتي مُباشَرَةً بَعدَ الوَصِيَّة: «كونوا قُدُّوسينَ لِأنِّي أنا يَهْوَه إلهَكُم قُدُّوس». (لا ١٩:٢) فحينَ تُفَكِّرُ في وَصِيَّةِ يَهْوَه عنِ احتِرامِ الوالِدَين، جَيِّدٌ أن تسألَ نَفْسَك: ‹هل أُكرِمُ أبي وأُمِّي؟›. وإذا شعَرتَ أنَّكَ مُقَصِّرٌ في هذا المَجال، فلِمَ لا تُصَمِّمُ أن تتَحَسَّن؟ صَحيحٌ أنَّكَ لا تقدِرُ أن تُغَيِّرَ الماضي، لكنَّكَ تقدِرُ مِنَ الآنَ فصاعِدًا أن تعمَلَ المَزيدَ معهُما ومِن أجْلِهِما. مَثَلًا، حاوِلْ أن تقضِيَ وَقتًا أطوَلَ معَهُما، أو تهتَمَّ أكثَرَ بِحاجاتِهِما المادِّيَّة والرُّوحِيَّة والعاطِفِيَّة. وهكَذا تُطَبِّقُ الدَّرسَ الَّذي نتَعَلَّمُهُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:٣. ب٢١/١٢ ص ٤-٥ ف ١٠-١٢.
الأربعاء ١٨ تشرين الأول (أكتوبر)
لا تَحكُموا على أحَد. — مت ٧:١.
إرتَكَبَ المَلِكُ دَاوُد خَطايا خَطيرَة. فقدْ زنى مع بَثْشَبَع ودبَّرَ لِقَتلِ زَوجِها. (٢ صم ١١:٢-٤، ١٤، ١٥، ٢٤) وبِالنَّتيجَة، لم يُؤذِ نَفْسَهُ فَقَط، بل أيضًا زَوجاتِهِ وباقِيَ أفرادِ عائِلَتِه. (٢ صم ١٢:١٠، ١١) وفي حادِثَةٍ أُخرى، أمَرَ دَاوُد بِعَدِّ جَيشِ إسْرَائِيل مع أنَّ يَهْوَه لم يطلُبْ ذلِك. وهكَذا، لم يتَّكِلْ كامِلًا على يَهْوَه. ونَتيجَةَ ذلِك، ماتَ بِالوَبَإ ٧٠٬٠٠٠ إسْرَائِيلِيّ. (٢ صم ٢٤:١-٤، ١٠-١٥) فهل تحكُمُ علَيهِ بِأنَّهُ لا يستاهِلُ رَحمَةَ يَهْوَه؟ لم ينظُرْ يَهْوَه إلَيهِ بِهذِهِ الطَّريقَة. بل ركَّزَ على تَوبَتِهِ الصَّادِقَة والأمانَةِ الَّتي أظهَرَها طَوالَ حَياتِه. لِذا، سامَحَهُ على خَطاياهُ الخَطيرَة. فهو عرَفَ أنَّ دَاوُد يُحِبُّهُ كَثيرًا ويُريدُ أن يعمَلَ الصَّحّ. أفَلا تفرَحُ لِأنَّ إلهَنا يُرَكِّزُ على صِفاتِنا الجَيِّدَة لا أخطائِنا؟ — ١ مل ٩:٤؛ ١ اخ ٢٩:١٠، ١٧. ب٢١/١٢ ص ١٩ ف ١١-١٣.
الخميس ١٩ تشرين الأول (أكتوبر)
على الفَوْرِ استَعادَ نَظَرَه، وتبِعَهُ وهو يُمَجِّدُ اللّٰه. — لوقا ١٨:٤٣.
تعاطَفَ يَسُوع معَ الَّذينَ لَدَيهِم إعاقَة. وهذا دفَعَهُ أن يصنَعَ عَجائِبَ لِيَشفِيَهُم. لاحِظْ ماذا طلَبَ مَرَّةً مِن رَجُلَينِ أن يُخبِرا يُوحَنَّا المَعمَدان: «العُميانُ يَرَوْن، والعُرجُ يَمْشون، والبُرصُ يُشْفَوْن، والصُّمُّ يَسمَعون، والأمواتُ يَقومون». (لو ٧:٢٠-٢٢) وعَجائِبُ يَسُوع دفَعَت ‹كُلَّ النَّاسِ أن يُسَبِّحوا اللّٰه›. وكَمَسِيحِيِّين، نَحنُ نسعى لِنتَمَثَّلَ بِيَسُوع ونتَعاطَفَ معَ الَّذينَ لَدَيهِم إعاقَة. لِذا نُراعيهِم، نصبِرُ علَيهِم، ونُعامِلُهُم بِلُطف. طَبعًا، نَحنُ لا نقدِرُ أن نصنَعَ عَجائِبَ ونشفِيَهُم. ولكنْ لَدَينا الِامتِيازُ أن ننقُلَ الأخبارَ الحُلوَة إلى الآخَرين، بِمَن فيهِمِ العُميانُ حَرفِيًّا أو روحِيًّا. ففي الفِردَوس، سيَتَمَتَّعُ الجَميعُ بِصِحَّةٍ كامِلَة جَسَدِيَّة وروحِيَّة. (لو ٤:١٨) وهذِهِ الأخبارُ الحُلوَة تدفَعُ كَثيرينَ أن يُسَبِّحوا اللّٰه. ب٢١/١٢ ص ٩ ف ٥.
الجمعة ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر)
سَمِعتُم بِاحتِمالِ أَيُّوب ورَأيتُم كَيفَ بارَكَهُ يَهْوَه. — يع ٥:١١.
إعتَمَدَ يَعْقُوب على كَلِمَةِ اللّٰهِ كَمَرجِعٍ له. واستَعمَلَها كَي يُظهِرَ أنَّ يَهْوَه يُكافِئُ دائِمًا الأشخاصَ الأولِياءَ مِثلَ أيُّوب. وأوصَلَ هذِهِ الفِكرَةَ بِكَلِماتٍ بَسيطَة ومَنطِقٍ سَهل. وهكَذا لفَتَ الانتِباهَ إلى يَهْوَه، لا إلى نَفْسِه. فما الدَّرسُ من ذلِك؟ علِّمْ بِأُسلوبٍ بَسيطٍ ومِن كَلِمَةِ اللّٰه. فلَيسَ هَدَفُنا أن يُعجَبَ الآخَرونَ بِمَعرِفَتِنا الواسِعَة، بل أن يُعجَبوا بِمَعرِفَةِ يَهْوَه الواسِعَة واهتِمامِهِ بهِم. (رو ١١:٣٣) وكَي نُحَقِّقَ هذا الهَدَف، علَينا دائِمًا أن نُؤَسِّسَ تَعليمَنا على الكِتابِ المُقَدَّس. مَثَلًا، بَدَلَ أن نقولَ لِأحَدِ دُروسِنا ماذا سنفعَلُ نَحنُ لَو كُنَّا مَكانَه، يجِبُ أن نُساعِدَهُ أن يتَأمَّلَ هو في أمثِلَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ويَفهَمَ تَفكيرَ اللّٰهِ ومَشاعِرَه. عِندَئِذٍ، سيَرغَبُ أن يفعَلَ الصَّحَّ لِيُرضِيَ يَهْوَه، لا لِيُرضِيَنا نَحن. ب٢٢/١ ص ١٠-١١ ف ٩-١٠.
السبت ٢١ تشرين الأول (أكتوبر)
أَحِبَّ صاحِبَكَ كنَفْسِك. — لا ١٩:١٨.
يهتَمُّ يَهْوَه كَثيرًا بِطَريقَةِ تَعامُلِنا معَ الآخَرين. وهو لا يقولُ لنا فَقَط أن لا نُؤذِيَهُم. فضَرورِيٌّ أيضًا أن نُحِبَّهُم كَنَفْسِنا كَي نُرضِيَه. لاحِظْ كَيفَ شدَّدَ يَسُوع على أهَمِّيَّةِ الوَصِيَّةِ في اللَّاوِيِّين ١٩:١٨. ففي إحدى المَرَّات، سألَهُ فَرِّيسِيّ: «ما أهَمُّ وَصِيَّةٍ في الشَّريعَة؟». فأجابَهُ يَسُوع أنَّ «الوَصِيَّةَ الأهَمَّ والأُولى» هي أن يُحِبَّ يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِهِ وبِكُلِّ نَفْسِهِ وبِكُلِّ عَقلِه. ثُمَّ اقتَبَسَ يَسُوع مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:١٨، وقال: «الوَصِيَّةُ الثَّانِيَة تُشبِهُها، وهي هذِه: ‹أَحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك›». (مت ٢٢:٣٥-٤٠) وهُناكَ طُرُقٌ كَثيرَة كَي نُظهِرَ المَحَبَّةَ لِلآخَرين. نجِدُ إحداها في اللَّاوِيِّين ١٩:١٨ الَّتي تقول: «لا تَنتَقِمْ ولا تَحقِدْ». ب٢١/١٢ ص ١٠-١١ ف ١١-١٣.
الأحد ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر)
لمَّا رَأى قُوَّةَ الرِّياحِ خاف. وحينَ بَدَأ يَغرَق، صَرَخ: «يا رَبّ، أَنقِذْني!». — مت ١٤:٣٠.
مدَّ يَسُوع يَدَهُ فَورًا وأنقَذَ الرَّسولَ بُطْرُس. لاحِظْ أنَّ بُطْرُس استَطاعَ أن يمشِيَ على المِياهِ الهائِجَة حينَ كانَ مُرَكِّزًا على يَسُوع. ولكنْ لمَّا نظَرَ إلى العاصِفَة، غمَرَهُ الخَوفُ والشَّكّ، وبَدَأَ يغرَق. (مت ١٤:٢٤-٣١) نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا مِمَّا حصَلَ مع بُطْرُس. فحينَ نزَلَ مِنَ المَركَبِ ومشى على المِياه، لم يتَوَقَّعْ أن يتَشَتَّتَ تَركيزُهُ ويَبدَأَ بِالغَرَق. فكانَ هَدَفُهُ أن يصِلَ إلى يَسُوع. لكنَّهُ لم يبقَ مُرَكِّزًا على الهَدَف. طَبعًا، نَحنُ اليَومَ لا نمشي على المِياهِ مِثلَ بُطْرُس. لكنَّنا نُواجِهُ مِثلَهُ تَحَدِّياتٍ لِلإيمان. وإذا لم نبقَ مُرَكِّزينَ على يَهْوَه ووُعودِه، فسَنغرَقُ روحِيًّا. لِذا، مَهما كانَتِ العاصِفَةُ الَّتي تُواجِهُنا، فلْنُرَكِّزْ على يَهْوَه ونثِقْ أنَّهُ يقدِرُ أن يُساعِدَنا. ب٢١/١٢ ص ١٧-١٨ ف ٦-٧.
الإثنين ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر)
سَأدخُلُ إلى بَيتِكَ لِأنَّكَ وَلِيٌّ جِدًّا. — مز ٥:٧.
الصَّلاةُ والدَّرسُ والتَّأمُّلُ جُزءٌ مِن عِبادَتِنا. حينَ نُصَلِّي، نتَكَلَّمُ مع أبينا السَّماوِيِّ الَّذي يُحِبُّنا كَثيرًا. وعِندَما ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس، ننالُ «مَعرِفَةَ اللّٰهِ» الَّذي هو مَصدَرُ كُلِّ حِكمَة. (ام ٢:١-٥) وحينَ نتَأمَّلُ في ما نتَعَلَّمُهُ عن يَهْوَه، نُفَكِّرُ في صِفاتِهِ الجَميلَة ونتَذَكَّرُ البَرَكاتِ الرَّائِعَة الَّتي سيُعطيها لنا ولِكُلِّ البَشَر. واضِحٌ إذًا كم مُهِمٌّ أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِلصَّلاةِ والدَّرسِ والتَّأمُّل. ولكنْ ماذا تفعَلُ كَي تستَفيدَ مِن هذا الوَقتِ إلى أقصى حَدّ؟ حاوِلْ أن تجِدَ مَكانًا هادِئًا. هذا ما فعَلَهُ يَسُوع. فقَبلَ أن يبدَأَ خِدمَتَه، قضى ٤٠ يَومًا في الصَّحراء. (لو ٤:١، ٢) وهكَذا وجَدَ مَكانًا هادِئًا لِيُصَلِّيَ إلى يَهْوَه ويَتَأمَّلَ في مَشيئَتِهِ له. ولا شَكَّ أنَّ هذا جهَّزَهُ لِلتَّجارِبِ الَّتي كانَ سيُواجِهُها قَريبًا. ب٢٢/١ ص ٢٧-٢٨ ف ٧-٨.
الثلاثاء ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر)
الإنجازُ بِكَثرَةِ المُشيرين. — ام ١٥:٢٢.
قد يُكَلِّمُنا شَيخٌ أو مَسيحِيٌّ ناضِجٌ عن شَيءٍ يلزَمُ أن نعمَلَ علَيه. وإذا كانَ أحَدُ الإخوَةِ يُحِبُّنا لِدَرَجَةِ أن يُعطِيَنا نَصيحَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس، يجِبُ أن نُحاوِلَ أن نُطَبِّقَ نَصيحَتَه. ولكنْ في الحَقيقَة، قد نستَصعِبُ خُصوصًا أن نقبَلَ النَّصيحَةَ المُباشِرَة. حتَّى إنَّنا قد نشعُرُ بِالإهانَة. وما السَّبَب؟ سَهلٌ علَينا أن نعتَرِفَ أنَّنا ناقِصون. لكنَّنا قد نستَصعِبُ أن نقبَلَ نَصيحَةً مِن أحَدٍ عن ضُعفٍ مُعَيَّنٍ فينا. (جا ٧:٩) فقدْ نُبَرِّرُ نَفْسَنا، أو نُشَكِّكُ في نَوايا الشَّخصِ الَّذي أعطانا النَّصيحَة، أو نغضَبُ مِن أُسلوبِه. حتَّى إنَّنا قد ننتَقِدُهُ ونقول: ‹بِأيِّ حَقٍّ يُعطيني نَصيحَة؟! فلْيَنظُرْ إلى نَفْسِهِ أوَّلًا›. وفي النِّهايَة، إذا لم تُعجِبْنا النَّصيحَةُ الَّتي سمِعناها، فقدْ نتَجاهَلُها أو نبحَثُ عن نَصيحَةٍ أُخرى تُعجِبُنا أكثَر. ب٢٢/٢ ص ٨-٩ ف ٢-٤.
الأربعاء ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر)
بِالهُدوءِ والثِّقَةِ بي تَكونونَ أقوِياء. — اش ٣٠:١٥.
هل سنُواجِهُ في العالَمِ الجَديدِ تَحَدِّياتٍ تمتَحِنُ ثِقَتَنا بِالطَّريقَةِ الَّتي يعمَلُ بها يَهْوَه؟ لِنُفَكِّرْ في ما حصَلَ معَ الإسْرَائِيلِيِّين قَديمًا. فبَعدَما تحَرَّروا مِنَ العُبودِيَّةِ في مِصْر بِفَترَةٍ قَصيرَة، بدَأَ بَعضُهُم يتَشَكَّون. وما السَّبَب؟ لقدِ اشتاقوا إلى الطَّعامِ اللَّذيذِ الَّذي كانوا يأكُلونَهُ في مِصْر، واحتَقَروا المَنَّ الَّذي أعطاهُ لهُم يَهْوَه. (عد ١١:٤-٦؛ ٢١:٥) فهل يُعقَلُ أن نُفَكِّرَ مِثلَهُم بَعدَ الضِّيقِ العَظيم؟ نَحنُ لا نعرِفُ كم يلزَمُ أن نعمَلَ لِنُزيلَ آثارَ الدَّمارِ ونُحَوِّلَ الأرضَ تَدريجِيًّا إلى جَنَّة. ولكنْ على الأرجَح، سيَكونُ هُناكَ الكَثيرُ مِنَ العَمَل. ولا شَكَّ أنَّنا سنُواجِهُ بَعضَ المَشاكِلِ في البِدايَة. فهل سنجرُؤُ آنَذاكَ أن نتَشَكَّى مِنَ الأُمورِ الَّتي يُعطينا إيَّاها يَهْوَه؟ الأكيدُ هو أنَّنا إذا قدَّرنا الآنَ ما يُعطينا إيَّاهُ يَهْوَه، فعلى الأرجَحِ سنُقَدِّرُ ما يُعطينا إيَّاهُ في المُستَقبَلِ أيضًا. ب٢٢/٢ ص ٧ ف ١٨-١٩.
الخميس ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر)
سيَتَمَسَّكونَ بِثَوبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ ويَقولون: «نُريدُ أن نَذهَبَ معكُم». — زك ٨:٢٣.
في النُّبُوَّةِ المَذكورَة في زَكَرِيَّا ٨:٢٣، يُشيرُ ‹الرَّجُلُ اليَهُودِيُّ› الَّذي يُخاطَبُ بِصيغَةِ الجَمعِ (معكُم) إلى المُختارينَ الباقينَ على الأرض. (رو ٢:٢٨، ٢٩) أمَّا ‹الرِّجَالُ العَشَرَة الَّذينَ مِن كُلِّ لُغاتِ الأُمَمِ› فيُشيرونَ إلى الخِرافِ الآخَرين. وهُم ‹يَتَمَسَّكُونَ› بِالمُختارين، أي يُظهِرونَ لهُمُ الوَلاءَ ويَخدُمونَ معهُم بِاتِّحاد. على نَحوٍ مُشابِه، وإتمامًا لِلنُّبُوَّةِ في حَزْقِيَال ٣٧:١٥-١٩، ٢٤، ٢٥، وحَّدَ يَهْوَه المُختارينَ والخِرافَ الآخَرينَ في عِبادَتِه. فالنُّبُوَّةُ تتَحَدَّثُ عن قَضيبَين. الأوَّلُ هو «قَضيبُ يَهُوذَا» (يَهُوذَا هو سِبطٌ اختيرَ مِنهُ المُلوكُ الَّذينَ حكَموا على عَرشِ دَاوُد)، ويُمَثِّلُ الَّذينَ رَجاؤُهُم سَماوِيّ. أمَّا الثَّاني فهو «قَضيبُ أفْرَايِم»، ويُمَثِّلُ الَّذينَ رَجاؤُهُم أرضِيّ. وقدْ جمَعَ يَهْوَه هذَينِ الفَريقَينِ ليَصيرا «قَضيبًا واحِدًا». وهذا يعني أنَّهُم يخدُمونَ بِاتِّحادٍ تَحتَ قِيادَةِ مَلِكٍ واحِد، يَسُوع المَسيح. — يو ١٠:١٦. ب٢٢/١ ص ٢٢ ف ٩-١٠.
الجمعة ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر)
إيَّاكُم أن تَعمَلوا أعمالًا جَيِّدَة مِن أجْلِ أن يَراكُمُ النَّاس. — مت ٦:١.
تكَلَّمَ يَسُوع عن أشخاصٍ أعطَوا صَدَقَةً لِلفُقَراء، لكنَّهُم فعَلوا ذلِك كَي يراهُمُ النَّاس. صَحيحٌ أنَّ أعمالَهُم بدَت صالِحَة، لكنَّها كانَت بِلا قيمَةٍ في نَظَرِ يَهْوَه. (مت ٦:٢-٤) هذا يعني أنَّنا لن نكونَ صالِحينَ فِعلًا إلَّا إذا عمِلنا الصَّلاحَ بِدافِعٍ صَحيح. لِذلِك اسألْ نَفْسَك: ‹هل أعرِفُ فَقَط ما هيَ الأعمالُ الصَّالِحَة، أم أقومُ بها أيضًا؟ وماذا يدفَعُني أن أفعَلَ الصَّلاح؟›. ولْنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه هو إلهٌ يُحِبُّ العَمَل، وروحُهُ القُدُسُ هو قُوَّةٌ عامِلَة. (تك ١:٢، الحاشية) إذًا، الصِّفاتُ الَّتي يُنتِجُها الرُّوحُ القُدُسُ يجِبُ أن تدفَعَنا إلى العَمَل. بِالمُقابِل، ماذا تكونُ النَّتيجَةُ إذا لم نُظهِرْ هذِهِ الصِّفاتِ بِأعمالِنا؟ سنخسَرُ شَخصِيَّتَنا الجَديدَة. كتَبَ التِّلميذُ يَعْقُوب: «الإيمانُ بِلا أعمالٍ مَيِّت». (يع ٢:٢٦) وهذا ينطَبِقُ أيضًا على باقي الصِّفاتِ الَّتي يُنتِجُها الرُّوحُ القُدُس. فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُظهِرَ ثَمَرَ الرُّوحِ كُلَّ يَوم. وهكَذا نُبَرهِنُ أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يعمَلُ فينا. ب٢٢/٣ ص ١١ ف ١٤-١٦.
السبت ٢٨ تشرين الأول (أكتوبر)
صيروا قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِكُم مِثلَ القُدُّوسِ الَّذي دَعاكُم. — ١ بط ١:١٥.
صَحيحٌ أنَّنا نشتَرِكُ في العَديدِ مِنَ النَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة والأعمالِ الَّتي تُفيدُ الآخَرين، لكنَّ الرَّسولَ بُطْرُس شدَّدَ على واحِدٍ مِنها. فقَبلَ أن يقول: «صيروا قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِكُم»، أوصى: «جَهِّزوا عُقولَكُم لِلعَمَل». (١ بط ١:١٣) فما هو هذا العَمَل؟ ذكَرَ بُطْرُس أنَّ المَسِيحِيِّينَ المُختارينَ يلزَمُ أن ‹يُعلِنوا صِفاتِ اللّٰهِ الرَّائِعَة›. (١ بط ٢:٩) وفي الواقِع، كُلُّ المَسِيحِيِّينَ اليَومَ لَدَيهِمِ الِامتِيازُ أن يُشارِكوا في هذا العَمَل. فعَمَلُ التَّبشيرِ والتَّعليمِ هوَ العَمَلُ الأهَمُّ والأكثَرُ فائِدَةً لِلآخَرين. وكَشَعبٍ قُدُّوس، نفرَحُ كَثيرًا بِأن نُشارِكَ فيهِ بِانتِظامٍ وحَماسَة. (مر ١٣:١٠) وحينَ نعمَلُ جُهدَنا لِنفعَلَ ذلِك، نُظهِرُ أنَّنا نُحِبُّ اللّٰهَ والقَريب، ونُريدُ أن ‹نصيرَ قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِنا›. ب٢١/١٢ ص ١٣ ف ١٨.
الأحد ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر)
أيُّ مَن صفَحتُم لهُ عن شَيء، فأنا أيضًا. — ٢ كو ٢:١٠.
بقِيَ الرَّسولُ بُولُس ينظُرُ إلى إخوَتِه بِإيجابِيَّة. فماذا ساعَدَه؟ عرَفَ أنَّ الشَّخصَ إذا أخطَأ، فهذا لا يعني أنَّهُ شِرِّير. كما أحَبَّ إخوَتَهُ وركَّزَ على صِفاتِهِمِ الحُلوَة. وهو لم يشُكَّ أبَدًا في نَواياهُم. بلِ اعتَبَرَ أنَّهُم يُجاهِدونَ لِيَفعَلوا الصَّحّ، لكنَّهُم يحتاجونَ فَقَط إلى المُساعَدَة. لاحِظْ كَيفَ تصَرَّفَ مع أُختَينِ في جَماعَةِ فِيلِبِّي اسْمُهُما أفُودِيَّة وسَنْتِيخِي. (في ٤:١-٣) فكما يبدو، سمَحَت هاتانِ الأُختانِ لِخِلافاتِهِما أن تكبُرَ وتُفَرِّقَهُما. فكَيفَ تصَرَّفَ بُولُس؟ لم يُعامِلْهُما بِقَسوَةٍ أو يُغَيِّرْ رَأْيَهُ فيهِما، بل ركَّزَ على صِفاتِهِما الحُلوَة. فهو عرَفَ أنَّ هاتَينِ الأُختَينِ خدَمَتا يَهْوَه بِوَلاءٍ سَنَواتٍ طَويلَة، وأنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُما. وهذِهِ النَّظرَةُ الإيجابِيَّة دفَعَت بُولُس أن يُشَجِّعَهُما على حَلِّ الخِلاف. كما ساعَدَتهُ أن يُحافِظَ هو على فَرَحِهِ وعلى صَداقاتِهِ القَوِيَّة في تِلكَ الجَماعَة. ب٢٢/٣ ص ٣٠ ف ١٦-١٨.
الإثنين ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر)
يَهْوَه قَريبٌ مِنَ الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور؛ هو يُخَلِّصُ الَّذينَ روحُهُم مُنسَحِقَة. — مز ٣٤:١٨.
سَلامُ يَهْوَه يُهَدِّئُ قَلبَنا ويُساعِدُنا أن نُفَكِّرَ بِاتِّزان. هذا ما لمَسَتهُ أُختٌ اسْمُها لُوز. تقول: «كَثيرًا ما أشعُرُ بِالوَحدَة. وبِسَبَبِ هذِهِ المَشاعِر، أُفَكِّرُ أحيانًا أنَّ يَهْوَه لا يُحِبُّني. ولكنْ في أوقاتٍ كهذِه، أُصَلِّي فَورًا إلى يَهْوَه وأفتَحُ لهُ قَلبي. فَالصَّلاةُ تُساعِدُني أن أتَحَكَّمَ بِمَشاعِري». واضِحٌ إذًا أنَّ الصَّلاةَ تُشعِرُنا بِالسَّلام. (في ٤:٦، ٧) إضافةً إلى ذلِك، نَحنُ واثِقونَ أنَّ يَهْوَه ويَسُوع سيَدعَمانِنا إذا خسِرنا شَخصًا نُحِبُّه. ونطمَئِنُّ لأنَّهُما يتَعاطَفانِ معنا في ضَعَفاتِنا، ويُريدانِ أن يُقَوِّيانا كَي نتَحَمَّل. ونحنُ نتَمَثَّلُ بِتَعاطُفِهِما حينَ نُبَشِّرُ النَّاسَ ونُعَلِّمُهُم. وكم نتَطَلَّعُ بِشَوقٍ إلى الوقت الَّذي فيهِ ‹يَمسَحُ اللّٰهُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِنا›! — رؤ ٢١:٤. ب٢٢/١ ص ١٥ ف ٧؛ ص ١٩ ف ١٩-٢٠.
الثلاثاء ٣١ تشرين الأول (أكتوبر)
أُدخُلوا مِنَ البَوَّابَةِ الضَّيِّقَة. فالطَّريقُ الَّذي يُؤَدِّي إلى الهَلاكِ سَهلٌ وبَوَّابَتُهُ واسِعَة وكَثيرونَ يَدخُلونَ مِنها. — مت ٧:١٣.
تحَدَّثَ يَسُوع عن بَوَّابَتَينِ مُختَلِفَتَينِ تُؤَدِّيانِ إلى طَريقَينِ مُختَلِفَين، واحِدٌ «سَهلٌ» والآخَرُ «صَعب». (مت ٧:١٤) ولا يوجَدُ طَريقٌ ثالِث. إذًا، علَينا أن نختارَ واحِدًا مِن هذَينِ الطَّريقَين. وهذا أهَمُّ قَرارٍ نأخُذُهُ لِأنَّ حَياتَنا الأبَدِيَّة تتَوَقَّفُ علَيه. الطَّريقُ ‹السَّهلُ› مُغرٍ لِأنَّ المَشيَ فيهِ لَيسَ صَعبًا. ولِلأسَف، يظَلُّ كَثيرونَ يمشونَ فيهِ ويَتبَعونَ الأغلَبِيَّة. لكنَّهُم لا يرَونَ أنَّ الشَّيطانَ إبْلِيس هوَ الَّذي يُشَجِّعُهُم أن يمشوا فيه، وأنَّ هذا الطَّريقَ يُؤَدِّي إلى المَوت. (١ كو ٦:٩، ١٠؛ ١ يو ٥:١٩) وبِعَكسِ الطَّريقِ ‹السَّهل›، قالَ يَسُوع إنَّ الطَّريقَ الآخَرَ «صَعب»، وإنَّ قَليلينَ يجِدونَه. وما السَّبَب؟ لاحِظْ أنَّ يَسُوع حذَّرَ في الآيَةِ التَّالِيَة مِنَ الأنبِياءِ الكَذَّابين. — مت ٧:١٥. ب٢١/١٢ ص ٢٢-٢٣ ف ٣-٥.