أيار (مايو)
الأربعاء ١ أيار (مايو)
بَعدَ هذا رَأيتُ جَمعًا كَثيرًا لم يَستَطِعْ أحَدٌ أن يَعُدَّه، وهُم مِن كُلِّ الأُمَمِ والقَبائِلِ والشُّعوبِ واللُّغات. — رؤ ٧:٩.
بَعدَما رأى يُوحَنَّا الفَريقَ السَّماوِيّ، رأى فَريقًا آخَر: «جَمعًا كَثيرًا». وبِعَكسِ ال ١٤٤٬٠٠٠، لم يستَطِعْ أحَدٌ أن يعُدَّ الجَمعَ الكَثير. وماذا نعرِفُ أيضًا عنهُم؟ قيلَ لِيُوحَنَّا: «هؤُلاء هُمُ الَّذينَ يَأتونَ مِنَ الضِّيقِ العَظيم، وقد غَسَلوا أثوابَهُم وبَيَّضوها بِدَمِ الخَروف». (رؤ ٧:١٤) وبَعدَما ينجو الجَمعُ الكَثيرُ مِنَ الضِّيقِ العَظيم، سيَعيشونَ هُنا على الأرضِ ويَتَمَتَّعونَ بِبَرَكاتٍ مُذهِلَة. (مز ٣٧:٩-١١، ٢٧-٢٩؛ أم ٢:٢١، ٢٢؛ رؤ ٧:١٦، ١٧) سَواءٌ كانَ رَجاؤكَ سَماوِيًّا أو أرضِيًّا، هل ترى أنَّكَ «مَوجودٌ في الصُّورَةِ» الَّتي يرسُمُها الرُّؤْيَا ٧؟ تخَيَّلْ كم سيَكونُ ذلِكَ الوَقتُ رائِعًا بِالنِّسبَةِ إلى المُختارينَ والجَمعِ الكَثير. ولا شَكَّ أنَّنا سنشعُرُ آنَذاك بِفَرَحٍ كَبيرٍ لِأنَّنا اختَرنا أن ندعَمَ حُكمَ يَهْوَه. ب٢٢/٥ ص ١٦ ف ٦-٧.
الخميس ٢ أيار (مايو)
يَهْوَه هو مَن يُعطي الحِكمَة. — أم ٢:٦.
إذا كانَ علَيكَ أن تأخُذَ قَرارًا مُهِمًّا، فلا شَكَّ أنَّكَ تطلُبُ الحِكمَةَ مِن يَهْوَه. وهذا في مَحَلِّه. (يع ١:٥) فالمَلِكُ سُلَيْمَان كتَب: «الحِكمَةُ هيَ أهَمُّ شَيء». (أم ٤:٧) طَبعًا، لم يكُنْ سُلَيْمَان يتَكَلَّمُ هُنا عن حِكمَةِ البَشَر، بل عنِ الحِكمَةِ الَّتي تأتي مِن يَهْوَه. ولكنْ هل تُساعِدُنا هذِهِ الحِكمَةُ أن نحُلَّ مَشاكِلَنا اليَوم؟ نَعَم. فماذا يُساعِدُنا أن نصيرَ حُكَماء؟ إحدى الطُّرُقِ هي دَرسُ وتَطبيقُ تَعاليمِ شَخصَينِ كانا مَعروفَينِ بِحِكمَتِهِما. أوَّلُ شَخصٍ هو سُلَيْمَان. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «أعطى اللّٰهُ سُلَيْمَان حِكمَةً وفَهمًا كَثيرًا جِدًّا». (١ مل ٤:٢٩) أمَّا الشَّخصُ الثَّاني، فهو يَسُوع الَّذي كانَ لَدَيهِ حِكمَةٌ لا مَثيلَ لها. (مت ١٢:٤٢) قالَت عنهُ إحدى النُّبُوَّات: «يحِلُّ علَيهِ روحُ يَهْوَه، روحُ الحِكمَةِ والفَهم». — إش ١١:٢. ب٢٢/٥ ص ٢٠ ف ١-٢.
الجمعة ٣ أيار (مايو)
إسمَحْ لي أن أُخَبِّرَ الجيلَ الآتي عن قُدرَتِك. — مز ٧١:١٨.
مَهما كبِرنا في العُمر، نقدِرُ أن نضَعَ أهدافًا روحِيَّة ونصِلَ إلَيها. إلَيكَ ما حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها بِيفِيرْلِي عُمرُها ٧٥ سَنَة. فهي كانَت تُعاني مِن مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة خَطيرَة صعَّبَت علَيها أن تمشي. لكنَّها أرادَت مِن كُلِّ قَلبِها أن تُشارِكَ كامِلًا في حَملَةِ الذِّكرى. فوَضَعَت أهدافًا مُحَدَّدَة. وعِندَما وصَلَت إلَيها خِلالَ الحَملَة، شعَرَت بِفَرَحٍ كَبير. ومِثالُها شجَّعَ باقِيَ الإخوَةِ أن يبذُلوا هُم أيضًا جُهدًا أكبَرَ في الخِدمَة. لا شكَّ أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا عَمَلَ إخوَتِنا وأخَواتِنا الأكبَرِ سِنًّا، حتَّى لَو كانَت ظُروفُهُم تحُدُّ مِن إمكانِيَّاتِهِم. (مز ٧١:١٧) إذًا، ضعْ أهدافًا تُناسِبُك. مَثَلًا، نمِّ صِفاتٍ تُحَبِّبُ يَهْوَه فيك، تعَلَّمْ مَهاراتٍ جَديدَة تُفيدُ بها يَهْوَه وهَيئَتَه، وابحَثْ عن طُرُقٍ لِتخدُمَ إخوَتَكَ أكثَر. وبِفَضلِ بَرَكَةِ يَهْوَه، سيَكونُ «تَقَدُّمُكَ ظاهِرًا لِلجَميع»، مِثلَما كانَ تَقَدُّمُ تِيمُوثَاوُس. — ١ تي ٤:١٥. ب٢٢/٤ ص ٢٧ ف ١٨-١٩.
السبت ٤ أيار (مايو)
مُنذُ الطُّفولِيَّةِ تعرِفُ الكِتاباتِ المُقَدَّسَة. — ٢ تي ٣:١٥.
ماذا لَو قرَّرَ أحَدُ أولادِكَ أن لا يخدُمَ يَهْوَه، رَغمَ كُلِّ الجُهودِ الَّتي بذَلتَها؟ لا تستَنتِجْ أنَّكَ فشِلتَ في تَربِيَتِه. فيَهْوَه أعطانا جَميعًا، وأعطى وَلَدَكَ أيضًا، عَطِيَّةَ الإرادَةِ الحُرَّة، أيِ الحُرِّيَّةَ أن نختارَ إذا كُنَّا سنخدُمُه. لكنْ لا تفقِدِ الأمَلَ مِن عَودَتِه. وتذَكَّرْ مَثَلَ الابْنِ الضَّالّ. (لو ١٥:١١-١٩، ٢٢-٢٤) فَهذا الشَّابُّ ابتَعَدَ كَثيرًا عنِ طَريقِ الحَق. مع ذلِك، عادَ في النِّهايَة. أيُّها الوالِدون، لَدَيكُمُ امتِيازٌ رائِعٌ أن تُرَبُّوا جيلًا جَديدًا مِن خُدَّامِ يَهْوَه. (مز ٧٨:٤-٦) وهذِه لَيسَت مُهِمَّةً سَهلَة. لِذلِك نمدَحُكُم مِن كُلِّ قَلبِنا على الجُهودِ الكَبيرَة الَّتي تبذُلونَها لِتُساعِدوا أولادَكُم أن يُحِبُّوا يَهْوَه و ‹تُرَبُّوهُم في تَأديبِهِ وتَوجيهِهِ الفِكرِيّ›. وتأكَّدوا أنَّ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ سيَكونُ راضِيًا عنكُم. — أف ٦:٤. ب٢٢/٥ ص ٣٠-٣١ ف ١٦-١٨.
الأحد ٥ أيار (مايو)
كُلُّ الجَسَدِ مُقتَرِنٌ معًا بِانسِجام. — أف ٤:١٦.
كَي نخلُقَ جَوًّا مِنَ السَّلامِ والوَحدَةِ في الجَماعَة، على كُلِّ واحِدٍ مِنَّا أن يُعطِيَ أفضَلَ ما لَدَيهِ لِيَهْوَه. فكِّرْ في المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل. فقدْ كانَ لَدَيهِم مَواهِبُ وتَعييناتٌ مُختَلِفَة. (١ كو ١٢:٤، ٧-١١) لكنَّ ذلِك لم يُسَبِّبِ الانقِساماتِ والمُنافَسَةَ بَينَهُم. على العَكس، شجَّعَ بُولُس كُلَّ واحِدٍ مِنهُم أن يستَعمِلَ مَواهِبَهُ «لِبُنيانِ جَسَدِ المَسيح». وكتَبَ أيضًا أنَّ كُلَّ عُضوٍ حينَ يعمَلُ بِالمِقدارِ المُلائِم، «يعمَلُ على نُمُوِّ الجَسَدِ لِبُنيانِ ذاتِهِ بِالمَحَبَّة». (أف ٤:١-٣، ١١، ١٢) والَّذينَ طبَّقوا هذِهِ النَّصيحَة، خلَقوا جَوًّا مِنَ السَّلامِ والوَحدَةِ في الجَماعَة. وهذا ما نراهُ اليَومَ أيضًا في جَماعاتِنا. إذًا، كُنْ مُصَمِّمًا أن لا تُقارِنَ نَفْسَكَ بِالآخَرين. بل تعَلَّمْ مِن يَسُوع وابذُلْ جُهدَكَ لِتتَمَثَّلَ به. وكُنْ أكيدًا أنَّ إلهَنا «لَيسَ فيهِ إثمٌ حتَّى ينسى عَمَلَك». (عب ٦:١٠) فهو يُقَدِّرُ كَثيرًا الجُهودَ الَّتي تبذُلُها مِن كُلِّ قَلبِكَ لِتُرضِيَه. ب٢٢/٤ ص ١٤ ف ١٥-١٦.
الإثنين ٦ أيار (مايو)
المَسيحُ يَسُوع جاءَ إلى العالَمِ لِيُخَلِّصَ الخُطاة. — ١ تي ١:١٥.
جَيِّدٌ أنَّ يَهْوَه هو الَّذي يُقَرِّرُ هل يستَحِقُّ الخاطِئُ الغُفران، لا نَحن. ولكنْ أحيانًا، هُناك قَرارٌ يجِبُ أن نأخُذَه نَحن. وهذا حينَ يُخطِئُ الشَّخصُ إلَينا، وخَطِيَّتُهُ قد تكونُ خَطيرَة. في بَعضِ الأحيان، يعتَذِرُ الشَّخصُ إلَينا ويَطلُبُ أن نُسامِحَه. وفي أحيانٍ أُخرى، قد لا يعتَذِر. ولكنْ في كُلِّ الأحوال، يعودُ القَرارُ إلَينا أن نُسامِحَه، أي أن لا نظَلَّ غاضِبينَ مِنه. طَبعًا، هذا يتَطَلَّبُ مِنَّا وَقتًا وجُهدًا، خُصوصًا إذا آذانا الشَّخصُ كَثيرًا. يقولُ عَدَد ١٥ أيْلُول (سِبْتَمْبِر) ١٩٩٤ مِن بُرجِ المُراقَبَة: «إنَّ غُفرانَكُم لِلخاطِئِ لا يعني أنَّكُم تتَغاضَونَ عنِ الخَطَإ. فبِالنِّسبَةِ إلى المَسيحِيّ، يعني الغُفرانُ تَركَ المَسألَةِ بِثِقَةٍ بَينَ يَدَي يَهْوَه. فهوَ الدَّيَّانُ البارُّ لِكُلِّ الكَون، وسَيُنَفِّذُ العَدلَ في الوَقتِ المُناسِب». ب٢٢/٦ ص ٩ ف ٦-٧.
الثلاثاء ٧ أيار (مايو)
ضَعْ أمَلَكَ في يَهْوَه. — مز ٢٧:١٤.
وعَدَ يَهْوَه أنَّهُ سيَجمَعُ في أيَّامِنا أشخاصًا مِن كُلِّ الأُمَمِ والقَبائِلِ واللُّغات، وسَيُوَحِّدُهُم في العِبادَةِ النَّقِيَّة. ونَحنُ نرى هذا الوَعدَ يتِمُّ اليَوم. فهؤُلاءِ الأشخاصُ يُؤَلِّفونَ فَريقًا مُمَيَّزًا يُسَمَّى ‹الجَمعَ الكَثير›. (رؤ ٧:٩، ١٠) ومع أنَّهُم رِجالٌ ونِساءٌ وأولادٌ مِن خَلفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَة، يعيشونَ بِسَلامٍ كعائِلَةٍ واحِدَة حَولَ العالَم. (مز ١٣٣:١؛ يو ١٠:١٦) وهُم مُستَعِدُّونَ دائِمًا لِيُخبِروا الآخَرينَ عن رَجائِهِم بِمُستَقبَلٍ أفضَل. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ رؤ ١٤:٦، ٧؛ ٢٢:١٧) إذا كُنتَ مِنَ الجَمعِ الكَثير، فلا شَكَّ أنَّ هذا الرَّجاءَ غالٍ جِدًّا على قَلبِك. لكنَّ الشَّيْطَان يُريدُ أن يُخَسِّرَنا رَجاءَنا. فهو يُحاوِلُ أن يُشَكِّكَنا بِأنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ ما وعَدَنا به. وإذا نجَحَ الشَّيْطَان في ذلِك، فسَتضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا ونتَوَقَّفُ عن خِدمَةِ يَهْوَه. ب٢٢/٦ ص ٢٠-٢١ ف ٢-٣.
الأربعاء ٨ أيار (مايو)
هذا الرَّجاءُ هو لنا كَمِرساةٍ لِلنَّفْس، وهو أكيدٌ وثابِت. — عب ٦:١٩.
رَجاؤُنا الأكيدُ يُساعِدُنا أن نجتازَ عَواصِفَ الحَياة، واثِقينَ أنَّ أوقاتًا أحلى بِانتِظارِنا. مَثَلًا، نَحنُ نتَوَقَّعُ أن نتَعَرَّضَ لِلاضطِهاد، مِثلَما أخبَرَنا يَسُوع. (يو ١٥:٢٠) لِذا مُهِمٌّ أن نتَأمَّلَ في المُكافَأةِ الَّتي وعَدَنا بها يَهْوَه. وهكَذا، نبقى ثابِتينَ في خِدمَتِنا له. لقد ساعَدَ الرَّجاءُ يَسُوع أن يثبُتَ في وَجهِ المَوتِ العَنيفِ الَّذي كانَ ينتَظِرُه. وهكَذا، استَطاعَ أن يُحافِظَ على هُدوئِهِ وثِقَتِه، تَمامًا مِثلَما أنبَأت نُبُوَّةٌ في المَزْمُور، نُبُوَّةٌ اقتَبَسَها الرَّسولُ بُطْرُس في يَومِ الخَمسين سنة ٣٣ بم: «سَأعيشُ وعِندي أمَل. فأنتَ لن تَترُكَني في القَبر، ولن تَدَعَ جَسَدَ خادِمِكَ الوَلِيِّ يَتَعَفَّن. . . . سَتَملَأُني بِفَرَحٍ عَظيمٍ في حَضرَتِك». (أع ٢:٢٥-٢٨؛ مز ١٦:٨-١١) فيَسُوع وثِقَ أنَّ اللّٰهَ سيَفي بِوَعدِهِ ويُقيمُه، وركَّزَ على الفَرَحِ الَّذي ينتَظِرُهُ حينَ يعودُ إلى أبيهِ في السَّماء. — عب ١٢:٢، ٣. ب٢٢/١٠ ص ٢٥ ف ٤-٥.
الخميس ٩ أيار (مايو)
نَحنُ جَميعًا نُخطِئُ مَرَّاتٍ كَثيرَة. — يع ٣:٢.
أرادَ يَعْقُوب ويُوحَنَّا أن يُعطِيَهُما يَسُوع مَركَزَينِ مُهِمَّينِ في مَملَكَتِه، وطلَبا مِنهُ ذلِك مِن خِلالِ أُمِّهِما. (مت ٢٠:٢٠، ٢١) فقدْ أرادا أن يكونا أعظَمَ مِنَ الباقين، وهذا دَليلٌ على التَّكَبُّر. (أم ١٦:١٨) لكِنَّ الرُّسُلَ الباقينَ أيضًا كانَ عِندَهُم ضُعف. لاحِظْ كَيفَ كانَت رَدَّةُ فِعلِهِم. تقولُ مَتَّى ٢٠:٢٤: «لمَّا سَمِعَ العَشَرَة الآخَرونَ بِذلِك، غَضِبوا جِدًّا مِنَ الأخَوَيْن». تخَيَّلْ كَيفَ عصَّبوا على يَعْقُوب ويُوحَنَّا. فماذا فعَلَ يَسُوع عِندَما حصَلَ ذلِك؟ لم ينفَعِلْ ويُقَرِّرْ أن يبحَثَ عن رُسُلٍ أفضَل، رُسُلٍ مُتَواضِعينَ يتَعامَلونَ دائِمًا بِمَحَبَّة. بل صبَرَ على رُسُلِه، وصحَّحَ تَفكيرَهُم بِلُطف. فقدْ عرَفَ أنَّهُم يُريدونَ أن يفعَلوا الصَّواب. (مت ٢٠:٢٥-٢٨) لِذا، استَمَرَّ يُعامِلُهُم بِمَحَبَّة. ب٢٣/٣ ص ٢٨-٢٩ ف ١٠-١٣.
الجمعة ١٠ أيار (مايو)
يا ابْني، كُنْ حَكيمًا وفَرِّحْ قَلبي، لِأُجاوِبَ مَن يَتَحَدَّاني. — أم ٢٧:١١.
ما أروَعَ الإنجازاتِ الَّتي قُمتَ بها! فأنتَ درَستَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِاجتِهاد، رُبَّما لِعِدَّةِ سِنين. وهكَذا اقتَنَعتَ أنَّهُ كَلِمَةُ اللّٰه. والأهَمّ، صِرتَ تعرِفُ مُؤَلِّفَ هذا الكِتابِ وتُحِبُّه. وظلَّت مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه تزداد، فنذَرتَ نَفْسَكَ لهُ واعتَمَدت. وهذا هو أفضَلُ قَرارٍ أخَذتَه. لا شَكَّ أنَّكَ مرَرتَ بِتَجارِبَ عَديدَة وأنتَ تتَقَدَّمُ إلى المَعمودِيَّة. ولكنْ فيما تنمو روحِيًّا، ستُواجِهُ تَجارِبَ جَديدَة. فالشَّيْطَان سيُحاوِلُ أن يُضعِفَ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه كَي يوقِفَكَ عن خِدمَتِه. (أف ٤:١٤) فلا تسمَحْ لهُ أن ينجَح. ولكنْ ماذا يُساعِدُكَ أن تبقى وَلِيًّا لِيَهْوَه، وتعيشَ حَسَبَ انتِذارِك؟ مُهِمٌّ أن تستَمِرَّ «في التَّقَدُّمِ إلى النُّضج»، أي تستَمِرَّ في التَّقَدُّمِ روحِيًّا. — عب ٦:١. ب٢٢/٨ ص ٢ ف ١-٢.
السبت ١١ أيار (مايو)
أَكرِمْ أباكَ وأُمَّك، مِثلَما أوْصاكَ يَهْوَه إلهُك، لِكَي يَطولَ عُمرُكَ وتَكونَ مُوَفَّقًا. — تث ٥:١٦.
يجِبُ أن يسعى كُلُّ فَردٍ في العائِلَةِ لِيَحفَظَ أسرارَها. مَثَلًا، إذا كانَ لدى الزَّوجَةِ عادَةٌ يعتَبِرُها زَوجُها غَريبَة، فهل يُخبِرُ الآخَرينَ عنها لِيُضحِكَهُم؟ طَبعًا لا. فهو يُحِبُّ زَوجَتَه، ولا يُريدُ أبَدًا أن يفعَلَ شَيئًا يُحرِجُها أو يجرَحُها. (أف ٥:٣٣) والمُراهِقونَ يُحِبُّونَ أن يُعامِلَهُم والِدوهُم بِاحتِرام. فمُهِمٌّ أن يتَذَكَّرَ والِدوهُم ذلِك، ولا يُحرِجوهُم بِإخبارِ الآخَرينَ عن أخطائِهِم. (كو ٣:٢١) والأولادُ بِدَورِهِم علَيهِم أن يتَعَلَّموا أن يحفَظوا أسرارَ العائِلَة، ولا يُخبِروا الآخَرينَ شَيئًا يُحرِجُ والِديهِم أو إخوَتَهُم. وعِندَما يقومُ كُلُّ أفرادِ العائِلَةِ بِدَورِهِم، يقتَرِبونَ أكثَرَ واحِدُهُم إلى الآخَر. ب٢٢/٩ ص ١٠ ف ٩.
الأحد ١٢ أيار (مايو)
أصْغِ إلى هذا يا أيُّوب، تَوَقَّفْ وفَكِّر. — أي ٣٧:١٤.
تكَلَّمَ يَهْوَه مع أيُّوب، وذكَّرَهُ كم هو حَكيمٌ ومُحِبٌّ ويَهتَمُّ بِمَخلوقاتِه. فأخبَرَهُ عنِ الكَثيرِ مِنَ الحَيَواناتِ الرَّائعَة. (أي ٣٨:١، ٢؛ ٣٩:٩، ١٣، ١٩، ٢٧؛ ٤٠:١٥؛ ٤١:١، ٢) ومِن خِلالِ شابٍّ اسْمُهُ ألِيهُو، شجَّعَ يَهْوَه أيُّوب وأعطاهُ نَصيحَةً بِمَحَبَّة. فألِيهُو أكَّدَ لِأيُّوب أنَّ يَهْوَه يُكافِئُ دائمًا خُدَّامَهُ على احتِمالِهِم، وساعَدَهُ أن لا يُرَكِّزَ على نَفْسِه، بل يرى كم هو صَغيرٌ بِالمُقارَنَةِ مع خالِقِ الكَونِ يَهْوَه. إضافَةً إلى ذلِك، أعطى يَهْوَه تَعيينًا لِأيُّوب: أن يُصَلِّيَ مِن أجْلِ أصدِقائِهِ الَّذينَ أخطَأوا. (أي ٤٢:٨-١٠) ولكنْ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه اليَومَ عِندَما نُواجِهُ مَشاكِلَ صَعبَة؟ هو لا يتَكَلَّمُ معنا مُباشَرَة، مِثلَما تكَلَّمَ مع أيُّوب. لكنَّهُ يتَكَلَّمُ معنا مِن خِلالِ كَلِمَتِه، الكِتابِ المُقَدَّس. — رو ١٥:٤. ب٢٢/٨ ص ١١ ف ١٠-١١.
الإثنين ١٣ أيار (مايو)
حَسَنٌ ألَّا تأكُلَ لَحمًا ولا تشرَبَ خَمراً ولا تفعَلَ شَيئَا يعثُرُ بهِ أخوك. — رو ١٤:٢١.
كانَ في جَماعَةِ رُومَا إخوَةٌ مِنَ اليَهُودِ ومِنَ الأُمَم. وفي ذلِكَ الوَقت، لم يعُدِ المَسيحِيُّونَ تَحتَ الشَّريعَةِ المُوسَوِيَّة، وبِالتَّالي لم يكونوا مُلزَمينَ بِالقُيودِ الَّتي فرَضَتها على بَعضِ أنواعِ الطَّعام. (مر ٧:١٩) لِذا، شعَرَ بَعضُ المَسيحِيِّينَ مِن أصلٍ يَهُودِيٍّ أنَّهُم أحرارٌ لِيَتَناوَلوا أيَّ طَعام. أمَّا مَسيحِيُّونَ آخَرونَ مِن أصلٍ يَهُودِيّ، فلم يتَقَبَّلوا ذلِك. وهذا سبَّبَ انقِسامًا في الجَماعَة. لِذا أوضَحَ لهُمُ الرَّسولُ بُولُس كم مُهِمٌّ أن يُحافِظوا على السَّلام. وهكَذا، أوضَحَ لِإخوَتِهِ كَيفَ تُؤذيهِمِ الخِلافاتُ وتُؤذي الجَماعَةَ كُلَّها. (رو ١٤:١٩، ٢٠) كما كانَ مُستَعِدًّا لِيَتَنازَلَ عن حُقوقِهِ كَي لا يُضايِقَ الآخَرين. (١ كو ٩:١٩-٢٢) نَحنُ أيضًا، يجِبُ أن لا نتَجادَلَ مع إخوَتِنا في المَسائِلِ الَّتي يأخُذُ فيها كُلُّ مَسيحِيٍّ قَرارَه. وهكَذا، نبني الإخوَةَ ونُحافِظُ على السَّلامِ في الجَماعَة. ب٢٢/٨ ص ٢٢ ف ٧.
الثلاثاء ١٤ أيار (مايو)
يَهْوَه يُحِبُّ الَّذي يَجتَهِدُ لِيَفعَلَ الصَّواب. — أم ١٥:٩.
عِندَما نضَعُ هَدَفًا مُحَدَّدًا في خِدمَةِ يَهْوَه، نظَلُّ نعمَلُ جُهدَنا لِنصِلَ إلَيه. بِنَفْسِ الطَّريقَة، يلزَمُ أن نظَلَّ نَعمَلُ جُهدَنا لِنفعَلَ الصَّواب. ويَهْوَه بِدَورِهِ سيُساعِدُنا أن نتَقَدَّمَ ونتَحَسَّنَ معَ الوَقت. (مز ٨٤:٥، ٧) كما يُذَكِّرُنا بِمَحَبَّةٍ أنَّ مَقاييسَهُ لَيسَت عِبئًا علَينا. (١ يو ٥:٣) بل تُشَكِّلُ حِمايَةً لنا، حِمايَةً نحتاجُها كُلَّ يَوم. فكِّرْ قَليلًا في السِّلاحِ الرُّوحِيِّ الَّذي وصَفَهُ بُولُس. (أف ٦:١٤-١٨) فأيُّ قِطعَةٍ فيهِ تحمي قَلبَ الجُندِيّ؟ «دِرعُ البِرّ»، الَّذي يُمَثِّلُ مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ. فمِثلَما يحمي الدِّرعُ القَلبَ الحَرفِيّ، تحمي مَقاييسُ يَهْوَه قَلبَكَ المَجازِيّ، أي أفكارَكَ ومَشاعِرَكَ ورَغَباتِك. إذًا، تأكَّدْ أنَّكَ تلبَسُ سِلاحَكَ الرُّوحِيَّ بِالكامِل، بما فيهِ «دِرعُ البِرّ». — أم ٤:٢٣. ب٢٢/٨ ص ٢٩ ف ١٣-١٤.
الأربعاء ١٥ أيار (مايو)
كَلِمَةُ إلهِنا تبقى إلى الدَّهر. — إش ٤٠:٨.
ظلَّت كَلِمَةُ اللّٰهِ تُرشِدُ خُدَّامَهُ آلافَ السِّنين. ألَيسَ هذا لافِتًا جِدًّا؟ فيَهْوَه تأكَّدَ أن يستَمِرَّ النُّسَّاخُ في نَسخِها. طَبعًا، لم يكُنْ هؤُلاءِ النُّسَّاخُ كامِلين. لكنَّهُمُ انتَبَهوا جِدًّا في عَمَلِهِم. ذكَرَ أحَدُ العُلَماءِ عنِ الأسفارِ العِبْرَانِيَّة: «يُمكِنُ القَولُ بِثِقَةٍ إنَّهُ ما مِن عَمَلٍ آخَرَ مِنَ العُصورِ القَديمَة نُقِلَ بِمِثلِ هذِهِ الدِّقَّة». فكَلِمَةُ يَهْوَه لم تتَغَيَّر. إنَّهُ يُعطينا «كُلَّ عَطِيَّةٍ جَيِّدَة وكُلَّ هَدِيَّةٍ كامِلَة». (يع ١:١٧) وكَلِمَتُهُ هي مِن أفضَلِ الهَدايا الَّتي أعطاها لنا. طَبعًا، تُخبِرُنا الهَدِيَّةُ الكَثيرَ عن مُقَدِّمِها. فهي تكشِفُ لنا كم يعرِفُنا ويَهتَمُّ بنا. بِشَكلٍ مُماثِل، يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ الكَثيرَ عن يَهْوَه. فهو يُظهِرُ لنا كم يعرِفُنا ويَهتَمُّ بِحاجاتِنا. كما يكشِفُ لنا صِفاتِهِ الحُلوَة. ب٢٣/٢ ص ٢-٣ ف ٣-٤.
الخميس ١٦ أيار (مايو)
الأرضُ تمتَلِئُ مِن مَعرِفَةِ يَهْوَه. — إش ١١:٩.
كم سيَكونُ رائِعًا حينَ تبدَأُ القِيامَةُ على الأرضِ خِلالَ ال ١٬٠٠٠ سَنَة. فكُلُّنا خسِرنا أشخاصًا نُحِبُّهُم بِالمَوت، ونشتاقُ أن نراهُم مُجَدَّدًا. وهذا ما يشعُرُ بهِ يَهْوَه أيضًا. (أي ١٤:١٥) تخَيَّلْ إذًا الفَرَحَ الَّذي سيَملَأُ الأرضَ حينَ يستَقبِلُ كُلُّ شَخصٍ أحِبَّاءَهُ المُقامين. فالطَّائِعونَ الَّذينَ اسْمُهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة سيَقومون، و «سَتَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحَياة». (أع ٢٤:١٥؛ يو ٥:٢٩) ورُبَّما سيَقومُ هؤُلاء أوَّلًا، وسَيَكونُ بَينَهُم كَثيرونَ مِن أحِبَّائِنا. إضافَةً إلى ذلِك، سيَقومُ الأشرارُ الَّذينَ لم ينالوا فُرصَةً كافِيَة لِيَتَعَرَّفوا على يَهْوَه ويَخدُموه، و «سَتَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحِساب». ولكنْ سيَحتاجُ كُلُّ المُقامينَ أن يتَعَلَّموا الكَثير. (إش ٢٦:٩؛ ٦١:١١) لِذلِك، سيَجري أعظَمُ بَرنامَجٍ تَعليمِيٍّ في التَّاريخ. — إش ١١:١٠. ب٢٢/٩ ص ٢٠ ف ١-٢.
الجمعة ١٧ أيار (مايو)
هوَ الإلهُ الحَيّ. — دا ٦:٢٦.
أظهَرَ يَهْوَه تَفَوُّقَ سُلطَتِهِ على حُكَّامٍ مُتَحالِفينَ معًا. فهو حارَبَ عنِ الإسْرَائِيلِيِّينَ ومكَّنَهُم أن يُسَيطِروا على قِسمٍ كَبيرٍ مِن أرضِ المَوعِد. (يش ١١:٤-٦، ٢٠؛ ١٢:١، ٧، ٢٤) ومَرَّةً بَعدَ أُخرى، أظهَرَ أنَّهُ العالي على كُلِّ شَيء. فمَرَّةً، افتَخَرَ نَبُوخَذْنَصَّر مَلِكُ بَابِل ‹بِقُوَّتِهِ وقُدرَتِهِ ومَجدِهِ وعَظَمَتِه›، بَدَلَ أن يعتَرِفَ بِتَواضُعٍ أنَّ يَهْوَه هو مَن يستَحِقُّ التَّسبيح. لذا، جعَلَهُ يَهْوَه يفقِدُ عَقلَه. وبَعدَما شُفِيَ، ‹سَبَّحَ العالي على كُلِّ شَيءٍ› واعتَرَفَ أنَّ «حُكمَهُ سيَبْقى إلى الأبَدِ» و «لا أحَدَ يَقدِرُ أن يوقِفَه». (دا ٤:٣٠، ٣٣-٣٥) مِن ناحِيَةٍ أُخرى، قالَ كاتِبُ المَزْمُور: «سَعيدَةٌ هيَ الأُمَّةُ الَّتي إلهُها يَهْوَه، الشَّعبُ الَّذي اختارَهُ لِيَكونَ مِلْكَه». (مز ٣٣:١٢) فِعلًا، لَدَينا أسبابٌ مُهِمَّة لِنبقى أولِياءَ لِيَهْوَه. ب٢٢/١٠ ص ١٥-١٦ ف ١٣-١٥.
السبت ١٨ أيار (مايو)
كَلامُكَ هوَ الحَقّ. — مز ١١٩:١٦٠.
عِندَما نرى النُّبُوَّاتِ الكَثيرَة الَّتي تمَّت في الكِتابِ المُقَدَّس، تزدادُ ثِقَتُنا بِأنَّ وُعودَ اللّٰهِ ستتَحَقَّقُ في المُستَقبَل. فنشعُرُ مِثلَ صاحِبِ المَزْمُور الَّذي صلَّى إلى يَهْوَه: «أتَشَوَّقُ إلى خَلاصِك، لِأنِّي أضَعُ أمَلي في كَلِمَتِك». (مز ١١٩:٨١) ومِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّس، أعطانا يَهْوَه إلهُنا المُحِبُّ «مُستَقبَلًا ورَجاء». (إر ٢٩:١١) فرَجاؤُنا لا يعتَمِدُ على جُهودِ البَشَر، بل على وُعودِ يَهْوَه. فلْنستَمِرَّ في زِيادَةِ ثِقَتِنا بِكَلِمَةِ اللّٰهِ مِن خِلالِ دَرسِ النُبُوَّاتِ بِاجتِهاد. وهُناك دَليلٌ آخَرُ يُؤَكِّدُ أنَّنا نقدِرُ أن نثِقَ بِالكِتابِ المُقَدَّس: النَّتائِجُ الجَيِّدَة الَّتي ينالُها الذينَ يُطَبِّقونَ نَصائِحَه. (مز ١١٩:٦٦، ١٣٨) فهو قادِرٌ مَثَلًا أن يُحَوِّلَ زَواجًا على وَشكِ الانهِيارِ إلى زَواجٍ ناجِحٍ وسَعيد. فيَكبَرُ الأولادُ في جَوٍّ مَليءٍ بِالمَحَبَّةِ بَينَ والِدَينِ مَسيحِيَّينِ يُحَسِّسانِهِم بِالأمانِ والحَنان. — أف ٥:٢٢-٢٩. ب٢٣/١ ص ٥ ف ١٢-١٣.
الأحد ١٩ أيار (مايو)
إفرَحوا في الرَّجاء. — رو ١٢:١٢.
فكِّرْ كَيفَ استَفَدتَ حتَّى الآن مِن إتمامِ الوُعودِ المَذكورَة في كَلِمَةِ اللّٰه. فيَسُوع وعَدَكَ أنَّ أباهُ سيُؤَمِّنُ لكَ ضَروراتِ الحَياة. (مت ٦:٣٢، ٣٣) ووَعَدَكَ أيضًا أنَّ يَهْوَه سيُعطيكَ الرُّوحَ القُدُسَ حينَ تطلُبُهُ مِنه. (لو ١١:١٣) وبِالفِعل، وفى يَهْوَه بِهذَينِ الوَعدَين. فكِّرْ أيضًا كَيفَ يفي يَهْوَه بِوُعودٍ أُخرى. فهو وعَدَكَ مَثَلًا بِأن يُسامِحَك، يُعَزِّيَك، ويُعطِيَكَ الطَّعامَ الرُّوحِيّ. (مت ٦:١٤؛ ٢٤:٤٥؛ ٢ كو ١:٣) وحينَ تتَأمَّلُ في ما فعَلَهُ لكَ حتَّى الآن، يقوى رَجاؤُكَ بِما سيَفعَلُهُ لكَ في المُستَقبَل. دونَ شَكّ، نَحنُ نثِقُ أنَّ يَهْوَه سيَفي بِوُعودِهِ لنا. وقالَ كاتِبُ المَزْمُور: «سَعيدٌ . . . مَن يَضَعُ أمَلَهُ في يَهْوَه إلهِه، صانِعِ السَّماءِ والأرضِ والبَحر، وكُلِّ ما فيها، الَّذي يَبْقى أمينًا دائِمًا». — مز ١٤٦:٥، ٦. ب٢٢/١٠ ص ٢٧ ف ١٥؛ ص ٢٨ ف ١٧.
الإثنين ٢٠ أيار (مايو)
علَيكِ يُشرِقُ يَهْوَه. — إش ٦٠:٢.
هل تنطَبِقُ علَينا اليَومَ النُّبُوَّةُ عن رَدِّ العِبادَةِ النَّقِيَّة؟ نَعَم بِالتَّأكيد. فمُنذُ سَنَة ١٩١٩، تحَرَّرَ المَلايينُ مِن بَابِل العَظيمَة، أيْ مِنَ الأديانِ المُزَيَّفَة. وهُم يدخُلونَ إلى فِردَوسٍ روحِيّ، مَكانٍ أفضَلَ بِكَثيرٍ مِن أرضِ المَوعِدِ الَّتي سكَنَها الإسْرَائِيلِيُّون. (إش ٥١:٣؛ ٦٦:٨) إذًا، مُنذُ سَنَة ١٩١٩، يعيشُ المُختارونَ في فِردَوسٍ روحِيّ. ومعَ الوَقت، دخَلَ إلَيهِ أيضًا ‹الخِرافُ الآخَرونَ› الَّذينَ رَجاؤُهُم أرضِيّ، وبدَأوا يتَمَتَّعونَ بِبَرَكاتِ يَهْوَه الكَثيرَة. (يو ١٠:١٦؛ إش ٢٥:٦؛ ٦٥:١٣) والفِردَوسُ الرُّوحِيُّ مَوجودٌ حَولَ العالَم. وبِالتَّالي أينَما كُنَّا، نقدِرُ أن نعيشَ فيه. المُهِمُّ أن ندعَمَ العِبادَةَ النَّقِيَّة بِنَشاط. ب٢٢/١١ ص ١١-١٢ ف ١٢-١٥.
الثلاثاء ٢١ أيار (مايو)
أنتَ لا بِدايَةَ لكَ يا يَهْوَه. أنتَ لا تَموتُ يا إلهي القُدُّوس. — حب ١:١٢.
هل صَعبٌ علَيكَ أن تستَوعِبَ كَيفَ يكونُ يَهْوَه بِلا بِدايَةٍ ولا نِهايَة؟ (إش ٤٠:٢٨) هذا لَيسَ غَريبًا. فألِيهُو قالَ إنَّ «عَدَدَ سَنَواتِ» يَهْوَه يفوقُ فَهمَنا. (أي ٣٦:٢٦) ولكنْ إذا استَصعَبنا أن نفهَمَ شَيئًا، فهذا لا يعني بِالضَّرورَةِ أنَّهُ لَيسَ صَحيحًا أو مَوجودًا. مَثَلًا، نَحنُ لا نفهَمُ كامِلًا ما هوَ الضَّوء، لكنَّ هذا لا يعني أنَّ الضَّوءَ لَيسَ مَوجودًا. بِشَكلٍ مُماثِل، لا نقدِرُ أن نفهَمَ كامِلًا كَيفَ يكونُ يَهْوَه بِلا بِدايَةٍ ولا نِهايَة. لكنَّ هذا لا يعني أنَّ يَهْوَه لَيسَ حَيًّا إلى الأبَد. فالحَقيقَةُ عن خالِقِنا لا تعتَمِدُ على فَهمِنا المَحدود. (رو ١١:٣٣-٣٦) ويَهْوَه كانَ أساسًا مَوجودًا قَبلَ أن يخلُقَ الكَون، بِما فيهِ الشَّمسُ وغَيرُها مِن مَصادِرِ الضَّوء. فهو كانَ مَوجودًا قَبلَما «بسَطَ السَّموات». (إر ٥١:١٥) أفَلا يُؤَكِّدُ ذلِك أنَّهُ يقدِرُ أن يُعطِيَنا الحَياةَ الأبَدِيَّة؟ ب٢٢/١٢ ص ٢-٣ ف ٣-٤.
الأربعاء ٢٢ أيار (مايو)
لِتَكُنْ صَلاتي مِثلَ بَخورٍ يُقَدَّمُ أمامَك. — مز ١٤١:٢.
أحيانًا، نُمَثِّلُ الآخَرينَ في الصَّلاة. مَثَلًا، قد تطلُبُ أُختٌ تُديرُ دَرسًا مِنَ الأُختِ الَّتي تُرافِقُها أن تُصَلِّي. وبِما أنَّ الأُختَ الَّتي تُرافِقُها لا تعرِفُ التِّلميذَةَ جَيِّدًا، فقدْ تُفَضِّلُ أن تُصَلِّيَ في نِهايَةِ الدَّرس. وهكَذا تقدِرُ أن تُكَيِّفَ صَلاتَها حَسَبَ حاجاتِ التِّلميذَة. وقدْ يُطلَبُ مِن أخٍ أن يُصَلِّيَ في اجتِماعٍ لِخِدمَةِ الحَقلِ أو في اجتِماعٍ لِلجَماعَة. وفي هذِهِ الحالَة، يجِبُ أن يتَذَكَّرَ الهَدَفَ مِنَ الاجتِماع. ويَجِبُ أن يتَذَكَّرَ أيضًا أنَّ الصَّلاةَ لَيسَت فُرصَةً لِيُقَدِّمَ لِلجَماعَةِ نَصائِحَ أو إعلانات. وفي مُعظَمِ اجتِماعاتِ الجَماعَة، تُخَصَّصُ خَمسُ دَقائِقَ لِلتَّرنيمَةِ والصَّلاة. وبِالتَّالي، على الأخِ الَّذي يُصَلِّي أن لا ‹يُكَثِّرَ الكَلام›، خُصوصًا في بِدايَةِ الاجتِماع. — مت ٦:٧. ب٢٢/٧ ص ٢٤ ف ١٧-١٨.
الخميس ٢٣ أيار (مايو)
سَتَسمَعونَ أصواتَ حُروبٍ وأخبارًا عن حُروب. ولكنْ لا تَرتَعِبوا، فهذِهِ الأشياءُ يَجِبُ أن تَحدُث، لكنَّها لَيسَتِ النِّهايَةَ بَعد. — مت ٢٤:٦.
تنَبَّأَ يَسُوع أنَّهُ في الأيَّامِ الأخيرَة ستكونُ هُناك أوبِئَةٌ «في أماكِنَ كَثيرَة». (لو ٢١:١١) ولِمَ نشعُرُ بِالسَّلامِ حينَ نعرِفُ هذِهِ النُّبُوَّة؟ لِأنَّنا لا نتَفاجَأُ حينَ تنتَشِرُ الأوبِئَة، بل نعرِفُ أنَّ انتِشارَها يُتَمِّمُ نُبُوَّةَ يَسُوع. لِذا، نتبَعُ النَّصيحَةَ الَّتي أعطاها لِلَّذينَ يعيشونَ في الأيَّامِ الأخيرَة. فقدْ قال: «لا تَرتَعِبوا». لا شَكَّ أنَّ الوَبَأَ سيُلَخبِطُ روتينَك. ولكنْ لا تدَعْهُ يُؤَثِّرُ على دَرسِكَ الشَّخصِيِّ وحُضورِكَ لِلاجتِماعات. فالاختِباراتُ في مَطبوعاتِنا وفيديواتِنا ستُذَكِّرُكَ أنَّ هُناك إخوَةً يمُرُّونَ بِظُروفٍ مُشابِهَة لكنَّهُم يبقَونَ أُمَناء. ب٢٢/١٢ ص ١٧ ف ٤، ٦.
الجمعة ٢٤ أيار (مايو)
الحَوادِثُ تُصيبُهُم كُلَّهُم في أوْقاتٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَة. — جا ٩:١١.
كانَ واضِحًا أنَّ يَعْقُوب يُحِبُّ ابْنَهُ يُوسُف كَثيرًا. (تك ٣٧:٣، ٤) لِذا، غارَ إخوَةُ يُوسُف مِنه. وحينَ أتَتهُم فُرصَة، باعوهُ لِمَجموعَةٍ مِنَ التُّجَّارِ المِدْيَانِيِّين. وهؤُلاءِ التُّجَّارُ أخَذوا يُوسُف إلى مِصْر الَّتي تبعُدُ مِئاتِ الكيلومِترات. وهُناك، باعوهُ إلى فُوطِيفَار، رَئيسِ حَرَسِ فِرْعَوْن. وهكَذا بَينَ نَهارٍ ولَيلَة، انقَلَبَت حَياةُ يُوسُف. فمِنِ ابْنٍ مَحبوبٍ عِندَ أبيه، صارَ مُجَرَّدَ عَبدٍ عِندَ رَجُلٍ لا يخدُمُ يَهْوَه. (تك ٣٩:١) نَحنُ أيضًا نمُرُّ أحيانًا بِمَشاكِلَ ‹مَعهودَة عِندَ النَّاس›. (١ كو ١٠:١٣) كما نُعاني مِن مَشاكِلَ إضافِيَّة لِأنَّنا تَلاميذُ لِيَسُوع. فقدْ نتَعَرَّضُ لِلاستِهزاء، المُقاوَمَة، وحتَّى الاضطِهادِ بِسَبَبِ إيمانِنا. (٢ تي ٣:١٢) ولكنْ مَهما كانَتِ المُشكِلَةُ الَّتي تمُرُّ بها، فيَهْوَه يُوَفِّقُكَ خِلالَها. ب٢٣/١ ص ١٤-١٥ ف ٣-٤.
السبت ٢٥ أيار (مايو)
مِن دونِ الحَطَبِ تَنطَفي النَّار. — أم ٢٦:٢٠.
حينَ يُخطِئُ إلَينا أحَدُ الإخوَة، قد نرغَبُ أن نتَحَدَّثَ معهُ بِخُصوصِ ما حصَل. ولكنْ جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ أوَّلًا في أسئِلَةٍ كالتَّالِيَة: ‹هل أعرِفُ كُلَّ الوَقائِع؟›. (أم ١٨:١٣) ‹هل قصَدَ هذا الأخُ أن يُؤذِيَني؟›. (جا ٧:٢٠) ‹هل قُمتُ أنا بِخَطَإٍ مُشابِهٍ مِن قَبل؟›. (جا ٧:٢١، ٢٢) ‹إذا تحَدَّثتُ معه، فهل سأحُلُّ المُشكِلَة، أم سأصُبُّ الزَّيتَ على النَّار؟›. حينَ نتَأمَّلُ في أسئِلَةٍ كهذِه، رُبَّما نُقَرِّرُ بِبَساطَةٍ أن ننسى ما حصَل. وهكَذا، نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِذلِكَ الأخ. وكَيفَ نُظهِرُ إفرادِيًّا أنَّنا فِعلًا مِن تَلاميذِ يَسُوع؟ هل يجتَهِدُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لِيُظهِرَ المَحَبَّةَ لِإخوَتِهِ رَغمَ ضَعَفاتِهِم؟ حينَ نفعَلُ ذلِك، نُبَرهِنُ أنَّنا نتبَعُ الدِّينَ الحَقيقِيّ. وهكَذا، نجذِبُ النَّاسَ إلى عِبادَةِ يَهْوَه. فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُظهِرَ دائِمًا المَحَبَّةَ الَّتي تُمَيِّزُ المَسيحِيِّينَ الحَقيقِيِّين. ب٢٣/٣ ص ٣١ ف ١٨-١٩.
الأحد ٢٦ أيار (مايو)
اللّٰهُ مَحَبَّة. — ١ يو ٤:٨.
نجِدُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ أدِلَّةً على أهَمِّ صِفَةٍ عِندَ مُؤَلِّفِه: المَحَبَّة. فلِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا، لم يُمطِرْنا بِمَعلوماتٍ كَثيرَة لا نحتاجُها. (يو ٢١:٢٥) وإلَيك طَريقَةً أُخرى أظهَرَ بها مَحَبَّتَهُ لنا. فقدْ تَواصَلَ معنا في كَلِمَتِهِ بِأُسلوبٍ يصونُ كَرامَتَنا. فهو لم يفرِضْ علَينا قَواعِدَ كَثيرَة تتَحَكَّمُ بِكُلِّ صَغيرَةٍ وكَبيرَة في حَياتِنا. بل أخبَرَنا قِصَصَ حَياة، نُبُوَّاتٍ مُشَوِّقَة، ونَصائِحَ مُفيدَة تُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة. وهكَذا، تدفَعُنا كَلِمَةُ اللّٰهِ أن نُحِبَّهُ ونُطيعَهُ مِن كُلِّ قَلبِنا. أيضًا، يُظهِرُ لنا الكِتابُ المُقَدَّسُ كم يهتَمُّ يَهْوَه بنا. كَيف؟ أخبَرَنا في كَلِمَتِهِ قِصَصًا كَثيرَة عن أشخاصٍ لَدَيهِم «مَشاعِرُ مِثلُ مَشاعِرِنا». (يع ٥:١٧) والأهَمّ، أوضَحَ لنا مِن خِلالِ تَعامُلاتِهِ معهُم أنَّهُ «حَنونٌ جِدًّا ورَحيم». — يع ٥:١١. ب٢٣/٢ ص ٦-٧ ف ١٣-١٥.
الإثنين ٢٧ أيار (مايو)
كونوا واعينَ وساهِرين. — ١ بط ٥:٨.
يبدَأُ السِّفرُ الأخيرُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ بِالكَلِمات: «رُؤيا مِن يَسُوع المَسِيح أعْطاهُ إيَّاها اللّٰه، لِيُظهِرَ لِعَبيدِهِ ما هو أكيدٌ أن يَحدُثَ قَريبًا». (رؤ ١:١) لِذلِك نهتَمُّ كَثيرًا بِأن نُراقِبَ الأحداث، ونرى كَيفَ تُتَمِّمُ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس. كما نتَحَمَّسُ لِنتَكَلَّمَ عن ذلِك مع إخوَتِنا. ولكِنْ عِندَما نتَكَلَّمُ عن نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس، يجِبُ أن نتَجَنَّبَ التَّخمينات. لِماذا؟ لِأنَّنا نُريدُ أن نُحافِظَ على وَحدَةِ الجَماعَة. مَثَلًا، نسمَعُ أحيانًا قادَةَ العالَمِ يقولونَ إنَّهُم سيَحُلُّونَ نِزاعًا مُعَيَّنًا، ويُحَقِّقونَ السَّلامَ والأمن. ولكنْ بَدَلَ أن نُخَمِّنَ أنَّهُم يُتَمِّمونَ بِذلِكَ النُّبُوَّةَ في ١ تَسَالُونِيكِي ٥:٣، لِنُتابِعْ آخِرَ المَعلوماتِ الَّتي تنشُرُها هَيئَةُ يَهْوَه. فحينَ نُؤَسِّسُ كَلامَنا على هذِهِ المَوادّ، نكونُ «مُتَّحِدينَ في الفِكرِ نَفْسِه». — ١ كو ١:١٠؛ ٤:٦. ب٢٣/٢ ص ١٦ ف ٤-٥.
الثلاثاء ٢٨ أيار (مايو)
إركَبْ على حِصانِكَ وحارِبْ مِن أجْلِ الحَقِّ والتَّواضُعِ والعَدل، ويَدُكَ اليُمْنى ستُحَقِّقُ إنجازاتٍ مُدهِشَة. — مز ٤٥:٤.
لِماذا تُحِبُّ يَسُوع المَسِيح؟ إنَّهُ يقِفُ إلى جانِبِ الحَقِّ والتَّواضُع. وبِما أنَّكَ تُحِبُّ الحَقّ، فطَبيعِيٌّ أن تُحِبَّ يَسُوع المَسِيح. لاحِظْ كَيفَ دافَعَ يَسُوع بِشَجاعَةٍ عنِ الحَقّ. (يو ١٨:٣٧) ولكنْ كَيفَ شجَّعَ على التَّواضُع؟ بِمِثالِه. فهو يُرجِعُ دائِمًا الفَضلَ إلى أبيه، لا إلى نَفْسِه. (مر ١٠:١٧، ١٨؛ يو ٥:١٩) فما رَأيُكَ في تَواضُعِ ابْنِ اللّٰه؟ ألا يدفَعُكَ أن تُحِبَّهُ وتتَمَثَّلَ به؟ لا شَكَّ في ذلِك. ولكنْ لِمَ يَسُوع مُتَواضِع؟ لِأنَّ أباهُ مُتَواضِع، وهو يُحِبُّهُ ويتَمَثَّلُ كامِلًا بِصِفاتِهِ الحُلوَة. (مز ١٨:٣٥؛ عب ١:٣) أفَلا يجذِبُكَ ذلِك إلى يَسُوع؟ ب٢٣/٣ ص ٣-٤ ف ٦-٧.
الأربعاء ٢٩ أيار (مايو)
ستَكونُ هُناك قِيامَةٌ لِلصَّالِحينَ والأشرار. — أع ٢٤:١٥.
يُخبِرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ نَوعَينِ مِنَ النَّاسِ سيَقومونَ على الأرض، وسَيَكونُ لَدَيهِمِ الفُرصَةُ لِيَعيشوا إلى الأبَد: «الصَّالِحينَ» أيِ الطَّائِعين، و «الأشرار». الطَّائِعونَ هُمُ الَّذينَ خدَموا يَهْوَه بِأمانَةٍ أثناءَ حَياتِهِم. أمَّا الأشرار، فهُمُ الَّذينَ لم يخدُموا يَهْوَه. ولكنْ بِما أنَّ هذَينِ النَّوعَينِ مِنَ النَّاسِ سيَقومون، فهل يعني ذلِك أنَّ اسْمَهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة؟ كانَت أسماءُ الطَّائِعينَ مَكتوبَةً في كِتابِ الحَياةِ قَبلَ أن يموتوا. فهل محاها يَهْوَه عِندَما ماتوا؟ طَبعًا لا. فهُم لا يزالونَ «أحياءً» في ذاكِرَتِه. ويَهْوَه «لَيسَ إلهَ أموات، بل إلهُ أحياء، لِأنَّهُم جَميعًا أحياءٌ في نَظَرِه». (لو ٢٠:٣٨) إذًا، حينَ يقومُ الطَّائِعونَ إلى الحَياةِ على الأرض، سيَكونُ اسْمُهُم مَكتوبًا في كِتابِ الحَياة، ولكِنْ «بِالرَّصاص». — لو ١٤:١٤. ب٢٢/٩ ص ١٦ ف ٩-١٠.
الخميس ٣٠ أيار (مايو)
أخَذَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ ووَضَعَهُ في جَنَّةِ عَدَن لِيَفلَحَها ويَعتَنِيَ بها. — تك ٢:١٥.
أرادَ يَهْوَه أن يتَمَتَّعَ الإنسانُ الأوَّلُ بِمَخلوقاتِه. فعِندَما خلَقَ آدَم، وضَعَهُ في فِردَوسٍ رائِعٍ لِيَستَكشِفَه، يهتَمَّ به، ويُوَسِّعَه. (تك ٢:٨، ٩) فقدْ كانَ لَدى آدَم شَرَفٌ كَبيرٌ أن يعتَنِيَ بِجَنَّةِ عَدَن. تخَيَّلْ كم تحَمَّسَ وهو يرى البُذورَ تنبُتُ والأزهارَ تتَفَتَّح. أيضًا، طلَبَ يَهْوَه مِنهُ أن يُسَمِّيَ الحَيَوانات. (تك ٢:١٩، ٢٠) طَبعًا، كانَ يَهْوَه يقدِرُ أن يقومَ بهذا العَمَلِ هو بِنَفْسِه، لكنَّهُ أعطاهُ لِآدَم. وكَي يختارَ آدَم أسماءً مُناسِبَة لِلحَيَوانات، لا بُدَّ أنَّهُ راقَبَ جَيِّدًا مُمَيِّزاتِها وتَصَرُّفاتِها. ولا شَكَّ أنَّ هذا العَمَلَ فرَّحَه، وزادَ تَقديرَهُ لِحِكمَةِ أبيهِ وفَنِّهِ وإبداعِه. ب٢٣/٣ ص ١٥ ف ٣.
الجمعة ٣١ أيار (مايو)
ستَسحَقُ وتُزيلُ كُلَّ هذِهِ المَمالِك، وهي وَحْدَها ستَبْقى إلى الأبَد. — دا ٢:٤٤.
أنْكِلُو-أمِيرْكَا هيَ الدَّولَةُ العالَمِيَّة الأخيرَة الَّتي يُنبِئُ عنها الكِتابُ المُقَدَّس. (دا ٢:٣١-٣٣) فلن تأتِيَ بَعدَها دَولَةٌ عالَمِيَّة أُخرى. بل ستزولُ مع باقي حُكوماتِ البَشَرِ حينَ تسحَقُها مَملَكَةُ اللّٰهِ في هَرْمَجَدُّون. (رؤ ١٦:١٣، ١٤، ١٦؛ ١٩:١٩، ٢٠) فماذا نتَعَلَّمُ مِن نُّبُوَّةِ دَانْيَال؟ تُؤَكِّدُ لنا هذِهِ النُّبُوَّةُ أنَّنا نعيشُ في وَقتِ النِّهايَة. فقَبلَ أكثَرَ مِن ٢٬٥٠٠ سَنَة، أنبَأَ دَانْيَال عن أربَعِ دُوَلٍ عالَمِيَّة ستأتي بَعدَ بَابِل وتُؤَثِّرُ على شَعبِ اللّٰهِ تَأثيرًا كَبيرًا. كما كشَفَ أنَّ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة ستكونُ آخِرَ هذِهِ الدُّوَل. وهذا يُشَجِّعُنا ويُؤَكِّدُ لنا أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستُزيلُ قَريبًا كُلَّ حُكوماتِ البَشَر، وسَتحكُمُ على كُلِّ الأرض. ب٢٢/٧ ص ٤ ف ٩؛ ص ٥ ف ١١-١٢.