إنجيلُ لُوقَا
١ كَثيرونَ سَعَوْا أن يُسَجِّلوا رِوايَةً عنِ الأحداثِ الَّتي نَحنُ مُتَأكِّدونَ مِنها تَمامًا. *+ ٢ وهذِهِ الأحداثُ نَقَلَها أيضًا إلَينا الَّذينَ كانوا مِنَ البِدايَةِ شُهودًا علَيها + وخُدَّامًا يُنادونَ بِالرِّسالَة. + ٣ لِذلِك، بَعدَما فَحَصتُ بِدِقَّةٍ كُلَّ شَيءٍ مِنَ الأوَّل، قَرَّرتُ أنا أيضًا، يا صاحِبَ السُّمُوِّ ثَاوْفِيلُس، أن أكتُبَ إلَيكَ هذِهِ الأحداثَ بِالتَّرتيب، + ٤ لِكَي تَتَأكَّدَ أنَّ الأُمورَ الَّتي تَعَلَّمتَها * صَحيحَة. +
٥ في أيَّامِ هِيرُودُس، + مَلِكِ اليَهُودِيَّة، كانَ هُناك كاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا وهو مِن فِرقَةِ أَبِيَّا، + وزَوجَتُهُ مِن نَسلِ * هَارُون واسْمُها أَلِيصَابَات. ٦ وكانا كِلاهُما مُستَقيمَيْنِ * في نَظَرِ اللّٰهِ وبِلا لَوم، لِأنَّهُما أطاعا كُلَّ وَصايا يَهْوَه وشَرائِعِه. ٧ ولكنْ لم يَكُنْ عِندَهُما وَلَد، لِأنَّ أَلِيصَابَات لم تَكُنْ تُنجِبُ أوْلادًا، وكانَ الاثنانِ كَبيرَيْنِ في العُمر.
٨ وفيما كانَ زَكَرِيَّا يَخدُمُ ككاهِنٍ أمامَ اللّٰهِ في الوَقتِ المُعَيَّنِ لِفِرقَتِه، + ٩ جاءَ دَورُه، حَسَبَ العادَةِ الَّتي يَتبَعُها الكَهَنَة، لِيَدخُلَ إلى مَكانِ يَهْوَه المُقَدَّسِ + ويُقَدِّمَ بَخورًا. + ١٠ وكانَتِ الجُموعُ كُلُّها تُصَلِّي في الخارِجِ وَقتَ تَقديمِ البَخور. ١١ وظَهَرَ لهُ مَلاكُ يَهْوَه واقِفًا على يَمينِ مَذبَحِ البَخور. ١٢ فارتَبَكَ زَكَرِيَّا حينَ رَآهُ وخافَ جِدًّا. ١٣ لكنَّ المَلاكَ قالَ له: «لا تَخَفْ يا زَكَرِيَّا. فتَوَسُّلاتُكَ استُجيبَت، وسَتَلِدُ زَوجَتُكَ أَلِيصَابَات ابْنًا لك، فسَمِّهِ يُوحَنَّا. + ١٤ وسَتَفرَحُ كَثيرًا وتَبتَهِجُ ويَفرَحُ كَثيرونَ بِوِلادَتِه، + ١٥ لِأنَّهُ سيَكونُ عَظيمًا في نَظَرِ يَهْوَه. + ولكنْ لا يَجِبُ أبَدًا أن يَشرَبَ نَبيذًا أو أيَّ مَشروبٍ كُحولِيٍّ آخَر. + وسَيَمتَلِئُ روحًا قُدُسًا حتَّى قَبلَ أن يولَد. *+ ١٦ وسَيَرُدُّ كَثيرينَ مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ إلى يَهْوَه إلهِهِم. + ١٧ أيضًا، سيَسيرُ أمامَ اللّٰهِ بِنَفْسِ الرُّوحِ والقُدرَةِ اللَّتَيْنِ كانَتا عِندَ إيلِيَّا. + فيَجعَلُ قُلوبَ الآباءِ مِثلَ قُلوبِ الأوْلاد، *+ ويُساعِدُ غَيرَ الطَّائِعينَ أن يَنالوا حِكمَةَ المُستَقيمين. وهكَذا يُجَهِّزُ شَعبًا لِيَهْوَه». +
١٨ فقالَ زَكَرِيَّا لِلمَلاك: «كَيفَ أتَأكَّدُ مِن هذا؟ فأنا مُسِنٌّ وزَوجَتي كَبيرَة في العُمر». ١٩ أجابَهُ المَلاك: «أنا جِبْرَائِيل + الَّذي يَقِفُ أمامَ اللّٰه، + وقد أُرسِلتُ لِأتَكَلَّمَ معكَ وأُبَشِّرَكَ بِهذا الخَبَر. ٢٠ ولكنِ اسمَع! لِأنَّكَ لم تُصَدِّقْ كَلامي الَّذي سيَتَحَقَّقُ في وَقتِهِ المُعَيَّن، ستَكونُ صامِتًا ولن تَقدِرَ أن تَتَكَلَّمَ إلى اليَومِ الَّذي سيَحدُثُ فيهِ ما قُلتُهُ لك». ٢١ خِلالَ هذا الوَقت، كانَ النَّاسُ يَنتَظِرونَ زَكَرِيَّا، واستَغرَبوا أنَّهُ تَأخَّرَ كَثيرًا في المَكانِ المُقَدَّس. ٢٢ ولمَّا خَرَجَ لم يَقدِرْ أن يُكَلِّمَهُم، فعَرَفوا أنَّهُ رَأى مَنظَرًا فَوقَ الطَّبيعَةِ * في المَكانِ المُقَدَّس. وصارَ يَتَكَلَّمُ معهُم بِالإشاراتِ وبَقِيَ أخرَس. ٢٣ وعِندَما انتَهَت أيَّامُ خِدمَتِهِ المُقَدَّسَة، * رَجَعَ إلى بَيتِه.
٢٤ وبَعدَ فَترَة، حَبِلَت زَوجَتُهُ أَلِيصَابَات وعَزَلَت نَفْسَها خَمسَةَ أشهُرٍ قائِلَة: ٢٥ «هذا ما فَعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلي الآن: وَجَّهَ انتِباهَهُ إلَيَّ لِيُزيلَ عاري مِن بَينِ النَّاس». +
٢٦ وفي شَهرِها السَّادِس، أرسَلَ اللّٰهُ المَلاكَ جِبْرَائِيل + إلى مَدينَةٍ في الجَلِيل اسْمُها «النَّاصِرَة»، ٢٧ إلى عَذراءَ + مَخطوبَة لِرَجُلٍ مِن نَسلِ دَاوُد اسْمُهُ يُوسُف، واسْمُ العَذراءِ مَرْيَم. + ٢٨ فجاءَ إلَيها المَلاكُ وقال: «يَومُكِ سَعيدٌ أيَّتُها المُبارَكَةُ جِدًّا، * يَهْوَه معكِ». ٢٩ فانصَدَمَت مِن كَلامِهِ وحاوَلَت أن تَفهَمَ ما مَعْنى هذا السَّلام. ٣٠ فقالَ لها المَلاك: «لا تَخافي يا مَرْيَم، اللّٰهُ راضٍ عنكِ. ٣١ إسمَعي! أنتِ ستَحبَلينَ وتَلِدينَ ابْنًا + وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. + ٣٢ وهو يَكونُ عَظيمًا + ويُدْعى ابْنَ العالي على كُلِّ شَيء، + وسَيُعْطيهِ يَهْوَه اللّٰهُ عَرشَ أبيهِ دَاوُد، + ٣٣ وسَيَملِكُ على بَيتِ يَعْقُوب إلى الأبَد، ولن يَكونَ لِمَملَكَتِهِ نِهايَة». +
٣٤ لكنَّ مَرْيَم قالَت لِلمَلاك: «كَيفَ ذلِك وأنا لم أُقِمْ عَلاقَةً زَوجِيَّة مع رَجُل؟». + ٣٥ أجابَها المَلاك: «سيَحِلُّ علَيكِ روحٌ قُدُس، + وقُدرَةُ العالي على كُلِّ شَيءٍ ستُغَطِّيكِ بِظِلِّها. لِهذا السَّبَب، سيُدْعى المَوْلودُ مِنكِ قُدُّوسًا + وابْنَ اللّٰه. + ٣٦ واعرِفي أنَّ قَريبَتَكِ أَلِيصَابَات حَبِلَت بِابْنٍ هي أيضًا مع أنَّها كَبيرَةٌ في العُمر. إنَّها الآنَ في شَهرِها السَّادِس، هيَ الَّتي كانَ يَقولُ النَّاسُ إنَّها لا تُنجِبُ أوْلادًا. ٣٧ فلا شَيءَ * مُستَحيلٌ على اللّٰه». + ٣٨ فقالَت مَرْيَم: «أنا عَبدَةُ يَهْوَه! لِيَحدُثْ لي مِثلَما قُلتَ». عِندَئِذٍ رَحَلَ المَلاكُ مِن عِندِها.
٣٩ بَعدَ ذلِك، قامَت مَرْيَم وسافَرَت بِسُرعَةٍ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة، إلى مَدينَةٍ في يَهُوذَا. ٤٠ ودَخَلَت إلى بَيتِ زَكَرِيَّا وسَلَّمَت على أَلِيصَابَات. ٤١ ولمَّا سَمِعَت أَلِيصَابَات سَلامَ مَرْيَم، تَحَرَّكَ الجَنينُ في رَحِمِها. وامتَلَأَت أَلِيصَابَات روحًا قُدُسًا، ٤٢ وقالَت بِصَوتٍ عالٍ: «مُبارَكَةٌ أنتِ بَينَ كُلِّ النِّساء، ومُبارَكٌ الطِّفلُ الَّذي ستَلِدينَه! * ٤٣ ما هذا الشَّرَفُ الكَبيرُ أن تَأتِيَ إلَيَّ أُمُّ رَبِّي؟! ٤٤ فحالَما سَمِعتُ سَلامَكِ، تَحَرَّكَ الجَنينُ في رَحِمي مِنَ الفَرَح. ٤٥ سَعيدَةٌ أنتِ يا مَن آمَنتِ، لِأنَّ ما قالَهُ لكِ يَهْوَه سيَتَحَقَّق».
٤٦ فقالَت مَرْيَم: «نَفْسي * تُعَظِّمُ يَهْوَه، + ٤٧ وروحي تَفرَحُ بِاللّٰهِ مُخَلِّصي، + ٤٨ لِأنَّهُ رَأى عَبدَتَهُ رَغمَ مَكانَتِها المُتَواضِعَة. + فمِنَ الآن، كُلُّ الأجيالِ ستَقولُ إنِّي سَعيدَة، + ٤٩ لِأنَّ اللّٰهَ القَديرَ عَمِلَ لي أعمالًا مُدهِشَة. إسْمُهُ مُقَدَّس، + ٥٠ ومِن جيلٍ إلى جيلٍ يُظهِرُ رَحمَتَهُ لِلَّذينَ يَخافونَه. + ٥١ عَمِلَ بِذِراعِهِ أعمالًا عَظيمَة؛ فَرَّقَ الَّذينَ هُم مُتَكَبِّرونَ في قُلوبِهِم. + ٥٢ أنزَلَ أصحابَ السُّلطَةِ عنِ العُروشِ + ورَفَعَ المَساكين، + ٥٣ أشبَعَ الجائِعينَ مِنَ الخَيراتِ + وأرسَلَ الأغنِياءَ وأيْديهِم فارِغَة. ٥٤ ساعَدَ خادِمَهُ إسْرَائِيل، مُتَذَكِّرًا رَحمَتَهُ الَّتي وَعَدَ أن يُظهِرَها + ٥٥ لِإبْرَاهِيم ونَسلِهِ * إلى الأبَد، مِثلَما قالَ لِآبائِنا». + ٥٦ وبَقِيَت مَرْيَم عِندَ أَلِيصَابَات ثَلاثَةَ أشهُرٍ تَقريبًا، ثُمَّ رَجَعَت إلى بَيتِها.
٥٧ وجاءَ الوَقتُ لِتَلِدَ أَلِيصَابَات، فوَلَدَتِ ابْنًا. ٥٨ وسَمِعَ الجيرانُ وأقارِبُها أنَّ يَهْوَه غَمَرَها بِرَحمَتِه، ففَرِحوا معها. + ٥٩ وفي اليَومِ الثَّامِنِ جاؤُوا لِيَختِنوا الطِّفل، + وأرادوا أن يُسَمُّوهُ زَكَرِيَّا على اسْمِ أبيه. ٦٠ لكنَّ أُمَّهُ قالَت: «لا، سيُسَمَّى يُوحَنَّا». ٦١ فقالوا لها: «لا أحَدَ مِن أقارِبِكِ اسْمُهُ يُوحَنَّا». ٦٢ ثُمَّ سَألوا أباهُ بِالإشاراتِ ماذا يُريدُ أن يُسَمِّيَه. ٦٣ فطَلَبَ لَوحًا وكَتَبَ علَيه: «إسْمُهُ يُوحَنَّا». + فتَعَجَّبوا كُلُّهُم. ٦٤ وفي الحال، انفَتَحَ فَمُهُ وانفَكَّ لِسانُه، وبَدَأ يَتَكَلَّمُ + ويُسَبِّحُ اللّٰه. ٦٥ فاندَهَشَ كُلُّ الجيرانِ كَثيرًا. وصارَ النَّاسُ في كُلِّ المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة في اليَهُودِيَّة يَتَحَدَّثونَ عن جَميعِ هذِهِ الأُمور. ٦٦ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا بها ظَلُّوا يُفَكِّرونَ ويَتَساءَلون: «ماذا سيَصيرُ هذا الطِّفلُ يا تُرى؟»، لِأنَّ يَدَ يَهْوَه كانَت معه.
٦٧ وامتَلَأَ أبوهُ زَكَرِيَّا روحًا قُدُسًا وتَنَبَّأَ قائِلًا: ٦٨ «لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه إلهُ إسْرَائِيل + لِأنَّهُ وَجَّهَ انتِباهَهُ إلى شَعبِهِ وجَلَبَ لهُمُ الخَلاص! + ٦٩ أعْطانا مُخَلِّصًا قَوِيًّا *+ مِن بَيتِ خادِمِهِ دَاوُد، + ٧٠ مِثلَما وَعَدَ بِواسِطَةِ أنبِيائِهِ القُدُّوسينَ مُنذُ القَديم. + ٧١ وَعَدَ أن يُخَلِّصَنا مِن أعدائِنا ومِن يَدِ كُلِّ الَّذينَ يَكرَهونَنا، + ٧٢ كَي يُظهِرَ لنا الرَّحمَةَ الَّتي وَعَدَ بها آباءَنا ويَتَذَكَّرَ عَهدَهُ * المُقَدَّس. + ٧٣ هذا العَهدُ هوَ الحَلْفُ الَّذي حَلَفَهُ لِأبينا إبْرَاهِيم، + ٧٤ أن يُعْطِيَنا، بَعدَما يُخَلِّصُنا مِن يَدِ أعدائِنا، الامتِيازَ أن نُقَدِّمَ لهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة بِلا خَوفٍ ٧٥ وبِوَلاءٍ وبِلا لَومٍ * كُلَّ أيَّامِ حَياتِنا. ٧٦ أمَّا أنت، أيُّها الصَّغير، فسَتُدْعى نَبِيًّا لِلعالي على كُلِّ شَيء، لِأنَّكَ ستَسيرُ أمامَ يَهْوَه لِتُجَهِّزَ لهُ الطَّريق، + ٧٧ لِتُعَرِّفَ شَعبَهُ أنَّهُ سيُخَلِّصُهُم مِن خِلالِ غُفرانِ خَطاياهُم. + ٧٨ وكُلُّ هذا لِأنَّ إلهَنا حَنون. فبِفَضلِ هذا الحَنان، سيُشرِقُ علَينا نورُ الفَجرِ مِن فَوق، ٧٩ لِيُضيءَ على السَّاكِنينَ في الظَّلامِ وفي ظِلِّ المَوت، + ولِيُوَجِّهَ خُطُواتِنا في طَريقِ السَّلام».
٨٠ وكَبِرَ الطِّفلُ وقَوِيَ بِفَضلِ روحِ اللّٰه. وعاشَ في الصَّحراءِ إلى أن جاءَ الوَقتُ لِيَظهَرَ عَلَنًا لِإسْرَائِيل.
٢ وفي تِلكَ الأيَّام، أصدَرَ القَيْصَر أُوغُسْطُس مَرسومًا بِأن يُسَجِّلَ كُلُّ سُكَّانِ الإمبَراطورِيَّةِ * أسماءَهُم. ٢ (حَصَلَ هذا التَّسجيلُ الأوَّلُ حينَ كانَ كِيرِينْيُوس حاكِمَ سُورِيَّا.) ٣ فذَهَبَ كُلُّ واحِدٍ إلى مَدينَتِهِ لِيَتَسَجَّل. ٤ ولِأنَّ يُوسُف + مِن بَيتِ دَاوُد ونَسلِه، صَعِدَ مِن مَدينَةِ النَّاصِرَة في الجَلِيل، إلى اليَهُودِيَّة، إلى مَدينَةِ دَاوُد الَّتي اسْمُها «بَيْت لَحْم»؛ + ٥ ذَهَبَ لِيَتَسَجَّلَ مع مَرْيَم الَّتي كانَت قد صارَت زَوجَتَه، + وكانَت على وَشْكِ أن تَلِد. + ٦ وبَينَما هُما هُناك، جاءَ وَقتُ وِلادَتِها. ٧ فوَلَدَتِ ابْنَها البِكرَ + ولَفَّتهُ بِقُماشٍ ووَضَعَتهُ في مِذوَد، *+ لِأنَّهُ لم يَكُنْ لهُما مَكانٌ في الغُرَفِ المُخَصَّصَة لِلمُسافِرين.
٨ وفي نَفْسِ المِنطَقَة، كانَ هُناك رُعاةٌ يَعيشونَ في الحُقولِ ويَسهَرونَ كُلَّ اللَّيلِ على قُطعانِهِم. ٩ وفَجْأةً، ظَهَرَ لهُم مَلاكُ يَهْوَه وأضاءَ مَجدُ يَهْوَه حَولَهُم، فخافوا جِدًّا. ١٠ فقالَ المَلاكُ لهُم: «لا تَخافوا. إسمَعوا! أنا جِئتُ لِأُبَشِّرَكُم بِخَبَرٍ مُفرِحٍ جِدًّا لِكُلِّ النَّاس. ١١ اليَومَ وُلِدَ لكُم في مَدينَةِ دَاوُد + مُخَلِّص، + هوَ المَسِيح الرَّبّ. + ١٢ وهذِه عَلامَةٌ لكُم لِتَعرِفوه: ستَجِدونَ في مِذوَدٍ طِفلًا مَلفوفًا بِقُماش». ١٣ وفَجْأةً انضَمَّ إلى المَلاكِ عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِن جُنودِ السَّماء، + وسَبَّحوا اللّٰهَ وقالوا: ١٤ «المَجدُ لِلّٰهِ في الأعالي، والسَّلامُ على الأرضِ لِمَن يَرْضى عنهُم». *
١٥ ولمَّا تَرَكَهُمُ المَلائِكَةُ ورَجَعوا إلى السَّماء، قالَ الرُّعاةُ بَعضُهُم لِبَعض: «تَعالَوْا نَذهَبُ الآنَ إلى بَيْت لَحْم لِنَرى هذا الأمرَ الَّذي أخبَرَنا بهِ يَهْوَه». ١٦ فذَهَبوا بِسُرعَةٍ ووَجَدوا مَرْيَم ويُوسُف، وكانَ الطِّفلُ في المِذوَد. ١٧ ولمَّا رَأَوْا ذلِك، أخبَروا ما أعلَنَهُ لهُمُ المَلاكُ عن هذا الطِّفل. ١٨ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا اندَهَشوا مِمَّا قالَهُ لهُمُ الرُّعاة. ١٩ أمَّا مَرْيَم فكانَت تُبْقي كُلَّ هذا الكَلامِ في بالِها وتَتَأمَّلُ فيهِ في قَلبِها. + ٢٠ ثُمَّ عادَ الرُّعاةُ وهُم يُمَجِّدونَ اللّٰهَ ويُسَبِّحونَهُ على كُلِّ ما سَمِعوهُ ورَأَوْه، لِأنَّ كُلَّ شَيءٍ كانَ مِثلَما قيلَ لهُم.
٢١ وفي اليَومِ الثَّامِن، لمَّا صارَ وَقتُ خِتانِ الطِّفل، + سُمِّيَ يَسُوع مِثلَما سَمَّاهُ المَلاكُ قَبلَ أن تَحبَلَ بهِ مَرْيَم. +
٢٢ وعِندَما جاءَ الوَقتُ كَي يَتَطَهَّرا بِحَسَبِ شَريعَةِ مُوسَى، + أخَذا الطِّفلَ وصَعِدا إلى أُورُشَلِيم كَي يُقَدِّماهُ لِيَهْوَه، ٢٣ مِثلَما هو مَكتوبٌ في شَريعَةِ يَهْوَه: «كُلُّ بِكرٍ ذَكَرٍ * يَجِبُ أن يَكونَ مُقَدَّسًا لِيَهْوَه». + ٢٤ وقَدَّما ذَبيحَةً بِحَسَبِ ما تَقولُهُ شَريعَةُ يَهْوَه: «حَمامَتَيْنِ بَرِّيَّتَيْنِ * أو يَمامَتَيْنِ صَغيرَتَيْن». +
٢٥ وكانَ في أُورُشَلِيم رَجُلٌ اسْمُهُ سِمْعَان. وهو رَجُلٌ مُستَقيمٌ يَخافُ اللّٰهَ ويَنتَظِرُ الوَقتَ لِتَعزِيَةِ إسْرَائِيل. + وكانَ علَيهِ روحٌ قُدُس. ٢٦ وكانَ اللّٰهُ قد كَشَفَ لهُ بَواسِطَةِ الرُّوحِ القُدُسِ أنَّهُ لن يَموتَ قَبلَ أن يَرى مَسِيحَ يَهْوَه. ٢٧ فجاءَ إلى الهَيكَلِ بِتَوجيهٍ مِنَ الرُّوح. ولمَّا دَخَلَ الوالِدانِ ومعهُما الطِّفلُ يَسُوع لِيَعمَلا لهُ ما تَطلُبُهُ الشَّريعَة، + ٢٨ حَمَلَهُ على ذِراعَيْهِ وسَبَّحَ اللّٰهَ وقال: ٢٩ «أيُّها السَّيِّدُ العَظيم، الآنَ يُمكِنُ لِعَبدِكَ أن يَموتَ بِسَلامٍ + لِأنَّكَ حَقَّقتَ وَعدَك. ٣٠ فأنا رَأيتُ بِعَيْنَيَّ وَسيلَتَكَ لِلخَلاصِ + ٣١ الَّتي جَهَّزتَها لِتَراها كُلُّ الشُّعوب. + ٣٢ هو نورٌ + لِإزالَةِ الغِطاءِ عن عُيونِ الأُمَمِ + ومَجدٌ لِشَعبِكَ إسْرَائِيل». ٣٣ وكانَ أبو الطِّفلِ وأُمُّهُ مُندَهِشَيْنِ جِدًّا مِنَ الكَلامِ الَّذي يُقالُ عنه. ٣٤ وبارَكَهُما سِمْعَان، وقالَ لِأُمِّهِ مَرْيَم: «إسمَعي! هذا الطِّفلُ سيَكونُ السَّبَبَ في سُقوطِ + وقِيامِ كَثيرينَ في إسْرَائِيل + وسَيَكونُ عَلامَةً يَتَكَلَّمُ ضِدَّها النَّاس، *+ ٣٥ كَي يَنكَشِفَ ما في قُلوبِ كَثيرين. أمَّا أنتِ فسَيَختَرِقُ سَيفٌ طَويلٌ قَلبَكِ». *+
٣٦ وكانَت هُناك أيضًا نَبِيَّةٌ كَبيرَة في العُمرِ اسْمُها حَنَّة، وهي بِنتُ فَنُوئِيل مِن سِبطِ أَشِير. وقد عاشَت مع زَوجِها سَبعَ سِنينٍ بَعدَما تَزَوَّجا. * ٣٧ وهي أرمَلَةٌ عُمرُها ٨٤ سَنَة. وكانَت لا تَغيبُ أبَدًا عنِ الهَيكَل، وتُقَدِّمُ خِدمَةً مُقَدَّسَة لَيلًا ونَهارًا بِالصَّومِ والتَّوَسُّلات. ٣٨ فاقتَرَبَت مِنهُم في ذلِكَ الوَقتِ وصارَت تَشكُرُ اللّٰهَ وتَتَكَلَّمُ عنِ الطِّفلِ مع كُلِّ الَّذينَ كانوا يَنتَظِرونَ إنقاذَ أُورُشَلِيم. +
٣٩ ولمَّا عَمِلَ يُوسُف ومَرْيَم كُلَّ شَيءٍ تَطلُبُهُ شَريعَةُ يَهْوَه، + رَجَعا إلى الجَلِيل إلى مَدينَتِهِما النَّاصِرَة. + ٤٠ وكانَ الطِّفلُ يَكبَرُ ويَقْوى ويَمتَلِئُ بِالحِكمَة، وظَلَّ يَتَمَتَّعُ بِرِضى اللّٰه. +
٤١ وكانَ مِن عادَةِ والِدَيِهِ أن يَذهَبا كُلَّ سَنَةٍ إلى أُورُشَلِيم مِن أجْلِ عيدِ الفِصح. + ٤٢ ولمَّا كانَ عُمرُهُ ١٢ سَنَة، صَعِدوا إلى أُورُشَلِيم حَسَبَ العادَةِ المُتَّبَعَة في العيد. + ٤٣ وانتَهَت أيَّامُ العيدِ وكانوا راجِعين. لكنَّ الصَّبِيَّ يَسُوع بَقِيَ في أُورُشَلِيم، ولم يُلاحِظْ والِداهُ ذلِك. ٤٤ ولِأنَّهُما ظَنَّا أنَّهُ بَينَ مَجموعَةِ المُسافِرين، لم يُفَتِّشا عنهُ بَينَ الأقارِبِ والمَعارِفِ إلَّا بَعدَما قَطَعا مَسافَةَ يَوم. ٤٥ وحينَ لم يَجِداه، رَجَعا إلى أُورُشَلِيم وبَحَثا عنهُ في كُلِّ مَكان. ٤٦ وبَعدَ ثَلاثَةِ أيَّام، وَجَداهُ في الهَيكَلِ جالِسًا بَينَ المُعَلِّمينَ يَستَمِعُ إلَيهِم ويَسألُهُم أسئِلَة. ٤٧ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوهُ تَعَجَّبوا كَثيرًا مِن فَهمِهِ وأجوِبَتِه. + ٤٨ ولمَّا رَآهُ والِداهُ اندَهَشا، وقالَت لهُ أُمُّه: «يا وَلَدي، لِماذا فَعَلتَ بنا هكَذا؟ أبوكَ وأنا كُنَّا قَلِقَيْنِ جِدًّا ونَحنُ نُفَتِّشُ عنك». ٤٩ فأجابَهُما: «لِماذا تُفَتِّشانِ عنِّي؟ ألَمْ تَعرِفا أنِّي يَجِبُ أن أكونَ في بَيتِ أبي؟». + ٥٠ لكنَّهُما لم يَفهَما كَلامَه.
٥١ ثُمَّ نَزَلَ معهُما ورَجَعَ إلى النَّاصِرَة، وبَقِيَ طائِعًا * لهُما. + وكانَت أُمُّهُ تُبْقي كُلَّ هذِهِ الأُمورِ في بالِها. *+ ٥٢ وكانَ يَسُوع يَكبَرُ وحِكمَتُهُ تَزداد، وظَلَّ يَنالُ رِضى اللّٰهِ والنَّاسِ أكثَرَ فأكثَر.
٣ في السَّنَةِ الـ ١٥ مِن مُلْكِ القَيْصَر طِيبَارْيُوس، حينَ كانَ بُنْطِيُوس بِيلَاطُس حاكِمًا على اليَهُودِيَّة، وهِيرُودُس *+ حاكِمًا * على الجَلِيل، وفِيلِبُّس أخوهُ حاكِمًا على بِلادِ إيطُورْيَة وتَرَاخُونِيتِس، ولِيسَانْيُوس حاكِمًا على أَبِيلِينَة، ٢ في أيَّامِ الكاهِنِ الكَبيرِ حَنَّان ورَئيسِ الكَهَنَةِ قِيَافَا، + أعْطى اللّٰهُ لِيُوحَنَّا +بْنِ زَكَرِيَّا رِسالَةً في الصَّحراء. *+
٣ فجاءَ إلى كُلِّ المِنطَقَةِ المُحيطَة بِنَهرِ الأُرْدُنّ، وبَشَّرَ أنَّ النَّاسَ يَجِبُ أن يَعتَمِدوا كرَمزٍ إلى التَّوبَةِ الَّتي تُؤَدِّي إلى غُفرانِ الخَطايا، + ٤ وذلِك مِثلَما هو مَكتوبٌ في كِتابِ النَّبِيِّ إشَعْيَا: «صَوتُ إنسانٍ يُنادي في الصَّحراء: ‹جَهِّزوا طَريقَ يَهْوَه! إجعَلوا طُرُقَهُ مُستَقيمَة. + ٥ فلْيُردَمْ كُلُّ وادٍ، ولْيُصبِحْ كُلُّ جَبَلٍ وتَلَّةٍ أرضًا مُسَطَّحَة. ولْتُصبِحِ الطُّرُقُ المُتَعَرِّجَة مُستَقيمَة، والطُّرُقُ الوَعِرَة سَهلَة. ٦ فيَرى كُلُّ البَشَرِ * خَلاصَ اللّٰه›». *+
٧ فكانَ يَقولُ لِلجُموعِ الَّذينَ أتَوْا إلَيهِ لِيُعَمِّدَهُم: «يا أوْلادَ الأفاعي، مَن حَذَّرَكُم لِتَهرُبوا مِنَ الغَضَبِ الآتي؟ + ٨ لِذلِكَ اعمَلوا أعمالًا * تُظهِرُ أنَّكُم تائِبون. ولا تَقولوا لِأنفُسِكُم: ‹أبونا هو إبْرَاهِيم›. فأنا أقولُ لكُم إنَّ اللّٰهَ يَقدِرُ أن يَصنَعَ مِن هذِهِ الحِجارَةِ أوْلادًا لِإبْرَاهِيم. ٩ إنَّ الفَأسَ وُضِعَت على أصلِ الشَّجَر. فكُلُّ شَجَرَةٍ لا تُنتِجُ ثِمارًا جَيِّدَة ستُقطَعُ وتُرْمى في النَّار». +
١٠ فكانَتِ الجُموعُ تَسألُه: «ماذا علَينا أن نَعمَلَ إذًا؟». ١١ أجابَهُم: «الَّذي عِندَهُ ثَوبانِ * يَجِبُ أن يُعْطِيَ مَن لَيسَ عِندَه، والَّذي عِندَهُ طَعامٌ يَجِبُ أن يَعمَلَ هكَذا أيضًا». + ١٢ وجاءَ جامِعو الضَّرائِبِ أيضًا لِيَعتَمِدوا، + وقالوا له: «يا مُعَلِّم، ماذا علَينا أن نَعمَل؟». ١٣ قالَ لهُم: «لا تَطلُبوا * أكثَرَ مِنَ الضَّرائِبِ المُحَدَّدَة». + ١٤ وسَألَهُ جُنودٌ أيضًا: «ونَحن، ماذا علَينا أن نَعمَل؟». أجابَهُم: «لا تَظلِموا * أحَدًا، ولا تَتَّهِموا أحَدًا اتِّهامًا كاذِبًا، + بلِ اكتَفوا بِأُجرَتِكُم».
١٥ وكانَ الشَّعبُ يَنتَظِرونَ المَسِيح، وكانوا كُلُّهُم يَتَساءَلونَ في أنفُسِهِم إذا كانَ يُوحَنَّا هوَ المَسِيح. + ١٦ فأجابَ يُوحَنَّا الجَميع: «أنا أُعَمِّدُكُم بِماء. ولكنْ سيَأتي مَن هو أعظَمُ مِنِّي، وأنا لا أستَحِقُّ أن أفُكَّ رِباطَ حِذائِه. + هو سيُعَمِّدُكُم بِروحٍ قُدُسٍ ونار. + ١٧ في يَدِهِ رَفشٌ لِرَمْيِ الحُبوبِ والقَشِّ في الهَواء، * كَي يُنَظِّفَ بَيدَرَهُ * تَمامًا ويَجمَعَ القَمحَ إلى مَخزَنِه، أمَّا القَشُّ فيُحرِقُهُ بِنارٍ لا تَنطَفِئ».
١٨ وأعْطى يُوحَنَّا النَّاسَ نَصائِحَ أُخْرى كَثيرَة، وظَلَّ يُبَشِّرُهُم بِالأخبارِ الحُلْوَة. ١٩ لكنَّهُ وَبَّخَ الحاكِمَ هِيرُودُس بِسَبَبِ هِيرُودِيَّا زَوجَةِ أخيهِ وبِسَبَبِ كُلِّ الأعمالِ الشِّرِّيرَة الَّتي عَمِلَها. ٢٠ فزادَ هِيرُودُس عَمَلًا شِرِّيرًا آخَرَ على كُلِّ أعمالِهِ هذِه حينَ وَضَعَ يُوحَنَّا في السِّجن. +
٢١ ولمَّا اعتَمَدَ كُلُّ الشَّعب، اعتَمَدَ يَسُوع أيضًا. + وفيما كانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّماءُ + ٢٢ ونَزَلَ علَيهِ الرُّوحُ القُدُسُ على شَكلِ حَمامَة، وأتى صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: «أنتَ ابْني الحَبيب، أنا راضٍ عنك». +
٢٣ ولمَّا بَدَأ يَسُوع + عَمَلَه، كانَ عُمرُهُ ٣٠ سَنَةً تَقريبًا. + وهو، بِحَسَبِ رَأْيِ النَّاس،
ابْنُ يُوسُف، +
ابْنِ هَالِي،
٢٤ ابْنِ مَتْثَات،
ابْنِ لَاوِي،
ابْنِ مَلْكِي،
ابْنِ يَنَّا،
ابْنِ يُوسُف،
٢٥ ابْنِ مَتَّاثِيَا،
ابْنِ عَامُوس،
ابْنِ نَاحُوم،
ابْنِ حَسْلِي،
ابْنِ نَجَّاي،
٢٦ ابْنِ مَآث،
ابْنِ مَتَّاثِيَا،
ابْنِ شِمْعِين،
ابْنِ يُوسِخ،
ابْنِ يُوذَا،
٢٧ ابْنِ يُوحَنَان،
ابْنِ رِيسَا،
ابْنِ زَرُبَابِل، +
ابْنِ شَأَلْتَئِيل، +
ابْنِ نِيرِي،
٢٨ ابْنِ مَلْكِي،
ابْنِ أَدِّي،
ابْنِ قُصَم،
ابْنِ أَلْمُودَام،
ابْنِ عِير،
٢٩ ابْنِ يَسُوع،
ابْنِ أَلِيعَازَر،
ابْنِ يُورِيم،
ابْنِ مَتْثَات،
ابْنِ لَاوِي،
٣٠ ابْنِ شَمْعُون،
ابْنِ يَهُوذَا،
ابْنِ يُوسُف،
ابْنِ يُونَام،
ابْنِ أَلِيَاقِيم،
٣١ ابْنِ مَلَيَا،
ابْنِ مَيْنَان،
ابْنِ مَتَّاثَا،
ابْنِ نَاثَان، +
ابْنِ دَاوُد، +
ابْنِ عُوبِيد، +
ابْنِ بُوعَز، +
ابْنِ سَلْمُون، +
ابْنِ نَحْشُون، +
٣٣ ابْنِ عَمِّينَادَاب،
ابْنِ أَرْنِي،
ابْنِ حَصْرُون،
ابْنِ فَارِص، +
ابْنِ يَهُوذَا، +
ابْنِ إسْحَاق، +
ابْنِ إبْرَاهِيم، +
ابْنِ تَارِح، +
ابْنِ نَاحُور، +
ابْنِ رَعُو، +
ابْنِ فَالِج، +
ابْنِ عَابِر، +
ابْنِ شَالَح، +
٣٦ ابْنِ قَيْنَان،
ابْنِ أَرْفَكْشَاد، +
ابْنِ سَام، +
ابْنِ نُوح، +
ابْنِ لَامِك، +
ابْنِ أَخْنُوخ،
ابْنِ يَارِد، +
ابْنِ مَهْلَلْئِيل، +
ابْنِ قَيْنَان، +
ابْنِ شِيث، +
ابْنِ آدَم، +
ابْنِ اللّٰه.
٤ ثُمَّ رَجَعَ يَسُوع مِن نَهرِ الأُرْدُنّ وهو مَلآنٌ روحًا قُدُسًا. ووَجَّهَهُ الرُّوحُ في الصَّحراءِ + ٢ ٤٠ يَومًا حَيثُ جَرَّبَهُ إبْلِيس. + ولم يَأكُلْ شَيئًا خِلالَ تِلكَ الأيَّام. ولمَّا انتَهَت، شَعَرَ بِالجوع. ٣ فقالَ لهُ إبْلِيس: «إذا كُنتَ ابْنًا لِلّٰه، فقُلْ لِهذا الحَجَرِ أن يَصيرَ رَغيفَ خُبز». ٤ فأجابَهُ يَسُوع: «مَكتوب: ‹لا يَجِبُ أن يَعيشَ الإنسانُ بِالخُبزِ فَقَط›». +
٥ فأصعَدَهُ إبْلِيس إلى مَكانٍ عالٍ وأراهُ كُلَّ مَمالِكِ الأرضِ في لَحظَة. + ٦ وقالَ له: «سأُعْطيكَ السُّلطَةَ على كُلِّ هذِهِ المَمالِكِ وما فيها مِن عَظَمَة، لِأنَّها أُعْطِيَت لي + وأنا أُعْطيها لِمَن أُريد. ٧ فإذا عَبَدتَني مَرَّةً واحِدَة، تَكونُ كُلُّها لك». ٨ فأجابَهُ يَسُوع: «مَكتوب: ‹يَجِبُ أن تَعبُدَ يَهْوَه إلهَكَ وتُقَدِّمَ لهُ وَحْدَهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة›». +
٩ ثُمَّ أخَذَهُ إلى أُورُشَلِيم وأوْقَفَهُ عِندَ أعْلى نُقطَةٍ في الهَيكَلِ * وقالَ له: «إذا كُنتَ ابْنًا لِلّٰه، فارْمِ نَفْسَكَ مِن هُنا إلى أسفَل، + ١٠ لِأنَّهُ مَكتوب: ‹سيُوَصِّي مَلائِكَتَهُ بكَ لِكَي يَحْموك›، ١١ وأيضًا: ‹سيَحمِلونَكَ على أيْديهِم كَي لا تَضرِبَ قَدَمَكَ بِحَجَر›». + ١٢ فأجابَهُ يَسُوع: «مَكتوب: ‹لا تَمتَحِنْ يَهْوَه إلهَك›». + ١٣ ولمَّا انتَهى إبْلِيس مِن تَجرِبَةِ يَسُوع، تَرَكَهُ إلى أن يَجِدَ فُرصَةً أُخْرى. +
١٤ ورَجَعَ يَسُوع إلى الجَلِيل مُمتَلِئًا بِقُدرَةِ الرُّوحِ القُدُس. + وانتَشَرَت عنهُ أخبارٌ جَيِّدَة في كُلِّ المَناطِقِ المُحيطَة. ١٥ وصارَ يُعَلِّمُ في المَجامِع، وكانَ الجَميعُ يَنظُرونَ إلَيهِ نَظرَةَ احتِرام.
١٦ ثُمَّ ذَهَبَ إلى النَّاصِرَة، + المَدينَةِ الَّتي تَرَبَّى فيها. وبِحَسَبِ عادَتِهِ يَومَ السَّبت، دَخَلَ إلى المَجمَعِ + ووَقَفَ لِيَقرَأ. ١٧ فأُعْطِيَ كِتابَ * النَّبِيِّ إشَعْيَا. ففَتَحَهُ ووَجَدَ المَكانَ المَكتوبَ فيه: ١٨ «روحُ يَهْوَه علَيَّ، لِأنَّهُ اختارَني * لِأنقُلَ الأخبارَ الحُلْوَة لِلفُقَراء. أرسَلَني لِأُبَشِّرَ الأسْرى بِالحُرِّيَّةِ والعُميانَ بِالنَّظَر، لِأُحَرِّرَ المُنسَحِقين، + ١٩ لِأُبَشِّرَ عنِ السَّنَةِ المَقبولَة عِندَ يَهْوَه». + ٢٠ ثُمَّ أغلَقَ الكِتابَ وأعادَهُ إلى الخادِمِ وجَلَس. وكانَت عُيونُ كُلِّ الَّذينَ في المَجمَعِ مُرَكَّزَةً علَيه. ٢١ عِندَئِذٍ قالَ لهُم: «اليَومَ تَمَّت هذِهِ الآيَةُ الَّتي سَمِعتُموها». +
٢٢ وكانوا كُلُّهُم يَمدَحونَ بهِ ويَتَعَجَّبونَ مِنَ الكلامِ الجَميلِ الَّذي يَخرُجُ مِن فَمِهِ + ويَقولون: «ألَيسَ هذا ابْنَ يُوسُف؟». + ٢٣ فقالَ لهُم: «أكيدٌ أنَّكُم ستُطَبِّقونَ علَيَّ هذا المَثَل: ‹أيُّها الطَّبيب، اشْفِ نَفْسَك›، وسَتَقولون: ‹إعمَلْ هُنا في مَوْطِنِكَ ما سَمِعنا أنَّكَ عَمِلتَهُ في كَفَرْنَاحُوم›». + ٢٤ وأضاف: «صِدقًا أقولُ لكُم: لَيسَ هُناك نَبِيٌّ مَقبولٌ في مَوْطِنِه. + ٢٥ ففي الحَقيقَة، حينَ تَوَقَّفَ المَطَرُ ثَلاثَ سِنينٍ ونِصفًا في أيَّامِ إيلِيَّا، وحَصَلَت مَجاعَةٌ شَديدَة في كُلِّ تِلكَ الأرض، كانَت هُناك أرامِلُ كَثيراتٌ في إسْرَائِيل. + ٢٦ لكنَّ اللّٰهَ لم يُرسِلْ إيلِيَّا إلى أيِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ، بل فَقَط إلى أرمَلَةٍ في صَرْفَة في أرضِ صَيْدُون. + ٢٧ وأيضًا في زَمَنِ النَّبِيِّ أَلِيشَع، كانَ هُناك كَثيرونَ مُصابونَ بِالبَرَصِ في إسْرَائِيل، ولكنْ لم يُطَهَّرْ * أيُّ واحِدٍ مِنهُم إلَّا نَعْمَان السُّورِيّ». + ٢٨ فغَضِبَ جِدًّا كُلُّ الَّذينَ سَمِعوا هذا الكَلامَ في المَجمَع. + ٢٩ وقاموا وأخرَجوهُ بِسُرعَةٍ مِنَ المَدينَة، وأخَذوهُ إلى حافَّةِ الجَبَلِ الَّذي كانَت مَدينَتُهُم مَبْنِيَّةً علَيه، لِكَي يَرْموهُ إلى الأسفَل. ٣٠ أمَّا هو فمَرَّ مِن بَينِهِم وذَهَبَ في طَريقِه. +
٣١ ونَزَلَ إلى كَفَرْنَاحُوم، مَدينَةٍ في الجَلِيل. وكانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ في السَّبت. + ٣٢ فاندَهَشوا مِن طَريقَةِ تَعليمِهِ + لِأنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلطَة. ٣٣ وكانَ في المَجمَعِ رَجُلٌ فيهِ شَيْطَان، روحٌ شِرِّير. * فصَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ: + ٣٤ «أُفّ! ماذا تُريدُ مِنَّا يا يَسُوع النَّاصِرِيّ؟! + هل جِئتَ لِتُهلِكَنا؟ أنا أعرِفُ مَن أنت، أنتَ قُدُّوسُ اللّٰه». + ٣٥ لكنَّ يَسُوع أمَرَهُ بِحَزم: «أُسكُتْ واخرُجْ مِنه». عِندَئِذٍ رَمى الشَّيْطَان الرَّجُلَ على الأرضِ قُدَّامَهُم، وخَرَجَ مِنهُ دونَ أن يُؤْذِيَه. ٣٦ فاندَهَشَ الجَميعُ وبَدَأوا يَقولونَ بَعضُهُم لِبَعض: «أُنظُروا كَيفَ يَتَكَلَّم! إنَّهُ يَأمُرُ الأرواحَ الشِّرِّيرَة * بِسُلطَةٍ وقُدرَةٍ فتَخرُج!». ٣٧ وظَلَّت أخبارُهُ تَنتَشِرُ في كُلِّ مَكانٍ في المِنطَقَةِ المُحيطَة.
٣٨ ثُمَّ غادَرَ المَجمَعَ ودَخَلَ إلى بَيتِ سِمْعَان. وكانَت حَماةُ سِمْعَان تُعاني مِن حُمَّى شَديدَة، فطَلَبوا مِنهُ أن يُساعِدَها. + ٣٩ فاقتَرَبَ مِنها وأوْقَفَ * الحُمَّى، فزالَت عنها. وقامَت فَوْرًا وبَدَأَت تَخدُمُهُم.
٤٠ وعِندَ غُروبِ الشَّمس، كُلُّ الَّذينَ عِندَهُم مَرْضى يُعانونَ مِن أمراضٍ مُختَلِفَة جَلَبوا مَرْضاهُم إلى يَسُوع. فكانَ يَضَعُ يَدَيْهِ على كُلِّ واحِدٍ مِنهُم لِيَشْفِيَهُم. + ٤١ والشَّيَاطِينُ أيضًا خَرَجوا مِن أشخاصٍ كَثيرين، وكانوا يَصرُخونَ ويَقولون: «أنتَ ابْنُ اللّٰه». + لكنَّهُ كانَ يُوَبِّخُهُم ولا يَسمَحُ لهُم أن يَتَكَلَّموا + لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ المَسِيح. +
٤٢ وعِندَ الفَجر، غادَرَ وذَهَبَ إلى مَكانٍ مُنعَزِل. + لكنَّ الجُموعَ صاروا يُفَتِّشونَ عنه، وجاؤُوا إلى المَكانِ الَّذي هو فيه. وحاوَلوا أن يُبْقوهُ عِندَهُم. ٤٣ لكنَّهُ قالَ لهُم: «يَجِبُ أن أُعلِنَ الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ في المُدُنِ الأُخْرى أيضًا، لِأنِّي لِهذا السَّبَبِ أُرسِلت». + ٤٤ فذَهَبَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهُودِيَّة.
٥ وفي إحْدى المَرَّات، كانَ واقِفًا عِندَ بُحَيرَةِ جِنِّيسَارِت * والجُموعُ تَزدَحِمُ حَولَهُ لِتَسمَعَ كَلِمَةَ اللّٰه. + ٢ فرَأى مَركَبَيْنِ عِندَ شاطِئِ البُحَيرَة، وقد نَزَلَ مِنهُما الصَّيَّادونَ وكانوا يَغسِلونَ شِباكَهُم. + ٣ فصَعِدَ إلى أحَدِ المَركَبَيْن، وهو لِسِمْعَان، وطَلَبَ مِنهُ أن يَبتَعِدَ قَليلًا عنِ البَرّ. ثُمَّ جَلَسَ وبَدَأ يُعَلِّمُ الجُموعَ مِنَ المَركَب. ٤ ولمَّا أنْهى كَلامَه، قالَ لِسِمْعَان: «أَبحِرْ إلى مَكانٍ أعمَق، وارْموا شِباكَكُم لِتَتَصَيَّدوا». ٥ فأجابَهُ سِمْعَان: «يا مُعَلِّم، تَعِبنا اللَّيلَ كُلَّهُ ولم نَتَصَيَّدْ شَيئًا. + ولكنْ لِأنَّكَ طَلَبت، سأُنزِلُ الشِّباك». ٦ ولمَّا فَعَلوا ذلِك، تَصَيَّدوا * سَمَكًا كَثيرًا جِدًّا، حتَّى إنَّ شِباكَهُم بَدَأَت تَتَمَزَّق. + ٧ فلَوَّحوا إلى رِفاقِهِم في المَركَبِ الآخَرِ كَي يَأتوا ويُساعِدوهُم. فجاؤُوا ومَلَأوا المَركَبَيْنِ لِدَرَجَةِ أنَّهُما كانا سيَغرَقان. ٨ ولمَّا رَأى سِمْعَان بُطْرُس ذلِك، رَمى نَفْسَهُ عِندَ رُكبَتَيْ يَسُوع وقال: «إبتَعِدْ عنِّي يا رَبُّ لِأنِّي رَجُلٌ خاطِئ». ٩ فهو والَّذينَ معهُ كانوا مُندَهِشينَ كَثيرًا مِن كَمِّيَّةِ السَّمَكِ الَّتي تَصَيَّدوها، ١٠ وكَذلِك أيضًا يَعْقُوب ويُوحَنَّا ابْنَا زَبَدِي، + اللَّذانِ كانا شَريكَيْ سِمْعَان. لكنَّ يَسُوع قالَ لِسِمْعَان: «لا تَخَفْ بَعدَ اليَوم. مِنَ الآنَ ستَتَصَيَّدُ النَّاسَ أحياء». + ١١ فأعادوا المَركَبَيْنِ إلى الشَّاطِئ، وتَرَكوا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعوه. +
١٢ وفي مَرَّةٍ أُخْرى، فيما كانَ يَسُوع في إحْدى المُدُن، رَآهُ رَجُلٌ جِسمُهُ مَليءٌ بِالبَرَص. فسَقَطَ ووَجهُهُ إلى الأرضِ وتَرَجَّاهُ قائِلًا: «يا سَيِّد، إذا كُنتَ تُريد، فأنتَ قادِرٌ أن تَجعَلَني طاهِرًا». + ١٣ فمَدَّ يَسُوع يَدَهُ ولَمَسَهُ وقال: «نَعَم أُريد. كُنْ طاهِرًا». وعلى الفَوْرِ زالَ عنهُ البَرَص. + ١٤ ثُمَّ أمَرَهُ أن لا يُخبِرَ أحَدًا، بل قالَ له: «إذهَبْ إلى الكاهِنِ وأَرِهِ نَفْسَك، وقَدِّمِ التَّقدِمَةَ المَطلوبَة مِنَ الَّذي يَتَطَهَّرُ مِنَ البَرَص، مِثلَما أمَرَ مُوسَى، + فيَكونَ ذلِك شَهادَةً لهُم». + ١٥ لكنَّ الأخبارَ عنهُ ظَلَّت تَنتَشِر، وكانَت أعدادٌ كَبيرَة مِنَ النَّاسِ تَتَجَمَّعُ لِيَسمَعوا لهُ ولِيَشْفِيَهُم مِن أمراضِهِم. + ١٦ أمَّا هو فكَثيرًا ما كانَ يَذهَبُ إلى الأماكِنِ المُنعَزِلَة لِيُصَلِّي.
١٧ وفي أحَدِ الأيَّام، فيما هو يُعَلِّم، كانَ بَينَ الجالِسينَ فَرِّيسِيُّونَ ومُعَلِّمونَ لِلشَّريعَةِ جاؤُوا مِن كُلِّ قَريَةٍ في الجَلِيل واليَهُودِيَّة ومِن أُورُشَلِيم. وكانَت قُدرَةُ يَهْوَه مع يَسُوع لِكَي يَشْفِيَ المَرْضى. + ١٨ وجاءَ رِجالٌ يَحمِلونَ رَجُلًا مَشلولًا على سَريرٍ نَقَّال، وحاوَلوا أن يُدخِلوهُ ويَضَعوهُ أمامَ يَسُوع. + ١٩ ولكنْ بِسَبَبِ الجُموع، لم يَقدِروا أن يُدخِلوه. فطَلَعوا إلى السَّطح، وأنزَلوهُ على السَّريرِ النَّقَّالِ مِن بَينِ أحجارِ البِناءِ * حتَّى صارَ في وَسَطِ النَّاسِ أمامَ يَسُوع. ٢٠ ولمَّا رَأى إيمانَهُم، قال: «أيُّها الرَّجُل، خَطاياكَ مَغفورَة». + ٢١ فبَدَأَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرونَ ويَقولون: «مَن هو هذا الَّذي يُجَدِّف؟ مَن يَقدِرُ أن يَغفِرَ الخَطايا غَيرُ اللّٰهِ وَحْدَه؟». + ٢٢ لكنَّ يَسُوع عَرَفَ أفكارَهُم، فأجابَهُم: «بِماذا تُفَكِّرونَ في قُلوبِكُم؟ ٢٣ ما الأسهَل: أن يُقال: ‹خَطاياكَ مَغفورَة›، أم أن يُقال: ‹قُمْ وامْشِ›؟ ٢٤ ولكنْ كَي تَعرِفوا أنَّ ابْنَ الإنسانِ لَدَيهِ سُلطَةٌ على الأرضِ أن يَغفِرَ الخَطايا ...»، وقالَ لِلمَشلول: «أقولُ لك: قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ واذهَبْ إلى بَيتِك». + ٢٥ عِندَئِذٍ وَقَفَ الرَّجُلُ أمامَهُم وحَمَلَ ما كانَ مُمَدَّدًا علَيه، وذَهَبَ إلى بَيتِهِ وهو يُمَجِّدُ اللّٰه. ٢٦ فتَعَجَّبَ الجَميعُ كَثيرًا وصاروا يُمَجِّدونَ اللّٰه. وامتَلَأوا بِالرَّهبَةِ وقالوا: «رَأينا اليَومَ أُمورًا رائِعَة!».
٢٧ بَعدَ ذلِك، خَرَجَ ورَأى جامِعَ ضَرائِبَ اسْمُهُ لَاوِي يَجلِسُ عِندَ مَكتَبِ جَمعِ الضَّرائِب. فقالَ له: «إتبَعْني». + ٢٨ فقامَ وتَرَكَ كُلَّ شَيءٍ وتَبِعَه. ٢٩ وعَمِلَ لهُ لَاوِي وَليمَةً كَبيرَة في بَيتِه. وكانَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِن جامِعي الضَّرائِبِ وغَيرِهِم يَأكُلونَ * معهُم. + ٣٠ فتَشَكَّى الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبَتُهُم إلى تَلاميذِهِ وقالوا: «لِماذا تَأكُلونَ وتَشرَبونَ مع جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاة؟». + ٣١ فأجابَهُم يَسُوع: «المَرْضى هُمُ الَّذينَ يَحتاجونَ إلى طَبيبٍ ولَيسَ الَّذينَ صِحَّتُهُم جَيِّدَة. + ٣٢ أنا لم آتِ لِأدْعُوَ المُستَقيمينَ إلى التَّوبَة، بلِ الخُطاة». +
٣٣ وقالوا له: «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصومونَ كَثيرًا ويُقَدِّمونَ تَوَسُّلاتٍ لِلّٰه، وأيضًا تَلاميذُ الفَرِّيسِيِّين. أمَّا تَلاميذُكَ فيَأكُلونَ ويَشرَبون». + ٣٤ أجابَهُم يَسُوع: «هل تَقدِرونَ أن تَجعَلوا أصدِقاءَ العَريسِ يَصومونَ فيما العَريسُ معهُم؟ ٣٥ ولكنْ ستَأتي أيَّامٌ يُؤْخَذُ فيها العَريسُ + مِنهُم، وعِندَئِذٍ يَصومون». +
٣٦ ثُمَّ أعْطاهُم هذا المَثَل: «لا أحَدَ يَقُصُّ قِطعَةً مِن ثَوبٍ جَديدٍ ويُخَيِّطُها على ثَوبٍ عَتيق، وإلَّا تَنفَصِلُ القِطعَةُ الجَديدَة عنِ الثَّوب، وهذِهِ القِطعَةُ أساسًا لا تُناسِبُ الثَّوبَ العَتيق. + ٣٧ ولا أحَدَ يَضَعُ نَبيذًا جَديدًا في كيسٍ جِلدِيٍّ * عَتيق، وإلَّا يَشُقُّ النَّبيذُ الجَديدُ الكيس، فيَندَلِقُ النَّبيذُ ويَخرَبُ الكيس. ٣٨ فالنَّبيذُ الجَديدُ يَجِبُ أن يوضَعَ في كيسٍ جَديد. ٣٩ ولا أحَدَ بَعدَما يَشرَبُ نَبيذًا مُعَتَّقًا يُريدُ نَبيذًا جَديدًا، لِأنَّهُ يَقول: ‹المُعَتَّقُ طَيِّب›».
٦ ومَرَّ يَسُوع في الحُقولِ في يَومِ سَبت، وكانَ تَلاميذُهُ يَقطِفونَ السَّنابِلَ + ويَفرُكونَها بِأيْديهِم ويَأكُلونَها. + ٢ فقالَ بَعضُ الفَرِّيسِيِّين: «لِماذا تَفعَلونَ أمرًا لا يَجوزُ في السَّبت؟». + ٣ لكنَّ يَسُوع أجابَهُم: «ألَمْ تَقرَأوا أبَدًا ماذا فَعَلَ دَاوُد حينَ جاعَ هو ورِجالُه؟ + ٤ فقد دَخَلَ إلى بَيتِ اللّٰهِ وحَصَلَ على أرغِفَةِ التَّقدِمَةِ وأكَلَ وأعْطى مِنها لِرِجالِه، مع أنَّهُ لا يَجوزُ أن يَأكُلَها أحَدٌ غَيرُ الكَهَنَةِ فَقَط». + ٥ ثُمَّ قالَ لهُم: «إبْنُ الإنسانِ هو رَبُّ السَّبت». +
٦ وفي سَبتٍ آخَر، + دَخَلَ إلى المَجمَعِ وبَدَأ يُعَلِّم. وكانَ هُناك رَجُلٌ يَدُهُ اليَمينُ مَشلولَة. *+ ٧ وكانَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ يُراقِبونَ يَسُوع بِانتِباهٍ لِيَرَوْا إذا كانَ سيَشْفي في السَّبت، وذلِك كَي يَجِدوا سَبَبًا لِيَتَّهِموه. ٨ لكنَّهُ عَرَفَ أفكارَهُم، + فقالَ لِلرَّجُلِ الَّذي يَدُهُ مَشلولَة: * «قُمْ وقِفْ في الوَسَط». فقامَ ووَقَف. ٩ ثُمَّ قالَ لهُم يَسُوع: «عِندي سُؤالٌ لكُم: هل يَجوزُ في السَّبتِ فِعلُ الخَيرِ أمِ الأذى، إنقاذُ نَفْسٍ أم إهلاكُها؟». + ١٠ ونَظَرَ إلى الجَميعِ حَولَه، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَك». ففَعَلَ ذلِك، فعادَت يَدُهُ سَليمَة. ١١ فجُنَّ جُنونُهُم، وبَدَأوا يَتَشاوَرونَ معًا ماذا يَفعَلونَ بِيَسُوع.
١٢ وفي أحَدِ الأيَّام، خَرَجَ إلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي. + وقَضى كُلَّ اللَّيلِ يُصَلِّي إلى اللّٰه. + ١٣ ولمَّا جاءَ النَّهار، دَعا تَلاميذَهُ إلَيهِ واختارَ مِنهُم ١٢ شَخصًا وسَمَّاهُم رُسُلًا. + وهُم: ١٤ سِمْعَان الَّذي سَمَّاهُ أيضًا بُطْرُس، أخوهُ أَنْدرَاوُس، يَعْقُوب، يُوحَنَّا، فِيلِبُّس، + بَرْثُلْمَاوُس، ١٥ مَتَّى، تُومَا، + يَعْقُوب بْنُ حَلْفَى، سِمْعَان الَّذي يُدْعى «الحَماسِيّ»، * ١٦ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي صارَ خائِنًا.
١٧ ونَزَلَ معهُم ووَقَفَ على أرضٍ مُسَطَّحَة. وكانَ هُناك عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِن تَلاميذِه، وجُموعٌ كَثيرَة مِنَ النَّاسِ مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة وأُورُشَلِيم وساحِلِ صُور وصَيْدُون. وهُم جاؤُوا لِيَسمَعوا لهُ ولِيَشْفِيَهُم مِن أمراضِهِم. ١٨ حتَّى الَّذينَ تُعَذِّبُهُمُ الأرواحُ الشِّرِّيرَة * كانوا يُشْفَوْن. ١٩ وكانَ النَّاسُ كُلُّهُم يُحاوِلونَ أن يَلمُسوه، لِأنَّ قُوَّةً كانَت تَخرُجُ مِنهُ + وتَشْفيهِم جَميعًا.
٢٠ ورَفَعَ عَيْنَيْهِ ونَظَرَ إلى تَلاميذِهِ وقال:
«سُعَداءُ أنتُم أيُّها الفُقَراء، لِأنَّ لكُم مَملَكَةَ اللّٰه. +
٢١ «سُعَداءُ أنتُم أيُّها الجائِعونَ الآن، لِأنَّكُم ستُشبَعون. +
«سُعَداءُ أنتُمُ الَّذينَ تَبْكونَ الآن، لِأنَّكُم ستَضحَكون. +
٢٢ «سُعَداءُ أنتُم حينَ يَكرَهُكُمُ النَّاس، + وحينَ يَعزِلونَكُم عنهُم + ويُهينونَكُم ويُشَوِّهونَ سُمعَتَكُم * مِن أجْلِ ابْنِ الإنسان. ٢٣ إفرَحوا في ذلِكَ اليَومِ واقفِزوا مِنَ الفَرَحِ لِأنَّ مُكافَأَتَكُم عَظيمَةٌ في السَّماء. فهذا ما فَعَلَهُ آباؤُهُم بِالأنبِياء. +
٢٤ «ولكنْ يا وَيْلَكُم أيُّها الأغنِياء، + لِأنَّكُم حَصَلتُم كامِلًا على ما يُريحُكُم. +
٢٥ «يا وَيْلَكُم أنتُمُ الَّذينَ تَشبَعونَ الآن، لِأنَّكُم ستَجوعون.
«يا وَيْلَكُم أنتُمُ الَّذينَ تَضحَكونَ الآن، لِأنَّكُم ستَحزَنونَ وتَبْكون. +
٢٦ «يا وَيْلَكُم حينَ يَمدَحُكُم كُلُّ النَّاس، + فهذا ما فَعَلَهُ آباؤُهُم بِالأنبِياءِ الكَذَّابين.
٢٧ «أمَّا أنتُمُ الَّذينَ تَسمَعونَ فأقولُ لكُم: أَحِبُّوا أعداءَكُم، افعَلوا الخَيرَ لِلَّذينَ يَكرَهونَكُم، + ٢٨ بارِكوا الَّذينَ يَلعَنونَكُم، وصَلُّوا لِأجْلِ الَّذينَ يُهينونَكُم. + ٢٩ مَن ضَرَبَكَ على خَدِّك، فأدِرْ لهُ الخَدَّ الآخَرَ أيضًا. ومَن أخَذَ ثَوبَكَ الخارِجِيّ، فاترُكْهُ يَأخُذُ الثَّوبَ الَّذي علَيكَ أيضًا. + ٣٠ وكُلُّ مَن يَطلُبُ مِنكَ شَيئًا، فأعْطِهِ إيَّاه. + ومَن يَأخُذُ ما هو لك، فلا تُطالِبْهُ به.
٣١ «أيضًا، عامِلوا الآخَرينَ مِثلَما تُريدونَ أن يُعامِلوكُم. *+
٣٢ «إذا أحبَبتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فأيُّ مَدحٍ تَستَحِقُّونَه؟ فحتَّى الخُطاةُ يُحِبُّونَ الَّذينَ يُحِبُّونَهُم. + ٣٣ وإذا عَمِلتُمُ الخَيرَ لِلَّذينَ يَعمَلونَ الخَيرَ لكُم، فأيُّ مَدحٍ تَستَحِقُّونَه؟ فحتَّى الخُطاةُ يَعمَلونَ هكَذا. ٣٤ وإذا دَيَّنتُمُ * الَّذينَ تَتَوَقَّعونَ أن يوفوا الدَّين، فأيُّ مَدحٍ تَستَحِقُّونَه؟ + فحتَّى الخُطاةُ يُدَيِّنونَ الخُطاةَ ويَتَوَقَّعونَ أن يَستَرِدُّوا الدَّينَ كُلَّه. ٣٥ بِالمُقابِل، أَحِبُّوا أعداءَكُم، وافعَلوا الخَير، ودَيِّنوا دونَ أن تَنتَظِروا استِرجاعَ شَيء. + وهكَذا تَكونُ مُكافَأَتُكُم عَظيمَةً وتَكونونَ أبناءَ العالي على كُلِّ شَيء، لِأنَّهُ لَطيفٌ تِجاهَ غَيرِ الشَّاكِرينَ والأشرار. + ٣٦ فكونوا دائِمًا رُحَماءَ كما أنَّ أباكُم رَحيم. +
٣٧ «لا * تَحكُموا على أحَدٍ كَي لا يُحكَمَ علَيكُم. + لا تَدينوا أحَدًا كَي لا تُدانوا. إغفِروا دائِمًا كَي يُغفَرَ لكُم. + ٣٨ إستَمِرُّوا في العَطاءِ يُعْطَ لكُم. + فهُم سيُفرِغونَ في حِضنِكُم كَيلَةً مَلآنَة مَكبوسَة ومَهزوزَة وفائِضَة. فبِالكَيلَةِ الَّتي تُكَيِّلونَ بها، سيُكَيَّلُ لكُم».
٣٩ ثُمَّ أعْطاهُم أيضًا هذا المَثَل: «هل يَقدِرُ أعْمى أن يَقودَ أعْمى؟ ألَا يَقَعُ الاثنانِ في حُفرَة؟ + ٤٠ التِّلميذُ لَيسَ أعْلى مِن مُعَلِّمِه، ولكنْ كُلُّ مَن يَنالُ تَعليمًا كامِلًا يَصيرُ مِثلَ مُعَلِّمِه. ٤١ فلِماذا تَرى القَشَّةَ في عَيْنِ أخيك، ولا تُلاحِظُ الخَشَبَةَ الكَبيرَة في عَيْنِكَ أنت؟ + ٤٢ كَيفَ تَقدِرُ أن تَقولَ لِأخيك: ‹يا أخي، دَعْني أُخرِجُ القَشَّةَ الَّتي في عَيْنِك›، والخَشَبَةُ الكَبيرَة في عَيْنِكَ أنتَ لا تَراها؟ يا مُنافِق، أَخرِجْ أوَّلًا الخَشَبَةَ الكَبيرَة مِن عَيْنِك، وعِندَئِذٍ تَرى جَيِّدًا كَيفَ تُخرِجُ القَشَّةَ الَّتي في عَيْنِ أخيك.
٤٣ «الشَّجَرَةُ الجَيِّدَة لا تُنتِجُ ثَمَرًا رَديئًا، والشَّجَرَةُ الرَّديئَة لا تُنتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا. + ٤٤ فكُلُّ شَجَرَةٍ تُعرَفُ مِن ثِمارِها. + مَثَلًا، لا يَقطِفُ النَّاسُ تينًا مِنَ الشَّوكِ ولا عِنَبًا مِنَ الشَّجَرِ الشَّائِك. ٤٥ فالإنسانُ الصَّالِحُ يُخرِجُ أُمورًا صالِحَة مِنَ الكَنزِ الصَّالِحِ في قَلبِه. أمَّا الإنسانُ الشِّرِّيرُ فيُخرِجُ أُمورًا شِرِّيرَة مِنَ الكَنزِ الشِّرِّيرِ الَّذي عِندَه. فما يَفيضُ مِنَ القَلبِ يَتَكَلَّمُ بهِ الفَم. +
٤٦ «فلِماذا تَدْعونَني: ‹يا رَبّ، يا رَبّ› ولا تَعمَلونَ ما أقولُه؟ + ٤٧ كُلُّ مَن يَأتي إلَيَّ ويَسمَعُ كَلامي ويُطَبِّقُه، سأقولُ لكُم مَن يُشبِه: + ٤٨ يُشبِهُ رَجُلًا أرادَ أن يَبْنِيَ بَيتًا، فحَفَرَ وعَمَّقَ ووَضَعَ أساساتِهِ على الصَّخر. ولمَّا أتى فَيَضان، اندَفَعَ النَّهرُ على ذلِكَ البَيت، لكنَّهُ لم يَقدِرْ أن يَهُزَّهُ لِأنَّهُ كانَ مَبْنِيًّا جَيِّدًا. + ٤٩ أمَّا الَّذي يَسمَعُ ولا يُطَبِّق، + فيُشبِهُ رَجُلًا بَنى بَيتًا على الأرضِ مِن دونِ أساسات. ولمَّا اندَفَعَ النَّهرُ علَيهِ انهارَ فَوْرًا، وكانَ دَمارُ ذلِكَ البَيتِ عَظيمًا».
٧ ولمَّا أنْهى يَسُوع ما أرادَ أن يَقولَهُ لِلنَّاس، دَخَلَ إلى كَفَرْنَاحُوم. ٢ وكانَ عِندَ أحَدِ الضُّبَّاطِ عَبدٌ مَريضٌ جِدًّا على وَشْكِ أن يَموت، وكانَ الضَّابِطُ يُعِزُّهُ كَثيرًا. + ٣ ولمَّا سَمِعَ الضَّابِطُ عن يَسُوع، أرسَلَ إلَيهِ بَعضَ شُيوخِ اليَهُودِ لِيَطلُبَ مِنهُ أن يَأتِيَ ويَشْفِيَ عَبدَه. ٤ فجاؤُوا إلى يَسُوع وتَرَجَّوْهُ بِشِدَّةٍ قائِلين: «هذا الرَّجُلُ يَستَحِقُّ أن تُساعِدَه، ٥ لِأنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنا وهوَ الَّذي بَنى لنا المَجمَع». ٦ فذَهَبَ يَسُوع معهُم. ولكنْ لمَّا صارَ قَريبًا مِنَ البَيت، كانَ الضَّابِطُ قد أرسَلَ بَعضَ الأصدِقاءِ لِيَقولَ له: «يا سَيِّد، لا تُتعِبْ نَفْسَكَ وتَأتِ. فأنا لا أستَحِقُّ أن تَدخُلَ بَيتي. + ٧ ولِهذا السَّبَب، لم أعتَبِرْ نَفْسي أستَحِقُّ أن آتِيَ إلَيك. يَكْفي أن تَقولَ كَلِمَةً وسَيُشْفى خادِمي. ٨ فأنا أيضًا أخضَعُ لِسُلطَةٍ أعْلى مِنِّي، وعِندي جُنودٌ تَحتَ أمري. أقولُ لِواحِد: ‹إذهَب!› فيَذهَب، وأقولُ لِآخَر: ‹تَعال!› فيَأتي، وأقولُ لِعَبدي: ‹إفعَلْ هذا!› فيَفعَلُه». ٩ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك، تَعَجَّبَ والْتَفَتَ إلى الجُموعِ الَّذينَ يَتبَعونَهُ وقال: «أقولُ لكُم: لم أجِدْ حتَّى في إسْرَائِيل مِثلَ هذا الإيمانِ القَوِيّ». + ١٠ وعِندَما رَجَعَ رُسُلُ الضَّابِطِ إلى البَيت، وَجَدوا أنَّ العَبدَ بِصِحَّةٍ جَيِّدَة. +
١١ بَعدَ ذلِك، سافَرَ إلى مَدينَةٍ اسْمُها «نَايِين»، وسافَرَ معهُ تَلاميذُهُ وجُموعٌ كَبيرَة. ١٢ ولمَّا اقتَرَبَ مِن بَوَّابَةِ المَدينَة، رَأى مَيِّتًا مَحمولًا إلى الخارِجِ لِيُدفَن. وهوَ ابْنٌ وَحيدٌ + لِأُمِّهِ الَّتي كانَت أيضًا أرمَلَة. وكانَ معها جُموعٌ كَبيرَة مِن سُكَّانِ المَدينَة. ١٣ فلمَّا رَآها الرَّبّ، أشفَقَ علَيها + وقالَ لها: «تَوَقَّفي عنِ البُكاء». + ١٤ ثُمَّ اقتَرَبَ ولَمَسَ النَّعش، * فوَقَفَ الَّذينَ يَحمِلونَه. فقال: «أيُّها الشَّابّ، أقولُ لك: قُم!». + ١٥ فجَلَسَ المَيِّتُ وبَدَأ يَتَكَلَّم، ورَدَّهُ يَسُوع إلى أُمِّه. + ١٦ عِندَئِذٍ شَعَرَ الجَميعُ بِالرَّهبَة، وصاروا يُمَجِّدونَ اللّٰهَ ويَقولون: «ظَهَرَ بَينَنا نَبِيٌّ عَظيم»، + وأيضًا: «وَجَّهَ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلى شَعبِه». + ١٧ وانتَشَرَ هذا الخَبَرُ عنهُ في كُلِّ المِنطَقَةِ المُحيطَة وفي كُلِّ اليَهُودِيَّة.
١٨ ونَقَلَ تَلاميذُ يُوحَنَّا إلَيهِ كُلَّ هذِهِ الأخبار. + ١٩ فاستَدْعى يُوحَنَّا اثنَيْنِ مِن تَلاميذِهِ وأرسَلَهُما إلى الرَّبِّ لِيَسألَه: «هل أنتَ الَّذي نَنتَظِرُ مَجيئَهُ + أم سيَأتي شَخصٌ آخَر؟». ٢٠ ولمَّا جاءَ التِّلميذانِ إلى يَسُوع، قالا: «أرسَلَنا إلَيكَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِيَسألَك: ‹هل أنتَ الَّذي نَنتَظِرُ مَجيئَهُ أم سيَأتي شَخصٌ آخَر؟›». ٢١ عِندَئِذٍ، شَفى كَثيرينَ مِن كُلِّ أنواعِ الأمراض، + وطَرَدَ أرواحًا شِرِّيرَة، ورَدَّ النَّظَرَ لِعُميانٍ كَثيرين. ٢٢ وأجابَهُما: «إذهَبا وأَخبِرا يُوحَنَّا بِما رَأيتُما وسَمِعتُما: العُميانُ يَرَوْن، + والعُرجُ يَمْشون، والبُرصُ يُشْفَوْن، والصُّمُّ يَسمَعون، + والأمواتُ يَقومون، والفُقَراءُ تُعلَنُ لهُمُ الأخبارُ الحُلْوَة. + ٢٣ سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يَتَعَثَّرُ ويَسقُطُ بِسَبَبي». +
٢٤ ولمَّا غادَرَ تِلميذَا يُوحَنَّا، بَدَأ يَسُوع يَقولُ لِلجُموعِ عن يُوحَنَّا: «ماذا خَرَجتُم لِتَرَوْا في الصَّحراء؟ هل خَرَجتُم لِتَرَوْا قَصَبَةً تَتَلاعَبُ بها الرِّيح؟ + ٢٥ أم هل خَرَجتُم لِتَرَوْا إنسانًا يَلبَسُ ثِيابًا فاخِرَة؟ *+ إنَّ الَّذينَ يَلبَسونَ الثِّيابَ الفاخِرَة ويَعيشونَ بِرَفاهِيَّةٍ هُم في بُيوتِ المُلوك. ٢٦ فماذا إذًا خَرَجتُم لِتَرَوْا؟ نَبِيًّا؟ أقولُ لكُم: نَعَم، وأعظَمَ بِكَثيرٍ مِن نَبِيّ. + ٢٧ هذا هوَ الَّذي كُتِبَ عنه: ‹أنا سأُرسِلُ رَسولي قَبلَك، * وهو سيُجَهِّزُ الطَّريقَ قُدَّامَك›. + ٢٨ أقولُ لكُم: لا أحَدَ بَينَ الَّذينَ وَلَدَتهُمُ النِّساءُ هو أعظَمُ مِن يُوحَنَّا، لكنَّ الأصغَرَ في مَملَكَةِ اللّٰهِ هو أعظَمُ مِنه». + ٢٩ (ولمَّا سَمِعَ ذلِك كُلُّ الشَّعبِ وجامِعو الضَّرائِب، اعتَرَفوا أنَّ كُلَّ ما يَفعَلُهُ اللّٰهُ صائِب، لِأنَّهُم كانوا قدِ اعتَمَدوا مَعمودِيَّةَ يُوحَنَّا. + ٣٠ أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ والخُبَراءُ في الشَّريعَةِ فتَجاهَلوا تَوجيهَ * اللّٰهِ لهُم + ولم يَعتَمِدوا على يَدِه.)
٣١ وتابَعَ يَسُوع كَلامَهُ قائِلًا: «بِمَن أُشَبِّهُ النَّاسَ في هذا الجيل، وكَيفَ أصِفُهُم؟ + ٣٢ إنَّهُم يُشبِهونَ أوْلادًا صِغارًا يَجلِسونَ في ساحَةِ السُّوقِ ويُنادونَ بَعضُهُمُ البَعضَ ويَقولون: ‹عَزَفنا لكُم على المِزمارِ فلم تَرقُصوا، نَدَبنا فلم تَبْكوا›. ٣٣ بِشَكلٍ مُشابِه، جاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لا يَأكُلُ خُبزًا ولا يَشرَبُ نَبيذًا، + فقُلتُم عنه: ‹فيهِ شَيْطَان›. ٣٤ وجاءَ ابْنُ الإنسانِ يَأكُلُ ويَشرَب، فقُلتُم عنه: ‹أُنظُروا! إنَّهُ شَرِهٌ وسِكِّير، صَديقٌ لِجامِعي الضَّرائِبِ والخُطاة›. + ٣٥ لكنَّ الحِكمَةَ تُعرَفُ مِن نَتائِجِها». *+
٣٦ وظَلَّ واحِدٌ مِنَ الفَرِّيسِيِّينَ يَدْعوهُ لِيَأكُلَ عِندَه. فدَخَلَ إلى بَيتِ الفَرِّيسِيِّ وجَلَسَ * إلى الطَّاوِلَة. ٣٧ وكانَ في المَدينَةِ امرَأةٌ مَعروفٌ أنَّها خاطِئَة. ولمَّا عَرَفَت أنَّهُ يَأكُلُ * في بَيتِ الفَرِّيسِيّ، جاءَت وجَلَبَت معها قِنِّينَةً مِن حَجَرِ المَرمَرِ فيها زَيتٌ عَطِر. + ٣٨ ووَقَفَت مِنَ الوَراءِ عِندَ قَدَمَيْه، وبَكَت وصارَت تُبَلِّلُ قَدَمَيْهِ بِدُموعِها، وتُمَسِّحُهُما بِشَعرِها، وتُقَبِّلُهُما، وتَسكُبُ علَيهِما الزَّيتَ العَطِر. ٣٩ ولمَّا رَأى الفَرِّيسِيُّ الَّذي دَعاهُ ما حَصَل، قالَ في نَفْسِه: «لَو أنَّ هذا الرَّجُلَ نَبِيٌّ بِالفِعل، كانَ عَرَفَ مَن هذِهِ المَرأةُ الَّتي تَلمُسُهُ وأيُّ نَوعٍ مِنَ النِّساءِ هي؛ كانَ عَرَفَ أنَّها خاطِئَة». + ٤٠ فقالَ لهُ يَسُوع: «يا سِمْعَان، عِندي شَيءٌ أقولُهُ لك». فأجابَه: «تَفَضَّل يا مُعَلِّم».
٤١ «كانَ هُناك رَجُلانِ مَديونانِ لِشَخصٍ يُدَيِّنُ المال، واحِدٌ علَيهِ ٥٠٠ دينارٍ والثَّاني ٥٠. ٤٢ ولم يَكونا قادِرَيْنِ أن يُسَدِّدا ما علَيهِما، فسامَحَهُما بِلا شُروط. فأيُّ واحِدٍ مِنهُما سيُحِبُّهُ أكثَر؟». ٤٣ أجابَ سِمْعَان: «أظُنُّ الَّذي نالَ المُسامَحَةَ على الدَّينِ الأكبَر». فقالَ له: «جَوابُكَ صَحيح». ٤٤ عِندَئِذٍ الْتَفَتَ إلى المَرأةِ وقالَ لِسِمْعَان: «هل تَرى هذِهِ المَرأة؟ أنا دَخَلتُ إلى بَيتِكَ ولم تُعْطِني ماءً لِغَسلِ قَدَمَيَّ. أمَّا هي فبَلَّلَت قَدَمَيَّ بِدُموعِها ومَسَّحَتهُما بِشَعرِها. ٤٥ أنتَ لم تُقَبِّلْني قُبلَةً واحِدَة، أمَّا هذِهِ المَرأةُ فمُنذُ دَخَلتُ إلى هُنا لم تَتَوَقَّفْ عن تَقبيلِ قَدَمَيَّ. ٤٦ أنتَ لم تَسكُبْ زَيتًا على رَأسي، أمَّا هذِهِ المَرأةُ فسَكَبَت زَيتًا عَطِرًا على قَدَمَيَّ. ٤٧ لِذلِك أقولُ لكَ إنَّ خَطاياها الكَثيرَة * مَغفورَة + لِأنَّها * أحَبَّت كَثيرًا. أمَّا الَّذي تُغفَرُ لهُ خَطايا قَليلَة، فيُحِبُّ قَليلًا». ٤٨ ثُمَّ قالَ لها: «خَطاياكِ مَغفورَة». + ٤٩ فبَدَأَ الجالِسونَ * معهُ إلى الطَّاوِلَةِ يَقولونَ بَعضُهُم لِبَعض: «مَن هو هذا الَّذي يَغفِرُ الخَطايا أيضًا؟!». + ٥٠ أمَّا هو فقالَ لِلمَرأة: «إيمانُكِ خَلَّصَكِ. + إذهَبي بِسَلام».
٨ بَعدَ وَقتٍ قَصير، سافَرَ مِن مَدينَةٍ إلى مَدينَةٍ ومِن قَريَةٍ إلى قَريَةٍ لِيُبَشِّرَ ويُعلِنَ الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه. + وكانَ معهُ الاثنا عَشَر، ٢ وأيضًا نِساءٌ كانَ قد شَفاهُنَّ مِن أرواحٍ شِرِّيرَة وأمراض، وهُنَّ: مَرْيَم المَعروفَة بِالمَجْدَلِيَّة الَّتي خَرَجَ مِنها سَبعَةُ شَيَاطِين، ٣ ويُوَنَّا + زَوجَةُ خُوزِي المَسؤولِ عن بَيتِ هِيرُودُس، وسُوسَنَّة، ونِساءٌ كَثيراتٌ غَيرُهُنَّ كُنَّ يَستَعمِلْنَ مُمتَلَكاتِهِنَّ كَي يَخدُمْنَهُ هو والرُّسُل. +
٤ واجتَمَعَت جُموعٌ كَبيرَة معَ الَّذينَ تَبِعوا يَسُوع مِن مُدُنٍ مُختَلِفَة، فقالَ لهُم هذا المَثَل: + ٥ «خَرَجَ مُزارِعٌ لِيَزرَعَ البُذور. وفيما هو يَزرَع، وَقَعَت بَعضُ البُذورِ على الطَّريق، فداسَ علَيها النَّاسُ وأكَلَتها طُيورُ السَّماء. + ٦ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى على الصَّخر، فنَبَتَت ثُمَّ جَفَّت لِأنَّها كانَت بِلا ماء. + ٧ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى بَينَ الشَّوك، فكَبُرَ الشَّوكُ معها وخَنَقَها. + ٨ ولكنْ وَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى على التُّربَةِ الجَيِّدَة، فنَبَتَت وأعْطَت ١٠٠ ضِعفٍ مِمَّا زُرِع». + قالَ ذلِك ثُمَّ نادى: «مَن لَدَيهِ أُذُنانِ تَسمَعان، فلْيَسمَع». +
٩ فسَألَهُ تَلاميذُهُ عن مَعْنى هذا المَثَل. + ١٠ فقال: «لكُم أُعْطِيَ الامتِيازُ أن تَفهَموا الأسرارَ المُقَدَّسَة لِمَملَكَةِ اللّٰه، أمَّا الباقونَ فأتَكَلَّمُ معهُم بِأمثال. + وهكَذا، حتَّى لَو نَظَروا يَنظُرونَ بِلا فائِدَة، وحتَّى لَو سَمِعوا لا يَفهَمون. + ١١ والآن، هذا ما يَعْنيهِ المَثَل: البُذورُ هي كَلِمَةُ اللّٰه. + ١٢ والبُذورُ الَّتي وَقَعَت على الطَّريقِ هي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰه، ثُمَّ يَأتي إبْلِيس ويَقتَلِعُ الكَلِمَةَ مِن قُلوبِهِم كَي لا يُؤْمِنوا ويَخلُصوا. + ١٣ والبُذورُ الَّتي وَقَعَت على الصَّخرِ هي مِثلُ الَّذينَ يَقبَلونَ الكَلِمَةَ بِفَرَحٍ حينَ يَسمَعونَها، لكنَّهُم بِلا جُذور. فهُم يُؤْمِنونَ لِبَعضِ الوَقت، لكنَّهُم يَتَخَلَّوْنَ عن إيمانِهِم في وَقتِ الامتِحان. + ١٤ أمَّا البُذورُ الَّتي وَقَعَت بَينَ الشَّوكِ فهي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَة، لكنَّ هُمومَ وغِنى + ومَلَذَّاتِ الحَياةِ + تَجرُفُهُم، فيَختَنِقونَ كُلِّيًّا ولا يَنضَجُ ثَمَرُهُم. + ١٥ أمَّا البُذورُ الَّتي وَقَعَت على التُّربَةِ الجَيِّدَة فهي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِقُلوبٍ طَيِّبَة وصالِحَة. + فيَتَمَسَّكونَ بها ويُثمِرونَ وهُم يَحتَمِلون. +
١٦ «لا أحَدَ يُشعِلُ سِراجًا ثُمَّ يُغَطِّيهِ بِإناءٍ أو يَضَعُهُ تَحتَ السَّرير، بل يَضَعُهُ في مَكانٍ مُرتَفِعٍ لِكَي يَرى الدَّاخِلونَ النُّور. + ١٧ فكُلُّ مَخْفِيٍّ سيَصيرُ ظاهِرًا، وكُلُّ ما هو مُخَبَّأٌ سيُعرَفُ ويُعلَن. + ١٨ لِذلِكَ اسمَعوا بِانتِباه. فمَن لَدَيهِ شَيءٌ يَنالُ أكثَر. + أمَّا مَن لَيسَ لَدَيه، فحتَّى القَليلُ الَّذي يَظُنُّ أنَّهُ لهُ يُؤْخَذُ مِنه». +
١٩ وجاءَت إلَيهِ أُمُّهُ وإخوَتُه، + لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يَصِلوا إلَيهِ بِسَبَبِ الجُموع. + ٢٠ فقالَ لهُ النَّاس: «أُمُّكَ وإخوَتُكَ واقِفونَ في الخارِجِ ويُريدونَ أن يَرَوْك». ٢١ فأجابَهُم: «أُمِّي وإخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ ويُطَبِّقونَها». +
٢٢ وفي أحَدِ الأيَّام، صَعِدَ هو وتَلاميذُهُ إلى مَركَبٍ وقالَ لهُم: «تَعالَوْا نَعبُرُ إلى الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة». فانطَلَقوا. + ٢٣ وفيما هُم يُبحِرونَ نامَ يَسُوع. وهَبَّت على البُحَيرَةِ رِياحٌ عَنيفَة، وبَدَأ مَركَبُهُم يَمتَلِئُ بِالماءِ وصاروا في خَطَر. + ٢٤ فذَهَبوا وأيقَظوهُ مِنَ النَّومِ وقالوا: «يا مُعَلِّم، يا مُعَلِّم، سنَموت!». فقامَ وصاحَ على الرِّياحِ والمِياهِ الهائِجَة، فسَكَتَتِ العاصِفَةُ وصارَ هُناك هُدوء. + ٢٥ ثُمَّ قالَ لهُم: «أينَ إيمانُكُم؟». لكنَّهُم كانوا خائِفينَ جِدًّا ومُندَهِشين، وقالوا بَعضُهُم لِبَعض: «مَن هو هذا الإنسان؟! حتَّى الرِّياحُ والمِياهُ يَأمُرُها فتُطيعُه!». +
٢٦ ووَصَلوا إلى الشَّاطِئِ في مِنطَقَةِ الجِرَاسِيِّينَ + مُقابِلَ الجَلِيل. ٢٧ ولمَّا نَزَلَ يَسُوع إلى البَرّ، لاقاهُ رَجُلٌ مِنَ المَدينَةِ تُسَيطِرُ علَيهِ الشَّيَاطِين. وكانَ لا يَلبَسُ ثِيابًا مُنذُ وَقتٍ طَويل، ولا يَسكُنُ في بَيتٍ بل بَينَ القُبور. *+ ٢٨ وعِندَما رَأى يَسُوع، صَرَخَ ورَمى نَفْسَهُ أمامَهُ وقالَ بِصَوتٍ عالٍ: «ماذا تُريدُ مِنِّي يا يَسُوع، يا ابْنَ اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء؟ أتَرَجَّاكَ أن لا تُعَذِّبَني». + ٢٩ (فيَسُوع كانَ يَأمُرُ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ * أن يَخرُجَ مِنَ الرَّجُل. فالرُّوحُ كانَ يَتَحَكَّمُ فيهِ مَرَّاتٍ كَثيرَة، *+ وكانَ النَّاسُ يَربُطونَ الرَّجُلَ بِالسَّلاسِلِ والقُيودِ ويَضَعونَهُ تَحتَ الحِراسَة. لكنَّهُ كانَ يُكَسِّرُها ويَذهَبُ إلى أماكِنَ مُنعَزِلَة تَحتَ تَأثيرِ الشَّيْطَان.) ٣٠ فسَألَهُ يَسُوع: «ما اسْمُك؟». أجاب: «فِرقَة»، * لِأنَّ شَيَاطِينَ كَثيرينَ كانوا قد دَخَلوا فيه. ٣١ وظَلُّوا يَتَرَجَّوْنَ يَسُوع أن لا يَأمُرَهُم بِأن يَذهَبوا إلى المَهواة. + ٣٢ وكانَ هُناك قَطيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنازيرِ + يَرْعى على الجَبَل. فتَرَجَّاهُ الشَّيَاطِينُ أن يَسمَحَ لهُم أن يَدخُلوا في القَطيع، فسَمَحَ لهُم. + ٣٣ عِندَئِذٍ خَرَجَ الشَّيَاطِينُ مِنَ الرَّجُلِ ودَخَلوا في الخَنازير. فرَكَضَ القَطيعُ وسَقَطَ مِن على مُنحَدَرٍ شَديدٍ إلى البُحَيرَةِ وغَرِق. ٣٤ ولمَّا رَأى الرُّعاةُ ماذا حَصَل، هَرَبوا ونَشَروا الخَبَرَ في المَدينَةِ والأرياف.
٣٥ عِندَئِذٍ خَرَجَ النَّاسُ لِيَرَوْا ماذا حَدَث. فجاؤُوا إلى يَسُوع ووَجَدوا الرَّجُلَ الَّذي خَرَجَت مِنهُ الشَّيَاطِينُ جالِسًا عِندَ قَدَمَيْ يَسُوع، لابِسًا ثِيابَهُ وبِكامِلِ عَقلِه، فخافوا. ٣٦ والَّذينَ رَأَوُا الحادِثَةَ أخبَروهُم كَيفَ شُفِيَ الرَّجُلُ الَّذي كانَ تَحتَ سَيطَرَةِ الشَّيَاطِين. ٣٧ فطَلَبَ مِنهُ عَدَدٌ كَبيرٌ مِن سُكَّانِ مِنطَقَةِ الجِرَاسِيِّينَ أن يُغادِرَ مِن هُناك، لِأنَّهُم خافوا خَوفًا شَديدًا. فطَلَعَ إلى المَركَبِ كَي يَرحَل. ٣٨ أمَّا الرَّجُلُ الَّذي خَرَجَت مِنهُ الشَّيَاطِينُ فتَرَجَّاهُ أن يَأخُذَهُ معه. لكنَّ يَسُوع طَلَبَ مِنهُ أن يَذهَبَ قائِلًا له: + ٣٩ «إرجِعْ إلى بَيتِكَ وأَخبِرْ دائِمًا عن ما عَمِلَهُ اللّٰهُ لك». فذَهَبَ وأخبَرَ في كُلِّ المَدينَةِ بِما عَمِلَهُ لهُ يَسُوع.
٤٠ ولمَّا عادَ يَسُوع، رَحَّبَت بهِ الجُموعُ لِأنَّهُم كانوا كُلُّهُم يَنتَظِرونَه. + ٤١ وجاءَ رَجُلٌ اسْمُهُ يَايِرُس، وهو كانَ رَئيسًا لِلمَجمَع. فرَمى نَفْسَهُ عِندَ قَدَمَيْ يَسُوع وتَرَجَّاهُ أن يَأتِيَ إلى بَيتِه، + ٤٢ لِأنَّ ابْنَتَهُ الوَحيدَة الَّتي عُمرُها ١٢ سَنَةً تَقريبًا كانَت على وَشْكِ أن تَموت.
وفيما يَسُوع ذاهِب، ازدَحَمَت حَولَهُ الجُموع. ٤٣ وكانَت هُناكَ امرَأةٌ لَدَيها نَزيفُ دَمٍ + مُنذُ ١٢ سَنَة، ولم يَقدِرْ أحَدٌ أن يَشْفِيَها. + ٤٤ فاقتَرَبَت إلَيهِ مِنَ الوَراءِ ولَمَسَت طَرَفَ ثَوبِه، + فتَوَقَّفَ النَّزيفُ فَوْرًا. ٤٥ فقالَ يَسُوع: «مَن لَمَسَني؟». وحينَ صارَ كُلُّ واحِدٍ يَقول: «لَستُ أنا»، قالَ بُطْرُس: «يا مُعَلِّم، النَّاسُ كُلُّهُم يُحيطونَ بكَ ويَزدَحِمونَ حَولَك». + ٤٦ لكنَّ يَسُوع قال: «هُناك شَخصٌ لَمَسَني، لِأنِّي أعرِفُ أنَّ قُوَّةً + خَرَجَت مِنِّي». ٤٧ فلمَّا رَأتِ المَرأةُ أنَّ ما فَعَلَتهُ انكَشَف، أتَت وهي تَرجُفُ ورَمَت نَفْسَها أمامَه، وأعلَنَت أمامَ كُلِّ النَّاسِ لِماذا لَمَسَتهُ وكَيفَ شُفِيَت فَوْرًا. ٤٨ فقالَ لها: «يا ابْنَة، إيمانُكِ شَفاكِ. إذهَبي بِسَلام». +
٤٩ وفيما هو يَتَكَلَّم، جاءَ واحِدٌ مِن عِندِ رَئيسِ المَجمَعِ وقالَ له: «إبْنَتُكَ ماتَت. لا تُتعِبِ المُعَلِّمَ بَعد». + ٥٠ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك، قالَ لِيَايِرُس: «لا تَخَف، آمِنْ فَقَط وسَتَكونُ ابْنَتُكَ بِخَير». + ٥١ وعِندَما وَصَلَ إلى البَيت، لَم يَدَعْ أحَدًا يَدخُلُ معهُ إلَّا بُطْرُس ويُوحَنَّا ويَعْقُوب ووالِدَ البِنتِ وأُمَّها. ٥٢ وكانَ الكُلُّ يَبْكونَ ويَضرِبونَ على صُدورِهِم مِنَ الحُزنِ علَيها. فقال: «لا تَبْكوا. + إنَّها لم تَمُت، بل هي نائِمَة». + ٥٣ فضَحِكوا علَيهِ لِأنَّهُم كانوا يَعرِفونَ أنَّها ماتَت. ٥٤ أمَّا هو فأمسَكَ بِيَدِها وناداها قائِلًا: «يا صَغيرَة، قومي!». + ٥٥ فعادَت روحُها *+ إلَيها وقامَت فَوْرًا، + وأمَرَ أن يُعْطوها شَيئًا لِتَأكُل. ٥٦ فطارَ والِداها مِنَ الفَرَح، لكنَّهُ أوْصاهُما أن لا يُخبِرا أحَدًا بِما حَدَث. +
٩ ثُمَّ جَمَعَ الاثنَيْ عَشَرَ وأعْطاهُم قُدرَةً وسُلطَةً على كُلِّ الشَّيَاطِينِ + وعلى شِفاءِ الأمراض. + ٢ وأرسَلَهُم لِيُبَشِّروا عن مَملَكَةِ اللّٰهِ ويَشْفوا المَرْضى، ٣ وقالَ لهُم: «لا تَحمِلوا معكُم شَيئًا لِلطَّريق، لا عُكَّازًا ولا حَقيبَةَ طَعامٍ ولا خُبزًا ولا نُقودًا * ولا ثَوبًا إضافِيًّا. *+ ٤ وكُلُّ بَيتٍ تَدخُلونَ إلَيه، ابْقَوْا فيهِ إلى أن تُغادِروا. + ٥ وإذا رَفَضَ النَّاسُ أن يَستَقبِلوكُم، فعِندَ خُروجِكُم مِن تِلكَ المَدينَة، انفُضوا الغُبارَ عن أقدامِكُم كشَهادَةٍ ضِدَّهُم». + ٦ فانطَلَقوا وتَنَقَّلوا مِن قَريَةٍ إلى قَريَة، وكانوا يُعلِنونَ الأخبارَ الحُلْوَة ويَشْفونَ المَرْضى في كُلِّ مَكان. +
٧ وسَمِعَ هِيرُودُس * حاكِمُ المِنطَقَةِ * بِكُلِّ ما كانَ يَحدُث. فاحتارَ جِدًّا لِأنَّ البَعضَ كانوا يَقولونَ إنَّ يُوحَنَّا قامَ مِنَ المَوت، + ٨ وآخَرينَ قالوا إنَّ إيلِيَّا ظَهَر، وغَيرَهُم قالوا إنَّ واحِدًا مِنَ الأنبِياءِ القُدَماءِ قام. + ٩ فقالَ هِيرُودُس: «يُوحَنَّا، أنا قَطَعتُ رَأسَه. + فمَن هذا الَّذي أسمَعُ عنهُ هذِهِ الأخبار؟». وكانَ يُحاوِلُ أن يَراه. +
١٠ ولمَّا رَجَعَ الرُّسُل، أخبَروا يَسُوع بِكُلِّ ما فَعَلوه. + فأخَذَهُم وذَهَبَ معهُم وَحْدَهُم إلى مَدينَةٍ اسْمُها «بَيْت صَيْدَا». + ١١ لكنَّ الجُموعَ عَرَفوا بِذلِك وتَبِعوه. فرَحَّبَ بهِم وبَدَأ يُخبِرُهُم عن مَملَكَةِ اللّٰه، وشَفى الَّذينَ كانوا بِحاجَةٍ إلى الشِّفاء. + ١٢ وصارَ النَّهارُ في آخِرِه. فجاءَ الاثنا عَشَرَ وقالوا له: «قُلْ لِلجُموعِ أن يَذهَبوا إلى القُرى والأريافِ المُحيطَة كَي يَجِدوا مَكانًا وطَعامًا لهُم، لِأنَّنا هُنا في مَكانٍ مُنعَزِل». + ١٣ لكنَّهُ أجابَهُم: «أَعْطوهُم أنتُم شَيئًا يَأكُلونَه». + فقالوا: «كُلُّ ما عِندَنا هو خَمسَةُ أرغِفَةٍ وسَمَكَتان، إلَّا إذا ذَهَبنا نَحنُ واشتَرَينا طَعامًا لِكُلِّ هؤُلاءِ النَّاس!». ١٤ وكانَ هُناك حَوالَيْ ٠٠٠,٥ رَجُل. فقالَ لِتَلاميذِه: «أَجلِسوهُم في مَجموعاتٍ مِن ٥٠ شَخصًا تَقريبًا». ١٥ ففَعَلوا ذلِك وأجلَسوا الجَميع. ١٦ وأخَذَ الأرغِفَةَ الخَمسَة والسَّمَكَتَيْنِ ورَفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وصَلَّى. * ثُمَّ كَسَرَها وأعْطاها لِلتَّلاميذِ كَي يُقَدِّموها لِلجُموع. ١٧ فأكَلَ الجَميعُ وشَبِعوا. وجَمَعوا ١٢ سَلَّةً مِن قِطَعِ الخُبزِ الباقِيَة. +
١٨ ولاحِقًا، فيما كانَ يُصَلِّي وَحْدَه، جاءَ إلَيهِ التَّلاميذ، فسَألَهُم: «مَن أنا بِرَأْيِ النَّاس؟». + ١٩ أجابوا: «يُوحَنَّا المَعْمَدَان. لكنَّ آخَرينَ يَقولون: إيلِيَّا، وآخَرين: واحِدٌ مِنَ الأنبِياءِ القُدَماءِ قام». + ٢٠ ثُمَّ سَألَهُم: «وأنتُم، مَن أنا بِرَأْيِكُم؟». أجابَ بُطْرُس: «أنتَ مَسِيحُ اللّٰه». + ٢١ لكنَّهُ أوْصاهُم بِحَزمٍ أن لا يُخبِروا أحَدًا بِذلِك، + ٢٢ وقال: «إبْنُ الإنسانِ يَجِبُ أن يَتَألَّمَ كَثيرًا ويَرفُضَهُ الشُّيوخُ وكِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ ويُقتَل، + ثُمَّ يُقامَ في اليَومِ الثَّالِث». +
٢٣ وقالَ لِلجَميع: «إذا أرادَ أحَدٌ أن يَتبَعَني، يَجِبُ أن يُنكِرَ نَفْسَهُ كُلِّيًّا + ويَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِهِ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعَني دائِمًا. + ٢٤ فمَن يُريدُ أن يُخَلِّصَ حَياتَهُ * يَخسَرُها، أمَّا مَن يَخسَرُ حَياتَهُ * مِن أجْلي فهوَ الَّذي يُخَلِّصُها. + ٢٥ ماذا يَستَفيدُ الشَّخصُ لَو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ أو آذاها؟ + ٢٦ فمَن يَخجَلُ بي وبِكَلامي، يَخجَلُ بهِ ابْنُ الإنسانِ حينَ يَأتي بِمَجدِهِ ومَجدِ الآبِ ومَجدِ المَلائِكَةِ القُدُّوسين. + ٢٧ ولكنْ صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّ بَعضَ المَوْجودينَ هُنا لن يَذوقوا المَوتَ أبَدًا قَبلَ أن يَرَوْا مَملَكَةَ اللّٰه». +
٢٨ وبَعدَ كَلامِهِ هذا بِثَمانِيَةِ أيَّامٍ تَقريبًا، أخَذَ معهُ بُطْرُس ويُوحَنَّا ويَعْقُوب وطَلَعَ إلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي. + ٢٩ وبَينَما هو يُصَلِّي، تَغَيَّرَ مَنظَرُ وَجهِهِ وصارَت ثِيابُهُ بَيضاءَ لامِعَة. ٣٠ وفَجْأةً صارَ رَجُلانِ يَتَحَدَّثانِ إلَيهِ هُما مُوسَى وإيلِيَّا. ٣١ هذانِ ظَهَرا بِمَجدٍ وبَدَآ يَتَكَلَّمانِ عن رَحيلِهِ الَّذي كانَ سيُتَمِّمُهُ قَريبًا في أُورُشَلِيم. + ٣٢ وكانَ بُطْرُس والتِّلميذانِ الآخَرانِ قد غَلَبَهُمُ النُّعاس. ولكنْ حينَ استَيقَظوا، رَأَوْا مَجدَ يَسُوع + ورَأَوُا الرَّجُلَيْنِ الواقِفَيْنِ معه. ٣٣ وفيما كانَ الرَّجُلانِ على وَشْكِ أن يَترُكاه، قالَ بُطْرُس لِيَسُوع: «يا مُعَلِّم، كم هو رائِعٌ أنَّنا هُنا! دَعْنا نَنصُبُ ثَلاثَ خِيام: واحِدَةً لكَ وواحِدَةً لِمُوسَى وواحِدَةً لِإيلِيَّا». وكانَ لا يَعرِفُ ما الَّذي يَقولُه. ٣٤ وبَينَما هو يَتَكَلَّم، ظَهَرَت غَيمَةٌ وغَطَّتهُم. فخافوا لمَّا دَخَلوا في الغَيمَة. ٣٥ ثُمَّ جاءَ صَوتٌ + مِنَ الغَيمَةِ يَقول: «هذا هوَ ابْني الَّذي اختَرتُه. + إسمَعوا له». + ٣٦ وعِندَما سُمِعَ الصَّوت، رَأَوْا أنَّ يَسُوع وَحْدَه. ولم يُخبِروا أحَدًا في تِلكَ الأيَّامِ عن أيِّ شَيءٍ رَأَوْه، بل ظَلُّوا ساكِتين. +
٣٧ وفي اليَومِ التَّالي، لمَّا نَزَلوا مِنَ الجَبَل، لاقَتهُ جُموعٌ كَبيرَة. + ٣٨ فصَرَخَ رَجُلٌ مِن بَينِ الجُموعِ وقال: «يا مُعَلِّم، أتَرَجَّاكَ أن تَأتِيَ وتَرى ابْني، إنَّهُ ابْني الوَحيد. + ٣٩ فهُناك روحٌ يُسَيطِرُ علَيهِ فيَصرُخُ فَجْأةً، ويَجعَلُهُ يَنتَفِضُ ويُخرِجُ رَغوَةً مِن فَمِه، وبِصُعوبَةٍ يَترُكُهُ بَعدَ أن يُسَبِّبَ لهُ رُضوضًا في جِسمِه. ٤٠ فتَرَجَّيتُ تَلاميذَكَ أن يُخرِجوه، لكنَّهُم لم يَقدِروا». ٤١ فأجابَ يَسُوع: «أيُّها الجيلُ غَيرُ المُؤْمِنِ والأعوَج، + إلى متى أبْقى معكُم وأتَحَمَّلُكُم؟ أَحضِرِ ابْنَكَ إلى هُنا». + ٤٢ وفيما كانَ الصَّبِيُّ يَقتَرِب، رَماهُ الشَّيْطَان على الأرضِ وجَعَلَهُ يَنتَفِضُ بِقُوَّة. لكنَّ يَسُوع تَكَلَّمَ بِحَزمٍ معَ الرُّوحِ الشِّرِّيرِ * وشَفى الصَّبِيَّ ورَدَّهُ إلى أبيه. ٤٣ فتَعَجَّبَ الجَميعُ مِن قُدرَةِ اللّٰهِ العَظيمَة.
وبَينَما هُم جَميعًا مُندَهِشونَ مِن كُلِّ ما كانَ يَفعَلُه، قالَ لِتَلاميذِه: ٤٤ «إسمَعوا جَيِّدًا وتَذَكَّروا هذِهِ الكَلِمات: إبْنُ الإنسانِ سيُسَلَّمُ إلى أيْدي النَّاس». + ٤٥ لكنَّهُم لم يَفهَموا كَلامَه. فقد كانَ مَخْفِيًّا عنهُم كَي لا يَستَوعِبوه، وخافوا أن يَسألوهُ عن مَعْناه.
٤٦ ثُمَّ صاروا يَتَجادَلونَ حَولَ مَن هوَ الأعظَمُ بَينَهُم. + ٤٧ وعَرَفَ يَسُوع ما في قُلوبِهِم، فأخَذَ وَلَدًا صَغيرًا وأوْقَفَهُ قُربَهُ ٤٨ وقالَ لهُم: «الَّذي يَستَقبِلُ هذا الوَلَدَ الصَّغيرَ مِن أجْلِ اسْمي، يَستَقبِلُني أنا أيضًا. والَّذي يَستَقبِلُني، يَستَقبِلُ الَّذي أرسَلَني أيضًا. + فالَّذي يَعتَبِرُ نَفْسَهُ الأصغَرَ بَينَكُم جَميعًا يَكونُ هوَ العَظيم». +
٤٩ فقالَ يُوحَنَّا: «يا مُعَلِّم، رَأينا شَخصًا يُخرِجُ شَيَاطِينَ بِاسْمِك، فحاوَلنا أن نَمنَعَهُ لِأنَّهُ لا يَتبَعُكَ معنا». + ٥٠ لكنَّ يَسُوع قالَ له: «لا تُحاوِلوا أن تَمنَعوه. فالَّذي لَيسَ ضِدَّكُم هو معكُم».
٥١ وبِما أنَّ وَقتَ صُعودِهِ إلى السَّماءِ + كانَ يَقتَرِب، * كانَ مُصَمِّمًا * أن يَذهَبَ إلى أُورُشَلِيم. ٥٢ فأرسَلَ رُسُلًا قَبلَه. فذَهَبوا ودَخَلوا إلى قَريَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ كَي يُجَهِّزوا لهُ ما يَلزَم. ٥٣ لكنَّ أهلَ القَريَةِ لم يَستَقبِلوهُ + لِأنَّهُ كانَ مُتَّجِهًا * إلى أُورُشَلِيم. ٥٤ ولمَّا رَأى التِّلميذانِ يَعْقُوب ويُوحَنَّا ذلِك، + قالا: «يا رَبّ، هل تُريدُ أن نَأمُرَ بِأن تَنزِلَ نارٌ مِنَ السَّماءِ وتَمْحُوَهُم؟». + ٥٥ فالْتَفَتَ إلَيهِما ووَبَّخَهُما. ٥٦ ثُمَّ ذَهَبوا إلى قَريَةٍ أُخْرى.
٥٧ وفيما هُم في الطَّريق، قالَ لهُ أحَدُ الأشخاص: «سأتبَعُكَ أينَما تَذهَب». ٥٨ فقالَ لهُ يَسُوع: «الثَّعالِبُ لَدَيها أوْكارٌ والطُّيورُ لَدَيها أعشاش، أمَّا ابْنُ الإنسانِ فلَيسَ لَدَيهِ مَكانٌ يَسنُدُ فيهِ رَأسَه». + ٥٩ ثُمَّ قالَ لِرَجُلٍ آخَر: «إتبَعْني». فأجاب: «يا رَبّ، اسمَحْ لي أوَّلًا أن أذهَبَ وأدفِنَ أبي». + ٦٠ لكنَّ يَسُوع قالَ له: «أُترُكِ المَوْتى + يَدفِنونَ مَوْتاهُم، أمَّا أنتَ فاذهَبْ ونادِ بِمَملَكَةِ اللّٰه». + ٦١ وقالَ لهُ شَخصٌ آخَرُ أيضًا: «سأتبَعُكَ يا رَبّ، ولكنِ اسمَحْ لي أوَّلًا أن أُوَدِّعَ الَّذينَ في بَيتي». ٦٢ فأجابَهُ يَسُوع: «مَن يَضَعُ يَدَهُ على المِحراثِ ويَنظُرُ إلى الوَراءِ + لَيسَ مُؤَهَّلًا لِمَملَكَةِ اللّٰه». +
١٠ بَعدَ ذلِك، اختارَ الرَّبُّ ٧٠ شخصًا آخَر، وأرسَلَهُم قُدَّامَهُ اثنَيْنِ اثنَيْنِ + إلى كُلِّ مَدينَةٍ ومَكانٍ كانَ يَنْوي أن يَذهَبَ إلَيهِما. ٢ ثُمَّ قالَ لهُم: «إنَّ الحَصادَ كَثيرٌ لكنَّ العُمَّالَ قَليلون. لِذلِك تَرَجَّوْا سَيِّدَ الحَصادِ أن يُرسِلَ عُمَّالًا إلى حَصادِه. + ٣ إذهَبوا. ولكنِ اسمَعوا! أنا أُرسِلُكُم مِثلَ خِرافٍ بَينَ ذِئاب. + ٤ لا تَحمِلوا كيسَ مال، ولا حَقيبَةَ طَعام، ولا حِذاء، + ولا تُسَلِّموا على أحَدٍ * في الطَّريق. ٥ وكُلُّ بَيتٍ تَدخُلونَه، قولوا أوَّلًا: ‹سَلامٌ على هذا البَيت›. + ٦ فإذا كانَ فيهِ مَن يُحِبُّ السَّلام، يَبْقى معهُ السَّلامُ الَّذي تَمَنَّيتُموهُ له، وإلَّا يَعودُ السَّلامُ إلَيكُم. ٧ وابْقَوْا في ذلِكَ البَيتِ + وكُلوا واشرَبوا ما يُقَدِّمونَهُ لكُم، + لِأنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَتَه. + لا تَظَلُّوا تَنتَقِلونَ مِن بَيتٍ إلى بَيت.
٨ «وكُلُّ مَدينَةٍ تَدخُلونَها ويَستَقبِلونَكُم فيها، فكُلوا ما يُقَدِّمونَهُ لكُم، ٩ واشْفوا المَرْضى فيها، وقولوا لهُم: ‹مَملَكَةُ اللّٰهِ اقتَرَبَت مِنكُم›. + ١٠ ولكنْ كُلُّ مَدينَةٍ تَدخُلونَها ولا يَستَقبِلونَكُم فيها، فاخرُجوا إلى شَوارِعِها الرَّئيسِيَّة وقولوا: ١١ ‹حتَّى غُبارُ مَدينَتِكُمُ الَّذي عَلِقَ بِأقدامِنا نَنفُضُهُ عنَّا كشَهادَةٍ ضِدَّكُم. + ولكنِ اعرِفوا أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ اقتَرَبَت›. ١٢ أقولُ لكُم: ما سيَحصُلُ لِسَدُوم في ذلِكَ اليَومِ سيَكونُ أهوَنَ مِمَّا سيَحصُلُ لِتِلكَ المَدينَة. +
١٣ «يا وَيْلَكِ يا كُورَزِين! يا وَيْلَكِ يا بَيْت صَيْدَا! فلَو حَدَثَت في صُور وصَيْدُون الأعمالُ العَظيمَة * الَّتي حَدَثَت فيكُما، كانَ تابَ سُكَّانُهُما مِن زَمانٍ ولَبِسوا ثَوبَ الحُزنِ وجَلَسوا في الرَّماد. + ١٤ لِذلِك، ما سيَحصُلُ لِصُور وصَيْدُون عِندَ الحِسابِ سيَكونُ أهوَنَ مِمَّا سيَحصُلُ لكُما. ١٥ وأنتِ يا كَفَرْنَاحُوم، هل تَظُنِّينَ أنَّكِ ستُرفَعينَ إلى السَّماء؟ إلى القَبرِ * ستَنزِلين!
١٦ «الَّذي يَسمَعُ لكُم يَسمَعُ لي. + والَّذي يَتَجاهَلُكُم يَتَجاهَلُني. والَّذي يَتَجاهَلُني يَتَجاهَلُ الَّذي أرسَلَني». +
١٧ ثُمَّ رَجَعَ الـ ٧٠ فَرِحين، وقالوا: «يا رَبُّ، حتَّى الشَّيَاطِينُ يَخضَعونَ لنا حينَ نَستَعمِلُ اسْمَك». + ١٨ عِندَئِذٍ قالَ لهُم: «أرى الشَّيْطَان قد سَقَطَ + مِنَ السَّماءِ مِثلَ البَرق. ١٩ أُنظُروا! أنا أعْطَيتُكُمُ السُّلطَةَ لِتَدوسوا على الحَيَّاتِ والعَقارِب، والسُّلطَةَ لِتَتَغَلَّبوا على العَدُوِّ وكُلِّ قُوَّتِه، + ولا شَيءَ أبَدًا سيُؤْذيكُم. ٢٠ ولكنْ لا تَفرَحوا لِأنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُم، بلِ افرَحوا لِأنَّ أسماءَكُم كُتِبَت في السَّموات». + ٢١ في تِلكَ اللَّحظَة، مَلَأَهُ الرُّوحُ القُدُسُ بِالفَرَحِ فقال: «أُسَبِّحُكَ عَلَنًا يا أبي، رَبَّ السَّماءِ والأرض، لِأنَّكَ أخْفَيتَ هذِهِ الأُمورَ عنِ الحُكَماءِ والمُفَكِّرينَ + وكَشَفتَها لِلأطفال. نَعَم يا أبي، لِأنَّ هذا ما أرَدتَه. + ٢٢ لقد سَلَّمَني أبي كُلَّ شَيء. ولا أحَدَ يَعرِفُ مَن هوَ الابْنُ إلَّا الآب. ولا أحَدَ يَعرِفُ مَن هوَ الآبُ إلَّا الابْنُ + وكُلُّ الَّذينَ يُريدُ الابْنُ أن يَكشِفَ لهُم مَن هوَ الآبُ فِعلًا». +
٢٣ ثُمَّ الْتَفَتَ إلى التَّلاميذِ وقالَ لهُم على انفِراد: «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ عُيونُهُم تَرى ما تَرَوْنَه. + ٢٤ فأنا أقولُ لكُم: كَثيرونَ مِنَ الأنبِياءِ والمُلوكِ تَمَنَّوْا أن يَرَوْا ما تَرَوْنَهُ ولم يَرَوْا، + وأن يَسمَعوا ما تَسمَعونَهُ ولم يَسمَعوا».
٢٥ ووَقَفَ رَجُلٌ خَبيرٌ في الشَّريعَةِ كَي يَمتَحِنَه، فسَأل: «يا مُعَلِّم، ماذا علَيَّ أن أعمَلَ كَي أرِثَ الحَياةَ الأبَدِيَّة؟». + ٢٦ فقالَ له: «ما المَكتوبُ في الشَّريعَة؟ ماذا تَفهَمُ مِنه؟». ٢٧ أجابَه: «‹أَحِبَّ يَهْوَه إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وبِكُلِّ نَفْسِكَ وبِكُلِّ قُوَّتِكَ وبِكُلِّ عَقلِك›، + وأيضًا ‹أَحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك›». + ٢٨ فقالَ له: «جَوابُكَ صَحيح. إستَمِرَّ في فِعلِ ذلِك وسَتَنالُ الحَياة». +
٢٩ ولكنْ لِأنَّ الرَّجُلَ أرادَ أن يُبَرِّرَ نَفْسَه، + قالَ لِيَسُوع: «ومَن هو قَريبي؟». ٣٠ أجابَهُ يَسُوع: «كانَ هُناك رَجُلٌ نازِلٌ مِن أُورُشَلِيم إلى أَرِيحَا. فوَقَعَ بَينَ أيْدي لُصوص. فخَلَعوا عنهُ ثِيابَهُ وضَرَبوه، وتَرَكوهُ بَينَ الحَياةِ والمَوتِ وذَهَبوا. ٣١ وبِالصُّدفَة، كانَ هُناك كاهِنٌ نازِلٌ في الطَّريقِ نَفْسِه. ولكنْ حينَ رَآه، ذَهَبَ إلى الجِهَةِ الأُخْرى وتابَعَ طَريقَه. ٣٢ ومَرَّ لَاوِيٌّ أيضًا مِن ذلِكَ المَكانِ ورَآه. فذَهَبَ إلى الجِهَةِ الأُخْرى وتابَعَ طَريقَه. ٣٣ لكنَّ سَامِرِيًّا + مُسافِرًا مِن هُناك وَصَلَ إلى المَكان، ولمَّا رَآهُ أشفَقَ علَيه. ٣٤ فاقتَرَبَ مِنهُ وسَكَبَ على جُروحِهِ زَيتًا ونَبيذًا ورَبَطَها. ثُمَّ أركَبَهُ على حِمارِهِ وأخَذَهُ إلى فُندُقٍ واعتَنى به. ٣٥ وفي اليَومِ التَّالي، أخرَجَ دينارَيْنِ وأعْطاهُما لِصاحِبِ الفُندُقِ وقالَ له: ‹إعتَنِ به. وإذا صَرَفتَ أكثَرَ مِن ذلِك، أدفَعُ لك عِندَما أرجِع›. ٣٦ بِرَأْيِك، أيُّ واحِدٍ مِن هؤُلاءِ الثَّلاثَة تَصَرَّفَ كقَريبٍ + لِلَّذي وَقَعَ بَينَ أيْدي اللُّصوص؟». ٣٧ أجابَهُ الرَّجُل: «الَّذي عامَلَهُ بِرَحمَة». + عِندَئِذٍ قالَ لهُ يَسُوع: «إذهَبْ واعمَلْ مِثلَه». +
٣٨ وأكمَلوا طَريقَهُم ودَخَلوا إلى قَريَة. فاستَضافَتهُ في بَيتِها امرَأةٌ اسْمُها مَرْثَا. + ٣٩ وكانَ لَدَيها أُختٌ اسْمُها مَرْيَم جَلَسَت عِندَ قَدَمَيِ الرَّبِّ لِتَسمَعَ كَلامَه. ٤٠ أمَّا مَرْثَا فكانَت مُلتَهِيَةً بِتَجهيزِ أُمورٍ كَثيرَة. فجاءَت إلَيهِ وقالَت: «يا رَبّ، ألَا يَهُمُّكَ أنَّ أُختي تَرَكَتني أشتَغِلُ وَحْدي؟ قُلْ لها أن تُساعِدَني». ٤١ فأجابَها الرَّبّ: «مَرْثَا، مَرْثَا، أنتِ تَقلَقينَ وتَنشَغِلينَ بِأُمورٍ كَثيرَة. ٤٢ لكنَّ الحاجَةَ هي إلى أُمورٍ قَليلَة، أو حتَّى إلى أمرٍ واحِدٍ فَقَط. فمَرْيَم اختارَتِ الحِصَّةَ الأفضَلَ + ولن تُؤْخَذَ مِنها».
١١ وكانَ يُصَلِّي في أحَدِ الأماكِن. ولمَّا انتَهى، قالَ لهُ واحِدٌ مِن تَلاميذِه: «يا رَبّ، عَلِّمْنا أن نُصَلِّيَ مِثلَما يُوحَنَّا أيضًا عَلَّمَ تَلاميذَه».
٢ فقالَ لهُم: «كُلَّما صَلَّيتُم قولوا: ‹أيُّها الآب، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُك. + لِتَأتِ مَملَكَتُك. *+ ٣ أعْطِنا كُلَّ يَومٍ ما نَحتاجُهُ مِنَ الخُبز. + ٤ واغفِرْ لنا خَطايانا + لِأنَّنا نَحنُ أيضًا نَغفِرُ لِكُلِّ مَن هو مَديونٌ لنا. + ولا تُدخِلْنا في تَجرِبَة›». +
٥ ثُمَّ قالَ لهُم: «لِنَفرِضْ أنَّ واحِدًا مِنكُم يَذهَبُ إلى صَديقِهِ في نِصفِ اللَّيلِ ويَقولُ له: ‹يا صَديقي، أعِرْني ثَلاثَةَ أرغِفَة، ٦ لِأنَّ صَديقًا لي أتى مِنَ السَّفَرِ ولَيسَ عِندي شَيءٌ أُقَدِّمُهُ له›. ٧ فيُجيبُهُ صَديقُهُ مِنَ الدَّاخِل: ‹تَوَقَّفْ عن إزعاجي! البابُ مُقفَل، وأنا وأوْلادي الصِّغارُ في الفِراش. لا أقدِرُ أن أقومَ وأُعْطِيَكَ شَيئًا›. ٨ أقولُ لكُم: حتَّى لَو لم يَقُمْ ويُعْطِهِ شَيئًا لِأنَّهُ صَديقُه، فأكيدٌ أنَّهُ سيَقومُ ويُعْطيهِ ما يَحتاجُ إلَيهِ بِسَبَبِ إلحاحِهِ وجُرأتِه. + ٩ لِذلِك أقولُ لكُم: إستَمِرُّوا في الطَّلَبِ *+ يُعْطَ لكُم، استَمِرُّوا في البَحثِ تَجِدوا، استَمِرُّوا في دَقِّ البابِ يُفتَحْ لكُم. + ١٠ فكُلُّ مَن يَطلُبُ * يَنال، + وكُلُّ مَن يَبحَثُ يَجِد، وكُلُّ مَن يَدُقُّ يُفتَحُ له. ١١ فأيُّ أبٍ مِنكُم إذا طَلَبَ ابْنُهُ سَمَكَةً يُعْطيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَة؟ + ١٢ أو إذا طَلَبَ بَيضَةً يُعْطيهِ عَقرَبًا؟ ١٣ فإذا كُنتُم وأنتُم أشرارٌ تَعرِفونَ أن تُعْطوا أوْلادَكُم عَطايا جَيِّدَة، فكَم بِالأكثَرِ الآبُ في السَّماءِ يُعْطي روحًا قُدُسًا لِلَّذينَ يَطلُبونَ مِنه!». +
١٤ ولاحِقًا، أخرَجَ مِن رَجُلٍ شَيْطَانًا جَعَلَهُ أخرَس. + ولمَّا خَرَجَ الشَّيْطَان تَكَلَّمَ الأخرَس، فتَعَجَّبَتِ الجُموع. + ١٥ لكنَّ بَعضًا مِنهُم قالوا: «إنَّهُ يُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول، * رَئيسِ الشَّيَاطِين». + ١٦ وطَلَبَ مِنهُ آخَرونَ عَلامَةً + مِنَ السَّماءِ كَي يَمتَحِنوه. ١٧ فعَرَفَ أفكارَهُم + وقالَ لهُم: «كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخرَب، والبَيتُ الَّذي يَنقَسِمُ على نَفْسِهِ يَسقُط. ١٨ فإذا كانَ الشَّيْطَان أيضًا قدِ انقَسَمَ على نَفْسِه، فكَيفَ تَصمُدُ مَملَكَتُه؟ أنتُم تَقولونَ إنِّي أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول. ١٩ فإذا كُنتُ أنا أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول، فبِقُدرَةِ مَن يُخرِجُهُم تَلاميذُكُم؟ لِذلِك هُم سيَكونونَ القُضاةَ الَّذينَ يَحكُمونَ علَيكُم. ٢٠ ولكنْ إذا كُنتُ أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِإصبَعِ اللّٰه، + فمَملَكَةُ اللّٰهِ أتَت إلَيكُم ولم تَنتَبِهوا. *+ ٢١ حينَ يَحرُسُ رَجُلٌ قَوِيٌّ ومُسَلَّحٌ جَيِّدًا قَصرَه، تَبْقى مُمتَلَكاتُهُ في أمان. ٢٢ ولكنْ إذا هَجَمَ علَيهِ شَخصٌ أقْوى مِنهُ وغَلَبَه، يَنتَزِعُ مِنهُ كُلَّ أسلِحَتِهِ الَّتي كانَ يَتَّكِلُ علَيها، ويَتَقاسَمُ ما أخَذَهُ مِنهُ مع آخَرين. ٢٣ مَن لَيسَ معي فهو ضِدِّي، ومَن لا يَجمَعُ معي فهو يُفَرِّق. +
٢٤ «عِندَما يَخرُجُ روحٌ شِرِّيرٌ * مِن إنسان، يَمُرُّ في أماكِنَ جافَّة فيما يَبحَثُ عن مَكانِ راحَة. وعِندَما لا يَجِدُ يَقول: ‹سأرجِعُ إلى بَيتي الَّذي تَرَكتُه›. + ٢٥ وحينَ يَصِل، يَجِدُهُ مُكَنَّسًا ومُزَيَّنًا. ٢٦ فيَذهَبُ ويَجلُبُ معهُ سَبعَةَ أرواحٍ أُخْرى أشَرَّ مِنه. فتَدخُلُ وتَسكُنُ هُناك، فتَصيرُ حالَةُ ذلِكَ الإنسانِ في الآخِرِ أسوَأَ مِن حالَتِهِ في الأوَّل».
٢٧ وبَينَما هو يَقولُ ذلِك، رَفَعَتِ امرَأةٌ مِنَ الجُموعِ صَوتَها وقالَت له: «سَعيدَةٌ هيَ المَرأةُ الَّتي وَلَدَتكَ وأرضَعَتك!». + ٢٨ أمَّا هو فقال: «بل سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلامَ اللّٰهِ ويُطيعونَه!». +
٢٩ وفيما كانَتِ الجُموعُ تَتَزايَد، بَدَأ يَقول: «هذا الجيلُ شِرِّير. إنَّهُ يَطلُبُ عَلامَة، لكنَّهُ لن يُعْطى إلَّا عَلامَةَ يُونَان. + ٣٠ فمِثلَما كانَ يُونَان + عَلامَةً لِأهلِ نِينَوَى، سيَكونُ ابْنُ الإنسانِ عَلامَةً لِهذا الجيل. ٣١ إنَّ مَلِكَةَ الجَنوبِ + ستَقومُ مع هذا الجيلِ في يَومِ الحِسابِ وتَدينُه، لِأنَّها أتَت مِن آخِرِ الأرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيْمَان. ولكنِ انظُروا! يوجَدُ هُنا مَن هو أعظَمُ مِن سُلَيْمَان. + ٣٢ وأهلُ نِينَوَى سيَقومونَ مع هذا الجيلِ في يَومِ الحِسابِ ويَدينونَه، لِأنَّهُم تابوا عِندَما سَمِعوا رِسالَةَ يُونَان. + ولكنِ انظُروا! يوجَدُ هُنا مَن هو أعظَمُ مِن يُونَان. ٣٣ لا أحَدَ يُشعِلُ سِراجًا ثُمَّ يُخَبِّئُهُ أو يُغَطِّيه، * بل يَضَعُهُ في مَكانٍ مُرتَفِعٍ + لِكَي يَرى الدَّاخِلونَ النُّور. ٣٤ عَيْنُكَ هي نورُ * جَسَدِك. فحينَ تَكونُ عَيْنُكَ مُرَكِّزَةً جَيِّدًا، * يَكونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُضيئًا. * ولكنْ حينَ تَكونُ حَسودَة، * يَكونُ جَسَدُكَ مُظلِمًا. + ٣٥ فانتَبِهْ إذًا كَي لا يَكونَ النُّورُ الَّذي فيكَ هو في الحَقيقَةِ ظَلامًا. ٣٦ فإذا كانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُضيئًا ولَيسَ فيهِ جُزْءٌ مُظلِم، يَكونُ مُضيئًا بِكامِلِهِ وكَأنَّ سِراجًا يُنيرُ علَيكَ بِضَوئِه».
٣٧ وبَعدَما قالَ ذلِك، دَعاهُ فَرِّيسِيٌّ لِيَتَغَدَّى عِندَه. فدَخَلَ وجَلَسَ * إلى الطَّاوِلَة. ٣٨ لكنَّ الفَرِّيسِيَّ تَفاجَأَ لمَّا رَأى أنَّهُ لم يَغسِلْ * يَدَيْهِ قَبلَ الغَداء. + ٣٩ فقالَ لهُ الرَّبّ: «أنتُمُ الفَرِّيسِيِّينَ تُطَهِّرونَ الكَأسَ والصَّحنَ مِنَ الخارِج، لكنَّكُم مِنَ الدَّاخِلِ مَليئونَ بِالطَّمَعِ والشَّرّ. + ٤٠ يا أغبِياء! ألَا تَعرِفونَ أنَّ الَّذي صَنَعَ الخارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أيضًا؟ ٤١ لِذلِك عِندَما تُعْطونَ صَدَقَة، أَعْطوا مِن قَلبِكُم. عِندَئِذٍ، كُلُّ شَيءٍ يَتَعَلَّقُ بكُم يَصيرُ طاهِرًا. ٤٢ ولكنْ يا وَيْلَكُم أيُّها الفَرِّيسِيُّون! فأنتُم تُقَدِّمونَ عُشرَ النَّعنَعِ والسَّذَابِ والأعشابِ الأُخْرى، + لكنَّكُم تَتَجاهَلونَ العَدلَ ومَحَبَّةَ اللّٰه. كانَ يَلزَمُ أن تُقَدِّموا العُشرَ مِن دونِ أن تَتَجاهَلوا العَدلَ ومَحَبَّةَ اللّٰه. + ٤٣ يا وَيْلَكُم أيُّها الفَرِّيسِيُّون! فأنتُم تُحِبُّونَ المَقاعِدَ الأمامِيَّة * في المَجامِعِ والتَّحِيَّاتِ الخاصَّة في ساحاتِ الأسواق. + ٤٤ يا وَيْلَكُم لِأنَّكُم مِثلُ قُبورٍ لا يُلاحِظُها النَّاس، *+ فيَمْشونَ علَيها مِن دونِ أن يَعرِفوا!».
٤٥ فأجابَهُ واحِدٌ مِنَ الخُبَراءِ في الشَّريعَة: «يا مُعَلِّم، كَلامُكَ هذا يُهينُنا نَحنُ أيضًا». ٤٦ فقال: «يا وَيْلَكُم أنتُم أيضًا أيُّها الخُبَراءُ في الشَّريعَة! فأنتُم تُثَقِّلونَ على النَّاسِ بِأحمالٍ يَصعُبُ حَمْلُها، وأنتُم لا تَلمُسونَها بِإصبَعٍ مِن أصابِعِكُم! +
٤٧ «يا وَيْلَكُم لِأنَّكُم تَبْنونَ قُبورَ الأنبِياء، * وآباؤُكُم هُمُ الَّذينَ قَتَلوهُم! + ٤٨ أنتُم إذًا شُهودٌ على أعمالِ آبائِكُم ومع ذلِك تُوافِقونَ علَيها؛ هُم قَتَلوا الأنبِياءَ + وأنتُم تَبْنونَ قُبورَهُم. ٤٩ لِهذا السَّبَب، قالَ اللّٰهُ أيضًا بِحِكمَتِه: ‹سأُرسِلُ إلَيهِم أنبِياءَ ورُسُلًا، فيَقتُلونَ بَعضًا مِنهُم ويَضطَهِدونَ آخَرين. ٥٠ لِذلِك سيُحاسَبُ هذا الجيلُ على * دَمِ كُلِّ الأنبِياءِ الَّذينَ قُتِلوا مُنذُ تَأسيسِ العالَم، + ٥١ مِن دَمِ هَابِيل + إلى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذي قُتِلَ بَينَ المَذبَحِ والهَيكَل›. *+ نَعَم، أقولُ لكُم إنَّ هذا الجيلَ سيُحاسَبُ على * كُلِّ ذلِك.
٥٢ «يا وَيْلَكُم أيُّها الخُبَراءُ في الشَّريعَة! فأنتُم أخَذتُم مِفتاحَ المَعرِفَة، لكنَّكُم لم تَدخُلوا، والَّذينَ أرادوا الدُّخولَ صَعَّبتُم علَيهِم ذلِك». +
٥٣ ولمَّا خَرَجَ مِن هُناك، بَدَأَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ يَضغَطونَ علَيهِ جِدًّا ويَسألونَهُ أسئِلَةً أُخْرى كَثيرَة، ٥٤ بِانتِظارِ الفُرصَةِ أن يَقولَ شَيئًا يُمسِكونَهُ علَيه. +
١٢ خِلالَ ذلِكَ الوَقت، تَجَمَّعَت أُلوفٌ كَثيرَة جِدًّا مِنَ النَّاسِ لِدَرَجَةِ أنَّهُم كانوا يَدوسونَ بَعضُهُم على بَعض. فبَدَأ يَتَحَدَّثُ أوَّلًا إلى تَلاميذِهِ وقال: «إحذَروا مِن خَميرَةِ الفَرِّيسِيِّينَ الَّتي هي نِفاقُهُم. + ٢ ولكنْ كُلُّ مُخَبَّإٍ سيُكشَف، وكُلُّ سِرٍّ سيُعرَف. + ٣ فكُلُّ ما تَقولونَهُ في الظَّلامِ سيُسمَعُ في النُّور، وما تَهمِسونَ بهِ في غُرَفِكُم سيُنادى بهِ على السُّطوح. ٤ وأقولُ لكُم يا أصدِقائي: + لا تَخافوا مِنَ الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسَدَ ولا يَقدِرونَ بَعدَ ذلِك أن يَفعَلوا أكثَر. + ٥ سأُوَضِّحُ لكُم مِمَّن يَجِبُ أن تَخافوا: خافوا مِنَ الَّذي بَعدَما يَقتُل، لَدَيهِ سُلطَةٌ أن يَرْمِيَ في وادي هِنُّوم. + أقولُ لكُم: نَعَم، مِن هذا خافوا. + ٦ ألَا تُباعُ خَمسَةُ عَصافيرَ دورِيَّة بِقِرشَيْن؟ * مع ذلِك، لا يَنْسى * اللّٰهُ ولا واحِدًا مِنها. + ٧ أمَّا أنتُم، فحتَّى شَعرُ رَأسِكُم كُلُّهُ مَعدود. + فلا تَخافوا، أنتُم أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ العَصافيرِ الدُّورِيَّة. +
٨ «وأقولُ لكُم: كُلُّ مَن يَعتَرِفُ بي أمامَ النَّاس، + سيَعتَرِفُ بهِ ابْنُ الإنسانِ أيضًا أمامَ مَلائِكَةِ اللّٰه. + ٩ ومَن يُنكِرُني أمامَ النَّاس، سيُنكِرُهُ ابْنُ الإنسانِ أمامَ مَلائِكَةِ اللّٰه. + ١٠ وكُلُّ مَن يَقولُ كَلِمَةً على ابْنِ الإنسانِ سيُغفَرُ له. أمَّا مَن يُجَدِّفُ على الرُّوحِ القُدُسِ فلن يُغفَرَ له. + ١١ وعِندَما يُحضِرونَكُم أمامَ التَّجَمُّعاتِ العامَّة * والحُكَّامِ والسُّلُطات، لا تَحمِلوا هَمًّا كَيفَ ستُدافِعونَ عن أنفُسِكُم أو ماذا ستَقولون. + ١٢ فالرُّوحُ القُدُسُ سيُعَلِّمُكُم في تِلكَ اللَّحظَةِ نَفْسِها ماذا يَجِبُ أن تَقولوا». +
١٣ ثُمَّ قالَ لهُ واحِدٌ مِنَ الجُموع: «يا مُعَلِّم، قُلْ لِأخي أن يُقَسِّمَ الميراثَ بَيني وبَينَه». ١٤ فأجابَه: «يا رَجُل، مَن عَيَّنَني قاضِيًا أو حَكَمًا بَينَكُما؟». ١٥ ثُمَّ قالَ لهُم: «أَبْقوا عُيونَكُم مَفتوحَةً واحذَروا مِن كُلِّ أنواعِ الطَّمَع. + فحتَّى لَو كانَ لَدى الشَّخصِ مُمتَلَكاتٌ كَثيرَة، فهي لا تُعْطيهِ الحَياة». + ١٦ عِندَئِذٍ أخبَرَهُم هذا المَثَل: «كانَ لِرَجُلٍ غَنِيٍّ أرضٌ أنتَجَت بِكَثرَة. ١٧ فصارَ يُفَكِّرُ في نَفْسِه: ‹ماذا أعمَلُ الآن؟ لَيسَ عِندي مَكانٌ لِأجمَعَ فيهِ مَحاصيلي›. ١٨ ثُمَّ قال: ‹هذا ما سأعمَلُه: + سأهدِمُ مَخازِني وأبْني أكبَرَ مِنها وأجمَعُ فيها كُلَّ الحُبوبِ والخَيراتِ الَّتي لَدَيَّ. ١٩ وسَأقولُ لِنَفْسي: «لَدَيكَ * خَيراتٌ كَثيرَة تَكْفيكَ لِسِنينٍ طَويلَة؛ إستَرِحْ وكُلْ واشرَبْ واستَمتِعْ بِحَياتِك»›. ٢٠ لكنَّ اللّٰهَ قالَ له: ‹يا غَبِيّ، هذِهِ اللَّيلَةَ ستَخسَرُ حَياتَك. * فمَن سيَأخُذُ الأشياءَ الَّتي خَزَّنتَها؟›. + ٢١ هذا هو مَصيرُ الَّذي يُجَمِّعُ كُنوزًا لِنَفْسِهِ لكنَّهُ لَيسَ غَنِيًّا في نَظَرِ اللّٰه». +
٢٢ ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِه: «لِهذا السَّبَبِ أقولُ لكُم: لا تَقلَقوا بَعدَ الآنَ بِخُصوصِ ماذا ستَأكُلونَ أو ماذا ستَلبَسون. + ٢٣ فالحَياةُ * أهَمُّ مِنَ الطَّعام، والجَسَدُ أهَمُّ مِنَ المَلابِس. ٢٤ تَأمَّلوا الغِربان: إنَّها لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولَيسَ لَدَيها مُستَودَعٌ ولا مَخزَن، لكنَّ اللّٰهَ يُطعِمُها. + ألَستُم أنتُم أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ الطُّيور؟ + ٢٥ مَن مِنكُم إذا حَمَلَ هَمًّا يَقدِرُ أن يُطَوِّلَ عُمرَهُ ولَو قَليلًا؟ * ٢٦ فإذا كُنتُم لا تَقدِرونَ أن تَعمَلوا أمرًا صَغيرًا كهذا، فلِماذا تَحمِلونَ هَمَّ باقي الأُمور؟ + ٢٧ تَأمَّلوا كَيفَ تَنْمو الزَّنابِق: إنَّها لا تَتعَبُ ولا تَنسُج، لكنِّي أقولُ لكُم: حتَّى سُلَيْمَان في كُلِّ مَجدِهِ لم يَلبَسْ مِثلَ واحِدَةٍ مِنها. + ٢٨ فإذا كانَ نَباتُ الحَقل، الَّذي يَكونُ مَوْجودًا اليَومَ ويُرْمى غَدًا في النَّار، * يُلبِسُهُ اللّٰهُ هكَذا، فكم بِالأكثَرِ يُلبِسُكُم أنتُم يا قَليلي الإيمان! ٢٩ فلا تَشغَلوا بالَكُم بَعدَ الآنَ بِخُصوصِ ماذا ستَأكُلونَ وماذا ستَشرَبون، ولا تَقلَقوا وتَحمِلوا هَمًّا. + ٣٠ فكُلُّ هذِهِ الأُمورِ يَركُضُ وَراءَها باقي النَّاس، * لكنَّ أباكُم يَعرِفُ أنَّكُم تَحتاجونَ إلَيها. + ٣١ بَدَلًا مِن ذلِك، ضَعوا دائِمًا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِكُم، وهو سيُعْطيكُم هذِهِ الأُمور. +
٣٢ «لا تَخَفْ أيُّها القَطيعُ الصَّغير، + لِأنَّ أباكُم رَضِيَ أن يُعْطِيَكُمُ المَملَكَة. + ٣٣ بيعوا مُمتَلَكاتِكُم وأَعْطوا صَدَقَة. + إمتَلِكوا أكياسَ مالٍ لا تَهتَري، كَنزًا في السَّمواتِ لا يَزول. + فهُناك لا يَقتَرِبُ مِنهُ سارِقٌ ولا يُخَرِّبُهُ العُثّ. ٣٤ فالمَكانُ الَّذي يَكونُ فيهِ كَنزُكُم، يَكونُ فيهِ قَلبُكُم أيضًا.
٣٥ «شُدُّوا حِزامَكُم حَولَ خَصرِكُم وكونوا جاهِزين، + وأَبْقوا سُرُجَكُم مُشتَعِلَة، + ٣٦ وكونوا مِثلَ أشخاصٍ يَنتَظِرونَ أن يَرجِعَ سَيِّدُهُم + مِنَ العُرس، + حتَّى إذا وَصَلَ ودَقَّ البابَ يَفتَحونَ لهُ فَوْرًا. ٣٧ سُعَداءُ هُم هؤُلاءِ العَبيدُ الَّذينَ يَجِدُهُم سَيِّدُهُم ساهِرينَ حينَ يَأتي! صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّهُ يُجَهِّزُ نَفْسَهُ * لِلعَمَلِ ويُجلِسُهُم * إلى الطَّاوِلَةِ ويَأتي ويَخدُمُهُم. ٣٨ وسُعَداءُ هُم إذا جاءَ في اللَّيلِ * أو حتَّى بَعدَ نِصفِ اللَّيلِ * ووَجَدَهُم مُستَعِدِّين! ٣٩ ولكنْ فَكِّروا في هذا: إذا عَرَفَ صاحِبُ البَيتِ في أيِّ ساعَةٍ سيَأتي السَّارِق، فهو لا يَترُكُهُ يَتَسَلَّلُ إلى بَيتِه. + ٤٠ أنتُم أيضًا ابْقَوْا مُستَعِدِّينَ لِأنَّ ابْنَ الإنسانِ سيَأتي في ساعَةٍ لا تَتَوَقَّعونَها». +
٤١ ثُمَّ قالَ بُطْرُس: «يا رَبّ، هل تَقولُ هذا المَثَلَ لنا فَقَط أم لِلكُلِّ أيضًا؟». ٤٢ فقالَ الرَّبّ: «مَن هوَ الوَكيلُ * الأمينُ الحَكيمُ * الَّذي سيُعَيِّنُهُ سَيِّدُهُ على مَجموعَةِ خَدَمِهِ * كَي يَظَلَّ يُعْطيهِم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعامِ في الوَقتِ المُناسِب؟ + ٤٣ سَعيدٌ هو ذلِكَ العَبدُ إذا جاءَ سَيِّدُهُ ووَجَدَهُ يَقومُ بِعَمَلِهِ هذا! ٤٤ صِدقًا أقولُ لكُم: سيُعَيِّنُهُ مَسؤولًا على كُلِّ مُمتَلَكاتِه. ٤٥ ولكنْ إذا قالَ ذلِكَ العَبدُ في قَلبِه: ‹سَيِّدي سيَتَأخَّرُ في مَجيئِه›، وابتَدَأَ يَضرِبُ الخُدَّامَ والخادِماتِ ويَأكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَر، + ٤٦ فسَيَأتي سَيِّدُ ذلِكَ العَبدِ في يَومٍ لا يَتَوَقَّعُهُ وفي ساعَةٍ لا يَعرِفُها، وسَيُعاقِبُهُ عِقابًا شَديدًا ويَضَعُهُ مع غَيرِ الأُمَناء. ٤٧ فذلِكَ العَبدُ الَّذي فَهِمَ ما يُريدُهُ سَيِّدُهُ لكنَّهُ لم يَستَعِدَّ ولم يَعمَلْ ما طَلَبَه، * سيُضرَبُ كَثيرًا. + ٤٨ أمَّا الَّذي لم يَفهَمْ وعَمِلَ أُمورًا تَستَحِقُّ الضَّرب، فسَيُضرَبُ قَليلًا. فكُلُّ مَن أُعْطِيَ كَثيرًا سيُطلَبُ مِنهُ الكَثير، ومَن أُوكِلَ إلَيهِ الكَثيرُ سيُطلَبُ مِنهُ أكثَرُ مِمَّا يُطلَبُ بِالعادَة. +
٤٩ «جِئتُ لِأُشعِلَ نارًا على الأرض، فماذا أُريدُ بَعد ما دامَت قدِ اشتَعَلَت؟ ٥٠ ولكنْ هُناك مَعمودِيَّةٌ يَجِبُ أن أعتَمِدَها، وكم سأظَلُّ مُتَضايِقًا حتَّى تَنتَهي! + ٥١ هل تَظُنُّونَ أنِّي جِئتُ لِأجلُبَ سَلامًا على الأرض؟ أقولُ لكُم: لا، لَيسَ سَلامًا بلِ انقِسامًا. + ٥٢ فمِنَ الآنَ سيَكونُ خَمسَةٌ في بَيتٍ واحِدٍ مُنقَسِمين: ثَلاثَةٌ ضِدَّ اثنَيْنِ واثنانِ ضِدَّ ثَلاثَة. ٥٣ سيَنقَسِمونَ فيَكونُ الأبُ ضِدَّ الابْنِ والابْنُ ضِدَّ الأب، والأُمُّ ضِدَّ البِنتِ والبِنتُ ضِدَّ الأُمّ، والحَماةُ ضِدَّ الكَنَّةِ والكَنَّةُ ضِدَّ الحَماة». +
٥٤ ثُمَّ قالَ أيضًا لِلجُموع: «حينَ تَرَوْنَ غَيمَةً تَطلَعُ مِنَ الغَرب، تَقولونَ فَوْرًا: ‹هُناك عاصِفَةٌ آتِيَة›، وفِعلًا تَأتي العاصِفَة. ٥٥ وحينَ تَهُبُّ رِياحٌ جَنوبِيَّة، تَقولون: ‹ستَأتي مَوجَةُ حَرّ›، وفِعلًا تَأتي. ٥٦ يا مُنافِقون، تَعرِفونَ أن تُمَيِّزوا كَيفَ سيَكونُ الطَّقسُ مِن مَنظَرِ الأرضِ والسَّماء، فكَيفَ لا تَعرِفونَ أن تُمَيِّزوا ماذا يَحدُثُ في هذا الوَقت؟ + ٥٧ ولِماذا لا تُمَيِّزونَ أنتُم بِأنفُسِكُم ما هو صائِب؟ ٥٨ مَثَلًا، حينَ تَذهَبُ معَ المُشتَكي علَيكَ إلى الحاكِم، اسْعَ وأنتَ في الطَّريقِ أن تَحُلَّ الخِلافَ معه، كَي لا يَجعَلَكَ تَقِفُ أمامَ القاضي، والقاضي يُسَلِّمُكَ إلى شُرطِيِّ المَحكَمَة، وشُرطِيُّ المَحكَمَةِ يَرْميكَ في السِّجن. + ٥٩ أقولُ لك: لن تَخرُجَ مِن هُناك حتَّى توفِيَ آخِرَ فَلْسٍ * علَيك».
١٣ في ذلِكَ الوَقت، أخبَرَهُ بَعضُ المَوْجودينَ هُناك عنِ الجَلِيلِيِّينَ الَّذينَ قَتَلَهُم بِيلَاطُس فاختَلَطَ دَمُهُم بِدَمِ ذَبائِحِهِم. ٢ فأجابَهُم: «هل تَظُنُّونَ أنَّ هؤُلاءِ الجَلِيلِيِّينَ كانوا خُطاةً أكثَرَ مِن كُلِّ الجَلِيلِيِّينَ الآخَرينَ حتَّى حَصَلَ لهُم ذلِك؟ ٣ لا. وأقولُ لكُم: إذا لم تَتوبوا، فكُلُّكُم ستَهلَكونَ مِثلَهُم. + ٤ وماذا عنِ الـ ١٨ شَخصًا الَّذينَ سَقَطَ علَيهِمِ البُرجُ في سِلْوَام وقَتَلَهُم؟ هل تَظُنُّونَ أنَّ ذَنْبَهُم كانَ أكبَرَ مِن ذَنْبِ باقي النَّاسِ السَّاكِنينَ في أُورُشَلِيم؟ ٥ لا. وأقولُ لكُم: إذا لم تَتوبوا، فكُلُّكُم ستَهلَكونَ مِثلَهُم».
٦ ثُمَّ قالَ هذا المَثَل: «كانَ عِندَ رَجُلٍ شَجَرَةُ تينٍ مَزروعَة في كَرمِه. فجاءَ يُفَتِّشُ عن ثَمَرٍ علَيها، لكنَّهُ لم يَجِد. + ٧ فقالَ لِلَّذي يَعتَني بِالكَرم: ‹أنا آتي مُنذُ ثَلاثِ سِنينٍ لِأُفَتِّشَ عن ثَمَرٍ على هذِهِ التِّينَةِ ولا أجِد. إقطَعْها! لِماذا أترُكُها تُضَيِّعُ مِساحَةً مِنَ الأرض؟›. ٨ فأجابَه: ‹يا سَيِّد، اترُكْها سَنَةً أُخْرى بَعد. سأقلِبُ التُّربَةَ حَولَها وأضَعُ زِبلًا. ٩ فإذا أعْطَت ثَمَرًا في المُستَقبَل، فهذا جَيِّد. وإذا لم تُعْطِ، تَقطَعُها›». +
١٠ وكانَ يُعَلِّمُ في أحَدِ المَجامِعِ يَومَ السَّبت. ١١ وكانَ هُناكَ امرَأةٌ فيها روحٌ جَعَلَها مَريضَةً * مِن ١٨ سَنَة. فكانَت مُنحَنِيَةً جِدًّا ولا تَقدِرُ أبَدًا أن تَقِفَ بِشَكلٍ مُستَقيم. ١٢ ولمَّا رَآها يَسُوع، ناداها وقالَ لها: «يا امرَأة، أنتِ حُرَّة مِن مَرَضِكِ». + ١٣ ووَضَعَ يَدَيْهِ علَيها، وفي الحالِ وَقَفَت مُستَقيمَةً وبَدَأَت تُمَجِّدُ اللّٰه. ١٤ فغَضِبَ جِدًّا رَئيسُ المَجمَعِ لِأنَّ يَسُوع شَفى في السَّبت، وقالَ لِلنَّاس: «هُناك سِتَّةُ أيَّامٍ لِلعَمَل. + فتَعالَوْا واطلُبوا الشِّفاءَ في هذِهِ الأيَّام، لا في يَومِ السَّبت». + ١٥ لكنَّ الرَّبَّ أجابَه: «يا مُنافِقون، + ألَا يَفُكُّ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم في السَّبتِ ثَورَهُ أو حِمارَهُ مِنَ المَكانِ المَربوطِ فيه، ويَأخُذُهُ لِيَسْقِيَه؟ + ١٦ هذِهِ المَرأةُ هيَ ابْنَةٌ لِإبْرَاهِيم، والشَّيْطَان قَيَّدَها ١٨ سَنَة. ألَا يَجِبُ إذًا أن تَتَحَرَّرَ مِن هذِهِ القُيودِ في يَومِ السَّبت؟». ١٧ ولمَّا قالَ ذلِك، كُلُّ الَّذينَ يُعارِضونَهُ خَجِلوا مِن أنفُسِهِم. أمَّا الجُموعُ كُلُّهُم ففَرِحوا بِجَميعِ الأعمالِ الرَّائِعَة الَّتي كانَ يَعمَلُها. +
١٨ ثُمَّ قال: «ماذا تُشبِهُ مَملَكَةُ اللّٰه، وكَيفَ أصِفُها؟ ١٩ إنَّها تُشبِهُ حَبَّةَ خَردَلٍ أخَذَها شَخصٌ وزَرَعَها في بُستانِه. فنَمَت وصارَت شَجَرَةً وعَشَّشَت طُيورُ السَّماءِ بَينَ أغصانِها». +
٢٠ وقالَ مَرَّةً أُخْرى: «بِماذا أُشَبِّهُ مَملَكَةَ اللّٰه؟ ٢١ إنَّها تُشبِهُ خَميرَةً خَلَطَتها امرَأةٌ بِثَلاثِ كَيلاتٍ كَبيرَة * مِنَ الطَّحين، فاختَمَرَ العَجينُ كُلُّه». +
٢٢ وفي طَريقِهِ إلى أُورُشَلِيم، تَنَقَّلَ مِن مَدينَةٍ إلى مَدينَةٍ ومِن قَريَةٍ إلى قَريَةٍ وعَلَّمَ النَّاس. ٢٣ فسَألَهُ رَجُل: «يا سَيِّد، هلِ الَّذينَ سيَخلُصونَ قَليلون؟». فقالَ لهُم: ٢٤ «إجتَهِدوا بِكُلِّ قُوَّتِكُم كَي تَدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق. + فأنا أقولُ لكُم: كَثيرونَ سيُحاوِلونَ أن يَدخُلوا، لكنَّهُم لن يَقدِروا. ٢٥ فبَعدَ أن يَكونَ صاحِبُ البَيتِ قد أقفَلَ الباب، ستَقِفونَ في الخارِجِ وتَدُقُّونَ البابَ وتَقولون: ‹يا سَيِّد، افتَحْ لنا›. + لكنَّهُ يُجيبُكُم: ‹لا أعرِفُ مَن أنتُم›. ٢٦ عِندَئِذٍ ستَقولون: ‹أكَلنا وشَرِبنا معك، وأنتَ عَلَّمتَ في شَوارِعِنا الرَّئيسِيَّة›. + ٢٧ فيُجيبُكُم: ‹لا أعرِفُ مَن أنتُم. إبتَعِدوا عنِّي كُلُّكُم يا فاعِلي الشَّرّ›. ٢٨ وسَتَبْكونَ وتَشُدُّونَ على أسنانِكُم عِندَما تَرَوْنَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب وكُلَّ الأنبِياءِ في مَملَكَةِ اللّٰه، فيما أنتُم مَطرودونَ في الخارِج. + ٢٩ وسَيَأتي النَّاسُ مِنَ الشَّرقِ والغَربِ ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب، ويَجلِسونَ * إلى المائِدَةِ في مَملَكَةِ اللّٰه. ٣٠ فاسمَعوا هذا: هُناك أشخاصٌ هُمُ الآنَ في الآخِرِ سيَصيرونَ في الأوَّل، وأشخاصٌ هُمُ الآنَ في الأوَّلِ سيَصيرونَ في الآخِر». +
٣١ في تِلكَ اللَّحظَة، جاءَ إلَيهِ بَعضُ الفَرِّيسِيِّينَ وقالوا له: «أُترُكْ هذا المَكانَ لِأنَّ هِيرُودُس يُريدُ أن يَقتُلَك». ٣٢ فقالَ لهُم: «إذهَبوا وقولوا لِهذا الثَّعلَب: ‹أنا أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ وأشْفي النَّاسَ اليَومَ وغَدًا، وفي اليَومِ الثَّالِثِ أُنْهي عَمَلي›. ٣٣ ولكنْ يَجِبُ أن أُتابِعَ طَريقي اليَومَ وغَدًا وبَعدَ غَد، لِأنَّهُ لا يُمكِنُ أن يُقتَلَ نَبِيٌّ خارِجَ أُورُشَلِيم. + ٣٤ يا أُورُشَلِيم، يا أُورُشَلِيم، يا مَن قَتَلتِ الأنبِياءَ ورَجَمتِ المُرسَلينَ إلَيكِ! + كم مَرَّةٍ أرَدتُ أن أجمَعَ أوْلادَكِ مِثلَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها! لكنَّكُم لم تُريدوا. + ٣٥ أُنظُروا! إنَّ بَيتَكُم يُترَكُ لكُم. + وأقولُ لكُم: لن تَرَوْني أبَدًا إلى أن تَقولوا: ‹مُبارَكٌ هوَ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه!›». +
١٤ وفي يَومِ سَبت، ذَهَبَ لِيَتَناوَلَ الطَّعامَ في بَيتِ واحِدٍ مِن قادَةِ الفَرِّيسِيِّين. وكانَ المَوْجودونَ هُناك يُراقِبونَهُ بِانتِباه. ٢ وكانَ أمامَهُ رَجُلٌ مُصابٌ بِمَرَضِ الاسْتِسْقَاء. * ٣ فسَألَ يَسُوع الخُبَراءَ في الشَّريعَةِ والفَرِّيسِيِّين: «هل يَجوزُ شِفاءُ المَرْضى في السَّبت؟». + ٤ لكنَّهُم ظَلُّوا ساكِتين. فلَمَسَهُ وشَفاهُ وتَرَكَهُ يَذهَب. ٥ ثُمَّ قالَ لهُم: «مَن مِنكُم إذا وَقَعَ ابْنُهُ أو ثَورُهُ في بِئرٍ + يَومَ السَّبتِ لا يُخرِجُهُ فَوْرًا؟». + ٦ فلم يَقدِروا أن يُجاوِبوهُ على ذلِك.
٧ ولاحَظَ أنَّ المَدْعُوِّينَ كانوا يَختارونَ لِأنفُسِهِمِ الأماكِنَ الأبرَز، + فأعْطاهُم هذا المَثَل: ٨ «حينَ يَدْعوكَ أحَدٌ إلى وَليمَةِ عُرس، لا تَجلِسْ * في المَكانِ الأبرَز. + فهو رُبَّما دَعا أيضًا شَخصًا أهَمَّ مِنك. ٩ فيَأتي الَّذي دَعاكُما ويَقولُ لك: ‹أعْطِ مَكانَكَ لِهذا الرَّجُل›. فتَخجَلُ وتَقومُ لِتَجلِسَ في أدْنى مَكان. ١٠ بل حينَ يَدْعوكَ أحَد، اذهَبْ واجلِسْ * في أدْنى مَكان. وهكَذا حينَ يَأتي الَّذي دَعاك، يَقولُ لك: ‹يا صَديقي، قُمْ إلى مَكانٍ أفضَل›. * فيُعْطيكَ كَرامَةً أمامَ باقي الضُّيوفِ كُلِّهِم. + ١١ فكُلُّ مَن يُرَفِّعُ نَفْسَهُ سيُذَلّ، ومَن يَتَواضَعُ سيُرَفَّع». +
١٢ ثُمَّ قالَ أيضًا لِلرَّجُلِ الَّذي دَعاه: «حينَ تَعمَلُ غَداءً أو عَشاء، لا تَدْعُ أصدِقاءَكَ ولا إخوَتَكَ ولا أقارِبَكَ ولا جيرانَكَ الأغنِياء. فقد يَرُدُّونَ لكَ الدَّعوَة، وهكَذا تَكونُ قد نِلتَ مُكافَأَتَك. ١٣ بل حينَ تَعمَلُ وَليمَة، ادْعُ الفُقَراءَ والمَشلولينَ والعُرجَ والعُميان. + ١٤ عِندَئِذٍ تَكونُ سَعيدًا، لِأنَّهُم لا يَملِكونَ شَيئًا يُكافِئونَكَ به. فأنتَ ستُكافَأُ في قِيامَةِ + الصَّالِحين». *
١٥ ولمَّا سَمِعَ ذلِك واحِدٌ مِنَ الضُّيوف، قالَ له: «سَعيدٌ هوَ الَّذي يَتَناوَلُ الطَّعامَ * في مَملَكَةِ اللّٰه».
١٦ فقالَ لهُ يَسُوع: «عَمِلَ رَجُلٌ عَشاءً ضَخمًا، + ودَعا أشخاصًا كَثيرين. ١٧ وحينَ جاءَ وَقتُ العَشاء، أرسَلَ عَبدَهُ لِيَقولَ لِلمَدْعُوِّين: ‹تَعالَوْا، كُلُّ شَيءٍ صارَ جاهِزًا›. ١٨ فبَدَأوا كُلُّهُم يُعْطونَ أعذارًا بِنَفْسِ الطَّريقَة. + قالَ لهُ الأوَّل: ‹إشتَرَيتُ حَقلًا ويَجِبُ أن أذهَبَ لِأراه، فاعذِرْني مِن فَضلِك›. ١٩ وقالَ آخَر: ‹إشتَرَيتُ خَمسَةَ أزواجٍ * مِنَ الثِّيرانِ وأنا ذاهِبٌ لِأُجَرِّبَها، فاعذِرْني مِن فَضلِك›. + ٢٠ وقالَ آخَرُ أيضًا: ‹أنا تَزَوَّجتُ مُؤَخَّرًا، لِذلِك لا أقدِرُ أن أجيء›. ٢١ فجاءَ العَبدُ وأخبَرَ سَيِّدَهُ بِذلِك. فغَضِبَ سَيِّدُ البَيتِ وقالَ لِعَبدِه: ‹أُخرُجْ بِسُرعَةٍ إلى شَوارِعِ المَدينَةِ الرَّئيسِيَّة والفَرعِيَّة، وأَحضِرْ إلى هُنا الفُقَراءَ والمَشلولينَ والعُميانَ والعُرج›. ٢٢ وبَعدَما رَجَعَ العَبد، قال: ‹يا سَيِّدي، عَمِلتُ ما أمَرتَ به، ولا يَزالُ هُناك أماكِنُ فارِغَة›. ٢٣ فقالَ السَّيِّدُ لِلعَبد: ‹إذهَبْ إلى الطُّرُقاتِ خارِجَ المَدينَة، وأَلِحَّ على النَّاسِ أن يَأتوا كَي يَمتَلِئَ بَيتي. + ٢٤ أقولُ لكُم: ولا واحِدٌ مِنَ الَّذينَ دَعَوتُهُم في الأوَّلِ سيَذوقُ عَشائي›». +
٢٥ وكانَت جُموعٌ كَبيرَة مُسافِرَةً معه، فالْتَفَتَ وقالَ لهُم: ٢٦ «إذا جاءَ أحَدٌ إلَيَّ ولم يَكرَهْ * أباهُ وأُمَّهُ وزَوجَتَهُ وأوْلادَهُ وإخوَتَهُ وأخَواتِه، وحتَّى نَفْسَهُ أيضًا، + فلا يَقدِرُ أن يَكونَ تِلميذًا لي. + ٢٧ ومَن لا يَحمِلُ خَشَبَةَ آلامِهِ ويَتبَعُني، لا يَقدِرُ أن يَكونَ تِلميذًا لي. + ٢٨ فإذا أرادَ أحَدٌ مِنكُم أن يَبْنِيَ بُرجًا، أفَلَا يَجلِسُ أوَّلًا ويَحسُبُ الكُلفَةَ لِيَرى هل عِندَهُ ما يَكْفي لِيُكمِلَه؟ ٢٩ وإلَّا فقد يَضَعُ الأساساتِ ولا يَقدِرُ أن يُنهِيَه. عِندَئِذٍ، يَستَهزِئُ بهِ كُلُّ الَّذينَ يَرَوْنَ ما حَدَثَ ٣٠ ويَقولون: ‹هذا الرَّجُلُ بَدَأ يَبْني، لكنَّهُ لم يَقدِرْ أن يُنْهي›. ٣١ أو إذا كانَ مَلِكٌ ذاهِبًا لِيُحارِبَ مَلِكًا آخَر، أفَلَا يَجلِسُ أوَّلًا ويَتَشاوَرُ مع آخَرينَ لِيَرى هل يَقدِرُ بـ ٠٠٠,١٠ جُندِيٍّ أن يُواجِهَ مَن يَهجُمُ علَيهِ بـ ٠٠٠,٢٠؟ ٣٢ فإذا لم يَكُنْ قادِرًا على ذلِك، يُرسِلُ وَفدًا إلى المَلِكِ الآخَرِ فيما لا يَزالُ بَعيدًا عنه، ويَطلُبُ الصُّلح. ٣٣ بِشَكلٍ مُشابِه، لا أحَدَ مِنكُم يَقدِرُ أن يَكونَ تِلميذًا لي إلَّا إذا تَخَلَّى عن كُلِّ مُمتَلَكاتِه. +
٣٤ «المِلحُ جَيِّد. ولكنْ إذا فَقَدَ المِلحُ مُلوحَتَه، فكَيفَ تَرُدُّونَها له؟ + ٣٥ إنَّهُ لا يَنفَعُ لِلتُّربَةِ ولا لِلزِّبل، فيَرْميهِ النَّاس. مَن لَدَيهِ أُذُنانِ تَسمَعان، فلْيَسمَع». +
١٥ وظَلَّ كُلُّ جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاةِ يَتَجَمَّعونَ حَولَهُ لِيَسمَعوه. + ٢ فصارَ الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ يَتَشَكَّوْنَ قائِلين: «هذا الرَّجُلُ يُرَحِّبُ بِالخُطاةِ ويَأكُلُ معهُم». ٣ فأعْطاهُم هذا المَثَل: ٤ «إذا كانَ عِندَ أحَدِكُم ١٠٠ خَروفٍ وضَيَّعَ واحِدًا مِنها، أفَلَا يَترُكُ الـ ٩٩ في البَرِّيَّةِ ويَذهَبُ لِيُفَتِّشَ عنِ الخَروفِ الضَّائِعِ إلى أن يَجِدَه؟ + ٥ وعِندَما يَجِدُه، يَضَعُهُ على كِتفَيْهِ ويَفرَحُ كَثيرًا. ٦ وحينَ يَصِلُ إلى بَيتِه، يَجمَعُ أصدِقاءَهُ وجيرانَهُ ويَقولُ لهُم: ‹إفرَحوا معي! وَجَدتُ خَروفي الضَّائِع›. + ٧ بِشَكلٍ مُشابِه، أقولُ لكُم: الفَرَحُ الَّذي يَكونُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ + هو أكثَرُ مِنَ الفَرَحِ بـ ٩٩ شَخصًا مُستَقيمًا * لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَة.
٨ «أو إذا كانَ عِندَ امرَأةٍ عَشَرَةُ دَراهِمَ وضَيَّعَت واحِدًا مِنها، أفَلَا تُشعِلُ سِراجًا وتُكَنِّسُ بَيتَها وتُفَتِّشُ بِانتِباهٍ إلى أن تَجِدَه؟ ٩ وعِندَما تَجِدُه، تَجمَعُ صَديقاتِها وجاراتِها وتَقول: ‹إفرَحْنَ معي! وَجَدتُ الدِّرهَمَ الَّذي ضَيَّعتُه›. ١٠ أقولُ لكُم: هكَذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ اللّٰهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب». +
١١ ثُمَّ قال: «كانَ عِندَ رَجُلٍ ابْنان. ١٢ فقالَ الابْنُ الأصغَرُ لِأبيه: ‹يا أبي، أعْطِني حِصَّتي مِنَ الأملاك›. فقَسَّمَ الأبُ أملاكَهُ بَينَهُما. ١٣ وبَعدَ أيَّامٍ قَليلَة، جَمَعَ الابْنُ الأصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لهُ وسافَرَ إلى بَلَدٍ بَعيد. وهُناك صَرَفَ ميراثَهُ بِاستِهتارٍ وعاشَ حَياةً طائِشَة. * ١٤ ولمَّا صَرَفَ كُلَّ شَيء، حَصَلَت مَجاعَةٌ شَديدَة في ذلِكَ البَلَد، فصارَ مُحتاجًا. ١٥ حتَّى إنَّهُ ذَهَبَ ووَضَعَ نَفْسَهُ في خِدمَةِ أحَدِ مُواطِني ذلِكَ البَلَد، فأرسَلَهُ إلى حُقولِهِ لِيَرْعى الخَنازير. + ١٦ وكانَ يَشتَهي أن يَملَأَ مِعدَتَهُ بِقُرونِ شَجَرِ الخَرُّوبِ الَّتي كانَتِ الخَنازيرُ تَأكُلُها، ولكنْ لم يُعْطِهِ أحَدٌ شَيئًا.
١٧ «ولمَّا عادَ إلى وَعْيِهِ قال: ‹كُلُّ العُمَّالِ عِندَ أبي لَدَيهِم ما يَكْفي مِنَ الطَّعامِ وزِيادَة، وأنا أموتُ هُنا مِنَ الجوع. ١٨ سأقومُ وأُسافِرُ عِندَ أبي وأقولُ له: «يا أبي، أخطَأتُ إلى السَّماءِ وإلَيك. ١٩ أنا لم أعُدْ أستاهِلُ أن أُدْعى ابْنَك. إعتَبِرْني كواحِدٍ مِن عُمَّالِك»›. ٢٠ فقامَ وذَهَبَ إلى أبيه. وفيما كانَ لا يَزالُ بَعيدًا، رَآهُ أبوهُ وأشفَقَ علَيه، ورَكَضَ وعانَقَهُ * وقَبَّلَهُ بِحَرارَة. ٢١ عِندَئِذٍ قالَ لهُ ابْنُه: ‹يا أبي، أخطَأتُ إلى السَّماءِ وإلَيك. + أنا لم أعُدْ أستاهِلُ أن أُدْعى ابْنَك›. ٢٢ لكنَّ الأبَ قالَ لِعَبيدِه: ‹أَسرِعوا واجلُبوا أفضَلَ ثَوبٍ وأَلبِسوه، وضَعوا خاتِمًا في يَدِهِ وحِذاءً في قَدَمَيْه. ٢٣ وأَحضِروا العِجلَ السَّمينَ واذبَحوه، ودَعونا نَأكُلُ ونَحتَفِل، ٢٤ لِأنَّ ابْني هذا كانَ مَيِّتًا فعادَ إلى الحَياة، + كانَ ضائِعًا فوُجِد›. فبَدَأوا يَستَمتِعونَ بِوَقتِهِم.
٢٥ «وكانَ ابْنُهُ الأكبَرُ في الحَقل. ولمَّا رَجَعَ واقتَرَبَ مِنَ البَيت، سَمِعَ صَوتَ موسيقى ورَقص. ٢٦ فنادى واحِدًا مِنَ الخَدَمِ وسَألَهُ عن ما يَحصُل. ٢٧ فأجابَه: ‹أخوكَ جاء، فذَبَحَ لهُ أبوكَ العِجلَ السَّمينَ لِأنَّهُ رَجَعَ إلَيهِ بِصِحَّةٍ جَيِّدَة›. * ٢٨ فغَضِبَ ولم يَقبَلْ أن يَدخُل. فخَرَجَ أبوهُ وصارَ يَتَرَجَّاه. ٢٩ لكنَّهُ قالَ لِأبيه: ‹كُلَّ هذِهِ السِّنينِ أنا أخدُمُكَ كعَبد، ولم أُخالِفْ أوامِرَكَ أبَدًا. مع ذلِك، ولا مَرَّةً أعْطَيتَني واحِدًا مِن صِغارِ الماعِزِ لِأفرَحَ مع أصدِقائي. ٣٠ ولكنْ حالَما جاءَ ابْنُكَ هذا الَّذي صَرَفَ * أموالَكَ معَ العاهِرات، ذَبَحتَ لهُ العِجلَ السَّمين›. ٣١ فقالَ لهُ أبوه: ‹يا ابْني أنتَ دائِمًا معي، وكُلُّ ما هو لي هو لك. ٣٢ ولكنْ كانَ يَجِبُ أن نَحتَفِلَ ونَفرَح، لِأنَّ أخاكَ كانَ مَيِّتًا فعادَ إلى الحَياة، كانَ ضائِعًا فوُجِد›».
١٦ ثُمَّ قالَ أيضًا لِلتَّلاميذ: «كانَ عِندَ رَجُلٍ غَنِيٍّ وَكيلٌ * اتُّهِمَ بِأنَّهُ يَهدُرُ أموالَ سَيِّدِه. ٢ فاستَدْعاهُ وقالَ له: ‹ما هذا الَّذي أسمَعُهُ عنك؟ قَدِّمْ لي كَشفَ حِسابٍ بِما عَمِلتَهُ وأنتَ وَكيلٌ عِندي، لِأنَّكَ لن تُشرِفَ على بَيتي بَعدَ الآن›. ٣ فقالَ الوَكيلُ في نَفْسِه: ‹سَيِّدي سيَأخُذُ مِنِّي الوِكالَة، فماذا أفعَل؟ أنا لَستُ قَوِيًّا كِفايَةً لِأعمَلَ في الحَقل، وأخجَلُ أن أتَسَوَّل. ٤ خَطَرَت بِبالي فِكرَة. سأفعَلُ شَيئًا لِيَستَقبِلَني النَّاسُ في بُيوتِهِم عِندَما تُؤْخَذُ مِنِّي الوِكالَة›. ٥ فاستَدْعى كُلَّ المَديونينَ لِسَيِّدِهِ واحِدًا واحِدًا. وقالَ لِلأوَّل: ‹كم علَيكَ لِسَيِّدي؟›. ٦ أجابَه: ‹١٠٠ بَرميلٍ * مِن زَيتِ الزَّيتون›. فقالَ له: ‹خُذْ سَنَدَ الدَّينِ الَّذي علَيكَ واجلِسْ واكتُبْ بِسُرعَةٍ ٥٠›. ٧ ثُمَّ سَألَ مَديونًا آخَر: ‹وأنت، كم علَيك؟›. أجاب: ‹١٠٠ كيسٍ كَبيرٍ * مِنَ القَمح›. فقالَ له: ‹خُذْ سَنَدَ الدَّينِ الَّذي علَيكَ واكتُبْ ٨٠›. ٨ فمَدَحَ السَّيِّدُ وَكيلَه، مع أنَّهُ سَيِّئ، لِأنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكمَة. * فأبناءُ هذا العالَمِ * هُم أكثَرُ حِكمَةً مِن أبناءِ النُّورِ + في التَّعامُلِ مع جيلِهِم.
٩ «وأنا أقولُ لكُم: إكسِبوا أصدِقاءَ بِالمالِ السَّيِّئ. + وهكَذا عِندَما يَنتَهي هذا المال، يَستَقبِلونَكُم في المَنازِلِ الأبَدِيَّة. + ١٠ الأمينُ في القَليلِ أمينٌ أيضًا في الكَثير، والسَّيِّئُ في القَليلِ سَيِّئٌ أيضًا في الكَثير. ١١ فإذا لم تَكونوا أُمَناءَ في استِعمالِ المالِ السَّيِّئ، فمَن سيُؤَمِّنُكُم على المالِ الحَقيقِيّ؟ ١٢ وإذا لم تَكونوا أُمَناءَ في استِعمالِ ما هو لِغَيرِكُم، فمَن سيُعْطيكُم ما هو لكُم؟ + ١٣ لا يَقدِرُ خادِمٌ أن يَكونَ عَبدًا لِسَيِّدَيْن. فهو إمَّا سيَكرَهُ واحِدًا ويُحِبُّ الآخَر، أو يَكونُ وَفِيًّا لِواحِدٍ ويَحتَقِرُ الآخَر. لا تَقدِرونَ أن تَكونوا عَبيدًا لِلّٰهِ والمال». +
١٤ وكانَ الفَرِّيسِيُّون، وهُم يُحِبُّونَ المال، يَسمَعونَ كُلَّ هذا ويَستَهزِئونَ به. + ١٥ فقالَ لهُم: «أنتُم تَتَظاهَرونَ أمامَ النَّاسِ أنَّكُم بِلا لَوم، *+ لكنَّ اللّٰهَ يَعرِفُ قُلوبَكُم. + فما يَعتَبِرُهُ النَّاسُ عَظيمًا هو مُقرِفٌ في نَظَرِ اللّٰه. +
١٦ «إنَّ الشَّريعَةَ وكِتاباتِ الأنبِياءِ أُعلِنَت حتَّى زَمَنِ يُوحَنَّا. ومُنذُ ذلِكَ الوَقت، يُبَشَّرُ بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه، ومُختَلَفُ النَّاسِ يَسْعَوْنَ بِاجتِهادٍ كَي يَصِلوا إلَيها. + ١٧ وفي الواقِع، أسهَلُ أن تَزولَ السَّماءُ والأرضُ مِن أن لا يَتَحَقَّقَ جُزْءٌ مِن حَرفٍ مِنَ الشَّريعَة. +
١٨ «كُلُّ مَن يُطَلِّقُ زَوجَتَهُ ويَتَزَوَّجُ غَيرَها يَزْني، ومَن يَتَزَوَّجُ امرَأةً مُطَلَّقَة مِن زَوجِها يَزْني». +
١٩ وقالَ يَسُوع أيضًا: «كانَ هُناك رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الثِّيابَ الأُرجُوانِيَّة والكَتَّانِيَّة الفاخِرَة، ويَعيشُ بِرَفاهِيَّةٍ ويَستَمتِعُ بِحَياتِهِ كُلَّ يَوم. ٢٠ وكانَ يوضَعُ عِندَ بَوَّابَتِهِ مُتَسَوِّلٌ اسْمُهُ لِعَازَر جِسمُهُ مُغَطًّى بِجُروحٍ مُلتَهِبَة. ٢١ وكانَ لِعَازَر يَشتَهي أن يَأكُلَ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَقَعُ مِن مائِدَةِ الرَّجُلِ الغَنِيّ. وكانَتِ الكِلابُ أيضا تَأتي وتَلحَسُ جُروحَه. ٢٢ ومعَ الوَقتِ ماتَ المُتَسَوِّل، فحَمَلَهُ المَلائِكَةُ ونَقَلوهُ إلى جانِبِ * إبْرَاهِيم.
«وماتَ الرَّجُلُ الغَنِيُّ أيضًا ودُفِن. ٢٣ وفي القَبر، * رَفَعَ عَيْنَيْهِ فيما كانَ يَتَعَذَّب، ورَأى إبْرَاهِيم مِن بَعيدٍ ولِعَازَر إلى جانِبِه. * ٢٤ فنادى وقال: ‹يا أبي إبْرَاهِيم، ارحَمْني وأَرسِلْ لِعَازَر كَي يَبُلَّ طَرَفَ إصبَعِهِ في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني. فأنا أتَعَذَّبُ في هذِهِ النَّارِ المُشتَعِلَة›. ٢٥ لكنَّ إبْرَاهِيم قال: ‹يا وَلَدي، تَذَكَّرْ أنَّكَ شَبِعتَ مِنَ الخَيراتِ في حَياتِك، بَينَما لِعَازَر شَبِعَ مِنَ المَصائِب. والآنَ هو يَرتاحُ هُنا، وأنتَ تَتَعَذَّب. ٢٦ وأكثرُ مِن ذلِك كُلِّه، هُناك فَجوَةٌ * كَبيرَة مُثَبَّتَة بَينَنا وبَينَكُم. فالَّذينَ يُريدونَ أن يَعبُروا مِن عِندِنا إلَيكُم أو مِن عِندِكُم إلَينا لا يَقدِرونَ أن يَفعَلوا ذلِك›. ٢٧ فأجابَ الرَّجُلُ الغَنِيّ: ‹إذًا يا أبي إبْرَاهِيم، أطلُبُ مِنكَ أن تُرسِلَهُ إلى بَيتِ أبي ٢٨ لِيُخَبِّرَ إخوَتي الخَمسَة، كَي لا يَأتوا هُم أيضًا إلى مَكانِ العَذابِ هذا›. ٢٩ لكنَّ إبْرَاهِيم قال: ‹عِندَهُم مُوسَى والأنبِياء، فلْيَسمَعوا لهُم›. + ٣٠ أجابَ الغَنِيّ: ‹لا يا أبي إبْرَاهِيم لن يَسمَعوا، ولكنْ إذا قامَ واحِدٌ مِنَ المَوْتى وذَهَبَ إلَيهِم يَتوبون›. ٣١ فقالَ له: ‹إذا كانوا لا يَسمَعونَ لِمُوسَى + والأنبِياء، فلن يَقتَنِعوا حتَّى ولَو قامَ واحِدٌ مِنَ المَوْتى›».
١٧ ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِه: «لا مَهرَبَ مِن أن تَأتِيَ عَقَباتٌ تَجعَلُ النَّاسَ يَتَعَثَّرونَ ويَسقُطون. ولكنْ يا وَيْلَ الَّذي يَكونُ السَّبَبَ في ذلِك! ٢ فأفضَلُ لهُ أن يُعَلَّقَ حَولَ رَقَبَتِهِ حَجَرُ طَحنٍ ويُرْمى في البَحر، مِن أن يَضَعَ عَقَبَةً أمامَ * أحَدِ هؤُلاءِ الصِّغار. + ٣ إنتَبِهوا لِأنفُسِكُم. إذا أخطَأَ أخوكَ بِحَقِّكَ فوَبِّخْه، + وإذا تابَ فسامِحْه. + ٤ حتَّى لَو أخطَأَ بِحَقِّكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَومِ ورَجَعَ إلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ قائِلًا: ‹أنا تائِب›، يَجِبُ أن تُسامِحَه». +
٥ وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْ إيمانَنا». + ٦ فقالَ الرَّبّ: «إذا كانَ عِندَكُم إيمانٌ بِحَجمِ حَبَّةِ خَردَل، تَقولونَ لِشَجَرَةِ التُّوتِ هذِه: ‹إنقَلِعي مِن جُذورِكِ وانزَرِعي في البَحر›، فتُطيعُكُم. +
٧ «إذا كانَ عِندَ أحَدِكُم عَبدٌ يَفلَحُ الأرضَ أو يَرْعى الغَنَم، فهل يَقولُ لِلعَبدِ عِندَما يَرجِعُ مِنَ الحَقل: ‹تَعالَ بِسُرعَةٍ واجلِسْ وكُل›؟ ٨ لا، بل يَقولُ له: ‹حَضِّرْ لي العَشاءَ والْبَسْ * لِتَخدُمَني إلى أن أنتَهِيَ مِنَ الأكلِ والشُّرب، وبَعدَ ذلِك تَأكُلُ أنتَ وتَشرَب›. ٩ وهل يَشعُرُ أنَّهُ مَمنونٌ لِلعَبدِ لِأنَّهُ فَعَلَ ما هو مَطلوبٌ مِنه؟ لا. ١٠ بِشَكلٍ مُشابِه، عِندَما تَفعَلونَ كُلَّ ما هو مَطلوبٌ مِنكُم، قولوا: ‹نَحنُ عَبيدٌ لا فَضلَ لنا بِشَيء. * لم نَعمَلْ إلَّا واجِباتِنا فَقَط›». +
١١ وفي طَريقِهِ إلى أُورُشَلِيم، مَرَّ بَينَ السَّامِرَة والجَلِيل. ١٢ وفيما هو يَدخُلُ إلى قَريَة، لاقاهُ عَشَرَةُ رِجالٍ مُصابينَ بِالبَرَص. لكنَّهُم وَقَفوا بَعيدًا عنه، + ١٣ ونادَوْا بِصَوتٍ عالٍ: «يا يَسُوع، يا مُعَلِّم، ارحَمْنا!». ١٤ ولمَّا رَآهُم قالَ لهُم: «إذهَبوا وأَروا أنفُسَكُم لِلكَهَنَة». + وفيما هُم ذاهِبون، تَطَهَّروا مِنَ البَرَص. + ١٥ وحينَ رَأى واحِدٌ مِنهُم أنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ وهو يُمَجِّدُ اللّٰهَ بِصَوتٍ عالٍ. ١٦ ورَكَعَ عِندَ قَدَمَيْ يَسُوع ووَجهُهُ إلى الأرضِ وصارَ يَشكُرُه. وكانَ سَامِرِيًّا. + ١٧ فقالَ يَسُوع: «ألَمْ يَتَطَهَّرِ العَشَرَة كُلُّهُم؟ فأينَ التِّسعَة الآخَرون؟ ١٨ ألَمْ يَرجِعْ أحَدٌ آخَرُ لِيُمَجِّدَ اللّٰهَ غَيرُ هذا الرَّجُلِ الأجنَبِيّ؟». ١٩ ثُمَّ قالَ له: «قُمْ واذهَب، إيمانُكَ شَفاك». +
٢٠ وسَألَهُ الفَرِّيسِيُّونَ متى تَأتي مَملَكَةُ اللّٰه. + فأجابَهُم: «لا تَأتي مَملَكَةُ اللّٰهِ بِطَريقَةٍ واضِحَة لِلكُلّ. ٢١ ولن يَقولَ النَّاس: ‹إنَّها هُنا!› أو: ‹إنَّها هُناك!›. فمَملَكَةُ اللّٰهِ هي في وَسَطِكُم». *+
٢٢ ثُمَّ قالَ لِلتَّلاميذ: «سيَأتي وَقتٌ تَتَمَنَّوْنَ فيهِ أن تَرَوْا يَومًا واحِدًا مِن أيَّامِ ابْنِ الإنسان، لكنَّكُم لن تَرَوْه. ٢٣ وسَيَقولُ لكُمُ النَّاس: ‹إنَّهُ هُناك!› أو: ‹إنَّهُ هُنا!›. فلا تَذهَبوا ولا تَتبَعوهُم. + ٢٤ فمِثلَما يُضيءُ البَرقُ مِن جِهَةٍ إلى جِهَةٍ في كُلِّ السَّماء، هكَذا سيَكونُ ابْنُ الإنسانِ + في يَومِه. + ٢٥ ولكنْ يَجِبُ أوَّلًا أن يَتَألَّمَ كَثيرًا ويَرفُضَهُ هذا الجيل. + ٢٦ ومِثلَما حَصَلَ في أيَّامِ نُوح، + كذلِك سيَحصُلُ في أيَّامِ ابْنِ الإنسان: + ٢٧ كانَ النَّاسُ يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتَزَوَّجونَ ويُزَوِّجون، إلى ذلِكَ اليَومِ الَّذي دَخَلَ فيهِ نُوح إلى الفُلكِ + وجاءَ الطُّوفانُ وأهلَكَهُم جَميعًا. + ٢٨ وسَيَكونُ الحالُ أيضًا مِثلَ أيَّامِ لُوط: + كانوا يَأكُلونَ ويَشرَبون، ويَشتَرونَ ويَبيعون، ويَزرَعونَ ويَبْنون. ٢٩ ولكنْ في اليَومِ الَّذي خَرَجَ فيهِ لُوط مِن سَدُوم، أمطَرَتِ السَّماءُ نارًا وكِبريتًا وأهلَكَتهُم جَميعًا. + ٣٠ هكَذا سيَحصُلُ في اليَومِ الَّذي يُكشَفُ فيهِ عنِ ابْنِ الإنسان. +
٣١ «في ذلِكَ اليَوم، الَّذي يَكونُ على السَّطحِ وأغراضُهُ في البَيت، لا يَجِبُ أن يَنزِلَ لِيَأخُذَها. وأيضًا الَّذي يَكونُ في الحَقل، لا يَجِبُ أن يَرجِعَ إلى ما تَرَكَهُ وَراءَه. ٣٢ تَذَكَّروا زَوجَةَ لُوط. + ٣٣ الَّذي يَسْعى أن يُحافِظَ على حَياتِهِ * يَخسَرُها، أمَّا الَّذي يَخسَرُها فهو يُحافِظُ علَيها. + ٣٤ أقولُ لكُم: في تِلكَ اللَّيلَةِ سيَكونُ اثنانِ على نَفْسِ السَّرير: يُؤْخَذُ واحِدٌ ويُترَكُ الآخَر. + ٣٥ وسَتَكونُ امرَأتانِ تَطحَنانِ على نَفْسِ المِطحَنَة: تُؤْخَذُ واحِدَة وتُترَكُ الأُخْرى». ٣٦ — ٣٧ فسَألوه: «أينَ يا رَبّ؟». أجابَهُم: «أينَما يَكُنِ الجَسَد، فهُناك أيضًا تَجتَمِعُ النُّسور». *+
١٨ ثُمَّ أعْطاهُم مَثَلًا لِيُبَيِّنَ أنَّ علَيهِم أن يُصَلُّوا دائِمًا ولا يَستَسلِموا. + ٢ قال: «كانَ في إحْدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللّٰهَ ولا يَحتَرِمُ أحَدًا. ٣ وكانَ في تِلكَ المَدينَةِ أيضًا أرمَلَةٌ تَظَلُّ تَذهَبُ إلَيهِ وتَقول: ‹أُحكُمْ لي بِعَدلٍ في قَضِيَّتي مع خَصمي›. ٤ وبَقِيَ لِفَترَةٍ مِنَ الوَقتِ يَرفُضُ أن يُساعِدَها. ولكنْ بَعدَ ذلِك قالَ في نَفْسِه: ‹صَحيحٌ أنِّي لا أخافُ اللّٰهَ ولا أحتَرِمُ أحَدًا، ٥ ولكنْ لِأنَّ هذِهِ الأرمَلَةَ لا تَتَوَقَّفُ عن إزعاجي، سأحكُمُ لها بِعَدلٍ كَي لا تَظَلَّ تَأتي وتُضايِقُني فلا أعودُ أتَحَمَّل›». *+ ٦ ثُمَّ قالَ الرَّبّ: «هل لاحَظتُم ما قالَهُ القاضي مع أنَّهُ ظالِم؟ ٧ إذًا، ألَنْ يُحَقِّقَ اللّٰهُ العَدلَ لِمُختاريهِ الَّذينَ يَصرُخونَ إلَيهِ نَهارًا ولَيلًا، + فيما هو يَصبِرُ علَيهِم؟! + ٨ أقولُ لكُم: سيُحَقِّقُ لهُمُ العَدلَ وبِسُرعَة. ولكنْ حينَ يَأتي ابْنُ الإنسان، هل سيَجِدُ هذا الإيمانَ * على الأرض؟».
٩ وقالَ مَثَلًا آخَرَ لِلَّذينَ كانوا واثِقينَ أنَّهُم مُستَقيمونَ وكانوا يَحتَقِرونَ الآخَرين: ١٠ «طَلَعَ رَجُلانِ إلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، واحِدٌ فَرِّيسِيٌّ والثَّاني جامِعُ ضَرائِب. ١١ فوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ وبَدَأ يُصَلِّي في داخِلِهِ قائِلًا: ‹أشكُرُكَ يا اللّٰهُ لِأنِّي لَستُ مِثلَ باقي النَّاسِ المُبتَزِّينَ والغَشَّاشينَ والزُّناة، ولا حتَّى مِثلَ جامِعِ الضَّرائِبِ هذا. ١٢ أصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُقَدِّمُ عُشرَ كُلِّ ما أكسِبُه›. + ١٣ أمَّا جامِعُ الضَّرائِبِ فكانَ يَقِفُ مِن بَعيدٍ وهو لا يَتَجَرَّأُ حتَّى أن يَرفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماء. بل ظَلَّ يَضرِبُ على صَدرِهِ ويَقول: ‹يا اللّٰه، ارحَمْني * أنا الخاطِئ›. + ١٤ أقولُ لكُم: حينَ نَزَلَ هذا الرَّجُلُ إلى بَيتِه، كانَ مُستَقيمًا في نَظَرِ اللّٰهِ أكثَرَ مِن ذلِكَ الفَرِّيسِيّ. + فكُلُّ مَن يُرَفِّعُ نَفْسَهُ سيُذَلّ، ومَن يَتَواضَعُ سيُرَفَّع». +
١٥ وجَلَبَ إلَيهِ النَّاسُ أطفالَهُم أيضًا لِيَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِم. ولكنْ لمَّا رَأى التَّلاميذُ ذلِك وَبَّخوهُم. + ١٦ أمَّا يَسُوع فطَلَبَ أن يُحضِروا الأطفالَ إلَيهِ قائِلًا: «أُترُكوا الأوْلادَ الصِّغارَ يَأتونَ إلَيَّ ولا تَمنَعوهُم، لِأنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ هي لِمِثلِ هؤُلاء. + ١٧ صِدقًا أقولُ لكُم: مَن لا يَقبَلُ مَملَكَةَ اللّٰهِ مِثلَ وَلَدٍ صَغير، فلن يَدخُلَ إلَيها أبَدًا». +
١٨ وسَألَهُ أحَدُ رُؤَساءِ اليَهُود: «أيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، ماذا علَيَّ أن أعمَلَ كَي أرِثَ الحَياةَ الأبَدِيَّة؟». + ١٩ أجابَهُ يَسُوع: «لِماذا تَدْعوني صالِحًا؟ لا أحَدَ صالِحٌ إلَّا واحِد، وهوَ اللّٰه. + ٢٠ أنتَ تَعرِفُ الوَصايا: ‹لا تَزْنِ، + لا تَقتُل، + لا تَسرِق، + لا تُقَدِّمْ شَهادَةً كاذِبَة، + أَكرِمْ أباكَ وأُمَّك›». + ٢١ فقال: «أنا أُطَبِّقُ كُلَّ هذِهِ الوَصايا مُنذُ صِغَري». ٢٢ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع جَوابَه، قالَ له: «يَنقُصُكَ شَيءٌ واحِدٌ بَعد: بِعْ كُلَّ ما عِندَكَ ووَزِّعِ المالَ على الفُقَراء، فيَكونَ لَدَيكَ كَنزٌ في السَّموات. ثُمَّ تَعالَ اتبَعْني». + ٢٣ فلمَّا سَمِعَ ذلِك، حَزِنَ كَثيرًا لِأنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا. +
٢٤ فنَظَرَ إلَيهِ يَسُوع وقال: «ما أصعَبَ أن يَدخُلَ أصحابُ المالِ إلى مَملَكَةِ اللّٰه! + ٢٥ وفي الواقِع، إنَّ مُرورَ جَمَلٍ في ثُقْبِ إبرَةِ الخِياطَةِ أسهَلُ مِن أن يَدخُلَ غَنِيٌّ إلى مَملَكَةِ اللّٰه». + ٢٦ عِندَئِذٍ قالَ السَّامِعون: «إذًا، مَن يَقدِرُ أن يَخلُص؟». + ٢٧ فأجاب: «المُستَحيلُ عِندَ النَّاسِ مُمكِنٌ عِندَ اللّٰه». + ٢٨ لكنَّ بُطْرُس قال: «نَحنُ تَرَكنا ما لنا وتَبِعناك». + ٢٩ فقالَ لهُم: «صِدقًا أقولُ لكُم: لا أحَدَ تَرَكَ بَيتًا أو زَوجَةً أو إخوَةً أو والِدَيْنِ أو أوْلادًا مِن أجْلِ مَملَكَةِ اللّٰه، + ٣٠ إلَّا ويَنالُ أضعافًا في هذا الزَّمَن، وحَياةً أبَدِيَّة في العالَمِ * الآتي». +
٣١ ثُمَّ أخَذَ الاثنَيْ عَشَرَ على انفِرادٍ وقالَ لهُم: «إسمَعوا! نَحنُ صاعِدونَ إلى أُورُشَلِيم، وسَيَتِمُّ كُلُّ ما كَتَبَهُ الأنبِياءُ عنِ ابْنِ الإنسان. + ٣٢ فهو سيُسَلَّمُ إلى أشخاصٍ مِنَ الأُمَمِ + وسَيُسخَرُ مِنهُ + ويُهانُ وتُساءُ مُعامَلَتُهُ ويُبصَقُ علَيه. + ٣٣ وبَعدَ أن يَجلِدوهُ سيَقتُلونَه، + لكنَّهُ سيَقومُ في اليَومِ الثَّالِث». + ٣٤ لكنَّهُم لم يَفهَموا شَيئًا مِن ذلِك، لِأنَّ مَعْنى هذا الكَلامِ كانَ مَخْفِيًّا عنهُم.
٣٥ ولمَّا اقتَرَبَ يَسُوع مِن أَرِيحَا، كانَ هُناك أعْمى جالِسًا على جانِبِ الطَّريقِ يَتَسَوَّل. + ٣٦ وعِندَما سَمِعَ جُموعًا تَمُرّ، سَألَ عن ما يَحدُث. ٣٧ فأخبَروهُ أنَّ يَسُوع النَّاصِرِيَّ آتٍ. ٣٨ عِندَئِذٍ صَرَخَ قائِلًا: «يا يَسُوع ابْنَ دَاوُد، ارحَمْني!». ٣٩ فوَبَّخَهُ الَّذينَ كانوا يَمْشونَ في الأمامِ وأمَروهُ أن يَسكُت. لكنَّهُ صارَ يَصرُخُ أكثَر: «يا ابْنَ دَاوُد، ارحَمْني!». ٤٠ فتَوَقَّفَ يَسُوع وأمَرَ أن يُحضِروا الرَّجُلَ إلَيه. ولمَّا اقتَرَبَ سَألَهُ يَسُوع: ٤١ «ماذا تُريدُ أن أفعَلَ لك؟». أجاب: «يا رَبّ، رُدَّ لي نَظَري». ٤٢ فقالَ لهُ يَسُوع: «إستَرجِعْ نَظَرَك، إيمانُكَ شَفاك». + ٤٣ وعلى الفَوْرِ استَعادَ نَظَرَه، وتَبِعَهُ + وهو يُمَجِّدُ اللّٰه. ولمَّا رَأى كُلُّ النَّاسِ ذلِك، سَبَّحوا اللّٰه. +
١٩ ودَخَلَ إلى أَرِيحَا وعَبَرَ فيها. ٢ وكانَ هُناك رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وهو مِن كِبارِ جامِعي الضَّرائِبِ ورَجُلٌ غَنِيّ. ٣ وكانَ يُريدُ أن يَرى مَن هو يَسُوع هذا، ولكنْ لِأنَّهُ قَصيرٌ لم يَقدِرْ بِسَبَبِ الجُموع. ٤ فرَكَضَ وسَبَقَهُم وتَسَلَّقَ شَجَرَةَ جُمَّيْزٍ لِكَي يَراه، لِأنَّ يَسُوع كانَ سيَمُرُّ مِن هُناك. ٥ ولمَّا وَصَلَ يَسُوع إلى المَكان، نَظَرَ إلى فَوق وقالَ له: «زَكَّا، انزِلْ بِسُرعَةٍ لِأنِّي سأبْقى اليَومَ في بَيتِك». ٦ فنَزَلَ بِسُرعَةٍ واستَضافَهُ بِفَرَحٍ في بَيتِه. ٧ ولمَّا رَأى الجَميعُ ذلِك، صاروا يَتَشَكَّوْنَ قائِلين: «ذَهَبَ لِيَكونَ ضَيفًا في بَيتِ رَجُلٍ خاطِئ». + ٨ أمَّا زَكَّا فوَقَفَ وقالَ لِلرَّبّ: «يا رَبّ، سأُعْطي نِصفَ مُمتَلَكاتي لِلفُقَراء. وكُلُّ شَخصٍ ابتَزَّيتُه، * سأرُدُّ لهُ أربَعَةَ أضعاف». + ٩ عِندَئِذٍ قالَ لهُ يَسُوع: «اليَومَ جاءَ الخَلاصُ لِهذا البَيت، لِأنَّكَ أنتَ أيضًا ابْنٌ لِإبْرَاهِيم. ١٠ فابْنُ الإنسانِ أتى لِيُفَتِّشَ عنِ الضَّائِعينَ ويُخَلِّصَهُم». +
١١ وبَينَما كانوا يَسمَعونَ هذا الكَلام، قالَ مَثَلًا آخَرَ لِأنَّهُ كانَ قَريبًا مِن أُورُشَلِيم وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستَظهَرُ فَوْرًا. + ١٢ فقال: «رَجُلٌ مِن عائِلَةٍ مَلَكِيَّة سافَرَ إلى أرضٍ بَعيدَة + لِيَتَعَيَّنَ مَلِكًا * ويَرجِع. ١٣ وقَبلَ أن يُغادِر، استَدْعى عَشَرَةً مِن عَبيدِهِ وأعْطى كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَنًا * وقالَ لهُم: ‹تاجِروا بِهذِهِ الأَمْناءِ إلى أن أرجِع›. + ١٤ وكانَ أهلُ بَلَدِهِ يَكرَهونَه، فأرسَلوا وَراءَهُ وَفدًا لِيَقولوا: ‹لا نُريدُ أن يَكونَ هذا الرَّجُلُ مَلِكًا علَينا›.
١٥ «ولمَّا تَعَيَّنَ مَلِكًا ورَجَع، استَدْعى العَبيدَ الَّذينَ أعْطاهُمُ المالَ * لِيَعرِفَ كم رَبِحوا بِتِجارَتِهِم. + ١٦ فجاءَ الأوَّلُ وقال: ‹يا سَيِّدي، المَنَا الَّذي أعْطَيتَني إيَّاهُ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْناء›. + ١٧ فقالَ له: ‹أحسَنتَ أيُّها العَبدُ الصَّالِح! لِأنَّكَ كُنتَ أمينًا في أمرٍ صَغيرٍ جِدًّا، سأُعْطيكَ سُلطَةً على عَشْرِ مُدُن›. + ١٨ وجاءَ الثَّاني وقال: ‹المَنَا الَّذي أعْطَيتَني إيَّاهُ يا سَيِّدي عَمِلَ خَمسَةَ أَمْناء›. + ١٩ فقالَ لِهذا أيضًا: ‹وأنتَ سأُعَيِّنُكَ على خَمسِ مُدُن›. ٢٠ ولكنْ جاءَ عَبدٌ آخَرُ وقال: ‹يا سَيِّدي، هذا هوَ المَنَا الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه. أبْقَيتُهُ مُخَبَّأً في قُماشَة. ٢١ فأنا خِفتُ مِنكَ لِأنَّكَ إنسانٌ قاسٍ، تَربَحُ مِن عَمَلٍ لم تَعمَلْهُ وتَحصُدُ ما لم تَزرَعْه›. + ٢٢ فأجابَه: ‹أيُّها العَبدُ الشِّرِّير، مِن كَلامِكَ سأحكُمُ علَيك. بِما أنَّكَ تَعرِفُ أنِّي إنسانٌ قاسٍ، وأنِّي أربَحُ مِن عَمَلٍ لم أعمَلْهُ وأحصُدُ ما لم أزرَعْه، + ٢٣ فلِماذا إذًا لم تَضَعْ مالي * في المَصرِف؟ كنتُ أخَذتُهُ مع فائِدَةٍ عِندَما رَجَعتُ›.
٢٤ «عِندَئِذٍ قالَ لِلواقِفينَ هُناك: ‹خُذوا المَنَا مِنهُ وأَعْطوهُ لِلَّذي معهُ الأَمْناءُ العَشَرَة›. + ٢٥ لكنَّهُم قالوا له: ‹يا سَيِّد، معهُ عَشَرَةُ أَمْناء!›. ٢٦ فأجاب: ‹أقولُ لكُم: كُلُّ مَن لَدَيهِ شَيء، يَنالُ أكثَر. أمَّا مَن لَيسَ لَدَيه، فحتَّى القَليلُ الَّذي لَدَيهِ يُؤْخَذُ مِنه. + ٢٧ وأعدائي هؤُلاءِ الَّذينَ لم يُريدوا أن أكونَ مَلِكًا علَيهِم، أَحضِروهُم إلى هُنا وأَعدِموهُم أمامي›».
٢٨ وبَعدَ أن قالَ هذا الكَلام، تابَعَ طَريقَهُ صاعِدًا إلى أُورُشَلِيم. ٢٩ وعِندَما اقتَرَبَ مِن بَيْت فَاجِي وبَيْت عَنْيَا عِندَ الجَبَلِ الَّذي يُسَمَّى «جَبَلَ الزَّيْتُون»، + أرسَلَ اثنَيْنِ مِنَ التَّلاميذِ + ٣٠ وقال: «أُدخُلا إلى القَريَةِ الَّتي تَرَيانِها أمامَكُما. وعِندَما تَدخُلانِ إلَيها، ستَجِدانِ حِمارًا صَغيرًا مَربوطًا لم يَجلِسْ علَيهِ أحَدٌ أبَدًا. فُكَّا رِباطَهُ وأَحضِراهُ إلى هُنا. ٣١ وإذا سَألَكُما أحَد: ‹لِماذا تَفُكَّانِ رِباطَه؟›، تُجيبانِه: ‹الرَّبُّ يَحتاجُ إلَيه›». ٣٢ فذَهَبَ التِّلميذانِ ووَجَدا مِثلَما قالَ لهُما. + ٣٣ وفيما هُما يَفُكَّانِ رِباطَ الحِمارِ الصَّغير، قالَ لهُما أصحابُه: ‹لِماذا تَفُكَّانِ رِباطَ الحِمار؟›. ٣٤ أجابا: «الرَّبُّ يَحتاجُ إلَيه». ٣٥ ثُمَّ أحضَراهُ إلى يَسُوع، ووَضَعوا علَيهِ ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة وأركَبوا يَسُوع. +
٣٦ وفيما هو يَمُرّ، فَرَشَ النَّاسُ ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة على الطَّريق. + ٣٧ وحالَما اقتَرَبَ مِنَ الطَّريقِ النَّازِلِ مِن جَبَلِ الزَّيْتُون، بَدَأ كُلُّ التَّلاميذ، وهُم كَثيرونَ جِدًّا، يُسَبِّحونَ اللّٰهَ بِفَرَحٍ وبِصَوتٍ عالٍ على كُلِّ الأعمالِ العَظيمَة * الَّتي رَأَوْها، ٣٨ قائِلين: «مُبارَكٌ هوَ المَلِكُ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه! سَلامٌ في السَّماء، ومَجدٌ في الأعالي!». + ٣٩ لكنَّ بَعضَ الفَرِّيسِيِّينَ مِن بَينِ الجُموعِ قالوا له: «يا مُعَلِّم، قُلْ لِتَلاميذِكَ أن يَسكُتوا!». + ٤٠ فأجاب: «أقولُ لكُم: إذا هُم سَكَتوا، فالحِجارَةُ ستَصرُخ».
٤١ ولمَّا اقتَرَبَ مِن أُورُشَلِيم، نَظَرَ إلى المَدينَةِ وبَكى علَيها + ٤٢ وقال: «يا لَيتَكِ عَرَفتِ في هذا اليَومِ ما الَّذي يَجلُبُ لكِ السَّلام! لكنَّهُ الآنَ مَخْفِيٌّ عن عَيْنَيْكِ. + ٤٣ فسَتَأتي علَيكِ أيَّامٌ حينَ يَبْني أعداؤُكِ حَولَكِ سِياجًا مِن أخشابٍ مُسَنَّنَة، ويُحيطونَ بِكِ، ويُحاصِرونَكِ * مِن كُلِّ جِهَة. + ٤٤ وسَيَهدِمونَكِ وسُكَّانَكِ * فيكِ، + ولن يَترُكوا فيكِ حَجَرًا على حَجَر، + لِأنَّكِ لم تُمَيِّزي الوَقتَ الَّذي فَحَصَكِ اللّٰهُ فيه».
٤٥ ثُمَّ دَخَلَ إلى الهَيكَلِ وبَدَأ يَطرُدُ البائِعين، + ٤٦ وقالَ لهُم: «مَكتوب: ‹بَيتي سيَكونُ بَيتَ صَلاة›، + لكنَّكُم جَعَلتُموهُ مَغارَةَ لُصوص». +
٤٧ وظَلَّ يُعَلِّمُ كُلَّ يَومٍ في الهَيكَل. وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ وقادَةُ الشَّعبِ يُحاوِلونَ أن يَقتُلوه، + ٤٨ لكنَّهُم لم يَجِدوا طَريقَةً لِيَفعَلوا ذلِك، لِأنَّ النَّاسَ كُلَّهُم كانوا يَظَلُّونَ حَولَهُ مِن كَثرَةِ ما شَدَّهُم كَلامُه. +
٢٠ وفي أحَدِ الأيَّام، فيما كانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ في الهَيكَلِ ويُعلِنُ الأخبارَ الحُلْوَة، أتى كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ معَ الشُّيوخِ ٢ وقالوا له: «قُلْ لنا: بِأيِّ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمال؟ ومَن أعْطاكَ هذِهِ السُّلطَة؟». + ٣ فأجابَهُم: «وأنا أيضًا سأسألُكُم سُؤالًا. قولوا لي: ٤ هل كانَت مَعمودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنَ السَّماءِ أم مِنَ النَّاس؟». ٥ فتَشاوَروا في ما بَينَهُم وقالوا: «إذا قُلنا: ‹مِنَ السَّماء›، يُجيب: ‹فلِماذا لم تُؤْمِنوا به؟›. ٦ وإذا قُلنا: ‹مِنَ النَّاس›، يَرجُمُنا كُلُّ الشَّعبِ لِأنَّهُم مُقتَنِعونَ أنَّ يُوحَنَّا كانَ نَبِيًّا». + ٧ لِذلِك أجابوا أنَّهُم لا يَعرِفونَ مِن أينَ كانَت. ٨ فقالَ لهُم يَسُوع: «ولا أنا أقولُ لكُم بِأيِّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمال».
٩ ثُمَّ قالَ لِلنَّاسِ هذا المَثَل: «زَرَعَ رَجُلٌ كَرمًا + وأجَّرَهُ لِفَلَّاحين، وسافَرَ بَعيدًا لِفَترَةٍ طَويلَة. + ١٠ ولمَّا جاءَ المَوْسِم، أرسَلَ عَبدًا إلى الفَلَّاحينَ كَي يُعْطوهُ حِصَّةً مِن ثِمارِ الكَرم. لكنَّ الفَلَّاحينَ ضَرَبوهُ وأرجَعوهُ ويَداهُ فارِغَتان. + ١١ فأرسَلَ إلَيهِم عَبدًا آخَر، فضَرَبوهُ وأذَلُّوهُ * وأرجَعوهُ ويَداهُ فارِغَتان. ١٢ ثُمَّ أرسَلَ عبدًا ثالِثًا، وهذا أيضًا جَرَحوهُ ورَمَوْهُ إلى الخارِج. ١٣ عِندَئِذٍ قالَ صاحِبُ الكَرم: ‹ماذا أفعَل؟ سأُرسِلُ ابْني الحَبيب. + فهُم سيَحتَرِمونَهُ على الأرجَح›. ١٤ ولمَّا رَآهُ الفَلَّاحون، تَشاوَروا في ما بَينَهُم وقالوا: ‹هذا هوَ الوَريث. دَعونا نَقتُلُهُ لِيَصيرَ الميراثُ لنا›. ١٥ فرَمَوْهُ خارِجَ الكَرمِ وقَتَلوه. + فماذا سيَفعَلُ بهِم صاحِبُ الكَرم؟ ١٦ سيَأتي ويَقتُلُ هؤُلاءِ الفَلَّاحينَ ويُعْطي الكَرمَ لِغَيرِهِم».
ولمَّا سَمِعَ النَّاسُ ذلِك، قالوا: «لا سَمَحَ اللّٰه!». ١٧ لكنَّهُ تَطَلَّعَ فيهِم وقال: «إذًا ما مَعْنى هذِهِ الآيَةِ الَّتي تَقول: ‹الحَجَرُ الَّذي رَفَضَهُ البَنَّاؤونَ صارَ هو حَجَرَ الزَّاوِيَةِ الرَّئيسِيّ›؟ *+ ١٨ كُلُّ مَن يَقَعُ على هذا الحَجَرِ سيَتَكَسَّر. + ومَن يَقَعُ هذا الحَجَرُ علَيهِ سيَسحَقُه».
١٩ وأدرَكَ الكَتَبَةُ وكِبارُ الكَهَنَةِ أنَّهُ كانَ يَقصِدُهُم بِالمَثَلِ الَّذي قالَه. فأرادوا أن يَقبِضوا علَيهِ في تِلكَ اللَّحظَة، لكنَّهُم خافوا مِنَ النَّاس. + ٢٠ وبَعدَ أن راقَبوهُ بِانتِباه، دَفَعوا لِرِجالٍ في السِّرِّ وأرسَلوهُم إلَيهِ لِيَتَظاهَروا أنَّهُم مُستَقيمون، وذلِك لِيُمسِكوا علَيهِ كَلِمَةً + كَي يُسَلِّموهُ إلى السُّلُطاتِ وإلى الحاكِم. ٢١ فسَألَهُ هؤُلاءِ الرِّجال: «يا مُعَلِّم، نَعرِفُ أنَّ ما تَقولُهُ وتُعَلِّمُهُ صَحيح، وأنَّكَ لا تَتَحَيَّزُ لِأحَد، بل تُعَلِّمُ الحَقيقَةَ عن طَريقِ اللّٰه. ٢٢ هل يَجوزُ لنا أن نَدفَعَ الضَّرائِبَ لِقَيْصَر أم لا؟». ٢٣ لكنَّهُ عَرَفَ أنَّهُم خَبيثون، فقالَ لهُم: ٢٤ «أَعْطوني دينارًا. صورَةُ مَن هذِه، واسْمُ مَن هذا؟». أجابوا: «قَيْصَر». ٢٥ فقالَ لهُم: «إذًا أَعْطوا ما لِقَيْصَر لِقَيْصَر، + وما لِلّٰهِ لِلّٰه». + ٢٦ فلم يَقدِروا أن يُمسِكوا علَيهِ كَلِمَةً أمامَ النَّاس، بلِ اندَهَشوا مِن جَوابِهِ وسَكَتوا.
٢٧ لكنَّ بَعضَ الصَّدُّوقِيِّينَ الَّذينَ لا يُؤْمِنونَ بِالقِيامَةِ + جاؤُوا وسَألوه: + ٢٨ «يا مُعَلِّم، كَتَبَ لنا مُوسَى: ‹إذا ماتَ رَجُلٌ وتَرَكَ وَراءَهُ زَوجَةً ولم يَكُنْ عِندَهُ أوْلاد، وكانَ لِهذا الرَّجُلِ أخ، يَجِبُ أن يَتَزَوَّجَ أخوهُ بِالأرمَلَةِ ويُنجِبَ نَسلًا لِأخيه›. + ٢٩ كانَ هُناك سَبعَةُ إخوَة. تَزَوَّجَ الأوَّلُ امرَأةً لكنَّهُ ماتَ مِن دونِ أوْلاد. ٣٠ فتَزَوَّجَها الثَّاني، ٣١ ثُمَّ الثَّالِثُ حتَّى السَّابِع. وماتوا كُلُّهُم ولم يُنجِبوا أوْلادًا. ٣٢ وفي الآخِر، ماتَتِ المَرأةُ أيضًا. ٣٣ ففي القِيامَة، زَوجَةَ مَن تَكون؟ لِأنَّ السَّبعَة تَزَوَّجوها».
٣٤ فقالَ لهُم يَسُوع: «النَّاسُ * في هذا العالَمِ * يَتَزَوَّجونَ ويُزَوَّجون، ٣٥ أمَّا الَّذينَ يُعتَبَرونَ مُؤَهَّلينَ أن يَربَحوا الحَياةَ في العالَمِ * الآتي والقِيامَةَ مِنَ المَوت، فلا يَتَزَوَّجونَ ولا يُزَوَّجون. + ٣٦ ولا يُمكِنُ أن يَموتوا بَعدَ ذلِك لِأنَّهُم مِثلُ المَلائِكَة، وهُم أبناءُ اللّٰهِ لِأنَّهُم أبناءُ القِيامَة. ٣٧ أمَّا بِخُصوصِ أنَّ الأمواتَ يَقومون، فحتَّى مُوسَى أشارَ إلى ذلِك في القِصَّةِ عن شَجَرَةِ العُلَّيْق، حينَ دَعا يَهْوَه ‹إلهَ إبْرَاهِيم وإلهَ إسْحَاق وإلهَ يَعْقُوب›. + ٣٨ فهو لَيسَ إلهَ أموات، بل إلهُ أحياء، لِأنَّهُم جَميعًا أحياءٌ في نَظَرِه». + ٣٩ فأجابَ بَعضُ الكَتَبَة: «أحسَنتَ يا مُعَلِّم!». ٤٠ ولم يَتَجَرَّأْ أحَدٌ بَعدَ ذلِك أن يَسألَهُ أيَّ سُؤال.
٤١ ثُمَّ سَألَهُم: «كَيفَ يَقولونَ إنَّ المَسِيح هوَ ابْنُ دَاوُد؟ + ٤٢ فدَاوُد نَفْسُهُ يَقولُ في كِتابِ المَزامير: ‹قالَ يَهْوَه لِرَبِّي: «إجلِسْ على يَميني ٤٣ إلى أن أضَعَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْك»›. *+ ٤٤ إذًا، دَاوُد يَدْعو المَسِيح رَبًّا، فكَيفَ يَكونُ المَسِيح ابْنَه؟».
٤٥ ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِهِ على مَسمَعِ كُلِّ الشَّعب: ٤٦ «إحذَروا مِنَ الكَتَبَةِ الَّذينَ يُحِبُّونَ أن يَتَجَوَّلوا بِأثوابِهِمِ الطَّويلَة، ويُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ الخاصَّة في ساحاتِ الأسواق، والمَقاعِدَ الأمامِيَّة * في المَجامِع، ومَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، + ٤٧ والَّذينَ يَنهَبونَ مُمتَلَكاتِ * الأرامِل، ويُصَلُّونَ صَلَواتٍ طَويلَة كَي يَلفِتوا الأنظار. هؤُلاء سيَكونُ عِقابُهُم أقْسى».
٢١ وتَطَلَّعَ يَسُوع فرَأى الأغنِياءَ يَضَعونَ تَبَرُّعاتِهِم * في صَناديقِ التَّبَرُّعات. *+ ٢ ثُمَّ رَأى أرمَلَةً مُحتاجَة تَضَعُ فَلْسَيْنِ قيمَتُهُما قَليلَة جِدًّا. *+ ٣ فقال: «صِدقًا أقولُ لكُم: هذِهِ الأرمَلَةُ الفَقيرَة وَضَعَت أكثَرَ مِنَ الجَميع. + ٤ فكُلُّ هؤُلاء أعْطَوْا تَبَرُّعاتٍ مِمَّا فَضَلَ عنهُم، أمَّا هي فأعْطَت ما تَحتاجُ إلَيه، * كُلَّ ما لَدَيها لِتَعيش». +
٥ لاحِقًا، كانَ البَعضُ يَتَكَلَّمونَ عنِ الهَيكَلِ كَيفَ أنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجارَةٍ جَميلَة وهَدايا مُخَصَّصَة لِلّٰه. + ٦ فقال: «هذِهِ الَّتي تَرَوْنَها الآن، ستَأتي أيَّامٌ لن يَبْقى فيها حَجَرٌ على حَجَر؛ كُلُّها ستُهدَم». + ٧ فسَألوه: «يا مُعَلِّم، متى ستَحدُثُ هذِهِ الأُمور، وما هيَ العَلامَةُ الَّتي تَدُلُّ أنَّها ستَحدُثُ قَريبًا؟». + ٨ أجاب: «إحذَروا أن يُضَلِّلَكُم أحَد. + فكَثيرونَ سيَأتونَ ويَستَعمِلونَ اسْمي ويَقولون: ‹أنا هو›، وأيضًا: ‹الوَقتُ قَريب›. فلا تَتبَعوهُم. + ٩ وعِندَما تَسمَعونَ عن حُروبٍ واضطِرابات، * لا تَفزَعوا. فهذِهِ الأشياءُ يَجِبُ أن تَحدُثَ أوَّلًا، لكنَّ النِّهايَةَ لن تَأتِيَ فَوْرًا». +
١٠ ثُمَّ قالَ لهُم: «ستَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ + ومَملَكَةٌ على مَملَكَة. + ١١ وسَتَحدُثُ زَلازِلُ عَظيمَة، وتَكونُ هُناك مَجاعاتٌ وأوْبِئَةٌ في مَكانٍ بَعدَ آخَر. + وسَيَرى النَّاسُ مَناظِرَ مُخيفَة وتَظهَرُ عَلاماتٌ عَظيمَة مِنَ السَّماء.
١٢ «ولكنْ قَبلَ أن يَحدُثَ هذا كُلُّه، سيَقبِضُ النَّاسُ علَيكُم ويَضطَهِدونَكُم + ويُسَلِّمونَكُم إلى المَجامِعِ ويَضَعونَكُم في السُّجون. وسَتَقِفونَ أمامَ مُلوكٍ وحُكَّامٍ مِن أجْلِ اسْمي. + ١٣ فتَكونُ هذِه فُرصَةً لكُم لِتُقَدِّموا شَهادَة. ١٤ لِذلِك صَمِّموا في قُلوبِكُم أن لا تَستَعِدُّوا مُسبَقًا كَيفَ تُدافِعونَ عن أنفُسِكُم، + ١٥ لِأنِّي سأُعْطيكُم كَلِماتٍ وحِكمَةً لن يَقدِرَ الَّذينَ يُعارِضونَكُم كُلُّهُم معًا أن يُقاوِموها أو يُناقِضوها. + ١٦ وسَيُسَلِّمُكُم * حتَّى والِدوكُم وإخوَتُكُم وأقارِبُكُم وأصدِقاؤُكُم، والبَعضُ مِنكُم يُقتَلون. + ١٧ وسَيَكرَهُكُمُ الجَميعُ مِن أجْلِ اسْمي. + ١٨ ولكنْ ولا شَعرَةٌ مِن رَأسِكُم ستَضيع. + ١٩ بِاحتِمالِكُم تُخَلِّصونَ حَياتَكُم. *+
٢٠ «ولكنْ عِندَما تَرَوْنَ أُورُشَلِيم مُحاطَةً بِالجُيوش، + اعرِفوا أنَّ خَرابَها قَريب. + ٢١ عِندَئِذٍ يَجِبُ أن يَهرُبَ الَّذينَ في اليَهُودِيَّة إلى الجِبال، + والَّذينَ في أُورُشَلِيم يَجِبُ أن يُغادِروها، والَّذينَ في الأريافِ لا يَجِبُ أن يَدخُلوا إلى المَدينَة، ٢٢ لِأنَّ هذِهِ الأيَّامَ هي أيَّامُ انتِقام، * كَي يَتِمَّ كُلُّ ما هو مَكتوب. ٢٣ يا وَيْلَ الحَبالى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيَّام! + فسَتَكونُ هُناك ضيقَةٌ شَديدَة في تِلكَ الأرضِ وغَضَبٌ عَظيمٌ على هذا الشَّعب. ٢٤ وسَيَموتونَ بِالسَّيفِ ويُؤْخَذونَ أسْرى إلى كُلِّ الأُمَم. + وتَدوسُ الأُمَمُ * على أُورُشَلِيم إلى أن يَنتَهِيَ الوَقتُ المُحَدَّدُ لِلأُمَم. *+
٢٥ «وسَتَكونُ هُناك عَلاماتٌ في الشَّمسِ والقَمَرِ والنُّجوم، + ويَكونُ النَّاسُ على الأرضِ مَرعوبينَ ومُحتارينَ بِسَبَبِ ضَجيجِ البَحرِ وهَيَجانِه. ٢٦ ويُغْمى على النَّاسِ مِنَ الخَوفِ ومِنِ انتِظارِ ما سيُصيبُ العالَم، لِأنَّ القِوى الَّتي في السَّماءِ ستَرتَجّ. ٢٧ ثُمَّ سيَرَوْنَ ابْنَ الإنسانِ + آتِيًا في غَيمَةٍ بِقُدرَةٍ ومَجدٍ عَظيم. + ٢٨ ولكنْ حينَ تَبدَأُ هذِهِ الأحداث، قِفوا وارفَعوا رُؤوسَكُم لِأنَّ خَلاصَكُم يَقتَرِب».
٢٩ عِندَئِذٍ قالَ لهُم هذا المَثَل: «لاحِظوا شَجَرَةَ التِّينِ وكُلَّ الأشجارِ الأُخْرى. + ٣٠ عِندَما تَرَوْنَ وَرَقَها يَطلَع، تَعرِفونَ أنَّ الصَّيفَ قَريب. ٣١ كذلِك، حينَ تَرَوْنَ هذِهِ الأُمورَ تَحدُث، اعرِفوا أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ قَريبَة. ٣٢ صِدقًا أقولُ لكُم: لن يَزولَ هذا الجيلُ أبَدًا قَبلَ أن تَحدُثَ هذِهِ الأُمورُ كُلُّها. + ٣٣ السَّماءُ والأرضُ ستَزولان، أمَّا كَلامي فلن يَزولَ أبَدًا. +
٣٤ «ولكنِ انتَبِهوا لِأنفُسِكُم كَي لا تَنشَغِلَ * قُلوبُكُم بِكَثرَةِ الأكلِ وكَثرَةِ الشُّربِ + وهُمومِ الحَياة، + وإلَّا يَأتي علَيكُم ذلِكَ اليَومُ سَريعًا ويُفاجِئُكُم ٣٥ مِثلَ فَخّ. + فهو سيَأتي على سُكَّانِ الأرضِ كُلِّها. ٣٦ إذًا، ابْقَوْا مُستَيقِظينَ + وتَوَسَّلوا إلى اللّٰهِ في كُلِّ وَقت، + كَي تَقدِروا أن تَنْجوا مِن كُلِّ ما يَجِبُ أن يَحدُثَ وأن تَقِفوا أمامَ ابْنِ الإنسان». +
٣٧ وكانَ في النَّهارِ يُعَلِّمُ في الهَيكَل، ثُمَّ يَخرُجُ ويَقْضي اللَّيلَ في الجَبَلِ الَّذي يُسَمَّى «جَبَلَ الزَّيْتُون». ٣٨ وكانَ كُلُّ الشَّعبِ يَذهَبونَ إلى الهَيكَلِ في الصَّباحِ الباكِرِ كَي يَستَمِعوا إلَيه.
٢٢ واقتَرَبَ + عيدُ الفَطيرِ * الَّذي يُدْعى الفِصح. + ٢ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ يُفَكِّرونَ في أفضَلِ طَريقَةٍ لِيَتَخَلَّصوا مِنه، + لِأنَّهُم كانوا يَخافونَ مِنَ الشَّعب. + ٣ ثُمَّ دَخَلَ الشَّيْطَان في يَهُوذَا الَّذي يُدْعى الإسْخَرْيُوطِيّ، وهو مِنَ الاثنَيْ عَشَر. + ٤ فذَهَبَ إلى كِبارِ الكَهَنَةِ وقادَةِ حَرَسِ الهَيكَلِ لِيَتَناقَشَ معهُم كَيفَ سيُسَلِّمُهُ إلَيهِم. + ٥ ففَرِحوا واتَّفَقوا أن يُعْطوهُ مالًا. *+ ٦ فوافَقَ وبَدَأ يُفَتِّشُ عن فُرصَةٍ مُناسِبَة كَي يُسَلِّمَهُ إلَيهِم عِندَما لا يَكونُ النَّاسُ حَولَه.
٧ وجاءَ يَومُ الاحتِفالِ بِعيدِ الفَطير، اليَومُ الَّذي يَجِبُ أن تُذبَحَ فيهِ ذَبيحَةُ الفِصح. + ٨ فأرسَلَ يَسُوع بُطْرُس ويُوحَنَّا وقالَ لهُما: «إذهَبا وجَهِّزا لنا عَشاءَ الفِصح». + ٩ فقالا له: «أينَ تُريدُ أن نُجَهِّزَه؟». ١٠ أجابَهُما: «إسمَعا! عِندَما تَدخُلانِ إلى المَدينَة، سيُلاقيكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماء. إتبَعاهُ إلى البَيتِ الَّذي يَدخُلُ إلَيه. + ١١ وقولا لِصاحِبِ البَيت: ‹المُعَلِّمُ يَقولُ لك: «أينَ غُرفَةُ الضُّيوفِ الَّتي يُمكِنُني أن آكُلَ فيها عَشاءَ الفِصحِ مع تَلاميذي؟»›. ١٢ وهو سيُريكُما غُرفَةً عُلوِيَّة كَبيرَة ومَفروشَة. جَهِّزا العَشاءَ هُناك». ١٣ فذَهَبا ووَجَدا كُلَّ شَيءٍ مِثلَما قالَ لهُما، وجَهَّزا لِلفِصح.
١٤ ولمَّا جاءَ الوَقت، جَلَسَ * إلى الطَّاوِلَةِ هو والرُّسُل. + ١٥ وقالَ لهُم: «أحبَبتُ مِن كُلِّ قَلبي أن آكُلَ معكُم عَشاءَ هذا الفِصحِ قَبلَ أن أتَألَّم. ١٦ فأنا أقولُ لكُم: لن آكُلَهُ مَرَّةً أُخْرى إلى أن يَتَحَقَّقَ القَصدُ مِنهُ في مَملَكَةِ اللّٰه». ١٧ وأخَذَ كَأسًا وشَكَرَ اللّٰهَ وقال: «خُذوا هذا ومَرِّروهُ في ما بَينَكُم. ١٨ فأنا أقولُ لكُم: لن أشرَبَ بَعدَ الآنَ مِنَ النَّبيذِ إلى أن تَأتِيَ مَملَكَةُ اللّٰه».
١٩ وأخَذَ رَغيفًا + وشَكَرَ اللّٰه، ثُمَّ كَسَرَهُ وأعْطاهُم قائِلًا: «هذا يُمَثِّلُ جَسَدي + الَّذي يُقَدَّمُ مِن أجْلِكُم. + إستَمِرُّوا في فِعلِ هذا لِتَتَذَكَّروني». + ٢٠ وبِنَفْسِ الطَّريقَة، أخَذَ الكَأسَ بَعدَ أن تَعَشَّوْا وقال: «هذا الكَأسُ يُمَثِّلُ العَهدَ الجَديدَ + الَّذي يُقطَعُ على أساسِ دَمي + الَّذي سيُسكَبُ مِن أجْلِكُم. +
٢١ «ولكنِ اسمَعوا، الَّذي سيَخونُني هو معي على الطَّاوِلَة. + ٢٢ فابْنُ الإنسانِ ذاهِبٌ مِثلَما هو مُقَرَّر، + ولكنْ يا وَيْلَ الرَّجُلِ الَّذي يَخونُه!». + ٢٣ فبَدَأوا يَتَساءَلونَ في ما بَينَهُم مَن مِنهُم سيَفعَلُ ذلِك. +
٢٤ أيضًا، حَصَلَ بَينَهُم جِدالٌ حامٍ حَولَ مَن يُعتَبَرُ الأعظَمَ فيهِم. + ٢٥ فقالَ لهُم: «مُلوكُ العالَمِ * يَتَحَكَّمونَ في شُعوبِهِم، والَّذينَ يَتَسَلَّطونَ علَيهِم يُلَقَّبونَ بـ ‹فاعِلي الخَير›. + ٢٦ أمَّا أنتُم فلا تَكونوا هكَذا. + بلِ الأعظَمُ بَينَكُم لِيَكُنْ مِثلَ الأصغَر، + والَّذي يَأخُذُ القِيادَةَ مِثلَ الخادِم. ٢٧ فمَن هو أعظَم: الَّذي يَجلِسُ * إلى الطَّاوِلَةِ أمِ الَّذي يَخدُم؟ ألَيسَ الَّذي يَجلِسُ * إلى الطَّاوِلَة؟ مع ذلِك، أنا بَينَكُمُ الَّذي يَخدُم. +
٢٨ «ولكنْ أنتُمُ الَّذينَ وَقَفتُم معي + في ضيقاتي. *+ ٢٩ وأنا أعمَلُ معكُم عَهدًا * لِتَنالوا مَملَكَة، + مِثلَما عَمِلَ أبي عَهدًا معي، ٣٠ لِكَي تَأكُلوا وتَشرَبوا على مائِدَتي في مَملَكَتي، + وتَجلِسوا على عُروشٍ + لِتُحاسِبوا أسباطَ إسْرَائِيل الـ ١٢. +
٣١ «سِمْعَان، سِمْعَان، انتَبِه! الشَّيْطَان طَلَبَ أن يُغَربِلَكُم كُلَّكُم مِثلَما يُغَربَلُ القَمح. + ٣٢ لكنِّي تَوَسَّلتُ إلى اللّٰهِ مِن أجْلِكَ كَي لا تَخسَرَ إيمانَك. + وأنتَ عِندَما تَرجِع، قَوِّ إخوَتَك». + ٣٣ فقالَ له: «يا رَبّ، أنا مُستَعِدٌّ أن أذهَبَ معكَ إلى السِّجنِ وأن أموتَ معكَ أيضًا». + ٣٤ فأجابَه: «أقولُ لكَ يا بُطْرُس: لن يَصيحَ الدِّيكُ اليَومَ قَبلَ أن تُنكِرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَعرِفُني». +
٣٥ وقالَ لهُم: «لمَّا أرسَلتُكُم بِلا كيسِ مالٍ ولا حَقيبَةِ طَعامٍ ولا حِذاء، + هل نَقَصَكُم شَيء؟». أجابوا: «لا». ٣٦ فقالَ لهُم: «أمَّا الآن، فمَن عِندَهُ كيسُ مالٍ فلْيَأخُذْه، ومَن عِندَهُ حَقيبَةُ طَعامٍ فلْيَحمِلْها معه. ومَن لَيسَ عِندَهُ سَيف، يَجِبُ أن يَبيعَ ثَوبَهُ ويَشتَرِيَ سَيفًا. ٣٧ فأنا أقولُ لكُم: يَجِبُ أن يَتِمَّ فِيَّ ما هو مَكتوب: ‹أُعتُبِرَ واحِدًا مِنَ المُجرِمين›. *+ وفي الواقِع، إنَّ المَكتوبَ عنِّي يَتَحَقَّق». + ٣٨ فقالوا: «يا رَبّ، يوجَدُ هُنا سَيفان». قالَ لهُم: «هذا كافٍ».
٣٩ وغادَرَ وذَهَبَ مِثلَ عادَتَهِ إلى جَبَلِ الزَّيْتُون، وتَبِعَهُ التَّلاميذُ أيضًا. + ٤٠ ولمَّا وَصَلَ إلى المَكان، قالَ لهُم: «صَلُّوا بِاستِمرارٍ كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة». + ٤١ وابتَعَدَ عنهُم مَسافَةً قَليلَة، * ورَكَعَ على رُكبَتَيْهِ وصَلَّى ٤٢ قائِلًا: «يا أبي، إذا كُنتَ تُريدُ فأَبعِدْ عنِّي هذا الكَأس. ولكنْ لِيَكُنْ ما تُريدُهُ أنتَ ولَيسَ ما أُريدُهُ أنا». + ٤٣ ثُمَّ ظَهَرَ لهُ مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ وقَوَّاه. + ٤٤ لكنَّهُ كانَ يَشعُرُ بِألَمٍ عاطِفِيٍّ شَديد، لِدَرَجَةِ أنَّهُ ظَلَّ يُصَلِّي بِحَرارَةٍ أكثَر. + وصارَ عَرَقُهُ مِثلَ نُقَطِ دَمٍ نازِلَة على الأرض. ٤٥ وبَعدَما صَلَّى، وَقَفَ وذَهَبَ عِندَ التَّلاميذ، فوَجَدَهُم نائِمينَ لِأنَّهُم كانوا مُتعَبينَ جِدًّا مِنَ الحُزن. + ٤٦ فقالَ لهُم: «لِماذا أنتُم نائِمون؟ قوموا وصَلُّوا بِاستِمرارٍ كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة». +
٤٧ وفيما كانَ لا يَزالُ يَتَكَلَّم، أتى جَمعٌ يَقودُهُ الَّذي يُسَمَّى يَهُوذَا، واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر. فاقتَرَبَ مِن يَسُوع لِيُقَبِّلَه. + ٤٨ لكنَّ يَسُوع قالَ له: «يَهُوذَا، هل تُسَلِّمُ ابْنَ الإنسانِ بِقُبلَة؟». ٤٩ ولمَّا رَأى الَّذينَ حَولَهُ ما سيَحدُث، قالوا: «يا رَبّ، هل نَهجُمُ علَيهِم بِالسَّيف؟». ٥٠ حتَّى إنَّ واحِدًا مِنهُم هَجَمَ على عَبدِ رَئيسِ الكَهَنَةِ وقَطَعَ أُذُنَهُ اليَمين. + ٥١ لكنَّ يَسُوع قال: «تَوَقَّفوا! هذا يَكْفي!». ولَمَسَ أُذُنَ العَبدِ وشَفاه. ٥٢ ثُمَّ قالَ يَسُوع لِكِبارِ الكَهَنَةِ وقادَةِ حَرَسِ الهَيكَلِ والشُّيوخِ الَّذينَ جاؤُوا علَيه: «هل أنا لِصٌّ حتَّى أتَيتُم بِالسُّيوفِ والعِصِيّ؟ + ٥٣ حينَ كُنتُ معكُم كُلَّ يَومٍ في الهَيكَل، + لم تُمسِكوني. + ولكنْ هذِه هي ساعَتُكُم والسَّاعَةُ الَّتي يَتَسَلَّطُ فيها الظَّلام». +
٥٤ ثُمَّ قَبَضوا علَيهِ وأخَذوهُ + وأدخَلوهُ إلى بَيتِ رَئيسِ الكَهَنَة. وكانَ بُطْرُس يَتبَعُهُم مِن بَعيد. + ٥٥ ولمَّا أشعَلوا نارًا في وَسَطِ ساحَةِ البَيتِ وجَلَسوا معًا، كانَ بُطْرُس جالِسًا بَينَهُم. + ٥٦ فرَأتهُ خادِمَةٌ مِن خِلالِ ضَوءِ النَّارِ فيما هو جالِسٌ هُناك. فنَظَرَت إلَيهِ بِدِقَّةٍ وقالَت: «هذا الرَّجُلُ أيضًا كانَ معه». ٥٧ لكنَّهُ أنكَرَ ذلِك وقال: «أنا لا أعرِفُهُ يا امرَأة». ٥٨ وبَعدَ قَليل، رَآهُ شَخصٌ آخَرُ وقال: «أنتَ أيضًا واحِدٌ مِنهُم». لكنَّ بُطْرُس أجاب: «لا يا رَجُل!». + ٥٩ وبَعدَ ساعَةٍ تَقريبًا، بَدَأ رَجُلٌ آخَرُ يُصِرُّ بِقُوَّةٍ قائِلًا: «بِالتَّأكيدِ هذا الرَّجُلُ أيضًا كانَ معه، لِأنَّهُ جَلِيلِيّ!». ٦٠ لكنَّ بُطْرُس قال: «يا رَجُل، لا أعرِفُ ماذا تَقول». وعلى الفَوْر، فيما كانَ لا يَزالُ يَتَكَلَّم، صاحَ الدِّيك. ٦١ فالْتَفَتَ الرَّبُّ ونَظَرَ مُباشَرَةً إلى بُطْرُس. فتَذَكَّرَ بُطْرُس كَلامَ الرَّبِّ حينَ قالَ له: «قَبلَ أن يَصيحَ الدِّيكُ اليَوم، ستُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات». + ٦٢ فخَرَجَ وبَكى بِحَرقَة.
٦٣ وكانَ الرِّجالُ الَّذينَ يَحرُسونَ يَسُوع يَستَهزِئونَ بهِ + ويَضرِبونَه. + ٦٤ وبَعدَ أن غَطَّوْا وَجهَه، صاروا يَسألونَه: «تَنَبَّأ، مَنِ الَّذي ضَرَبَك؟». ٦٥ وقالوا أشياءَ أُخْرى كَثيرَة جَدَّفوا بها علَيه.
٦٦ ولمَّا جاءَ النَّهار، اجتَمَعَ مَجلِسُ شُيوخِ الشَّعب، أي كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، + واستَدْعَوْهُ إلى قاعَةِ السَّنْهَدْرِيم * وقالوا: ٦٧ «إذا كُنتَ المَسِيح، فقُلْ لنا». + أجابَهُم: «حتَّى لَو قُلتُ لكُم، فلن تُصَدِّقوا أبَدًا. ٦٨ وإذا سَألتُكُم، فلن تُجيبوا. ٦٩ ولكن، مِنَ الآنَ سيَكونُ ابْنُ الإنسانِ + جالِسًا على يَمينِ اللّٰهِ القَدير». + ٧٠ عِندَئِذٍ قالوا كُلُّهُم: «هل أنتَ إذًا ابْنُ اللّٰه؟». أجابَهُم: «أنتُم بِأنفُسِكُم تَقولونَ إنِّي هو». ٧١ فقالوا: «لِماذا نَحتاجُ بَعد إلى شَهادَةِ شُهود؟ فنَحنُ بِأنفُسِنا سَمِعناها مِن فَمِه». +
٢٣ فقاموا كُلُّهُم وأخَذوهُ إلى بِيلَاطُس. + ٢ ثُمَّ بَدَأوا يَتَّهِمونَهُ + ويَقولون: «وَجَدنا هذا الرَّجُلَ يُحَرِّضُ أُمَّتَنا على العِصيان، ويَمنَعُ دَفعَ الضَّرائِبِ لِقَيْصَر، + ويَقولُ إنَّهُ هوَ المَسِيح المَلِك». + ٣ فسَألَهُ بِيلَاطُس: «هل أنتَ مَلِكُ اليَهُود؟». أجاب: «أنتَ بِنَفْسِكَ قُلت». + ٤ فقالَ بِيلَاطُس لِكِبارِ الكَهَنَةِ والجُموع: «لا أجِدُ أساسًا لِاتِّهامِ هذا الرَّجُل». + ٥ لكنَّهُم أصَرُّوا قائِلين: «إنَّهُ يُحَرِّضُ الشَّعبَ في كُلِّ اليَهُودِيَّة بِتَعاليمِه. بَدَأ مِنَ الجَلِيل ووَصَلَ إلى هُنا». ٦ فلمَّا سَمِعَ بِيلَاطُس ذلِك، سَألَ إذا كانَ الرَّجُلُ جَلِيلِيًّا. ٧ وبَعدَما عَرَفَ أنَّهُ تَحتَ سُلطَةِ هِيرُودُس، + أرسَلَهُ إلى هِيرُودُس الَّذي كانَ هو أيضًا في أُورُشَلِيم في تِلكَ الأيَّام.
٨ ولمَّا رَأى هِيرُودُس يَسُوع فَرِحَ جِدًّا. فمِن وَقتٍ طَويل، كانَ يُريدُ أن يَراهُ مِن كَثرَةِ ما سَمِعَ عنه، + وكانَ يَتَمَنَّى أن يَعمَلَ عَجيبَةً * قُدَّامَه. ٩ فسَألَهُ أسئِلَةً كَثيرَة، لكنَّ يَسُوع لم يُجاوِبْهُ بِشَيء. + ١٠ أمَّا كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، فصاروا يَقِفونَ ويَتَّهِمونَهُ وهُم مُحتَدُّون. ١١ وعامَلَهُ هِيرُودُس وجُنودُهُ بِاحتِقار. + واستَهزَأَ بهِ هِيرُودُس، + فألبَسَهُ ثَوبًا فاخِرًا. بَعدَ ذلِك أرجَعَهُ إلى بِيلَاطُس. ١٢ وفي ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه، صارَ هِيرُودُس وبِيلَاطُس صَديقَيْن. فهُما كانا مِن قَبل عَدُوَّيْن.
١٣ وجَمَعَ بِيلَاطُس كِبارَ الكَهَنَةِ والرُّؤَساءَ والشَّعب، ١٤ وقالَ لهُم: «أحضَرتُم إلَيَّ هذا الرَّجُلَ وقُلتُم إنَّهُ يُحَرِّضُ الشَّعبَ على الثَّورَة. وأنا استَجوَبتُهُ أمامَكُم، لكنِّي لم أجِدْ أيَّ أساسٍ لِلتُّهَمِ الَّتي تَتَّهِمونَهُ بها. + ١٥ ولا هِيرُودُس وَجَدَ أيضًا لِأنَّهُ أرجَعَهُ إلَينا. إنَّهُ لم يَعمَلْ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت. ١٦ لِذلِك سأُعاقِبُهُ + ثُمَّ أُطلِقُ سَراحَه». ١٧ — ١٨ لكنَّ الجُموعَ كُلَّهُم صَرَخوا قائِلين: «تَخَلَّصْ مِن هذا الرَّجُل، وحَرِّرْ لنا بَارَابَاس!». + ١٩ (كانَ بَارَابَاس قد سُجِنَ بِسَبَبِ عَمَلِ عِصيانٍ حَدَثَ في المَدينَةِ وبِسَبَبِ جَريمَةِ قَتل.) ٢٠ وتَكَلَّمَ معهُم بِيلَاطُس مَرَّةً أُخْرى، لِأنَّهُ كانَ يُريدُ أن يُحَرِّرَ يَسُوع. + ٢١ فبَدَأوا يَصرُخون: «عَلِّقْهُ على خَشَبَة! عَلِّقْهُ على خَشَبَة!». + ٢٢ فقالَ لهُم مَرَّةً ثالِثَة: «لِماذا؟ ما الخَطَأُ الَّذي فَعَلَهُ هذا الرَّجُل؟ لم أجِدْ علَيهِ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت. سأُعاقِبُهُ ثُمَّ أُطلِقُ سَراحَه». ٢٣ لكنَّهُم أصَرُّوا على طَلَبِهِم وصَرَخوا بِصَوتٍ عالٍ أن يُعَلَّقَ على خَشَبَة. فانتَصَرَت أصواتُهُم في النِّهايَة، + ٢٤ وقَرَّرَ بِيلَاطُس أن يُلَبِّيَ طَلَبَهُم. ٢٥ فحَرَّرَ الرَّجُلَ الَّذي طالَبوا بهِ والَّذي كانَ في السِّجنِ بِسَبَبِ عَمَلِ عِصيانٍ وجَريمَةِ قَتل، وسَلَّمَ يَسُوع إلَيهِم لِيَعمَلوا بهِ ما يُريدون.
٢٦ وفيما هُم يَأخُذونَه، أمسَكوا رَجُلًا كانَ آتِيًا مِنَ الرِّيف، وهو سِمْعَان مِن قِيرِين، ووَضَعوا علَيهِ خَشَبَةَ الآلامِ لِيَحمِلَها وَراءَ يَسُوع. + ٢٧ وكانَ يَتبَعُهُ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاس، بِمَن فيهِم نِساءٌ كُنَّ يَضرِبْنَ على صُدورِهِنَّ مِنَ الحُزنِ ويُوَلوِلْنَ علَيه. ٢٨ فالْتَفَتَ يَسُوع إلَيهِنَّ وقال: «يا بَناتِ أُورُشَلِيم، لا تَبْكينَ علَيَّ، بلِ ابْكينَ على أنفُسِكُنَّ وعلى أوْلادِكُنَّ. + ٢٩ فسَتَأتي أيَّامٌ يَقولُ فيها النَّاس: ‹ما أسعَدَ النِّساءَ اللَّواتي لا يَحبَلْنَ واللَّواتي لا وَلَدْنَ ولا أرضَعْنَ!›. + ٣٠ عِندَئِذٍ سيَقولونَ لِلجِبال: ‹أُسقُطي علَينا!›، ولِلتِّلال: ‹غَطِّينا!›. + ٣١ فإذا كانوا يَفعَلونَ ذلِك فيما الشَّجَرَةُ خَضراء، * فماذا سيَحدُثُ حينَ تَصيرُ يابِسَة؟».
٣٢ وأُخِذَ أيضًا رَجُلانِ آخَرانِ لِيُعدَما معه، وكانا مُجرِمَيْن. + ٣٣ ولمَّا وَصَلوا إلى المَكانِ الَّذي اسْمُه «الجُمْجُمَة»، + عَلَّقوهُ هُناك على خَشَبَةٍ وبِجانِبِهِ المُجرِمَيْن، واحِدًا على يَمينِهِ وواحِدًا على شِمالِه. + ٣٤ أمَّا يَسُوع فقال: «يا أبي، اغفِرْ لهُم لِأنَّهُم لا يَعرِفونَ ماذا يَفعَلون». وألْقَوْا قُرعَةً كَي يَتَقاسَموا ثِيابَه. + ٣٥ ووَقَفَ النَّاسُ يَتَفَرَّجون. وكانَ الرُّؤَساءُ يَضحَكونَ بِاستِهزاءٍ ويَقولون: «خَلَّصَ آخَرين، فلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إذا كانَ هو مَسِيحَ اللّٰهِ المُختار». + ٣٦ والجُنودُ أيضًا استَهزَأوا به. فاقتَرَبوا وقَدَّموا لهُ نَبيذًا حامِضًا + ٣٧ قائِلين: «إذا كُنتَ مَلِكَ اليَهُود، فخَلِّصْ نَفْسَك». ٣٨ وكُتِبَ فَوقَ رَأسِه: «هذا هو مَلِكُ اليَهُود». +
٣٩ وبَدَأ واحِدٌ مِنَ المُجرِمَيْنِ المُعَلَّقَيْنِ معهُ يُهينُهُ + ويَقول: «ألَستَ أنتَ المَسِيح؟ إذًا خَلِّصْ نَفْسَكَ وخَلِّصْنا!». ٤٠ فوَبَّخَهُ المُجرِمُ الآخَرُ قائِلًا: «ألَا تَخافُ اللّٰهَ أبَدًا؟ فأنتَ تَنالُ العِقابَ نَفْسَه. ٤١ نَحنُ عِقابُنا عادِل. إنَّهُ جَزاءُ ما فَعَلناه. أمَّا هذا الرَّجُلُ فلم يَعمَلْ أيَّ خَطَإٍ». ٤٢ ثُمَّ قال: «يا يَسُوع، تَذَكَّرْني حينَ تَأتي في مَملَكَتِك». + ٤٣ فقالَ لهُ يَسُوع: «صِدقًا أقولُ لكَ اليَوم: ستَكونُ معي في الفِردَوس». +
٤٤ وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الـ ١٢ ظُهرًا. * مع ذلِك، صارَت هُناك عَتمَةٌ في كُلِّ تِلكَ الأرضِ حتَّى السَّاعَةِ الـ ٣ بَعدَ الظُّهر، *+ ٤٥ لِأنَّ ضَوءَ الشَّمسِ اختَفى. ثُمَّ انشَقَّتِ السِّتارَةُ الدَّاخِلِيَّة *+ في الهَيكَلِ إلى اثنَيْن. + ٤٦ وصَرَخَ يَسُوع بِصَوتٍ عالٍ وقال: «يا أبي، أضَعُ روحي أمانَةً في يَدَيْك». + وبَعدَما قالَ ذلِك، تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخير. + ٤٧ ولمَّا رَأى الضَّابِطُ ما حَدَث، مَجَّدَ اللّٰهَ قائِلًا: «فِعلًا كانَ هذا الرَّجُلُ بَريئًا». + ٤٨ وكُلُّ الجُموعِ الَّذينَ تَجَمَّعوا هُناك مِن أجْلِ هذا الحَدَثِ رَأَوْا ما حَصَل. فرَجَعوا إلى بُيوتِهِم وهُم يَضرِبونَ على صُدورِهِم. ٤٩ وكانَ كُلُّ مَعارِفِهِ واقِفينَ مِن بَعيد. والنِّساءُ اللَّواتي رافَقْنَهُ مِنَ الجَلِيل كُنَّ هُناك أيضًا ورَأيْنَ هذِهِ الأُمور. +
٥٠ وكانَ هُناك عُضوٌ في المَجلِسِ اسْمُهُ يُوسُف، وهو رَجُلٌ صالِحٌ ومُستَقيم. *+ ٥١ (هذا الرَّجُلُ لم يُصَوِّتْ لِصالِحِ مُؤامَرَتِهِم وتَصَرُّفِهِم.) وهو كانَ مِنَ الرَّامَة، مَدينَةٍ في اليَهُودِيَّة، وكانَ يَنتَظِرُ مَملَكَةَ اللّٰه. ٥٢ هذا الرَّجُلُ دَخَلَ أمامَ بِيلَاطُس وطَلَبَ جَسَدَ يَسُوع. ٥٣ فأنزَلَهُ + ولَفَّهُ بِقُماشٍ مِن كَتَّانٍ جَيِّد، ووَضَعَهُ في قَبرٍ * مَحفورٍ في الصَّخرِ + لم يوضَعْ فيهِ أحَدٌ مِن قَبل. ٥٤ وكانَ ذلِكَ اليَومُ يَومَ الاستِعداد، + والسَّبتُ + على وَشْكِ أن يَبدَأ. ٥٥ والنِّساءُ اللَّواتي أتَيْنَ معهُ مِنَ الجَلِيل ذَهَبْنَ هُنَّ أيضًا وألْقَيْنَ نَظرَةً على القَبرِ وكَيفَ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع فيه. + ٥٦ ثُمَّ رَجَعْنَ لِيُحَضِّرْنَ مَوادَّ وزُيوتًا عَطِرَة. لكنَّهُنَّ ارتَحْنَ في السَّبتِ + بِحَسَبِ الشَّريعَة.
٢٤ ولكنْ في أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع، جاءَتِ النِّساءُ إلى القَبرِ * باكِرًا جِدًّا، وجَلَبْنَ معهُنَّ المَوادَّ العَطِرَة الَّتي حَضَّرْنَها. + ٢ فوَجَدْنَ أنَّ الحَجَرَ قد دُحرِجَ عنِ القَبر. + ٣ ولمَّا دَخَلْنَ، لم يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوع. + ٤ وفيما هُنَّ مُحتاراتٌ بِسَبَبِ ذلِك، ظَهَرَ بِجانِبِهِنَّ فَجْأةً رَجُلانِ ثِيابُهُما تَلمَع. ٥ فارتَعَبَتِ النِّساءُ وحَنَيْنَ وُجوهَهُنَّ إلى الأرض. فقالَ لهُنَّ الرَّجُلان: «لِماذا تُفَتِّشْنَ بَينَ الأمواتِ عمَّن هو حَيّ؟ + ٦ إنَّهُ لَيسَ هُنا، بل أُقيم. ألَا تَتَذَكَّرْنَ كَلامَهُ حينَ كانَ لا يَزالُ في الجَلِيل؟ ٧ فهو قالَ إنَّ ابْنَ الإنسانِ يَجِبُ أن يُسَلَّمَ إلى أشخاصٍ خُطاةٍ ويُعَلَّقَ على خَشَبَةٍ ويَقومَ في اليَومِ الثَّالِث». + ٨ فتَذَكَّرَتِ النِّساءُ كَلامَه، + ٩ ورَجَعْنَ مِنَ القَبرِ وأخبَرْنَ الأحَدَ عَشَرَ والباقينَ جَميعًا بِكُلِّ هذِهِ الأُمور. + ١٠ والنِّساءُ هُنَّ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة ويُوَنَّا ومَرْيَم أُمُّ يَعْقُوب. وباقي النِّساءِ اللَّواتي كُنَّ معهُنَّ أخبَرْنَ أيضًا الرُّسُلَ بِذلِك. ١١ لكنَّهُم ظَنُّوا أنَّ كَلامَهُنَّ مُجَرَّدُ وَهْمٍ ولم يُصَدِّقوهُنَّ.
١٢ فقامَ بُطْرُس ورَكَضَ إلى القَبر. ولمَّا انحَنى لِيَنظُر، لم يَرَ غَيرَ القُماشِ الكَتَّانِيّ. فذَهَبَ وهو مُحتارٌ يُحاوِلُ أن يَفهَمَ ماذا حَصَل.
١٣ وفي ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه، كانَ اثنانِ مِنَ التَّلاميذِ مُسافِرَيْنِ إلى قَريَةٍ اسْمُها «عِمْوَاس» تَبعُدُ عن أُورُشَلِيم ١١ كيلومِترًا تَقريبًا. * ١٤ وكانا يَتَكَلَّمانِ معًا عن كُلِّ هذِهِ الأُمورِ الَّتي حَصَلَت.
١٥ وفيما هُما يَتَكَلَّمانِ ويَتَناقَشان، اقتَرَبَ مِنهُما يَسُوع بِنَفْسِهِ وبَدَأ يَمْشي معهُما. ١٦ لكنَّ عُيونَهُما لم تُمَيِّزْه. *+ ١٧ فقالَ لهُما: «ما الَّذي تَتَناقَشانِ فيهِ وأنتُما تَمْشِيان؟». فتَوَقَّفا وكانا حَزينَيْن. ١٨ وأجابَهُ واحِدٌ مِنهُما اسْمُهُ كِلْيُوبَاس: «هل أنتَ غَريبٌ وتَعيشُ وَحْدَكَ في أُورُشَلِيم فلا تَعرِفَ * ماذا حَصَلَ فيها هذِهِ الأيَّام؟». ١٩ فسَألَهُما: «وماذا حَصَل؟». أجاباه: «ما حَصَلَ مع يَسُوع النَّاصِرِيِّ + الَّذي كانَ نَبِيًّا عَظيمًا بِأعمالِهِ وأقوالِهِ أمامَ اللّٰهِ والشَّعبِ كُلِّه، + ٢٠ وكَيفَ أنَّ كِبارَ كَهَنَتِنا ورُؤَساءَنا سَلَّموهُ كَي يُحكَمَ علَيهِ بِالمَوتِ + وعَلَّقوهُ على خَشَبَة. ٢١ ولكنْ كُنَّا نَأمُلُ أن يَكونَ هوَ الَّذي سيُنقِذُ إسْرَائِيل. + وقد مَرَّت ثَلاثَةُ أيَّامٍ مُنذُ أن حَصَلَت هذِهِ الأُمور. ٢٢ إضافَةً إلى ذلِك، اندَهَشنا مِمَّا قالَتهُ بَعضُ النِّساءِ بَينَنا. فهُنَّ ذَهَبْنَ باكِرًا إلى القَبرِ + ٢٣ ولم يَجِدْنَ جَسَدَه. فرَجَعْنَ وقُلْنَ إنَّهُنَّ رَأيْنَ أيضًا مَنظَرًا فَوقَ الطَّبيعَة، رَأيْنَ مَلائِكَةً قالوا إنَّهُ حَيّ. ٢٤ ثُمَّ ذَهَبَ بَعضُ الَّذينَ معنا إلى القَبر، + فوَجَدوهُ فارِغًا مِثلَما قالَتِ النِّساء، لكنَّهُم لم يَرَوْهُ هو».
٢٥ فقالَ لهُما: «أيُّها الغَبِيَّان! كم أنتُما بَطيئانِ * في الإيمانِ بِكُلِّ ما قالَهُ الأنبِياء! ٢٦ ألَمْ يَكُنْ ضَرورِيًّا أن يُعانِيَ المَسِيح كُلَّ ذلِك + ويَتَمَجَّد؟». + ٢٧ ثُمَّ فَسَّرَ لهُما، ابتِداءً مِن كِتاباتِ مُوسَى وكُلِّ الأنبِياء، + ما قيلَ عنهُ في الأسفارِ المُقَدَّسَة كُلِّها.
٢٨ ولمَّا اقتَرَبوا مِنَ القَريَةِ الَّتي كانَ التِّلميذانِ مُسافِرَيْنِ إلَيها، تَظاهَرَ أنَّهُ مُسافِرٌ إلى مَكانٍ أبعَد. ٢٩ فأصَرَّا علَيهِ قائِلَيْن: «إبْقَ عِندَنا، لِأنَّ الوَقتَ تَأخَّرَ واقتَرَبَ المَساء». فدَخَلَ وبَقِيَ عِندَهُما. ٣٠ ولمَّا جَلَسَ * معهُما إلى الطَّاوِلَة، أخَذَ الخُبزَ وصَلَّى، * ثُمَّ كَسَرَهُ وأعْطاهُما. + ٣١ عِندَئِذٍ انفَتَحَت عُيونُهُما وعَرَفاه. لكنَّهُ اختَفى عن نَظَرِهِما. + ٣٢ فقالَ واحِدُهُما لِلآخَر: «ألَمْ تَكُنْ قُلوبُنا تَشتَعِلُ في داخِلِنا حينَ كانَ يُكَلِّمُنا في الطَّريقِ ويوضِحُ لنا الأسفارَ المُقَدَّسَة؟». ٣٣ وقاما في تِلكَ اللَّحظَةِ ورَجَعا إلى أُورُشَلِيم. ووَجَدا الأحَدَ عَشَرَ مُجتَمِعينَ مع تَلاميذَ آخَرين، ٣٤ وكانوا يَقولون: «الرَّبُّ فِعلًا أُقيمَ وظَهَرَ لِسِمْعَان!». + ٣٥ فأخبَرَهُمُ التِّلميذانِ ماذا حَصَلَ معهُما على الطَّريقِ وكَيفَ عَرَفاهُ لمَّا كَسَرَ الخُبز. +
٣٦ وفيما هُم يَتَكَلَّمونَ عن هذِهِ الأُمور، وَقَفَ هو بِنَفْسِهِ في وَسَطِهِم وقالَ لهُم: «سَلامٌ لكُم». + ٣٧ فانصَدَموا وارتَعَبوا وظَنُّوا أنَّهُم رَأَوْا روحًا. ٣٨ فقالَ لهُم: «لِماذا أنتُم خائِفونَ ومُشَوَّشون؟ ولِماذا لَدَيكُم شُكوكٌ في قُلوبِكُم؟ ٣٩ أُنظُروا إلى يَدَيَّ وقَدَمَيَّ. هذا أنا. إلمِسوني وانظُروا. فالرُّوحُ لَيسَ لَدَيهِ لَحمٌ وعَظمٌ مِثلَما تَرَوْنَ لَدَيَّ». ٤٠ ولمَّا قالَ ذلِك، أراهُم يَدَيْهِ وقَدَمَيْه. ٤١ ولكنْ مِن شِدَّةِ فَرحَتِهِم ودَهشَتِهِم، ظَلُّوا لا يُصَدِّقون، فقالَ لهُم: «هل عِندَكُم هُنا شَيءٌ آكُلُه؟». ٤٢ فأعْطَوْهُ قِطعَةً مِنَ السَّمَكِ المَشْوِيّ. ٤٣ فأخَذَها وأكَلَها أمامَ عُيونِهِم.
٤٤ ثُمَّ قالَ لهُم: «حينَ كُنتُ لا أزالُ معكُم، قُلتُ لكُم هذا الكَلام: + ‹يَجِبُ أن يَتَحَقَّقَ كُلُّ ما هو مَكتوبٌ عنِّي في شَريعَةِ مُوسَى وفي كِتاباتِ الأنبِياءِ والمَزامير›». + ٤٥ وفَتَّحَ عُقولَهُم لِيَفهَموا كامِلًا مَعْنى الأسفارِ المُقَدَّسَة، + ٤٦ وقالَ لهُم: «مَكتوبٌ أنَّ المَسِيح سيَتَألَّمُ ويَقومُ مِن بَينِ الأمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، + ٤٧ وأنَّ بِاسْمِهِ سيُبَشَّرُ عنِ التَّوبَةِ الَّتي تُؤَدِّي إلى غُفرانِ الخَطايا، + وذلِك في كُلِّ الأُمَمِ + ابتِداءً مِن أُورُشَلِيم. + ٤٨ وأنتُم ستَشهَدونَ عن ذلِك. *+ ٤٩ وأنا سأُرسِلُ إلَيكُم ما وَعَدَ بهِ أبي. ولكنِ ابْقَوْا في المَدينَةِ إلى أن تَنالوا * قُدرَةً مِن فَوق». +
٥٠ ثُمَّ أخرَجَهُم مِنَ المَدينَةِ وُصولًا إلى بَيْت عَنْيَا، ورَفَعَ يَدَيْهِ وبارَكَهُم. ٥١ وفيما هو يُبارِكُهُم، فارَقَهُم ورُفِعَ إلى السَّماء. + ٥٢ فسَجَدوا أمامَهُ ورَجَعوا إلى أُورُشَلِيم فَرِحينَ جِدًّا. + ٥٣ وكانوا دائِمًا في الهَيكَلِ يُسَبِّحونَ اللّٰه. +
أو: «التي نعتبرها موثوقًا بها تمامًا».
أو: «تعلَّمتها شفهيًّا».
حرفيًّا: «بنات».
حرفيًّا: «بارَّين».
أو: «وهو في رحم أمه».
حرفيًّا: «فيردُّ قلوب الآباء إلى الأولاد».
أو: «رأى رؤيا».
أو: «خدمته العامة».
أو: «المُنعَم عليها».
أو: «إعلان».
حرفيًّا: «مبارَكة ثمرة رحمك».
أو: «كل ما فيَّ».
حرفيًّا: «زَرْعه؛ بزرته».
حرفيًّا: «أقام لنا قرن خلاص».
أو: «معاهدته؛ اتفاقه».
أو: «بر».
حرفيًّا: «كل الأرض المسكونة».
ما يوضَع فيه العَلَف لتأكله الحيوانات.
حرفيًّا: «بين أُناس الرضى».
حرفيًّا: «كل ذكر فاتح رحم».
أو: «تِرغلَّتَين؛ قُمريَّتَين».
أو: «وسيحتقره الناس».
حرفيًّا: «نفسك».
حرفيًّا: «بعد عذريَّتها».
أو: «خاضعًا».
حرفيًّا: «قلبها».
أي: هيرودس أنتيباس.
حرفيًّا: «التِّترارخ».
أو: «البرية».
حرفيًّا: «جسد».
أو: «وسيلة اللّٰه للخلاص».
حرفيًّا: «ثمرًا».
أو: «ثوب إضافي».
أو: «تجمعوا».
أو: «تبتزُّوا».
حرفيًّا: «رفش للتذرية».
المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.
أو: «عند حافة سور الهيكل».
حرفيًّا: «دَرْج؛ لُفافة».
حرفيًّا: «مسحني».
أو: «لم يُشفَ».
حرفيًّا: «نجس».
حرفيًّا: «النجسة».
حرفيًّا: «وبَّخ».
أي: بحيرة الجليل.
حرفيًّا: «حصروا».
أو: «اللِّبن؛ الطوب».
أو: «يتَّكِئون إلى الطاولة».
حرفيًّا: «زِقاق».
حرفيًّا: «يابسة».
حرفيًّا: «يابسة».
أو: «الغيور».
حرفيًّا: «النجسة».
حرفيًّا: «ويرفضون اسمكم كأنَّه شرير».
حرفيًّا: «مثلما تريدون أن يفعل الناس لكم، كذلك افعلوا أنتم لهم».
أي: بدون فائدة.
حرفيًّا: «توقَّفوا عن أن».
أو: «سرير الميت».
حرفيًّا: «ناعمة».
حرفيًّا: «أمام وجهك».
أو: «مشورة؛ مشيئة».
حرفيًّا: «الحكمة تبرَّرت بكل أولادها».
أو: «اتَّكأ».
أو: «متَّكِئ إلى الطاولة».
أو: «الكبيرة».
أو ربما: «لذلك».
أو: «المتَّكِئون».
أو: «القبور التذكارية».
حرفيًّا: «النجس».
أو ربما: «كان يسيطر عليه منذ وقت طويل».
حرفيًّا: «فيلق».
أو: «قوة الحياة».
حرفيًّا: «فضة».
حرفيًّا: «ثوبَين».
أي: هيرودس أنتيباس.
حرفيًّا: «التِّترارخ».
حرفيًّا: «باركها».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «النجس».
حرفيًّا: «الأيام كانت تكتمل ليُرفَع».
حرفيًّا: «ثبَّت وجهه».
حرفيًّا: «جعل وجهه».
أو: «تعانقوا أحدًا».
حرفيًّا: «القوَّات».
باليونانية هايدِس، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
أو: «ملكوتك».
أو: «السؤال».
أو: «يسأل».
أو: «بيلزبوب؛ بعل زبوب». لقب يُطلَق على الشيطان.
أو: «فمملكة اللّٰه قد وصلت إليكم».
حرفيًّا: «نجس».
أو: «يضعه تحت مكيال».
حرفيًّا: «سراج».
أو: «ترى بوضوح». حرفيًّا: «بسيطة».
أو: «مليئًا بالنور».
أي: تسعى وراء أشياء كثيرة. حرفيًّا: «شريرة».
أو: «اتَّكأ».
أي: لم يغسل يديه بحسب التقاليد والطقوس.
أو: «أفضل المقاعد».
أو: «قبور تذكارية بلا علامة».
أو: «قبور الأنبياء التذكارية».
أو: «سيُطلَب من هذا الجيل».
حرفيًّا: «البيت».
أو: «سيُطلَب منه».
حرفيًّا: «أسَّاريونَين».
أو: «لا يتجاهل».
أو ربما: «أمام المجامع».
حرفيًّا: «يا نفس، لديكِ».
حرفيًّا: «يطلبون نفسك منك».
حرفيًّا: «النفس».
حرفيًّا: «ذراعًا».
حرفيًّا: «التنُّور».
حرفيًّا: «تسعى إليها أمم العالم».
أو: «يشد الحزام حول خصره».
أو: «يجعلهم يتَّكِئون».
حرفيًّا: «في الهزيع الثاني»، وهي فترة تمتد من حوالي التاسعة مساء إلى نصف الليل.
حرفيًّا: «في الهزيع الثالث»، وهي فترة تمتد من نصف الليل إلى حوالي الثالثة صباحًا.
أو: «المشرف على البيت».
أو: «الفطين».
أو: «على الخدم في بيته».
أو: «لم يعمل بحسب مشيئته».
حرفيًّا: «آخِر لِپتون».
حرفيًّا: «روح ضُعف».
حرفيًّا: «ثلاثة أصواع». ١ صاع = ٣٣,٧ ل.
أو: «يتَّكِئون».
أو: «الوذمة»، وهو تراكم شديد للسوائل في الجسم.
أو: «تتَّكِئ».
أو: «اتَّكِئ».
أو: «أعلى».
حرفيًّا: «الأبرار».
حرفيًّا: «يأكل خبزًا».
أو: «فدادين».
أو: «لم يحب بدرجة أقل».
حرفيًّا: «بارًّا».
أو: «خليعة».
حرفيًّا: «وقع على عنقه».
أو: «بالسلامة».
حرفيًّا: «أكل».
أو: «مشرف على البيت».
حرفيًّا: «١٠٠ بَث». ١ بَث = ٢٢ ل.
حرفيًّا: «١٠٠ كُر». ١ كُر = ٢٢٠ ل.
أو: «بذكاء؛ بفطنة».
أو: «العصر؛ نظام الأشياء».
حرفيًّا: «تبرِّرون أنفسكم أمام الناس».
حرفيًّا: «حِضن».
باليونانية هايدِس، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
حرفيًّا: «في حِضنه».
أو: «شِق؛ فاصِل».
حرفيًّا: «يسبِّب التعثُّر ل».
أو: «شُدَّ الحزام حول خصرك».
أو: «لا ننفع لشيء».
أو: «بينكم».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «العِقبان».
حرفيًّا: «وتضربني تحت [العين] إلى أقصى درجة».
أو: «هذا النوع من الإيمان». حرفيًّا: «الإيمان».
أو: «تحنَّن عليَّ».
أو: «العصر؛ نظام الأشياء».
أو: «ابتزَّيتُه باستعمال تهمة كاذبة».
أو: «لينال مملكة».
١ مَنا يوناني = ٣٤٠ غ. وكان يعادل ١٠٠ درهم بحسب التقديرات.
حرفيًّا: «الفضة».
حرفيًّا: «فضتي».
حرفيًّا: «القوَّات».
أو: «يضيِّقون عليك».
حرفيًّا: «أولادك».
أو: «أهانوه».
حرفيًّا: «رأس الزاوية».
حرفيًّا: «أبناء».
أو: «العصر؛ نظام الأشياء».
أو: «العصر؛ نظام الأشياء».
حرفيًّا: «أجعل أعداءك موضِعًا لقدمَيك».
أو: «وأفضل المقاعد».
حرفيًّا: «يأكلون بيوت».
أو: «هداياهم».
أو: «صناديق الخزينة».
حرفيًّا: «لِپتونَين».
أو: «أعطت رغم فقرها».
أو: «ثورات».
أو: «يخونكم».
حرفيًّا: «تمتلكون نفوسكم».
أو: «أيام تنفيذ العدل».
أي: الأمم غير اليهودية.
حرفيًّا: «الأزمنة المعيَّنة للأمم»، أي الأمم غير اليهودية.
حرفيًّا: «تَثقل».
أو: «الخبز بلا خميرة؛ الخبز غير المُختمِر».
حرفيًّا: «فضة».
أو: «اتَّكأ».
حرفيًّا: «الأمم».
أو: «يتَّكِئ».
أو: «يتَّكِئ».
أو: «امتحاناتي؛ تجاربي».
أو: «معاهدة؛ اتفاق».
أو: «الذين يكسرون الشريعة».
أو: «رمية حجر تقريبًا».
السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.
حرفيًّا: «علامة».
حرفيًّا: «رطبة».
حرفيًّا: «حوالي الساعة السادسة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «الساعة التاسعة»، بحسب التوقيت اليهودي.
أو: «الحجاب».
حرفيًّا: «بار».
أو: «قبر تذكاري».
أو: «القبر التذكاري».
حرفيًّا: «٦٠ غلوة». ١ غلوة = ١٨٥ م.
حرفيًّا: «مُنعَت عن معرفته».
أو ربما: «هل أنت الزائر الوحيد في أورشليم الذي لا يعرف».
حرفيًّا: «أيها البطيئا القلب».
أو: «اتَّكأ».
حرفيًّا: «بارك».
أو: «ستكونون شهودًا على ذلك».
حرفيًّا: «تُلبَسوا».