مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع‌ج لوقا ١:‏١-‏٢٤:‏٥٣
  • لوقا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لوقا
  • ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
لوقا

إنجيلُ لُوقَا

١ كَثيرونَ سَعَوْا أن يُسَجِّلوا رِوايَةً عنِ الأحداثِ الَّتي نَحنُ مُتَأكِّدونَ مِنها تَمامًا.‏ *+ ٢ وهذِهِ الأحداثُ نَقَلَها أيضًا إلَينا الَّذينَ كانوا مِنَ البِدايَةِ شُهودًا علَيها + وخُدَّامًا يُنادونَ بِالرِّسالَة.‏ + ٣ لِذلِك،‏ بَعدَما فَحَصتُ بِدِقَّةٍ كُلَّ شَيءٍ مِنَ الأوَّل،‏ قَرَّرتُ أنا أيضًا،‏ يا صاحِبَ السُّمُوِّ ثَاوْفِيلُس،‏ أن أكتُبَ إلَيكَ هذِهِ الأحداثَ بِالتَّرتيب،‏ + ٤ لِكَي تَتَأكَّدَ أنَّ الأُمورَ الَّتي تَعَلَّمتَها * صَحيحَة.‏ +

٥ في أيَّامِ هِيرُودُس،‏ + مَلِكِ اليَهُودِيَّة،‏ كانَ هُناك كاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا وهو مِن فِرقَةِ أَبِيَّا،‏ + وزَوجَتُهُ مِن نَسلِ * هَارُون واسْمُها أَلِيصَابَات.‏ ٦ وكانا كِلاهُما مُستَقيمَيْنِ * في نَظَرِ اللّٰهِ وبِلا لَوم،‏ لِأنَّهُما أطاعا كُلَّ وَصايا يَهْوَه وشَرائِعِه.‏ ٧ ولكنْ لم يَكُنْ عِندَهُما وَلَد،‏ لِأنَّ أَلِيصَابَات لم تَكُنْ تُنجِبُ أوْلادًا،‏ وكانَ الاثنانِ كَبيرَيْنِ في العُمر.‏

٨ وفيما كانَ زَكَرِيَّا يَخدُمُ ككاهِنٍ أمامَ اللّٰهِ في الوَقتِ المُعَيَّنِ لِفِرقَتِه،‏ + ٩ جاءَ دَورُه،‏ حَسَبَ العادَةِ الَّتي يَتبَعُها الكَهَنَة،‏ لِيَدخُلَ إلى مَكانِ يَهْوَه المُقَدَّسِ + ويُقَدِّمَ بَخورًا.‏ + ١٠ وكانَتِ الجُموعُ كُلُّها تُصَلِّي في الخارِجِ وَقتَ تَقديمِ البَخور.‏ ١١ وظَهَرَ لهُ مَلاكُ يَهْوَه واقِفًا على يَمينِ مَذبَحِ البَخور.‏ ١٢ فارتَبَكَ زَكَرِيَّا حينَ رَآهُ وخافَ جِدًّا.‏ ١٣ لكنَّ المَلاكَ قالَ له:‏ «لا تَخَفْ يا زَكَرِيَّا.‏ فتَوَسُّلاتُكَ استُجيبَت،‏ وسَتَلِدُ زَوجَتُكَ أَلِيصَابَات ابْنًا لك،‏ فسَمِّهِ يُوحَنَّا.‏ + ١٤ وسَتَفرَحُ كَثيرًا وتَبتَهِجُ ويَفرَحُ كَثيرونَ بِوِلادَتِه،‏ + ١٥ لِأنَّهُ سيَكونُ عَظيمًا في نَظَرِ يَهْوَه.‏ + ولكنْ لا يَجِبُ أبَدًا أن يَشرَبَ نَبيذًا أو أيَّ مَشروبٍ كُحولِيٍّ آخَر.‏ + وسَيَمتَلِئُ روحًا قُدُسًا حتَّى قَبلَ أن يولَد.‏ *+ ١٦ وسَيَرُدُّ كَثيرينَ مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ إلى يَهْوَه إلهِهِم.‏ + ١٧ أيضًا،‏ سيَسيرُ أمامَ اللّٰهِ بِنَفْسِ الرُّوحِ والقُدرَةِ اللَّتَيْنِ كانَتا عِندَ إيلِيَّا.‏ + فيَجعَلُ قُلوبَ الآباءِ مِثلَ قُلوبِ الأوْلاد،‏ *+ ويُساعِدُ غَيرَ الطَّائِعينَ أن يَنالوا حِكمَةَ المُستَقيمين.‏ وهكَذا يُجَهِّزُ شَعبًا لِيَهْوَه».‏ +

١٨ فقالَ زَكَرِيَّا لِلمَلاك:‏ «كَيفَ أتَأكَّدُ مِن هذا؟‏ فأنا مُسِنٌّ وزَوجَتي كَبيرَة في العُمر».‏ ١٩ أجابَهُ المَلاك:‏ «أنا جِبْرَائِيل + الَّذي يَقِفُ أمامَ اللّٰه،‏ + وقد أُرسِلتُ لِأتَكَلَّمَ معكَ وأُبَشِّرَكَ بِهذا الخَبَر.‏ ٢٠ ولكنِ اسمَع!‏ لِأنَّكَ لم تُصَدِّقْ كَلامي الَّذي سيَتَحَقَّقُ في وَقتِهِ المُعَيَّن،‏ ستَكونُ صامِتًا ولن تَقدِرَ أن تَتَكَلَّمَ إلى اليَومِ الَّذي سيَحدُثُ فيهِ ما قُلتُهُ لك».‏ ٢١ خِلالَ هذا الوَقت،‏ كانَ النَّاسُ يَنتَظِرونَ زَكَرِيَّا،‏ واستَغرَبوا أنَّهُ تَأخَّرَ كَثيرًا في المَكانِ المُقَدَّس.‏ ٢٢ ولمَّا خَرَجَ لم يَقدِرْ أن يُكَلِّمَهُم،‏ فعَرَفوا أنَّهُ رَأى مَنظَرًا فَوقَ الطَّبيعَةِ * في المَكانِ المُقَدَّس.‏ وصارَ يَتَكَلَّمُ معهُم بِالإشاراتِ وبَقِيَ أخرَس.‏ ٢٣ وعِندَما انتَهَت أيَّامُ خِدمَتِهِ المُقَدَّسَة،‏ * رَجَعَ إلى بَيتِه.‏

٢٤ وبَعدَ فَترَة،‏ حَبِلَت زَوجَتُهُ أَلِيصَابَات وعَزَلَت نَفْسَها خَمسَةَ أشهُرٍ قائِلَة:‏ ٢٥ ‏«هذا ما فَعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلي الآن:‏ وَجَّهَ انتِباهَهُ إلَيَّ لِيُزيلَ عاري مِن بَينِ النَّاس».‏ +

٢٦ وفي شَهرِها السَّادِس،‏ أرسَلَ اللّٰهُ المَلاكَ جِبْرَائِيل + إلى مَدينَةٍ في الجَلِيل اسْمُها «النَّاصِرَة»،‏ ٢٧ إلى عَذراءَ + مَخطوبَة لِرَجُلٍ مِن نَسلِ دَاوُد اسْمُهُ يُوسُف،‏ واسْمُ العَذراءِ مَرْيَم.‏ + ٢٨ فجاءَ إلَيها المَلاكُ وقال:‏ «يَومُكِ سَعيدٌ أيَّتُها المُبارَكَةُ جِدًّا،‏ * يَهْوَه معكِ».‏ ٢٩ فانصَدَمَت مِن كَلامِهِ وحاوَلَت أن تَفهَمَ ما مَعْنى هذا السَّلام.‏ ٣٠ فقالَ لها المَلاك:‏ «لا تَخافي يا مَرْيَم،‏ اللّٰهُ راضٍ عنكِ.‏ ٣١ إسمَعي!‏ أنتِ ستَحبَلينَ وتَلِدينَ ابْنًا + وتُسَمِّينَهُ يَسُوع.‏ + ٣٢ وهو يَكونُ عَظيمًا + ويُدْعى ابْنَ العالي على كُلِّ شَيء،‏ + وسَيُعْطيهِ يَهْوَه اللّٰهُ عَرشَ أبيهِ دَاوُد،‏ + ٣٣ وسَيَملِكُ على بَيتِ يَعْقُوب إلى الأبَد،‏ ولن يَكونَ لِمَملَكَتِهِ نِهايَة».‏ +

٣٤ لكنَّ مَرْيَم قالَت لِلمَلاك:‏ «كَيفَ ذلِك وأنا لم أُقِمْ عَلاقَةً زَوجِيَّة مع رَجُل؟‏».‏ + ٣٥ أجابَها المَلاك:‏ «سيَحِلُّ علَيكِ روحٌ قُدُس،‏ + وقُدرَةُ العالي على كُلِّ شَيءٍ ستُغَطِّيكِ بِظِلِّها.‏ لِهذا السَّبَب،‏ سيُدْعى المَوْلودُ مِنكِ قُدُّوسًا + وابْنَ اللّٰه.‏ + ٣٦ واعرِفي أنَّ قَريبَتَكِ أَلِيصَابَات حَبِلَت بِابْنٍ هي أيضًا مع أنَّها كَبيرَةٌ في العُمر.‏ إنَّها الآنَ في شَهرِها السَّادِس،‏ هيَ الَّتي كانَ يَقولُ النَّاسُ إنَّها لا تُنجِبُ أوْلادًا.‏ ٣٧ فلا شَيءَ * مُستَحيلٌ على اللّٰه».‏ + ٣٨ فقالَت مَرْيَم:‏ «أنا عَبدَةُ يَهْوَه!‏ لِيَحدُثْ لي مِثلَما قُلتَ».‏ عِندَئِذٍ رَحَلَ المَلاكُ مِن عِندِها.‏

٣٩ بَعدَ ذلِك،‏ قامَت مَرْيَم وسافَرَت بِسُرعَةٍ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة،‏ إلى مَدينَةٍ في يَهُوذَا.‏ ٤٠ ودَخَلَت إلى بَيتِ زَكَرِيَّا وسَلَّمَت على أَلِيصَابَات.‏ ٤١ ولمَّا سَمِعَت أَلِيصَابَات سَلامَ مَرْيَم،‏ تَحَرَّكَ الجَنينُ في رَحِمِها.‏ وامتَلَأَت أَلِيصَابَات روحًا قُدُسًا،‏ ٤٢ وقالَت بِصَوتٍ عالٍ:‏ «مُبارَكَةٌ أنتِ بَينَ كُلِّ النِّساء،‏ ومُبارَكٌ الطِّفلُ الَّذي ستَلِدينَه!‏ * ٤٣ ما هذا الشَّرَفُ الكَبيرُ أن تَأتِيَ إلَيَّ أُمُّ رَبِّي؟‏!‏ ٤٤ فحالَما سَمِعتُ سَلامَكِ،‏ تَحَرَّكَ الجَنينُ في رَحِمي مِنَ الفَرَح.‏ ٤٥ سَعيدَةٌ أنتِ يا مَن آمَنتِ،‏ لِأنَّ ما قالَهُ لكِ يَهْوَه سيَتَحَقَّق».‏

٤٦ فقالَت مَرْيَم:‏ «نَفْسي * تُعَظِّمُ يَهْوَه،‏ + ٤٧ وروحي تَفرَحُ بِاللّٰهِ مُخَلِّصي،‏ + ٤٨ لِأنَّهُ رَأى عَبدَتَهُ رَغمَ مَكانَتِها المُتَواضِعَة.‏ + فمِنَ الآن،‏ كُلُّ الأجيالِ ستَقولُ إنِّي سَعيدَة،‏ + ٤٩ لِأنَّ اللّٰهَ القَديرَ عَمِلَ لي أعمالًا مُدهِشَة.‏ إسْمُهُ مُقَدَّس،‏ + ٥٠ ومِن جيلٍ إلى جيلٍ يُظهِرُ رَحمَتَهُ لِلَّذينَ يَخافونَه.‏ + ٥١ عَمِلَ بِذِراعِهِ أعمالًا عَظيمَة؛‏ فَرَّقَ الَّذينَ هُم مُتَكَبِّرونَ في قُلوبِهِم.‏ + ٥٢ أنزَلَ أصحابَ السُّلطَةِ عنِ العُروشِ + ورَفَعَ المَساكين،‏ + ٥٣ أشبَعَ الجائِعينَ مِنَ الخَيراتِ + وأرسَلَ الأغنِياءَ وأيْديهِم فارِغَة.‏ ٥٤ ساعَدَ خادِمَهُ إسْرَائِيل،‏ مُتَذَكِّرًا رَحمَتَهُ الَّتي وَعَدَ أن يُظهِرَها + ٥٥ لِإبْرَاهِيم ونَسلِهِ * إلى الأبَد،‏ مِثلَما قالَ لِآبائِنا».‏ + ٥٦ وبَقِيَت مَرْيَم عِندَ أَلِيصَابَات ثَلاثَةَ أشهُرٍ تَقريبًا،‏ ثُمَّ رَجَعَت إلى بَيتِها.‏

٥٧ وجاءَ الوَقتُ لِتَلِدَ أَلِيصَابَات،‏ فوَلَدَتِ ابْنًا.‏ ٥٨ وسَمِعَ الجيرانُ وأقارِبُها أنَّ يَهْوَه غَمَرَها بِرَحمَتِه،‏ ففَرِحوا معها.‏ + ٥٩ وفي اليَومِ الثَّامِنِ جاؤُوا لِيَختِنوا الطِّفل،‏ + وأرادوا أن يُسَمُّوهُ زَكَرِيَّا على اسْمِ أبيه.‏ ٦٠ لكنَّ أُمَّهُ قالَت:‏ «لا،‏ سيُسَمَّى يُوحَنَّا».‏ ٦١ فقالوا لها:‏ «لا أحَدَ مِن أقارِبِكِ اسْمُهُ يُوحَنَّا».‏ ٦٢ ثُمَّ سَألوا أباهُ بِالإشاراتِ ماذا يُريدُ أن يُسَمِّيَه.‏ ٦٣ فطَلَبَ لَوحًا وكَتَبَ علَيه:‏ «إسْمُهُ يُوحَنَّا».‏ + فتَعَجَّبوا كُلُّهُم.‏ ٦٤ وفي الحال،‏ انفَتَحَ فَمُهُ وانفَكَّ لِسانُه،‏ وبَدَأ يَتَكَلَّمُ + ويُسَبِّحُ اللّٰه.‏ ٦٥ فاندَهَشَ كُلُّ الجيرانِ كَثيرًا.‏ وصارَ النَّاسُ في كُلِّ المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة في اليَهُودِيَّة يَتَحَدَّثونَ عن جَميعِ هذِهِ الأُمور.‏ ٦٦ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا بها ظَلُّوا يُفَكِّرونَ ويَتَساءَلون:‏ «ماذا سيَصيرُ هذا الطِّفلُ يا تُرى؟‏»،‏ لِأنَّ يَدَ يَهْوَه كانَت معه.‏

٦٧ وامتَلَأَ أبوهُ زَكَرِيَّا روحًا قُدُسًا وتَنَبَّأَ قائِلًا:‏ ٦٨ ‏«لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه إلهُ إسْرَائِيل + لِأنَّهُ وَجَّهَ انتِباهَهُ إلى شَعبِهِ وجَلَبَ لهُمُ الخَلاص!‏ + ٦٩ أعْطانا مُخَلِّصًا قَوِيًّا *+ مِن بَيتِ خادِمِهِ دَاوُد،‏ + ٧٠ مِثلَما وَعَدَ بِواسِطَةِ أنبِيائِهِ القُدُّوسينَ مُنذُ القَديم.‏ + ٧١ وَعَدَ أن يُخَلِّصَنا مِن أعدائِنا ومِن يَدِ كُلِّ الَّذينَ يَكرَهونَنا،‏ + ٧٢ كَي يُظهِرَ لنا الرَّحمَةَ الَّتي وَعَدَ بها آباءَنا ويَتَذَكَّرَ عَهدَهُ * المُقَدَّس.‏ + ٧٣ هذا العَهدُ هوَ الحَلْفُ الَّذي حَلَفَهُ لِأبينا إبْرَاهِيم،‏ + ٧٤ أن يُعْطِيَنا،‏ بَعدَما يُخَلِّصُنا مِن يَدِ أعدائِنا،‏ الامتِيازَ أن نُقَدِّمَ لهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة بِلا خَوفٍ ٧٥ وبِوَلاءٍ وبِلا لَومٍ * كُلَّ أيَّامِ حَياتِنا.‏ ٧٦ أمَّا أنت،‏ أيُّها الصَّغير،‏ فسَتُدْعى نَبِيًّا لِلعالي على كُلِّ شَيء،‏ لِأنَّكَ ستَسيرُ أمامَ يَهْوَه لِتُجَهِّزَ لهُ الطَّريق،‏ + ٧٧ لِتُعَرِّفَ شَعبَهُ أنَّهُ سيُخَلِّصُهُم مِن خِلالِ غُفرانِ خَطاياهُم.‏ + ٧٨ وكُلُّ هذا لِأنَّ إلهَنا حَنون.‏ فبِفَضلِ هذا الحَنان،‏ سيُشرِقُ علَينا نورُ الفَجرِ مِن فَوق،‏ ٧٩ لِيُضيءَ على السَّاكِنينَ في الظَّلامِ وفي ظِلِّ المَوت،‏ + ولِيُوَجِّهَ خُطُواتِنا في طَريقِ السَّلام».‏

٨٠ وكَبِرَ الطِّفلُ وقَوِيَ بِفَضلِ روحِ اللّٰه.‏ وعاشَ في الصَّحراءِ إلى أن جاءَ الوَقتُ لِيَظهَرَ عَلَنًا لِإسْرَائِيل.‏

٢ وفي تِلكَ الأيَّام،‏ أصدَرَ القَيْصَر أُوغُسْطُس مَرسومًا بِأن يُسَجِّلَ كُلُّ سُكَّانِ الإمبَراطورِيَّةِ * أسماءَهُم.‏ ٢ ‏(‏حَصَلَ هذا التَّسجيلُ الأوَّلُ حينَ كانَ كِيرِينْيُوس حاكِمَ سُورِيَّا.‏)‏ ٣ فذَهَبَ كُلُّ واحِدٍ إلى مَدينَتِهِ لِيَتَسَجَّل.‏ ٤ ولِأنَّ يُوسُف + مِن بَيتِ دَاوُد ونَسلِه،‏ صَعِدَ مِن مَدينَةِ النَّاصِرَة في الجَلِيل،‏ إلى اليَهُودِيَّة،‏ إلى مَدينَةِ دَاوُد الَّتي اسْمُها «بَيْت لَحْم»؛‏ + ٥ ذَهَبَ لِيَتَسَجَّلَ مع مَرْيَم الَّتي كانَت قد صارَت زَوجَتَه،‏ + وكانَت على وَشْكِ أن تَلِد.‏ + ٦ وبَينَما هُما هُناك،‏ جاءَ وَقتُ وِلادَتِها.‏ ٧ فوَلَدَتِ ابْنَها البِكرَ + ولَفَّتهُ بِقُماشٍ ووَضَعَتهُ في مِذوَد،‏ *+ لِأنَّهُ لم يَكُنْ لهُما مَكانٌ في الغُرَفِ المُخَصَّصَة لِلمُسافِرين.‏

٨ وفي نَفْسِ المِنطَقَة،‏ كانَ هُناك رُعاةٌ يَعيشونَ في الحُقولِ ويَسهَرونَ كُلَّ اللَّيلِ على قُطعانِهِم.‏ ٩ وفَجْأةً،‏ ظَهَرَ لهُم مَلاكُ يَهْوَه وأضاءَ مَجدُ يَهْوَه حَولَهُم،‏ فخافوا جِدًّا.‏ ١٠ فقالَ المَلاكُ لهُم:‏ «لا تَخافوا.‏ إسمَعوا!‏ أنا جِئتُ لِأُبَشِّرَكُم بِخَبَرٍ مُفرِحٍ جِدًّا لِكُلِّ النَّاس.‏ ١١ اليَومَ وُلِدَ لكُم في مَدينَةِ دَاوُد + مُخَلِّص،‏ + هوَ المَسِيح الرَّبّ.‏ + ١٢ وهذِه عَلامَةٌ لكُم لِتَعرِفوه:‏ ستَجِدونَ في مِذوَدٍ طِفلًا مَلفوفًا بِقُماش».‏ ١٣ وفَجْأةً انضَمَّ إلى المَلاكِ عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِن جُنودِ السَّماء،‏ + وسَبَّحوا اللّٰهَ وقالوا:‏ ١٤ ‏«المَجدُ لِلّٰهِ في الأعالي،‏ والسَّلامُ على الأرضِ لِمَن يَرْضى عنهُم».‏ *

١٥ ولمَّا تَرَكَهُمُ المَلائِكَةُ ورَجَعوا إلى السَّماء،‏ قالَ الرُّعاةُ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «تَعالَوْا نَذهَبُ الآنَ إلى بَيْت لَحْم لِنَرى هذا الأمرَ الَّذي أخبَرَنا بهِ يَهْوَه».‏ ١٦ فذَهَبوا بِسُرعَةٍ ووَجَدوا مَرْيَم ويُوسُف،‏ وكانَ الطِّفلُ في المِذوَد.‏ ١٧ ولمَّا رَأَوْا ذلِك،‏ أخبَروا ما أعلَنَهُ لهُمُ المَلاكُ عن هذا الطِّفل.‏ ١٨ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا اندَهَشوا مِمَّا قالَهُ لهُمُ الرُّعاة.‏ ١٩ أمَّا مَرْيَم فكانَت تُبْقي كُلَّ هذا الكَلامِ في بالِها وتَتَأمَّلُ فيهِ في قَلبِها.‏ + ٢٠ ثُمَّ عادَ الرُّعاةُ وهُم يُمَجِّدونَ اللّٰهَ ويُسَبِّحونَهُ على كُلِّ ما سَمِعوهُ ورَأَوْه،‏ لِأنَّ كُلَّ شَيءٍ كانَ مِثلَما قيلَ لهُم.‏

٢١ وفي اليَومِ الثَّامِن،‏ لمَّا صارَ وَقتُ خِتانِ الطِّفل،‏ + سُمِّيَ يَسُوع مِثلَما سَمَّاهُ المَلاكُ قَبلَ أن تَحبَلَ بهِ مَرْيَم.‏ +

٢٢ وعِندَما جاءَ الوَقتُ كَي يَتَطَهَّرا بِحَسَبِ شَريعَةِ مُوسَى،‏ + أخَذا الطِّفلَ وصَعِدا إلى أُورُشَلِيم كَي يُقَدِّماهُ لِيَهْوَه،‏ ٢٣ مِثلَما هو مَكتوبٌ في شَريعَةِ يَهْوَه:‏ «كُلُّ بِكرٍ ذَكَرٍ * يَجِبُ أن يَكونَ مُقَدَّسًا لِيَهْوَه».‏ + ٢٤ وقَدَّما ذَبيحَةً بِحَسَبِ ما تَقولُهُ شَريعَةُ يَهْوَه:‏ «حَمامَتَيْنِ بَرِّيَّتَيْنِ * أو يَمامَتَيْنِ صَغيرَتَيْن».‏ +

٢٥ وكانَ في أُورُشَلِيم رَجُلٌ اسْمُهُ سِمْعَان.‏ وهو رَجُلٌ مُستَقيمٌ يَخافُ اللّٰهَ ويَنتَظِرُ الوَقتَ لِتَعزِيَةِ إسْرَائِيل.‏ + وكانَ علَيهِ روحٌ قُدُس.‏ ٢٦ وكانَ اللّٰهُ قد كَشَفَ لهُ بَواسِطَةِ الرُّوحِ القُدُسِ أنَّهُ لن يَموتَ قَبلَ أن يَرى مَسِيحَ يَهْوَه.‏ ٢٧ فجاءَ إلى الهَيكَلِ بِتَوجيهٍ مِنَ الرُّوح.‏ ولمَّا دَخَلَ الوالِدانِ ومعهُما الطِّفلُ يَسُوع لِيَعمَلا لهُ ما تَطلُبُهُ الشَّريعَة،‏ + ٢٨ حَمَلَهُ على ذِراعَيْهِ وسَبَّحَ اللّٰهَ وقال:‏ ٢٩ ‏«أيُّها السَّيِّدُ العَظيم،‏ الآنَ يُمكِنُ لِعَبدِكَ أن يَموتَ بِسَلامٍ + لِأنَّكَ حَقَّقتَ وَعدَك.‏ ٣٠ فأنا رَأيتُ بِعَيْنَيَّ وَسيلَتَكَ لِلخَلاصِ + ٣١ الَّتي جَهَّزتَها لِتَراها كُلُّ الشُّعوب.‏ + ٣٢ هو نورٌ + لِإزالَةِ الغِطاءِ عن عُيونِ الأُمَمِ + ومَجدٌ لِشَعبِكَ إسْرَائِيل».‏ ٣٣ وكانَ أبو الطِّفلِ وأُمُّهُ مُندَهِشَيْنِ جِدًّا مِنَ الكَلامِ الَّذي يُقالُ عنه.‏ ٣٤ وبارَكَهُما سِمْعَان،‏ وقالَ لِأُمِّهِ مَرْيَم:‏ «إسمَعي!‏ هذا الطِّفلُ سيَكونُ السَّبَبَ في سُقوطِ + وقِيامِ كَثيرينَ في إسْرَائِيل + وسَيَكونُ عَلامَةً يَتَكَلَّمُ ضِدَّها النَّاس،‏ *+ ٣٥ كَي يَنكَشِفَ ما في قُلوبِ كَثيرين.‏ أمَّا أنتِ فسَيَختَرِقُ سَيفٌ طَويلٌ قَلبَكِ».‏ *+

٣٦ وكانَت هُناك أيضًا نَبِيَّةٌ كَبيرَة في العُمرِ اسْمُها حَنَّة،‏ وهي بِنتُ فَنُوئِيل مِن سِبطِ أَشِير.‏ وقد عاشَت مع زَوجِها سَبعَ سِنينٍ بَعدَما تَزَوَّجا.‏ * ٣٧ وهي أرمَلَةٌ عُمرُها ٨٤ سَنَة.‏ وكانَت لا تَغيبُ أبَدًا عنِ الهَيكَل،‏ وتُقَدِّمُ خِدمَةً مُقَدَّسَة لَيلًا ونَهارًا بِالصَّومِ والتَّوَسُّلات.‏ ٣٨ فاقتَرَبَت مِنهُم في ذلِكَ الوَقتِ وصارَت تَشكُرُ اللّٰهَ وتَتَكَلَّمُ عنِ الطِّفلِ مع كُلِّ الَّذينَ كانوا يَنتَظِرونَ إنقاذَ أُورُشَلِيم.‏ +

٣٩ ولمَّا عَمِلَ يُوسُف ومَرْيَم كُلَّ شَيءٍ تَطلُبُهُ شَريعَةُ يَهْوَه،‏ + رَجَعا إلى الجَلِيل إلى مَدينَتِهِما النَّاصِرَة.‏ + ٤٠ وكانَ الطِّفلُ يَكبَرُ ويَقْوى ويَمتَلِئُ بِالحِكمَة،‏ وظَلَّ يَتَمَتَّعُ بِرِضى اللّٰه.‏ +

٤١ وكانَ مِن عادَةِ والِدَيِهِ أن يَذهَبا كُلَّ سَنَةٍ إلى أُورُشَلِيم مِن أجْلِ عيدِ الفِصح.‏ + ٤٢ ولمَّا كانَ عُمرُهُ ١٢ سَنَة،‏ صَعِدوا إلى أُورُشَلِيم حَسَبَ العادَةِ المُتَّبَعَة في العيد.‏ + ٤٣ وانتَهَت أيَّامُ العيدِ وكانوا راجِعين.‏ لكنَّ الصَّبِيَّ يَسُوع بَقِيَ في أُورُشَلِيم،‏ ولم يُلاحِظْ والِداهُ ذلِك.‏ ٤٤ ولِأنَّهُما ظَنَّا أنَّهُ بَينَ مَجموعَةِ المُسافِرين،‏ لم يُفَتِّشا عنهُ بَينَ الأقارِبِ والمَعارِفِ إلَّا بَعدَما قَطَعا مَسافَةَ يَوم.‏ ٤٥ وحينَ لم يَجِداه،‏ رَجَعا إلى أُورُشَلِيم وبَحَثا عنهُ في كُلِّ مَكان.‏ ٤٦ وبَعدَ ثَلاثَةِ أيَّام،‏ وَجَداهُ في الهَيكَلِ جالِسًا بَينَ المُعَلِّمينَ يَستَمِعُ إلَيهِم ويَسألُهُم أسئِلَة.‏ ٤٧ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوهُ تَعَجَّبوا كَثيرًا مِن فَهمِهِ وأجوِبَتِه.‏ + ٤٨ ولمَّا رَآهُ والِداهُ اندَهَشا،‏ وقالَت لهُ أُمُّه:‏ «يا وَلَدي،‏ لِماذا فَعَلتَ بنا هكَذا؟‏ أبوكَ وأنا كُنَّا قَلِقَيْنِ جِدًّا ونَحنُ نُفَتِّشُ عنك».‏ ٤٩ فأجابَهُما:‏ «لِماذا تُفَتِّشانِ عنِّي؟‏ ألَمْ تَعرِفا أنِّي يَجِبُ أن أكونَ في بَيتِ أبي؟‏».‏ + ٥٠ لكنَّهُما لم يَفهَما كَلامَه.‏

٥١ ثُمَّ نَزَلَ معهُما ورَجَعَ إلى النَّاصِرَة،‏ وبَقِيَ طائِعًا * لهُما.‏ + وكانَت أُمُّهُ تُبْقي كُلَّ هذِهِ الأُمورِ في بالِها.‏ *+ ٥٢ وكانَ يَسُوع يَكبَرُ وحِكمَتُهُ تَزداد،‏ وظَلَّ يَنالُ رِضى اللّٰهِ والنَّاسِ أكثَرَ فأكثَر.‏

٣ في السَّنَةِ الـ‍ ١٥ مِن مُلْكِ القَيْصَر طِيبَارْيُوس،‏ حينَ كانَ بُنْطِيُوس بِيلَاطُس حاكِمًا على اليَهُودِيَّة،‏ وهِيرُودُس *+ حاكِمًا * على الجَلِيل،‏ وفِيلِبُّس أخوهُ حاكِمًا على بِلادِ إيطُورْيَة وتَرَاخُونِيتِس،‏ ولِيسَانْيُوس حاكِمًا على أَبِيلِينَة،‏ ٢ في أيَّامِ الكاهِنِ الكَبيرِ حَنَّان ورَئيسِ الكَهَنَةِ قِيَافَا،‏ + أعْطى اللّٰهُ لِيُوحَنَّا  +بْنِ زَكَرِيَّا رِسالَةً في الصَّحراء.‏ *+

٣ فجاءَ إلى كُلِّ المِنطَقَةِ المُحيطَة بِنَهرِ الأُرْدُنّ،‏ وبَشَّرَ أنَّ النَّاسَ يَجِبُ أن يَعتَمِدوا كرَمزٍ إلى التَّوبَةِ الَّتي تُؤَدِّي إلى غُفرانِ الخَطايا،‏ + ٤ وذلِك مِثلَما هو مَكتوبٌ في كِتابِ النَّبِيِّ إشَعْيَا:‏ «صَوتُ إنسانٍ يُنادي في الصَّحراء:‏ ‹جَهِّزوا طَريقَ يَهْوَه!‏ إجعَلوا طُرُقَهُ مُستَقيمَة.‏ + ٥ فلْيُردَمْ كُلُّ وادٍ،‏ ولْيُصبِحْ كُلُّ جَبَلٍ وتَلَّةٍ أرضًا مُسَطَّحَة.‏ ولْتُصبِحِ الطُّرُقُ المُتَعَرِّجَة مُستَقيمَة،‏ والطُّرُقُ الوَعِرَة سَهلَة.‏ ٦ فيَرى كُلُّ البَشَرِ * خَلاصَ اللّٰه›».‏ *+

٧ فكانَ يَقولُ لِلجُموعِ الَّذينَ أتَوْا إلَيهِ لِيُعَمِّدَهُم:‏ «يا أوْلادَ الأفاعي،‏ مَن حَذَّرَكُم لِتَهرُبوا مِنَ الغَضَبِ الآتي؟‏ + ٨ لِذلِكَ اعمَلوا أعمالًا * تُظهِرُ أنَّكُم تائِبون.‏ ولا تَقولوا لِأنفُسِكُم:‏ ‹أبونا هو إبْرَاهِيم›.‏ فأنا أقولُ لكُم إنَّ اللّٰهَ يَقدِرُ أن يَصنَعَ مِن هذِهِ الحِجارَةِ أوْلادًا لِإبْرَاهِيم.‏ ٩ إنَّ الفَأسَ وُضِعَت على أصلِ الشَّجَر.‏ فكُلُّ شَجَرَةٍ لا تُنتِجُ ثِمارًا جَيِّدَة ستُقطَعُ وتُرْمى في النَّار».‏ +

١٠ فكانَتِ الجُموعُ تَسألُه:‏ «ماذا علَينا أن نَعمَلَ إذًا؟‏».‏ ١١ أجابَهُم:‏ «الَّذي عِندَهُ ثَوبانِ * يَجِبُ أن يُعْطِيَ مَن لَيسَ عِندَه،‏ والَّذي عِندَهُ طَعامٌ يَجِبُ أن يَعمَلَ هكَذا أيضًا».‏ + ١٢ وجاءَ جامِعو الضَّرائِبِ أيضًا لِيَعتَمِدوا،‏ + وقالوا له:‏ «يا مُعَلِّم،‏ ماذا علَينا أن نَعمَل؟‏».‏ ١٣ قالَ لهُم:‏ «لا تَطلُبوا * أكثَرَ مِنَ الضَّرائِبِ المُحَدَّدَة».‏ + ١٤ وسَألَهُ جُنودٌ أيضًا:‏ «ونَحن،‏ ماذا علَينا أن نَعمَل؟‏».‏ أجابَهُم:‏ «لا تَظلِموا * أحَدًا،‏ ولا تَتَّهِموا أحَدًا اتِّهامًا كاذِبًا،‏ + بلِ اكتَفوا بِأُجرَتِكُم».‏

١٥ وكانَ الشَّعبُ يَنتَظِرونَ المَسِيح،‏ وكانوا كُلُّهُم يَتَساءَلونَ في أنفُسِهِم إذا كانَ يُوحَنَّا هوَ المَسِيح.‏ + ١٦ فأجابَ يُوحَنَّا الجَميع:‏ «أنا أُعَمِّدُكُم بِماء.‏ ولكنْ سيَأتي مَن هو أعظَمُ مِنِّي،‏ وأنا لا أستَحِقُّ أن أفُكَّ رِباطَ حِذائِه.‏ + هو سيُعَمِّدُكُم بِروحٍ قُدُسٍ ونار.‏ + ١٧ في يَدِهِ رَفشٌ لِرَمْيِ الحُبوبِ والقَشِّ في الهَواء،‏ * كَي يُنَظِّفَ بَيدَرَهُ * تَمامًا ويَجمَعَ القَمحَ إلى مَخزَنِه،‏ أمَّا القَشُّ فيُحرِقُهُ بِنارٍ لا تَنطَفِئ».‏

١٨ وأعْطى يُوحَنَّا النَّاسَ نَصائِحَ أُخْرى كَثيرَة،‏ وظَلَّ يُبَشِّرُهُم بِالأخبارِ الحُلْوَة.‏ ١٩ لكنَّهُ وَبَّخَ الحاكِمَ هِيرُودُس بِسَبَبِ هِيرُودِيَّا زَوجَةِ أخيهِ وبِسَبَبِ كُلِّ الأعمالِ الشِّرِّيرَة الَّتي عَمِلَها.‏ ٢٠ فزادَ هِيرُودُس عَمَلًا شِرِّيرًا آخَرَ على كُلِّ أعمالِهِ هذِه حينَ وَضَعَ يُوحَنَّا في السِّجن.‏ +

٢١ ولمَّا اعتَمَدَ كُلُّ الشَّعب،‏ اعتَمَدَ يَسُوع أيضًا.‏ + وفيما كانَ يُصَلِّي،‏ انفَتَحَتِ السَّماءُ + ٢٢ ونَزَلَ علَيهِ الرُّوحُ القُدُسُ على شَكلِ حَمامَة،‏ وأتى صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول:‏ «أنتَ ابْني الحَبيب،‏ أنا راضٍ عنك».‏ +

٢٣ ولمَّا بَدَأ يَسُوع + عَمَلَه،‏ كانَ عُمرُهُ ٣٠ سَنَةً تَقريبًا.‏ + وهو،‏ بِحَسَبِ رَأْيِ النَّاس،‏

ابْنُ يُوسُف،‏ +

ابْنِ هَالِي،‏

٢٤ ابْنِ مَتْثَات،‏

ابْنِ لَاوِي،‏

ابْنِ مَلْكِي،‏

ابْنِ يَنَّا،‏

ابْنِ يُوسُف،‏

٢٥ ابْنِ مَتَّاثِيَا،‏

ابْنِ عَامُوس،‏

ابْنِ نَاحُوم،‏

ابْنِ حَسْلِي،‏

ابْنِ نَجَّاي،‏

٢٦ ابْنِ مَآ‌ث،‏

ابْنِ مَتَّاثِيَا،‏

ابْنِ شِمْعِين،‏

ابْنِ يُوسِخ،‏

ابْنِ يُوذَا،‏

٢٧ ابْنِ يُوحَنَان،‏

ابْنِ رِيسَا،‏

ابْنِ زَرُبَابِل،‏ +

ابْنِ شَأَلْتَئِيل،‏ +

ابْنِ نِيرِي،‏

٢٨ ابْنِ مَلْكِي،‏

ابْنِ أَدِّي،‏

ابْنِ قُصَم،‏

ابْنِ أَلْمُودَام،‏

ابْنِ عِير،‏

٢٩ ابْنِ يَسُوع،‏

ابْنِ أَلِيعَازَر،‏

ابْنِ يُورِيم،‏

ابْنِ مَتْثَات،‏

ابْنِ لَاوِي،‏

٣٠ ابْنِ شَمْعُون،‏

ابْنِ يَهُوذَا،‏

ابْنِ يُوسُف،‏

ابْنِ يُونَام،‏

ابْنِ أَلِيَاقِيم،‏

٣١ ابْنِ مَلَيَا،‏

ابْنِ مَيْنَان،‏

ابْنِ مَتَّاثَا،‏

ابْنِ نَاثَان،‏ +

ابْنِ دَاوُد،‏ +

٣٢ ابْنِ يَسَّى،‏ +

ابْنِ عُوبِيد،‏ +

ابْنِ بُوعَز،‏ +

ابْنِ سَلْمُون،‏ +

ابْنِ نَحْشُون،‏ +

٣٣ ابْنِ عَمِّينَادَاب،‏

ابْنِ أَرْنِي،‏

ابْنِ حَصْرُون،‏

ابْنِ فَارِص،‏ +

ابْنِ يَهُوذَا،‏ +

٣٤ ابْنِ يَعْقُوب،‏ +

ابْنِ إسْحَاق،‏ +

ابْنِ إبْرَاهِيم،‏ +

ابْنِ تَارِح،‏ +

ابْنِ نَاحُور،‏ +

٣٥ ابْنِ سَرُوج،‏ +

ابْنِ رَعُو،‏ +

ابْنِ فَالِج،‏ +

ابْنِ عَابِر،‏ +

ابْنِ شَالَح،‏ +

٣٦ ابْنِ قَيْنَان،‏

ابْنِ أَرْفَكْشَاد،‏ +

ابْنِ سَام،‏ +

ابْنِ نُوح،‏ +

ابْنِ لَامِك،‏ +

٣٧ ابْنِ مَتُوشَالِح،‏ +

ابْنِ أَخْنُوخ،‏

ابْنِ يَارِد،‏ +

ابْنِ مَهْلَلْئِيل،‏ +

ابْنِ قَيْنَان،‏ +

٣٨ ابْنِ أَنُوش،‏ +

ابْنِ شِيث،‏ +

ابْنِ آدَم،‏ +

ابْنِ اللّٰه.‏

٤ ثُمَّ رَجَعَ يَسُوع مِن نَهرِ الأُرْدُنّ وهو مَلآنٌ روحًا قُدُسًا.‏ ووَجَّهَهُ الرُّوحُ في الصَّحراءِ + ٢ ‏٤٠ يَومًا حَيثُ جَرَّبَهُ إبْلِيس.‏ + ولم يَأكُلْ شَيئًا خِلالَ تِلكَ الأيَّام.‏ ولمَّا انتَهَت،‏ شَعَرَ بِالجوع.‏ ٣ فقالَ لهُ إبْلِيس:‏ «إذا كُنتَ ابْنًا لِلّٰه،‏ فقُلْ لِهذا الحَجَرِ أن يَصيرَ رَغيفَ خُبز».‏ ٤ فأجابَهُ يَسُوع:‏ «مَكتوب:‏ ‹لا يَجِبُ أن يَعيشَ الإنسانُ بِالخُبزِ فَقَط›».‏ +

٥ فأصعَدَهُ إبْلِيس إلى مَكانٍ عالٍ وأراهُ كُلَّ مَمالِكِ الأرضِ في لَحظَة.‏ + ٦ وقالَ له:‏ «سأُعْطيكَ السُّلطَةَ على كُلِّ هذِهِ المَمالِكِ وما فيها مِن عَظَمَة،‏ لِأنَّها أُعْطِيَت لي + وأنا أُعْطيها لِمَن أُريد.‏ ٧ فإذا عَبَدتَني مَرَّةً واحِدَة،‏ تَكونُ كُلُّها لك».‏ ٨ فأجابَهُ يَسُوع:‏ «مَكتوب:‏ ‹يَجِبُ أن تَعبُدَ يَهْوَه إلهَكَ وتُقَدِّمَ لهُ وَحْدَهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة›».‏ +

٩ ثُمَّ أخَذَهُ إلى أُورُشَلِيم وأوْقَفَهُ عِندَ أعْلى نُقطَةٍ في الهَيكَلِ * وقالَ له:‏ «إذا كُنتَ ابْنًا لِلّٰه،‏ فارْمِ نَفْسَكَ مِن هُنا إلى أسفَل،‏ + ١٠ لِأنَّهُ مَكتوب:‏ ‹سيُوَصِّي مَلائِكَتَهُ بكَ لِكَي يَحْموك›،‏ ١١ وأيضًا:‏ ‹سيَحمِلونَكَ على أيْديهِم كَي لا تَضرِبَ قَدَمَكَ بِحَجَر›».‏ + ١٢ فأجابَهُ يَسُوع:‏ «مَكتوب:‏ ‹لا تَمتَحِنْ يَهْوَه إلهَك›».‏ + ١٣ ولمَّا انتَهى إبْلِيس مِن تَجرِبَةِ يَسُوع،‏ تَرَكَهُ إلى أن يَجِدَ فُرصَةً أُخْرى.‏ +

١٤ ورَجَعَ يَسُوع إلى الجَلِيل مُمتَلِئًا بِقُدرَةِ الرُّوحِ القُدُس.‏ + وانتَشَرَت عنهُ أخبارٌ جَيِّدَة في كُلِّ المَناطِقِ المُحيطَة.‏ ١٥ وصارَ يُعَلِّمُ في المَجامِع،‏ وكانَ الجَميعُ يَنظُرونَ إلَيهِ نَظرَةَ احتِرام.‏

١٦ ثُمَّ ذَهَبَ إلى النَّاصِرَة،‏ + المَدينَةِ الَّتي تَرَبَّى فيها.‏ وبِحَسَبِ عادَتِهِ يَومَ السَّبت،‏ دَخَلَ إلى المَجمَعِ + ووَقَفَ لِيَقرَأ.‏ ١٧ فأُعْطِيَ كِتابَ * النَّبِيِّ إشَعْيَا.‏ ففَتَحَهُ ووَجَدَ المَكانَ المَكتوبَ فيه:‏ ١٨ ‏«روحُ يَهْوَه علَيَّ،‏ لِأنَّهُ اختارَني * لِأنقُلَ الأخبارَ الحُلْوَة لِلفُقَراء.‏ أرسَلَني لِأُبَشِّرَ الأسْرى بِالحُرِّيَّةِ والعُميانَ بِالنَّظَر،‏ لِأُحَرِّرَ المُنسَحِقين،‏ + ١٩ لِأُبَشِّرَ عنِ السَّنَةِ المَقبولَة عِندَ يَهْوَه».‏ + ٢٠ ثُمَّ أغلَقَ الكِتابَ وأعادَهُ إلى الخادِمِ وجَلَس.‏ وكانَت عُيونُ كُلِّ الَّذينَ في المَجمَعِ مُرَكَّزَةً علَيه.‏ ٢١ عِندَئِذٍ قالَ لهُم:‏ «اليَومَ تَمَّت هذِهِ الآيَةُ الَّتي سَمِعتُموها».‏ +

٢٢ وكانوا كُلُّهُم يَمدَحونَ بهِ ويَتَعَجَّبونَ مِنَ الكلامِ الجَميلِ الَّذي يَخرُجُ مِن فَمِهِ + ويَقولون:‏ «ألَيسَ هذا ابْنَ يُوسُف؟‏».‏ + ٢٣ فقالَ لهُم:‏ «أكيدٌ أنَّكُم ستُطَبِّقونَ علَيَّ هذا المَثَل:‏ ‹أيُّها الطَّبيب،‏ اشْفِ نَفْسَك›،‏ وسَتَقولون:‏ ‹إعمَلْ هُنا في مَوْطِنِكَ ما سَمِعنا أنَّكَ عَمِلتَهُ في كَفَرْنَاحُوم›».‏ + ٢٤ وأضاف:‏ «صِدقًا أقولُ لكُم:‏ لَيسَ هُناك نَبِيٌّ مَقبولٌ في مَوْطِنِه.‏ + ٢٥ ففي الحَقيقَة،‏ حينَ تَوَقَّفَ المَطَرُ ثَلاثَ سِنينٍ ونِصفًا في أيَّامِ إيلِيَّا،‏ وحَصَلَت مَجاعَةٌ شَديدَة في كُلِّ تِلكَ الأرض،‏ كانَت هُناك أرامِلُ كَثيراتٌ في إسْرَائِيل.‏ + ٢٦ لكنَّ اللّٰهَ لم يُرسِلْ إيلِيَّا إلى أيِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ،‏ بل فَقَط إلى أرمَلَةٍ في صَرْفَة في أرضِ صَيْدُون.‏ + ٢٧ وأيضًا في زَمَنِ النَّبِيِّ أَلِيشَع،‏ كانَ هُناك كَثيرونَ مُصابونَ بِالبَرَصِ في إسْرَائِيل،‏ ولكنْ لم يُطَهَّرْ * أيُّ واحِدٍ مِنهُم إلَّا نَعْمَان السُّورِيّ».‏ + ٢٨ فغَضِبَ جِدًّا كُلُّ الَّذينَ سَمِعوا هذا الكَلامَ في المَجمَع.‏ + ٢٩ وقاموا وأخرَجوهُ بِسُرعَةٍ مِنَ المَدينَة،‏ وأخَذوهُ إلى حافَّةِ الجَبَلِ الَّذي كانَت مَدينَتُهُم مَبْنِيَّةً علَيه،‏ لِكَي يَرْموهُ إلى الأسفَل.‏ ٣٠ أمَّا هو فمَرَّ مِن بَينِهِم وذَهَبَ في طَريقِه.‏ +

٣١ ونَزَلَ إلى كَفَرْنَاحُوم،‏ مَدينَةٍ في الجَلِيل.‏ وكانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ في السَّبت.‏ + ٣٢ فاندَهَشوا مِن طَريقَةِ تَعليمِهِ + لِأنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلطَة.‏ ٣٣ وكانَ في المَجمَعِ رَجُلٌ فيهِ شَيْطَان،‏ روحٌ شِرِّير.‏ * فصَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ + ٣٤ ‏«أُفّ!‏ ماذا تُريدُ مِنَّا يا يَسُوع النَّاصِرِيّ؟‏!‏ + هل جِئتَ لِتُهلِكَنا؟‏ أنا أعرِفُ مَن أنت،‏ أنتَ قُدُّوسُ اللّٰه».‏ + ٣٥ لكنَّ يَسُوع أمَرَهُ بِحَزم:‏ «أُسكُتْ واخرُجْ مِنه».‏ عِندَئِذٍ رَمى الشَّيْطَان الرَّجُلَ على الأرضِ قُدَّامَهُم،‏ وخَرَجَ مِنهُ دونَ أن يُؤْذِيَه.‏ ٣٦ فاندَهَشَ الجَميعُ وبَدَأوا يَقولونَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «أُنظُروا كَيفَ يَتَكَلَّم!‏ إنَّهُ يَأمُرُ الأرواحَ الشِّرِّيرَة * بِسُلطَةٍ وقُدرَةٍ فتَخرُج!‏».‏ ٣٧ وظَلَّت أخبارُهُ تَنتَشِرُ في كُلِّ مَكانٍ في المِنطَقَةِ المُحيطَة.‏

٣٨ ثُمَّ غادَرَ المَجمَعَ ودَخَلَ إلى بَيتِ سِمْعَان.‏ وكانَت حَماةُ سِمْعَان تُعاني مِن حُمَّى شَديدَة،‏ فطَلَبوا مِنهُ أن يُساعِدَها.‏ + ٣٩ فاقتَرَبَ مِنها وأوْقَفَ * الحُمَّى،‏ فزالَت عنها.‏ وقامَت فَوْرًا وبَدَأَت تَخدُمُهُم.‏

٤٠ وعِندَ غُروبِ الشَّمس،‏ كُلُّ الَّذينَ عِندَهُم مَرْضى يُعانونَ مِن أمراضٍ مُختَلِفَة جَلَبوا مَرْضاهُم إلى يَسُوع.‏ فكانَ يَضَعُ يَدَيْهِ على كُلِّ واحِدٍ مِنهُم لِيَشْفِيَهُم.‏ + ٤١ والشَّيَاطِينُ أيضًا خَرَجوا مِن أشخاصٍ كَثيرين،‏ وكانوا يَصرُخونَ ويَقولون:‏ «أنتَ ابْنُ اللّٰه».‏ + لكنَّهُ كانَ يُوَبِّخُهُم ولا يَسمَحُ لهُم أن يَتَكَلَّموا + لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ المَسِيح.‏ +

٤٢ وعِندَ الفَجر،‏ غادَرَ وذَهَبَ إلى مَكانٍ مُنعَزِل.‏ + لكنَّ الجُموعَ صاروا يُفَتِّشونَ عنه،‏ وجاؤُوا إلى المَكانِ الَّذي هو فيه.‏ وحاوَلوا أن يُبْقوهُ عِندَهُم.‏ ٤٣ لكنَّهُ قالَ لهُم:‏ «يَجِبُ أن أُعلِنَ الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ في المُدُنِ الأُخْرى أيضًا،‏ لِأنِّي لِهذا السَّبَبِ أُرسِلت».‏ + ٤٤ فذَهَبَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهُودِيَّة.‏

٥ وفي إحْدى المَرَّات،‏ كانَ واقِفًا عِندَ بُحَيرَةِ جِنِّيسَارِت * والجُموعُ تَزدَحِمُ حَولَهُ لِتَسمَعَ كَلِمَةَ اللّٰه.‏ + ٢ فرَأى مَركَبَيْنِ عِندَ شاطِئِ البُحَيرَة،‏ وقد نَزَلَ مِنهُما الصَّيَّادونَ وكانوا يَغسِلونَ شِباكَهُم.‏ + ٣ فصَعِدَ إلى أحَدِ المَركَبَيْن،‏ وهو لِسِمْعَان،‏ وطَلَبَ مِنهُ أن يَبتَعِدَ قَليلًا عنِ البَرّ.‏ ثُمَّ جَلَسَ وبَدَأ يُعَلِّمُ الجُموعَ مِنَ المَركَب.‏ ٤ ولمَّا أنْهى كَلامَه،‏ قالَ لِسِمْعَان:‏ «أَبحِرْ إلى مَكانٍ أعمَق،‏ وارْموا شِباكَكُم لِتَتَصَيَّدوا».‏ ٥ فأجابَهُ سِمْعَان:‏ «يا مُعَلِّم،‏ تَعِبنا اللَّيلَ كُلَّهُ ولم نَتَصَيَّدْ شَيئًا.‏ + ولكنْ لِأنَّكَ طَلَبت،‏ سأُنزِلُ الشِّباك».‏ ٦ ولمَّا فَعَلوا ذلِك،‏ تَصَيَّدوا * سَمَكًا كَثيرًا جِدًّا،‏ حتَّى إنَّ شِباكَهُم بَدَأَت تَتَمَزَّق.‏ + ٧ فلَوَّحوا إلى رِفاقِهِم في المَركَبِ الآخَرِ كَي يَأتوا ويُساعِدوهُم.‏ فجاؤُوا ومَلَأوا المَركَبَيْنِ لِدَرَجَةِ أنَّهُما كانا سيَغرَقان.‏ ٨ ولمَّا رَأى سِمْعَان بُطْرُس ذلِك،‏ رَمى نَفْسَهُ عِندَ رُكبَتَيْ يَسُوع وقال:‏ «إبتَعِدْ عنِّي يا رَبُّ لِأنِّي رَجُلٌ خاطِئ».‏ ٩ فهو والَّذينَ معهُ كانوا مُندَهِشينَ كَثيرًا مِن كَمِّيَّةِ السَّمَكِ الَّتي تَصَيَّدوها،‏ ١٠ وكَذلِك أيضًا يَعْقُوب ويُوحَنَّا ابْنَا زَبَدِي،‏ + اللَّذانِ كانا شَريكَيْ سِمْعَان.‏ لكنَّ يَسُوع قالَ لِسِمْعَان:‏ «لا تَخَفْ بَعدَ اليَوم.‏ مِنَ الآنَ ستَتَصَيَّدُ النَّاسَ أحياء».‏ + ١١ فأعادوا المَركَبَيْنِ إلى الشَّاطِئ،‏ وتَرَكوا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعوه.‏ +

١٢ وفي مَرَّةٍ أُخْرى،‏ فيما كانَ يَسُوع في إحْدى المُدُن،‏ رَآهُ رَجُلٌ جِسمُهُ مَليءٌ بِالبَرَص.‏ فسَقَطَ ووَجهُهُ إلى الأرضِ وتَرَجَّاهُ قائِلًا:‏ «يا سَيِّد،‏ إذا كُنتَ تُريد،‏ فأنتَ قادِرٌ أن تَجعَلَني طاهِرًا».‏ + ١٣ فمَدَّ يَسُوع يَدَهُ ولَمَسَهُ وقال:‏ «نَعَم أُريد.‏ كُنْ طاهِرًا».‏ وعلى الفَوْرِ زالَ عنهُ البَرَص.‏ + ١٤ ثُمَّ أمَرَهُ أن لا يُخبِرَ أحَدًا،‏ بل قالَ له:‏ «إذهَبْ إلى الكاهِنِ وأَرِهِ نَفْسَك،‏ وقَدِّمِ التَّقدِمَةَ المَطلوبَة مِنَ الَّذي يَتَطَهَّرُ مِنَ البَرَص،‏ مِثلَما أمَرَ مُوسَى،‏ + فيَكونَ ذلِك شَهادَةً لهُم».‏ + ١٥ لكنَّ الأخبارَ عنهُ ظَلَّت تَنتَشِر،‏ وكانَت أعدادٌ كَبيرَة مِنَ النَّاسِ تَتَجَمَّعُ لِيَسمَعوا لهُ ولِيَشْفِيَهُم مِن أمراضِهِم.‏ + ١٦ أمَّا هو فكَثيرًا ما كانَ يَذهَبُ إلى الأماكِنِ المُنعَزِلَة لِيُصَلِّي.‏

١٧ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ فيما هو يُعَلِّم،‏ كانَ بَينَ الجالِسينَ فَرِّيسِيُّونَ ومُعَلِّمونَ لِلشَّريعَةِ جاؤُوا مِن كُلِّ قَريَةٍ في الجَلِيل واليَهُودِيَّة ومِن أُورُشَلِيم.‏ وكانَت قُدرَةُ يَهْوَه مع يَسُوع لِكَي يَشْفِيَ المَرْضى.‏ + ١٨ وجاءَ رِجالٌ يَحمِلونَ رَجُلًا مَشلولًا على سَريرٍ نَقَّال،‏ وحاوَلوا أن يُدخِلوهُ ويَضَعوهُ أمامَ يَسُوع.‏ + ١٩ ولكنْ بِسَبَبِ الجُموع،‏ لم يَقدِروا أن يُدخِلوه.‏ فطَلَعوا إلى السَّطح،‏ وأنزَلوهُ على السَّريرِ النَّقَّالِ مِن بَينِ أحجارِ البِناءِ * حتَّى صارَ في وَسَطِ النَّاسِ أمامَ يَسُوع.‏ ٢٠ ولمَّا رَأى إيمانَهُم،‏ قال:‏ «أيُّها الرَّجُل،‏ خَطاياكَ مَغفورَة».‏ + ٢١ فبَدَأَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرونَ ويَقولون:‏ «مَن هو هذا الَّذي يُجَدِّف؟‏ مَن يَقدِرُ أن يَغفِرَ الخَطايا غَيرُ اللّٰهِ وَحْدَه؟‏».‏ + ٢٢ لكنَّ يَسُوع عَرَفَ أفكارَهُم،‏ فأجابَهُم:‏ «بِماذا تُفَكِّرونَ في قُلوبِكُم؟‏ ٢٣ ما الأسهَل:‏ أن يُقال:‏ ‹خَطاياكَ مَغفورَة›،‏ أم أن يُقال:‏ ‹قُمْ وامْشِ›؟‏ ٢٤ ولكنْ كَي تَعرِفوا أنَّ ابْنَ الإنسانِ لَدَيهِ سُلطَةٌ على الأرضِ أن يَغفِرَ الخَطايا .‏.‏.‏»،‏ وقالَ لِلمَشلول:‏ «أقولُ لك:‏ قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ واذهَبْ إلى بَيتِك».‏ + ٢٥ عِندَئِذٍ وَقَفَ الرَّجُلُ أمامَهُم وحَمَلَ ما كانَ مُمَدَّدًا علَيه،‏ وذَهَبَ إلى بَيتِهِ وهو يُمَجِّدُ اللّٰه.‏ ٢٦ فتَعَجَّبَ الجَميعُ كَثيرًا وصاروا يُمَجِّدونَ اللّٰه.‏ وامتَلَأوا بِالرَّهبَةِ وقالوا:‏ «رَأينا اليَومَ أُمورًا رائِعَة!‏».‏

٢٧ بَعدَ ذلِك،‏ خَرَجَ ورَأى جامِعَ ضَرائِبَ اسْمُهُ لَاوِي يَجلِسُ عِندَ مَكتَبِ جَمعِ الضَّرائِب.‏ فقالَ له:‏ «إتبَعْني».‏ + ٢٨ فقامَ وتَرَكَ كُلَّ شَيءٍ وتَبِعَه.‏ ٢٩ وعَمِلَ لهُ لَاوِي وَليمَةً كَبيرَة في بَيتِه.‏ وكانَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِن جامِعي الضَّرائِبِ وغَيرِهِم يَأكُلونَ * معهُم.‏ + ٣٠ فتَشَكَّى الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبَتُهُم إلى تَلاميذِهِ وقالوا:‏ «لِماذا تَأكُلونَ وتَشرَبونَ مع جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاة؟‏».‏ + ٣١ فأجابَهُم يَسُوع:‏ «المَرْضى هُمُ الَّذينَ يَحتاجونَ إلى طَبيبٍ ولَيسَ الَّذينَ صِحَّتُهُم جَيِّدَة.‏ + ٣٢ أنا لم آتِ لِأدْعُوَ المُستَقيمينَ إلى التَّوبَة،‏ بلِ الخُطاة».‏ +

٣٣ وقالوا له:‏ «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصومونَ كَثيرًا ويُقَدِّمونَ تَوَسُّلاتٍ لِلّٰه،‏ وأيضًا تَلاميذُ الفَرِّيسِيِّين.‏ أمَّا تَلاميذُكَ فيَأكُلونَ ويَشرَبون».‏ + ٣٤ أجابَهُم يَسُوع:‏ «هل تَقدِرونَ أن تَجعَلوا أصدِقاءَ العَريسِ يَصومونَ فيما العَريسُ معهُم؟‏ ٣٥ ولكنْ ستَأتي أيَّامٌ يُؤْخَذُ فيها العَريسُ + مِنهُم،‏ وعِندَئِذٍ يَصومون».‏ +

٣٦ ثُمَّ أعْطاهُم هذا المَثَل:‏ «لا أحَدَ يَقُصُّ قِطعَةً مِن ثَوبٍ جَديدٍ ويُخَيِّطُها على ثَوبٍ عَتيق،‏ وإلَّا تَنفَصِلُ القِطعَةُ الجَديدَة عنِ الثَّوب،‏ وهذِهِ القِطعَةُ أساسًا لا تُناسِبُ الثَّوبَ العَتيق.‏ + ٣٧ ولا أحَدَ يَضَعُ نَبيذًا جَديدًا في كيسٍ جِلدِيٍّ * عَتيق،‏ وإلَّا يَشُقُّ النَّبيذُ الجَديدُ الكيس،‏ فيَندَلِقُ النَّبيذُ ويَخرَبُ الكيس.‏ ٣٨ فالنَّبيذُ الجَديدُ يَجِبُ أن يوضَعَ في كيسٍ جَديد.‏ ٣٩ ولا أحَدَ بَعدَما يَشرَبُ نَبيذًا مُعَتَّقًا يُريدُ نَبيذًا جَديدًا،‏ لِأنَّهُ يَقول:‏ ‹المُعَتَّقُ طَيِّب›».‏

٦ ومَرَّ يَسُوع في الحُقولِ في يَومِ سَبت،‏ وكانَ تَلاميذُهُ يَقطِفونَ السَّنابِلَ + ويَفرُكونَها بِأيْديهِم ويَأكُلونَها.‏ + ٢ فقالَ بَعضُ الفَرِّيسِيِّين:‏ «لِماذا تَفعَلونَ أمرًا لا يَجوزُ في السَّبت؟‏».‏ + ٣ لكنَّ يَسُوع أجابَهُم:‏ «ألَمْ تَقرَأوا أبَدًا ماذا فَعَلَ دَاوُد حينَ جاعَ هو ورِجالُه؟‏ + ٤ فقد دَخَلَ إلى بَيتِ اللّٰهِ وحَصَلَ على أرغِفَةِ التَّقدِمَةِ وأكَلَ وأعْطى مِنها لِرِجالِه،‏ مع أنَّهُ لا يَجوزُ أن يَأكُلَها أحَدٌ غَيرُ الكَهَنَةِ فَقَط».‏ + ٥ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «إبْنُ الإنسانِ هو رَبُّ السَّبت».‏ +

٦ وفي سَبتٍ آخَر،‏ + دَخَلَ إلى المَجمَعِ وبَدَأ يُعَلِّم.‏ وكانَ هُناك رَجُلٌ يَدُهُ اليَمينُ مَشلولَة.‏ *+ ٧ وكانَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ يُراقِبونَ يَسُوع بِانتِباهٍ لِيَرَوْا إذا كانَ سيَشْفي في السَّبت،‏ وذلِك كَي يَجِدوا سَبَبًا لِيَتَّهِموه.‏ ٨ لكنَّهُ عَرَفَ أفكارَهُم،‏ + فقالَ لِلرَّجُلِ الَّذي يَدُهُ مَشلولَة:‏ * «قُمْ وقِفْ في الوَسَط».‏ فقامَ ووَقَف.‏ ٩ ثُمَّ قالَ لهُم يَسُوع:‏ «عِندي سُؤالٌ لكُم:‏ هل يَجوزُ في السَّبتِ فِعلُ الخَيرِ أمِ الأذى،‏ إنقاذُ نَفْسٍ أم إهلاكُها؟‏».‏ + ١٠ ونَظَرَ إلى الجَميعِ حَولَه،‏ ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل:‏ «مُدَّ يَدَك».‏ ففَعَلَ ذلِك،‏ فعادَت يَدُهُ سَليمَة.‏ ١١ فجُنَّ جُنونُهُم،‏ وبَدَأوا يَتَشاوَرونَ معًا ماذا يَفعَلونَ بِيَسُوع.‏

١٢ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ خَرَجَ إلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي.‏ + وقَضى كُلَّ اللَّيلِ يُصَلِّي إلى اللّٰه.‏ + ١٣ ولمَّا جاءَ النَّهار،‏ دَعا تَلاميذَهُ إلَيهِ واختارَ مِنهُم ١٢ شَخصًا وسَمَّاهُم رُسُلًا.‏ + وهُم:‏ ١٤ سِمْعَان الَّذي سَمَّاهُ أيضًا بُطْرُس،‏ أخوهُ أَنْدرَاوُس،‏ يَعْقُوب،‏ يُوحَنَّا،‏ فِيلِبُّس،‏ + بَرْثُلْمَاوُس،‏ ١٥ مَتَّى،‏ تُومَا،‏ + يَعْقُوب بْنُ حَلْفَى،‏ سِمْعَان الَّذي يُدْعى «الحَماسِيّ»،‏ * ١٦ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب،‏ ويَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي صارَ خائِنًا.‏

١٧ ونَزَلَ معهُم ووَقَفَ على أرضٍ مُسَطَّحَة.‏ وكانَ هُناك عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِن تَلاميذِه،‏ وجُموعٌ كَثيرَة مِنَ النَّاسِ مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة وأُورُشَلِيم وساحِلِ صُور وصَيْدُون.‏ وهُم جاؤُوا لِيَسمَعوا لهُ ولِيَشْفِيَهُم مِن أمراضِهِم.‏ ١٨ حتَّى الَّذينَ تُعَذِّبُهُمُ الأرواحُ الشِّرِّيرَة * كانوا يُشْفَوْن.‏ ١٩ وكانَ النَّاسُ كُلُّهُم يُحاوِلونَ أن يَلمُسوه،‏ لِأنَّ قُوَّةً كانَت تَخرُجُ مِنهُ + وتَشْفيهِم جَميعًا.‏

٢٠ ورَفَعَ عَيْنَيْهِ ونَظَرَ إلى تَلاميذِهِ وقال:‏

‏«سُعَداءُ أنتُم أيُّها الفُقَراء،‏ لِأنَّ لكُم مَملَكَةَ اللّٰه.‏ +

٢١ ‏«سُعَداءُ أنتُم أيُّها الجائِعونَ الآن،‏ لِأنَّكُم ستُشبَعون.‏ +

‏«سُعَداءُ أنتُمُ الَّذينَ تَبْكونَ الآن،‏ لِأنَّكُم ستَضحَكون.‏ +

٢٢ ‏«سُعَداءُ أنتُم حينَ يَكرَهُكُمُ النَّاس،‏ + وحينَ يَعزِلونَكُم عنهُم + ويُهينونَكُم ويُشَوِّهونَ سُمعَتَكُم * مِن أجْلِ ابْنِ الإنسان.‏ ٢٣ إفرَحوا في ذلِكَ اليَومِ واقفِزوا مِنَ الفَرَحِ لِأنَّ مُكافَأَتَكُم عَظيمَةٌ في السَّماء.‏ فهذا ما فَعَلَهُ آباؤُهُم بِالأنبِياء.‏ +

٢٤ ‏«ولكنْ يا وَيْلَكُم أيُّها الأغنِياء،‏ + لِأنَّكُم حَصَلتُم كامِلًا على ما يُريحُكُم.‏ +

٢٥ ‏«يا وَيْلَكُم أنتُمُ الَّذينَ تَشبَعونَ الآن،‏ لِأنَّكُم ستَجوعون.‏

‏«يا وَيْلَكُم أنتُمُ الَّذينَ تَضحَكونَ الآن،‏ لِأنَّكُم ستَحزَنونَ وتَبْكون.‏ +

٢٦ ‏«يا وَيْلَكُم حينَ يَمدَحُكُم كُلُّ النَّاس،‏ + فهذا ما فَعَلَهُ آباؤُهُم بِالأنبِياءِ الكَذَّابين.‏

٢٧ ‏«أمَّا أنتُمُ الَّذينَ تَسمَعونَ فأقولُ لكُم:‏ أَحِبُّوا أعداءَكُم،‏ افعَلوا الخَيرَ لِلَّذينَ يَكرَهونَكُم،‏ + ٢٨ بارِكوا الَّذينَ يَلعَنونَكُم،‏ وصَلُّوا لِأجْلِ الَّذينَ يُهينونَكُم.‏ + ٢٩ مَن ضَرَبَكَ على خَدِّك،‏ فأدِرْ لهُ الخَدَّ الآخَرَ أيضًا.‏ ومَن أخَذَ ثَوبَكَ الخارِجِيّ،‏ فاترُكْهُ يَأخُذُ الثَّوبَ الَّذي علَيكَ أيضًا.‏ + ٣٠ وكُلُّ مَن يَطلُبُ مِنكَ شَيئًا،‏ فأعْطِهِ إيَّاه.‏ + ومَن يَأخُذُ ما هو لك،‏ فلا تُطالِبْهُ به.‏

٣١ ‏«أيضًا،‏ عامِلوا الآخَرينَ مِثلَما تُريدونَ أن يُعامِلوكُم.‏ *+

٣٢ ‏«إذا أحبَبتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم،‏ فأيُّ مَدحٍ تَستَحِقُّونَه؟‏ فحتَّى الخُطاةُ يُحِبُّونَ الَّذينَ يُحِبُّونَهُم.‏ + ٣٣ وإذا عَمِلتُمُ الخَيرَ لِلَّذينَ يَعمَلونَ الخَيرَ لكُم،‏ فأيُّ مَدحٍ تَستَحِقُّونَه؟‏ فحتَّى الخُطاةُ يَعمَلونَ هكَذا.‏ ٣٤ وإذا دَيَّنتُمُ * الَّذينَ تَتَوَقَّعونَ أن يوفوا الدَّين،‏ فأيُّ مَدحٍ تَستَحِقُّونَه؟‏ + فحتَّى الخُطاةُ يُدَيِّنونَ الخُطاةَ ويَتَوَقَّعونَ أن يَستَرِدُّوا الدَّينَ كُلَّه.‏ ٣٥ بِالمُقابِل،‏ أَحِبُّوا أعداءَكُم،‏ وافعَلوا الخَير،‏ ودَيِّنوا دونَ أن تَنتَظِروا استِرجاعَ شَيء.‏ + وهكَذا تَكونُ مُكافَأَتُكُم عَظيمَةً وتَكونونَ أبناءَ العالي على كُلِّ شَيء،‏ لِأنَّهُ لَطيفٌ تِجاهَ غَيرِ الشَّاكِرينَ والأشرار.‏ + ٣٦ فكونوا دائِمًا رُحَماءَ كما أنَّ أباكُم رَحيم.‏ +

٣٧ ‏«لا * تَحكُموا على أحَدٍ كَي لا يُحكَمَ علَيكُم.‏ + لا تَدينوا أحَدًا كَي لا تُدانوا.‏ إغفِروا دائِمًا كَي يُغفَرَ لكُم.‏ + ٣٨ إستَمِرُّوا في العَطاءِ يُعْطَ لكُم.‏ + فهُم سيُفرِغونَ في حِضنِكُم كَيلَةً مَلآنَة مَكبوسَة ومَهزوزَة وفائِضَة.‏ فبِالكَيلَةِ الَّتي تُكَيِّلونَ بها،‏ سيُكَيَّلُ لكُم».‏

٣٩ ثُمَّ أعْطاهُم أيضًا هذا المَثَل:‏ «هل يَقدِرُ أعْمى أن يَقودَ أعْمى؟‏ ألَا يَقَعُ الاثنانِ في حُفرَة؟‏ + ٤٠ التِّلميذُ لَيسَ أعْلى مِن مُعَلِّمِه،‏ ولكنْ كُلُّ مَن يَنالُ تَعليمًا كامِلًا يَصيرُ مِثلَ مُعَلِّمِه.‏ ٤١ فلِماذا تَرى القَشَّةَ في عَيْنِ أخيك،‏ ولا تُلاحِظُ الخَشَبَةَ الكَبيرَة في عَيْنِكَ أنت؟‏ + ٤٢ كَيفَ تَقدِرُ أن تَقولَ لِأخيك:‏ ‹يا أخي،‏ دَعْني أُخرِجُ القَشَّةَ الَّتي في عَيْنِك›،‏ والخَشَبَةُ الكَبيرَة في عَيْنِكَ أنتَ لا تَراها؟‏ يا مُنافِق،‏ أَخرِجْ أوَّلًا الخَشَبَةَ الكَبيرَة مِن عَيْنِك،‏ وعِندَئِذٍ تَرى جَيِّدًا كَيفَ تُخرِجُ القَشَّةَ الَّتي في عَيْنِ أخيك.‏

٤٣ ‏«الشَّجَرَةُ الجَيِّدَة لا تُنتِجُ ثَمَرًا رَديئًا،‏ والشَّجَرَةُ الرَّديئَة لا تُنتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا.‏ + ٤٤ فكُلُّ شَجَرَةٍ تُعرَفُ مِن ثِمارِها.‏ + مَثَلًا،‏ لا يَقطِفُ النَّاسُ تينًا مِنَ الشَّوكِ ولا عِنَبًا مِنَ الشَّجَرِ الشَّائِك.‏ ٤٥ فالإنسانُ الصَّالِحُ يُخرِجُ أُمورًا صالِحَة مِنَ الكَنزِ الصَّالِحِ في قَلبِه.‏ أمَّا الإنسانُ الشِّرِّيرُ فيُخرِجُ أُمورًا شِرِّيرَة مِنَ الكَنزِ الشِّرِّيرِ الَّذي عِندَه.‏ فما يَفيضُ مِنَ القَلبِ يَتَكَلَّمُ بهِ الفَم.‏ +

٤٦ ‏«فلِماذا تَدْعونَني:‏ ‹يا رَبّ،‏ يا رَبّ› ولا تَعمَلونَ ما أقولُه؟‏ + ٤٧ كُلُّ مَن يَأتي إلَيَّ ويَسمَعُ كَلامي ويُطَبِّقُه،‏ سأقولُ لكُم مَن يُشبِه:‏ + ٤٨ يُشبِهُ رَجُلًا أرادَ أن يَبْنِيَ بَيتًا،‏ فحَفَرَ وعَمَّقَ ووَضَعَ أساساتِهِ على الصَّخر.‏ ولمَّا أتى فَيَضان،‏ اندَفَعَ النَّهرُ على ذلِكَ البَيت،‏ لكنَّهُ لم يَقدِرْ أن يَهُزَّهُ لِأنَّهُ كانَ مَبْنِيًّا جَيِّدًا.‏ + ٤٩ أمَّا الَّذي يَسمَعُ ولا يُطَبِّق،‏ + فيُشبِهُ رَجُلًا بَنى بَيتًا على الأرضِ مِن دونِ أساسات.‏ ولمَّا اندَفَعَ النَّهرُ علَيهِ انهارَ فَوْرًا،‏ وكانَ دَمارُ ذلِكَ البَيتِ عَظيمًا».‏

٧ ولمَّا أنْهى يَسُوع ما أرادَ أن يَقولَهُ لِلنَّاس،‏ دَخَلَ إلى كَفَرْنَاحُوم.‏ ٢ وكانَ عِندَ أحَدِ الضُّبَّاطِ عَبدٌ مَريضٌ جِدًّا على وَشْكِ أن يَموت،‏ وكانَ الضَّابِطُ يُعِزُّهُ كَثيرًا.‏ + ٣ ولمَّا سَمِعَ الضَّابِطُ عن يَسُوع،‏ أرسَلَ إلَيهِ بَعضَ شُيوخِ اليَهُودِ لِيَطلُبَ مِنهُ أن يَأتِيَ ويَشْفِيَ عَبدَه.‏ ٤ فجاؤُوا إلى يَسُوع وتَرَجَّوْهُ بِشِدَّةٍ قائِلين:‏ «هذا الرَّجُلُ يَستَحِقُّ أن تُساعِدَه،‏ ٥ لِأنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنا وهوَ الَّذي بَنى لنا المَجمَع».‏ ٦ فذَهَبَ يَسُوع معهُم.‏ ولكنْ لمَّا صارَ قَريبًا مِنَ البَيت،‏ كانَ الضَّابِطُ قد أرسَلَ بَعضَ الأصدِقاءِ لِيَقولَ له:‏ «يا سَيِّد،‏ لا تُتعِبْ نَفْسَكَ وتَأتِ.‏ فأنا لا أستَحِقُّ أن تَدخُلَ بَيتي.‏ + ٧ ولِهذا السَّبَب،‏ لم أعتَبِرْ نَفْسي أستَحِقُّ أن آتِيَ إلَيك.‏ يَكْفي أن تَقولَ كَلِمَةً وسَيُشْفى خادِمي.‏ ٨ فأنا أيضًا أخضَعُ لِسُلطَةٍ أعْلى مِنِّي،‏ وعِندي جُنودٌ تَحتَ أمري.‏ أقولُ لِواحِد:‏ ‹إذهَب!‏› فيَذهَب،‏ وأقولُ لِآخَر:‏ ‹تَعال!‏› فيَأتي،‏ وأقولُ لِعَبدي:‏ ‹إفعَلْ هذا!‏› فيَفعَلُه».‏ ٩ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك،‏ تَعَجَّبَ والْتَفَتَ إلى الجُموعِ الَّذينَ يَتبَعونَهُ وقال:‏ «أقولُ لكُم:‏ لم أجِدْ حتَّى في إسْرَائِيل مِثلَ هذا الإيمانِ القَوِيّ».‏ + ١٠ وعِندَما رَجَعَ رُسُلُ الضَّابِطِ إلى البَيت،‏ وَجَدوا أنَّ العَبدَ بِصِحَّةٍ جَيِّدَة.‏ +

١١ بَعدَ ذلِك،‏ سافَرَ إلى مَدينَةٍ اسْمُها «نَايِين»،‏ وسافَرَ معهُ تَلاميذُهُ وجُموعٌ كَبيرَة.‏ ١٢ ولمَّا اقتَرَبَ مِن بَوَّابَةِ المَدينَة،‏ رَأى مَيِّتًا مَحمولًا إلى الخارِجِ لِيُدفَن.‏ وهوَ ابْنٌ وَحيدٌ + لِأُمِّهِ الَّتي كانَت أيضًا أرمَلَة.‏ وكانَ معها جُموعٌ كَبيرَة مِن سُكَّانِ المَدينَة.‏ ١٣ فلمَّا رَآها الرَّبّ،‏ أشفَقَ علَيها + وقالَ لها:‏ «تَوَقَّفي عنِ البُكاء».‏ + ١٤ ثُمَّ اقتَرَبَ ولَمَسَ النَّعش،‏ * فوَقَفَ الَّذينَ يَحمِلونَه.‏ فقال:‏ «أيُّها الشَّابّ،‏ أقولُ لك:‏ قُم!‏».‏ + ١٥ فجَلَسَ المَيِّتُ وبَدَأ يَتَكَلَّم،‏ ورَدَّهُ يَسُوع إلى أُمِّه.‏ + ١٦ عِندَئِذٍ شَعَرَ الجَميعُ بِالرَّهبَة،‏ وصاروا يُمَجِّدونَ اللّٰهَ ويَقولون:‏ «ظَهَرَ بَينَنا نَبِيٌّ عَظيم»،‏ + وأيضًا:‏ «وَجَّهَ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلى شَعبِه».‏ + ١٧ وانتَشَرَ هذا الخَبَرُ عنهُ في كُلِّ المِنطَقَةِ المُحيطَة وفي كُلِّ اليَهُودِيَّة.‏

١٨ ونَقَلَ تَلاميذُ يُوحَنَّا إلَيهِ كُلَّ هذِهِ الأخبار.‏ + ١٩ فاستَدْعى يُوحَنَّا اثنَيْنِ مِن تَلاميذِهِ وأرسَلَهُما إلى الرَّبِّ لِيَسألَه:‏ «هل أنتَ الَّذي نَنتَظِرُ مَجيئَهُ + أم سيَأتي شَخصٌ آخَر؟‏».‏ ٢٠ ولمَّا جاءَ التِّلميذانِ إلى يَسُوع،‏ قالا:‏ «أرسَلَنا إلَيكَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِيَسألَك:‏ ‹هل أنتَ الَّذي نَنتَظِرُ مَجيئَهُ أم سيَأتي شَخصٌ آخَر؟‏›».‏ ٢١ عِندَئِذٍ،‏ شَفى كَثيرينَ مِن كُلِّ أنواعِ الأمراض،‏ + وطَرَدَ أرواحًا شِرِّيرَة،‏ ورَدَّ النَّظَرَ لِعُميانٍ كَثيرين.‏ ٢٢ وأجابَهُما:‏ «إذهَبا وأَخبِرا يُوحَنَّا بِما رَأيتُما وسَمِعتُما:‏ العُميانُ يَرَوْن،‏ + والعُرجُ يَمْشون،‏ والبُرصُ يُشْفَوْن،‏ والصُّمُّ يَسمَعون،‏ + والأمواتُ يَقومون،‏ والفُقَراءُ تُعلَنُ لهُمُ الأخبارُ الحُلْوَة.‏ + ٢٣ سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يَتَعَثَّرُ ويَسقُطُ بِسَبَبي».‏ +

٢٤ ولمَّا غادَرَ تِلميذَا يُوحَنَّا،‏ بَدَأ يَسُوع يَقولُ لِلجُموعِ عن يُوحَنَّا:‏ «ماذا خَرَجتُم لِتَرَوْا في الصَّحراء؟‏ هل خَرَجتُم لِتَرَوْا قَصَبَةً تَتَلاعَبُ بها الرِّيح؟‏ + ٢٥ أم هل خَرَجتُم لِتَرَوْا إنسانًا يَلبَسُ ثِيابًا فاخِرَة؟‏ *+ إنَّ الَّذينَ يَلبَسونَ الثِّيابَ الفاخِرَة ويَعيشونَ بِرَفاهِيَّةٍ هُم في بُيوتِ المُلوك.‏ ٢٦ فماذا إذًا خَرَجتُم لِتَرَوْا؟‏ نَبِيًّا؟‏ أقولُ لكُم:‏ نَعَم،‏ وأعظَمَ بِكَثيرٍ مِن نَبِيّ.‏ + ٢٧ هذا هوَ الَّذي كُتِبَ عنه:‏ ‹أنا سأُرسِلُ رَسولي قَبلَك،‏ * وهو سيُجَهِّزُ الطَّريقَ قُدَّامَك›.‏ + ٢٨ أقولُ لكُم:‏ لا أحَدَ بَينَ الَّذينَ وَلَدَتهُمُ النِّساءُ هو أعظَمُ مِن يُوحَنَّا،‏ لكنَّ الأصغَرَ في مَملَكَةِ اللّٰهِ هو أعظَمُ مِنه».‏ + ٢٩ ‏(‏ولمَّا سَمِعَ ذلِك كُلُّ الشَّعبِ وجامِعو الضَّرائِب،‏ اعتَرَفوا أنَّ كُلَّ ما يَفعَلُهُ اللّٰهُ صائِب،‏ لِأنَّهُم كانوا قدِ اعتَمَدوا مَعمودِيَّةَ يُوحَنَّا.‏ + ٣٠ أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ والخُبَراءُ في الشَّريعَةِ فتَجاهَلوا تَوجيهَ * اللّٰهِ لهُم + ولم يَعتَمِدوا على يَدِه.‏)‏

٣١ وتابَعَ يَسُوع كَلامَهُ قائِلًا:‏ «بِمَن أُشَبِّهُ النَّاسَ في هذا الجيل،‏ وكَيفَ أصِفُهُم؟‏ + ٣٢ إنَّهُم يُشبِهونَ أوْلادًا صِغارًا يَجلِسونَ في ساحَةِ السُّوقِ ويُنادونَ بَعضُهُمُ البَعضَ ويَقولون:‏ ‹عَزَفنا لكُم على المِزمارِ فلم تَرقُصوا،‏ نَدَبنا فلم تَبْكوا›.‏ ٣٣ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ جاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لا يَأكُلُ خُبزًا ولا يَشرَبُ نَبيذًا،‏ + فقُلتُم عنه:‏ ‹فيهِ شَيْطَان›.‏ ٣٤ وجاءَ ابْنُ الإنسانِ يَأكُلُ ويَشرَب،‏ فقُلتُم عنه:‏ ‹أُنظُروا!‏ إنَّهُ شَرِهٌ وسِكِّير،‏ صَديقٌ لِجامِعي الضَّرائِبِ والخُطاة›.‏ + ٣٥ لكنَّ الحِكمَةَ تُعرَفُ مِن نَتائِجِها».‏ *+

٣٦ وظَلَّ واحِدٌ مِنَ الفَرِّيسِيِّينَ يَدْعوهُ لِيَأكُلَ عِندَه.‏ فدَخَلَ إلى بَيتِ الفَرِّيسِيِّ وجَلَسَ * إلى الطَّاوِلَة.‏ ٣٧ وكانَ في المَدينَةِ امرَأةٌ مَعروفٌ أنَّها خاطِئَة.‏ ولمَّا عَرَفَت أنَّهُ يَأكُلُ * في بَيتِ الفَرِّيسِيّ،‏ جاءَت وجَلَبَت معها قِنِّينَةً مِن حَجَرِ المَرمَرِ فيها زَيتٌ عَطِر.‏ + ٣٨ ووَقَفَت مِنَ الوَراءِ عِندَ قَدَمَيْه،‏ وبَكَت وصارَت تُبَلِّلُ قَدَمَيْهِ بِدُموعِها،‏ وتُمَسِّحُهُما بِشَعرِها،‏ وتُقَبِّلُهُما،‏ وتَسكُبُ علَيهِما الزَّيتَ العَطِر.‏ ٣٩ ولمَّا رَأى الفَرِّيسِيُّ الَّذي دَعاهُ ما حَصَل،‏ قالَ في نَفْسِه:‏ «لَو أنَّ هذا الرَّجُلَ نَبِيٌّ بِالفِعل،‏ كانَ عَرَفَ مَن هذِهِ المَرأةُ الَّتي تَلمُسُهُ وأيُّ نَوعٍ مِنَ النِّساءِ هي؛‏ كانَ عَرَفَ أنَّها خاطِئَة».‏ + ٤٠ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «يا سِمْعَان،‏ عِندي شَيءٌ أقولُهُ لك».‏ فأجابَه:‏ «تَفَضَّل يا مُعَلِّم».‏

٤١ ‏«كانَ هُناك رَجُلانِ مَديونانِ لِشَخصٍ يُدَيِّنُ المال،‏ واحِدٌ علَيهِ ٥٠٠ دينارٍ والثَّاني ٥٠.‏ ٤٢ ولم يَكونا قادِرَيْنِ أن يُسَدِّدا ما علَيهِما،‏ فسامَحَهُما بِلا شُروط.‏ فأيُّ واحِدٍ مِنهُما سيُحِبُّهُ أكثَر؟‏».‏ ٤٣ أجابَ سِمْعَان:‏ «أظُنُّ الَّذي نالَ المُسامَحَةَ على الدَّينِ الأكبَر».‏ فقالَ له:‏ «جَوابُكَ صَحيح».‏ ٤٤ عِندَئِذٍ الْتَفَتَ إلى المَرأةِ وقالَ لِسِمْعَان:‏ «هل تَرى هذِهِ المَرأة؟‏ أنا دَخَلتُ إلى بَيتِكَ ولم تُعْطِني ماءً لِغَسلِ قَدَمَيَّ.‏ أمَّا هي فبَلَّلَت قَدَمَيَّ بِدُموعِها ومَسَّحَتهُما بِشَعرِها.‏ ٤٥ أنتَ لم تُقَبِّلْني قُبلَةً واحِدَة،‏ أمَّا هذِهِ المَرأةُ فمُنذُ دَخَلتُ إلى هُنا لم تَتَوَقَّفْ عن تَقبيلِ قَدَمَيَّ.‏ ٤٦ أنتَ لم تَسكُبْ زَيتًا على رَأسي،‏ أمَّا هذِهِ المَرأةُ فسَكَبَت زَيتًا عَطِرًا على قَدَمَيَّ.‏ ٤٧ لِذلِك أقولُ لكَ إنَّ خَطاياها الكَثيرَة * مَغفورَة + لِأنَّها * أحَبَّت كَثيرًا.‏ أمَّا الَّذي تُغفَرُ لهُ خَطايا قَليلَة،‏ فيُحِبُّ قَليلًا».‏ ٤٨ ثُمَّ قالَ لها:‏ «خَطاياكِ مَغفورَة».‏ + ٤٩ فبَدَأَ الجالِسونَ * معهُ إلى الطَّاوِلَةِ يَقولونَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «مَن هو هذا الَّذي يَغفِرُ الخَطايا أيضًا؟‏!‏».‏ + ٥٠ أمَّا هو فقالَ لِلمَرأة:‏ «إيمانُكِ خَلَّصَكِ.‏ + إذهَبي بِسَلام».‏

٨ بَعدَ وَقتٍ قَصير،‏ سافَرَ مِن مَدينَةٍ إلى مَدينَةٍ ومِن قَريَةٍ إلى قَريَةٍ لِيُبَشِّرَ ويُعلِنَ الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه.‏ + وكانَ معهُ الاثنا عَشَر،‏ ٢ وأيضًا نِساءٌ كانَ قد شَفاهُنَّ مِن أرواحٍ شِرِّيرَة وأمراض،‏ وهُنَّ:‏ مَرْيَم المَعروفَة بِالمَجْدَلِيَّة الَّتي خَرَجَ مِنها سَبعَةُ شَيَاطِين،‏ ٣ ويُوَنَّا + زَوجَةُ خُوزِي المَسؤولِ عن بَيتِ هِيرُودُس،‏ وسُوسَنَّة،‏ ونِساءٌ كَثيراتٌ غَيرُهُنَّ كُنَّ يَستَعمِلْنَ مُمتَلَكاتِهِنَّ كَي يَخدُمْنَهُ هو والرُّسُل.‏ +

٤ واجتَمَعَت جُموعٌ كَبيرَة معَ الَّذينَ تَبِعوا يَسُوع مِن مُدُنٍ مُختَلِفَة،‏ فقالَ لهُم هذا المَثَل:‏ + ٥ ‏«خَرَجَ مُزارِعٌ لِيَزرَعَ البُذور.‏ وفيما هو يَزرَع،‏ وَقَعَت بَعضُ البُذورِ على الطَّريق،‏ فداسَ علَيها النَّاسُ وأكَلَتها طُيورُ السَّماء.‏ + ٦ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى على الصَّخر،‏ فنَبَتَت ثُمَّ جَفَّت لِأنَّها كانَت بِلا ماء.‏ + ٧ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى بَينَ الشَّوك،‏ فكَبُرَ الشَّوكُ معها وخَنَقَها.‏ + ٨ ولكنْ وَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى على التُّربَةِ الجَيِّدَة،‏ فنَبَتَت وأعْطَت ١٠٠ ضِعفٍ مِمَّا زُرِع».‏ + قالَ ذلِك ثُمَّ نادى:‏ «مَن لَدَيهِ أُذُنانِ تَسمَعان،‏ فلْيَسمَع».‏ +

٩ فسَألَهُ تَلاميذُهُ عن مَعْنى هذا المَثَل.‏ + ١٠ فقال:‏ «لكُم أُعْطِيَ الامتِيازُ أن تَفهَموا الأسرارَ المُقَدَّسَة لِمَملَكَةِ اللّٰه،‏ أمَّا الباقونَ فأتَكَلَّمُ معهُم بِأمثال.‏ + وهكَذا،‏ حتَّى لَو نَظَروا يَنظُرونَ بِلا فائِدَة،‏ وحتَّى لَو سَمِعوا لا يَفهَمون.‏ + ١١ والآن،‏ هذا ما يَعْنيهِ المَثَل:‏ البُذورُ هي كَلِمَةُ اللّٰه.‏ + ١٢ والبُذورُ الَّتي وَقَعَت على الطَّريقِ هي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰه،‏ ثُمَّ يَأتي إبْلِيس ويَقتَلِعُ الكَلِمَةَ مِن قُلوبِهِم كَي لا يُؤْمِنوا ويَخلُصوا.‏ + ١٣ والبُذورُ الَّتي وَقَعَت على الصَّخرِ هي مِثلُ الَّذينَ يَقبَلونَ الكَلِمَةَ بِفَرَحٍ حينَ يَسمَعونَها،‏ لكنَّهُم بِلا جُذور.‏ فهُم يُؤْمِنونَ لِبَعضِ الوَقت،‏ لكنَّهُم يَتَخَلَّوْنَ عن إيمانِهِم في وَقتِ الامتِحان.‏ + ١٤ أمَّا البُذورُ الَّتي وَقَعَت بَينَ الشَّوكِ فهي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَة،‏ لكنَّ هُمومَ وغِنى + ومَلَذَّاتِ الحَياةِ + تَجرُفُهُم،‏ فيَختَنِقونَ كُلِّيًّا ولا يَنضَجُ ثَمَرُهُم.‏ + ١٥ أمَّا البُذورُ الَّتي وَقَعَت على التُّربَةِ الجَيِّدَة فهي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِقُلوبٍ طَيِّبَة وصالِحَة.‏ + فيَتَمَسَّكونَ بها ويُثمِرونَ وهُم يَحتَمِلون.‏ +

١٦ ‏«لا أحَدَ يُشعِلُ سِراجًا ثُمَّ يُغَطِّيهِ بِإناءٍ أو يَضَعُهُ تَحتَ السَّرير،‏ بل يَضَعُهُ في مَكانٍ مُرتَفِعٍ لِكَي يَرى الدَّاخِلونَ النُّور.‏ + ١٧ فكُلُّ مَخْفِيٍّ سيَصيرُ ظاهِرًا،‏ وكُلُّ ما هو مُخَبَّأٌ سيُعرَفُ ويُعلَن.‏ + ١٨ لِذلِكَ اسمَعوا بِانتِباه.‏ فمَن لَدَيهِ شَيءٌ يَنالُ أكثَر.‏ + أمَّا مَن لَيسَ لَدَيه،‏ فحتَّى القَليلُ الَّذي يَظُنُّ أنَّهُ لهُ يُؤْخَذُ مِنه».‏ +

١٩ وجاءَت إلَيهِ أُمُّهُ وإخوَتُه،‏ + لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يَصِلوا إلَيهِ بِسَبَبِ الجُموع.‏ + ٢٠ فقالَ لهُ النَّاس:‏ «أُمُّكَ وإخوَتُكَ واقِفونَ في الخارِجِ ويُريدونَ أن يَرَوْك».‏ ٢١ فأجابَهُم:‏ «أُمِّي وإخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ ويُطَبِّقونَها».‏ +

٢٢ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ صَعِدَ هو وتَلاميذُهُ إلى مَركَبٍ وقالَ لهُم:‏ «تَعالَوْا نَعبُرُ إلى الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة».‏ فانطَلَقوا.‏ + ٢٣ وفيما هُم يُبحِرونَ نامَ يَسُوع.‏ وهَبَّت على البُحَيرَةِ رِياحٌ عَنيفَة،‏ وبَدَأ مَركَبُهُم يَمتَلِئُ بِالماءِ وصاروا في خَطَر.‏ + ٢٤ فذَهَبوا وأيقَظوهُ مِنَ النَّومِ وقالوا:‏ «يا مُعَلِّم،‏ يا مُعَلِّم،‏ سنَموت!‏».‏ فقامَ وصاحَ على الرِّياحِ والمِياهِ الهائِجَة،‏ فسَكَتَتِ العاصِفَةُ وصارَ هُناك هُدوء.‏ + ٢٥ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «أينَ إيمانُكُم؟‏».‏ لكنَّهُم كانوا خائِفينَ جِدًّا ومُندَهِشين،‏ وقالوا بَعضُهُم لِبَعض:‏ «مَن هو هذا الإنسان؟‏!‏ حتَّى الرِّياحُ والمِياهُ يَأمُرُها فتُطيعُه!‏».‏ +

٢٦ ووَصَلوا إلى الشَّاطِئِ في مِنطَقَةِ الجِرَاسِيِّينَ + مُقابِلَ الجَلِيل.‏ ٢٧ ولمَّا نَزَلَ يَسُوع إلى البَرّ،‏ لاقاهُ رَجُلٌ مِنَ المَدينَةِ تُسَيطِرُ علَيهِ الشَّيَاطِين.‏ وكانَ لا يَلبَسُ ثِيابًا مُنذُ وَقتٍ طَويل،‏ ولا يَسكُنُ في بَيتٍ بل بَينَ القُبور.‏ *+ ٢٨ وعِندَما رَأى يَسُوع،‏ صَرَخَ ورَمى نَفْسَهُ أمامَهُ وقالَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «ماذا تُريدُ مِنِّي يا يَسُوع،‏ يا ابْنَ اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء؟‏ أتَرَجَّاكَ أن لا تُعَذِّبَني».‏ + ٢٩ ‏(‏فيَسُوع كانَ يَأمُرُ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ * أن يَخرُجَ مِنَ الرَّجُل.‏ فالرُّوحُ كانَ يَتَحَكَّمُ فيهِ مَرَّاتٍ كَثيرَة،‏ *+ وكانَ النَّاسُ يَربُطونَ الرَّجُلَ بِالسَّلاسِلِ والقُيودِ ويَضَعونَهُ تَحتَ الحِراسَة.‏ لكنَّهُ كانَ يُكَسِّرُها ويَذهَبُ إلى أماكِنَ مُنعَزِلَة تَحتَ تَأثيرِ الشَّيْطَان.‏)‏ ٣٠ فسَألَهُ يَسُوع:‏ «ما اسْمُك؟‏».‏ أجاب:‏ «فِرقَة»،‏ * لِأنَّ شَيَاطِينَ كَثيرينَ كانوا قد دَخَلوا فيه.‏ ٣١ وظَلُّوا يَتَرَجَّوْنَ يَسُوع أن لا يَأمُرَهُم بِأن يَذهَبوا إلى المَهواة.‏ + ٣٢ وكانَ هُناك قَطيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنازيرِ + يَرْعى على الجَبَل.‏ فتَرَجَّاهُ الشَّيَاطِينُ أن يَسمَحَ لهُم أن يَدخُلوا في القَطيع،‏ فسَمَحَ لهُم.‏ + ٣٣ عِندَئِذٍ خَرَجَ الشَّيَاطِينُ مِنَ الرَّجُلِ ودَخَلوا في الخَنازير.‏ فرَكَضَ القَطيعُ وسَقَطَ مِن على مُنحَدَرٍ شَديدٍ إلى البُحَيرَةِ وغَرِق.‏ ٣٤ ولمَّا رَأى الرُّعاةُ ماذا حَصَل،‏ هَرَبوا ونَشَروا الخَبَرَ في المَدينَةِ والأرياف.‏

٣٥ عِندَئِذٍ خَرَجَ النَّاسُ لِيَرَوْا ماذا حَدَث.‏ فجاؤُوا إلى يَسُوع ووَجَدوا الرَّجُلَ الَّذي خَرَجَت مِنهُ الشَّيَاطِينُ جالِسًا عِندَ قَدَمَيْ يَسُوع،‏ لابِسًا ثِيابَهُ وبِكامِلِ عَقلِه،‏ فخافوا.‏ ٣٦ والَّذينَ رَأَوُا الحادِثَةَ أخبَروهُم كَيفَ شُفِيَ الرَّجُلُ الَّذي كانَ تَحتَ سَيطَرَةِ الشَّيَاطِين.‏ ٣٧ فطَلَبَ مِنهُ عَدَدٌ كَبيرٌ مِن سُكَّانِ مِنطَقَةِ الجِرَاسِيِّينَ أن يُغادِرَ مِن هُناك،‏ لِأنَّهُم خافوا خَوفًا شَديدًا.‏ فطَلَعَ إلى المَركَبِ كَي يَرحَل.‏ ٣٨ أمَّا الرَّجُلُ الَّذي خَرَجَت مِنهُ الشَّيَاطِينُ فتَرَجَّاهُ أن يَأخُذَهُ معه.‏ لكنَّ يَسُوع طَلَبَ مِنهُ أن يَذهَبَ قائِلًا له:‏ + ٣٩ ‏«إرجِعْ إلى بَيتِكَ وأَخبِرْ دائِمًا عن ما عَمِلَهُ اللّٰهُ لك».‏ فذَهَبَ وأخبَرَ في كُلِّ المَدينَةِ بِما عَمِلَهُ لهُ يَسُوع.‏

٤٠ ولمَّا عادَ يَسُوع،‏ رَحَّبَت بهِ الجُموعُ لِأنَّهُم كانوا كُلُّهُم يَنتَظِرونَه.‏ + ٤١ وجاءَ رَجُلٌ اسْمُهُ يَايِرُس،‏ وهو كانَ رَئيسًا لِلمَجمَع.‏ فرَمى نَفْسَهُ عِندَ قَدَمَيْ يَسُوع وتَرَجَّاهُ أن يَأتِيَ إلى بَيتِه،‏ + ٤٢ لِأنَّ ابْنَتَهُ الوَحيدَة الَّتي عُمرُها ١٢ سَنَةً تَقريبًا كانَت على وَشْكِ أن تَموت.‏

وفيما يَسُوع ذاهِب،‏ ازدَحَمَت حَولَهُ الجُموع.‏ ٤٣ وكانَت هُناكَ امرَأةٌ لَدَيها نَزيفُ دَمٍ + مُنذُ ١٢ سَنَة،‏ ولم يَقدِرْ أحَدٌ أن يَشْفِيَها.‏ + ٤٤ فاقتَرَبَت إلَيهِ مِنَ الوَراءِ ولَمَسَت طَرَفَ ثَوبِه،‏ + فتَوَقَّفَ النَّزيفُ فَوْرًا.‏ ٤٥ فقالَ يَسُوع:‏ «مَن لَمَسَني؟‏».‏ وحينَ صارَ كُلُّ واحِدٍ يَقول:‏ «لَستُ أنا»،‏ قالَ بُطْرُس:‏ «يا مُعَلِّم،‏ النَّاسُ كُلُّهُم يُحيطونَ بكَ ويَزدَحِمونَ حَولَك».‏ + ٤٦ لكنَّ يَسُوع قال:‏ «هُناك شَخصٌ لَمَسَني،‏ لِأنِّي أعرِفُ أنَّ قُوَّةً + خَرَجَت مِنِّي».‏ ٤٧ فلمَّا رَأتِ المَرأةُ أنَّ ما فَعَلَتهُ انكَشَف،‏ أتَت وهي تَرجُفُ ورَمَت نَفْسَها أمامَه،‏ وأعلَنَت أمامَ كُلِّ النَّاسِ لِماذا لَمَسَتهُ وكَيفَ شُفِيَت فَوْرًا.‏ ٤٨ فقالَ لها:‏ «يا ابْنَة،‏ إيمانُكِ شَفاكِ.‏ إذهَبي بِسَلام».‏ +

٤٩ وفيما هو يَتَكَلَّم،‏ جاءَ واحِدٌ مِن عِندِ رَئيسِ المَجمَعِ وقالَ له:‏ «إبْنَتُكَ ماتَت.‏ لا تُتعِبِ المُعَلِّمَ بَعد».‏ + ٥٠ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك،‏ قالَ لِيَايِرُس:‏ «لا تَخَف،‏ آمِنْ فَقَط وسَتَكونُ ابْنَتُكَ بِخَير».‏ + ٥١ وعِندَما وَصَلَ إلى البَيت،‏ لَم يَدَعْ أحَدًا يَدخُلُ معهُ إلَّا بُطْرُس ويُوحَنَّا ويَعْقُوب ووالِدَ البِنتِ وأُمَّها.‏ ٥٢ وكانَ الكُلُّ يَبْكونَ ويَضرِبونَ على صُدورِهِم مِنَ الحُزنِ علَيها.‏ فقال:‏ «لا تَبْكوا.‏ + إنَّها لم تَمُت،‏ بل هي نائِمَة».‏ + ٥٣ فضَحِكوا علَيهِ لِأنَّهُم كانوا يَعرِفونَ أنَّها ماتَت.‏ ٥٤ أمَّا هو فأمسَكَ بِيَدِها وناداها قائِلًا:‏ «يا صَغيرَة،‏ قومي!‏».‏ + ٥٥ فعادَت روحُها *+ إلَيها وقامَت فَوْرًا،‏ + وأمَرَ أن يُعْطوها شَيئًا لِتَأكُل.‏ ٥٦ فطارَ والِداها مِنَ الفَرَح،‏ لكنَّهُ أوْصاهُما أن لا يُخبِرا أحَدًا بِما حَدَث.‏ +

٩ ثُمَّ جَمَعَ الاثنَيْ عَشَرَ وأعْطاهُم قُدرَةً وسُلطَةً على كُلِّ الشَّيَاطِينِ + وعلى شِفاءِ الأمراض.‏ + ٢ وأرسَلَهُم لِيُبَشِّروا عن مَملَكَةِ اللّٰهِ ويَشْفوا المَرْضى،‏ ٣ وقالَ لهُم:‏ «لا تَحمِلوا معكُم شَيئًا لِلطَّريق،‏ لا عُكَّازًا ولا حَقيبَةَ طَعامٍ ولا خُبزًا ولا نُقودًا * ولا ثَوبًا إضافِيًّا.‏ *+ ٤ وكُلُّ بَيتٍ تَدخُلونَ إلَيه،‏ ابْقَوْا فيهِ إلى أن تُغادِروا.‏ + ٥ وإذا رَفَضَ النَّاسُ أن يَستَقبِلوكُم،‏ فعِندَ خُروجِكُم مِن تِلكَ المَدينَة،‏ انفُضوا الغُبارَ عن أقدامِكُم كشَهادَةٍ ضِدَّهُم».‏ + ٦ فانطَلَقوا وتَنَقَّلوا مِن قَريَةٍ إلى قَريَة،‏ وكانوا يُعلِنونَ الأخبارَ الحُلْوَة ويَشْفونَ المَرْضى في كُلِّ مَكان.‏ +

٧ وسَمِعَ هِيرُودُس * حاكِمُ المِنطَقَةِ * بِكُلِّ ما كانَ يَحدُث.‏ فاحتارَ جِدًّا لِأنَّ البَعضَ كانوا يَقولونَ إنَّ يُوحَنَّا قامَ مِنَ المَوت،‏ + ٨ وآخَرينَ قالوا إنَّ إيلِيَّا ظَهَر،‏ وغَيرَهُم قالوا إنَّ واحِدًا مِنَ الأنبِياءِ القُدَماءِ قام.‏ + ٩ فقالَ هِيرُودُس:‏ «يُوحَنَّا،‏ أنا قَطَعتُ رَأسَه.‏ + فمَن هذا الَّذي أسمَعُ عنهُ هذِهِ الأخبار؟‏».‏ وكانَ يُحاوِلُ أن يَراه.‏ +

١٠ ولمَّا رَجَعَ الرُّسُل،‏ أخبَروا يَسُوع بِكُلِّ ما فَعَلوه.‏ + فأخَذَهُم وذَهَبَ معهُم وَحْدَهُم إلى مَدينَةٍ اسْمُها «بَيْت صَيْدَا».‏ + ١١ لكنَّ الجُموعَ عَرَفوا بِذلِك وتَبِعوه.‏ فرَحَّبَ بهِم وبَدَأ يُخبِرُهُم عن مَملَكَةِ اللّٰه،‏ وشَفى الَّذينَ كانوا بِحاجَةٍ إلى الشِّفاء.‏ + ١٢ وصارَ النَّهارُ في آخِرِه.‏ فجاءَ الاثنا عَشَرَ وقالوا له:‏ «قُلْ لِلجُموعِ أن يَذهَبوا إلى القُرى والأريافِ المُحيطَة كَي يَجِدوا مَكانًا وطَعامًا لهُم،‏ لِأنَّنا هُنا في مَكانٍ مُنعَزِل».‏ + ١٣ لكنَّهُ أجابَهُم:‏ «أَعْطوهُم أنتُم شَيئًا يَأكُلونَه».‏ + فقالوا:‏ «كُلُّ ما عِندَنا هو خَمسَةُ أرغِفَةٍ وسَمَكَتان،‏ إلَّا إذا ذَهَبنا نَحنُ واشتَرَينا طَعامًا لِكُلِّ هؤُلاءِ النَّاس!‏».‏ ١٤ وكانَ هُناك حَوالَيْ ٠٠٠‏,٥ رَجُل.‏ فقالَ لِتَلاميذِه:‏ «أَجلِسوهُم في مَجموعاتٍ مِن ٥٠ شَخصًا تَقريبًا».‏ ١٥ ففَعَلوا ذلِك وأجلَسوا الجَميع.‏ ١٦ وأخَذَ الأرغِفَةَ الخَمسَة والسَّمَكَتَيْنِ ورَفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وصَلَّى.‏ * ثُمَّ كَسَرَها وأعْطاها لِلتَّلاميذِ كَي يُقَدِّموها لِلجُموع.‏ ١٧ فأكَلَ الجَميعُ وشَبِعوا.‏ وجَمَعوا ١٢ سَلَّةً مِن قِطَعِ الخُبزِ الباقِيَة.‏ +

١٨ ولاحِقًا،‏ فيما كانَ يُصَلِّي وَحْدَه،‏ جاءَ إلَيهِ التَّلاميذ،‏ فسَألَهُم:‏ «مَن أنا بِرَأْيِ النَّاس؟‏».‏ + ١٩ أجابوا:‏ «يُوحَنَّا المَعْمَدَان.‏ لكنَّ آخَرينَ يَقولون:‏ إيلِيَّا،‏ وآخَرين:‏ واحِدٌ مِنَ الأنبِياءِ القُدَماءِ قام».‏ + ٢٠ ثُمَّ سَألَهُم:‏ «وأنتُم،‏ مَن أنا بِرَأْيِكُم؟‏».‏ أجابَ بُطْرُس:‏ «أنتَ مَسِيحُ اللّٰه».‏ + ٢١ لكنَّهُ أوْصاهُم بِحَزمٍ أن لا يُخبِروا أحَدًا بِذلِك،‏ + ٢٢ وقال:‏ «إبْنُ الإنسانِ يَجِبُ أن يَتَألَّمَ كَثيرًا ويَرفُضَهُ الشُّيوخُ وكِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ ويُقتَل،‏ + ثُمَّ يُقامَ في اليَومِ الثَّالِث».‏ +

٢٣ وقالَ لِلجَميع:‏ «إذا أرادَ أحَدٌ أن يَتبَعَني،‏ يَجِبُ أن يُنكِرَ نَفْسَهُ كُلِّيًّا + ويَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِهِ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعَني دائِمًا.‏ + ٢٤ فمَن يُريدُ أن يُخَلِّصَ حَياتَهُ * يَخسَرُها،‏ أمَّا مَن يَخسَرُ حَياتَهُ * مِن أجْلي فهوَ الَّذي يُخَلِّصُها.‏ + ٢٥ ماذا يَستَفيدُ الشَّخصُ لَو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ أو آذاها؟‏ + ٢٦ فمَن يَخجَلُ بي وبِكَلامي،‏ يَخجَلُ بهِ ابْنُ الإنسانِ حينَ يَأتي بِمَجدِهِ ومَجدِ الآبِ ومَجدِ المَلائِكَةِ القُدُّوسين.‏ + ٢٧ ولكنْ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ إنَّ بَعضَ المَوْجودينَ هُنا لن يَذوقوا المَوتَ أبَدًا قَبلَ أن يَرَوْا مَملَكَةَ اللّٰه».‏ +

٢٨ وبَعدَ كَلامِهِ هذا بِثَمانِيَةِ أيَّامٍ تَقريبًا،‏ أخَذَ معهُ بُطْرُس ويُوحَنَّا ويَعْقُوب وطَلَعَ إلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي.‏ + ٢٩ وبَينَما هو يُصَلِّي،‏ تَغَيَّرَ مَنظَرُ وَجهِهِ وصارَت ثِيابُهُ بَيضاءَ لامِعَة.‏ ٣٠ وفَجْأةً صارَ رَجُلانِ يَتَحَدَّثانِ إلَيهِ هُما مُوسَى وإيلِيَّا.‏ ٣١ هذانِ ظَهَرا بِمَجدٍ وبَدَآ يَتَكَلَّمانِ عن رَحيلِهِ الَّذي كانَ سيُتَمِّمُهُ قَريبًا في أُورُشَلِيم.‏ + ٣٢ وكانَ بُطْرُس والتِّلميذانِ الآخَرانِ قد غَلَبَهُمُ النُّعاس.‏ ولكنْ حينَ استَيقَظوا،‏ رَأَوْا مَجدَ يَسُوع + ورَأَوُا الرَّجُلَيْنِ الواقِفَيْنِ معه.‏ ٣٣ وفيما كانَ الرَّجُلانِ على وَشْكِ أن يَترُكاه،‏ قالَ بُطْرُس لِيَسُوع:‏ «يا مُعَلِّم،‏ كم هو رائِعٌ أنَّنا هُنا!‏ دَعْنا نَنصُبُ ثَلاثَ خِيام:‏ واحِدَةً لكَ وواحِدَةً لِمُوسَى وواحِدَةً لِإيلِيَّا».‏ وكانَ لا يَعرِفُ ما الَّذي يَقولُه.‏ ٣٤ وبَينَما هو يَتَكَلَّم،‏ ظَهَرَت غَيمَةٌ وغَطَّتهُم.‏ فخافوا لمَّا دَخَلوا في الغَيمَة.‏ ٣٥ ثُمَّ جاءَ صَوتٌ + مِنَ الغَيمَةِ يَقول:‏ «هذا هوَ ابْني الَّذي اختَرتُه.‏ + إسمَعوا له».‏ + ٣٦ وعِندَما سُمِعَ الصَّوت،‏ رَأَوْا أنَّ يَسُوع وَحْدَه.‏ ولم يُخبِروا أحَدًا في تِلكَ الأيَّامِ عن أيِّ شَيءٍ رَأَوْه،‏ بل ظَلُّوا ساكِتين.‏ +

٣٧ وفي اليَومِ التَّالي،‏ لمَّا نَزَلوا مِنَ الجَبَل،‏ لاقَتهُ جُموعٌ كَبيرَة.‏ + ٣٨ فصَرَخَ رَجُلٌ مِن بَينِ الجُموعِ وقال:‏ «يا مُعَلِّم،‏ أتَرَجَّاكَ أن تَأتِيَ وتَرى ابْني،‏ إنَّهُ ابْني الوَحيد.‏ + ٣٩ فهُناك روحٌ يُسَيطِرُ علَيهِ فيَصرُخُ فَجْأةً،‏ ويَجعَلُهُ يَنتَفِضُ ويُخرِجُ رَغوَةً مِن فَمِه،‏ وبِصُعوبَةٍ يَترُكُهُ بَعدَ أن يُسَبِّبَ لهُ رُضوضًا في جِسمِه.‏ ٤٠ فتَرَجَّيتُ تَلاميذَكَ أن يُخرِجوه،‏ لكنَّهُم لم يَقدِروا».‏ ٤١ فأجابَ يَسُوع:‏ «أيُّها الجيلُ غَيرُ المُؤْمِنِ والأعوَج،‏ + إلى متى أبْقى معكُم وأتَحَمَّلُكُم؟‏ أَحضِرِ ابْنَكَ إلى هُنا».‏ + ٤٢ وفيما كانَ الصَّبِيُّ يَقتَرِب،‏ رَماهُ الشَّيْطَان على الأرضِ وجَعَلَهُ يَنتَفِضُ بِقُوَّة.‏ لكنَّ يَسُوع تَكَلَّمَ بِحَزمٍ معَ الرُّوحِ الشِّرِّيرِ * وشَفى الصَّبِيَّ ورَدَّهُ إلى أبيه.‏ ٤٣ فتَعَجَّبَ الجَميعُ مِن قُدرَةِ اللّٰهِ العَظيمَة.‏

وبَينَما هُم جَميعًا مُندَهِشونَ مِن كُلِّ ما كانَ يَفعَلُه،‏ قالَ لِتَلاميذِه:‏ ٤٤ ‏«إسمَعوا جَيِّدًا وتَذَكَّروا هذِهِ الكَلِمات:‏ إبْنُ الإنسانِ سيُسَلَّمُ إلى أيْدي النَّاس».‏ + ٤٥ لكنَّهُم لم يَفهَموا كَلامَه.‏ فقد كانَ مَخْفِيًّا عنهُم كَي لا يَستَوعِبوه،‏ وخافوا أن يَسألوهُ عن مَعْناه.‏

٤٦ ثُمَّ صاروا يَتَجادَلونَ حَولَ مَن هوَ الأعظَمُ بَينَهُم.‏ + ٤٧ وعَرَفَ يَسُوع ما في قُلوبِهِم،‏ فأخَذَ وَلَدًا صَغيرًا وأوْقَفَهُ قُربَهُ ٤٨ وقالَ لهُم:‏ «الَّذي يَستَقبِلُ هذا الوَلَدَ الصَّغيرَ مِن أجْلِ اسْمي،‏ يَستَقبِلُني أنا أيضًا.‏ والَّذي يَستَقبِلُني،‏ يَستَقبِلُ الَّذي أرسَلَني أيضًا.‏ + فالَّذي يَعتَبِرُ نَفْسَهُ الأصغَرَ بَينَكُم جَميعًا يَكونُ هوَ العَظيم».‏ +

٤٩ فقالَ يُوحَنَّا:‏ «يا مُعَلِّم،‏ رَأينا شَخصًا يُخرِجُ شَيَاطِينَ بِاسْمِك،‏ فحاوَلنا أن نَمنَعَهُ لِأنَّهُ لا يَتبَعُكَ معنا».‏ + ٥٠ لكنَّ يَسُوع قالَ له:‏ «لا تُحاوِلوا أن تَمنَعوه.‏ فالَّذي لَيسَ ضِدَّكُم هو معكُم».‏

٥١ وبِما أنَّ وَقتَ صُعودِهِ إلى السَّماءِ + كانَ يَقتَرِب،‏ * كانَ مُصَمِّمًا * أن يَذهَبَ إلى أُورُشَلِيم.‏ ٥٢ فأرسَلَ رُسُلًا قَبلَه.‏ فذَهَبوا ودَخَلوا إلى قَريَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ كَي يُجَهِّزوا لهُ ما يَلزَم.‏ ٥٣ لكنَّ أهلَ القَريَةِ لم يَستَقبِلوهُ + لِأنَّهُ كانَ مُتَّجِهًا * إلى أُورُشَلِيم.‏ ٥٤ ولمَّا رَأى التِّلميذانِ يَعْقُوب ويُوحَنَّا ذلِك،‏ + قالا:‏ «يا رَبّ،‏ هل تُريدُ أن نَأمُرَ بِأن تَنزِلَ نارٌ مِنَ السَّماءِ وتَمْحُوَهُم؟‏».‏ + ٥٥ فالْتَفَتَ إلَيهِما ووَبَّخَهُما.‏ ٥٦ ثُمَّ ذَهَبوا إلى قَريَةٍ أُخْرى.‏

٥٧ وفيما هُم في الطَّريق،‏ قالَ لهُ أحَدُ الأشخاص:‏ «سأتبَعُكَ أينَما تَذهَب».‏ ٥٨ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «الثَّعالِبُ لَدَيها أوْكارٌ والطُّيورُ لَدَيها أعشاش،‏ أمَّا ابْنُ الإنسانِ فلَيسَ لَدَيهِ مَكانٌ يَسنُدُ فيهِ رَأسَه».‏ + ٥٩ ثُمَّ قالَ لِرَجُلٍ آخَر:‏ «إتبَعْني».‏ فأجاب:‏ «يا رَبّ،‏ اسمَحْ لي أوَّلًا أن أذهَبَ وأدفِنَ أبي».‏ + ٦٠ لكنَّ يَسُوع قالَ له:‏ «أُترُكِ المَوْتى + يَدفِنونَ مَوْتاهُم،‏ أمَّا أنتَ فاذهَبْ ونادِ بِمَملَكَةِ اللّٰه».‏ + ٦١ وقالَ لهُ شَخصٌ آخَرُ أيضًا:‏ «سأتبَعُكَ يا رَبّ،‏ ولكنِ اسمَحْ لي أوَّلًا أن أُوَدِّعَ الَّذينَ في بَيتي».‏ ٦٢ فأجابَهُ يَسُوع:‏ «مَن يَضَعُ يَدَهُ على المِحراثِ ويَنظُرُ إلى الوَراءِ + لَيسَ مُؤَهَّلًا لِمَملَكَةِ اللّٰه».‏ +

١٠ بَعدَ ذلِك،‏ اختارَ الرَّبُّ ٧٠ شخصًا آخَر،‏ وأرسَلَهُم قُدَّامَهُ اثنَيْنِ اثنَيْنِ + إلى كُلِّ مَدينَةٍ ومَكانٍ كانَ يَنْوي أن يَذهَبَ إلَيهِما.‏ ٢ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «إنَّ الحَصادَ كَثيرٌ لكنَّ العُمَّالَ قَليلون.‏ لِذلِك تَرَجَّوْا سَيِّدَ الحَصادِ أن يُرسِلَ عُمَّالًا إلى حَصادِه.‏ + ٣ إذهَبوا.‏ ولكنِ اسمَعوا!‏ أنا أُرسِلُكُم مِثلَ خِرافٍ بَينَ ذِئاب.‏ + ٤ لا تَحمِلوا كيسَ مال،‏ ولا حَقيبَةَ طَعام،‏ ولا حِذاء،‏ + ولا تُسَلِّموا على أحَدٍ * في الطَّريق.‏ ٥ وكُلُّ بَيتٍ تَدخُلونَه،‏ قولوا أوَّلًا:‏ ‹سَلامٌ على هذا البَيت›.‏ + ٦ فإذا كانَ فيهِ مَن يُحِبُّ السَّلام،‏ يَبْقى معهُ السَّلامُ الَّذي تَمَنَّيتُموهُ له،‏ وإلَّا يَعودُ السَّلامُ إلَيكُم.‏ ٧ وابْقَوْا في ذلِكَ البَيتِ + وكُلوا واشرَبوا ما يُقَدِّمونَهُ لكُم،‏ + لِأنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَتَه.‏ + لا تَظَلُّوا تَنتَقِلونَ مِن بَيتٍ إلى بَيت.‏

٨ ‏«وكُلُّ مَدينَةٍ تَدخُلونَها ويَستَقبِلونَكُم فيها،‏ فكُلوا ما يُقَدِّمونَهُ لكُم،‏ ٩ واشْفوا المَرْضى فيها،‏ وقولوا لهُم:‏ ‹مَملَكَةُ اللّٰهِ اقتَرَبَت مِنكُم›.‏ + ١٠ ولكنْ كُلُّ مَدينَةٍ تَدخُلونَها ولا يَستَقبِلونَكُم فيها،‏ فاخرُجوا إلى شَوارِعِها الرَّئيسِيَّة وقولوا:‏ ١١ ‏‹حتَّى غُبارُ مَدينَتِكُمُ الَّذي عَلِقَ بِأقدامِنا نَنفُضُهُ عنَّا كشَهادَةٍ ضِدَّكُم.‏ + ولكنِ اعرِفوا أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ اقتَرَبَت›.‏ ١٢ أقولُ لكُم:‏ ما سيَحصُلُ لِسَدُوم في ذلِكَ اليَومِ سيَكونُ أهوَنَ مِمَّا سيَحصُلُ لِتِلكَ المَدينَة.‏ +

١٣ ‏«يا وَيْلَكِ يا كُورَزِين!‏ يا وَيْلَكِ يا بَيْت صَيْدَا!‏ فلَو حَدَثَت في صُور وصَيْدُون الأعمالُ العَظيمَة * الَّتي حَدَثَت فيكُما،‏ كانَ تابَ سُكَّانُهُما مِن زَمانٍ ولَبِسوا ثَوبَ الحُزنِ وجَلَسوا في الرَّماد.‏ + ١٤ لِذلِك،‏ ما سيَحصُلُ لِصُور وصَيْدُون عِندَ الحِسابِ سيَكونُ أهوَنَ مِمَّا سيَحصُلُ لكُما.‏ ١٥ وأنتِ يا كَفَرْنَاحُوم،‏ هل تَظُنِّينَ أنَّكِ ستُرفَعينَ إلى السَّماء؟‏ إلى القَبرِ * ستَنزِلين!‏

١٦ ‏«الَّذي يَسمَعُ لكُم يَسمَعُ لي.‏ + والَّذي يَتَجاهَلُكُم يَتَجاهَلُني.‏ والَّذي يَتَجاهَلُني يَتَجاهَلُ الَّذي أرسَلَني».‏ +

١٧ ثُمَّ رَجَعَ الـ‍ ٧٠ فَرِحين،‏ وقالوا:‏ «يا رَبُّ،‏ حتَّى الشَّيَاطِينُ يَخضَعونَ لنا حينَ نَستَعمِلُ اسْمَك».‏ + ١٨ عِندَئِذٍ قالَ لهُم:‏ «أرى الشَّيْطَان قد سَقَطَ + مِنَ السَّماءِ مِثلَ البَرق.‏ ١٩ أُنظُروا!‏ أنا أعْطَيتُكُمُ السُّلطَةَ لِتَدوسوا على الحَيَّاتِ والعَقارِب،‏ والسُّلطَةَ لِتَتَغَلَّبوا على العَدُوِّ وكُلِّ قُوَّتِه،‏ + ولا شَيءَ أبَدًا سيُؤْذيكُم.‏ ٢٠ ولكنْ لا تَفرَحوا لِأنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُم،‏ بلِ افرَحوا لِأنَّ أسماءَكُم كُتِبَت في السَّموات».‏ + ٢١ في تِلكَ اللَّحظَة،‏ مَلَأَهُ الرُّوحُ القُدُسُ بِالفَرَحِ فقال:‏ «أُسَبِّحُكَ عَلَنًا يا أبي،‏ رَبَّ السَّماءِ والأرض،‏ لِأنَّكَ أخْفَيتَ هذِهِ الأُمورَ عنِ الحُكَماءِ والمُفَكِّرينَ + وكَشَفتَها لِلأطفال.‏ نَعَم يا أبي،‏ لِأنَّ هذا ما أرَدتَه.‏ + ٢٢ لقد سَلَّمَني أبي كُلَّ شَيء.‏ ولا أحَدَ يَعرِفُ مَن هوَ الابْنُ إلَّا الآب.‏ ولا أحَدَ يَعرِفُ مَن هوَ الآبُ إلَّا الابْنُ + وكُلُّ الَّذينَ يُريدُ الابْنُ أن يَكشِفَ لهُم مَن هوَ الآبُ فِعلًا».‏ +

٢٣ ثُمَّ الْتَفَتَ إلى التَّلاميذِ وقالَ لهُم على انفِراد:‏ «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ عُيونُهُم تَرى ما تَرَوْنَه.‏ + ٢٤ فأنا أقولُ لكُم:‏ كَثيرونَ مِنَ الأنبِياءِ والمُلوكِ تَمَنَّوْا أن يَرَوْا ما تَرَوْنَهُ ولم يَرَوْا،‏ + وأن يَسمَعوا ما تَسمَعونَهُ ولم يَسمَعوا».‏

٢٥ ووَقَفَ رَجُلٌ خَبيرٌ في الشَّريعَةِ كَي يَمتَحِنَه،‏ فسَأل:‏ «يا مُعَلِّم،‏ ماذا علَيَّ أن أعمَلَ كَي أرِثَ الحَياةَ الأبَدِيَّة؟‏».‏ + ٢٦ فقالَ له:‏ «ما المَكتوبُ في الشَّريعَة؟‏ ماذا تَفهَمُ مِنه؟‏».‏ ٢٧ أجابَه:‏ «‹أَحِبَّ يَهْوَه إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وبِكُلِّ نَفْسِكَ وبِكُلِّ قُوَّتِكَ وبِكُلِّ عَقلِك›،‏ + وأيضًا ‹أَحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك›».‏ + ٢٨ فقالَ له:‏ «جَوابُكَ صَحيح.‏ إستَمِرَّ في فِعلِ ذلِك وسَتَنالُ الحَياة».‏ +

٢٩ ولكنْ لِأنَّ الرَّجُلَ أرادَ أن يُبَرِّرَ نَفْسَه،‏ + قالَ لِيَسُوع:‏ «ومَن هو قَريبي؟‏».‏ ٣٠ أجابَهُ يَسُوع:‏ «كانَ هُناك رَجُلٌ نازِلٌ مِن أُورُشَلِيم إلى أَرِيحَا.‏ فوَقَعَ بَينَ أيْدي لُصوص.‏ فخَلَعوا عنهُ ثِيابَهُ وضَرَبوه،‏ وتَرَكوهُ بَينَ الحَياةِ والمَوتِ وذَهَبوا.‏ ٣١ وبِالصُّدفَة،‏ كانَ هُناك كاهِنٌ نازِلٌ في الطَّريقِ نَفْسِه.‏ ولكنْ حينَ رَآه،‏ ذَهَبَ إلى الجِهَةِ الأُخْرى وتابَعَ طَريقَه.‏ ٣٢ ومَرَّ لَاوِيٌّ أيضًا مِن ذلِكَ المَكانِ ورَآه.‏ فذَهَبَ إلى الجِهَةِ الأُخْرى وتابَعَ طَريقَه.‏ ٣٣ لكنَّ سَامِرِيًّا + مُسافِرًا مِن هُناك وَصَلَ إلى المَكان،‏ ولمَّا رَآهُ أشفَقَ علَيه.‏ ٣٤ فاقتَرَبَ مِنهُ وسَكَبَ على جُروحِهِ زَيتًا ونَبيذًا ورَبَطَها.‏ ثُمَّ أركَبَهُ على حِمارِهِ وأخَذَهُ إلى فُندُقٍ واعتَنى به.‏ ٣٥ وفي اليَومِ التَّالي،‏ أخرَجَ دينارَيْنِ وأعْطاهُما لِصاحِبِ الفُندُقِ وقالَ له:‏ ‹إعتَنِ به.‏ وإذا صَرَفتَ أكثَرَ مِن ذلِك،‏ أدفَعُ لك عِندَما أرجِع›.‏ ٣٦ بِرَأْيِك،‏ أيُّ واحِدٍ مِن هؤُلاءِ الثَّلاثَة تَصَرَّفَ كقَريبٍ + لِلَّذي وَقَعَ بَينَ أيْدي اللُّصوص؟‏».‏ ٣٧ أجابَهُ الرَّجُل:‏ «الَّذي عامَلَهُ بِرَحمَة».‏ + عِندَئِذٍ قالَ لهُ يَسُوع:‏ «إذهَبْ واعمَلْ مِثلَه».‏ +

٣٨ وأكمَلوا طَريقَهُم ودَخَلوا إلى قَريَة.‏ فاستَضافَتهُ في بَيتِها امرَأةٌ اسْمُها مَرْثَا.‏ + ٣٩ وكانَ لَدَيها أُختٌ اسْمُها مَرْيَم جَلَسَت عِندَ قَدَمَيِ الرَّبِّ لِتَسمَعَ كَلامَه.‏ ٤٠ أمَّا مَرْثَا فكانَت مُلتَهِيَةً بِتَجهيزِ أُمورٍ كَثيرَة.‏ فجاءَت إلَيهِ وقالَت:‏ «يا رَبّ،‏ ألَا يَهُمُّكَ أنَّ أُختي تَرَكَتني أشتَغِلُ وَحْدي؟‏ قُلْ لها أن تُساعِدَني».‏ ٤١ فأجابَها الرَّبّ:‏ «مَرْثَا،‏ مَرْثَا،‏ أنتِ تَقلَقينَ وتَنشَغِلينَ بِأُمورٍ كَثيرَة.‏ ٤٢ لكنَّ الحاجَةَ هي إلى أُمورٍ قَليلَة،‏ أو حتَّى إلى أمرٍ واحِدٍ فَقَط.‏ فمَرْيَم اختارَتِ الحِصَّةَ الأفضَلَ + ولن تُؤْخَذَ مِنها».‏

١١ وكانَ يُصَلِّي في أحَدِ الأماكِن.‏ ولمَّا انتَهى،‏ قالَ لهُ واحِدٌ مِن تَلاميذِه:‏ «يا رَبّ،‏ عَلِّمْنا أن نُصَلِّيَ مِثلَما يُوحَنَّا أيضًا عَلَّمَ تَلاميذَه».‏

٢ فقالَ لهُم:‏ «كُلَّما صَلَّيتُم قولوا:‏ ‹أيُّها الآب،‏ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُك.‏ + لِتَأتِ مَملَكَتُك.‏ *+ ٣ أعْطِنا كُلَّ يَومٍ ما نَحتاجُهُ مِنَ الخُبز.‏ + ٤ واغفِرْ لنا خَطايانا + لِأنَّنا نَحنُ أيضًا نَغفِرُ لِكُلِّ مَن هو مَديونٌ لنا.‏ + ولا تُدخِلْنا في تَجرِبَة›».‏ +

٥ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «لِنَفرِضْ أنَّ واحِدًا مِنكُم يَذهَبُ إلى صَديقِهِ في نِصفِ اللَّيلِ ويَقولُ له:‏ ‹يا صَديقي،‏ أعِرْني ثَلاثَةَ أرغِفَة،‏ ٦ لِأنَّ صَديقًا لي أتى مِنَ السَّفَرِ ولَيسَ عِندي شَيءٌ أُقَدِّمُهُ له›.‏ ٧ فيُجيبُهُ صَديقُهُ مِنَ الدَّاخِل:‏ ‹تَوَقَّفْ عن إزعاجي!‏ البابُ مُقفَل،‏ وأنا وأوْلادي الصِّغارُ في الفِراش.‏ لا أقدِرُ أن أقومَ وأُعْطِيَكَ شَيئًا›.‏ ٨ أقولُ لكُم:‏ حتَّى لَو لم يَقُمْ ويُعْطِهِ شَيئًا لِأنَّهُ صَديقُه،‏ فأكيدٌ أنَّهُ سيَقومُ ويُعْطيهِ ما يَحتاجُ إلَيهِ بِسَبَبِ إلحاحِهِ وجُرأتِه.‏ + ٩ لِذلِك أقولُ لكُم:‏ إستَمِرُّوا في الطَّلَبِ *+ يُعْطَ لكُم،‏ استَمِرُّوا في البَحثِ تَجِدوا،‏ استَمِرُّوا في دَقِّ البابِ يُفتَحْ لكُم.‏ + ١٠ فكُلُّ مَن يَطلُبُ * يَنال،‏ + وكُلُّ مَن يَبحَثُ يَجِد،‏ وكُلُّ مَن يَدُقُّ يُفتَحُ له.‏ ١١ فأيُّ أبٍ مِنكُم إذا طَلَبَ ابْنُهُ سَمَكَةً يُعْطيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَة؟‏ + ١٢ أو إذا طَلَبَ بَيضَةً يُعْطيهِ عَقرَبًا؟‏ ١٣ فإذا كُنتُم وأنتُم أشرارٌ تَعرِفونَ أن تُعْطوا أوْلادَكُم عَطايا جَيِّدَة،‏ فكَم بِالأكثَرِ الآبُ في السَّماءِ يُعْطي روحًا قُدُسًا لِلَّذينَ يَطلُبونَ مِنه!‏».‏ +

١٤ ولاحِقًا،‏ أخرَجَ مِن رَجُلٍ شَيْطَانًا جَعَلَهُ أخرَس.‏ + ولمَّا خَرَجَ الشَّيْطَان تَكَلَّمَ الأخرَس،‏ فتَعَجَّبَتِ الجُموع.‏ + ١٥ لكنَّ بَعضًا مِنهُم قالوا:‏ «إنَّهُ يُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول،‏ * رَئيسِ الشَّيَاطِين».‏ + ١٦ وطَلَبَ مِنهُ آخَرونَ عَلامَةً + مِنَ السَّماءِ كَي يَمتَحِنوه.‏ ١٧ فعَرَفَ أفكارَهُم + وقالَ لهُم:‏ «كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخرَب،‏ والبَيتُ الَّذي يَنقَسِمُ على نَفْسِهِ يَسقُط.‏ ١٨ فإذا كانَ الشَّيْطَان أيضًا قدِ انقَسَمَ على نَفْسِه،‏ فكَيفَ تَصمُدُ مَملَكَتُه؟‏ أنتُم تَقولونَ إنِّي أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول.‏ ١٩ فإذا كُنتُ أنا أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول،‏ فبِقُدرَةِ مَن يُخرِجُهُم تَلاميذُكُم؟‏ لِذلِك هُم سيَكونونَ القُضاةَ الَّذينَ يَحكُمونَ علَيكُم.‏ ٢٠ ولكنْ إذا كُنتُ أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِإصبَعِ اللّٰه،‏ + فمَملَكَةُ اللّٰهِ أتَت إلَيكُم ولم تَنتَبِهوا.‏ *+ ٢١ حينَ يَحرُسُ رَجُلٌ قَوِيٌّ ومُسَلَّحٌ جَيِّدًا قَصرَه،‏ تَبْقى مُمتَلَكاتُهُ في أمان.‏ ٢٢ ولكنْ إذا هَجَمَ علَيهِ شَخصٌ أقْوى مِنهُ وغَلَبَه،‏ يَنتَزِعُ مِنهُ كُلَّ أسلِحَتِهِ الَّتي كانَ يَتَّكِلُ علَيها،‏ ويَتَقاسَمُ ما أخَذَهُ مِنهُ مع آخَرين.‏ ٢٣ مَن لَيسَ معي فهو ضِدِّي،‏ ومَن لا يَجمَعُ معي فهو يُفَرِّق.‏ +

٢٤ ‏«عِندَما يَخرُجُ روحٌ شِرِّيرٌ * مِن إنسان،‏ يَمُرُّ في أماكِنَ جافَّة فيما يَبحَثُ عن مَكانِ راحَة.‏ وعِندَما لا يَجِدُ يَقول:‏ ‹سأرجِعُ إلى بَيتي الَّذي تَرَكتُه›.‏ + ٢٥ وحينَ يَصِل،‏ يَجِدُهُ مُكَنَّسًا ومُزَيَّنًا.‏ ٢٦ فيَذهَبُ ويَجلُبُ معهُ سَبعَةَ أرواحٍ أُخْرى أشَرَّ مِنه.‏ فتَدخُلُ وتَسكُنُ هُناك،‏ فتَصيرُ حالَةُ ذلِكَ الإنسانِ في الآخِرِ أسوَأَ مِن حالَتِهِ في الأوَّل».‏

٢٧ وبَينَما هو يَقولُ ذلِك،‏ رَفَعَتِ امرَأةٌ مِنَ الجُموعِ صَوتَها وقالَت له:‏ «سَعيدَةٌ هيَ المَرأةُ الَّتي وَلَدَتكَ وأرضَعَتك!‏».‏ + ٢٨ أمَّا هو فقال:‏ «بل سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلامَ اللّٰهِ ويُطيعونَه!‏».‏ +

٢٩ وفيما كانَتِ الجُموعُ تَتَزايَد،‏ بَدَأ يَقول:‏ «هذا الجيلُ شِرِّير.‏ إنَّهُ يَطلُبُ عَلامَة،‏ لكنَّهُ لن يُعْطى إلَّا عَلامَةَ يُونَان.‏ + ٣٠ فمِثلَما كانَ يُونَان + عَلامَةً لِأهلِ نِينَوَى،‏ سيَكونُ ابْنُ الإنسانِ عَلامَةً لِهذا الجيل.‏ ٣١ إنَّ مَلِكَةَ الجَنوبِ + ستَقومُ مع هذا الجيلِ في يَومِ الحِسابِ وتَدينُه،‏ لِأنَّها أتَت مِن آخِرِ الأرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيْمَان.‏ ولكنِ انظُروا!‏ يوجَدُ هُنا مَن هو أعظَمُ مِن سُلَيْمَان.‏ + ٣٢ وأهلُ نِينَوَى سيَقومونَ مع هذا الجيلِ في يَومِ الحِسابِ ويَدينونَه،‏ لِأنَّهُم تابوا عِندَما سَمِعوا رِسالَةَ يُونَان.‏ + ولكنِ انظُروا!‏ يوجَدُ هُنا مَن هو أعظَمُ مِن يُونَان.‏ ٣٣ لا أحَدَ يُشعِلُ سِراجًا ثُمَّ يُخَبِّئُهُ أو يُغَطِّيه،‏ * بل يَضَعُهُ في مَكانٍ مُرتَفِعٍ + لِكَي يَرى الدَّاخِلونَ النُّور.‏ ٣٤ عَيْنُكَ هي نورُ * جَسَدِك.‏ فحينَ تَكونُ عَيْنُكَ مُرَكِّزَةً جَيِّدًا،‏ * يَكونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُضيئًا.‏ * ولكنْ حينَ تَكونُ حَسودَة،‏ * يَكونُ جَسَدُكَ مُظلِمًا.‏ + ٣٥ فانتَبِهْ إذًا كَي لا يَكونَ النُّورُ الَّذي فيكَ هو في الحَقيقَةِ ظَلامًا.‏ ٣٦ فإذا كانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُضيئًا ولَيسَ فيهِ جُزْءٌ مُظلِم،‏ يَكونُ مُضيئًا بِكامِلِهِ وكَأنَّ سِراجًا يُنيرُ علَيكَ بِضَوئِه».‏

٣٧ وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ دَعاهُ فَرِّيسِيٌّ لِيَتَغَدَّى عِندَه.‏ فدَخَلَ وجَلَسَ * إلى الطَّاوِلَة.‏ ٣٨ لكنَّ الفَرِّيسِيَّ تَفاجَأَ لمَّا رَأى أنَّهُ لم يَغسِلْ * يَدَيْهِ قَبلَ الغَداء.‏ + ٣٩ فقالَ لهُ الرَّبّ:‏ «أنتُمُ الفَرِّيسِيِّينَ تُطَهِّرونَ الكَأسَ والصَّحنَ مِنَ الخارِج،‏ لكنَّكُم مِنَ الدَّاخِلِ مَليئونَ بِالطَّمَعِ والشَّرّ.‏ + ٤٠ يا أغبِياء!‏ ألَا تَعرِفونَ أنَّ الَّذي صَنَعَ الخارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أيضًا؟‏ ٤١ لِذلِك عِندَما تُعْطونَ صَدَقَة،‏ أَعْطوا مِن قَلبِكُم.‏ عِندَئِذٍ،‏ كُلُّ شَيءٍ يَتَعَلَّقُ بكُم يَصيرُ طاهِرًا.‏ ٤٢ ولكنْ يا وَيْلَكُم أيُّها الفَرِّيسِيُّون!‏ فأنتُم تُقَدِّمونَ عُشرَ النَّعنَعِ والسَّذَابِ والأعشابِ الأُخْرى،‏ + لكنَّكُم تَتَجاهَلونَ العَدلَ ومَحَبَّةَ اللّٰه.‏ كانَ يَلزَمُ أن تُقَدِّموا العُشرَ مِن دونِ أن تَتَجاهَلوا العَدلَ ومَحَبَّةَ اللّٰه.‏ + ٤٣ يا وَيْلَكُم أيُّها الفَرِّيسِيُّون!‏ فأنتُم تُحِبُّونَ المَقاعِدَ الأمامِيَّة * في المَجامِعِ والتَّحِيَّاتِ الخاصَّة في ساحاتِ الأسواق.‏ + ٤٤ يا وَيْلَكُم لِأنَّكُم مِثلُ قُبورٍ لا يُلاحِظُها النَّاس،‏ *+ فيَمْشونَ علَيها مِن دونِ أن يَعرِفوا!‏».‏

٤٥ فأجابَهُ واحِدٌ مِنَ الخُبَراءِ في الشَّريعَة:‏ «يا مُعَلِّم،‏ كَلامُكَ هذا يُهينُنا نَحنُ أيضًا».‏ ٤٦ فقال:‏ «يا وَيْلَكُم أنتُم أيضًا أيُّها الخُبَراءُ في الشَّريعَة!‏ فأنتُم تُثَقِّلونَ على النَّاسِ بِأحمالٍ يَصعُبُ حَمْلُها،‏ وأنتُم لا تَلمُسونَها بِإصبَعٍ مِن أصابِعِكُم!‏ +

٤٧ ‏«يا وَيْلَكُم لِأنَّكُم تَبْنونَ قُبورَ الأنبِياء،‏ * وآباؤُكُم هُمُ الَّذينَ قَتَلوهُم!‏ + ٤٨ أنتُم إذًا شُهودٌ على أعمالِ آبائِكُم ومع ذلِك تُوافِقونَ علَيها؛‏ هُم قَتَلوا الأنبِياءَ + وأنتُم تَبْنونَ قُبورَهُم.‏ ٤٩ لِهذا السَّبَب،‏ قالَ اللّٰهُ أيضًا بِحِكمَتِه:‏ ‹سأُرسِلُ إلَيهِم أنبِياءَ ورُسُلًا،‏ فيَقتُلونَ بَعضًا مِنهُم ويَضطَهِدونَ آخَرين.‏ ٥٠ لِذلِك سيُحاسَبُ هذا الجيلُ على * دَمِ كُلِّ الأنبِياءِ الَّذينَ قُتِلوا مُنذُ تَأسيسِ العالَم،‏ + ٥١ مِن دَمِ هَابِيل + إلى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذي قُتِلَ بَينَ المَذبَحِ والهَيكَل›.‏ *+ نَعَم،‏ أقولُ لكُم إنَّ هذا الجيلَ سيُحاسَبُ على * كُلِّ ذلِك.‏

٥٢ ‏«يا وَيْلَكُم أيُّها الخُبَراءُ في الشَّريعَة!‏ فأنتُم أخَذتُم مِفتاحَ المَعرِفَة،‏ لكنَّكُم لم تَدخُلوا،‏ والَّذينَ أرادوا الدُّخولَ صَعَّبتُم علَيهِم ذلِك».‏ +

٥٣ ولمَّا خَرَجَ مِن هُناك،‏ بَدَأَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ يَضغَطونَ علَيهِ جِدًّا ويَسألونَهُ أسئِلَةً أُخْرى كَثيرَة،‏ ٥٤ بِانتِظارِ الفُرصَةِ أن يَقولَ شَيئًا يُمسِكونَهُ علَيه.‏ +

١٢ خِلالَ ذلِكَ الوَقت،‏ تَجَمَّعَت أُلوفٌ كَثيرَة جِدًّا مِنَ النَّاسِ لِدَرَجَةِ أنَّهُم كانوا يَدوسونَ بَعضُهُم على بَعض.‏ فبَدَأ يَتَحَدَّثُ أوَّلًا إلى تَلاميذِهِ وقال:‏ «إحذَروا مِن خَميرَةِ الفَرِّيسِيِّينَ الَّتي هي نِفاقُهُم.‏ + ٢ ولكنْ كُلُّ مُخَبَّإٍ سيُكشَف،‏ وكُلُّ سِرٍّ سيُعرَف.‏ + ٣ فكُلُّ ما تَقولونَهُ في الظَّلامِ سيُسمَعُ في النُّور،‏ وما تَهمِسونَ بهِ في غُرَفِكُم سيُنادى بهِ على السُّطوح.‏ ٤ وأقولُ لكُم يا أصدِقائي:‏ + لا تَخافوا مِنَ الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسَدَ ولا يَقدِرونَ بَعدَ ذلِك أن يَفعَلوا أكثَر.‏ + ٥ سأُوَضِّحُ لكُم مِمَّن يَجِبُ أن تَخافوا:‏ خافوا مِنَ الَّذي بَعدَما يَقتُل،‏ لَدَيهِ سُلطَةٌ أن يَرْمِيَ في وادي هِنُّوم.‏ + أقولُ لكُم:‏ نَعَم،‏ مِن هذا خافوا.‏ + ٦ ألَا تُباعُ خَمسَةُ عَصافيرَ دورِيَّة بِقِرشَيْن؟‏ * مع ذلِك،‏ لا يَنْسى * اللّٰهُ ولا واحِدًا مِنها.‏ + ٧ أمَّا أنتُم،‏ فحتَّى شَعرُ رَأسِكُم كُلُّهُ مَعدود.‏ + فلا تَخافوا،‏ أنتُم أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ العَصافيرِ الدُّورِيَّة.‏ +

٨ ‏«وأقولُ لكُم:‏ كُلُّ مَن يَعتَرِفُ بي أمامَ النَّاس،‏ + سيَعتَرِفُ بهِ ابْنُ الإنسانِ أيضًا أمامَ مَلائِكَةِ اللّٰه.‏ + ٩ ومَن يُنكِرُني أمامَ النَّاس،‏ سيُنكِرُهُ ابْنُ الإنسانِ أمامَ مَلائِكَةِ اللّٰه.‏ + ١٠ وكُلُّ مَن يَقولُ كَلِمَةً على ابْنِ الإنسانِ سيُغفَرُ له.‏ أمَّا مَن يُجَدِّفُ على الرُّوحِ القُدُسِ فلن يُغفَرَ له.‏ + ١١ وعِندَما يُحضِرونَكُم أمامَ التَّجَمُّعاتِ العامَّة * والحُكَّامِ والسُّلُطات،‏ لا تَحمِلوا هَمًّا كَيفَ ستُدافِعونَ عن أنفُسِكُم أو ماذا ستَقولون.‏ + ١٢ فالرُّوحُ القُدُسُ سيُعَلِّمُكُم في تِلكَ اللَّحظَةِ نَفْسِها ماذا يَجِبُ أن تَقولوا».‏ +

١٣ ثُمَّ قالَ لهُ واحِدٌ مِنَ الجُموع:‏ «يا مُعَلِّم،‏ قُلْ لِأخي أن يُقَسِّمَ الميراثَ بَيني وبَينَه».‏ ١٤ فأجابَه:‏ «يا رَجُل،‏ مَن عَيَّنَني قاضِيًا أو حَكَمًا بَينَكُما؟‏».‏ ١٥ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «أَبْقوا عُيونَكُم مَفتوحَةً واحذَروا مِن كُلِّ أنواعِ الطَّمَع.‏ + فحتَّى لَو كانَ لَدى الشَّخصِ مُمتَلَكاتٌ كَثيرَة،‏ فهي لا تُعْطيهِ الحَياة».‏ + ١٦ عِندَئِذٍ أخبَرَهُم هذا المَثَل:‏ «كانَ لِرَجُلٍ غَنِيٍّ أرضٌ أنتَجَت بِكَثرَة.‏ ١٧ فصارَ يُفَكِّرُ في نَفْسِه:‏ ‹ماذا أعمَلُ الآن؟‏ لَيسَ عِندي مَكانٌ لِأجمَعَ فيهِ مَحاصيلي›.‏ ١٨ ثُمَّ قال:‏ ‹هذا ما سأعمَلُه:‏ + سأهدِمُ مَخازِني وأبْني أكبَرَ مِنها وأجمَعُ فيها كُلَّ الحُبوبِ والخَيراتِ الَّتي لَدَيَّ.‏ ١٩ وسَأقولُ لِنَفْسي:‏ «لَدَيكَ * خَيراتٌ كَثيرَة تَكْفيكَ لِسِنينٍ طَويلَة؛‏ إستَرِحْ وكُلْ واشرَبْ واستَمتِعْ بِحَياتِك»›.‏ ٢٠ لكنَّ اللّٰهَ قالَ له:‏ ‹يا غَبِيّ،‏ هذِهِ اللَّيلَةَ ستَخسَرُ حَياتَك.‏ * فمَن سيَأخُذُ الأشياءَ الَّتي خَزَّنتَها؟‏›.‏ + ٢١ هذا هو مَصيرُ الَّذي يُجَمِّعُ كُنوزًا لِنَفْسِهِ لكنَّهُ لَيسَ غَنِيًّا في نَظَرِ اللّٰه».‏ +

٢٢ ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِه:‏ «لِهذا السَّبَبِ أقولُ لكُم:‏ لا تَقلَقوا بَعدَ الآنَ بِخُصوصِ ماذا ستَأكُلونَ أو ماذا ستَلبَسون.‏ + ٢٣ فالحَياةُ * أهَمُّ مِنَ الطَّعام،‏ والجَسَدُ أهَمُّ مِنَ المَلابِس.‏ ٢٤ تَأمَّلوا الغِربان:‏ إنَّها لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولَيسَ لَدَيها مُستَودَعٌ ولا مَخزَن،‏ لكنَّ اللّٰهَ يُطعِمُها.‏ + ألَستُم أنتُم أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ الطُّيور؟‏ + ٢٥ مَن مِنكُم إذا حَمَلَ هَمًّا يَقدِرُ أن يُطَوِّلَ عُمرَهُ ولَو قَليلًا؟‏ * ٢٦ فإذا كُنتُم لا تَقدِرونَ أن تَعمَلوا أمرًا صَغيرًا كهذا،‏ فلِماذا تَحمِلونَ هَمَّ باقي الأُمور؟‏ + ٢٧ تَأمَّلوا كَيفَ تَنْمو الزَّنابِق:‏ إنَّها لا تَتعَبُ ولا تَنسُج،‏ لكنِّي أقولُ لكُم:‏ حتَّى سُلَيْمَان في كُلِّ مَجدِهِ لم يَلبَسْ مِثلَ واحِدَةٍ مِنها.‏ + ٢٨ فإذا كانَ نَباتُ الحَقل،‏ الَّذي يَكونُ مَوْجودًا اليَومَ ويُرْمى غَدًا في النَّار،‏ * يُلبِسُهُ اللّٰهُ هكَذا،‏ فكم بِالأكثَرِ يُلبِسُكُم أنتُم يا قَليلي الإيمان!‏ ٢٩ فلا تَشغَلوا بالَكُم بَعدَ الآنَ بِخُصوصِ ماذا ستَأكُلونَ وماذا ستَشرَبون،‏ ولا تَقلَقوا وتَحمِلوا هَمًّا.‏ + ٣٠ فكُلُّ هذِهِ الأُمورِ يَركُضُ وَراءَها باقي النَّاس،‏ * لكنَّ أباكُم يَعرِفُ أنَّكُم تَحتاجونَ إلَيها.‏ + ٣١ بَدَلًا مِن ذلِك،‏ ضَعوا دائِمًا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِكُم،‏ وهو سيُعْطيكُم هذِهِ الأُمور.‏ +

٣٢ ‏«لا تَخَفْ أيُّها القَطيعُ الصَّغير،‏ + لِأنَّ أباكُم رَضِيَ أن يُعْطِيَكُمُ المَملَكَة.‏ + ٣٣ بيعوا مُمتَلَكاتِكُم وأَعْطوا صَدَقَة.‏ + إمتَلِكوا أكياسَ مالٍ لا تَهتَري،‏ كَنزًا في السَّمواتِ لا يَزول.‏ + فهُناك لا يَقتَرِبُ مِنهُ سارِقٌ ولا يُخَرِّبُهُ العُثّ.‏ ٣٤ فالمَكانُ الَّذي يَكونُ فيهِ كَنزُكُم،‏ يَكونُ فيهِ قَلبُكُم أيضًا.‏

٣٥ ‏«شُدُّوا حِزامَكُم حَولَ خَصرِكُم وكونوا جاهِزين،‏ + وأَبْقوا سُرُجَكُم مُشتَعِلَة،‏ + ٣٦ وكونوا مِثلَ أشخاصٍ يَنتَظِرونَ أن يَرجِعَ سَيِّدُهُم + مِنَ العُرس،‏ + حتَّى إذا وَصَلَ ودَقَّ البابَ يَفتَحونَ لهُ فَوْرًا.‏ ٣٧ سُعَداءُ هُم هؤُلاءِ العَبيدُ الَّذينَ يَجِدُهُم سَيِّدُهُم ساهِرينَ حينَ يَأتي!‏ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ إنَّهُ يُجَهِّزُ نَفْسَهُ * لِلعَمَلِ ويُجلِسُهُم * إلى الطَّاوِلَةِ ويَأتي ويَخدُمُهُم.‏ ٣٨ وسُعَداءُ هُم إذا جاءَ في اللَّيلِ * أو حتَّى بَعدَ نِصفِ اللَّيلِ * ووَجَدَهُم مُستَعِدِّين!‏ ٣٩ ولكنْ فَكِّروا في هذا:‏ إذا عَرَفَ صاحِبُ البَيتِ في أيِّ ساعَةٍ سيَأتي السَّارِق،‏ فهو لا يَترُكُهُ يَتَسَلَّلُ إلى بَيتِه.‏ + ٤٠ أنتُم أيضًا ابْقَوْا مُستَعِدِّينَ لِأنَّ ابْنَ الإنسانِ سيَأتي في ساعَةٍ لا تَتَوَقَّعونَها».‏ +

٤١ ثُمَّ قالَ بُطْرُس:‏ «يا رَبّ،‏ هل تَقولُ هذا المَثَلَ لنا فَقَط أم لِلكُلِّ أيضًا؟‏».‏ ٤٢ فقالَ الرَّبّ:‏ «مَن هوَ الوَكيلُ * الأمينُ الحَكيمُ * الَّذي سيُعَيِّنُهُ سَيِّدُهُ على مَجموعَةِ خَدَمِهِ * كَي يَظَلَّ يُعْطيهِم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعامِ في الوَقتِ المُناسِب؟‏ + ٤٣ سَعيدٌ هو ذلِكَ العَبدُ إذا جاءَ سَيِّدُهُ ووَجَدَهُ يَقومُ بِعَمَلِهِ هذا!‏ ٤٤ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ سيُعَيِّنُهُ مَسؤولًا على كُلِّ مُمتَلَكاتِه.‏ ٤٥ ولكنْ إذا قالَ ذلِكَ العَبدُ في قَلبِه:‏ ‹سَيِّدي سيَتَأخَّرُ في مَجيئِه›،‏ وابتَدَأَ يَضرِبُ الخُدَّامَ والخادِماتِ ويَأكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَر،‏ + ٤٦ فسَيَأتي سَيِّدُ ذلِكَ العَبدِ في يَومٍ لا يَتَوَقَّعُهُ وفي ساعَةٍ لا يَعرِفُها،‏ وسَيُعاقِبُهُ عِقابًا شَديدًا ويَضَعُهُ مع غَيرِ الأُمَناء.‏ ٤٧ فذلِكَ العَبدُ الَّذي فَهِمَ ما يُريدُهُ سَيِّدُهُ لكنَّهُ لم يَستَعِدَّ ولم يَعمَلْ ما طَلَبَه،‏ * سيُضرَبُ كَثيرًا.‏ + ٤٨ أمَّا الَّذي لم يَفهَمْ وعَمِلَ أُمورًا تَستَحِقُّ الضَّرب،‏ فسَيُضرَبُ قَليلًا.‏ فكُلُّ مَن أُعْطِيَ كَثيرًا سيُطلَبُ مِنهُ الكَثير،‏ ومَن أُوكِلَ إلَيهِ الكَثيرُ سيُطلَبُ مِنهُ أكثَرُ مِمَّا يُطلَبُ بِالعادَة.‏ +

٤٩ ‏«جِئتُ لِأُشعِلَ نارًا على الأرض،‏ فماذا أُريدُ بَعد ما دامَت قدِ اشتَعَلَت؟‏ ٥٠ ولكنْ هُناك مَعمودِيَّةٌ يَجِبُ أن أعتَمِدَها،‏ وكم سأظَلُّ مُتَضايِقًا حتَّى تَنتَهي!‏ + ٥١ هل تَظُنُّونَ أنِّي جِئتُ لِأجلُبَ سَلامًا على الأرض؟‏ أقولُ لكُم:‏ لا،‏ لَيسَ سَلامًا بلِ انقِسامًا.‏ + ٥٢ فمِنَ الآنَ سيَكونُ خَمسَةٌ في بَيتٍ واحِدٍ مُنقَسِمين:‏ ثَلاثَةٌ ضِدَّ اثنَيْنِ واثنانِ ضِدَّ ثَلاثَة.‏ ٥٣ سيَنقَسِمونَ فيَكونُ الأبُ ضِدَّ الابْنِ والابْنُ ضِدَّ الأب،‏ والأُمُّ ضِدَّ البِنتِ والبِنتُ ضِدَّ الأُمّ،‏ والحَماةُ ضِدَّ الكَنَّةِ والكَنَّةُ ضِدَّ الحَماة».‏ +

٥٤ ثُمَّ قالَ أيضًا لِلجُموع:‏ «حينَ تَرَوْنَ غَيمَةً تَطلَعُ مِنَ الغَرب،‏ تَقولونَ فَوْرًا:‏ ‹هُناك عاصِفَةٌ آتِيَة›،‏ وفِعلًا تَأتي العاصِفَة.‏ ٥٥ وحينَ تَهُبُّ رِياحٌ جَنوبِيَّة،‏ تَقولون:‏ ‹ستَأتي مَوجَةُ حَرّ›،‏ وفِعلًا تَأتي.‏ ٥٦ يا مُنافِقون،‏ تَعرِفونَ أن تُمَيِّزوا كَيفَ سيَكونُ الطَّقسُ مِن مَنظَرِ الأرضِ والسَّماء،‏ فكَيفَ لا تَعرِفونَ أن تُمَيِّزوا ماذا يَحدُثُ في هذا الوَقت؟‏ + ٥٧ ولِماذا لا تُمَيِّزونَ أنتُم بِأنفُسِكُم ما هو صائِب؟‏ ٥٨ مَثَلًا،‏ حينَ تَذهَبُ معَ المُشتَكي علَيكَ إلى الحاكِم،‏ اسْعَ وأنتَ في الطَّريقِ أن تَحُلَّ الخِلافَ معه،‏ كَي لا يَجعَلَكَ تَقِفُ أمامَ القاضي،‏ والقاضي يُسَلِّمُكَ إلى شُرطِيِّ المَحكَمَة،‏ وشُرطِيُّ المَحكَمَةِ يَرْميكَ في السِّجن.‏ + ٥٩ أقولُ لك:‏ لن تَخرُجَ مِن هُناك حتَّى توفِيَ آخِرَ فَلْسٍ * علَيك».‏

١٣ في ذلِكَ الوَقت،‏ أخبَرَهُ بَعضُ المَوْجودينَ هُناك عنِ الجَلِيلِيِّينَ الَّذينَ قَتَلَهُم بِيلَاطُس فاختَلَطَ دَمُهُم بِدَمِ ذَبائِحِهِم.‏ ٢ فأجابَهُم:‏ «هل تَظُنُّونَ أنَّ هؤُلاءِ الجَلِيلِيِّينَ كانوا خُطاةً أكثَرَ مِن كُلِّ الجَلِيلِيِّينَ الآخَرينَ حتَّى حَصَلَ لهُم ذلِك؟‏ ٣ لا.‏ وأقولُ لكُم:‏ إذا لم تَتوبوا،‏ فكُلُّكُم ستَهلَكونَ مِثلَهُم.‏ + ٤ وماذا عنِ الـ‍ ١٨ شَخصًا الَّذينَ سَقَطَ علَيهِمِ البُرجُ في سِلْوَام وقَتَلَهُم؟‏ هل تَظُنُّونَ أنَّ ذَنْبَهُم كانَ أكبَرَ مِن ذَنْبِ باقي النَّاسِ السَّاكِنينَ في أُورُشَلِيم؟‏ ٥ لا.‏ وأقولُ لكُم:‏ إذا لم تَتوبوا،‏ فكُلُّكُم ستَهلَكونَ مِثلَهُم».‏

٦ ثُمَّ قالَ هذا المَثَل:‏ «كانَ عِندَ رَجُلٍ شَجَرَةُ تينٍ مَزروعَة في كَرمِه.‏ فجاءَ يُفَتِّشُ عن ثَمَرٍ علَيها،‏ لكنَّهُ لم يَجِد.‏ + ٧ فقالَ لِلَّذي يَعتَني بِالكَرم:‏ ‹أنا آتي مُنذُ ثَلاثِ سِنينٍ لِأُفَتِّشَ عن ثَمَرٍ على هذِهِ التِّينَةِ ولا أجِد.‏ إقطَعْها!‏ لِماذا أترُكُها تُضَيِّعُ مِساحَةً مِنَ الأرض؟‏›.‏ ٨ فأجابَه:‏ ‹يا سَيِّد،‏ اترُكْها سَنَةً أُخْرى بَعد.‏ سأقلِبُ التُّربَةَ حَولَها وأضَعُ زِبلًا.‏ ٩ فإذا أعْطَت ثَمَرًا في المُستَقبَل،‏ فهذا جَيِّد.‏ وإذا لم تُعْطِ،‏ تَقطَعُها›».‏ +

١٠ وكانَ يُعَلِّمُ في أحَدِ المَجامِعِ يَومَ السَّبت.‏ ١١ وكانَ هُناكَ امرَأةٌ فيها روحٌ جَعَلَها مَريضَةً * مِن ١٨ سَنَة.‏ فكانَت مُنحَنِيَةً جِدًّا ولا تَقدِرُ أبَدًا أن تَقِفَ بِشَكلٍ مُستَقيم.‏ ١٢ ولمَّا رَآها يَسُوع،‏ ناداها وقالَ لها:‏ «يا امرَأة،‏ أنتِ حُرَّة مِن مَرَضِكِ».‏ + ١٣ ووَضَعَ يَدَيْهِ علَيها،‏ وفي الحالِ وَقَفَت مُستَقيمَةً وبَدَأَت تُمَجِّدُ اللّٰه.‏ ١٤ فغَضِبَ جِدًّا رَئيسُ المَجمَعِ لِأنَّ يَسُوع شَفى في السَّبت،‏ وقالَ لِلنَّاس:‏ «هُناك سِتَّةُ أيَّامٍ لِلعَمَل.‏ + فتَعالَوْا واطلُبوا الشِّفاءَ في هذِهِ الأيَّام،‏ لا في يَومِ السَّبت».‏ + ١٥ لكنَّ الرَّبَّ أجابَه:‏ «يا مُنافِقون،‏ + ألَا يَفُكُّ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم في السَّبتِ ثَورَهُ أو حِمارَهُ مِنَ المَكانِ المَربوطِ فيه،‏ ويَأخُذُهُ لِيَسْقِيَه؟‏ + ١٦ هذِهِ المَرأةُ هيَ ابْنَةٌ لِإبْرَاهِيم،‏ والشَّيْطَان قَيَّدَها ١٨ سَنَة.‏ ألَا يَجِبُ إذًا أن تَتَحَرَّرَ مِن هذِهِ القُيودِ في يَومِ السَّبت؟‏».‏ ١٧ ولمَّا قالَ ذلِك،‏ كُلُّ الَّذينَ يُعارِضونَهُ خَجِلوا مِن أنفُسِهِم.‏ أمَّا الجُموعُ كُلُّهُم ففَرِحوا بِجَميعِ الأعمالِ الرَّائِعَة الَّتي كانَ يَعمَلُها.‏ +

١٨ ثُمَّ قال:‏ «ماذا تُشبِهُ مَملَكَةُ اللّٰه،‏ وكَيفَ أصِفُها؟‏ ١٩ إنَّها تُشبِهُ حَبَّةَ خَردَلٍ أخَذَها شَخصٌ وزَرَعَها في بُستانِه.‏ فنَمَت وصارَت شَجَرَةً وعَشَّشَت طُيورُ السَّماءِ بَينَ أغصانِها».‏ +

٢٠ وقالَ مَرَّةً أُخْرى:‏ «بِماذا أُشَبِّهُ مَملَكَةَ اللّٰه؟‏ ٢١ إنَّها تُشبِهُ خَميرَةً خَلَطَتها امرَأةٌ بِثَلاثِ كَيلاتٍ كَبيرَة * مِنَ الطَّحين،‏ فاختَمَرَ العَجينُ كُلُّه».‏ +

٢٢ وفي طَريقِهِ إلى أُورُشَلِيم،‏ تَنَقَّلَ مِن مَدينَةٍ إلى مَدينَةٍ ومِن قَريَةٍ إلى قَريَةٍ وعَلَّمَ النَّاس.‏ ٢٣ فسَألَهُ رَجُل:‏ «يا سَيِّد،‏ هلِ الَّذينَ سيَخلُصونَ قَليلون؟‏».‏ فقالَ لهُم:‏ ٢٤ ‏«إجتَهِدوا بِكُلِّ قُوَّتِكُم كَي تَدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق.‏ + فأنا أقولُ لكُم:‏ كَثيرونَ سيُحاوِلونَ أن يَدخُلوا،‏ لكنَّهُم لن يَقدِروا.‏ ٢٥ فبَعدَ أن يَكونَ صاحِبُ البَيتِ قد أقفَلَ الباب،‏ ستَقِفونَ في الخارِجِ وتَدُقُّونَ البابَ وتَقولون:‏ ‹يا سَيِّد،‏ افتَحْ لنا›.‏ + لكنَّهُ يُجيبُكُم:‏ ‹لا أعرِفُ مَن أنتُم›.‏ ٢٦ عِندَئِذٍ ستَقولون:‏ ‹أكَلنا وشَرِبنا معك،‏ وأنتَ عَلَّمتَ في شَوارِعِنا الرَّئيسِيَّة›.‏ + ٢٧ فيُجيبُكُم:‏ ‹لا أعرِفُ مَن أنتُم.‏ إبتَعِدوا عنِّي كُلُّكُم يا فاعِلي الشَّرّ›.‏ ٢٨ وسَتَبْكونَ وتَشُدُّونَ على أسنانِكُم عِندَما تَرَوْنَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب وكُلَّ الأنبِياءِ في مَملَكَةِ اللّٰه،‏ فيما أنتُم مَطرودونَ في الخارِج.‏ + ٢٩ وسَيَأتي النَّاسُ مِنَ الشَّرقِ والغَربِ ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب،‏ ويَجلِسونَ * إلى المائِدَةِ في مَملَكَةِ اللّٰه.‏ ٣٠ فاسمَعوا هذا:‏ هُناك أشخاصٌ هُمُ الآنَ في الآخِرِ سيَصيرونَ في الأوَّل،‏ وأشخاصٌ هُمُ الآنَ في الأوَّلِ سيَصيرونَ في الآخِر».‏ +

٣١ في تِلكَ اللَّحظَة،‏ جاءَ إلَيهِ بَعضُ الفَرِّيسِيِّينَ وقالوا له:‏ «أُترُكْ هذا المَكانَ لِأنَّ هِيرُودُس يُريدُ أن يَقتُلَك».‏ ٣٢ فقالَ لهُم:‏ «إذهَبوا وقولوا لِهذا الثَّعلَب:‏ ‹أنا أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ وأشْفي النَّاسَ اليَومَ وغَدًا،‏ وفي اليَومِ الثَّالِثِ أُنْهي عَمَلي›.‏ ٣٣ ولكنْ يَجِبُ أن أُتابِعَ طَريقي اليَومَ وغَدًا وبَعدَ غَد،‏ لِأنَّهُ لا يُمكِنُ أن يُقتَلَ نَبِيٌّ خارِجَ أُورُشَلِيم.‏ + ٣٤ يا أُورُشَلِيم،‏ يا أُورُشَلِيم،‏ يا مَن قَتَلتِ الأنبِياءَ ورَجَمتِ المُرسَلينَ إلَيكِ!‏ + كم مَرَّةٍ أرَدتُ أن أجمَعَ أوْلادَكِ مِثلَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها!‏ لكنَّكُم لم تُريدوا.‏ + ٣٥ أُنظُروا!‏ إنَّ بَيتَكُم يُترَكُ لكُم.‏ + وأقولُ لكُم:‏ لن تَرَوْني أبَدًا إلى أن تَقولوا:‏ ‹مُبارَكٌ هوَ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه!‏›».‏ +

١٤ وفي يَومِ سَبت،‏ ذَهَبَ لِيَتَناوَلَ الطَّعامَ في بَيتِ واحِدٍ مِن قادَةِ الفَرِّيسِيِّين.‏ وكانَ المَوْجودونَ هُناك يُراقِبونَهُ بِانتِباه.‏ ٢ وكانَ أمامَهُ رَجُلٌ مُصابٌ بِمَرَضِ الاسْتِسْقَاء.‏ * ٣ فسَألَ يَسُوع الخُبَراءَ في الشَّريعَةِ والفَرِّيسِيِّين:‏ «هل يَجوزُ شِفاءُ المَرْضى في السَّبت؟‏».‏ + ٤ لكنَّهُم ظَلُّوا ساكِتين.‏ فلَمَسَهُ وشَفاهُ وتَرَكَهُ يَذهَب.‏ ٥ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «مَن مِنكُم إذا وَقَعَ ابْنُهُ أو ثَورُهُ في بِئرٍ + يَومَ السَّبتِ لا يُخرِجُهُ فَوْرًا؟‏».‏ + ٦ فلم يَقدِروا أن يُجاوِبوهُ على ذلِك.‏

٧ ولاحَظَ أنَّ المَدْعُوِّينَ كانوا يَختارونَ لِأنفُسِهِمِ الأماكِنَ الأبرَز،‏ + فأعْطاهُم هذا المَثَل:‏ ٨ ‏«حينَ يَدْعوكَ أحَدٌ إلى وَليمَةِ عُرس،‏ لا تَجلِسْ * في المَكانِ الأبرَز.‏ + فهو رُبَّما دَعا أيضًا شَخصًا أهَمَّ مِنك.‏ ٩ فيَأتي الَّذي دَعاكُما ويَقولُ لك:‏ ‹أعْطِ مَكانَكَ لِهذا الرَّجُل›.‏ فتَخجَلُ وتَقومُ لِتَجلِسَ في أدْنى مَكان.‏ ١٠ بل حينَ يَدْعوكَ أحَد،‏ اذهَبْ واجلِسْ * في أدْنى مَكان.‏ وهكَذا حينَ يَأتي الَّذي دَعاك،‏ يَقولُ لك:‏ ‹يا صَديقي،‏ قُمْ إلى مَكانٍ أفضَل›.‏ * فيُعْطيكَ كَرامَةً أمامَ باقي الضُّيوفِ كُلِّهِم.‏ + ١١ فكُلُّ مَن يُرَفِّعُ نَفْسَهُ سيُذَلّ،‏ ومَن يَتَواضَعُ سيُرَفَّع».‏ +

١٢ ثُمَّ قالَ أيضًا لِلرَّجُلِ الَّذي دَعاه:‏ «حينَ تَعمَلُ غَداءً أو عَشاء،‏ لا تَدْعُ أصدِقاءَكَ ولا إخوَتَكَ ولا أقارِبَكَ ولا جيرانَكَ الأغنِياء.‏ فقد يَرُدُّونَ لكَ الدَّعوَة،‏ وهكَذا تَكونُ قد نِلتَ مُكافَأَتَك.‏ ١٣ بل حينَ تَعمَلُ وَليمَة،‏ ادْعُ الفُقَراءَ والمَشلولينَ والعُرجَ والعُميان.‏ + ١٤ عِندَئِذٍ تَكونُ سَعيدًا،‏ لِأنَّهُم لا يَملِكونَ شَيئًا يُكافِئونَكَ به.‏ فأنتَ ستُكافَأُ في قِيامَةِ + الصَّالِحين».‏ *

١٥ ولمَّا سَمِعَ ذلِك واحِدٌ مِنَ الضُّيوف،‏ قالَ له:‏ «سَعيدٌ هوَ الَّذي يَتَناوَلُ الطَّعامَ * في مَملَكَةِ اللّٰه».‏

١٦ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «عَمِلَ رَجُلٌ عَشاءً ضَخمًا،‏ + ودَعا أشخاصًا كَثيرين.‏ ١٧ وحينَ جاءَ وَقتُ العَشاء،‏ أرسَلَ عَبدَهُ لِيَقولَ لِلمَدْعُوِّين:‏ ‹تَعالَوْا،‏ كُلُّ شَيءٍ صارَ جاهِزًا›.‏ ١٨ فبَدَأوا كُلُّهُم يُعْطونَ أعذارًا بِنَفْسِ الطَّريقَة.‏ + قالَ لهُ الأوَّل:‏ ‹إشتَرَيتُ حَقلًا ويَجِبُ أن أذهَبَ لِأراه،‏ فاعذِرْني مِن فَضلِك›.‏ ١٩ وقالَ آخَر:‏ ‹إشتَرَيتُ خَمسَةَ أزواجٍ * مِنَ الثِّيرانِ وأنا ذاهِبٌ لِأُجَرِّبَها،‏ فاعذِرْني مِن فَضلِك›.‏ + ٢٠ وقالَ آخَرُ أيضًا:‏ ‹أنا تَزَوَّجتُ مُؤَخَّرًا،‏ لِذلِك لا أقدِرُ أن أجيء›.‏ ٢١ فجاءَ العَبدُ وأخبَرَ سَيِّدَهُ بِذلِك.‏ فغَضِبَ سَيِّدُ البَيتِ وقالَ لِعَبدِه:‏ ‹أُخرُجْ بِسُرعَةٍ إلى شَوارِعِ المَدينَةِ الرَّئيسِيَّة والفَرعِيَّة،‏ وأَحضِرْ إلى هُنا الفُقَراءَ والمَشلولينَ والعُميانَ والعُرج›.‏ ٢٢ وبَعدَما رَجَعَ العَبد،‏ قال:‏ ‹يا سَيِّدي،‏ عَمِلتُ ما أمَرتَ به،‏ ولا يَزالُ هُناك أماكِنُ فارِغَة›.‏ ٢٣ فقالَ السَّيِّدُ لِلعَبد:‏ ‹إذهَبْ إلى الطُّرُقاتِ خارِجَ المَدينَة،‏ وأَلِحَّ على النَّاسِ أن يَأتوا كَي يَمتَلِئَ بَيتي.‏ + ٢٤ أقولُ لكُم:‏ ولا واحِدٌ مِنَ الَّذينَ دَعَوتُهُم في الأوَّلِ سيَذوقُ عَشائي›».‏ +

٢٥ وكانَت جُموعٌ كَبيرَة مُسافِرَةً معه،‏ فالْتَفَتَ وقالَ لهُم:‏ ٢٦ ‏«إذا جاءَ أحَدٌ إلَيَّ ولم يَكرَهْ * أباهُ وأُمَّهُ وزَوجَتَهُ وأوْلادَهُ وإخوَتَهُ وأخَواتِه،‏ وحتَّى نَفْسَهُ أيضًا،‏ + فلا يَقدِرُ أن يَكونَ تِلميذًا لي.‏ + ٢٧ ومَن لا يَحمِلُ خَشَبَةَ آلامِهِ ويَتبَعُني،‏ لا يَقدِرُ أن يَكونَ تِلميذًا لي.‏ + ٢٨ فإذا أرادَ أحَدٌ مِنكُم أن يَبْنِيَ بُرجًا،‏ أفَلَا يَجلِسُ أوَّلًا ويَحسُبُ الكُلفَةَ لِيَرى هل عِندَهُ ما يَكْفي لِيُكمِلَه؟‏ ٢٩ وإلَّا فقد يَضَعُ الأساساتِ ولا يَقدِرُ أن يُنهِيَه.‏ عِندَئِذٍ،‏ يَستَهزِئُ بهِ كُلُّ الَّذينَ يَرَوْنَ ما حَدَثَ ٣٠ ويَقولون:‏ ‹هذا الرَّجُلُ بَدَأ يَبْني،‏ لكنَّهُ لم يَقدِرْ أن يُنْهي›.‏ ٣١ أو إذا كانَ مَلِكٌ ذاهِبًا لِيُحارِبَ مَلِكًا آخَر،‏ أفَلَا يَجلِسُ أوَّلًا ويَتَشاوَرُ مع آخَرينَ لِيَرى هل يَقدِرُ بـ‍ ٠٠٠‏,١٠ جُندِيٍّ أن يُواجِهَ مَن يَهجُمُ علَيهِ بـ‍ ٠٠٠‏,٢٠؟‏ ٣٢ فإذا لم يَكُنْ قادِرًا على ذلِك،‏ يُرسِلُ وَفدًا إلى المَلِكِ الآخَرِ فيما لا يَزالُ بَعيدًا عنه،‏ ويَطلُبُ الصُّلح.‏ ٣٣ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ لا أحَدَ مِنكُم يَقدِرُ أن يَكونَ تِلميذًا لي إلَّا إذا تَخَلَّى عن كُلِّ مُمتَلَكاتِه.‏ +

٣٤ ‏«المِلحُ جَيِّد.‏ ولكنْ إذا فَقَدَ المِلحُ مُلوحَتَه،‏ فكَيفَ تَرُدُّونَها له؟‏ + ٣٥ إنَّهُ لا يَنفَعُ لِلتُّربَةِ ولا لِلزِّبل،‏ فيَرْميهِ النَّاس.‏ مَن لَدَيهِ أُذُنانِ تَسمَعان،‏ فلْيَسمَع».‏ +

١٥ وظَلَّ كُلُّ جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاةِ يَتَجَمَّعونَ حَولَهُ لِيَسمَعوه.‏ + ٢ فصارَ الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ يَتَشَكَّوْنَ قائِلين:‏ «هذا الرَّجُلُ يُرَحِّبُ بِالخُطاةِ ويَأكُلُ معهُم».‏ ٣ فأعْطاهُم هذا المَثَل:‏ ٤ ‏«إذا كانَ عِندَ أحَدِكُم ١٠٠ خَروفٍ وضَيَّعَ واحِدًا مِنها،‏ أفَلَا يَترُكُ الـ‍ ٩٩ في البَرِّيَّةِ ويَذهَبُ لِيُفَتِّشَ عنِ الخَروفِ الضَّائِعِ إلى أن يَجِدَه؟‏ + ٥ وعِندَما يَجِدُه،‏ يَضَعُهُ على كِتفَيْهِ ويَفرَحُ كَثيرًا.‏ ٦ وحينَ يَصِلُ إلى بَيتِه،‏ يَجمَعُ أصدِقاءَهُ وجيرانَهُ ويَقولُ لهُم:‏ ‹إفرَحوا معي!‏ وَجَدتُ خَروفي الضَّائِع›.‏ + ٧ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ أقولُ لكُم:‏ الفَرَحُ الَّذي يَكونُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ + هو أكثَرُ مِنَ الفَرَحِ بـ‍ ٩٩ شَخصًا مُستَقيمًا * لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَة.‏

٨ ‏«أو إذا كانَ عِندَ امرَأةٍ عَشَرَةُ دَراهِمَ وضَيَّعَت واحِدًا مِنها،‏ أفَلَا تُشعِلُ سِراجًا وتُكَنِّسُ بَيتَها وتُفَتِّشُ بِانتِباهٍ إلى أن تَجِدَه؟‏ ٩ وعِندَما تَجِدُه،‏ تَجمَعُ صَديقاتِها وجاراتِها وتَقول:‏ ‹إفرَحْنَ معي!‏ وَجَدتُ الدِّرهَمَ الَّذي ضَيَّعتُه›.‏ ١٠ أقولُ لكُم:‏ هكَذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ اللّٰهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب».‏ +

١١ ثُمَّ قال:‏ «كانَ عِندَ رَجُلٍ ابْنان.‏ ١٢ فقالَ الابْنُ الأصغَرُ لِأبيه:‏ ‹يا أبي،‏ أعْطِني حِصَّتي مِنَ الأملاك›.‏ فقَسَّمَ الأبُ أملاكَهُ بَينَهُما.‏ ١٣ وبَعدَ أيَّامٍ قَليلَة،‏ جَمَعَ الابْنُ الأصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لهُ وسافَرَ إلى بَلَدٍ بَعيد.‏ وهُناك صَرَفَ ميراثَهُ بِاستِهتارٍ وعاشَ حَياةً طائِشَة.‏ * ١٤ ولمَّا صَرَفَ كُلَّ شَيء،‏ حَصَلَت مَجاعَةٌ شَديدَة في ذلِكَ البَلَد،‏ فصارَ مُحتاجًا.‏ ١٥ حتَّى إنَّهُ ذَهَبَ ووَضَعَ نَفْسَهُ في خِدمَةِ أحَدِ مُواطِني ذلِكَ البَلَد،‏ فأرسَلَهُ إلى حُقولِهِ لِيَرْعى الخَنازير.‏ + ١٦ وكانَ يَشتَهي أن يَملَأَ مِعدَتَهُ بِقُرونِ شَجَرِ الخَرُّوبِ الَّتي كانَتِ الخَنازيرُ تَأكُلُها،‏ ولكنْ لم يُعْطِهِ أحَدٌ شَيئًا.‏

١٧ ‏«ولمَّا عادَ إلى وَعْيِهِ قال:‏ ‹كُلُّ العُمَّالِ عِندَ أبي لَدَيهِم ما يَكْفي مِنَ الطَّعامِ وزِيادَة،‏ وأنا أموتُ هُنا مِنَ الجوع.‏ ١٨ سأقومُ وأُسافِرُ عِندَ أبي وأقولُ له:‏ «يا أبي،‏ أخطَأتُ إلى السَّماءِ وإلَيك.‏ ١٩ أنا لم أعُدْ أستاهِلُ أن أُدْعى ابْنَك.‏ إعتَبِرْني كواحِدٍ مِن عُمَّالِك»›.‏ ٢٠ فقامَ وذَهَبَ إلى أبيه.‏ وفيما كانَ لا يَزالُ بَعيدًا،‏ رَآهُ أبوهُ وأشفَقَ علَيه،‏ ورَكَضَ وعانَقَهُ * وقَبَّلَهُ بِحَرارَة.‏ ٢١ عِندَئِذٍ قالَ لهُ ابْنُه:‏ ‹يا أبي،‏ أخطَأتُ إلى السَّماءِ وإلَيك.‏ + أنا لم أعُدْ أستاهِلُ أن أُدْعى ابْنَك›.‏ ٢٢ لكنَّ الأبَ قالَ لِعَبيدِه:‏ ‹أَسرِعوا واجلُبوا أفضَلَ ثَوبٍ وأَلبِسوه،‏ وضَعوا خاتِمًا في يَدِهِ وحِذاءً في قَدَمَيْه.‏ ٢٣ وأَحضِروا العِجلَ السَّمينَ واذبَحوه،‏ ودَعونا نَأكُلُ ونَحتَفِل،‏ ٢٤ لِأنَّ ابْني هذا كانَ مَيِّتًا فعادَ إلى الحَياة،‏ + كانَ ضائِعًا فوُجِد›.‏ فبَدَأوا يَستَمتِعونَ بِوَقتِهِم.‏

٢٥ ‏«وكانَ ابْنُهُ الأكبَرُ في الحَقل.‏ ولمَّا رَجَعَ واقتَرَبَ مِنَ البَيت،‏ سَمِعَ صَوتَ موسيقى ورَقص.‏ ٢٦ فنادى واحِدًا مِنَ الخَدَمِ وسَألَهُ عن ما يَحصُل.‏ ٢٧ فأجابَه:‏ ‹أخوكَ جاء،‏ فذَبَحَ لهُ أبوكَ العِجلَ السَّمينَ لِأنَّهُ رَجَعَ إلَيهِ بِصِحَّةٍ جَيِّدَة›.‏ * ٢٨ فغَضِبَ ولم يَقبَلْ أن يَدخُل.‏ فخَرَجَ أبوهُ وصارَ يَتَرَجَّاه.‏ ٢٩ لكنَّهُ قالَ لِأبيه:‏ ‹كُلَّ هذِهِ السِّنينِ أنا أخدُمُكَ كعَبد،‏ ولم أُخالِفْ أوامِرَكَ أبَدًا.‏ مع ذلِك،‏ ولا مَرَّةً أعْطَيتَني واحِدًا مِن صِغارِ الماعِزِ لِأفرَحَ مع أصدِقائي.‏ ٣٠ ولكنْ حالَما جاءَ ابْنُكَ هذا الَّذي صَرَفَ * أموالَكَ معَ العاهِرات،‏ ذَبَحتَ لهُ العِجلَ السَّمين›.‏ ٣١ فقالَ لهُ أبوه:‏ ‹يا ابْني أنتَ دائِمًا معي،‏ وكُلُّ ما هو لي هو لك.‏ ٣٢ ولكنْ كانَ يَجِبُ أن نَحتَفِلَ ونَفرَح،‏ لِأنَّ أخاكَ كانَ مَيِّتًا فعادَ إلى الحَياة،‏ كانَ ضائِعًا فوُجِد›».‏

١٦ ثُمَّ قالَ أيضًا لِلتَّلاميذ:‏ «كانَ عِندَ رَجُلٍ غَنِيٍّ وَكيلٌ * اتُّهِمَ بِأنَّهُ يَهدُرُ أموالَ سَيِّدِه.‏ ٢ فاستَدْعاهُ وقالَ له:‏ ‹ما هذا الَّذي أسمَعُهُ عنك؟‏ قَدِّمْ لي كَشفَ حِسابٍ بِما عَمِلتَهُ وأنتَ وَكيلٌ عِندي،‏ لِأنَّكَ لن تُشرِفَ على بَيتي بَعدَ الآن›.‏ ٣ فقالَ الوَكيلُ في نَفْسِه:‏ ‹سَيِّدي سيَأخُذُ مِنِّي الوِكالَة،‏ فماذا أفعَل؟‏ أنا لَستُ قَوِيًّا كِفايَةً لِأعمَلَ في الحَقل،‏ وأخجَلُ أن أتَسَوَّل.‏ ٤ خَطَرَت بِبالي فِكرَة.‏ سأفعَلُ شَيئًا لِيَستَقبِلَني النَّاسُ في بُيوتِهِم عِندَما تُؤْخَذُ مِنِّي الوِكالَة›.‏ ٥ فاستَدْعى كُلَّ المَديونينَ لِسَيِّدِهِ واحِدًا واحِدًا.‏ وقالَ لِلأوَّل:‏ ‹كم علَيكَ لِسَيِّدي؟‏›.‏ ٦ أجابَه:‏ ‹١٠٠ بَرميلٍ * مِن زَيتِ الزَّيتون›.‏ فقالَ له:‏ ‹خُذْ سَنَدَ الدَّينِ الَّذي علَيكَ واجلِسْ واكتُبْ بِسُرعَةٍ ٥٠›.‏ ٧ ثُمَّ سَألَ مَديونًا آخَر:‏ ‹وأنت،‏ كم علَيك؟‏›.‏ أجاب:‏ ‹١٠٠ كيسٍ كَبيرٍ * مِنَ القَمح›.‏ فقالَ له:‏ ‹خُذْ سَنَدَ الدَّينِ الَّذي علَيكَ واكتُبْ ٨٠›.‏ ٨ فمَدَحَ السَّيِّدُ وَكيلَه،‏ مع أنَّهُ سَيِّئ،‏ لِأنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكمَة.‏ * فأبناءُ هذا العالَمِ * هُم أكثَرُ حِكمَةً مِن أبناءِ النُّورِ + في التَّعامُلِ مع جيلِهِم.‏

٩ ‏«وأنا أقولُ لكُم:‏ إكسِبوا أصدِقاءَ بِالمالِ السَّيِّئ.‏ + وهكَذا عِندَما يَنتَهي هذا المال،‏ يَستَقبِلونَكُم في المَنازِلِ الأبَدِيَّة.‏ + ١٠ الأمينُ في القَليلِ أمينٌ أيضًا في الكَثير،‏ والسَّيِّئُ في القَليلِ سَيِّئٌ أيضًا في الكَثير.‏ ١١ فإذا لم تَكونوا أُمَناءَ في استِعمالِ المالِ السَّيِّئ،‏ فمَن سيُؤَمِّنُكُم على المالِ الحَقيقِيّ؟‏ ١٢ وإذا لم تَكونوا أُمَناءَ في استِعمالِ ما هو لِغَيرِكُم،‏ فمَن سيُعْطيكُم ما هو لكُم؟‏ + ١٣ لا يَقدِرُ خادِمٌ أن يَكونَ عَبدًا لِسَيِّدَيْن.‏ فهو إمَّا سيَكرَهُ واحِدًا ويُحِبُّ الآخَر،‏ أو يَكونُ وَفِيًّا لِواحِدٍ ويَحتَقِرُ الآخَر.‏ لا تَقدِرونَ أن تَكونوا عَبيدًا لِلّٰهِ والمال».‏ +

١٤ وكانَ الفَرِّيسِيُّون،‏ وهُم يُحِبُّونَ المال،‏ يَسمَعونَ كُلَّ هذا ويَستَهزِئونَ به.‏ + ١٥ فقالَ لهُم:‏ «أنتُم تَتَظاهَرونَ أمامَ النَّاسِ أنَّكُم بِلا لَوم،‏ *+ لكنَّ اللّٰهَ يَعرِفُ قُلوبَكُم.‏ + فما يَعتَبِرُهُ النَّاسُ عَظيمًا هو مُقرِفٌ في نَظَرِ اللّٰه.‏ +

١٦ ‏«إنَّ الشَّريعَةَ وكِتاباتِ الأنبِياءِ أُعلِنَت حتَّى زَمَنِ يُوحَنَّا.‏ ومُنذُ ذلِكَ الوَقت،‏ يُبَشَّرُ بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه،‏ ومُختَلَفُ النَّاسِ يَسْعَوْنَ بِاجتِهادٍ كَي يَصِلوا إلَيها.‏ + ١٧ وفي الواقِع،‏ أسهَلُ أن تَزولَ السَّماءُ والأرضُ مِن أن لا يَتَحَقَّقَ جُزْءٌ مِن حَرفٍ مِنَ الشَّريعَة.‏ +

١٨ ‏«كُلُّ مَن يُطَلِّقُ زَوجَتَهُ ويَتَزَوَّجُ غَيرَها يَزْني،‏ ومَن يَتَزَوَّجُ امرَأةً مُطَلَّقَة مِن زَوجِها يَزْني».‏ +

١٩ وقالَ يَسُوع أيضًا:‏ «كانَ هُناك رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الثِّيابَ الأُرجُوانِيَّة والكَتَّانِيَّة الفاخِرَة،‏ ويَعيشُ بِرَفاهِيَّةٍ ويَستَمتِعُ بِحَياتِهِ كُلَّ يَوم.‏ ٢٠ وكانَ يوضَعُ عِندَ بَوَّابَتِهِ مُتَسَوِّلٌ اسْمُهُ لِعَازَر جِسمُهُ مُغَطًّى بِجُروحٍ مُلتَهِبَة.‏ ٢١ وكانَ لِعَازَر يَشتَهي أن يَأكُلَ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَقَعُ مِن مائِدَةِ الرَّجُلِ الغَنِيّ.‏ وكانَتِ الكِلابُ أيضا تَأتي وتَلحَسُ جُروحَه.‏ ٢٢ ومعَ الوَقتِ ماتَ المُتَسَوِّل،‏ فحَمَلَهُ المَلائِكَةُ ونَقَلوهُ إلى جانِبِ * إبْرَاهِيم.‏

‏«وماتَ الرَّجُلُ الغَنِيُّ أيضًا ودُفِن.‏ ٢٣ وفي القَبر،‏ * رَفَعَ عَيْنَيْهِ فيما كانَ يَتَعَذَّب،‏ ورَأى إبْرَاهِيم مِن بَعيدٍ ولِعَازَر إلى جانِبِه.‏ * ٢٤ فنادى وقال:‏ ‹يا أبي إبْرَاهِيم،‏ ارحَمْني وأَرسِلْ لِعَازَر كَي يَبُلَّ طَرَفَ إصبَعِهِ في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني.‏ فأنا أتَعَذَّبُ في هذِهِ النَّارِ المُشتَعِلَة›.‏ ٢٥ لكنَّ إبْرَاهِيم قال:‏ ‹يا وَلَدي،‏ تَذَكَّرْ أنَّكَ شَبِعتَ مِنَ الخَيراتِ في حَياتِك،‏ بَينَما لِعَازَر شَبِعَ مِنَ المَصائِب.‏ والآنَ هو يَرتاحُ هُنا،‏ وأنتَ تَتَعَذَّب.‏ ٢٦ وأكثرُ مِن ذلِك كُلِّه،‏ هُناك فَجوَةٌ * كَبيرَة مُثَبَّتَة بَينَنا وبَينَكُم.‏ فالَّذينَ يُريدونَ أن يَعبُروا مِن عِندِنا إلَيكُم أو مِن عِندِكُم إلَينا لا يَقدِرونَ أن يَفعَلوا ذلِك›.‏ ٢٧ فأجابَ الرَّجُلُ الغَنِيّ:‏ ‹إذًا يا أبي إبْرَاهِيم،‏ أطلُبُ مِنكَ أن تُرسِلَهُ إلى بَيتِ أبي ٢٨ لِيُخَبِّرَ إخوَتي الخَمسَة،‏ كَي لا يَأتوا هُم أيضًا إلى مَكانِ العَذابِ هذا›.‏ ٢٩ لكنَّ إبْرَاهِيم قال:‏ ‹عِندَهُم مُوسَى والأنبِياء،‏ فلْيَسمَعوا لهُم›.‏ + ٣٠ أجابَ الغَنِيّ:‏ ‹لا يا أبي إبْرَاهِيم لن يَسمَعوا،‏ ولكنْ إذا قامَ واحِدٌ مِنَ المَوْتى وذَهَبَ إلَيهِم يَتوبون›.‏ ٣١ فقالَ له:‏ ‹إذا كانوا لا يَسمَعونَ لِمُوسَى + والأنبِياء،‏ فلن يَقتَنِعوا حتَّى ولَو قامَ واحِدٌ مِنَ المَوْتى›».‏

١٧ ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِه:‏ «لا مَهرَبَ مِن أن تَأتِيَ عَقَباتٌ تَجعَلُ النَّاسَ يَتَعَثَّرونَ ويَسقُطون.‏ ولكنْ يا وَيْلَ الَّذي يَكونُ السَّبَبَ في ذلِك!‏ ٢ فأفضَلُ لهُ أن يُعَلَّقَ حَولَ رَقَبَتِهِ حَجَرُ طَحنٍ ويُرْمى في البَحر،‏ مِن أن يَضَعَ عَقَبَةً أمامَ * أحَدِ هؤُلاءِ الصِّغار.‏ + ٣ إنتَبِهوا لِأنفُسِكُم.‏ إذا أخطَأَ أخوكَ بِحَقِّكَ فوَبِّخْه،‏ + وإذا تابَ فسامِحْه.‏ + ٤ حتَّى لَو أخطَأَ بِحَقِّكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَومِ ورَجَعَ إلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ قائِلًا:‏ ‹أنا تائِب›،‏ يَجِبُ أن تُسامِحَه».‏ +

٥ وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ:‏ «زِدْ إيمانَنا».‏ + ٦ فقالَ الرَّبّ:‏ «إذا كانَ عِندَكُم إيمانٌ بِحَجمِ حَبَّةِ خَردَل،‏ تَقولونَ لِشَجَرَةِ التُّوتِ هذِه:‏ ‹إنقَلِعي مِن جُذورِكِ وانزَرِعي في البَحر›،‏ فتُطيعُكُم.‏ +

٧ ‏«إذا كانَ عِندَ أحَدِكُم عَبدٌ يَفلَحُ الأرضَ أو يَرْعى الغَنَم،‏ فهل يَقولُ لِلعَبدِ عِندَما يَرجِعُ مِنَ الحَقل:‏ ‹تَعالَ بِسُرعَةٍ واجلِسْ وكُل›؟‏ ٨ لا،‏ بل يَقولُ له:‏ ‹حَضِّرْ لي العَشاءَ والْبَسْ * لِتَخدُمَني إلى أن أنتَهِيَ مِنَ الأكلِ والشُّرب،‏ وبَعدَ ذلِك تَأكُلُ أنتَ وتَشرَب›.‏ ٩ وهل يَشعُرُ أنَّهُ مَمنونٌ لِلعَبدِ لِأنَّهُ فَعَلَ ما هو مَطلوبٌ مِنه؟‏ لا.‏ ١٠ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ عِندَما تَفعَلونَ كُلَّ ما هو مَطلوبٌ مِنكُم،‏ قولوا:‏ ‹نَحنُ عَبيدٌ لا فَضلَ لنا بِشَيء.‏ * لم نَعمَلْ إلَّا واجِباتِنا فَقَط›».‏ +

١١ وفي طَريقِهِ إلى أُورُشَلِيم،‏ مَرَّ بَينَ السَّامِرَة والجَلِيل.‏ ١٢ وفيما هو يَدخُلُ إلى قَريَة،‏ لاقاهُ عَشَرَةُ رِجالٍ مُصابينَ بِالبَرَص.‏ لكنَّهُم وَقَفوا بَعيدًا عنه،‏ + ١٣ ونادَوْا بِصَوتٍ عالٍ:‏ «يا يَسُوع،‏ يا مُعَلِّم،‏ ارحَمْنا!‏».‏ ١٤ ولمَّا رَآهُم قالَ لهُم:‏ «إذهَبوا وأَروا أنفُسَكُم لِلكَهَنَة».‏ + وفيما هُم ذاهِبون،‏ تَطَهَّروا مِنَ البَرَص.‏ + ١٥ وحينَ رَأى واحِدٌ مِنهُم أنَّهُ شُفِيَ،‏ رَجَعَ وهو يُمَجِّدُ اللّٰهَ بِصَوتٍ عالٍ.‏ ١٦ ورَكَعَ عِندَ قَدَمَيْ يَسُوع ووَجهُهُ إلى الأرضِ وصارَ يَشكُرُه.‏ وكانَ سَامِرِيًّا.‏ + ١٧ فقالَ يَسُوع:‏ «ألَمْ يَتَطَهَّرِ العَشَرَة كُلُّهُم؟‏ فأينَ التِّسعَة الآخَرون؟‏ ١٨ ألَمْ يَرجِعْ أحَدٌ آخَرُ لِيُمَجِّدَ اللّٰهَ غَيرُ هذا الرَّجُلِ الأجنَبِيّ؟‏».‏ ١٩ ثُمَّ قالَ له:‏ «قُمْ واذهَب،‏ إيمانُكَ شَفاك».‏ +

٢٠ وسَألَهُ الفَرِّيسِيُّونَ متى تَأتي مَملَكَةُ اللّٰه.‏ + فأجابَهُم:‏ «لا تَأتي مَملَكَةُ اللّٰهِ بِطَريقَةٍ واضِحَة لِلكُلّ.‏ ٢١ ولن يَقولَ النَّاس:‏ ‹إنَّها هُنا!‏› أو:‏ ‹إنَّها هُناك!‏›.‏ فمَملَكَةُ اللّٰهِ هي في وَسَطِكُم».‏ *+

٢٢ ثُمَّ قالَ لِلتَّلاميذ:‏ «سيَأتي وَقتٌ تَتَمَنَّوْنَ فيهِ أن تَرَوْا يَومًا واحِدًا مِن أيَّامِ ابْنِ الإنسان،‏ لكنَّكُم لن تَرَوْه.‏ ٢٣ وسَيَقولُ لكُمُ النَّاس:‏ ‹إنَّهُ هُناك!‏› أو:‏ ‹إنَّهُ هُنا!‏›.‏ فلا تَذهَبوا ولا تَتبَعوهُم.‏ + ٢٤ فمِثلَما يُضيءُ البَرقُ مِن جِهَةٍ إلى جِهَةٍ في كُلِّ السَّماء،‏ هكَذا سيَكونُ ابْنُ الإنسانِ + في يَومِه.‏ + ٢٥ ولكنْ يَجِبُ أوَّلًا أن يَتَألَّمَ كَثيرًا ويَرفُضَهُ هذا الجيل.‏ + ٢٦ ومِثلَما حَصَلَ في أيَّامِ نُوح،‏ + كذلِك سيَحصُلُ في أيَّامِ ابْنِ الإنسان:‏ + ٢٧ كانَ النَّاسُ يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتَزَوَّجونَ ويُزَوِّجون،‏ إلى ذلِكَ اليَومِ الَّذي دَخَلَ فيهِ نُوح إلى الفُلكِ + وجاءَ الطُّوفانُ وأهلَكَهُم جَميعًا.‏ + ٢٨ وسَيَكونُ الحالُ أيضًا مِثلَ أيَّامِ لُوط:‏ + كانوا يَأكُلونَ ويَشرَبون،‏ ويَشتَرونَ ويَبيعون،‏ ويَزرَعونَ ويَبْنون.‏ ٢٩ ولكنْ في اليَومِ الَّذي خَرَجَ فيهِ لُوط مِن سَدُوم،‏ أمطَرَتِ السَّماءُ نارًا وكِبريتًا وأهلَكَتهُم جَميعًا.‏ + ٣٠ هكَذا سيَحصُلُ في اليَومِ الَّذي يُكشَفُ فيهِ عنِ ابْنِ الإنسان.‏ +

٣١ ‏«في ذلِكَ اليَوم،‏ الَّذي يَكونُ على السَّطحِ وأغراضُهُ في البَيت،‏ لا يَجِبُ أن يَنزِلَ لِيَأخُذَها.‏ وأيضًا الَّذي يَكونُ في الحَقل،‏ لا يَجِبُ أن يَرجِعَ إلى ما تَرَكَهُ وَراءَه.‏ ٣٢ تَذَكَّروا زَوجَةَ لُوط.‏ + ٣٣ الَّذي يَسْعى أن يُحافِظَ على حَياتِهِ * يَخسَرُها،‏ أمَّا الَّذي يَخسَرُها فهو يُحافِظُ علَيها.‏ + ٣٤ أقولُ لكُم:‏ في تِلكَ اللَّيلَةِ سيَكونُ اثنانِ على نَفْسِ السَّرير:‏ يُؤْخَذُ واحِدٌ ويُترَكُ الآخَر.‏ + ٣٥ وسَتَكونُ امرَأتانِ تَطحَنانِ على نَفْسِ المِطحَنَة:‏ تُؤْخَذُ واحِدَة وتُترَكُ الأُخْرى».‏ ٣٦ ‏—‏ ٣٧ فسَألوه:‏ «أينَ يا رَبّ؟‏».‏ أجابَهُم:‏ «أينَما يَكُنِ الجَسَد،‏ فهُناك أيضًا تَجتَمِعُ النُّسور».‏ *+

١٨ ثُمَّ أعْطاهُم مَثَلًا لِيُبَيِّنَ أنَّ علَيهِم أن يُصَلُّوا دائِمًا ولا يَستَسلِموا.‏ + ٢ قال:‏ «كانَ في إحْدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللّٰهَ ولا يَحتَرِمُ أحَدًا.‏ ٣ وكانَ في تِلكَ المَدينَةِ أيضًا أرمَلَةٌ تَظَلُّ تَذهَبُ إلَيهِ وتَقول:‏ ‹أُحكُمْ لي بِعَدلٍ في قَضِيَّتي مع خَصمي›.‏ ٤ وبَقِيَ لِفَترَةٍ مِنَ الوَقتِ يَرفُضُ أن يُساعِدَها.‏ ولكنْ بَعدَ ذلِك قالَ في نَفْسِه:‏ ‹صَحيحٌ أنِّي لا أخافُ اللّٰهَ ولا أحتَرِمُ أحَدًا،‏ ٥ ولكنْ لِأنَّ هذِهِ الأرمَلَةَ لا تَتَوَقَّفُ عن إزعاجي،‏ سأحكُمُ لها بِعَدلٍ كَي لا تَظَلَّ تَأتي وتُضايِقُني فلا أعودُ أتَحَمَّل›».‏ *+ ٦ ثُمَّ قالَ الرَّبّ:‏ «هل لاحَظتُم ما قالَهُ القاضي مع أنَّهُ ظالِم؟‏ ٧ إذًا،‏ ألَنْ يُحَقِّقَ اللّٰهُ العَدلَ لِمُختاريهِ الَّذينَ يَصرُخونَ إلَيهِ نَهارًا ولَيلًا،‏ + فيما هو يَصبِرُ علَيهِم؟‏!‏ + ٨ أقولُ لكُم:‏ سيُحَقِّقُ لهُمُ العَدلَ وبِسُرعَة.‏ ولكنْ حينَ يَأتي ابْنُ الإنسان،‏ هل سيَجِدُ هذا الإيمانَ * على الأرض؟‏».‏

٩ وقالَ مَثَلًا آخَرَ لِلَّذينَ كانوا واثِقينَ أنَّهُم مُستَقيمونَ وكانوا يَحتَقِرونَ الآخَرين:‏ ١٠ ‏«طَلَعَ رَجُلانِ إلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا،‏ واحِدٌ فَرِّيسِيٌّ والثَّاني جامِعُ ضَرائِب.‏ ١١ فوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ وبَدَأ يُصَلِّي في داخِلِهِ قائِلًا:‏ ‹أشكُرُكَ يا اللّٰهُ لِأنِّي لَستُ مِثلَ باقي النَّاسِ المُبتَزِّينَ والغَشَّاشينَ والزُّناة،‏ ولا حتَّى مِثلَ جامِعِ الضَّرائِبِ هذا.‏ ١٢ أصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع،‏ وأُقَدِّمُ عُشرَ كُلِّ ما أكسِبُه›.‏ + ١٣ أمَّا جامِعُ الضَّرائِبِ فكانَ يَقِفُ مِن بَعيدٍ وهو لا يَتَجَرَّأُ حتَّى أن يَرفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماء.‏ بل ظَلَّ يَضرِبُ على صَدرِهِ ويَقول:‏ ‹يا اللّٰه،‏ ارحَمْني * أنا الخاطِئ›.‏ + ١٤ أقولُ لكُم:‏ حينَ نَزَلَ هذا الرَّجُلُ إلى بَيتِه،‏ كانَ مُستَقيمًا في نَظَرِ اللّٰهِ أكثَرَ مِن ذلِكَ الفَرِّيسِيّ.‏ + فكُلُّ مَن يُرَفِّعُ نَفْسَهُ سيُذَلّ،‏ ومَن يَتَواضَعُ سيُرَفَّع».‏ +

١٥ وجَلَبَ إلَيهِ النَّاسُ أطفالَهُم أيضًا لِيَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِم.‏ ولكنْ لمَّا رَأى التَّلاميذُ ذلِك وَبَّخوهُم.‏ + ١٦ أمَّا يَسُوع فطَلَبَ أن يُحضِروا الأطفالَ إلَيهِ قائِلًا:‏ «أُترُكوا الأوْلادَ الصِّغارَ يَأتونَ إلَيَّ ولا تَمنَعوهُم،‏ لِأنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ هي لِمِثلِ هؤُلاء.‏ + ١٧ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مَن لا يَقبَلُ مَملَكَةَ اللّٰهِ مِثلَ وَلَدٍ صَغير،‏ فلن يَدخُلَ إلَيها أبَدًا».‏ +

١٨ وسَألَهُ أحَدُ رُؤَساءِ اليَهُود:‏ «أيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح،‏ ماذا علَيَّ أن أعمَلَ كَي أرِثَ الحَياةَ الأبَدِيَّة؟‏».‏ + ١٩ أجابَهُ يَسُوع:‏ «لِماذا تَدْعوني صالِحًا؟‏ لا أحَدَ صالِحٌ إلَّا واحِد،‏ وهوَ اللّٰه.‏ + ٢٠ أنتَ تَعرِفُ الوَصايا:‏ ‹لا تَزْنِ،‏ + لا تَقتُل،‏ + لا تَسرِق،‏ + لا تُقَدِّمْ شَهادَةً كاذِبَة،‏ + أَكرِمْ أباكَ وأُمَّك›».‏ + ٢١ فقال:‏ «أنا أُطَبِّقُ كُلَّ هذِهِ الوَصايا مُنذُ صِغَري».‏ ٢٢ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع جَوابَه،‏ قالَ له:‏ «يَنقُصُكَ شَيءٌ واحِدٌ بَعد:‏ بِعْ كُلَّ ما عِندَكَ ووَزِّعِ المالَ على الفُقَراء،‏ فيَكونَ لَدَيكَ كَنزٌ في السَّموات.‏ ثُمَّ تَعالَ اتبَعْني».‏ + ٢٣ فلمَّا سَمِعَ ذلِك،‏ حَزِنَ كَثيرًا لِأنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا.‏ +

٢٤ فنَظَرَ إلَيهِ يَسُوع وقال:‏ «ما أصعَبَ أن يَدخُلَ أصحابُ المالِ إلى مَملَكَةِ اللّٰه!‏ + ٢٥ وفي الواقِع،‏ إنَّ مُرورَ جَمَلٍ في ثُقْبِ إبرَةِ الخِياطَةِ أسهَلُ مِن أن يَدخُلَ غَنِيٌّ إلى مَملَكَةِ اللّٰه».‏ + ٢٦ عِندَئِذٍ قالَ السَّامِعون:‏ «إذًا،‏ مَن يَقدِرُ أن يَخلُص؟‏».‏ + ٢٧ فأجاب:‏ «المُستَحيلُ عِندَ النَّاسِ مُمكِنٌ عِندَ اللّٰه».‏ + ٢٨ لكنَّ بُطْرُس قال:‏ «نَحنُ تَرَكنا ما لنا وتَبِعناك».‏ + ٢٩ فقالَ لهُم:‏ «صِدقًا أقولُ لكُم:‏ لا أحَدَ تَرَكَ بَيتًا أو زَوجَةً أو إخوَةً أو والِدَيْنِ أو أوْلادًا مِن أجْلِ مَملَكَةِ اللّٰه،‏ + ٣٠ إلَّا ويَنالُ أضعافًا في هذا الزَّمَن،‏ وحَياةً أبَدِيَّة في العالَمِ * الآتي».‏ +

٣١ ثُمَّ أخَذَ الاثنَيْ عَشَرَ على انفِرادٍ وقالَ لهُم:‏ «إسمَعوا!‏ نَحنُ صاعِدونَ إلى أُورُشَلِيم،‏ وسَيَتِمُّ كُلُّ ما كَتَبَهُ الأنبِياءُ عنِ ابْنِ الإنسان.‏ + ٣٢ فهو سيُسَلَّمُ إلى أشخاصٍ مِنَ الأُمَمِ + وسَيُسخَرُ مِنهُ + ويُهانُ وتُساءُ مُعامَلَتُهُ ويُبصَقُ علَيه.‏ + ٣٣ وبَعدَ أن يَجلِدوهُ سيَقتُلونَه،‏ + لكنَّهُ سيَقومُ في اليَومِ الثَّالِث».‏ + ٣٤ لكنَّهُم لم يَفهَموا شَيئًا مِن ذلِك،‏ لِأنَّ مَعْنى هذا الكَلامِ كانَ مَخْفِيًّا عنهُم.‏

٣٥ ولمَّا اقتَرَبَ يَسُوع مِن أَرِيحَا،‏ كانَ هُناك أعْمى جالِسًا على جانِبِ الطَّريقِ يَتَسَوَّل.‏ + ٣٦ وعِندَما سَمِعَ جُموعًا تَمُرّ،‏ سَألَ عن ما يَحدُث.‏ ٣٧ فأخبَروهُ أنَّ يَسُوع النَّاصِرِيَّ آتٍ.‏ ٣٨ عِندَئِذٍ صَرَخَ قائِلًا:‏ «يا يَسُوع ابْنَ دَاوُد،‏ ارحَمْني!‏».‏ ٣٩ فوَبَّخَهُ الَّذينَ كانوا يَمْشونَ في الأمامِ وأمَروهُ أن يَسكُت.‏ لكنَّهُ صارَ يَصرُخُ أكثَر:‏ «يا ابْنَ دَاوُد،‏ ارحَمْني!‏».‏ ٤٠ فتَوَقَّفَ يَسُوع وأمَرَ أن يُحضِروا الرَّجُلَ إلَيه.‏ ولمَّا اقتَرَبَ سَألَهُ يَسُوع:‏ ٤١ ‏«ماذا تُريدُ أن أفعَلَ لك؟‏».‏ أجاب:‏ «يا رَبّ،‏ رُدَّ لي نَظَري».‏ ٤٢ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «إستَرجِعْ نَظَرَك،‏ إيمانُكَ شَفاك».‏ + ٤٣ وعلى الفَوْرِ استَعادَ نَظَرَه،‏ وتَبِعَهُ + وهو يُمَجِّدُ اللّٰه.‏ ولمَّا رَأى كُلُّ النَّاسِ ذلِك،‏ سَبَّحوا اللّٰه.‏ +

١٩ ودَخَلَ إلى أَرِيحَا وعَبَرَ فيها.‏ ٢ وكانَ هُناك رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا،‏ وهو مِن كِبارِ جامِعي الضَّرائِبِ ورَجُلٌ غَنِيّ.‏ ٣ وكانَ يُريدُ أن يَرى مَن هو يَسُوع هذا،‏ ولكنْ لِأنَّهُ قَصيرٌ لم يَقدِرْ بِسَبَبِ الجُموع.‏ ٤ فرَكَضَ وسَبَقَهُم وتَسَلَّقَ شَجَرَةَ جُمَّيْزٍ لِكَي يَراه،‏ لِأنَّ يَسُوع كانَ سيَمُرُّ مِن هُناك.‏ ٥ ولمَّا وَصَلَ يَسُوع إلى المَكان،‏ نَظَرَ إلى فَوق وقالَ له:‏ «زَكَّا،‏ انزِلْ بِسُرعَةٍ لِأنِّي سأبْقى اليَومَ في بَيتِك».‏ ٦ فنَزَلَ بِسُرعَةٍ واستَضافَهُ بِفَرَحٍ في بَيتِه.‏ ٧ ولمَّا رَأى الجَميعُ ذلِك،‏ صاروا يَتَشَكَّوْنَ قائِلين:‏ «ذَهَبَ لِيَكونَ ضَيفًا في بَيتِ رَجُلٍ خاطِئ».‏ + ٨ أمَّا زَكَّا فوَقَفَ وقالَ لِلرَّبّ:‏ «يا رَبّ،‏ سأُعْطي نِصفَ مُمتَلَكاتي لِلفُقَراء.‏ وكُلُّ شَخصٍ ابتَزَّيتُه،‏ * سأرُدُّ لهُ أربَعَةَ أضعاف».‏ + ٩ عِندَئِذٍ قالَ لهُ يَسُوع:‏ «اليَومَ جاءَ الخَلاصُ لِهذا البَيت،‏ لِأنَّكَ أنتَ أيضًا ابْنٌ لِإبْرَاهِيم.‏ ١٠ فابْنُ الإنسانِ أتى لِيُفَتِّشَ عنِ الضَّائِعينَ ويُخَلِّصَهُم».‏ +

١١ وبَينَما كانوا يَسمَعونَ هذا الكَلام،‏ قالَ مَثَلًا آخَرَ لِأنَّهُ كانَ قَريبًا مِن أُورُشَلِيم وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستَظهَرُ فَوْرًا.‏ + ١٢ فقال:‏ «رَجُلٌ مِن عائِلَةٍ مَلَكِيَّة سافَرَ إلى أرضٍ بَعيدَة + لِيَتَعَيَّنَ مَلِكًا * ويَرجِع.‏ ١٣ وقَبلَ أن يُغادِر،‏ استَدْعى عَشَرَةً مِن عَبيدِهِ وأعْطى كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَنًا * وقالَ لهُم:‏ ‹تاجِروا بِهذِهِ الأَمْناءِ إلى أن أرجِع›.‏ + ١٤ وكانَ أهلُ بَلَدِهِ يَكرَهونَه،‏ فأرسَلوا وَراءَهُ وَفدًا لِيَقولوا:‏ ‹لا نُريدُ أن يَكونَ هذا الرَّجُلُ مَلِكًا علَينا›.‏

١٥ ‏«ولمَّا تَعَيَّنَ مَلِكًا ورَجَع،‏ استَدْعى العَبيدَ الَّذينَ أعْطاهُمُ المالَ * لِيَعرِفَ كم رَبِحوا بِتِجارَتِهِم.‏ + ١٦ فجاءَ الأوَّلُ وقال:‏ ‹يا سَيِّدي،‏ المَنَا الَّذي أعْطَيتَني إيَّاهُ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْناء›.‏ + ١٧ فقالَ له:‏ ‹أحسَنتَ أيُّها العَبدُ الصَّالِح!‏ لِأنَّكَ كُنتَ أمينًا في أمرٍ صَغيرٍ جِدًّا،‏ سأُعْطيكَ سُلطَةً على عَشْرِ مُدُن›.‏ + ١٨ وجاءَ الثَّاني وقال:‏ ‹المَنَا الَّذي أعْطَيتَني إيَّاهُ يا سَيِّدي عَمِلَ خَمسَةَ أَمْناء›.‏ + ١٩ فقالَ لِهذا أيضًا:‏ ‹وأنتَ سأُعَيِّنُكَ على خَمسِ مُدُن›.‏ ٢٠ ولكنْ جاءَ عَبدٌ آخَرُ وقال:‏ ‹يا سَيِّدي،‏ هذا هوَ المَنَا الَّذي أعْطَيتَني إيَّاه.‏ أبْقَيتُهُ مُخَبَّأً في قُماشَة.‏ ٢١ فأنا خِفتُ مِنكَ لِأنَّكَ إنسانٌ قاسٍ،‏ تَربَحُ مِن عَمَلٍ لم تَعمَلْهُ وتَحصُدُ ما لم تَزرَعْه›.‏ + ٢٢ فأجابَه:‏ ‹أيُّها العَبدُ الشِّرِّير،‏ مِن كَلامِكَ سأحكُمُ علَيك.‏ بِما أنَّكَ تَعرِفُ أنِّي إنسانٌ قاسٍ،‏ وأنِّي أربَحُ مِن عَمَلٍ لم أعمَلْهُ وأحصُدُ ما لم أزرَعْه،‏ + ٢٣ فلِماذا إذًا لم تَضَعْ مالي * في المَصرِف؟‏ كنتُ أخَذتُهُ مع فائِدَةٍ عِندَما رَجَعتُ›.‏

٢٤ ‏«عِندَئِذٍ قالَ لِلواقِفينَ هُناك:‏ ‹خُذوا المَنَا مِنهُ وأَعْطوهُ لِلَّذي معهُ الأَمْناءُ العَشَرَة›.‏ + ٢٥ لكنَّهُم قالوا له:‏ ‹يا سَيِّد،‏ معهُ عَشَرَةُ أَمْناء!‏›.‏ ٢٦ فأجاب:‏ ‹أقولُ لكُم:‏ كُلُّ مَن لَدَيهِ شَيء،‏ يَنالُ أكثَر.‏ أمَّا مَن لَيسَ لَدَيه،‏ فحتَّى القَليلُ الَّذي لَدَيهِ يُؤْخَذُ مِنه.‏ + ٢٧ وأعدائي هؤُلاءِ الَّذينَ لم يُريدوا أن أكونَ مَلِكًا علَيهِم،‏ أَحضِروهُم إلى هُنا وأَعدِموهُم أمامي›».‏

٢٨ وبَعدَ أن قالَ هذا الكَلام،‏ تابَعَ طَريقَهُ صاعِدًا إلى أُورُشَلِيم.‏ ٢٩ وعِندَما اقتَرَبَ مِن بَيْت فَاجِي وبَيْت عَنْيَا عِندَ الجَبَلِ الَّذي يُسَمَّى «جَبَلَ الزَّيْتُون»،‏ + أرسَلَ اثنَيْنِ مِنَ التَّلاميذِ + ٣٠ وقال:‏ «أُدخُلا إلى القَريَةِ الَّتي تَرَيانِها أمامَكُما.‏ وعِندَما تَدخُلانِ إلَيها،‏ ستَجِدانِ حِمارًا صَغيرًا مَربوطًا لم يَجلِسْ علَيهِ أحَدٌ أبَدًا.‏ فُكَّا رِباطَهُ وأَحضِراهُ إلى هُنا.‏ ٣١ وإذا سَألَكُما أحَد:‏ ‹لِماذا تَفُكَّانِ رِباطَه؟‏›،‏ تُجيبانِه:‏ ‹الرَّبُّ يَحتاجُ إلَيه›».‏ ٣٢ فذَهَبَ التِّلميذانِ ووَجَدا مِثلَما قالَ لهُما.‏ + ٣٣ وفيما هُما يَفُكَّانِ رِباطَ الحِمارِ الصَّغير،‏ قالَ لهُما أصحابُه:‏ ‹لِماذا تَفُكَّانِ رِباطَ الحِمار؟‏›.‏ ٣٤ أجابا:‏ «الرَّبُّ يَحتاجُ إلَيه».‏ ٣٥ ثُمَّ أحضَراهُ إلى يَسُوع،‏ ووَضَعوا علَيهِ ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة وأركَبوا يَسُوع.‏ +

٣٦ وفيما هو يَمُرّ،‏ فَرَشَ النَّاسُ ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة على الطَّريق.‏ + ٣٧ وحالَما اقتَرَبَ مِنَ الطَّريقِ النَّازِلِ مِن جَبَلِ الزَّيْتُون،‏ بَدَأ كُلُّ التَّلاميذ،‏ وهُم كَثيرونَ جِدًّا،‏ يُسَبِّحونَ اللّٰهَ بِفَرَحٍ وبِصَوتٍ عالٍ على كُلِّ الأعمالِ العَظيمَة * الَّتي رَأَوْها،‏ ٣٨ قائِلين:‏ «مُبارَكٌ هوَ المَلِكُ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه!‏ سَلامٌ في السَّماء،‏ ومَجدٌ في الأعالي!‏».‏ + ٣٩ لكنَّ بَعضَ الفَرِّيسِيِّينَ مِن بَينِ الجُموعِ قالوا له:‏ «يا مُعَلِّم،‏ قُلْ لِتَلاميذِكَ أن يَسكُتوا!‏».‏ + ٤٠ فأجاب:‏ «أقولُ لكُم:‏ إذا هُم سَكَتوا،‏ فالحِجارَةُ ستَصرُخ».‏

٤١ ولمَّا اقتَرَبَ مِن أُورُشَلِيم،‏ نَظَرَ إلى المَدينَةِ وبَكى علَيها + ٤٢ وقال:‏ «يا لَيتَكِ عَرَفتِ في هذا اليَومِ ما الَّذي يَجلُبُ لكِ السَّلام!‏ لكنَّهُ الآنَ مَخْفِيٌّ عن عَيْنَيْكِ.‏ + ٤٣ فسَتَأتي علَيكِ أيَّامٌ حينَ يَبْني أعداؤُكِ حَولَكِ سِياجًا مِن أخشابٍ مُسَنَّنَة،‏ ويُحيطونَ بِكِ،‏ ويُحاصِرونَكِ * مِن كُلِّ جِهَة.‏ + ٤٤ وسَيَهدِمونَكِ وسُكَّانَكِ * فيكِ،‏ + ولن يَترُكوا فيكِ حَجَرًا على حَجَر،‏ + لِأنَّكِ لم تُمَيِّزي الوَقتَ الَّذي فَحَصَكِ اللّٰهُ فيه».‏

٤٥ ثُمَّ دَخَلَ إلى الهَيكَلِ وبَدَأ يَطرُدُ البائِعين،‏ + ٤٦ وقالَ لهُم:‏ «مَكتوب:‏ ‹بَيتي سيَكونُ بَيتَ صَلاة›،‏ + لكنَّكُم جَعَلتُموهُ مَغارَةَ لُصوص».‏ +

٤٧ وظَلَّ يُعَلِّمُ كُلَّ يَومٍ في الهَيكَل.‏ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ وقادَةُ الشَّعبِ يُحاوِلونَ أن يَقتُلوه،‏ + ٤٨ لكنَّهُم لم يَجِدوا طَريقَةً لِيَفعَلوا ذلِك،‏ لِأنَّ النَّاسَ كُلَّهُم كانوا يَظَلُّونَ حَولَهُ مِن كَثرَةِ ما شَدَّهُم كَلامُه.‏ +

٢٠ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ فيما كانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ في الهَيكَلِ ويُعلِنُ الأخبارَ الحُلْوَة،‏ أتى كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ معَ الشُّيوخِ ٢ وقالوا له:‏ «قُلْ لنا:‏ بِأيِّ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمال؟‏ ومَن أعْطاكَ هذِهِ السُّلطَة؟‏».‏ + ٣ فأجابَهُم:‏ «وأنا أيضًا سأسألُكُم سُؤالًا.‏ قولوا لي:‏ ٤ هل كانَت مَعمودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنَ السَّماءِ أم مِنَ النَّاس؟‏».‏ ٥ فتَشاوَروا في ما بَينَهُم وقالوا:‏ «إذا قُلنا:‏ ‹مِنَ السَّماء›،‏ يُجيب:‏ ‹فلِماذا لم تُؤْمِنوا به؟‏›.‏ ٦ وإذا قُلنا:‏ ‹مِنَ النَّاس›،‏ يَرجُمُنا كُلُّ الشَّعبِ لِأنَّهُم مُقتَنِعونَ أنَّ يُوحَنَّا كانَ نَبِيًّا».‏ + ٧ لِذلِك أجابوا أنَّهُم لا يَعرِفونَ مِن أينَ كانَت.‏ ٨ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «ولا أنا أقولُ لكُم بِأيِّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمال».‏

٩ ثُمَّ قالَ لِلنَّاسِ هذا المَثَل:‏ «زَرَعَ رَجُلٌ كَرمًا + وأجَّرَهُ لِفَلَّاحين،‏ وسافَرَ بَعيدًا لِفَترَةٍ طَويلَة.‏ + ١٠ ولمَّا جاءَ المَوْسِم،‏ أرسَلَ عَبدًا إلى الفَلَّاحينَ كَي يُعْطوهُ حِصَّةً مِن ثِمارِ الكَرم.‏ لكنَّ الفَلَّاحينَ ضَرَبوهُ وأرجَعوهُ ويَداهُ فارِغَتان.‏ + ١١ فأرسَلَ إلَيهِم عَبدًا آخَر،‏ فضَرَبوهُ وأذَلُّوهُ * وأرجَعوهُ ويَداهُ فارِغَتان.‏ ١٢ ثُمَّ أرسَلَ عبدًا ثالِثًا،‏ وهذا أيضًا جَرَحوهُ ورَمَوْهُ إلى الخارِج.‏ ١٣ عِندَئِذٍ قالَ صاحِبُ الكَرم:‏ ‹ماذا أفعَل؟‏ سأُرسِلُ ابْني الحَبيب.‏ + فهُم سيَحتَرِمونَهُ على الأرجَح›.‏ ١٤ ولمَّا رَآهُ الفَلَّاحون،‏ تَشاوَروا في ما بَينَهُم وقالوا:‏ ‹هذا هوَ الوَريث.‏ دَعونا نَقتُلُهُ لِيَصيرَ الميراثُ لنا›.‏ ١٥ فرَمَوْهُ خارِجَ الكَرمِ وقَتَلوه.‏ + فماذا سيَفعَلُ بهِم صاحِبُ الكَرم؟‏ ١٦ سيَأتي ويَقتُلُ هؤُلاءِ الفَلَّاحينَ ويُعْطي الكَرمَ لِغَيرِهِم».‏

ولمَّا سَمِعَ النَّاسُ ذلِك،‏ قالوا:‏ «لا سَمَحَ اللّٰه!‏».‏ ١٧ لكنَّهُ تَطَلَّعَ فيهِم وقال:‏ «إذًا ما مَعْنى هذِهِ الآيَةِ الَّتي تَقول:‏ ‹الحَجَرُ الَّذي رَفَضَهُ البَنَّاؤونَ صارَ هو حَجَرَ الزَّاوِيَةِ الرَّئيسِيّ›؟‏ *+ ١٨ كُلُّ مَن يَقَعُ على هذا الحَجَرِ سيَتَكَسَّر.‏ + ومَن يَقَعُ هذا الحَجَرُ علَيهِ سيَسحَقُه».‏

١٩ وأدرَكَ الكَتَبَةُ وكِبارُ الكَهَنَةِ أنَّهُ كانَ يَقصِدُهُم بِالمَثَلِ الَّذي قالَه.‏ فأرادوا أن يَقبِضوا علَيهِ في تِلكَ اللَّحظَة،‏ لكنَّهُم خافوا مِنَ النَّاس.‏ + ٢٠ وبَعدَ أن راقَبوهُ بِانتِباه،‏ دَفَعوا لِرِجالٍ في السِّرِّ وأرسَلوهُم إلَيهِ لِيَتَظاهَروا أنَّهُم مُستَقيمون،‏ وذلِك لِيُمسِكوا علَيهِ كَلِمَةً + كَي يُسَلِّموهُ إلى السُّلُطاتِ وإلى الحاكِم.‏ ٢١ فسَألَهُ هؤُلاءِ الرِّجال:‏ «يا مُعَلِّم،‏ نَعرِفُ أنَّ ما تَقولُهُ وتُعَلِّمُهُ صَحيح،‏ وأنَّكَ لا تَتَحَيَّزُ لِأحَد،‏ بل تُعَلِّمُ الحَقيقَةَ عن طَريقِ اللّٰه.‏ ٢٢ هل يَجوزُ لنا أن نَدفَعَ الضَّرائِبَ لِقَيْصَر أم لا؟‏».‏ ٢٣ لكنَّهُ عَرَفَ أنَّهُم خَبيثون،‏ فقالَ لهُم:‏ ٢٤ ‏«أَعْطوني دينارًا.‏ صورَةُ مَن هذِه،‏ واسْمُ مَن هذا؟‏».‏ أجابوا:‏ «قَيْصَر».‏ ٢٥ فقالَ لهُم:‏ «إذًا أَعْطوا ما لِقَيْصَر لِقَيْصَر،‏ + وما لِلّٰهِ لِلّٰه».‏ + ٢٦ فلم يَقدِروا أن يُمسِكوا علَيهِ كَلِمَةً أمامَ النَّاس،‏ بلِ اندَهَشوا مِن جَوابِهِ وسَكَتوا.‏

٢٧ لكنَّ بَعضَ الصَّدُّوقِيِّينَ الَّذينَ لا يُؤْمِنونَ بِالقِيامَةِ + جاؤُوا وسَألوه:‏ + ٢٨ ‏«يا مُعَلِّم،‏ كَتَبَ لنا مُوسَى:‏ ‹إذا ماتَ رَجُلٌ وتَرَكَ وَراءَهُ زَوجَةً ولم يَكُنْ عِندَهُ أوْلاد،‏ وكانَ لِهذا الرَّجُلِ أخ،‏ يَجِبُ أن يَتَزَوَّجَ أخوهُ بِالأرمَلَةِ ويُنجِبَ نَسلًا لِأخيه›.‏ + ٢٩ كانَ هُناك سَبعَةُ إخوَة.‏ تَزَوَّجَ الأوَّلُ امرَأةً لكنَّهُ ماتَ مِن دونِ أوْلاد.‏ ٣٠ فتَزَوَّجَها الثَّاني،‏ ٣١ ثُمَّ الثَّالِثُ حتَّى السَّابِع.‏ وماتوا كُلُّهُم ولم يُنجِبوا أوْلادًا.‏ ٣٢ وفي الآخِر،‏ ماتَتِ المَرأةُ أيضًا.‏ ٣٣ ففي القِيامَة،‏ زَوجَةَ مَن تَكون؟‏ لِأنَّ السَّبعَة تَزَوَّجوها».‏

٣٤ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «النَّاسُ * في هذا العالَمِ * يَتَزَوَّجونَ ويُزَوَّجون،‏ ٣٥ أمَّا الَّذينَ يُعتَبَرونَ مُؤَهَّلينَ أن يَربَحوا الحَياةَ في العالَمِ * الآتي والقِيامَةَ مِنَ المَوت،‏ فلا يَتَزَوَّجونَ ولا يُزَوَّجون.‏ + ٣٦ ولا يُمكِنُ أن يَموتوا بَعدَ ذلِك لِأنَّهُم مِثلُ المَلائِكَة،‏ وهُم أبناءُ اللّٰهِ لِأنَّهُم أبناءُ القِيامَة.‏ ٣٧ أمَّا بِخُصوصِ أنَّ الأمواتَ يَقومون،‏ فحتَّى مُوسَى أشارَ إلى ذلِك في القِصَّةِ عن شَجَرَةِ العُلَّيْق،‏ حينَ دَعا يَهْوَه ‹إلهَ إبْرَاهِيم وإلهَ إسْحَاق وإلهَ يَعْقُوب›.‏ + ٣٨ فهو لَيسَ إلهَ أموات،‏ بل إلهُ أحياء،‏ لِأنَّهُم جَميعًا أحياءٌ في نَظَرِه».‏ + ٣٩ فأجابَ بَعضُ الكَتَبَة:‏ «أحسَنتَ يا مُعَلِّم!‏».‏ ٤٠ ولم يَتَجَرَّأْ أحَدٌ بَعدَ ذلِك أن يَسألَهُ أيَّ سُؤال.‏

٤١ ثُمَّ سَألَهُم:‏ «كَيفَ يَقولونَ إنَّ المَسِيح هوَ ابْنُ دَاوُد؟‏ + ٤٢ فدَاوُد نَفْسُهُ يَقولُ في كِتابِ المَزامير:‏ ‹قالَ يَهْوَه لِرَبِّي:‏ «إجلِسْ على يَميني ٤٣ إلى أن أضَعَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْك»›.‏ *+ ٤٤ إذًا،‏ دَاوُد يَدْعو المَسِيح رَبًّا،‏ فكَيفَ يَكونُ المَسِيح ابْنَه؟‏».‏

٤٥ ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِهِ على مَسمَعِ كُلِّ الشَّعب:‏ ٤٦ ‏«إحذَروا مِنَ الكَتَبَةِ الَّذينَ يُحِبُّونَ أن يَتَجَوَّلوا بِأثوابِهِمِ الطَّويلَة،‏ ويُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ الخاصَّة في ساحاتِ الأسواق،‏ والمَقاعِدَ الأمامِيَّة * في المَجامِع،‏ ومَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم،‏ + ٤٧ والَّذينَ يَنهَبونَ مُمتَلَكاتِ * الأرامِل،‏ ويُصَلُّونَ صَلَواتٍ طَويلَة كَي يَلفِتوا الأنظار.‏ هؤُلاء سيَكونُ عِقابُهُم أقْسى».‏

٢١ وتَطَلَّعَ يَسُوع فرَأى الأغنِياءَ يَضَعونَ تَبَرُّعاتِهِم * في صَناديقِ التَّبَرُّعات.‏ *+ ٢ ثُمَّ رَأى أرمَلَةً مُحتاجَة تَضَعُ فَلْسَيْنِ قيمَتُهُما قَليلَة جِدًّا.‏ *+ ٣ فقال:‏ «صِدقًا أقولُ لكُم:‏ هذِهِ الأرمَلَةُ الفَقيرَة وَضَعَت أكثَرَ مِنَ الجَميع.‏ + ٤ فكُلُّ هؤُلاء أعْطَوْا تَبَرُّعاتٍ مِمَّا فَضَلَ عنهُم،‏ أمَّا هي فأعْطَت ما تَحتاجُ إلَيه،‏ * كُلَّ ما لَدَيها لِتَعيش».‏ +

٥ لاحِقًا،‏ كانَ البَعضُ يَتَكَلَّمونَ عنِ الهَيكَلِ كَيفَ أنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجارَةٍ جَميلَة وهَدايا مُخَصَّصَة لِلّٰه.‏ + ٦ فقال:‏ «هذِهِ الَّتي تَرَوْنَها الآن،‏ ستَأتي أيَّامٌ لن يَبْقى فيها حَجَرٌ على حَجَر؛‏ كُلُّها ستُهدَم».‏ + ٧ فسَألوه:‏ «يا مُعَلِّم،‏ متى ستَحدُثُ هذِهِ الأُمور،‏ وما هيَ العَلامَةُ الَّتي تَدُلُّ أنَّها ستَحدُثُ قَريبًا؟‏».‏ + ٨ أجاب:‏ «إحذَروا أن يُضَلِّلَكُم أحَد.‏ + فكَثيرونَ سيَأتونَ ويَستَعمِلونَ اسْمي ويَقولون:‏ ‹أنا هو›،‏ وأيضًا:‏ ‹الوَقتُ قَريب›.‏ فلا تَتبَعوهُم.‏ + ٩ وعِندَما تَسمَعونَ عن حُروبٍ واضطِرابات،‏ * لا تَفزَعوا.‏ فهذِهِ الأشياءُ يَجِبُ أن تَحدُثَ أوَّلًا،‏ لكنَّ النِّهايَةَ لن تَأتِيَ فَوْرًا».‏ +

١٠ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «ستَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ + ومَملَكَةٌ على مَملَكَة.‏ + ١١ وسَتَحدُثُ زَلازِلُ عَظيمَة،‏ وتَكونُ هُناك مَجاعاتٌ وأوْبِئَةٌ في مَكانٍ بَعدَ آخَر.‏ + وسَيَرى النَّاسُ مَناظِرَ مُخيفَة وتَظهَرُ عَلاماتٌ عَظيمَة مِنَ السَّماء.‏

١٢ ‏«ولكنْ قَبلَ أن يَحدُثَ هذا كُلُّه،‏ سيَقبِضُ النَّاسُ علَيكُم ويَضطَهِدونَكُم + ويُسَلِّمونَكُم إلى المَجامِعِ ويَضَعونَكُم في السُّجون.‏ وسَتَقِفونَ أمامَ مُلوكٍ وحُكَّامٍ مِن أجْلِ اسْمي.‏ + ١٣ فتَكونُ هذِه فُرصَةً لكُم لِتُقَدِّموا شَهادَة.‏ ١٤ لِذلِك صَمِّموا في قُلوبِكُم أن لا تَستَعِدُّوا مُسبَقًا كَيفَ تُدافِعونَ عن أنفُسِكُم،‏ + ١٥ لِأنِّي سأُعْطيكُم كَلِماتٍ وحِكمَةً لن يَقدِرَ الَّذينَ يُعارِضونَكُم كُلُّهُم معًا أن يُقاوِموها أو يُناقِضوها.‏ + ١٦ وسَيُسَلِّمُكُم * حتَّى والِدوكُم وإخوَتُكُم وأقارِبُكُم وأصدِقاؤُكُم،‏ والبَعضُ مِنكُم يُقتَلون.‏ + ١٧ وسَيَكرَهُكُمُ الجَميعُ مِن أجْلِ اسْمي.‏ + ١٨ ولكنْ ولا شَعرَةٌ مِن رَأسِكُم ستَضيع.‏ + ١٩ بِاحتِمالِكُم تُخَلِّصونَ حَياتَكُم.‏ *+

٢٠ ‏«ولكنْ عِندَما تَرَوْنَ أُورُشَلِيم مُحاطَةً بِالجُيوش،‏ + اعرِفوا أنَّ خَرابَها قَريب.‏ + ٢١ عِندَئِذٍ يَجِبُ أن يَهرُبَ الَّذينَ في اليَهُودِيَّة إلى الجِبال،‏ + والَّذينَ في أُورُشَلِيم يَجِبُ أن يُغادِروها،‏ والَّذينَ في الأريافِ لا يَجِبُ أن يَدخُلوا إلى المَدينَة،‏ ٢٢ لِأنَّ هذِهِ الأيَّامَ هي أيَّامُ انتِقام،‏ * كَي يَتِمَّ كُلُّ ما هو مَكتوب.‏ ٢٣ يا وَيْلَ الحَبالى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيَّام!‏ + فسَتَكونُ هُناك ضيقَةٌ شَديدَة في تِلكَ الأرضِ وغَضَبٌ عَظيمٌ على هذا الشَّعب.‏ ٢٤ وسَيَموتونَ بِالسَّيفِ ويُؤْخَذونَ أسْرى إلى كُلِّ الأُمَم.‏ + وتَدوسُ الأُمَمُ * على أُورُشَلِيم إلى أن يَنتَهِيَ الوَقتُ المُحَدَّدُ لِلأُمَم.‏ *+

٢٥ ‏«وسَتَكونُ هُناك عَلاماتٌ في الشَّمسِ والقَمَرِ والنُّجوم،‏ + ويَكونُ النَّاسُ على الأرضِ مَرعوبينَ ومُحتارينَ بِسَبَبِ ضَجيجِ البَحرِ وهَيَجانِه.‏ ٢٦ ويُغْمى على النَّاسِ مِنَ الخَوفِ ومِنِ انتِظارِ ما سيُصيبُ العالَم،‏ لِأنَّ القِوى الَّتي في السَّماءِ ستَرتَجّ.‏ ٢٧ ثُمَّ سيَرَوْنَ ابْنَ الإنسانِ + آتِيًا في غَيمَةٍ بِقُدرَةٍ ومَجدٍ عَظيم.‏ + ٢٨ ولكنْ حينَ تَبدَأُ هذِهِ الأحداث،‏ قِفوا وارفَعوا رُؤوسَكُم لِأنَّ خَلاصَكُم يَقتَرِب».‏

٢٩ عِندَئِذٍ قالَ لهُم هذا المَثَل:‏ «لاحِظوا شَجَرَةَ التِّينِ وكُلَّ الأشجارِ الأُخْرى.‏ + ٣٠ عِندَما تَرَوْنَ وَرَقَها يَطلَع،‏ تَعرِفونَ أنَّ الصَّيفَ قَريب.‏ ٣١ كذلِك،‏ حينَ تَرَوْنَ هذِهِ الأُمورَ تَحدُث،‏ اعرِفوا أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ قَريبَة.‏ ٣٢ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ لن يَزولَ هذا الجيلُ أبَدًا قَبلَ أن تَحدُثَ هذِهِ الأُمورُ كُلُّها.‏ + ٣٣ السَّماءُ والأرضُ ستَزولان،‏ أمَّا كَلامي فلن يَزولَ أبَدًا.‏ +

٣٤ ‏«ولكنِ انتَبِهوا لِأنفُسِكُم كَي لا تَنشَغِلَ * قُلوبُكُم بِكَثرَةِ الأكلِ وكَثرَةِ الشُّربِ + وهُمومِ الحَياة،‏ + وإلَّا يَأتي علَيكُم ذلِكَ اليَومُ سَريعًا ويُفاجِئُكُم ٣٥ مِثلَ فَخّ.‏ + فهو سيَأتي على سُكَّانِ الأرضِ كُلِّها.‏ ٣٦ إذًا،‏ ابْقَوْا مُستَيقِظينَ + وتَوَسَّلوا إلى اللّٰهِ في كُلِّ وَقت،‏ + كَي تَقدِروا أن تَنْجوا مِن كُلِّ ما يَجِبُ أن يَحدُثَ وأن تَقِفوا أمامَ ابْنِ الإنسان».‏ +

٣٧ وكانَ في النَّهارِ يُعَلِّمُ في الهَيكَل،‏ ثُمَّ يَخرُجُ ويَقْضي اللَّيلَ في الجَبَلِ الَّذي يُسَمَّى «جَبَلَ الزَّيْتُون».‏ ٣٨ وكانَ كُلُّ الشَّعبِ يَذهَبونَ إلى الهَيكَلِ في الصَّباحِ الباكِرِ كَي يَستَمِعوا إلَيه.‏

٢٢ واقتَرَبَ + عيدُ الفَطيرِ * الَّذي يُدْعى الفِصح.‏ + ٢ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ يُفَكِّرونَ في أفضَلِ طَريقَةٍ لِيَتَخَلَّصوا مِنه،‏ + لِأنَّهُم كانوا يَخافونَ مِنَ الشَّعب.‏ + ٣ ثُمَّ دَخَلَ الشَّيْطَان في يَهُوذَا الَّذي يُدْعى الإسْخَرْيُوطِيّ،‏ وهو مِنَ الاثنَيْ عَشَر.‏ + ٤ فذَهَبَ إلى كِبارِ الكَهَنَةِ وقادَةِ حَرَسِ الهَيكَلِ لِيَتَناقَشَ معهُم كَيفَ سيُسَلِّمُهُ إلَيهِم.‏ + ٥ ففَرِحوا واتَّفَقوا أن يُعْطوهُ مالًا.‏ *+ ٦ فوافَقَ وبَدَأ يُفَتِّشُ عن فُرصَةٍ مُناسِبَة كَي يُسَلِّمَهُ إلَيهِم عِندَما لا يَكونُ النَّاسُ حَولَه.‏

٧ وجاءَ يَومُ الاحتِفالِ بِعيدِ الفَطير،‏ اليَومُ الَّذي يَجِبُ أن تُذبَحَ فيهِ ذَبيحَةُ الفِصح.‏ + ٨ فأرسَلَ يَسُوع بُطْرُس ويُوحَنَّا وقالَ لهُما:‏ «إذهَبا وجَهِّزا لنا عَشاءَ الفِصح».‏ + ٩ فقالا له:‏ «أينَ تُريدُ أن نُجَهِّزَه؟‏».‏ ١٠ أجابَهُما:‏ «إسمَعا!‏ عِندَما تَدخُلانِ إلى المَدينَة،‏ سيُلاقيكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماء.‏ إتبَعاهُ إلى البَيتِ الَّذي يَدخُلُ إلَيه.‏ + ١١ وقولا لِصاحِبِ البَيت:‏ ‹المُعَلِّمُ يَقولُ لك:‏ «أينَ غُرفَةُ الضُّيوفِ الَّتي يُمكِنُني أن آكُلَ فيها عَشاءَ الفِصحِ مع تَلاميذي؟‏»›.‏ ١٢ وهو سيُريكُما غُرفَةً عُلوِيَّة كَبيرَة ومَفروشَة.‏ جَهِّزا العَشاءَ هُناك».‏ ١٣ فذَهَبا ووَجَدا كُلَّ شَيءٍ مِثلَما قالَ لهُما،‏ وجَهَّزا لِلفِصح.‏

١٤ ولمَّا جاءَ الوَقت،‏ جَلَسَ * إلى الطَّاوِلَةِ هو والرُّسُل.‏ + ١٥ وقالَ لهُم:‏ «أحبَبتُ مِن كُلِّ قَلبي أن آكُلَ معكُم عَشاءَ هذا الفِصحِ قَبلَ أن أتَألَّم.‏ ١٦ فأنا أقولُ لكُم:‏ لن آكُلَهُ مَرَّةً أُخْرى إلى أن يَتَحَقَّقَ القَصدُ مِنهُ في مَملَكَةِ اللّٰه».‏ ١٧ وأخَذَ كَأسًا وشَكَرَ اللّٰهَ وقال:‏ «خُذوا هذا ومَرِّروهُ في ما بَينَكُم.‏ ١٨ فأنا أقولُ لكُم:‏ لن أشرَبَ بَعدَ الآنَ مِنَ النَّبيذِ إلى أن تَأتِيَ مَملَكَةُ اللّٰه».‏

١٩ وأخَذَ رَغيفًا + وشَكَرَ اللّٰه،‏ ثُمَّ كَسَرَهُ وأعْطاهُم قائِلًا:‏ «هذا يُمَثِّلُ جَسَدي + الَّذي يُقَدَّمُ مِن أجْلِكُم.‏ + إستَمِرُّوا في فِعلِ هذا لِتَتَذَكَّروني».‏ + ٢٠ وبِنَفْسِ الطَّريقَة،‏ أخَذَ الكَأسَ بَعدَ أن تَعَشَّوْا وقال:‏ «هذا الكَأسُ يُمَثِّلُ العَهدَ الجَديدَ + الَّذي يُقطَعُ على أساسِ دَمي + الَّذي سيُسكَبُ مِن أجْلِكُم.‏ +

٢١ ‏«ولكنِ اسمَعوا،‏ الَّذي سيَخونُني هو معي على الطَّاوِلَة.‏ + ٢٢ فابْنُ الإنسانِ ذاهِبٌ مِثلَما هو مُقَرَّر،‏ + ولكنْ يا وَيْلَ الرَّجُلِ الَّذي يَخونُه!‏».‏ + ٢٣ فبَدَأوا يَتَساءَلونَ في ما بَينَهُم مَن مِنهُم سيَفعَلُ ذلِك.‏ +

٢٤ أيضًا،‏ حَصَلَ بَينَهُم جِدالٌ حامٍ حَولَ مَن يُعتَبَرُ الأعظَمَ فيهِم.‏ + ٢٥ فقالَ لهُم:‏ «مُلوكُ العالَمِ * يَتَحَكَّمونَ في شُعوبِهِم،‏ والَّذينَ يَتَسَلَّطونَ علَيهِم يُلَقَّبونَ بـ‍ ‹فاعِلي الخَير›.‏ + ٢٦ أمَّا أنتُم فلا تَكونوا هكَذا.‏ + بلِ الأعظَمُ بَينَكُم لِيَكُنْ مِثلَ الأصغَر،‏ + والَّذي يَأخُذُ القِيادَةَ مِثلَ الخادِم.‏ ٢٧ فمَن هو أعظَم:‏ الَّذي يَجلِسُ * إلى الطَّاوِلَةِ أمِ الَّذي يَخدُم؟‏ ألَيسَ الَّذي يَجلِسُ * إلى الطَّاوِلَة؟‏ مع ذلِك،‏ أنا بَينَكُمُ الَّذي يَخدُم.‏ +

٢٨ ‏«ولكنْ أنتُمُ الَّذينَ وَقَفتُم معي + في ضيقاتي.‏ *+ ٢٩ وأنا أعمَلُ معكُم عَهدًا * لِتَنالوا مَملَكَة،‏ + مِثلَما عَمِلَ أبي عَهدًا معي،‏ ٣٠ لِكَي تَأكُلوا وتَشرَبوا على مائِدَتي في مَملَكَتي،‏ + وتَجلِسوا على عُروشٍ + لِتُحاسِبوا أسباطَ إسْرَائِيل الـ‍ ١٢.‏ +

٣١ ‏«سِمْعَان،‏ سِمْعَان،‏ انتَبِه!‏ الشَّيْطَان طَلَبَ أن يُغَربِلَكُم كُلَّكُم مِثلَما يُغَربَلُ القَمح.‏ + ٣٢ لكنِّي تَوَسَّلتُ إلى اللّٰهِ مِن أجْلِكَ كَي لا تَخسَرَ إيمانَك.‏ + وأنتَ عِندَما تَرجِع،‏ قَوِّ إخوَتَك».‏ + ٣٣ فقالَ له:‏ «يا رَبّ،‏ أنا مُستَعِدٌّ أن أذهَبَ معكَ إلى السِّجنِ وأن أموتَ معكَ أيضًا».‏ + ٣٤ فأجابَه:‏ «أقولُ لكَ يا بُطْرُس:‏ لن يَصيحَ الدِّيكُ اليَومَ قَبلَ أن تُنكِرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَعرِفُني».‏ +

٣٥ وقالَ لهُم:‏ «لمَّا أرسَلتُكُم بِلا كيسِ مالٍ ولا حَقيبَةِ طَعامٍ ولا حِذاء،‏ + هل نَقَصَكُم شَيء؟‏».‏ أجابوا:‏ «لا».‏ ٣٦ فقالَ لهُم:‏ «أمَّا الآن،‏ فمَن عِندَهُ كيسُ مالٍ فلْيَأخُذْه،‏ ومَن عِندَهُ حَقيبَةُ طَعامٍ فلْيَحمِلْها معه.‏ ومَن لَيسَ عِندَهُ سَيف،‏ يَجِبُ أن يَبيعَ ثَوبَهُ ويَشتَرِيَ سَيفًا.‏ ٣٧ فأنا أقولُ لكُم:‏ يَجِبُ أن يَتِمَّ فِيَّ ما هو مَكتوب:‏ ‹أُعتُبِرَ واحِدًا مِنَ المُجرِمين›.‏ *+ وفي الواقِع،‏ إنَّ المَكتوبَ عنِّي يَتَحَقَّق».‏ + ٣٨ فقالوا:‏ «يا رَبّ،‏ يوجَدُ هُنا سَيفان».‏ قالَ لهُم:‏ «هذا كافٍ».‏

٣٩ وغادَرَ وذَهَبَ مِثلَ عادَتَهِ إلى جَبَلِ الزَّيْتُون،‏ وتَبِعَهُ التَّلاميذُ أيضًا.‏ + ٤٠ ولمَّا وَصَلَ إلى المَكان،‏ قالَ لهُم:‏ «صَلُّوا بِاستِمرارٍ كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة».‏ + ٤١ وابتَعَدَ عنهُم مَسافَةً قَليلَة،‏ * ورَكَعَ على رُكبَتَيْهِ وصَلَّى ٤٢ قائِلًا:‏ «يا أبي،‏ إذا كُنتَ تُريدُ فأَبعِدْ عنِّي هذا الكَأس.‏ ولكنْ لِيَكُنْ ما تُريدُهُ أنتَ ولَيسَ ما أُريدُهُ أنا».‏ + ٤٣ ثُمَّ ظَهَرَ لهُ مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ وقَوَّاه.‏ + ٤٤ لكنَّهُ كانَ يَشعُرُ بِألَمٍ عاطِفِيٍّ شَديد،‏ لِدَرَجَةِ أنَّهُ ظَلَّ يُصَلِّي بِحَرارَةٍ أكثَر.‏ + وصارَ عَرَقُهُ مِثلَ نُقَطِ دَمٍ نازِلَة على الأرض.‏ ٤٥ وبَعدَما صَلَّى،‏ وَقَفَ وذَهَبَ عِندَ التَّلاميذ،‏ فوَجَدَهُم نائِمينَ لِأنَّهُم كانوا مُتعَبينَ جِدًّا مِنَ الحُزن.‏ + ٤٦ فقالَ لهُم:‏ «لِماذا أنتُم نائِمون؟‏ قوموا وصَلُّوا بِاستِمرارٍ كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة».‏ +

٤٧ وفيما كانَ لا يَزالُ يَتَكَلَّم،‏ أتى جَمعٌ يَقودُهُ الَّذي يُسَمَّى يَهُوذَا،‏ واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر.‏ فاقتَرَبَ مِن يَسُوع لِيُقَبِّلَه.‏ + ٤٨ لكنَّ يَسُوع قالَ له:‏ «يَهُوذَا،‏ هل تُسَلِّمُ ابْنَ الإنسانِ بِقُبلَة؟‏».‏ ٤٩ ولمَّا رَأى الَّذينَ حَولَهُ ما سيَحدُث،‏ قالوا:‏ «يا رَبّ،‏ هل نَهجُمُ علَيهِم بِالسَّيف؟‏».‏ ٥٠ حتَّى إنَّ واحِدًا مِنهُم هَجَمَ على عَبدِ رَئيسِ الكَهَنَةِ وقَطَعَ أُذُنَهُ اليَمين.‏ + ٥١ لكنَّ يَسُوع قال:‏ «تَوَقَّفوا!‏ هذا يَكْفي!‏».‏ ولَمَسَ أُذُنَ العَبدِ وشَفاه.‏ ٥٢ ثُمَّ قالَ يَسُوع لِكِبارِ الكَهَنَةِ وقادَةِ حَرَسِ الهَيكَلِ والشُّيوخِ الَّذينَ جاؤُوا علَيه:‏ «هل أنا لِصٌّ حتَّى أتَيتُم بِالسُّيوفِ والعِصِيّ؟‏ + ٥٣ حينَ كُنتُ معكُم كُلَّ يَومٍ في الهَيكَل،‏ + لم تُمسِكوني.‏ + ولكنْ هذِه هي ساعَتُكُم والسَّاعَةُ الَّتي يَتَسَلَّطُ فيها الظَّلام».‏ +

٥٤ ثُمَّ قَبَضوا علَيهِ وأخَذوهُ + وأدخَلوهُ إلى بَيتِ رَئيسِ الكَهَنَة.‏ وكانَ بُطْرُس يَتبَعُهُم مِن بَعيد.‏ + ٥٥ ولمَّا أشعَلوا نارًا في وَسَطِ ساحَةِ البَيتِ وجَلَسوا معًا،‏ كانَ بُطْرُس جالِسًا بَينَهُم.‏ + ٥٦ فرَأتهُ خادِمَةٌ مِن خِلالِ ضَوءِ النَّارِ فيما هو جالِسٌ هُناك.‏ فنَظَرَت إلَيهِ بِدِقَّةٍ وقالَت:‏ «هذا الرَّجُلُ أيضًا كانَ معه».‏ ٥٧ لكنَّهُ أنكَرَ ذلِك وقال:‏ «أنا لا أعرِفُهُ يا امرَأة».‏ ٥٨ وبَعدَ قَليل،‏ رَآهُ شَخصٌ آخَرُ وقال:‏ «أنتَ أيضًا واحِدٌ مِنهُم».‏ لكنَّ بُطْرُس أجاب:‏ «لا يا رَجُل!‏».‏ + ٥٩ وبَعدَ ساعَةٍ تَقريبًا،‏ بَدَأ رَجُلٌ آخَرُ يُصِرُّ بِقُوَّةٍ قائِلًا:‏ «بِالتَّأكيدِ هذا الرَّجُلُ أيضًا كانَ معه،‏ لِأنَّهُ جَلِيلِيّ!‏».‏ ٦٠ لكنَّ بُطْرُس قال:‏ «يا رَجُل،‏ لا أعرِفُ ماذا تَقول».‏ وعلى الفَوْر،‏ فيما كانَ لا يَزالُ يَتَكَلَّم،‏ صاحَ الدِّيك.‏ ٦١ فالْتَفَتَ الرَّبُّ ونَظَرَ مُباشَرَةً إلى بُطْرُس.‏ فتَذَكَّرَ بُطْرُس كَلامَ الرَّبِّ حينَ قالَ له:‏ «قَبلَ أن يَصيحَ الدِّيكُ اليَوم،‏ ستُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات».‏ + ٦٢ فخَرَجَ وبَكى بِحَرقَة.‏

٦٣ وكانَ الرِّجالُ الَّذينَ يَحرُسونَ يَسُوع يَستَهزِئونَ بهِ + ويَضرِبونَه.‏ + ٦٤ وبَعدَ أن غَطَّوْا وَجهَه،‏ صاروا يَسألونَه:‏ «تَنَبَّأ،‏ مَنِ الَّذي ضَرَبَك؟‏».‏ ٦٥ وقالوا أشياءَ أُخْرى كَثيرَة جَدَّفوا بها علَيه.‏

٦٦ ولمَّا جاءَ النَّهار،‏ اجتَمَعَ مَجلِسُ شُيوخِ الشَّعب،‏ أي كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة،‏ + واستَدْعَوْهُ إلى قاعَةِ السَّنْهَدْرِيم * وقالوا:‏ ٦٧ ‏«إذا كُنتَ المَسِيح،‏ فقُلْ لنا».‏ + أجابَهُم:‏ «حتَّى لَو قُلتُ لكُم،‏ فلن تُصَدِّقوا أبَدًا.‏ ٦٨ وإذا سَألتُكُم،‏ فلن تُجيبوا.‏ ٦٩ ولكن،‏ مِنَ الآنَ سيَكونُ ابْنُ الإنسانِ + جالِسًا على يَمينِ اللّٰهِ القَدير».‏ + ٧٠ عِندَئِذٍ قالوا كُلُّهُم:‏ «هل أنتَ إذًا ابْنُ اللّٰه؟‏».‏ أجابَهُم:‏ «أنتُم بِأنفُسِكُم تَقولونَ إنِّي هو».‏ ٧١ فقالوا:‏ «لِماذا نَحتاجُ بَعد إلى شَهادَةِ شُهود؟‏ فنَحنُ بِأنفُسِنا سَمِعناها مِن فَمِه».‏ +

٢٣ فقاموا كُلُّهُم وأخَذوهُ إلى بِيلَاطُس.‏ + ٢ ثُمَّ بَدَأوا يَتَّهِمونَهُ + ويَقولون:‏ «وَجَدنا هذا الرَّجُلَ يُحَرِّضُ أُمَّتَنا على العِصيان،‏ ويَمنَعُ دَفعَ الضَّرائِبِ لِقَيْصَر،‏ + ويَقولُ إنَّهُ هوَ المَسِيح المَلِك».‏ + ٣ فسَألَهُ بِيلَاطُس:‏ «هل أنتَ مَلِكُ اليَهُود؟‏».‏ أجاب:‏ «أنتَ بِنَفْسِكَ قُلت».‏ + ٤ فقالَ بِيلَاطُس لِكِبارِ الكَهَنَةِ والجُموع:‏ «لا أجِدُ أساسًا لِاتِّهامِ هذا الرَّجُل».‏ + ٥ لكنَّهُم أصَرُّوا قائِلين:‏ «إنَّهُ يُحَرِّضُ الشَّعبَ في كُلِّ اليَهُودِيَّة بِتَعاليمِه.‏ بَدَأ مِنَ الجَلِيل ووَصَلَ إلى هُنا».‏ ٦ فلمَّا سَمِعَ بِيلَاطُس ذلِك،‏ سَألَ إذا كانَ الرَّجُلُ جَلِيلِيًّا.‏ ٧ وبَعدَما عَرَفَ أنَّهُ تَحتَ سُلطَةِ هِيرُودُس،‏ + أرسَلَهُ إلى هِيرُودُس الَّذي كانَ هو أيضًا في أُورُشَلِيم في تِلكَ الأيَّام.‏

٨ ولمَّا رَأى هِيرُودُس يَسُوع فَرِحَ جِدًّا.‏ فمِن وَقتٍ طَويل،‏ كانَ يُريدُ أن يَراهُ مِن كَثرَةِ ما سَمِعَ عنه،‏ + وكانَ يَتَمَنَّى أن يَعمَلَ عَجيبَةً * قُدَّامَه.‏ ٩ فسَألَهُ أسئِلَةً كَثيرَة،‏ لكنَّ يَسُوع لم يُجاوِبْهُ بِشَيء.‏ + ١٠ أمَّا كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة،‏ فصاروا يَقِفونَ ويَتَّهِمونَهُ وهُم مُحتَدُّون.‏ ١١ وعامَلَهُ هِيرُودُس وجُنودُهُ بِاحتِقار.‏ + واستَهزَأَ بهِ هِيرُودُس،‏ + فألبَسَهُ ثَوبًا فاخِرًا.‏ بَعدَ ذلِك أرجَعَهُ إلى بِيلَاطُس.‏ ١٢ وفي ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه،‏ صارَ هِيرُودُس وبِيلَاطُس صَديقَيْن.‏ فهُما كانا مِن قَبل عَدُوَّيْن.‏

١٣ وجَمَعَ بِيلَاطُس كِبارَ الكَهَنَةِ والرُّؤَساءَ والشَّعب،‏ ١٤ وقالَ لهُم:‏ «أحضَرتُم إلَيَّ هذا الرَّجُلَ وقُلتُم إنَّهُ يُحَرِّضُ الشَّعبَ على الثَّورَة.‏ وأنا استَجوَبتُهُ أمامَكُم،‏ لكنِّي لم أجِدْ أيَّ أساسٍ لِلتُّهَمِ الَّتي تَتَّهِمونَهُ بها.‏ + ١٥ ولا هِيرُودُس وَجَدَ أيضًا لِأنَّهُ أرجَعَهُ إلَينا.‏ إنَّهُ لم يَعمَلْ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت.‏ ١٦ لِذلِك سأُعاقِبُهُ + ثُمَّ أُطلِقُ سَراحَه».‏ ١٧ ‏—‏ ١٨ لكنَّ الجُموعَ كُلَّهُم صَرَخوا قائِلين:‏ «تَخَلَّصْ مِن هذا الرَّجُل،‏ وحَرِّرْ لنا بَارَابَاس!‏».‏ + ١٩ ‏(‏كانَ بَارَابَاس قد سُجِنَ بِسَبَبِ عَمَلِ عِصيانٍ حَدَثَ في المَدينَةِ وبِسَبَبِ جَريمَةِ قَتل.‏)‏ ٢٠ وتَكَلَّمَ معهُم بِيلَاطُس مَرَّةً أُخْرى،‏ لِأنَّهُ كانَ يُريدُ أن يُحَرِّرَ يَسُوع.‏ + ٢١ فبَدَأوا يَصرُخون:‏ «عَلِّقْهُ على خَشَبَة!‏ عَلِّقْهُ على خَشَبَة!‏».‏ + ٢٢ فقالَ لهُم مَرَّةً ثالِثَة:‏ «لِماذا؟‏ ما الخَطَأُ الَّذي فَعَلَهُ هذا الرَّجُل؟‏ لم أجِدْ علَيهِ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت.‏ سأُعاقِبُهُ ثُمَّ أُطلِقُ سَراحَه».‏ ٢٣ لكنَّهُم أصَرُّوا على طَلَبِهِم وصَرَخوا بِصَوتٍ عالٍ أن يُعَلَّقَ على خَشَبَة.‏ فانتَصَرَت أصواتُهُم في النِّهايَة،‏ + ٢٤ وقَرَّرَ بِيلَاطُس أن يُلَبِّيَ طَلَبَهُم.‏ ٢٥ فحَرَّرَ الرَّجُلَ الَّذي طالَبوا بهِ والَّذي كانَ في السِّجنِ بِسَبَبِ عَمَلِ عِصيانٍ وجَريمَةِ قَتل،‏ وسَلَّمَ يَسُوع إلَيهِم لِيَعمَلوا بهِ ما يُريدون.‏

٢٦ وفيما هُم يَأخُذونَه،‏ أمسَكوا رَجُلًا كانَ آتِيًا مِنَ الرِّيف،‏ وهو سِمْعَان مِن قِيرِين،‏ ووَضَعوا علَيهِ خَشَبَةَ الآلامِ لِيَحمِلَها وَراءَ يَسُوع.‏ + ٢٧ وكانَ يَتبَعُهُ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاس،‏ بِمَن فيهِم نِساءٌ كُنَّ يَضرِبْنَ على صُدورِهِنَّ مِنَ الحُزنِ ويُوَلوِلْنَ علَيه.‏ ٢٨ فالْتَفَتَ يَسُوع إلَيهِنَّ وقال:‏ «يا بَناتِ أُورُشَلِيم،‏ لا تَبْكينَ علَيَّ،‏ بلِ ابْكينَ على أنفُسِكُنَّ وعلى أوْلادِكُنَّ.‏ + ٢٩ فسَتَأتي أيَّامٌ يَقولُ فيها النَّاس:‏ ‹ما أسعَدَ النِّساءَ اللَّواتي لا يَحبَلْنَ واللَّواتي لا وَلَدْنَ ولا أرضَعْنَ!‏›.‏ + ٣٠ عِندَئِذٍ سيَقولونَ لِلجِبال:‏ ‹أُسقُطي علَينا!‏›،‏ ولِلتِّلال:‏ ‹غَطِّينا!‏›.‏ + ٣١ فإذا كانوا يَفعَلونَ ذلِك فيما الشَّجَرَةُ خَضراء،‏ * فماذا سيَحدُثُ حينَ تَصيرُ يابِسَة؟‏».‏

٣٢ وأُخِذَ أيضًا رَجُلانِ آخَرانِ لِيُعدَما معه،‏ وكانا مُجرِمَيْن.‏ + ٣٣ ولمَّا وَصَلوا إلى المَكانِ الَّذي اسْمُه «الجُمْجُمَة»،‏ + عَلَّقوهُ هُناك على خَشَبَةٍ وبِجانِبِهِ المُجرِمَيْن،‏ واحِدًا على يَمينِهِ وواحِدًا على شِمالِه.‏ + ٣٤ أمَّا يَسُوع فقال:‏ «يا أبي،‏ اغفِرْ لهُم لِأنَّهُم لا يَعرِفونَ ماذا يَفعَلون».‏ وألْقَوْا قُرعَةً كَي يَتَقاسَموا ثِيابَه.‏ + ٣٥ ووَقَفَ النَّاسُ يَتَفَرَّجون.‏ وكانَ الرُّؤَساءُ يَضحَكونَ بِاستِهزاءٍ ويَقولون:‏ «خَلَّصَ آخَرين،‏ فلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إذا كانَ هو مَسِيحَ اللّٰهِ المُختار».‏ + ٣٦ والجُنودُ أيضًا استَهزَأوا به.‏ فاقتَرَبوا وقَدَّموا لهُ نَبيذًا حامِضًا + ٣٧ قائِلين:‏ «إذا كُنتَ مَلِكَ اليَهُود،‏ فخَلِّصْ نَفْسَك».‏ ٣٨ وكُتِبَ فَوقَ رَأسِه:‏ «هذا هو مَلِكُ اليَهُود».‏ +

٣٩ وبَدَأ واحِدٌ مِنَ المُجرِمَيْنِ المُعَلَّقَيْنِ معهُ يُهينُهُ + ويَقول:‏ «ألَستَ أنتَ المَسِيح؟‏ إذًا خَلِّصْ نَفْسَكَ وخَلِّصْنا!‏».‏ ٤٠ فوَبَّخَهُ المُجرِمُ الآخَرُ قائِلًا:‏ «ألَا تَخافُ اللّٰهَ أبَدًا؟‏ فأنتَ تَنالُ العِقابَ نَفْسَه.‏ ٤١ نَحنُ عِقابُنا عادِل.‏ إنَّهُ جَزاءُ ما فَعَلناه.‏ أمَّا هذا الرَّجُلُ فلم يَعمَلْ أيَّ خَطَإٍ».‏ ٤٢ ثُمَّ قال:‏ «يا يَسُوع،‏ تَذَكَّرْني حينَ تَأتي في مَملَكَتِك».‏ + ٤٣ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «صِدقًا أقولُ لكَ اليَوم:‏ ستَكونُ معي في الفِردَوس».‏ +

٤٤ وكانَتِ السَّاعَةُ حَوالَيِ الـ‍ ١٢ ظُهرًا.‏ * مع ذلِك،‏ صارَت هُناك عَتمَةٌ في كُلِّ تِلكَ الأرضِ حتَّى السَّاعَةِ الـ‍ ٣ بَعدَ الظُّهر،‏ *+ ٤٥ لِأنَّ ضَوءَ الشَّمسِ اختَفى.‏ ثُمَّ انشَقَّتِ السِّتارَةُ الدَّاخِلِيَّة *+ في الهَيكَلِ إلى اثنَيْن.‏ + ٤٦ وصَرَخَ يَسُوع بِصَوتٍ عالٍ وقال:‏ «يا أبي،‏ أضَعُ روحي أمانَةً في يَدَيْك».‏ + وبَعدَما قالَ ذلِك،‏ تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخير.‏ + ٤٧ ولمَّا رَأى الضَّابِطُ ما حَدَث،‏ مَجَّدَ اللّٰهَ قائِلًا:‏ «فِعلًا كانَ هذا الرَّجُلُ بَريئًا».‏ + ٤٨ وكُلُّ الجُموعِ الَّذينَ تَجَمَّعوا هُناك مِن أجْلِ هذا الحَدَثِ رَأَوْا ما حَصَل.‏ فرَجَعوا إلى بُيوتِهِم وهُم يَضرِبونَ على صُدورِهِم.‏ ٤٩ وكانَ كُلُّ مَعارِفِهِ واقِفينَ مِن بَعيد.‏ والنِّساءُ اللَّواتي رافَقْنَهُ مِنَ الجَلِيل كُنَّ هُناك أيضًا ورَأيْنَ هذِهِ الأُمور.‏ +

٥٠ وكانَ هُناك عُضوٌ في المَجلِسِ اسْمُهُ يُوسُف،‏ وهو رَجُلٌ صالِحٌ ومُستَقيم.‏ *+ ٥١ ‏(‏هذا الرَّجُلُ لم يُصَوِّتْ لِصالِحِ مُؤامَرَتِهِم وتَصَرُّفِهِم.‏)‏ وهو كانَ مِنَ الرَّامَة،‏ مَدينَةٍ في اليَهُودِيَّة،‏ وكانَ يَنتَظِرُ مَملَكَةَ اللّٰه.‏ ٥٢ هذا الرَّجُلُ دَخَلَ أمامَ بِيلَاطُس وطَلَبَ جَسَدَ يَسُوع.‏ ٥٣ فأنزَلَهُ + ولَفَّهُ بِقُماشٍ مِن كَتَّانٍ جَيِّد،‏ ووَضَعَهُ في قَبرٍ * مَحفورٍ في الصَّخرِ + لم يوضَعْ فيهِ أحَدٌ مِن قَبل.‏ ٥٤ وكانَ ذلِكَ اليَومُ يَومَ الاستِعداد،‏ + والسَّبتُ + على وَشْكِ أن يَبدَأ.‏ ٥٥ والنِّساءُ اللَّواتي أتَيْنَ معهُ مِنَ الجَلِيل ذَهَبْنَ هُنَّ أيضًا وألْقَيْنَ نَظرَةً على القَبرِ وكَيفَ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع فيه.‏ + ٥٦ ثُمَّ رَجَعْنَ لِيُحَضِّرْنَ مَوادَّ وزُيوتًا عَطِرَة.‏ لكنَّهُنَّ ارتَحْنَ في السَّبتِ + بِحَسَبِ الشَّريعَة.‏

٢٤ ولكنْ في أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع،‏ جاءَتِ النِّساءُ إلى القَبرِ * باكِرًا جِدًّا،‏ وجَلَبْنَ معهُنَّ المَوادَّ العَطِرَة الَّتي حَضَّرْنَها.‏ + ٢ فوَجَدْنَ أنَّ الحَجَرَ قد دُحرِجَ عنِ القَبر.‏ + ٣ ولمَّا دَخَلْنَ،‏ لم يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوع.‏ + ٤ وفيما هُنَّ مُحتاراتٌ بِسَبَبِ ذلِك،‏ ظَهَرَ بِجانِبِهِنَّ فَجْأةً رَجُلانِ ثِيابُهُما تَلمَع.‏ ٥ فارتَعَبَتِ النِّساءُ وحَنَيْنَ وُجوهَهُنَّ إلى الأرض.‏ فقالَ لهُنَّ الرَّجُلان:‏ «لِماذا تُفَتِّشْنَ بَينَ الأمواتِ عمَّن هو حَيّ؟‏ + ٦ إنَّهُ لَيسَ هُنا،‏ بل أُقيم.‏ ألَا تَتَذَكَّرْنَ كَلامَهُ حينَ كانَ لا يَزالُ في الجَلِيل؟‏ ٧ فهو قالَ إنَّ ابْنَ الإنسانِ يَجِبُ أن يُسَلَّمَ إلى أشخاصٍ خُطاةٍ ويُعَلَّقَ على خَشَبَةٍ ويَقومَ في اليَومِ الثَّالِث».‏ + ٨ فتَذَكَّرَتِ النِّساءُ كَلامَه،‏ + ٩ ورَجَعْنَ مِنَ القَبرِ وأخبَرْنَ الأحَدَ عَشَرَ والباقينَ جَميعًا بِكُلِّ هذِهِ الأُمور.‏ + ١٠ والنِّساءُ هُنَّ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة ويُوَنَّا ومَرْيَم أُمُّ يَعْقُوب.‏ وباقي النِّساءِ اللَّواتي كُنَّ معهُنَّ أخبَرْنَ أيضًا الرُّسُلَ بِذلِك.‏ ١١ لكنَّهُم ظَنُّوا أنَّ كَلامَهُنَّ مُجَرَّدُ وَهْمٍ ولم يُصَدِّقوهُنَّ.‏

١٢ فقامَ بُطْرُس ورَكَضَ إلى القَبر.‏ ولمَّا انحَنى لِيَنظُر،‏ لم يَرَ غَيرَ القُماشِ الكَتَّانِيّ.‏ فذَهَبَ وهو مُحتارٌ يُحاوِلُ أن يَفهَمَ ماذا حَصَل.‏

١٣ وفي ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه،‏ كانَ اثنانِ مِنَ التَّلاميذِ مُسافِرَيْنِ إلى قَريَةٍ اسْمُها «عِمْوَاس» تَبعُدُ عن أُورُشَلِيم ١١ كيلومِترًا تَقريبًا.‏ * ١٤ وكانا يَتَكَلَّمانِ معًا عن كُلِّ هذِهِ الأُمورِ الَّتي حَصَلَت.‏

١٥ وفيما هُما يَتَكَلَّمانِ ويَتَناقَشان،‏ اقتَرَبَ مِنهُما يَسُوع بِنَفْسِهِ وبَدَأ يَمْشي معهُما.‏ ١٦ لكنَّ عُيونَهُما لم تُمَيِّزْه.‏ *+ ١٧ فقالَ لهُما:‏ «ما الَّذي تَتَناقَشانِ فيهِ وأنتُما تَمْشِيان؟‏».‏ فتَوَقَّفا وكانا حَزينَيْن.‏ ١٨ وأجابَهُ واحِدٌ مِنهُما اسْمُهُ كِلْيُوبَاس:‏ «هل أنتَ غَريبٌ وتَعيشُ وَحْدَكَ في أُورُشَلِيم فلا تَعرِفَ * ماذا حَصَلَ فيها هذِهِ الأيَّام؟‏».‏ ١٩ فسَألَهُما:‏ «وماذا حَصَل؟‏».‏ أجاباه:‏ «ما حَصَلَ مع يَسُوع النَّاصِرِيِّ + الَّذي كانَ نَبِيًّا عَظيمًا بِأعمالِهِ وأقوالِهِ أمامَ اللّٰهِ والشَّعبِ كُلِّه،‏ + ٢٠ وكَيفَ أنَّ كِبارَ كَهَنَتِنا ورُؤَساءَنا سَلَّموهُ كَي يُحكَمَ علَيهِ بِالمَوتِ + وعَلَّقوهُ على خَشَبَة.‏ ٢١ ولكنْ كُنَّا نَأمُلُ أن يَكونَ هوَ الَّذي سيُنقِذُ إسْرَائِيل.‏ + وقد مَرَّت ثَلاثَةُ أيَّامٍ مُنذُ أن حَصَلَت هذِهِ الأُمور.‏ ٢٢ إضافَةً إلى ذلِك،‏ اندَهَشنا مِمَّا قالَتهُ بَعضُ النِّساءِ بَينَنا.‏ فهُنَّ ذَهَبْنَ باكِرًا إلى القَبرِ + ٢٣ ولم يَجِدْنَ جَسَدَه.‏ فرَجَعْنَ وقُلْنَ إنَّهُنَّ رَأيْنَ أيضًا مَنظَرًا فَوقَ الطَّبيعَة،‏ رَأيْنَ مَلائِكَةً قالوا إنَّهُ حَيّ.‏ ٢٤ ثُمَّ ذَهَبَ بَعضُ الَّذينَ معنا إلى القَبر،‏ + فوَجَدوهُ فارِغًا مِثلَما قالَتِ النِّساء،‏ لكنَّهُم لم يَرَوْهُ هو».‏

٢٥ فقالَ لهُما:‏ «أيُّها الغَبِيَّان!‏ كم أنتُما بَطيئانِ * في الإيمانِ بِكُلِّ ما قالَهُ الأنبِياء!‏ ٢٦ ألَمْ يَكُنْ ضَرورِيًّا أن يُعانِيَ المَسِيح كُلَّ ذلِك + ويَتَمَجَّد؟‏».‏ + ٢٧ ثُمَّ فَسَّرَ لهُما،‏ ابتِداءً مِن كِتاباتِ مُوسَى وكُلِّ الأنبِياء،‏ + ما قيلَ عنهُ في الأسفارِ المُقَدَّسَة كُلِّها.‏

٢٨ ولمَّا اقتَرَبوا مِنَ القَريَةِ الَّتي كانَ التِّلميذانِ مُسافِرَيْنِ إلَيها،‏ تَظاهَرَ أنَّهُ مُسافِرٌ إلى مَكانٍ أبعَد.‏ ٢٩ فأصَرَّا علَيهِ قائِلَيْن:‏ «إبْقَ عِندَنا،‏ لِأنَّ الوَقتَ تَأخَّرَ واقتَرَبَ المَساء».‏ فدَخَلَ وبَقِيَ عِندَهُما.‏ ٣٠ ولمَّا جَلَسَ * معهُما إلى الطَّاوِلَة،‏ أخَذَ الخُبزَ وصَلَّى،‏ * ثُمَّ كَسَرَهُ وأعْطاهُما.‏ + ٣١ عِندَئِذٍ انفَتَحَت عُيونُهُما وعَرَفاه.‏ لكنَّهُ اختَفى عن نَظَرِهِما.‏ + ٣٢ فقالَ واحِدُهُما لِلآخَر:‏ «ألَمْ تَكُنْ قُلوبُنا تَشتَعِلُ في داخِلِنا حينَ كانَ يُكَلِّمُنا في الطَّريقِ ويوضِحُ لنا الأسفارَ المُقَدَّسَة؟‏».‏ ٣٣ وقاما في تِلكَ اللَّحظَةِ ورَجَعا إلى أُورُشَلِيم.‏ ووَجَدا الأحَدَ عَشَرَ مُجتَمِعينَ مع تَلاميذَ آخَرين،‏ ٣٤ وكانوا يَقولون:‏ «الرَّبُّ فِعلًا أُقيمَ وظَهَرَ لِسِمْعَان!‏».‏ + ٣٥ فأخبَرَهُمُ التِّلميذانِ ماذا حَصَلَ معهُما على الطَّريقِ وكَيفَ عَرَفاهُ لمَّا كَسَرَ الخُبز.‏ +

٣٦ وفيما هُم يَتَكَلَّمونَ عن هذِهِ الأُمور،‏ وَقَفَ هو بِنَفْسِهِ في وَسَطِهِم وقالَ لهُم:‏ «سَلامٌ لكُم».‏ + ٣٧ فانصَدَموا وارتَعَبوا وظَنُّوا أنَّهُم رَأَوْا روحًا.‏ ٣٨ فقالَ لهُم:‏ «لِماذا أنتُم خائِفونَ ومُشَوَّشون؟‏ ولِماذا لَدَيكُم شُكوكٌ في قُلوبِكُم؟‏ ٣٩ أُنظُروا إلى يَدَيَّ وقَدَمَيَّ.‏ هذا أنا.‏ إلمِسوني وانظُروا.‏ فالرُّوحُ لَيسَ لَدَيهِ لَحمٌ وعَظمٌ مِثلَما تَرَوْنَ لَدَيَّ».‏ ٤٠ ولمَّا قالَ ذلِك،‏ أراهُم يَدَيْهِ وقَدَمَيْه.‏ ٤١ ولكنْ مِن شِدَّةِ فَرحَتِهِم ودَهشَتِهِم،‏ ظَلُّوا لا يُصَدِّقون،‏ فقالَ لهُم:‏ «هل عِندَكُم هُنا شَيءٌ آكُلُه؟‏».‏ ٤٢ فأعْطَوْهُ قِطعَةً مِنَ السَّمَكِ المَشْوِيّ.‏ ٤٣ فأخَذَها وأكَلَها أمامَ عُيونِهِم.‏

٤٤ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «حينَ كُنتُ لا أزالُ معكُم،‏ قُلتُ لكُم هذا الكَلام:‏ + ‹يَجِبُ أن يَتَحَقَّقَ كُلُّ ما هو مَكتوبٌ عنِّي في شَريعَةِ مُوسَى وفي كِتاباتِ الأنبِياءِ والمَزامير›».‏ + ٤٥ وفَتَّحَ عُقولَهُم لِيَفهَموا كامِلًا مَعْنى الأسفارِ المُقَدَّسَة،‏ + ٤٦ وقالَ لهُم:‏ «مَكتوبٌ أنَّ المَسِيح سيَتَألَّمُ ويَقومُ مِن بَينِ الأمواتِ في اليَومِ الثَّالِث،‏ + ٤٧ وأنَّ بِاسْمِهِ سيُبَشَّرُ عنِ التَّوبَةِ الَّتي تُؤَدِّي إلى غُفرانِ الخَطايا،‏ + وذلِك في كُلِّ الأُمَمِ + ابتِداءً مِن أُورُشَلِيم.‏ + ٤٨ وأنتُم ستَشهَدونَ عن ذلِك.‏ *+ ٤٩ وأنا سأُرسِلُ إلَيكُم ما وَعَدَ بهِ أبي.‏ ولكنِ ابْقَوْا في المَدينَةِ إلى أن تَنالوا * قُدرَةً مِن فَوق».‏ +

٥٠ ثُمَّ أخرَجَهُم مِنَ المَدينَةِ وُصولًا إلى بَيْت عَنْيَا،‏ ورَفَعَ يَدَيْهِ وبارَكَهُم.‏ ٥١ وفيما هو يُبارِكُهُم،‏ فارَقَهُم ورُفِعَ إلى السَّماء.‏ + ٥٢ فسَجَدوا أمامَهُ ورَجَعوا إلى أُورُشَلِيم فَرِحينَ جِدًّا.‏ + ٥٣ وكانوا دائِمًا في الهَيكَلِ يُسَبِّحونَ اللّٰه.‏ +

أو:‏ «التي نعتبرها موثوقًا بها تمامًا».‏

أو:‏ «تعلَّمتها شفهيًّا».‏

حرفيًّا:‏ «بنات».‏

حرفيًّا:‏ «بارَّين».‏

أو:‏ «وهو في رحم أمه».‏

حرفيًّا:‏ «فيردُّ قلوب الآباء إلى الأولاد».‏

أو:‏ «رأى رؤيا».‏

أو:‏ «خدمته العامة».‏

أو:‏ «المُنعَم عليها».‏

أو:‏ «إعلان».‏

حرفيًّا:‏ «مبارَكة ثمرة رحمك».‏

أو:‏ «كل ما فيَّ».‏

حرفيًّا:‏ «زَرْعه؛‏ بزرته».‏

حرفيًّا:‏ «أقام لنا قرن خلاص».‏

أو:‏ «معاهدته؛‏ اتفاقه».‏

أو:‏ «بر».‏

حرفيًّا:‏ «كل الأرض المسكونة».‏

ما يوضَع فيه العَلَف لتأكله الحيوانات.‏

حرفيًّا:‏ «بين أُناس الرضى».‏

حرفيًّا:‏ «كل ذكر فاتح رحم».‏

أو:‏ «تِرغلَّتَين؛‏ قُمريَّتَين».‏

أو:‏ «وسيحتقره الناس».‏

حرفيًّا:‏ «نفسك».‏

حرفيًّا:‏ «بعد عذريَّتها».‏

أو:‏ «خاضعًا».‏

حرفيًّا:‏ «قلبها».‏

أي:‏ هيرودس أنتيباس.‏

حرفيًّا:‏ «التِّترارخ».‏

أو:‏ «البرية».‏

حرفيًّا:‏ «جسد».‏

أو:‏ «وسيلة اللّٰه للخلاص».‏

حرفيًّا:‏ «ثمرًا».‏

أو:‏ «ثوب إضافي».‏

أو:‏ «تجمعوا».‏

أو:‏ «تبتزُّوا».‏

حرفيًّا:‏ «رفش للتذرية».‏

المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.‏

أو:‏ «عند حافة سور الهيكل».‏

حرفيًّا:‏ «دَرْج؛‏ لُفافة».‏

حرفيًّا:‏ «مسحني».‏

أو:‏ «لم يُشفَ».‏

حرفيًّا:‏ «نجس».‏

حرفيًّا:‏ «النجسة».‏

حرفيًّا:‏ «وبَّخ».‏

أي:‏ بحيرة الجليل.‏

حرفيًّا:‏ «حصروا».‏

أو:‏ «اللِّبن؛‏ الطوب».‏

أو:‏ «يتَّكِئون إلى الطاولة».‏

حرفيًّا:‏ «زِقاق».‏

حرفيًّا:‏ «يابسة».‏

حرفيًّا:‏ «يابسة».‏

أو:‏ «الغيور».‏

حرفيًّا:‏ «النجسة».‏

حرفيًّا:‏ «ويرفضون اسمكم كأنَّه شرير».‏

حرفيًّا:‏ «مثلما تريدون أن يفعل الناس لكم،‏ كذلك افعلوا أنتم لهم».‏

أي:‏ بدون فائدة.‏

حرفيًّا:‏ «توقَّفوا عن أن».‏

أو:‏ «سرير الميت».‏

حرفيًّا:‏ «ناعمة».‏

حرفيًّا:‏ «أمام وجهك».‏

أو:‏ «مشورة؛‏ مشيئة».‏

حرفيًّا:‏ «الحكمة تبرَّرت بكل أولادها».‏

أو:‏ «اتَّكأ».‏

أو:‏ «متَّكِئ إلى الطاولة».‏

أو:‏ «الكبيرة».‏

أو ربما:‏ «لذلك».‏

أو:‏ «المتَّكِئون».‏

أو:‏ «القبور التذكارية».‏

حرفيًّا:‏ «النجس».‏

أو ربما:‏ «كان يسيطر عليه منذ وقت طويل».‏

حرفيًّا:‏ «فيلق».‏

أو:‏ «قوة الحياة».‏

حرفيًّا:‏ «فضة».‏

حرفيًّا:‏ «ثوبَين».‏

أي:‏ هيرودس أنتيباس.‏

حرفيًّا:‏ «التِّترارخ».‏

حرفيًّا:‏ «باركها».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «النجس».‏

حرفيًّا:‏ «الأيام كانت تكتمل ليُرفَع».‏

حرفيًّا:‏ «ثبَّت وجهه».‏

حرفيًّا:‏ «جعل وجهه».‏

أو:‏ «تعانقوا أحدًا».‏

حرفيًّا:‏ «القوَّات».‏

باليونانية هايدِس،‏ مكان مجازي يرقد فيه الأموات.‏

أو:‏ «ملكوتك».‏

أو:‏ «السؤال».‏

أو:‏ «يسأل».‏

أو:‏ «بيلزبوب؛‏ بعل زبوب».‏ لقب يُطلَق على الشيطان.‏

أو:‏ «فمملكة اللّٰه قد وصلت إليكم».‏

حرفيًّا:‏ «نجس».‏

أو:‏ «يضعه تحت مكيال».‏

حرفيًّا:‏ «سراج».‏

أو:‏ «ترى بوضوح».‏ حرفيًّا:‏ «بسيطة».‏

أو:‏ «مليئًا بالنور».‏

أي:‏ تسعى وراء أشياء كثيرة.‏ حرفيًّا:‏ «شريرة».‏

أو:‏ «اتَّكأ».‏

أي:‏ لم يغسل يديه بحسب التقاليد والطقوس.‏

أو:‏ «أفضل المقاعد».‏

أو:‏ «قبور تذكارية بلا علامة».‏

أو:‏ «قبور الأنبياء التذكارية».‏

أو:‏ «سيُطلَب من هذا الجيل».‏

حرفيًّا:‏ «البيت».‏

أو:‏ «سيُطلَب منه».‏

حرفيًّا:‏ «أسَّاريونَين».‏

أو:‏ «لا يتجاهل».‏

أو ربما:‏ «أمام المجامع».‏

حرفيًّا:‏ «يا نفس،‏ لديكِ».‏

حرفيًّا:‏ «يطلبون نفسك منك».‏

حرفيًّا:‏ «النفس».‏

حرفيًّا:‏ «ذراعًا».‏

حرفيًّا:‏ «التنُّور».‏

حرفيًّا:‏ «تسعى إليها أمم العالم».‏

أو:‏ «يشد الحزام حول خصره».‏

أو:‏ «يجعلهم يتَّكِئون».‏

حرفيًّا:‏ «في الهزيع الثاني»،‏ وهي فترة تمتد من حوالي التاسعة مساء إلى نصف الليل.‏

حرفيًّا:‏ «في الهزيع الثالث»،‏ وهي فترة تمتد من نصف الليل إلى حوالي الثالثة صباحًا.‏

أو:‏ «المشرف على البيت».‏

أو:‏ «الفطين».‏

أو:‏ «على الخدم في بيته».‏

أو:‏ «لم يعمل بحسب مشيئته».‏

حرفيًّا:‏ «آخِر لِپتون».‏

حرفيًّا:‏ «روح ضُعف».‏

حرفيًّا:‏ «ثلاثة أصواع».‏ ١ صاع = ٣٣‏,٧ ل.‏

أو:‏ «يتَّكِئون».‏

أو:‏ «الوذمة»،‏ وهو تراكم شديد للسوائل في الجسم.‏

أو:‏ «تتَّكِئ».‏

أو:‏ «اتَّكِئ».‏

أو:‏ «أعلى».‏

حرفيًّا:‏ «الأبرار».‏

حرفيًّا:‏ «يأكل خبزًا».‏

أو:‏ «فدادين».‏

أو:‏ «لم يحب بدرجة أقل».‏

حرفيًّا:‏ «بارًّا».‏

أو:‏ «خليعة».‏

حرفيًّا:‏ «وقع على عنقه».‏

أو:‏ «بالسلامة».‏

حرفيًّا:‏ «أكل».‏

أو:‏ «مشرف على البيت».‏

حرفيًّا:‏ «١٠٠ بَث».‏ ١ بَث = ٢٢ ل.‏

حرفيًّا:‏ «١٠٠ كُر».‏ ١ كُر = ٢٢٠ ل.‏

أو:‏ «بذكاء؛‏ بفطنة».‏

أو:‏ «العصر؛‏ نظام الأشياء».‏

حرفيًّا:‏ «تبرِّرون أنفسكم أمام الناس».‏

حرفيًّا:‏ «حِضن».‏

باليونانية هايدِس،‏ مكان مجازي يرقد فيه الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «في حِضنه».‏

أو:‏ «شِق؛‏ فاصِل».‏

حرفيًّا:‏ «يسبِّب التعثُّر ل‍».‏

أو:‏ «شُدَّ الحزام حول خصرك».‏

أو:‏ «لا ننفع لشيء».‏

أو:‏ «بينكم».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «العِقبان».‏

حرفيًّا:‏ «وتضربني تحت [العين] إلى أقصى درجة».‏

أو:‏ «هذا النوع من الإيمان».‏ حرفيًّا:‏ «الإيمان».‏

أو:‏ «تحنَّن عليَّ».‏

أو:‏ «العصر؛‏ نظام الأشياء».‏

أو:‏ «ابتزَّيتُه باستعمال تهمة كاذبة».‏

أو:‏ «لينال مملكة».‏

‏١ مَنا يوناني = ٣٤٠ غ.‏ وكان يعادل ١٠٠ درهم بحسب التقديرات.‏

حرفيًّا:‏ «الفضة».‏

حرفيًّا:‏ «فضتي».‏

حرفيًّا:‏ «القوَّات».‏

أو:‏ «يضيِّقون عليك».‏

حرفيًّا:‏ «أولادك».‏

أو:‏ «أهانوه».‏

حرفيًّا:‏ «رأس الزاوية».‏

حرفيًّا:‏ «أبناء».‏

أو:‏ «العصر؛‏ نظام الأشياء».‏

أو:‏ «العصر؛‏ نظام الأشياء».‏

حرفيًّا:‏ «أجعل أعداءك موضِعًا لقدمَيك».‏

أو:‏ «وأفضل المقاعد».‏

حرفيًّا:‏ «يأكلون بيوت».‏

أو:‏ «هداياهم».‏

أو:‏ «صناديق الخزينة».‏

حرفيًّا:‏ «لِپتونَين».‏

أو:‏ «أعطت رغم فقرها».‏

أو:‏ «ثورات».‏

أو:‏ «يخونكم».‏

حرفيًّا:‏ «تمتلكون نفوسكم».‏

أو:‏ «أيام تنفيذ العدل».‏

أي:‏ الأمم غير اليهودية.‏

حرفيًّا:‏ «الأزمنة المعيَّنة للأمم»،‏ أي الأمم غير اليهودية.‏

حرفيًّا:‏ «تَثقل».‏

أو:‏ «الخبز بلا خميرة؛‏ الخبز غير المُختمِر».‏

حرفيًّا:‏ «فضة».‏

أو:‏ «اتَّكأ».‏

حرفيًّا:‏ «الأمم».‏

أو:‏ «يتَّكِئ».‏

أو:‏ «يتَّكِئ».‏

أو:‏ «امتحاناتي؛‏ تجاربي».‏

أو:‏ «معاهدة؛‏ اتفاق».‏

أو:‏ «الذين يكسرون الشريعة».‏

أو:‏ «رمية حجر تقريبًا».‏

السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.‏

حرفيًّا:‏ «علامة».‏

حرفيًّا:‏ «رطبة».‏

حرفيًّا:‏ «حوالي الساعة السادسة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «الساعة التاسعة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

أو:‏ «الحجاب».‏

حرفيًّا:‏ «بار».‏

أو:‏ «قبر تذكاري».‏

أو:‏ «القبر التذكاري».‏

حرفيًّا:‏ «٦٠ غلوة».‏ ١ غلوة = ١٨٥ م.‏

حرفيًّا:‏ «مُنعَت عن معرفته».‏

أو ربما:‏ «هل أنت الزائر الوحيد في أورشليم الذي لا يعرف».‏

حرفيًّا:‏ «أيها البطيئا القلب».‏

أو:‏ «اتَّكأ».‏

حرفيًّا:‏ «بارك».‏

أو:‏ «ستكونون شهودًا على ذلك».‏

حرفيًّا:‏ «تُلبَسوا».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة