حزيران (يونيو)
الأحد ١ حزيران (يونيو)
يَجِبُ أن نَمُرَّ بِضيقاتٍ كَثيرَة لِنَدخُلَ إلى مَملَكَةِ اللّٰه. — أع ١٤:٢٢.
بارَكَ يَهْوَه المَسيحِيِّينَ الأوائِلَ لِأنَّهُم تكَيَّفوا حينَ تغَيَّرَت ظُروفُهُم. فكَثيرًا ما تعَرَّضوا لِلاضطِهاد، وأحيانًا في وَقتٍ لم يتَوَقَّعوه. لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ مع بَرْنَابَا وبُولُس حينَ بشَّرا في لِسْتَرَة. ففي البِدايَة، قبِلَ النَّاسُ رِسالَتَهُما بِفَرَح. ولكنْ لاحِقًا، أتى مُقاوِمونَ وأثَّروا على هؤُلاءِ النَّاس. حتَّى إنَّ البَعضَ رجَموا بُولُس، ثُمَّ جرُّوهُ إلى خارِجِ المَدينَة، ظانِّينَ أنَّهُ مات. (أع ١٤:١٩) رَغمَ ذلِك، استَمَرَّ بُولُس وبَرْنَابَا يُبَشِّرانِ في مَكانٍ آخَر. والنَّتيجَة؟ «ساعَدا كَثيرينَ أن يَصيروا تَلاميذ»، وشجَّعا الإخوَةَ بِكَلامِهِما ومِثالِهِما. (أع ١٤:٢١، ٢٢) فقدْ ساعَدا كَثيرينَ لِأنَّهُما ثبَتا في وَجهِ الاضطِهادِ المُفاجِئ. نَحنُ أيضًا، سيُبارِكُنا يَهْوَه حينَ نثبُتُ في وَجهِ الاضطِهاد، ونُواصِلُ العَمَلَ الَّذي أعطاهُ لنا. ب٢٣/٤ ص ١٦-١٧ ف ١٣-١٤.
الإثنين ٢ حزيران (يونيو)
إسمَعْ صَلاتي يا يَهْوَه، وأصْغِ إلى تَوَسُّلاتي. في يَومِ ضيقي، أُصَلِّي إلَيكَ لِأنَّكَ تَستَجيبُ لي. — مز ٨٦:٦، ٧.
واجَهَ المَلِكُ دَاوُد أعداءً خَطيرينَ خِلالَ حَياتِه. لِذا، كَثيرًا ما صلَّى إلى يَهْوَه وطلَبَ مُساعَدَتَه. ووَثِقَ أنَّ يَهْوَه يسمَعُ صَلَواتِهِ وسَيَستَجيبُها. ونَحنُ لَدَينا الثِّقَةُ نَفْسُها اليَوم. والكِتابُ المُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه يُعطينا الحِكمَة، ويُقَوِّينا لِنتَحَمَّلَ الصُّعوبات. كما يُساعِدُنا بِواسِطَةِ الإخوَة، وحتَّى بِواسِطَةِ أشخاصٍ لا يعبُدونَه. ومع أنَّهُ لا يستَجيبُ صَلَواتِنا دائِمًا بِالطَّريقَةِ الَّتي نُريدُها، نثِقُ أنَّهُ سيَستَجيبُ لنا. فهو سيُعطينا ما نحتاجُهُ بِالضَّبط، وفي الوَقتِ المُناسِبِ تَمامًا. فاستَمِرَّ في الصَّلاةِ إلَيهِ بِإيمان. وثِقْ أنَّهُ يهتَمُّ بك، وأنَّهُ ‹سيُشبِعُ رَغبَةَ كُلِّ كائِنٍ حَيٍّ› قَريبًا في عالَمِهِ الجَديد. — مز ١٤٥:١٦. ب٢٣/٥ ص ٨ ف ٤؛ ص ١٣ ف ١٧-١٨.
الثلاثاء ٣ حزيران (يونيو)
ماذا أرُدُّ لِيَهْوَه مُقابِلَ كُلِّ ما فَعَلَهُ مِن أجْلي؟ — مز ١١٦:١٢.
جَيِّدٌ أن تُفَكِّرَ كَيفَ ستستَفيدُ حينَ تصِلُ إلى هَدَفِك. مَثَلًا، إذا كانَ هَدَفُكَ أن تُحَسِّنَ صَلَواتِكَ أو قِراءَتَكَ لِلكِتابِ المُقَدَّس، ففكِّرْ كَيفَ ستُقَوِّي بِهذِهِ الطَّريقَةِ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه. (مز ١٤٥:١٨، ١٩) وإذا كانَ هَدَفُكَ أن تُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة، ففكِّرْ كَيفَ ستُحَسِّنُ بِهذِهِ الطَّريقَةِ عَلاقَتَكَ بِالآخَرين. (كو ٣:١٤) فلِمَ لا تكتُبُ لائِحَةً بِالأسبابِ الَّتي تدفَعُكَ أن تصِلَ إلى هَدَفِك، وتُراجِعُها دائِمًا؟ أيضًا، اقضِ وَقتًا مع أشخاصٍ يُشَجِّعونَك. (أم ١٣:٢٠) لكنْ طَبعًا، لا تكونُ لَدَينا دائِمًا رَغبَةٌ قَوِيَّة. فهل يعني ذلِك أنَّنا لا نستَطيعُ أن نصِلَ إلى هَدَفِنا؟ كلَّا. فنقدِرُ أن نُواصِلَ السَّعيَ لِهَدَفِنا، حتَّى حينَ لا نرغَبُ في ذلِك. صَحيحٌ أنَّ هذا يتَطَلَّبُ مِنَّا أن نضغَطَ على نَفْسِنا، لكنَّ الجُهدَ الَّذي نبذُلُهُ لن يضيع. ب٢٣/٥ ص ٢٧-٢٨ ف ٥-٨.
الأربعاء ٤ حزيران (يونيو)
ما يَزرَعُهُ الإنسانُ سيَحصُدُه. — غل ٦:٧.
لا شَكَّ أنَّنا نستَفيدُ حينَ نتَحَمَّلُ نَتائِجَ قَراراتِنا. فهذا يدفَعُنا أن نعتَرِفَ بِأخطائِنا، نسعى لِنُصَحِّحَها، ونتَجَنَّبَ أن نُكَرِّرَها. ويُساعِدُنا بِالتَّالي أن نُكمِلَ سِباقَ الحَياة. وتذَكَّرْ أنَّكَ لا تقدِرُ أن تُغَيِّرَ الماضي. فلا تُضَيِّعْ وَقتَكَ وطاقَتَكَ لِتُبَرِّرَ نَفْسَك، أو لِتلومَ نَفْسَكَ أو غَيرَك. بلِ اعتَرِفْ بِأخطائِك، تعَلَّمْ مِنها، وانتَبِهْ كَي لا تُكَرِّرَها. واسْعَ لِتتَأقلَمَ مع وَضعِكَ الحالِيّ. وهل تشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ خَطَإٍ مُعَيَّن؟ صَلِّ بِتَواضُعٍ إلى يَهْوَه، اعتَرِفْ لهُ بِخَطَئِك، واطلُبْ مِنهُ أن يُسامِحَك. (مز ٢٥:١١؛ ٥١:٣، ٤) أيضًا، اعتَذِرْ لِمَن أخطَأتَ إلَيه. وإذا لزِمَ الأمر، فاطلُبِ المُساعَدَةَ مِنَ الشُّيوخ. (يع ٥:١٤، ١٥) وعِندَئِذٍ، ثِقْ أنَّ يَهْوَه سيُظهِرُ لكَ الرَّحمَة، ويُعطيكَ الدَّعمَ الَّذي تحتاجُه. — مز ١٠٣:٨-١٣. ب٢٣/٨ ص ٢٨ ف ٨-٩.
الخميس ٥ حزيران (يونيو)
فعَلَ يَهُوآش ما هو صائِبٌ في عَينَي يَهْوَه كُلَّ أيَّامِهِ الَّتي فيها علَّمَهُ يَهُويَادَاع الكاهِن. — ٢ مل ١٢:٢.
إستَفادَ يَهُوآش مِن مِثالِ يَهُويَادَاع الجَيِّد. وبِالنَّتيجَة، قرَّرَ أن يخدُمَ يَهْوَه. ولكنْ لِلأسَف، بَعدَما ماتَ يَهُويَادَاع، سمِعَ يَهُوآش لِلرُّؤَساءِ المُرتَدِّين. (٢ أخ ٢٤:٤، ١٧، ١٨) فحزِنَ يَهْوَه كَثيرًا و «أرسَلَ إلَيهِم أنبِياءَ لِيَرُدُّوهُم»، لكنَّهُم «لم يُصغوا» لهُم. حتَّى إنَّهُم لم يُصغوا لِزَكَرِيَّا بْنِ يَهُويَادَاع. والأسوَأُ أنَّ يَهُوآش أمَرَ بِقَتلِ زَكَرِيَّا، الَّذي لم يكُنْ فَقَط نَبِيًّا وكاهِنًا، بل أيضًا ابْنَ عَمَّتِه. (٢ أخ ٢٢:١١؛ ٢٤:١٩-٢٢) فلم يظَلَّ يَهُوآش يخافُ اللّٰه. وكانَ يَهْوَه قد قال: «الَّذينَ يحتَقِرونَني يصغَرون». (١ صم ٢:٣٠) وهكَذا، مع أنَّ جَيشَ يَهُوآش كانَ «كَثيرًا جِدًّا»، تعَرَّضَ لِلهَزيمَةِ أمامَ جَيشٍ أرَامِيٍّ صَغير. كما أُصيبَ إصاباتٍ خَطيرَة في المَعرَكَة. (٢ أخ ٢٤:٢٤، ٢٥) ثُمَّ قتَلَهُ خُدَّامُهُ انتِقامًا لِزَكَرِيَّا. ب٢٣/٦ ص ١٨-١٩ ف ١٦-١٧.
الجمعة ٦ حزيران (يونيو)
كُنتُم في ما مضى ظُلمَة، ولكنَّكُمُ الآنَ نور. — أف ٥:٨.
أمضى الرَّسولُ بُولُس وَقتًا طَويلًا في أفَسُس يُبَشِّرُ ويُعَلِّمُ عنِ الأخبارِ الحُلوَة. (أع ١٩:١، ٨-١٠؛ ٢٠:٢٠، ٢١) وقدْ أحَبَّ إخوَتَهُ كَثيرًا وأرادَ أن يُساعِدَهُم لِيَبقَوا أُمَناءَ لِيَهْوَه. فقدْ كانوا في ما مضى عَبيدًا لِلخُرافاتِ والأفكارِ الدِّينِيَّة الخاطِئَة. كما اشتَهَرَت أفَسُس بِالعَهارَةِ الفاضِحَة والفُجور. وكانَ الكَلامُ البَذيءُ شائِعًا في مَسارِحِ المَدينَةِ وحتَّى في الاحتِفالاتِ الدِّينِيَّة. (أف ٥:٣) وكَثيرونَ مِنَ النَّاسِ هُناك «فقَدوا كُلَّ حِسٍّ أدَبِيّ». وهذِهِ العِبارَةُ تعني حَرفِيًّا أنَّهُم «لم يعودوا يشعُرونَ بِالألَم». (أف ٤:١٧-١٩) فقَبلَ أن يتَعَلَّمَ أهلُ أفَسُس ما هو حَقًّا صَوابٌ وخَطَأ، لم يشعُروا بِوَجَعِ الضَّمير. لِذا استَطاعَ بُولُس أن يقولَ إنَّهُم «في ظَلامٍ عَقلِيّ، ومُبعَدونَ عن حَياةِ اللّٰه». لكنَّ البَعضَ مِنهُم لم يبقَوا في الظُّلمَة. ب٢٤/٣ ص ٢٠ ف ٢؛ ص ٢١ ف ٤-٦.
السبت ٧ حزيران (يونيو)
الَّذينَ يرجونَ يَهْوَه يُجَدِّدونَ قُوَّة، ولا يُعيون. — إش ٤٠:٣١.
فيما قامَ جِدْعُون بِتَعيينِهِ كَقاضٍ، احتاجَ أن يبذُلَ مَجهودًا كَبيرًا. مَثَلًا، لاحَقَ المِدْيَانِيِّينَ لَيلًا مِن سَهلِ يَزْرَعِيل حتَّى نَهرِ الأُرْدُنّ. (قض ٧:٢٢) وهل توَقَّفَ جِدْعُون عِندَ النَّهر؟ كلَّا. فرَغمَ كُلِّ التَّعَب، عبَرَ النَّهرَ مع رِجالِهِ الـ ٣٠٠. واستَمَرُّوا يُلاحِقونَ المِدْيَانِيِّين، حتَّى وصَلوا إلَيهِم وهزَموهُم. (قض ٨:٤-١٢) أيضًا، وثِقَ جِدْعُون أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيه، وثِقَتُهُ كانَت في مَحَلِّها. (قض ٦:١٤، ٣٤) فمَرَّةً، طارَدَ هو ورِجالُهُ مَلِكَينِ مِدْيَانِيَّين. وكما يبدو، كانَ هو ورِجالُهُ يركُضونَ على أرجُلِهِم، بَينَما كانَ هذانِ المَلِكانِ راكِبَينِ على جِمال. (قض ٨:١٢، ٢١) ولكنْ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه، لحِقَ جِدْعُون ورِجالُهُ بهِما، وربِحوا المَعرَكَة. بِشَكلٍ مُماثِل، يتَّكِلُ الشُّيوخُ على يَهْوَه الَّذي «لا يُعيي ولا يكِلّ». وهو سيُعطيهِمِ القُوَّةَ الَّتي يحتاجونَها. — إش ٤٠:٢٨، ٢٩. ب٢٣/٦ ص ٦ ف ١٤؛ ص ٧ ف ١٦.
الأحد ٨ حزيران (يونيو)
يَهْوَه لن يَترُكَكُم ولن يَتَخَلَّى عنكُم. — تث ٣١:٦.
مُهِمٌّ أن يكونَ قَلبُنا ثابِتًا مَهما حصَل. فثِقْ بِيَهْوَه. لاحِظْ كَيفَ انتَصَرَ بَارَاق لِأنَّهُ وثِقَ بِيَهْوَه وطبَّقَ إرشاداتِه. فمع أنَّهُ لم يوجَدْ تُرسٌ ولا رُمحٌ في إسْرَائِيل، أمَرَ يَهْوَه بَارَاق أن يُحارِبَ جَيشًا مُسَلَّحًا جَيِّدًا بِقِيادَةِ سِيسَرَا، جَيشًا لَدَيهِ ٩٠٠ مَركَبَةٍ حَربِيَّة. (قض ٥:٨) ومع أنَّ المَركَباتِ تتَفَوَّقُ عادَةً في السُّهول، طلَبَتِ النَّبِيَّةُ دَبُّورَة مِن بَارَاق أن يُواجِهَ سِيسَرَا في السَّهل. لكنَّ بَارَاق وثِقَ بِيَهْوَه، وأطاعَ إرشاداتِه. وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ فيما نزَلَ بَارَاق ورِجالُهُ مِن جَبَلِ تَابُور، أرسَلَ يَهْوَه أمطارًا غَزيرَة مِنَ السَّماء. فعلِقَت مَركَباتُ سِيسَرَا في الوَحل، وانتَصَرَ بَارَاق. (قض ٤:١-٧، ١٠، ١٣-١٦) نَحنُ أيضًا، مُهِمٌّ أن نثِقَ بِيَهْوَه، ونتبَعَ الإرشاداتِ الَّتي يُعطيها لنا بِواسِطَةِ مُمَثِّليه. فعِندَئِذٍ، سننتَصِرُ على الشَّيْطَان ونبقى ثابِتين. ب٢٣/٧ ص ١٨-١٩ ف ١٧-١٨.
الإثنين ٩ حزيران (يونيو)
الَّذي يَحتَمِلُ إلى النِّهايَةِ هو يَخلُص. — مت ٢٤:١٣.
الصَّبرُ ضَرورِيٌّ لِخَلاصِنا. فمِثلَ الأُمَناءِ في الماضي، يلزَمُ أن ننتَظِرَ بِصَبرٍ حتَّى يُتَمِّمَ يَهْوَه وُعودَه. (عب ٦:١١، ١٢) لِذا، يُشَبِّهُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ بِالمُزارِع. (يع ٥:٧، ٨) فالمُزارِعُ يجتَهِدُ في زِراعَةِ البُذورِ وسَقيِها. لكنَّهُ لا يعرِفُ متى بِالضَّبطِ سيَطلَعُ الزَّرع. مع ذلِك، ينتَظِرُ بِصَبرٍ واثِقًا أنَّهُ سيَحصُدُ المَحصولَ في النِّهايَة. بِشَكلٍ مُماثِل، نبقى مَشغولينَ في النَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة، رَغمَ أنَّنا ‹لا نعرِفُ في أيِّ يَومٍ يَأتي رَبُّنا›. (مت ٢٤:٤٢) وننتَظِرُ بِصَبرٍ واثِقينَ أنَّ يَهْوَه سيُتَمِّمُ كُلَّ وُعودِهِ في وَقتِهِ المُحَدَّد. بِالمُقابِل، إذا فقَدنا صَبرَنا، فقدْ نمَلُّ مِنَ الانتِظار، ونبتَعِدُ تَدريجِيًّا عنِ الحَقّ. وحتَّى قد يصيرُ كُلُّ هَمِّنا أن نعيشَ اللَّحظَة. فلْننتَبِهْ إذًا كَي لا نفقِدَ صَبرَنا. فهكَذا، سنحتَمِلُ إلى النِّهايَةِ ونخلُص. — مي ٧:٧. ب٢٣/٨ ص ٢٢ ف ٧.
الثلاثاء ١٠ حزيران (يونيو)
أصابِعُ القَدَمَيْنِ مِن حَديدٍ وفَخَّار. — دا ٢:٤٢.
حينَ نُقارِنُ النُّبُوَّةَ في دَانْيَال ٢:٤١-٤٣ بِنُبُوَّاتٍ أُخرى في سِفرَي دَانْيَال والرُّؤْيَا، نفهَمُ أنَّ قَدَمَيِ التِّمثالِ تُمَثِّلانِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة (أي: بَرِيطَانِيَا والوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة) الَّتي تحكُمُ الآن. وقدْ قالَ دَانْيَال إنَّ هذِهِ الدَّولَةَ ستكونُ «قَوِيَّةً مِن ناحِيَةٍ وضَعيفَةً مِن ناحِيَةٍ أُخْرى». ولكنْ لِمَ ستكونُ «ضَعيفَةً مِن ناحِيَة»؟ يرمُزُ الفَخَّارُ في قَدَمَيِ التِّمثالِ إلى عامَّةِ الشَّعب. وهُم يُضعِفونَ القُوَّةَ الحَديدِيَّة لِهذِهِ الدَّولَة. وهُناك نُقطَتانِ مُهِمَّتانِ في نُبُوَّةِ دَانْيَال عنِ التِّمثال. أوَّلًا، مِثلَما ذكَرَتِ النُّبُوَّة، أظهَرَت بَرِيطَانِيَا وأمِيرْكَا قُوَّةً حَديدِيَّة. مَثَلًا، لعِبَتا دَورًا أساسِيًّا في رِبحِ الحَربَينِ العالَمِيَّتَين. لكنَّ الانقِساماتِ بَينَ المُواطِنينَ في هذَينِ البَلَدَينِ لا تزالُ تُضعِفُ قُوَّتَهُما. ثانِيًا، ستكونُ أنْكِلُو-أمِيرْكَا الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأخيرَة، قَبلَ أن تُدَمِّرَ مَملَكَةُ اللّٰهِ كُلَّ حُكوماتِ البَشَر. ب٢٣/٨ ص ١٠-١١ ف ١٢-١٣.
الأربعاء ١١ حزيران (يونيو)
في ضيقي صَلَّيتُ إلى يَهْوَه، وإلى إلهي بَقيتُ أصرُخ. هو سَمِعَ صَوتي مِن هَيكَلِه. — مز ١٨:٦.
أحيانًا، أحَسَّ دَاوُد بِاليَأسِ بِسَبَبِ كُلِّ المَشاكِلِ والصُّعوباتِ الَّتي واجَهَها. (مز ١٨:٤، ٥) لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه واهتِمامَهُ أنعَشاهُ كَثيرًا. فيَهْوَه قادَ صَديقَهُ المُرهَقَ دَاوُد إلى «مَراعٍ خَضراءَ» و «أماكِنِ راحَةٍ فيها ماء». وهكَذا جدَّدَ دَاوُد نَشاطَهُ واستَعادَ قُوَّتَهُ لِيُكمِلَ بِفَرَح. (مز ١٨:٢٨-٣٢؛ ٢٣:٢) بِشَكلٍ مُشابِه، «بِفَضلِ وَلاءِ يَهْوَه نَحنُ لم نَهلَكْ» حينَ واجَهْنا ظُروفًا صَعبَة ومَشاكِلَ كَبيرَة. (مرا ٣:٢٢؛ كو ١:١١) ودَاوُد في كَثيرٍ مِنَ الأوقات كانَت حَياتُهُ في خَطَر، وكانَ لَدَيهِ العَديدُ مِنَ الأعداءِ الأقوِياء. لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه حسَّسَتهُ بِالأمانِ والحِمايَة. فهو شعَرَ بِأنَّ يَهْوَه معهُ في كُلِّ مَوقِف، وهذا طمَّنَهُ كَثيرًا. لِذا رنَّم: «[يَهْوَه] أنقَذَني مِن كُلِّ ما يُخيفُني». (مز ٣٤:٤) صَحيحٌ أنَّ مَخاوِفَ دَاوُد كانَت حَقيقِيَّة، لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه كانَت أقوى مِن مَخاوِفِه. ب٢٤/١ ص ٣٠ ف ١٥-١٧.
الخميس ١٢ حزيران (يونيو)
إذا حاوَلَ الخُطاةُ أن يُغْروك، فلا تَقبَل. — أم ١:١٠.
تعَلَّمْ مِن قَراراتِ يَهُوآش الخاطِئَة. فبَعدَما ماتَ رَئيسُ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع، صادَقَ أشخاصًا سَيِّئين: رُؤَساءَ يَهُوذَا الَّذينَ لا يُحِبُّونَ يَهْوَه. (٢ أخ ٢٤:١٧، ١٨) ألا تُوافِقُ أنَّهُ كانَ يجِبُ أن يتَجَنَّبَهُم؟ ولكنْ لِلأسَف، سمِعَ يَهُوآش لهُم. وحينَ حاوَلَ أن يُساعِدَهُ زَكَرِيَّا بْنُ يَهُويَادَاع، الَّذي كانَ أيضًا ابْنَ عَمَّتِه، لم يسمَعْ له. بل أمَرَ بِقَتلِه. (٢ أخ ٢٤:٢٠، ٢١؛ مت ٢٣:٣٥) تصَرَّفَ يَهُوآش بِغَباء، وعمِلَ شَيئًا فَظيعًا. فمع أنَّهُ قرَّرَ في البِدايَةِ أن يخدُمَ يَهْوَه، صارَ مُرتَدًّا وقاتِلًا. وفي النِّهايَة، قتَلَهُ خُدَّامُه. (٢ أخ ٢٤:٢٢-٢٥) يا لَيتَهُ استَمَرَّ يسمَعُ لِيَهْوَه، ولِلَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه! فحَياتُهُ كانَت ستختَلِفُ ١٨٠ دَرَجَة. ب٢٣/٩ ص ٩ ف ٦.
الجمعة ١٣ حزيران (يونيو)
لا تَخَفْ بَعدَ اليَوم. — لو ٥:١٠.
وثِقَ يَسُوع أنَّ الرَّسولَ بُطْرُس سيَبقى أمينًا. لِذا، قالَ لهُ بِلُطف: «لا تَخَفْ بَعدَ اليَوم». ولا شَكَّ أنَّ بُطْرُس تشَجَّعَ كَثيرًا بِثِقَةِ يَسُوع. وبِالنَّتيجَة، أخَذَ قَرارًا غيَّرَ حَياتَه. فهو وأخوهُ أَنْدَرَاوُس ترَكا مِهنَةَ صَيدِ السَّمَك، وبدَآ يتبَعانِ يَسُوع دائِمًا. وهكَذا، نالا بَرَكاتٍ رائِعَة. (مر ١:١٦-١٨) مَثَلًا، لِأنَّ بُطْرُس اتَّبَعَ يَسُوع، رآهُ يشفي المَرضى، يطرُدُ الشَّياطين، وحتَّى يُقيمُ المَوتى. (مت ٨:١٤-١٧؛ مر ٥:٣٧، ٤١، ٤٢) كما شاهَدَ رُؤيا عن مَجدِ يَسُوع في مَملَكَتِه، رُؤيا بقِيَت في بالِهِ وظلَّت تُشَجِّعُه. (مر ٩:١-٨؛ ٢ بط ١:١٦-١٨) فِعلًا، رأى بُطْرُس أشياءَ لا تخطُرُ على البال. تخَيَّلْ إذًا كم فرِحَ لِأنَّهُ لم يستَسلِمْ لِمَشاعِرِهِ السَّلبِيَّة، ولم يُفَوِّتْ كُلَّ هذِهِ البَرَكات. ب٢٣/٩ ص ٢١ ف ٤-٥.
السبت ١٤ حزيران (يونيو)
أجابَهُ يَسُوع: «لا، لَيسَ إلى سَبعِ مَرَّاتٍ بل إلى ٧٧ مَرَّة». — مت ١٨:٢٢.
لاحِظْ ماذا ذكَرَ بُطْرُس عنِ ‹المَحَبَّةِ الشَّديدَة›. فهو قالَ إنَّها «تَغفِرُ خَطايا كَثيرَة»، لا بَعضَ الخَطايا فَقَط. (١ بط ٤:٨) ولا شَكَّ أنَّهُ كانَ يتَذَكَّرُ ما تعَلَّمَهُ عنِ المُسامَحَةِ قَبلَ سِنين. فهو سألَ يَسُوع: «كم مَرَّةً أُسامِحُ أخي عِندَما يُخطِئُ إلَيَّ؟ هل أُسامِحُهُ إلى سَبعِ مَرَّات؟». وعلى الأرجَح، اعتَقَدَ بُطْرُس أنَّهُ سيَكونُ كَريمًا إذا فعَلَ ذلِك. لكنَّ يَسُوع علَّمَهُ أن يُسامِحَ «إلى ٧٧ مَرَّة»، أي يُسامِحَ بِلا حِساب. (مت ١٨:٢١) وهذا دَرسٌ مُهِمٌّ لنا أيضًا. فهل تستَصعِبُ أن تُطَبِّقَه؟ لا تقلَقْ في هذِهِ الحالَة. فكُلُّنا ناقِصون، ونستَصعِبُ أحيانًا أن نُسامِح. المُهِمّ، اعمَلْ كُلَّ ما تقدِرُ علَيهِ لِتُسامِحَ أخاكَ وتُصالِحَه. ب٢٣/٩ ص ٢٩ ف ١٢.
الأحد ١٥ حزيران (يونيو)
صَرَخْتُ إلى يَهْوَه، وهوَ استَجابَ لي. — يون ٢:٢.
حينَ كانَ يُونَان داخِلَ بَطنِ السَّمَكَة، تابَ وصلَّى إلى يَهْوَه بِتَواضُع. لِذا، وثِقَ أنَّ يَهْوَه سيَسمَعُ صَلاتَهُ وسَيُساعِدُه. وبِالفِعل، أعادَتهُ السَّمَكَةُ إلى الشَّطّ. وعِندَئِذٍ، كانَ مُستَعِدًّا لِيَقومَ بِتَعيينِه. (يون ٢:١٠–٣:٤) فحينَ تمُرُّ بِمُشكِلَة، هل تقلَقُ كَثيرًا؟ هل تستَصعِبُ أن تُصَلِّيَ وتُعَبِّرَ لِيَهْوَه عن مَشاعِرِك؟ هل تشعُرُ أنَّكَ تَعبانٌ جِدًّا ولا تقدِرُ أن تدرُس؟ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يتَفَهَّمُ وَضعَك. فحتَّى لَو قدَّمتَ لهُ صَلاةً بَسيطَة، يستَجيبُ لكَ ويُعطيكَ ما تحتاجُهُ بِالضَّبط. (أف ٣:٢٠) وماذا لَوِ استَصعَبتَ أن تدرُسَ بِسَبَبِ التَّعَبِ الجَسَدِيِّ أوِ النَّفْسِيّ؟ حاوِلْ أن تسمَعَ تَسجيلاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أو مَطبوعاتِنا، تسمَعَ واحِدَةً مِنَ التَّرانيمِ أوِ الأغاني المُصَوَّرَة، أو تُشاهِدَ فيديو على jw.org. إذًا، صلِّ إلى يَهْوَه، واستَفِدْ مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي يُعطيهِ لنا. وهكَذا، ستُلاحِظُ كَيفَ يستَجيبُ لك، وسَتنالُ القُوَّةَ مِنه. ب٢٣/١٠ ص ١٣ ف ٦؛ ص ١٤ ف ٩.
الإثنين ١٦ حزيران (يونيو)
يوضِحُ الرُّوحُ القُدُسُ أنَّ الطَّريقَ إلى قُدسِ الأقداسِ لم يكُنْ قد أُظهِرَ بَعد ما دامَتِ الخَيمَةُ الأُولى قائِمَة. — عب ٩:٨.
الخَيمَةُ المُقَدَّسَة، والهَياكِلُ الَّتي بُنِيَت لاحِقًا في أُورُشَلِيم، كانَ لها عُمومًا التَّصميمُ نَفْسُه. فكانَ فيها قِسمانِ داخِلِيَّان: «القُدسُ» و «قُدسُ الأقداس». وقدْ فصَلَت بَينَهُما سِتارَةٌ مُطَرَّزَة. (عب ٩:٢-٥؛ خر ٢٦:٣١-٣٣) داخِلَ القُدس، كانَت توجَدُ مَنارَةٌ ذَهَبِيَّة، مَذبَحٌ لِحَرقِ البَخور، وطاوِلَةٌ لِخُبزِ التَّقدِمَة. ولم يدخُلْ إلى هذا القِسمِ إلَّا ‹المُختارونَ الَّذينَ عُيِّنوا لِيَخدُموا ككَهَنَة› كَي يُتَمِّموا واجِباتِهِم. (عد ٣:٣، ٧، ١٠) أمَّا داخِلَ قُدسِ الأقداس، فكانَ يوجَدُ صُندوقُ العَهدِ الذَّهَبِيُّ الَّذي مثَّلَ حَضرَةَ يَهْوَه. (خر ٢٥:٢١، ٢٢) ولم يدخُلْ إلى هذا القِسمِ إلَّا رَئيسُ الكَهَنَةِ في يَومِ الكَفَّارَةِ السَّنَوِيّ. (لا ١٦:٢، ١٧) ففي ذلِكَ اليَوم، كانَ يعبُرُ السِّتارَة، ويَدخُلُ لِيُقَدِّمَ دَمَ ذَبائِحَ حَيَوانِيَّة لِيَنالَ الغُفرانَ هو وكُلُّ الشَّعب. وفي الوَقتِ المُناسِب، أوضَحَ يَهْوَه إلامَ رمَزَ قِسما الخَيمَةِ المُقَدَّسَة. — عب ٩:٦، ٧. ب٢٣/١٠ ص ٢٧ ف ١٢.
الثلاثاء ١٧ حزيران (يونيو)
أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا. — يو ١٥:١٧.
توصينا كَلِمَةُ اللّٰهِ تَكرارًا: «أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا». (يو ١٥:١٢؛ رو ١٣:٨؛ ١ تس ٤:٩؛ ١ بط ١:٢٢؛ ١ يو ٤:١١) لكنَّ المَحَبَّةَ هي صِفَةٌ في القَلب؛ ولا أحَدَ يقدِرُ أن يرى ما في قَلبِنا. فكَيفَ نُظهِرُ لِإخوَتِنا أنَّنا نُحِبُّهُم؟ بِكَلِماتِنا وتَصَرُّفاتِنا. فهُناك طُرُقٌ عَديدَة نُظهِرُ بها المَحَبَّةَ لِإخوَتِنا. لاحِظْ مَثَلًا الآياتِ التَّالِيَة: «كونوا صادِقينَ بَعضُكُم مع بَعض». (زك ٨:١٦) «حافِظوا على السَّلامِ بَعضُكُم مع بَعض». (مر ٩:٥٠) «خُذوا المُبادَرَةَ في إكرامِ بَعضِكُم بَعضًا». (رو ١٢:١٠) «رحِّبوا بَعضُكُم بِبَعض». (رو ١٥:٧) «إستَمِرُّوا . . . مُسامِحينَ بَعضُكُم بَعضًا». (كو ٣:١٣) «إحمِلوا أعباءَ بَعضِكُمُ البَعض». (غل ٦:٢) «عزُّوا بَعضُكُم بَعضًا». (١ تس ٤:١٨) «واظِبوا على . . . بِناءِ بَعضِكُم بَعضًا». (١ تس ٥:١١) و «صَلُّوا بَعضُكُم مِن أجْلِ بَعض». — يع ٥:١٦. ب٢٣/١١ ص ٩ ف ٧-٨.
الأربعاء ١٨ حزيران (يونيو)
إفرَحوا بِالأمَلِ الَّذي عِندَكُم. — رو ١٢:١٢.
نحتاجُ أن نُقَوِّيَ إيمانَنا كَي نأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة. ففي حَياتِنا اليَومِيَّة، نُواجِهُ قَراراتٍ كَثيرَة بِخُصوصِ الأصدِقاء، التَّسلِيَة، التَّعليم، الزَّواج، الأولاد، والعَمَل. لِذا، جَيِّدٌ أن يسألَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹هل تُظهِرُ قَراراتي أنِّي أُومِنُ أنَّ هذا العالَمَ سيَزولُ قَريبًا، وسيَحِلُّ مَحَلَّهُ عالَمُ اللّٰهِ الجَديد؟ أم هل أتَمَثَّلُ بِالَّذينَ يكونُ كُلُّ هَمِّهِم أن يعيشوا اللَّحظَة؟›. (مت ٦:١٩، ٢٠؛ لو ١٢:١٦-٢١) مُهِمٌّ جِدًّا أن نُقَوِّيَ إيمانَنا بِأنَّ العالَمَ الجَديدَ قَريبٌ جِدًّا. فعِندَئِذٍ، سنأخُذُ أفضَلَ القَرارات. أيضًا، نَحنُ نُواجِهُ مَشاكِلَ تمتَحِنُ إيمانَنا. فقدْ نتَعَرَّضُ لِلاضطِهاد، نُصابُ بِمَرَضٍ خَطير، أو نمُرُّ بِظُروفٍ أُخرى تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا. في البِدايَة، قد نقدِرُ أن نثبُتَ في وَجهِ مَشاكِلَ كهذِه. ولكنْ إذا استَمَرَّتِ المُشكِلَةُ وَقتًا طَويلًا، فقدْ نستَصعِبُ ذلِك. لِذا، نحتاجُ أن نُقَوِّيَ إيمانَنا. فهذا سيُساعِدُنا أن نتَحَمَّلَ المُشكِلَة، ونستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه بِفَرَح. — ١ بط ١:٦، ٧. ب٢٣/٤ ص ٢٧ ف ٤-٥.
الخميس ١٩ حزيران (يونيو)
صلُّوا بِلا انقِطاع. — ١ تس ٥:١٧.
يُريدُ يَهْوَه أن نعمَلَ حَسَبَ صَلَواتِنا. مَثَلًا، يُريدُ أخٌ أن يطلُبَ مِن مُديرِهِ إجازَةً لِيَحضُرَ اجتِماعًا سَنَوِيًّا. لِذا، يُصَلِّي إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَه. فكَيفَ يستَجيبُ لهُ يَهْوَه؟ يُمكِنُ أن يُعطِيَهُ الشَّجاعَةَ لِيَتَحَدَّثَ مع مُديرِه. لكنَّ الأخَ علَيهِ أن يقومَ بِدَورِه: أن يذهَبَ إلى المُدير، ويَطلُبَ مِنهُ الإجازَة. وقدْ يحتاجُ أن يفعَلَ ذلِك أكثَرَ مِن مَرَّة. وحتَّى يُمكِنُ أن يطلُبَ مِن أحَدِ زُمَلائِهِ أن يحِلَّ مَحَلَّهُ خِلالَ الإجازَة، أو يعرِضَ على مُديرِهِ أن يخصِمَ هذِهِ الإجازَةَ مِن راتِبِه. أيضًا، يُريدُ يَهْوَه أن نُصَلِّيَ إلَيهِ تَكرارًا بِخُصوصِ ما يشغَلُ بالَنا. لكنَّ يَسُوع أشارَ أنَّ بَعضَ طَلَباتِنا لن يُستَجابَ فَورًا. (لو ١١:٩) لِذا، بَدَلَ أن نستَسلِم، يجِبُ أن نُصَلِّيَ تَكرارًا ومِن كُلِّ قَلبِنا. (لو ١٨:١-٧) فحينَ نَفعَلُ ذلِك، نُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّنا نُريدُ فِعلًا ما نطلُبُه. كما نُظهِرُ لهُ أنَّنا نُؤمِنُ بِأنَّهُ سيُساعِدُنا. ب٢٣/١١ ص ٢٢ ف ١٠-١١.
الجمعة ٢٠ حزيران (يونيو)
أمَلُنا لا يَخيب. — رو ٥:٥.
يَهْوَه وعَدَ صَديقَهُ إبْرَاهِيم أنَّ كُلَّ أُمَمِ الأرضِ ستتَبارَكُ بِواسِطَةِ نَسلِه. (تك ١٥:٥؛ ٢٢:١٨) ولِأنَّ إبْرَاهِيم كانَ لَدَيهِ إيمانٌ قَوِيٌّ، كانَ مُقتَنِعًا أنَّ وَعدَ اللّٰهِ سيَتَحَقَّق. ولكنْ حينَ كانَ عُمرُ إبْرَاهِيم ١٠٠ سَنَةٍ وزَوجَتِه ٩٠ سَنَة، ما كانا قد أنجَبا ابْنًا بَعد. (تك ٢١:١-٧) مع ذلِك، يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «آمَنَ إبْرَاهِيم، على أساسِ الأمَل، بِأنَّهُ سيَصيرُ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة». (رو ٤:١٨) وكما تعرِف، تحَقَّقَ أمَلُ إبْرَاهِيم وأنجَبَ إسْحَاق، الابْنَ الَّذي انتَظَرَهُ طَويلًا. ولكنْ على أيِّ أساسٍ بنى إبْرَاهِيم ثِقَتَه؟ كانَ لَدى إبْرَاهِيم عَلاقَةٌ شَخصِيَّة قَوِيَّة بِيَهْوَه، لِذا كانَ «مُقتَنِعًا تَمامًا بِأنَّ ما وَعَدَ بهِ اللّٰهُ» سيَصيرُ حَقيقَة. (رو ٤:٢١) ويَهْوَه رضِيَ عن إبْرَاهِيم واعتَبَرَهُ بِلا لَومٍ بِسَبَبِ إيمانِه. — يع ٢:٢٣. ب٢٣/١٢ ص ٨ ف ١-٢.
السبت ٢١ حزيران (يونيو)
الأمينُ في القَليلِ أمينٌ أيضًا في الكَثير، والسَّيِّئُ في القَليلِ سَيِّئٌ أيضًا في الكَثير. — لو ١٦:١٠.
حينَ يكونُ الشَّابُّ على قَدِّ المَسؤولِيَّة، يجتَهِدُ في القِيامِ بِتَعييناتِه. لاحِظْ كَيفَ رسَمَ يَسُوع مِثالًا كامِلًا في هذا المَجال. فهو لم يكُنْ أبَدًا مُهمِلًا أو يُقَصِّرْ في واجِباتِه. بل تمَّمَ بِاجتِهادٍ التَّعييناتِ الَّتي أعطاها لهُ يَهْوَه، حتَّى حينَ كانَت صَعبَةً علَيه. فقدْ أحَبَّ النَّاس، وخُصوصًا تَلامِيذَه، وضحَّى بِحَياتِهِ طَوعًا مِن أجْلِهِم. (يو ١٣:١) فتمَثَّلْ إذًا بِيَسُوع، وتمِّمْ أيَّ تَعيينٍ يُعطى لك. وإذا لم تعرِفْ كَيفَ تقومُ به، فكُنْ مُتَواضِعًا واطلُبِ المُساعَدَةَ مِنَ الإخوَةِ النَّاضِجين. ولا تقُمْ بهِ بِكَسَل، بل تمِّمْهُ مِن كُلِّ قَلبِكَ «كما لِيَهْوَه، ولَيسَ لِلنَّاس». (كو ٣:٢٣؛ رو ١٢:١١) وطَبعًا، أنتَ لَستَ كامِلًا. فكُنْ مُتَواضِعًا، واعتَرِفْ بِأخطائِك. — أم ١١:٢. ب٢٣/١٢ ص ٢٦ ف ٨.
الأحد ٢٢ حزيران (يونيو)
مُبارَكٌ الرَّجُلُ الَّذي يَتَّكِلُ على يَهْوَه. — إر ١٧:٧.
نفرَحُ كَثيرًا حينَ نعتَمِدُ ونصيرُ جُزءًا مِن عائِلَةِ يَهْوَه. والَّذينَ لَدَيهِم هذا الشَّرَفُ يُوافِقونَ على ما قالَهُ كاتِبُ المَزْمُور دَاوُد: «سَعيدٌ هوَ الَّذي تَختارُهُ [يا يَهْوَه] وتُقَرِّبُهُ مِنكَ لِكَي يَسكُنَ في بَيتِك». (مز ٦٥:٤) ويَهْوَه لا يستَقبِلُ أيًّا كانَ في بَيتِه. فهو يختارُ الَّذينَ يُريدونَ فِعلًا أن تكونَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ قَوِيَّة به. (يع ٤:٨) وحينَ تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه وتعتَمِد، تقدِرُ بَعدَ ذلِك أن تثِقَ بِأنَّهُ ‹سيَسكُبُ علَيكَ بَرَكَةً حتَّى لا يعودَ ينقُصُكَ شَيء›. (مل ٣:١٠؛ إر ١٧:٨) لكنَّ المَعمودِيَّةَ لَيسَت سِوى بِدايَةِ الطَّريق. فعلَيكَ أن تبذُلَ كُلَّ جُهدِكَ كَي تعيشَ حَسَبَ انتِذارِك، حتَّى أمامَ المَشاكِلِ والإغراءات. (جا ٥:٤، ٥) وكَتِلميذٍ لِيَسُوع، ستتبَعُ مِثالَهُ وتُطيعُ ما أوصانا بهِ قَدْرَ ما تستَطيع. — مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ ١ بط ٢:٢١. ب٢٤/٣ ص ٨ ف ١-٣.
الإثنين ٢٣ حزيران (يونيو)
يَترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويَلتَصِقُ بِزَوجَتِه. — تك ٢:٢٤.
ماذا لَو كُنتَ أنتَ ورَفيقُ زَواجِكَ لا تتَمَتَّعانِ بِقَضاءِ الوَقتِ معًا؟ تذَكَّرا أنَّ النَّارَ تبدَأُ بِجَمرَةٍ صَغيرَة، ثُمَّ تشتَعِلُ أكثَرَ فيما تُضيفانِ إلَيها قِطَعًا أكبَرَ مِنَ الحَطَب. فابدَآ بِقَضاءِ فَتَراتٍ قَصيرَة معًا كُلَّ يَوم. قوما فيها بِنَشاطاتٍ تُحِبَّانِها كِلاكُما. (يع ٣:١٨) وهكَذا شَيئًا فشَيئًا، تُشعِلانِ مَحَبَّتَكُما مِن جَديد. والاحتِرامُ ضَرورِيٌّ جِدًّا في زَواجِكُما. فهو يُشبِهُ الأُكْسِجِين الَّذي يُبقي النَّارَ مُشتَعِلَة. فبِدونِ الأُكْسِجِين، تنطَفِئُ النَّارُ بِسُرعَة. وبِدونِ الاحتِرام، تنطَفِئُ مَحَبَّتُكُما بِسُرعَة. بِالمُقابِل، حينَ تجتَهِدانِ كِلاكُما لِتُظهِرا الاحتِرامَ واحِدُكُما لِلآخَر، تبقى مَحَبَّتُكُما مُشتَعِلَة. لكنَّ المُهِمَّ أن يشعُرَ رَفيقُكَ أنَّكَ تحتَرِمُه، لا أن تظُنَّ أنتَ ذلِك. ب٢٣/٥ ص ٢٢ ف ٩؛ ص ٢٤ ف ١٤-١٥.
الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو)
لمَّا كَثُرَت هُمومي في داخِلي، أنتَ أرَحتَني وهَدَّأتَني. — مز ٩٤:١٩.
في الكِتابِ المُقَدَّس، نقرَأُ عن خُدَّامٍ أُمَناءَ لِلّٰهِ مرُّوا بِمَواقِفَ صَعبَة وكانوا يرجُفونَ خَوفًا مِن أعدائِهِم أو مِن ضُغوطٍ أُخرى. (مز ١٨:٤؛ ٥٥:١، ٥) نَحنُ أيضًا قد نُواجِهُ المُقاوَمَةَ في المَدرَسَة، في العَمَل، مِن عائِلَتِنا، أو مِنَ الحُكومَة. حتَّى إنَّنا قد نُواجِهُ المَوتَ بِسَبَبِ مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة. في أوقاتٍ كهذِه، قد نشعُرُ أنَّنا ضُعَفاءُ وعاجِزونَ مِثلَ وَلَدٍ صَغير. فكَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه في لَحَظاتٍ كهذِه؟ سَوفَ يُريحُنا ويُهَدِّئُنا. فاقضِ الوَقتَ دائِمًا مع يَهْوَه: صلِّ إلَيهِ واقرَأْ كَلِمَتَه. (مز ٧٧:١، ١٢-١٤) وهكَذا حينَ تكونُ تَحتَ الضَّغط، أوَّلُ شَيءٍ سيَخطُرُ على بالِكَ هو أن تطلُبَ مُساعَدَةَ أبيكَ السَّماوِيّ. أخبِرْهُ عن مَخاوِفِكَ وهُمومِك. دعْهُ يتَكَلَّمُ معكَ ويُعَزِّيكَ مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة. — مز ١١٩:٢٨. ب٢٤/١ ص ٢٤-٢٥ ف ١٤-١٦.
الأربعاء ٢٥ حزيران (يونيو)
اللّٰهُ هوَ الَّذي يُقَوِّيكُم؛ إنَّهُ يُعْطيكُمُ الرَّغبَةَ والقُدرَةَ لِتَعمَلوا ما يُرْضيه. — في ٢:١٣.
حينَ تكونُ لَدَيكَ رَغبَةٌ قَوِيَّة، تبذُلُ جُهدًا أكبَرَ لِتصِلَ إلى هَدَفِك. وكُلَّما قوِيَت رَغبَتُك، سهُلَ علَيكَ أن تصِلَ إلى هَدَفِك. فكَيفَ تُقَوِّي رَغبَتَك؟ أُطلُبْ مِن يَهْوَه ذلِك. وهو، بِواسِطَةِ الرُّوحِ القُدُس، سيُعطيك الرَّغبَةَ لِتُحَقِّقَ هَدَفَك. فأحيانًا، نضَعُ هَدَفًا لِأنَّ هذا واجِبُنا، لا لِأنَّنا نرغَبُ فِعلًا في تَحقيقِه. فَضلًا عن ذلِك، تأمَّلْ في ما فعَلَهُ يَهْوَه لك. (مز ١٤٣:٥) تأمَّلَ الرَّسولُ بُولُس في ما فعَلَهُ يَهْوَه له. فاندَفَعَ لِيَجتَهِدَ في خِدمَتِه. (١ كو ١٥:٩، ١٠؛ ١ تي ١:١٢-١٤) بِشَكلٍ مُماثِل، كُلَّما تأمَّلتَ في ما فعَلَهُ يَهْوَه لك، زادَت رَغبَتُكَ في الوُصولِ إلى هَدَفِك. — مز ١١٦:١٢. ب٢٣/٥ ص ٢٧ ف ٣-٥.
الخميس ٢٦ حزيران (يونيو)
سَبِّحوا اسْمَ يَهْوَه. — مز ١١٣:١.
نَحنُ نُفَرِّحُ أبانا السَّماوِيَّ حينَ نُسَبِّحُ اسْمَه. (مز ١١٩:١٠٨) ولكنْ هل يعني ذلِك أنَّ اللّٰهَ القادِرَ على كُلِّ شَيءٍ هو مِثلُ أشخاصٍ ناقِصينَ يعيشونَ على المَدحِ، لِأنَّهُم لا يثِقونَ بِأنفُسِهِم أو ينقُصُهُم دَعمٌ عاطِفِيّ؟ طَبعًا لا. فحينَ نُسَبِّحُ أبانا السَّماوِيّ، نُساهِمُ في فَضحِ كِذبَةٍ تَطَالُنا نَحنُ شَخصِيًّا. فالشَّيْطَان يدَّعي أنْ لا أحَدَ مِنَ البَشَرِ سيُدافِعُ بِوَلاءٍ عنِ اسْمِ اللّٰه. ففي نَظَرِه، لا يوجَدُ إنسانٌ مُستَقيم. وهو يقولُ إنَّنا جَميعًا سنصيرُ ضِدَّ اللّٰهِ إذا شعَرْنا أنَّ هذا لِمَصلَحَتِنا. (أي ١:٩-١١؛ ٢:٤) لكنَّ أيُّوب الأمينَ برهَنَ أنَّ الشَّيْطَان كَذَّاب. فهل تُريدُ أن تفعَلَ مِثلَه؟ لَدى كُلِّ واحِدٍ مِنَّا الامتِيازُ أن يُدافِعَ بِوَلاءٍ عنِ اسْمِ أبينا، وأن يخدُمَهُ بِاستِقامَةٍ لِيُفَرِّحَ قَلبَه. (أم ٢٧:١١) هذا فِعلًا شَرَفٌ كَبيرٌ لنا. ب٢٤/٢ ص ٨-٩ ف ٣-٥.
الجمعة ٢٧ حزيران (يونيو)
آمِنوا بِأنبِيائِهِ فتَنجَحوا. — ٢ أخ ٢٠:٢٠.
بَعدَ زَمَنِ مُوسَى ويَشُوع، عيَّنَ يَهْوَه قُضاةً لِيُرشِدَ شَعبَه. ولاحِقًا في أيَّامِ المُلوك، عيَّنَ أنبِياءَ لِيُرشِدَهُم. والمُلوكُ الأُمَناءُ أصغَوا لِنَصائِحِ الأنبِياء. مَثَلًا، قبِلَ المَلِكُ دَاوُد بِتَواضُعٍ التَّأديبَ مِنَ النَّبِيِّ نَاثَان. (٢ صم ١٢:٧، ١٣؛ ١ أخ ١٧:٣، ٤) والمَلِكُ يَهُوشَافَاط اتَّكَلَ على إرشادِ النَّبِيِّ يَحْزِيئِيل، وشَجَّعَ شَعبَ يَهُوذَا أن ‹يُؤمِنوا بِأنبِياءِ اللّٰه›. (٢ أخ ٢٠:١٤، ١٥) وحينَ واجَهَ المَلِكُ حَزَقِيَّا ظَرفًا صَعبًا، طلَبَ المُساعَدَةَ مِنَ النَّبِيِّ إشَعْيَا. (إش ٣٧:١-٦) وكُلَّ مَرَّةٍ اتَّبَعَ فيها المُلوكُ إرشادَ يَهْوَه، كانَ يُبارِكُهُم ويَحمي الأُمَّة. (٢ أخ ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٣٢:٢٢) إذًا، كانَ واضِحًا أنَّ يَهْوَه يستَخدِمُ الأنبِياءَ لِيُرشِدَ شَعبَه. ب٢٤/٢ ص ٢١ ف ٨.
السبت ٢٨ حزيران (يونيو)
لا يكُنْ لكُم نَصيبٌ معهُم. — أف ٥:٧.
يُريدُ الشَّيْطَانُ أن نُعاشِرَ أشخاصًا يُصَعِّبونَ علَينا أن نتَمَسَّكَ بِمَقاييسِ يَهْوَه. ولا ننسَ أنَّ العِشرَةَ لا تقتَصِرُ على قَضاءِ الوَقتِ معَ الأشخاصِ وَجهًا لِوَجه. بل تشمُلُ أيضًا التَّفاعُلَ معَ الآخَرينَ على وَسائِلِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ. فيَجِبُ أن نُحارِبَ تَفكيرَ العالَمِ الَّذي يعتَبِرُ السُّلوكَ الفاسِدَ أمرًا مَقبولًا. فنَحنُ أذكى مِن ذلِك. (أف ٤:١٩، ٢٠) لِذا جَيِّدٌ أن نسألَ أنفُسَنا: ‹هل أحرِصُ أن أتَجَنَّبَ كُلَّ العِشرَةِ غَيرِ الضَّرورِيَّة لِرِفاقي في العَمَلِ والمَدرَسَةِ وغَيرِهِم مِنَ الَّذينَ لا يحتَرِمونَ مَقاييسَ يَهْوَه الصَّائِبَة؟ هل أُؤَيِّدُ بِشَجاعَةٍ مَقاييسَ يَهْوَه حتَّى لَو قالَ البَعضُ إنِّي غَيرُ مُنْفَتِحٍ ولا مُتَسامِح؟›. وكما تذكُرُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٢:٢٠-٢٢، قد يلزَمُ أيضًا أن ننتَبِهَ حينَ نختارُ أصدِقاءَنا المُقَرَّبينَ ضِمنَ الجَماعَةِ المَسيحِيَّة. ولْنُبقِ في بالِنا أنَّ البَعضَ مِنهُم قد لا يُساعِدونَنا أن نظَلَّ أُمَناءَ في خِدمَتِنا لِيَهْوَه. ب٢٤/٣ ص ٢٢-٢٣ ف ١١-١٢.
الأحد ٢٩ حزيران (يونيو)
يَهْوَه حَنونٌ جِدًّا. — يع ٥:١١.
هل جرَّبتَ مَرَّةً أن تتَخَيَّلَ يَهْوَه؟ مع أنَّنا لا نراه، يصِفُهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ بِعِدَّةِ طُرُق. فهو يقولُ إنَّهُ «شَمسٌ وتُرسٌ» و «نَارٌ آكِلَة». (مز ٨٤:١١؛ عب ١٢:٢٩) ويَصِفُ حُضورَهُ أنَّهُ مِثلُ حَجَرِ الياقوتِ الأزرَق، ومَزيجٍ لامِعٍ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة، وقَوْسِ قُزَحٍ ساطِع. (حز ١:٢٦-٢٨) ولِأنَّنا لا نقدِرُ أن نرى يَهْوَه، قد نستَصعِبُ أن نُصَدِّقَ أنَّهُ يُحِبُّنا. والبَعضُ يُفَكِّرونَ أنَّ يَهْوَه لا يُمكِنُ أن يُحِبَّهُم أبَدًا بِسَبَبِ تَجارِبِهِمِ السَّابِقَة في الحَياة. لكنَّ يَهْوَه يفهَمُ هذِهِ المَشاعِرَ وكَيفَ تُؤَثِّرُ علَينا. لِذا كَي يُساعِدَنا، كشَفَ لنا عن صِفاتِهِ الحُلوَة في كَلِمَتِه. وأفضَلُ كَلِمَةٍ تصِفُهُ هيَ المَحَبَّة. (١ يو ٤:٨) فالمَحَبَّةُ هي جَوهَرُ يَهْوَه. إنَّها تُؤَثِّرُ على كُلِّ ما يفعَلُه. ومَحَبَّتُهُ مَليئَةٌ بِالحَنانِ وقَوِيَّةٌ لِدَرَجَةِ أنَّهُ يُحِبُّ حتَّى الَّذينَ لا يُحِبُّونَه. — مت ٥:٤٤، ٤٥. ب٢٤/١ ص ٢٦ ف ١-٣.
الإثنين ٣٠ حزيران (يونيو)
كانَ يُكَلِّمُهُم مِن عَمودِ الغَيم. — مز ٩٩:٧.
عيَّنَ يَهْوَه مُوسَى لِيُخرِجَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مِصْر. وكدَليلٍ واضِحٍ على ذلِك، زوَّدَهُم بِعَمودٍ مِن غَيمٍ في النَّهار، وعَمودٍ مِن نارٍ في اللَّيل. (خر ١٣:٢١) وقدْ تبِعَ مُوسَى العَمودَ الَّذي أوصَلَهُ هو والإسْرَائِيلِيِّينَ إلى البَحرِ الأحمَر. لكنَّ الشَّعبَ خافوا وارتَبَكوا حينَ ظنُّوا أنَّهُم عالِقونَ بَينَ البَحرِ والجَيشِ المِصْرِيِّ الَّذي يُلاحِقُهُم. غَيرَ أنَّ ذلِك لم يكُنْ غَلطَة. فيَهْوَه قصَدَ أن يقودَ الشَّعبَ إلى هُناك بِواسِطَةِ مُوسَى. (خر ١٤:٢) ثُمَّ خلَّصَهُم بِطَريقَةٍ مُدهِشَة جِدًّا. (خر ١٤:٢٦-٢٨) بَعدَ ذلِك، ظلَّ مُوسَى طَوالَ ٤٠ سَنَةً يتَّكِلُ على عَمودِ الغَيمِ لِيُرشِدَ شَعبَ اللّٰهِ في الصَّحراء. (خر ٣٣:٧، ٩، ١٠) ومِن هذا العَمود، تكَلَّمَ يَهْوَه مع مُوسَى، ومُوسَى بِدَورِهِ نقَلَ إرشاداتِهِ لِلشَّعب. إذًا، كانَ لَدى الإسْرَائِيلِيِّينَ دَليلٌ كافٍ على أنَّ يَهْوَه يستَخدِمُ مُوسَى لِيُرشِدَهُم. ب٢٤/٢ ص ٢١ ف ٤-٥.