سِفْرُ ٱلتَّكْوِينِ
١ فِي ٱلْبَدْءِ+ خَلَقَ+ ٱللّٰهُ+ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ.+
٢ وَكَانَتِ ٱلْأَرْضُ بِلَا مَعَالِمَ وَخَرِبَةً، وَعَلَى وَجْهِ ٱلْغَمْرِ+ ظُلْمَةٌ؛ وَقُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ تَرُوحُ وَتَجِيءُ+ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ.+
٣ وَقَالَ+ ٱللّٰهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ». فَكَانَ نُورٌ.+ ٤ وَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ٱلنُّورَ حَسَنٌ، وَفَصَلَ ٱللّٰهُ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَٱلظُّلْمَةِ.+ ٥ وَدَعَا ٱللّٰهُ ٱلنُّورَ نَهَارًا،+ وَٱلظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا.+ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ، يَوْمٌ أَوَّلُ.
٦ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ+ فِي وَسَطِ ٱلْمِيَاهِ، وَلْيَفْصِلْ بَيْنَ ٱلْمِيَاهِ وَٱلْمِيَاهِ».+ ٧ فَصَنَعَ ٱللّٰهُ ٱلْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلْجَلَدِ وَٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي فَوْقَ ٱلْجَلَدِ.+ وَكَانَ كَذٰلِكَ. ٨ وَدَعَا ٱللّٰهُ ٱلْجَلَدَ سَمَاءً.+ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ، يَوْمٌ ثَانٍ.
٩ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «لِتَتَجَمَّعِ ٱلْمِيَاهُ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ ٱلْيَابِسَةُ».+ وَكَانَ كَذٰلِكَ. ١٠ وَدَعَا ٱللّٰهُ ٱلْيَابِسَةَ أَرْضًا،+ أَمَّا تَجَمُّعُ ٱلْمِيَاهِ فَدَعَاهُ بِحَارًا.+ وَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.+ ١١ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «لِتُنْبِتِ ٱلْأَرْضُ عُشْبًا وَنَبْتًا يُبْزِرُ بِزْرًا+ وَشَجَرًا مُثْمِرًا يُعْطِي ثَمَرًا بِحَسَبِ جِنْسِهِ،+ بِزْرُهُ فِيهِ،+ عَلَى ٱلْأَرْضِ». فَكَانَ كَذٰلِكَ. ١٢ فَأَخْرَجَتِ ٱلْأَرْضُ عُشْبًا، وَنَبْتًا يُبْزِرُ بِزْرًا بِحَسَبِ جِنْسِهِ،+ وَشَجَرًا يُعْطِي ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ بِحَسَبِ جِنْسِهِ.+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ. ١٣ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ، يَوْمٌ ثَالِثٌ.
١٤ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «لِتَكُنْ نَيِّرَاتٌ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنَّهَارِ وَٱللَّيْلِ.+ فَتَكُونُ لِآيَاتٍ وَفُصُولٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينَ.+ ١٥ وَتَكُونُ نَيِّرَاتٍ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُضِيءَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».+ وَكَانَ كَذٰلِكَ. ١٦ فَصَنَعَ ٱللّٰهُ ٱلنَّيِّرَيْنِ ٱلْعَظِيمَيْنِ: اَلنَّيِّرَ ٱلْأَكْبَرَ لِحُكْمِ ٱلنَّهَارِ، وَٱلنَّيِّرَ ٱلْأَصْغَرَ لِحُكْمِ ٱللَّيْلِ؛ وَأَيْضًا ٱلنُّجُومَ.+ ١٧ وَجَعَلَهَا ٱللّٰهُ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُضِيءَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،+ ١٨ وَلِتَحْكُمَ نَهَارًا وَلَيْلًا، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَٱلظُّلْمَةِ.+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.+ ١٩ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ، يَوْمٌ رَابِعٌ.
٢٠ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «لِتَعِجَّ ٱلْمِيَاهُ بِنُفُوسٍ حَيَّةٍ،+ وَلْتَطِرْ طُيُورٌ فَوْقَ ٱلْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ».+ ٢١ فَخَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلتَّنَانِينَ+ ٱلْعِظَامَ وَكُلَّ ٱلنُّفُوسِ ٱلْحَيَّةِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ،+ ٱلَّتِي عَجَّتْ بِهَا ٱلْمِيَاهُ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَيْرٍ ذِي جَنَاحٍ بِحَسَبِ جِنْسِهِ.+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ. ٢٢ وَبَارَكَهَا ٱللّٰهُ قَائِلًا: «أَثْمِرِي وَٱكْثُرِي وَٱمْلَإِي ٱلْمِيَاهَ فِي حِيَاضِ ٱلْبَحْرِ،+ وَلْتَكْثُرِ ٱلطُّيُورُ فِي ٱلْأَرْضِ». ٢٣ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ، يَوْمٌ خَامِسٌ.
٢٤ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «لِتُخْرِجِ ٱلْأَرْضُ+ نُفُوسًا حَيَّةً بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا، بَهَائِمَ+ وَحَيَوَانَاتٍ دَابَّةً+ وَوُحُوشَ+ أَرْضٍ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذٰلِكَ. ٢٥ فَصَنَعَ ٱللّٰهُ وُحُوشَ ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا، وَٱلْبَهَائِمَ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي تَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا.+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.
٢٦ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «لِنَصْنَعِ+ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا،+ كَشَبَهِنَا،+ وَلْيَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ ٱلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ، وَعَلَى كُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ».+ ٢٧ فَخَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ خَلَقَهُ.+ ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا.+ ٢٨ وَبَارَكَهُمَا+ ٱللّٰهُ وَقَالَ ٱللّٰهُ لَهُمَا: «أَثْمِرَا+ وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا،+ وَتَسَلَّطَا+ عَلَى سَمَكِ ٱلْبَحْرِ وَطَيْرِ ٱلسَّمَاءِ وَكُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ».
٢٩ وَقَالَ ٱللّٰهُ: «هَا قَدْ أَعْطَيْتُكُمَا كُلَّ نَبْتٍ يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرٌ يُخْرِجُ بِزْرًا.+ لَكُمَا يَكُونُ طَعَامًا.+ ٣٠ وَلِكُلِّ وُحُوشِ ٱلْأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ مِمَّا فِيهِ حَيَاةٌ كَنَفْسٍ، أَعْطَيْتُ كُلَّ نَبْتٍ أَخْضَرَ طَعَامًا».+ وَكَانَ كَذٰلِكَ.
٣١ فَرَأَى ٱللّٰهُ كُلَّ مَا صَنَعَهُ، فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.+ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ، يَوْمٌ سَادِسٌ.
٢ وَهٰكَذَا أُكْمِلَتِ ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا.+ ٢ وَفَرَغَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ ٱلَّذِي صَنَعَ، وَشَرَعَ يَسْتَرِيحُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ ٱلَّذِي صَنَعَ.+ ٣ وَأَخَذَ ٱللّٰهُ يُبَارِكُ ٱلْيَوْمَ ٱلسَّابِعَ وَيُقَدِّسُهُ، لِأَنَّهُ مُسْتَرِيحٌ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ ٱللّٰهُ خَالِقًا.+
٤ هٰذَا تَارِيخُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ صَنَعَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ وَٱلسَّمَاءَ.+
٥ كُلُّ شَجَرِ ٱلْحَقْلِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي ٱلْأَرْضِ، وَكُلُّ نَبْتِ ٱلْحَقْلِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لِأَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ+ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ لِيَفْلَحَ ٱلْأَرْضَ. ٦ إِلَّا أَنَّ ضَبَابًا+ كَانَ يَصْعَدُ مِنَ ٱلْأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.+
٧ وَجَبَلَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ تُرَابِ+ ٱلْأَرْضِ+ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ ٱلْحَيَاةِ،+ فَصَارَ ٱلْإِنْسَانُ نَفْسًا حَيَّةً.+ ٨ وَغَرَسَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ+ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي جَبَلَهُ.+ ٩ وَأَنْبَتَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلْأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلْأَكْلِ، وَشَجَرَةَ ٱلْحَيَاةِ+ فِي وَسَطِ ٱلْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ.+
١٠ وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ ٱلْجَنَّةَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَتَشَعَّبُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ. ١١ اِسْمُ ٱلْأَوَّلِ فِيشُونُ، وَهُوَ ٱلْمُحِيطُ بِكُلِّ أَرْضِ حَوِيلَةَ،+ حَيْثُ ٱلذَّهَبُ. ١٢ وَذَهَبُ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ جَيِّدٌ.+ وَهُنَاكَ أَيْضًا صَمْغُ ٱلْمُقْلِ+ وَحَجَرُ ٱلْجَزْعِ.+ ١٣ وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّانِي جِيحُونُ، وَهُوَ ٱلْمُحِيطُ بِكُلِّ أَرْضِ كُوشَ. ١٤ وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّالِثِ حِدَّاقَلُ،+ وَهُوَ ٱلْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ.+ وَٱلنَّهْرُ ٱلرَّابِعُ هُوَ ٱلْفُرَاتُ.+
١٥ وَأَخَذَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ+ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا.+ ١٦ وَأَوْصَى يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ قَائِلًا: «مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا.+ ١٧ أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا».+
١٨ وَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَبْقَى ٱلْإِنْسَانُ وَحْدَهُ. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِينًا مُكَمِّلًا لَهُ».+ ١٩ وَكَانَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ يَجْبُلُ مِنَ ٱلْأَرْضِ كُلَّ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ وَكُلَّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ، فَٱبْتَدَأَ يُحْضِرُهَا إِلَى ٱلْإِنْسَانِ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُو كُلًّا مِنْهَا. وَكُلُّ مَا دَعَاهُ بِهِ ٱلْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسٍ حَيَّةٍ+ فَهُوَ ٱسْمُهُ.+ ٢٠ فَدَعَا ٱلْإِنْسَانُ جَمِيعَ ٱلْبَهَائِمِ وَطُيُورَ ٱلسَّمَاءِ وَجَمِيعَ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ بِأَسْمَاءٍ، وَأَمَّا ٱلْإِنْسَانُ فَلَمْ يُوجَدْ مُعِينٌ مُكَمِّلٌ لَهُ. ٢١ فَأَوْقَعَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ،+ وَفِيمَا هُوَ نَائِمٌ أَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلَاعِهِ وَسَدَّ مَكَانَهَا بِٱللَّحْمِ. ٢٢ وَبَنَى يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلضِّلْعَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ٱمْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى ٱلْإِنْسَانِ.+
٢٣ فَقَالَ ٱلْإِنْسَانُ:
«هٰذِهِ أَخِيرًا عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي
وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي.+
هٰذِهِ تُدْعَى ٱمْرَأَةً،
لِأَنَّهَا مِنِ ٱمْرِئٍ أُخِذَتْ».+
٢٤ لِذٰلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ+ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ وَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.+ ٢٥ وَكَانَا كِلَاهُمَا عُرْيَانَيْنِ،+ ٱلْإِنْسَانُ وَزَوْجَتُهُ، وَمَعَ ذٰلِكَ لَمْ يَخْجَلَا.+
٣ وَكَانَتِ ٱلْحَيَّةُ+ أَكْثَرَ حَذَرًا+ مِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ.+ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ:+ «أَحَقًّا قَالَ ٱللّٰهُ: ‹لَيْسَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلَانِ›؟».+ ٢ فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ نَأْكُلُ.+ ٣ وَأَمَّا ثَمَرُ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْجَنَّةِ،+ فَقَالَ ٱللّٰهُ: ‹لَا تَأْكُلَا مِنْهُ، وَلَا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا›».+ ٤ فَقَالَتِ ٱلْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا.+ ٥ فَٱللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».+
٦ فَرَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ ٱلشَّجَرَةَ مُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ.+ فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ. ثُمَّ أَعْطَتْ أَيْضًا زَوْجَهَا مَعَهَا فَأَكَلَ.+ ٧ فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ.+ فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لِأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.+
٨ ثُمَّ سَمِعَا صَوْتَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ مَاشِيًا فِي ٱلْجَنَّةِ عِنْدَ نَسِيمِ ٱلنَّهَارِ،+ فَٱخْتَبَأَ ٱلْإِنْسَانُ وَزَوْجَتُهُ مِنْ وَجْهِ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ بَيْنَ أَشْجَارِ ٱلْجَنَّةِ.+ ٩ فَنَادَى يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».+ ١٠ فَقَالَ: «إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي ٱلْجَنَّةِ، وَلٰكِنْ خِفْتُ لِأَنِّي عُرْيَانٌ فَٱخْتَبَأْتُ».+ ١١ فَقَالَ: «مَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟+ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَلَّا تَأْكُلَ مِنْهَا؟».+ ١٢ فَقَالَ ٱلْإِنْسَانُ: «اَلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَنِي لِتَكُونَ مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ ٱلشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».+ ١٣ فَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هٰذَا ٱلَّذِي فَعَلْتِ؟». فَأَجَابَتِ ٱلْمَرْأَةُ: «اَلْحَيَّةُ هِيَ خَدَعَتْنِي فَأَكَلْتُ».+
١٤ فَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ لِلْحَيَّةِ:+ «لِأَنَّكِ فَعَلْتِ هٰذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلْبَهَائِمِ وَجَمِيعِ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.+ ١٥ وَأَضَعُ عَدَاوَةً+ بَيْنَكِ+ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ+ وَبَيْنَ نَسْلِكِ+ وَنَسْلِهَا.*+ هُوَ+ يَسْحَقُ رَأْسَكِ+ وَأَنْتِ+ تَسْحَقِينَ+ عَقِبَهُ».+
١٦ وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيرًا مَشَقَّةَ حَمْلِكِ.+ بِٱلْمَخَاضِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا،+ وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ، وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ».+
١٧ وَقَالَ لِآدَمَ: «لِأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ زَوْجَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا:+ ‹لَا تَأْكُلْ مِنْهَا›، مَلْعُونَةٌ ٱلْأَرْضُ بِسَبَبِكَ.+ بِٱلْمَشَقَّةِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.+ ١٨ وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ،+ وَتَأْكُلُ نَبْتَ ٱلْحَقْلِ. ١٩ بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا.+ لِأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».+
٢٠ ثُمَّ دَعَا آدَمُ ٱسْمَ زَوْجَتِهِ حَوَّاءَ،+ لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.+ ٢١ وَصَنَعَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ لِآدَمَ وَزَوْجَتِهِ أَقْمِصَةً طَوِيلَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.+ ٢٢ وَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ: «هُوَذَا ٱلْإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ،+ وَٱلْآنَ لِكَيْلَا يَمُدَّ يَدَهُ وَيَأْخُذَ مِنْ شَجَرَةِ ٱلْحَيَاةِ+ أَيْضًا وَيَأْكُلَ وَيَحْيَا إِلَى ٱلدَّهْرِ . . .». ٢٣ فَأَخْرَجَهُ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ+ لِيَفْلَحَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.+ ٢٤ فَطَرَدَ ٱلْإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ+ ٱلْكَرُوبِيمَ+ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ ٱلْحَيَاةِ.
٤ وَٱضْطَجَعَ آدَمُ مَعَ حَوَّاءَ زَوْجَتِهِ فَحَبِلَتْ+ وَوَلَدَتْ قَايِينَ.+ وَقَالَتْ: «رُزِقْتُ رَجُلًا بِعَوْنِ يَهْوَهَ».+ ٢ ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ.+
وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ،+ أَمَّا قَايِينُ فَكَانَ فَلَّاحًا لِلْأَرْضِ.+ ٣ وَحَدَثَ بَعْدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ ٱبْتَدَأَ يُقَدِّمُ مِنْ ثِمَارِ ٱلْأَرْضِ+ قُرْبَانًا لِيَهْوَهَ.+ ٤ وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ+ غَنَمِهِ وَمِنْ شَحْمِهَا.+ فَنَظَرَ يَهْوَهُ بِٱسْتِحْسَانٍ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ،+ ٥ وَلٰكِنْ لَمْ يَنْظُرْ بِٱسْتِحْسَانٍ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ.+ فَٱحْتَدَمَ غَضَبُ قَايِينَ جِدًّا،+ وَتَجَهَّمَ وَجْهُهُ. ٦ فَقَالَ يَهْوَهُ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا ٱحْتَدَمَ غَضَبُكَ وَلِمَاذَا تَجَهَّمَ وَجْهُكَ؟ ٧ إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟+ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ، فَعِنْدَ ٱلْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ ٱشْتِيَاقُهَا.+ فَهَلْ تَسُودُ أَنْتَ عَلَيْهَا؟».+
٨ ثُمَّ قَالَ قَايِينُ لِهَابِيلَ أَخِيهِ: «لِنَذْهَبْ إِلَى ٱلْحَقْلِ». وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي ٱلْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ.+ ٩ فَقَالَ يَهْوَهُ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟»،+ فَقَالَ: «لَا أَعْرِفُ. أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟».+ ١٠ فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ هَا دَمُ أَخِيكَ يَصْرُخُ إِلَيَّ مِنَ ٱلْأَرْضِ.+ ١١ وَٱلْآنَ تَحِلُّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةُ فَتُنْفَى مِنَ ٱلْأَرْضِ+ ٱلَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ.+ ١٢ مَتَى فَلَحْتَ ٱلْأَرْضَ، لَا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا.+ هَائِمًا وَتَائِهًا تَكُونُ فِي ٱلْأَرْضِ».+ ١٣ فَقَالَ قَايِينُ لِيَهْوَهَ: «عِقَابُ ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْمَلَ. ١٤ هَا إِنَّكَ تَطْرُدُنِي ٱلْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي.+ وَأَكُونُ هَائِمًا وَتَائِهًا فِي ٱلْأَرْضِ، فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي».+ ١٥ فَقَالَ لَهُ يَهْوَهُ: «لِذٰلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ».+
وَجَعَلَ يَهْوَهُ عَلَامَةً لِقَايِينَ لِكَيْلَا يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.+ ١٦ فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ وَجْهِ يَهْوَهَ+ وَأَقَامَ فِي أَرْضِ ٱلتَّيَهَانِ، شَرْقِيَّ عَدْنٍ.
١٧ وَٱضْطَجَعَ قَايِينُ مَعَ زَوْجَتِهِ+ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ أَخْنُوخَ. ثُمَّ بَنَى مَدِينَةً، فَدَعَا ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ بِٱسْمِ ٱبْنِهِ أَخْنُوخَ.+ ١٨ وَوُلِدَ لِأَخْنُوخَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ، وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ، وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لَامِكَ.
١٩ وَٱتَّخَذَ لَامِكُ لِنَفْسِهِ زَوْجَتَيْنِ. اِسْمُ ٱلْأُولَى عَادَةُ وَٱسْمُ ٱلثَّانِيَةِ صِلَّةُ. ٢٠ فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ، وَهُوَ أَبُو سَاكِنِي ٱلْخِيَامِ+ وَأَصْحَابِ ٱلْمَوَاشِي.+ ٢١ وَٱسْمُ أَخِيهِ يُوبَالُ، وَهُوَ أَبُو كُلِّ عَازِفٍ بِٱلْقِيثَارَةِ+ وَٱلنَّايِ.+ ٢٢ وَصِلَّةُ أَيْضًا وَلَدَتْ تُوبَالَ قَايِينَ، ٱلصَّانِعَ كُلَّ أَدَاةٍ مِنْ نُحَاسٍ وَحَدِيدٍ.+ وَأُخْتُ تُوبَالَ قَايِينَ نَعْمَةُ. ٢٣ وَنَظَمَ لَامِكُ لِزَوْجَتَيْهِ عَادَةَ وَصِلَّةَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:
«اِسْمَعَا قَوْلِي يَا زَوْجَتَيْ لَامِكَ،
أَصْغِيَا إِلَى كَلَامِي:
إِنِّي قَتَلْتُ رَجُلًا لِجَرْحِي،
شَابًّا لِضَرْبِي.
٢٥ وَٱضْطَجَعَ آدَمُ مَعَ زَوْجَتِهِ أَيْضًا فَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ شِيثًا،+ لِأَنَّهَا قَالَتْ: «قَدْ أَقَامَ ٱللّٰهُ لِي نَسْلًا آخَرَ بَدَلَ هَابِيلَ، لِأَنَّ قَايِينَ قَتَلَهُ».+ ٢٦ وَلِشِيثٍ أَيْضًا وُلِدَ ٱبْنٌ فَدَعَا ٱسْمَهُ أَنُوشَ.+ حِينَئِذٍ ٱبْتُدِئَ بِٱلدُّعَاءِ بِٱسْمِ يَهْوَهَ.+
٥ هٰذَا كِتَابُ تَارِيخِ آدَمَ. يَوْمَ خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ، صَنَعَهُ عَلَى شَبَهِ ٱللّٰهِ.+ ٢ ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا.+ وَبَارَكَهُمَا وَدَعَا ٱسْمَهُمَا إِنْسَانًا+ يَوْمَ خُلِقَا.+
٣ وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ ٱبْنًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ، وَدَعَا ٱسْمَهُ شِيثًا.+ ٤ وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَمَا وَلَدَ شِيثًا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.+ ٥ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ ٱلَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ.+
٦ وَعَاشَ شِيثٌ مِئَةً وَخَمْسَ سِنِينَ، وَوَلَدَ أَنُوشَ.+ ٧ وَعَاشَ شِيثٌ بَعْدَمَا وَلَدَ أَنُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ٨ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ شِيثٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَمَاتَ.
٩ وَعَاشَ أَنُوشُ تِسْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ قِينَانَ.+ ١٠ وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَمَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ١١ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَنُوشَ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَ سِنِينَ وَمَاتَ.
١٢ وَعَاشَ قِينَانُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ.+ ١٣ وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَمَا وَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ١٤ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشْرَ سِنِينَ وَمَاتَ.
١٥ وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ يَارِدَ.+ ١٦ وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَمَا وَلَدَ يَارِدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ١٧ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
١٨ وَعَاشَ يَارِدُ مِئَةً وَٱثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَخْنُوخَ.+ ١٩ وَعَاشَ يَارِدُ بَعْدَمَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ٢٠ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ يَارِدَ تِسْعَ مِئَةٍ وَٱثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ.
٢١ وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ.+ ٢٢ وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ ٱللّٰهِ بَعْدَمَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلَاثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ٢٣ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً. ٢٤ وَسَارَ+ أَخْنُوخُ مَعَ ٱللّٰهِ.+ ثُمَّ لَمْ يُوجَدْ بَعْدُ، لِأَنَّ ٱللّٰهَ أَخَذَهُ.+
٢٥ وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ مِئَةً وَسَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ لَامِكَ.+ ٢٦ وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَمَا وَلَدَ لَامِكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَٱثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ٢٧ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَتُوشَالَحَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ.
٢٨ وَعَاشَ لَامِكُ مِئَةً وَٱثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ ٱبْنًا. ٢٩ وَدَعَا ٱسْمَهُ نُوحًا،+ قَائِلًا: «هٰذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَعَنْ مَشَقَّةِ أَيْدِينَا مِنَ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي لَعَنَهَا يَهْوَهُ».+ ٣٠ وَعَاشَ لَامِكُ بَعْدَمَا وَلَدَ نُوحًا خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. ٣١ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ لَامِكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَسَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
٣٢ وَكَانَ نُوحٌ ٱبْنَ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ. وَوَلَدَ نُوحٌ سَامًا+ وَحَامًا+ وَيَافَثَ.+
٦ وَحَدَثَ لَمَّا ٱبْتَدَأَ ٱلنَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ،+ ٢ أَنَّ أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ+ رَأَوْا+ بَنَاتِ ٱلنَّاسِ أَنَّهُنَّ جَمِيلَاتٌ. فَٱتَّخَذُوا لِأَنْفُسِهِمْ زَوْجَاتٍ، كُلَّ مَنِ ٱخْتَارُوا. ٣ فَقَالَ يَهْوَهُ: «لَنْ تَحْتَمِلَ رُوحِي+ ٱلْإِنْسَانَ إِلَى ٱلدَّهْرِ،+ إِذْ هُوَ جَسَدٌ.+ فَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».+
٤ وَكَانَ ٱلنَّفِيلِيمُ* فِي ٱلْأَرْضِ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ وَبَعْدَهَا أَيْضًا، حِينَ دَخَلَ أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ عَلَى بَنَاتِ ٱلنَّاسِ فَوَلَدْنَ لَهُمْ أَبْنَاءً. أُولٰئِكَ هُمُ ٱلْجَبَابِرَةُ ٱلَّذِينَ مُنْذُ ٱلْقِدَمِ، ٱلرِّجَالُ ذَوُو ٱلشُّهْرَةِ.
٥ وَرَأَى يَهْوَهُ أَنَّ شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ كَثِيرٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ مَيْلِ+ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ.+ ٦ وَتَأَسَّفَ+ يَهْوَهُ أَنَّهُ صَنَعَ ٱلْبَشَرَ فِي ٱلْأَرْضِ، وَحَزِنَ فِي قَلْبِهِ.+ ٧ فَقَالَ يَهْوَهُ: «أَمْحُو ٱلْبَشَرَ ٱلَّذِينَ خَلَقْتُهُمْ+ عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ، ٱلْإِنْسَانَ مَعَ ٱلْبَهَائِمِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ وَطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ،+ لِأَنِّي مُتَأَسِّفٌ أَنِّي صَنَعْتُهُمْ».+ ٨ وَأَمَّا نُوحٌ فَنَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.
٩ هٰذَا تَارِيخُ نُوحٍ.
كَانَ نُوحٌ رَجُلًا بَارًّا،+ لَا عَيْبَ فِيهِ بَيْنَ مُعَاصِرِيهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللّٰهِ.+ ١٠ وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلَاثَةَ بَنِينَ: سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ.+ ١١ وَفَسَدَتِ ٱلْأَرْضُ أَمَامَ ٱللّٰهِ،+ وَٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ عُنْفًا.+ ١٢ وَرَأَى ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ،+ لِأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَانَ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.+
١٣ فَقَالَ ٱللّٰهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ جَسَدٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي،+ لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ عُنْفًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ ٱلْأَرْضِ.+ ١٤ اِصْنَعْ لَكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبٍ قَطْرَانِيٍّ.+ تَصْنَعُ حُجَرًا فِي ٱلْفُلْكِ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِٱلْقَارِ.+ ١٥ هٰكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلَاثُ مِئَةِ ذِرَاعٍ+ طُولُ ٱلْفُلْكِ، وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ٱرْتِفَاعُهُ. ١٦ وَتَصْنَعُ نَافِذَةً* لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ، وَتَضَعُ بَابَ ٱلْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ.+ وَتَجْعَلُهُ طَبَقَةً سُفْلَى، وَطَبَقَةً ثَانِيَةً، وَطَبَقَةً ثَالِثَةً.
١٧ «وَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ+ ٱلْمِيَاهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ قُوَّةُ حَيَاةٍ+ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي ٱلْأَرْضِ يَمُوتُ.+ ١٨ وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ ٱلْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَزَوْجَتُكَ وَزَوْجَاتُ بَنِيكَ مَعَكَ.+ ١٩ وَمِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ،+ ٱثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى ٱلْفُلْكِ لِٱسْتِحْيَائِهَا مَعَكَ.+ ذَكَرًا وَأُنْثَى تَكُونُ. ٢٠ مِنَ ٱلطُّيُورِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا، وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،+ وَمِنْ كُلِّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي تَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا، يَدْخُلُ إِلَيْكَ ٱثْنَانِ مِنْ كُلٍّ لِٱسْتِحْيَائِهَا.+ ٢١ وَأَنْتَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ،+ وَٱجْمَعْهُ لِنَفْسِكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا».+
٢٢ فَفَعَلَ نُوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ ٱللّٰهُ. هٰكَذَا فَعَلَ.+
٧ وَقَالَ يَهْوَهُ لِنُوحٍ: «اُدْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ+ إِلَى ٱلْفُلْكِ، لِأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا أَمَامِي فِي هٰذَا ٱلْجِيلِ.+ ٢ مِنْ كُلِّ بَهِيمَةٍ طَاهِرَةٍ تَأْخُذُ لِنَفْسِكَ سَبْعَةً، ٱلذَّكَرَ وَأُنْثَاهُ؛+ وَمِنْ كُلِّ بَهِيمَةٍ غَيْرِ طَاهِرَةٍ ٱثْنَيْنِ، ٱلذَّكَرَ وَأُنْثَاهُ؛ ٣ وَمِنْ كُلِّ طَيْرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً، ٱلذَّكَرَ وَأُنْثَاهُ،+ لِٱسْتِحْيَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ.+ ٤ لِأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ+ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.+ فَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ صَنَعْتُهُ».+ ٥ فَفَعَلَ نُوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ يَهْوَهُ.
٦ وَكَانَ نُوحٌ ٱبْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ صَارَ طُوفَانُ ٱلْمَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.+ ٧ فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَزَوْجَتُهُ وَزَوْجَاتُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى ٱلْفُلْكِ قَبْلَ مَجِيءِ مِيَاهِ ٱلطُّوفَانِ.+ ٨ وَمِنْ كُلِّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْبَهَائِمِ غَيْرِ ٱلطَّاهِرَةِ وَمِنَ ٱلطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،+ ٩ دَخَلَ ٱثْنَانِ ٱثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى ٱلْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ ٱللّٰهُ نُوحًا. ١٠ وَحَدَثَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَنَّ مِيَاهَ ٱلطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١١ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسِّتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَفَجَّرَتْ كُلُّ عُيُونِ ٱلْغَمْرِ ٱلْعَظِيمِ وَٱنْفَتَحَتْ كُوَى ٱلسَّمَاءِ.+ ١٢ وَدَامَ وَابِلُ ٱلْمَطَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.+ ١٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ دَخَلَ نُوحٌ، وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ،+ وَزَوْجَةُ نُوحٍ وَثَلَاثُ زَوْجَاتِ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى ٱلْفُلْكِ؛+ ١٤ هُمْ وَكُلُّ وَحْشٍ بِحَسَبِ جِنْسِهِ،+ وَكُلُّ بَهِيمَةٍ بِحَسَبِ جِنْسِهَا، وَكُلُّ دَابٍّ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ جِنْسِهِ،+ وَكُلُّ طَيْرٍ بِحَسَبِ جِنْسِهِ،+ كُلُّ عُصْفُورٍ، كُلُّ ذِي جَنَاحٍ.+ ١٥ وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى ٱلْفُلْكِ، ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ فِيهِ قُوَّةُ حَيَاةٍ.+ ١٦ وَٱلدَّاخِلَاتُ دَخَلَتْ ذُكُورًا وَإِنَاثًا مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ ٱللّٰهُ. ثُمَّ أَغْلَقَ يَهْوَهُ ٱلْبَابَ عَلَيْهِ.+
١٧ وَدَامَ ٱلطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَتَكَاثَرَتِ ٱلْمِيَاهُ وَحَمَلَتِ ٱلْفُلْكَ، فَٱرْتَفَعَ عَنِ ٱلْأَرْضِ. ١٨ وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَكَانَ ٱلْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ.+ ١٩ وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَثِيرًا جِدًّا حَتَّى تَغَطَّتْ جَمِيعُ ٱلْجِبَالِ ٱلشَّامِخَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ.+ ٢٠ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا فِي ٱلِٱرْتِفَاعِ غَمَرَتِ ٱلْمِيَاهُ ٱلْجِبَالَ، فَغَطَّتْهَا.+
٢١ فَمَاتَ كُلُّ جَسَدٍ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،+ مِنَ ٱلطُّيُورِ وَٱلْبَهَائِمِ وَٱلْوُحُوشِ وَكُلِّ مَا تَعِجُّ بِهِ ٱلْأَرْضُ، وَٱلنَّاسُ كَافَّةً.+ ٢٢ كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ قُوَّةِ ٱلْحَيَاةِ، كُلُّ مَا كَانَ عَلَى ٱلْيَابِسَةِ، مَاتَ.+ ٢٣ فَمَحَا كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ، ٱلنَّاسَ مَعَ ٱلْبَهَائِمِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ وَطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ، فَٱنْمَحَتْ مِنَ ٱلْأَرْضِ.+ وَبَقِيَ نُوحٌ وَمَنْ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ فَقَطْ.+ ٢٤ وَغَمَرَتِ ٱلْمِيَاهُ ٱلْأَرْضَ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا.
٨ ثُمَّ ذَكَرَ+ ٱللّٰهُ نُوحًا وَكُلَّ ٱلْوُحُوشِ وَكُلَّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ،+ وَأَجَازَ ٱللّٰهُ رِيحًا عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَهَدَأَتِ ٱلْمِيَاهُ.+ ٢ وَٱنْسَدَّتْ عُيُونُ ٱلْغَمْرِ+ وَكُوَى+ ٱلسَّمَاءِ، فَٱمْتَنَعَ وَابِلُ ٱلْمَطَرِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. ٣ وَتَرَاجَعَتِ ٱلْمِيَاهُ عَنِ ٱلْأَرْضِ تَرَاجُعًا تَدْرِيجِيًّا، وَعِنْدَ نِهَايَةِ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ ٱلْمِيَاهُ.+ ٤ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، ٱسْتَقَرَّ ٱلْفُلْكُ+ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ.+ ٥ وَظَلَّتِ ٱلْمِيَاهُ تَتَنَاقَصُ تَدْرِيجِيًّا إِلَى ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ. وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ، فِي ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ، ظَهَرَتْ رُؤُوسُ ٱلْجِبَالِ.+
٦ وَكَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَنَّ نُوحًا فَتَحَ نَافِذَةَ+ ٱلْفُلْكِ ٱلَّتِي كَانَ قَدْ صَنَعَهَا. ٧ وَأَرْسَلَ غُرَابًا،+ فَظَلَّ يَطِيرُ فِي ٱلْخَارِجِ، يَرُوحُ وَيَجِيءُ، إِلَى أَنْ جَفَّتِ ٱلْمِيَاهُ عَنِ ٱلْأَرْضِ.
٨ ثُمَّ أَرْسَلَ حَمَامَةً+ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى هَلْ قَلَّتِ ٱلْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ. ٩ فَلَمْ تَجِدِ ٱلْحَمَامَةُ مَوْطِئًا تَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رِجْلُهَا، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى ٱلْفُلْكِ لِأَنَّ ٱلْمِيَاهَ كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ بَعْدُ.+ فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا إِلَيْهِ إِلَى ٱلْفُلْكِ. ١٠ وَٱنْتَظَرَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى، وَعَادَ فَأَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ مِنَ ٱلْفُلْكِ. ١١ فَأَتَتِ ٱلْحَمَامَةُ إِلَيْهِ عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ، وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ+ خَضْرَاءُ فِي مِنْقَارِهَا، فَعَرَفَ نُوحٌ أَنَّ ٱلْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ ٱلْأَرْضِ.+ ١٢ وَٱنْتَظَرَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى. ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ، إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ ثَانِيَةً.+
١٣ وَكَانَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْوَاحِدَةِ وَٱلسِّتِّ مِئَةٍ،+ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْأَوَّلِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ، أَنَّ ٱلْمِيَاهَ نَضَبَتْ عَنِ ٱلْأَرْضِ. فَرَفَعَ نُوحٌ غِطَاءَ ٱلْفُلْكِ وَنَظَرَ، فَإِذَا وَجْهُ ٱلْأَرْضِ قَدْ نَشَفَ.+ ١٤ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، جَفَّتِ ٱلْأَرْضُ.+
١٥ وَكَلَّمَ ٱللّٰهُ نُوحًا قَائِلًا: ١٦ «اُخْرُجْ مِنَ ٱلْفُلْكِ، أَنْتَ وَزَوْجَتُكَ وَبَنُوكَ وَزَوْجَاتُ بَنِيكَ مَعَكَ.+ ١٧ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي مَعَكَ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ،+ مِنَ ٱلطُّيُورِ+ وَٱلْبَهَائِمِ+ وَكُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،+ أَخْرِجْهَا مَعَكَ لِتَعِجَّ بِهَا ٱلْأَرْضُ وَتُثْمِرَ وَتَكْثُرَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».+
١٨ فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ+ وَزَوْجَتُهُ وَزَوْجَاتُ بَنِيهِ مَعَهُ. ١٩ وَكُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ، كُلُّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ وَكُلُّ ٱلطُّيُورِ، كُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ، بِأَصْنَافِهَا خَرَجَتْ مِنَ ٱلْفُلْكِ.+ ٢٠ وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا+ لِيَهْوَهَ، وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ+ وَمِنْ كُلِّ ٱلطُّيُورِ ٱلطَّاهِرَةِ+ وَقَرَّبَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ.+ ٢١ فَٱشْتَمَّ يَهْوَهُ رَائِحَةَ ٱلرِّضَى،+ وَقَالَ يَهْوَهُ فِي قَلْبِهِ:+ «لَا أَعُودُ أَلْعَنُ ٱلْأَرْضَ+ بِسَبَبِ ٱلْإِنْسَانِ، لِأَنَّ مَيْلَ+ قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ.+ وَلَا أَعُودُ أَضْرِبُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.+ ٢٢ وَمَا دَامَتِ ٱلْأَرْضُ، فَٱلزَّرْعُ وَٱلْحَصَادُ، وَٱلْبَرْدُ وَٱلْحَرُّ، وَٱلصَّيْفُ وَٱلشِّتَاءُ، وَٱلنَّهَارُ وَٱللَّيْلُ، لَا تَبْطُلُ أَبَدًا».+
٩ وَبَارَكَ ٱللّٰهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَٱكْثُرُوا وَٱمْلَأُوا ٱلْأَرْضَ.+ ٢ وَخَوْفُكُمْ وَخَشْيَتُكُمْ يَكُونَانِ عَلَى كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَكُلِّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ، وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَكُلِّ أَسْمَاكِ ٱلْبَحْرِ. لَقَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ.+ ٣ كُلُّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ ٱلْحَيَّةِ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا.+ وَكَٱلنَّبْتِ ٱلْأَخْضَرِ أُعْطِيكُمُ ٱلْكُلَّ.+ ٤ غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِنَفْسِهِ+ — بِدَمِهِ+ — لَا تَأْكُلُوهُ.+ ٥ وَأَيْضًا، أَطْلُبُ أَنَا دَمَكُمْ لِنُفُوسِكُمْ. مِنْ يَدِ كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ أَطْلُبُهُ؛ وَمِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَطْلُبُ نَفْسَ ٱلْإِنْسَانِ، مِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَخِيهِ.+ ٦ سَافِكُ دَمِ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ،+ لِأَنَّ ٱللّٰهَ عَلَى صُورَتِهِ صَنَعَ ٱلْإِنْسَانَ. ٧ وَأَنْتُمْ فَأَثْمِرُوا وَٱكْثُرُوا، وَلْتَعِجَّ ٱلْأَرْضُ بِكُمْ وَٱكْثُرُوا فِيهَا».+
٨ وَكَلَّمَ ٱللّٰهُ نُوحًا وَبَنِيهِ مَعَهُ قَائِلًا: ٩ «هَا أَنَا مُقِيمٌ عَهْدِي+ مَعَكُمْ وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ،+ ١٠ وَمَعَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَعَكُمُ، ٱلطُّيُورِ وَٱلْبَهَائِمِ وَكُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مَعَكُمْ، مِنْ كُلِّ ٱلْخَارِجِينَ مِنَ ٱلْفُلْكِ إِلَى كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.+ ١١ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكُمْ: أَلَّا يَنْقَرِضَ كُلُّ جَسَدٍ بَعْدُ بِمِيَاهِ طُوفَانٍ، وَأَلَّا يَكُونَ طُوفَانٌ بَعْدُ لِيُهْلِكَ ٱلْأَرْضَ».+
١٢ وَأَضَافَ ٱللّٰهُ قَائِلًا: «هٰذِهِ عَلَامَةُ+ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي أَنَا جَاعِلُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَعَكُمْ مَدَى ٱلْأَجْيَالِ إِلَى ٱلدَّهْرِ. ١٣ هُوَ قَوْسُ قُزَحَ+ أَجْعَلُهُ فِي ٱلسَّحَابِ، فَيَكُونُ عَلَامَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَ ٱلْأَرْضِ. ١٤ وَيَكُونُ عِنْدَمَا أَنْشُرُ سَحَابًا عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنَّ قَوْسَ قُزَحَ يَظْهَرُ فِي ٱلسَّحَابِ. ١٥ فَأَذْكُرُ عَهْدِي+ ٱلَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ.+ فَلَا تَصِيرُ ٱلْمِيَاهُ بَعْدُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ.+ ١٦ وَيَكُونُ قَوْسُ قُزَحَ فِي ٱلسَّحَابِ،+ وَأُبْصِرُهُ لِأَذْكُرَ ٱلْعَهْدَ ٱلدَّهْرِيَّ+ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَكُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ».+
١٧ وَقَالَ ٱللّٰهُ ثَانِيَةً لِنُوحٍ: «هٰذِهِ عَلَامَةُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي أَنَا أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ جَسَدٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ».+
١٨ وَكَانَ بَنُو نُوحٍ+ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ ٱلْفُلْكِ سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ.+ ١٩ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةُ كَانُوا بَنِي نُوحٍ، وَمِنْ هٰؤُلَاءِ ٱنْتَشَرَ كُلُّ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ.+
٢٠ وَٱبْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ مُزَارِعًا+ وَغَرَسَ كَرْمًا.+ ٢١ وَشَرِبَ مِنَ ٱلْخَمْرِ فَسَكِرَ+ وَتَكَشَّفَ دَاخِلَ خَيْمَتِهِ. ٢٢ فَأَبْصَرَ حَامٌ+ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ+ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا.+ ٢٣ فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً+ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى ٱلْوَرَاءِ. وَهٰكَذَا غَطَّيَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا، وَوَجْهَاهُمَا إِلَى ٱلْوَرَاءِ، فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا.+
٢٤ وَأَخِيرًا ٱسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ وَعَرَفَ مَا فَعَلَ بِهِ ٱبْنُهُ ٱلْأَصْغَرُ. ٢٥ فَقَالَ:
«مَلْعُونٌ كَنْعَانُ.+
لِيَكُنْ عَبْدَ ٱلْعَبِيدِ لِإِخْوَتِهِ».+
٢٧ لِيُوَسِّعِ ٱللّٰهُ لِيَافَثَ،
وَلْيَسْكُنْ فِي خِيَامِ سَامٍ.+
وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُ».
٢٨ وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.+ ٢٩ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَمَاتَ.+
١٠ وَهٰذَا تَارِيخُ بَنِي نُوحٍ،+ سَامٍ وَحَامٍ وَيَافَثَ.
بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ وُلِدَ لَهُمْ بَنُونَ.+ ٢ بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ+ وَمَاجُوجُ+ وَمَادَايُ+ وَيَاوَانُ+ وَتُوبَالُ+ وَمَاشَكُ+ وَتِيرَاسُ.+
٣ وَبَنُو جُومَرَ: أَشْكَنَازُ+ وَرِيفَاثُ+ وَتُوجَرْمَةُ.+
٤ وَبَنُو يَاوَانَ: أَلِيشَةُ+ وَتَرْشِيشُ+ وَكِتِّيمُ+ وَدُودَانِيمُ.+
٥ مِنْ هٰؤُلَاءِ تَفَرَّقَ سُكَّانُ جُزُرِ ٱلْأُمَمِ فِي أَرَاضِيهِمْ، كُلٌّ كَلِسَانِهِ، بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ، وَبِأُمَمِهِمْ.
٦ وَبَنُو حَامٍ: كُوشٌ+ وَمِصْرَايِمُ+ وَفُوطٌ+ وَكَنْعَانُ.+
٧ وَبَنُو كُوشٍ: سَبًا+ وَحَوِيلَةُ وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ+ وَسَبْتَكَا.
وَٱبْنَا رَعْمَةَ: سَبَأٌ وَدَدَانُ.+
٨ وَكُوشٌ وَلَدَ نِمْرُودَ،+ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي ٱلْأَرْضِ. ٩ وَشَهَرَ نَفْسَهُ صَيَّادًا جَبَّارًا مُقَاوِمًا لِيَهْوَهَ. لِذٰلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ صَيَّادٌ جَبَّارٌ مُقَاوِمٌ لِيَهْوَهَ».+ ١٠ وَكَانَتْ بِدَايَةُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ+ وَأَرَكَ+ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ فِي أَرْضِ شِنْعَارَ.+ ١١ وَمِنْ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ خَرَجَ إِلَى أَشُّورَ+ وَبَنَى نِينَوَى+ وَرَحُوبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ ١٢ وَرَسَنَ ٱلْوَاقِعَةَ بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ: هٰذِهِ تُؤَلِّفُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلْعَظِيمَةَ.
١٣ وَمِصْرَايِمُ+ وَلَدَ لُودِيمَ+ وَعَنَامِيمَ وَلَهَابِيمَ وَنَفْتُوحِيمَ+ ١٤ وَفَتْرُوسِيمَ+ وَكَسْلُوحِيمَ+ (ٱلَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ)+ وَكَفْتُورِيمَ.+
١٥ وَكَنْعَانُ وَلَدَ صَيْدُونَ+ بِكْرَهُ وَحِثًّا+ ١٦ وَٱلْيَبُوسِيَّ+ وَٱلْأَمُورِيَّ+ وَٱلْجِرْجَاشِيَّ ١٧ وَٱلْحِوِّيَّ+ وَٱلْعَرْقِيَّ وَٱلسِّينِيَّ ١٨ وَٱلْأَرْوَادِيَّ+ وَٱلصَّمَارِيَّ وَٱلْحَمَاتِيَّ.+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَبَدَّدَتْ عَشَائِرُ ٱلْكَنْعَانِيِّ. ١٩ وَكَانَتْ تُخُومُ ٱلْكَنْعَانِيِّ مِنْ صَيْدُونَ حَتَّى جَرَارَ،+ قُرْبَ غَزَّةَ،+ حَتَّى سَدُومَ وَعَمُورَةَ+ وَأَدْمَةَ+ وَصَبُويِيمَ،+ قُرْبَ لَاشَعَ. ٢٠ هٰؤُلَاءِ بَنُو حَامٍ بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ، كَأَلْسِنَتِهِمْ، فِي أَرَاضِيهِمْ، وَبِأُمَمِهِمْ.
٢١ وَسَامٌ، أَبُو كُلِّ بَنِي عَابِرَ،+ أَخُو يَافَثَ ٱلْأَكْبَرِ، وُلِدَتْ لَهُ أَيْضًا ذُرِّيَّةٌ. ٢٢ بَنُو سَامٍ: عِيلَامُ+ وَأَشُّورُ+ وَأَرْفَكْشَادُ+ وَلُودٌ وَأَرَامُ.
٢٣ وَبَنُو أَرَامَ: عُوصٌ وَحُولٌ وَجَاثَرُ وَمَاشٌ.+
٢٤ وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ،+ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.
٢٥ وَلِعَابِرَ وُلِدَ ٱبْنَانِ. اِسْمُ ٱلْوَاحِدِ فَالَجُ،+ لِأَنَّهُ فِي أَيَّامِهِ ٱنْقَسَمَتِ ٱلْأَرْضُ؛+ وَٱسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ.+
٢٦ وَيَقْطَانُ وَلَدَ أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ+ ٢٧ وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ+ ٢٨ وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَسَبَأً+ ٢٩ وَأُوفِيرَ+ وَحَوِيلَةَ+ وَيُوبَابَ.+ جَمِيعُ هٰؤُلَاءِ بَنُو يَقْطَانَ.
٣٠ وَٱمْتَدَّ مَسْكِنُهُمْ مِنْ مِيشَعَ حَتَّى سَفَارَ، جِبَالِ ٱلْمَشْرِقِ.
٣١ هٰؤُلَاءِ بَنُو سَامٍ بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ، كَأَلْسِنَتِهِمْ، فِي أَرَاضِيهِمْ، وَبِحَسَبِ أُمَمِهِمْ.+
٣٢ هٰؤُلَاءِ عَشَائِرُ بَنِي نُوحٍ بِحَسَبِ مَوَالِيدِهِمْ بِأُمَمِهِمْ، وَمِنْ هٰؤُلَاءِ تَفَرَّقَتِ ٱلْأُمَمُ فِي ٱلْأَرْضِ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ.+
١١ وَكَانَتِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا لُغَةً وَاحِدَةً وَكَلَامًا وَاحِدًا. ٢ وَحَدَثَ فِي ٱرْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا سَهْلًا فِي أَرْضِ شِنْعَارَ،+ فَسَكَنُوا هُنَاكَ. ٣ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا». فَكَانَ لَهُمُ ٱللِّبْنُ مَكَانَ ٱلْحَجَرِ، وَكَانَ لَهُمُ ٱلْحُمَرُ مَكَانَ ٱلْمِلَاطِ.+ ٤ وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِي لِأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ فِي ٱلسَّمَاءِ،+ وَنَصْنَعُ لِأَنْفُسِنَا ٱسْمًا شَهِيرًا،+ لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ».+
٥ فَنَزَلَ يَهْوَهُ لِيَرَى ٱلْمَدِينَةَ وَٱلْبُرْجَ ٱللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو ٱلْبَشَرِ يَبْنُونَهُمَا.+ ٦ فَقَالَ يَهْوَهُ: «هُوَذَا هُمْ شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِجَمِيعِهِمْ لُغَةٌ وَاحِدَةٌ،+ وَهٰذَا مَا ٱبْتَدَأُوا يَفْعَلُونَهُ. فَٱلْآنَ لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ يَنْوُونَ أَنْ يَفْعَلُوهُ.+ ٧ هَلُمَّ+ نَنْزِلُ وَنُبَلْبِلُ+ هُنَاكَ لُغَتَهُمْ حَتَّى لَا يَفْهَمَ بَعْضُهُمْ لُغَةَ بَعْضٍ».+ ٨ وَهٰكَذَا بَدَّدَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ،+ فَكَفُّوا عَنْ بِنَاءِ ٱلْمَدِينَةِ.+ ٩ لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهَا بَابِلَ،+ لِأَنَّ يَهْوَهَ هُنَاكَ بَلْبَلَ لُغَةَ كُلِّ ٱلْأَرْضِ، وَبَدَّدَهُمْ+ يَهْوَهُ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ.
كَانَ سَامٌ ٱبْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ+ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ. ١١ وَعَاشَ سَامٌ بَعْدَمَا وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.+
١٢ وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ شَالَحَ.+ ١٣ وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَمَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلَاثَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
١٤ وَعَاشَ شَالَحُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ عَابِرَ.+ ١٥ وَعَاشَ شَالَحُ بَعْدَمَا وَلَدَ عَابِرَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلَاثَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
١٦ وَعَاشَ عَابِرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ فَالَجَ.+ ١٧ وَعَاشَ عَابِرُ بَعْدَمَا وَلَدَ فَالَجَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
١٨ وَعَاشَ فَالَجُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ رَعُو.+ ١٩ وَعَاشَ فَالَجُ بَعْدَمَا وَلَدَ رَعُو مِئَتَيْنِ وَتِسْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
٢٠ وَعَاشَ رَعُو ٱثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ سَرُوجَ.+ ٢١ وَعَاشَ رَعُو بَعْدَمَا وَلَدَ سَرُوجَ مِئَتَيْنِ وَسَبْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
٢٢ وَعَاشَ سَرُوجُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ نَاحُورَ.+ ٢٣ وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَمَا وَلَدَ نَاحُورَ مِئَتَيْ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
٢٤ وَعَاشَ نَاحُورُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ تَارَحَ.+ ٢٥ وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَمَا وَلَدَ تَارَحَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
٢٦ وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَبْرَامَ+ وَنَاحُورَ+ وَهَارَانَ.
٢٧ وَهٰذَا تَارِيخُ تَارَحَ.
وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ، وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطًا.+ ٢٨ وَمَاتَ هَارَانُ حِينَ كَانَ مَعَ تَارَحَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ مَوْلِدِهِ، فِي أُورِ+ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ.+ ٢٩ وَٱتَّخَذَ أَبْرَامُ وَنَاحُورُ لِأَنْفُسِهِمَا زَوْجَتَيْنِ. اِسْمُ زَوْجَةِ أَبْرَامَ سَارَايُ،+ وَٱسْمُ زَوْجَةِ نَاحُورَ مِلْكَةُ+ بِنْتُ هَارَانَ، أَبِي مِلْكَةَ وَأَبِي يِسْكَةَ. ٣٠ وَكَانَتْ سَارَايُ عَاقِرًا،+ لَا وَلَدَ لَهَا.
٣١ وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ٱبْنَهُ، وَلُوطَ بْنَ هَارَانَ حَفِيدَهُ،+ وَسَارَايَ+ كَنَّتَهُ، زَوْجَةَ أَبْرَامَ ٱبْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعَهُ مِنْ أُورِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.+ فَجَاءُوا إِلَى حَارَانَ+ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. ٣٢ وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.
١٢ وَقَالَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ: «اِذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَأَهْلِكَ وَبَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ.+ ٢ وَأَنَا أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ ٱسْمَكَ؛ فَكُنْ بَرَكَةً.+ ٣ وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَأَلْعَنُ لَاعِنَكَ،+ وَتَتَبَارَكُ بِكَ جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ».+
٤ فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ يَهْوَهُ، وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً حِينَ خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.+ ٥ فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ زَوْجَتَهُ+ وَلُوطًا ٱبْنَ أَخِيهِ+ وَكُلَّ ٱلْمُقْتَنَيَاتِ ٱلَّتِي ٱقْتَنَيَاهَا+ وَٱلنُّفُوسَ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَاهَا فِي حَارَانَ، وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.+ فَجَاءُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. ٦ وَٱجْتَازَ أَبْرَامُ فِي ٱلْأَرْضِ إِلَى مَوْضِعِ شَكِيمَ،+ قُرْبَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي مُورَةَ؛+ وَكَانَ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي ٱلْأَرْضِ. ٧ فَظَهَرَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ*+ أُعْطِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ».+ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي ظَهَرَ لَهُ. ٨ ثُمَّ ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ شَرْقِيَّ بَيْتَ إِيلَ+ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ، وَغَرْبِيَّهُ بَيْتَ إِيلُ وَشَرْقِيَّهُ عَايُ.+ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِيَهْوَهَ+ وَٱبْتَدَأَ يَدْعُو بِٱسْمِ يَهْوَهَ.+ ٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلَ أَبْرَامُ ٱرْتِحَالًا مُتَوَالِيًا نَحْوَ ٱلنَّقَبِ.+
١٠ وَحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ فِي ٱلْأَرْضِ، فَنَزَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ،+ لِأَنَّ ٱلْمَجَاعَةَ كَانَتْ شَدِيدَةً فِي ٱلْأَرْضِ.+ ١١ وَحَدَثَ لَمَّا قَارَبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ زَوْجَتِهِ: «إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكِ ٱمْرَأَةٌ جَمِيلَةُ ٱلْمَنْظَرِ.+ ١٢ فَيَكُونُ أَنَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ يَرَوْنَكِ وَيَقُولُونَ: ‹هٰذِهِ زَوْجَتُهُ›. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. ١٣ فَأَرْجُو أَنْ تَقُولِي إِنَّكِ أُخْتِي،+ حَتَّى يَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي بِفَضْلِكِ».+
١٤ فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا ٱلْمَرْأَةَ أَنَّهَا جَمِيلَةٌ جِدًّا. ١٥ وَرَآهَا أَيْضًا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا عِنْدَ فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. ١٦ فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ بِسَبَبِهَا، فَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَخُدَّامٌ وَجَوَارٍ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.+ ١٧ فَضَرَبَ يَهْوَهُ فِرْعَوْنَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً+ بِسَبَبِ سَارَايَ، زَوْجَةِ أَبْرَامَ.+ ١٨ فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا زَوْجَتُكَ؟+ ١٩ لِمَاذَا قُلْتَ: ‹هِيَ أُخْتِي›،+ حَتَّى أَوْشَكْتُ أَنْ آخُذَهَا زَوْجَةً لِي؟ وَٱلْآنَ هَا هِيَ زَوْجَتُكَ. خُذْهَا وَٱذْهَبْ!». ٢٠ وَأَوْصَى بِهِ فِرْعَوْنُ رِجَالًا، فَشَيَّعُوهُ وَزَوْجَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.+
١٣ فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ، هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَلُوطٌ مَعَهُ، إِلَى ٱلنَّقَبِ.+ ٢ وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا بِٱلْقُطْعَانِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ.+ ٣ وَسَارَ فِي ٱرْتِحَالٍ مُتَوَالٍ مِنَ ٱلنَّقَبِ إِلَى بَيْتَ إِيلَ، إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي كَانَتْ فِيهِ خَيْمَتُهُ أَوَّلًا، بَيْنَ بَيْتَ إِيلَ وَعَايَ،+ ٤ إِلَى مَكَانِ ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ هُنَاكَ أَوَّلًا.+ وَدَعَا أَبْرَامُ هُنَاكَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ.+
٥ وَكَانَ أَيْضًا لِلُوطٍ ٱلَّذِي رَافَقَ أَبْرَامَ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ. ٦ فَضَاقَتِ ٱلْأَرْضُ بِسُكْنَاهُمَا مَعًا، إِذْ كَانَتْ أَمْلَاكُهُمَا كَثِيرَةً وَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا.+ ٧ فَحَدَثَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ رُعْيَانِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعْيَانِ مَوَاشِي لُوطٍ. وَكَانَ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ وَٱلْفِرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي ٱلْأَرْضِ.+ ٨ فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ:+ «لَا تَكُنْ خُصُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعْيَانِي وَرُعْيَانِكَ، لِأَنَّنَا نَحْنُ رَجُلَانِ أَخَوَانِ.+ ٩ أَلَيْسَتِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا بَيْنَ يَدَيْكَ؟ مِنْ فَضْلِكَ، ٱنْفَصِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَسَارِ، أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَمِينِ؛ وَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَمِينِ، أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَسَارِ».+ ١٠ فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ ٱلْأُرْدُنِّ+ أَنَّ جَمِيعَهَا مِنْطَقَةٌ رَيَّا، قَبْلَمَا أَهْلَكَ يَهْوَهُ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ يَهْوَهَ،+ كَأَرْضِ مِصْرَ، حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى صُوغَرَ.+ ١١ فَٱخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ ٱلْأُرْدُنِّ، وَٱرْتَحَلَ لُوطٌ إِلَى ٱلشَّرْقِ. فَٱنْفَصَلَ ٱلْوَاحِدُ عَنِ ٱلْآخَرِ. ١٢ سَكَنَ أَبْرَامُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَسَكَنَ لُوطٌ فِي مُدُنِ ٱلدَّائِرَةِ.+ وَأَخِيرًا، نَصَبَ خِيَامَهُ قُرْبَ سَدُومَ. ١٣ وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً أَمَامَ يَهْوَهَ جِدًّا.+
١٤ وَقَالَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ بَعْدَ ٱنْفِصَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «اِرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ مِنَ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي أَنْتَ فِيهِ، شَمَالًا وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا،+ ١٥ لِأَنَّ كُلَّ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي تَرَاهَا، لَكَ وَلِنَسْلِكَ* أُعْطِيهَا إِلَى ٱلدَّهْرِ.+ ١٦ وَسَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ ٱلْأَرْضِ، حَتَّى إِذَا ٱسْتَطَاعَ إِنْسَانٌ أَنْ يُحْصِيَ تُرَابَ ٱلْأَرْضِ، فَنَسْلُكَ أَيْضًا يُحْصَى.+ ١٧ قُمْ وَطُفْ فِي ٱلْأَرْضِ طُولِهَا وَعَرْضِهَا، لِأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا».+ ١٨ وَهٰكَذَا عَاشَ أَبْرَامُ فِي خِيَامٍ. ثُمَّ أَتَى وَسَكَنَ بَيْنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي مَمْرَا،+ ٱلَّتِي فِي حَبْرُونَ،+ وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِيَهْوَهَ.+
١٤ وَكَانَ فِي أَيَّامِ أَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ،+ وَأَرْيُوخَ مَلِكِ أَلَّاسَارَ، وَكَدَرْلَعَوْمَرَ+ مَلِكِ عِيلَامَ،+ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ،+ ٢ أَنَّ هٰؤُلَاءِ صَنَعُوا حَرْبًا مَعَ بَارَعَ مَلِكِ سَدُومَ،+ وَبِرْشَاعَ مَلِكِ عَمُورَةَ،+ وَشِنْآبَ مَلِكِ أَدْمَةَ،+ وَشِمْئِيبَرَ مَلِكِ صَبُويِيمَ،+ وَمَلِكِ بَالَعَ (أَيْ صُوغَرَ).+ ٣ كُلُّ هٰؤُلَاءِ زَحَفُوا مُتَحَالِفِينَ+ إِلَى مُنْخَفَضِ وَادِي سِدِّيمَ،+ أَيْ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ.+
٤ اِثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً خَدَمُوا كَدَرْلَعَوْمَرَ، وَٱلسَّنَةَ ٱلثَّالِثَةَ عَشْرَةَ تَمَرَّدُوا. ٥ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَةَ أَتَى كَدَرْلَعَوْمَرُ وَٱلْمُلُوكُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَهَزَمُوا ٱلرَّفَائِيِّينَ فِي عَشْتَارُوتَ قَرْنَايِمَ،+ وَٱلزُّوزِيِّينَ فِي هَامَ، وَٱلْإِيمِيِّينَ+ فِي شَوَى قِرْيَتَايِمَ، ٦ وَٱلْحُورِيِّينَ+ فِي جَبَلِهِمْ سَعِيرَ،+ حَتَّى إِيلَ فَارَانَ،+ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٧ ثُمَّ رَجَعُوا وَجَاءُوا إِلَى عَيْنَ مِشْفَاطَ، أَيْ قَادِشَ،+ وَهَزَمُوا كُلَّ أَرْضِ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ+ وَأَيْضًا ٱلْأَمُورِيِّينَ+ ٱلسَّاكِنِينَ فِي حَصُّونَ ثَامَارَ.+
٨ فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ وَمَلِكُ عَمُورَةَ وَمَلِكُ أَدْمَةَ وَمَلِكُ صَبُويِيمَ وَمَلِكُ بَالَعَ (أَيْ صُوغَرَ)، وَٱصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ عَلَيْهِمْ فِي مُنْخَفَضِ وَادِي سِدِّيمَ،+ ٩ عَلَى كَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلَامَ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ وَأَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ وَأَرْيُوخَ مَلِكِ أَلَّاسَارَ:+ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ عَلَى خَمْسَةٍ. ١٠ وَمُنْخَفَضُ وَادِي سِدِّيمَ+ كَانَ كُلُّهُ حُفَرًا مِنَ ٱلْحُمَرِ،+ فَهَرَبَ مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ+ فَسَقَطَا فِيهَا، وَٱلْبَاقُونَ هَرَبُوا إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْجَبَلِيَّةِ.+ ١١ فَأَخَذَ ٱلْمُنْتَصِرُونَ كُلَّ أَمْلَاكِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَكُلَّ أَطْعِمَتِهِمْ وَمَضَوْا.+ ١٢ وَأَخَذُوا أَيْضًا لُوطًا ٱبْنَ أَخِي أَبْرَامَ وَأَمْلَاكَهُ وَتَابَعُوا طَرِيقَهُمْ. وَكَانَ هُوَ سَاكِنًا فِي سَدُومَ.+
١٣ فَجَاءَ مَنْ نَجَا وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ ٱلْعِبْرَانِيَّ.+ وَكَانَ سَاكِنًا بَيْنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ لِمَمْرَا ٱلْأَمُورِيِّ،+ أَخِي أَشْكُولَ وَأَخِي عَانِيرَ،+ وَكَانُوا حُلَفَاءَ أَبْرَامَ. ١٤ وَهٰكَذَا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ أَخَاهُ قَدْ أُسِرَ.+ فَحَشَدَ رِجَالَهُ ٱلْمُدَرَّبِينَ،+ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَبْدًا مَوْلُودًا فِي بَيْتِهِ،+ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى دَانَ.+ ١٥ وَفِي ٱللَّيْلِ تَفَرَّقَ عَلَيْهِمْ+ هُوَ وَعَبِيدُهُ، فَهَزَمَهُمْ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى حُوبَةَ، شَمَالِيَّ دِمَشْقَ. ١٦ وَٱسْتَرْجَعَ كُلَّ ٱلْأَمْلَاكِ،+ وَٱسْتَرْجَعَ لُوطًا أَخَاهُ أَيْضًا وَأَمْلَاكَهُ، وَٱلنِّسَاءَ أَيْضًا وَٱلشَّعْبَ.+
١٧ فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لِمُلَاقَاتِهِ، بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ هَزِيمَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَٱلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ، إِلَى مُنْخَفَضِ وَادِي شَوًى، أَيْ وَادِي ٱلْمَلِكِ.+ ١٨ وَمَلْكِي صَادِقُ+ مَلِكُ شَلِيمَ+ أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا،+ وَكَانَ كَاهِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ.+ ١٩ وَبَارَكَهُ وَقَالَ:
«مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ،+
خَالِقِ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ.+
٢٠ وَمُبَارَكٌ ٱللّٰهُ ٱلْعَلِيُّ،+
ٱلَّذِي سَلَّمَ ظَالِمِيكَ إِلَى يَدِكَ!».+
فَأَعْطَاهُ أَبْرَامُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.+
٢١ وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لِأَبْرَامَ: «أَعْطِنِي ٱلنُّفُوسَ،+ وَأَمَّا ٱلْأَمْلَاكُ فَخُذْهَا لِنَفْسِكَ». ٢٢ فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: «إِنِّي رَافِعٌ يَدِي بِقَسَمٍ+ إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ، خَالِقِ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ، ٢٣ لَا آخُذَنَّ لَا خَيْطًا وَلَا سَيْرَ نَعْلٍ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ،+ لِئَلَّا تَقُولَ: ‹أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ›. ٢٤ لَا شَيْءَ لِي!+ فَقَطْ مَا أَكَلَهُ ٱلْفِتْيَانُ، وَأَمَّا نَصِيبُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي، عَانِيرَ وَأَشْكُولَ وَمَمْرَا،+ فَإِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ نَصِيبَهُمْ».+
١٥ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ صَارَ كَلَامُ يَهْوَهَ إِلَى أَبْرَامَ فِي رُؤْيَا،+ قَائِلًا: «لَا تَخَفْ+ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ.+ وَأَجْرُكَ عَظِيمٌ جِدًّا».+ ٢ فَقَالَ أَبْرَامُ: «أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ، مَاذَا تُعْطِينِي وَأَنَا مَاضٍ مِنْ غَيْرِ بَنِينَ، وَمَالِكُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ ٱلدِّمَشْقِيُّ؟».+ ٣ وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضًا: «هَا إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلًا،+ وَهَا هُوَ خَادِمُ بَيْتِي يَرِثُنِي». ٤ فَإِذَا كَلَامُ يَهْوَهَ إِلَيْهِ قَائِلًا: «لَا يَرِثُكَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ، بَلِ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ هُوَ يَرِثُكَ».+
٥ وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ: «مِنْ فَضْلِكَ، ٱرْفَعْ نَظَرَكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَأَحْصِ ٱلنُّجُومَ إِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْصِيَهَا».+ وَقَالَ لَهُ: «هٰكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ».*+ ٦ فَآمَنَ بِيَهْوَهَ،+ فَحَسِبَ لَهُ ذٰلِكَ بِرًّا.+ ٧ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا يَهْوَهُ ٱلَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ لِتَمْتَلِكَهَا».+ ٨ فَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ، بِمَاذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْتَلِكُهَا؟».+ ٩ فَقَالَ لَهُ: «خُذْ لِي عِجْلَةً عُمْرُهَا ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ وَعَنْزَةً عُمْرُهَا ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ وَكَبْشًا عُمْرُهُ ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ وَتِرْغَلَّةً وَفَرْخَ يَمَامٍ».+ ١٠ فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ هٰذِهِ كُلَّهَا وَشَطَرَهَا ٱثْنَيْنِ وَجَعَلَ كُلَّ شَطْرٍ مُقَابِلَ ٱلْآخَرِ، وَأَمَّا ٱلطَّائِرَانِ فَلَمْ يَشْطُرْهُمَا.+ ١١ وَنَزَلَتِ ٱلْجَوَارِحُ عَلَى ٱلْجُثَثِ،+ فَأَخَذَ أَبْرَامُ يُبْعِدُهَا.
١٢ ثُمَّ مَالَتِ ٱلشَّمْسُ إِلَى ٱلْغُرُوبِ، وَوَقَعَ أَبْرَامُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ،+ فَإِذَا ظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ مُفْزِعَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ. ١٣ فَقَالَ لِأَبْرَامَ: «اِعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُ،+ وَيَخْدُمُهُمْ، وَهُمْ يُضَايِقُونَهُ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ.+ ١٤ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأُمَّةَ ٱلَّتِي يَخْدُمُهَا أَنَا أَدِينُهَا،+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَخْرُجُ بِأَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.+ ١٥ أَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلَامٍ، وَتُدْفَنُ بِشَيْخُوخَةٍ صَالِحَةٍ.+ ١٦ وَفِي ٱلْجِيلِ ٱلرَّابِعِ يَرْجِعُ نَسْلُكَ إِلَى هُنَا،+ لِأَنَّ ذَنْبَ ٱلْأَمُورِيِّينَ لَمْ يَكْمُلْ بَعْدُ».+
١٧ وَعِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ صَارَ ظَلَامٌ كَثِيفٌ، فَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِشْعَلُ نَارٍ عَابِرٌ بَيْنَ تِلْكَ ٱلْقِطَعِ.+ ١٨ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ قَطَعَ يَهْوَهُ مَعَ أَبْرَامَ عَهْدًا،+ قَائِلًا: «لِنَسْلِكَ* أُعْطِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ،+ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى ٱلنَّهْرِ ٱلْكَبِيرِ، نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ:+ ١٩ اَلْقَيْنِيِّينَ+ وَٱلْقِنِزِّيِّينَ وَٱلْقَدْمُونِيِّينَ ٢٠ وَٱلْحِثِّيِّينَ+ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ+ وَٱلرَّفَائِيِّينَ+ ٢١ وَٱلْأَمُورِيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْجِرْجَاشِيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ».+
١٦ وَأَمَّا سَارَايُ، زَوْجَةُ أَبْرَامَ، فَلَمْ تَلِدْ لَهُ.+ وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ ٱسْمُهَا هَاجَرُ.+ ٢ فَقَالَتْ سَارَايُ لِأَبْرَامَ: «هُوَذَا يَهْوَهُ قَدْ حَبَسَنِي عَنِ ٱلْوِلَادَةِ.+ أَرْجُوكَ ٱدْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي، لَعَلَّهُ يَكُونُ لِي مِنْهَا بَنُونَ».+ فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ.+ ٣ فَأَخَذَتْ سَارَايُ، زَوْجَةُ أَبْرَامَ، هَاجَرَ جَارِيَتَهَا ٱلْمِصْرِيَّةَ، بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ مِنْ سَكَنِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَعْطَتْهَا لِأَبْرَامَ زَوْجِهَا لِتَكُونَ لَهُ زَوْجَةً.+ ٤ فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ، فَحَمَلَتْ. وَلَمَّا عَلِمَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ، هَانَتْ سَيِّدَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا.+
٥ فَقَالَتْ سَارَايُ لِأَبْرَامَ: «أَذِيَّتِي عَلَيْكَ. أَنَا سَلَّمْتُ جَارِيَتِي إِلَى حِضْنِكَ، فَعَلِمَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ وَهُنْتُ فِي عَيْنَيْهَا. لِيَقْضِ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ».+ ٦ فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ:+ «هُوَذَا جَارِيَتُكِ تَحْتَ تَصَرُّفِكِ. اِفْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ».+ فَٱبْتَدَأَتْ سَارَايُ تُذِلُّهَا حَتَّى هَرَبَتْ مِنْهَا.+
٧ فَوَجَدَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ+ عِنْدَ نَبْعِ مَاءٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، عِنْدَ ٱلنَّبْعِ ٱلَّذِي فِي طَرِيقِ شُورَ.+ ٨ وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، مِنْ أَيْنَ جِئْتِ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟». فَقَالَتْ: «إِنَّنِي هَارِبَةٌ مِنْ سَارَايَ سَيِّدَتِي». ٩ فَقَالَ لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ: «اِرْجِعِي إِلَى سَيِّدَتِكِ وَتَذَلَّلِي تَحْتَ يَدِهَا».+ ١٠ ثُمَّ قَالَ لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ: «أُكَثِّرُ نَسْلَكِ تَكْثِيرًا+ فَلَا يُعَدُّ مِنَ ٱلْكَثْرَةِ».+ ١١ وَقَالَ لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ: «هَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ٱبْنًا وَتَدْعِينَ ٱسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ،+ لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ سَمِعَ لِمَشَقَّتِكِ.+ ١٢ وَإِنَّهُ يَكُونُ حِمَارًا وَحْشِيًّا بَشَرِيًّا. يَدُهُ تَكُونُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ،+ وَفِي وَجْهِ كُلِّ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».+
١٣ فَدَعَتِ ٱسْمَ يَهْوَهَ ٱلَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعَهَا: «أَنْتَ إِلٰهٌ يَرَى»،+ لِأَنَّهَا قَالَتْ: «أَحَقًّا رَأَيْتُ هُنَا ٱلَّذِي يَرَانِي؟». ١٤ لِذٰلِكَ دُعِيَتِ ٱلْبِئْرُ بِئْرَ لَحَيْ رُئِي.+ وَهَا هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ. ١٥ ثُمَّ وَلَدَتْ هَاجَرُ لِأَبْرَامَ ٱبْنًا، وَدَعَا أَبْرَامُ ٱسْمَ ٱبْنِهِ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ.+ ١٦ وَكَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً حِينَ وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لِأَبْرَامَ.
١٧ وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، ظَهَرَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ:+ «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.+ سِرْ أَمَامِي وَكُنْ بِلَا عَيْبٍ،+ ٢ فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ+ لِأُكَثِّرَكَ كَثِيرًا جِدًّا».+
٣ فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ،+ وَتَكَلَّمَ ٱللّٰهُ مَعَهُ قَائِلًا: ٤ «أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ،+ وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ.+ ٥ وَلَا يُدْعَى ٱسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ، بَلْ يَكُونُ ٱسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لِأَنِّي أُصَيِّرُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ. ٦ وَأَجْعَلُكَ مُثْمِرًا جِدًّا وَأُصَيِّرُكَ أُمَمًا، وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ.+
٧ «وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ+ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا دَهْرِيًّا،+ لِأَكُونَ إِلٰهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ.+ ٨ وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ،+ كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ، مِلْكًا دَهْرِيًّا، وَأَكُونُ إِلٰهًا لَهُمْ».+
٩ وَقَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ.+ ١٠ هٰذَا هُوَ عَهْدِي ٱلَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ:+ يُخْتَنُ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ.+ ١١ فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُلْفَتِكُمْ، وَيَكُونُ ذٰلِكَ عَلَامَةَ ٱلْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.+ ١٢ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ يُخْتَنُ ٱبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ+ فِي أَجْيَالِكُمُ، ٱلْمَوْلُودُ فِي ٱلْبَيْتِ وَٱلْمُشْتَرَى بِٱلْمَالِ مِنْ كُلِّ ٱبْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. ١٣ يُخْتَنُ خِتَانًا ٱلْمَوْلُودُ فِي بَيْتِكَ وَٱلْمُشْتَرَى بِمَالِكَ،+ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا دَهْرِيًّا.+ ١٤ وَٱلذَّكَرُ ٱلْأَغْلَفُ ٱلَّذِي لَا يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُلْفَتِهِ، فَإِنَّ تِلْكَ ٱلنَّفْسَ تُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهَا.+ فَقَدْ نَقَضَ عَهْدِي».
١٥ وَقَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا سَارَايُ زَوْجَتُكَ، فَلَا تَدْعُ ٱسْمَهَا سَارَايَ، لِأَنَّ ٱسْمَهَا يَكُونُ سَارَةَ.+ ١٦ وَإِنِّي أُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضًا مِنْهَا ٱبْنًا،+ وَأُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَمًا،+ وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ».+ ١٧ فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ:+ «هَلْ يُولَدُ لِٱبْنِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدٌ، وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».+
١٨ ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلّٰهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!».+ ١٩ فَقَالَ ٱللّٰهُ: «بَلْ سَارَةُ زَوْجَتُكَ تَلِدُ لَكَ ٱبْنًا، وَتَدْعُو ٱسْمَهُ إِسْحَاقَ.+ وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا دَهْرِيًّا لِنَسْلِهِ* مِنْ بَعْدِهِ.+ ٢٠ وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. فَهَا إِنِّي أُبَارِكُهُ وَأَجْعَلُهُ مُثْمِرًا وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا.+ وَيَلِدُ ٱثْنَيْ عَشَرَ زَعِيمًا، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً.+ ٢١ غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ+ ٱلَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ».+
٢٢ فَلَمَّا ٱنْتَهَى ٱللّٰهُ مِنَ ٱلْكَلَامِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، ٱرْتَفَعَ عَنْهُ.+ ٢٣ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ٱبْنَهُ وَكُلَّ ٱلْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَكُلَّ ٱلْمُشْتَرَيْنَ بِمَالِهِ، كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ، وَخَتَنَ لَحْمَ غُلْفَتِهِمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، كَمَا كَلَّمَهُ ٱللّٰهُ.+ ٢٤ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُلْفَتِهِ.+ ٢٥ وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ٱبْنُهُ ٱبْنَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُلْفَتِهِ.+ ٢٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ٱبْنُهُ.+ ٢٧ وَكُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ، ٱلْمَوْلُودِينَ فِي ٱلْبَيْتِ وَٱلْمُشْتَرَيْنَ بِٱلْمَالِ مِنِ ٱبْنِ ٱلْغَرِيبِ، خُتِنُوا مَعَهُ.+
١٨ وَظَهَرَ يَهْوَهُ+ لَهُ بَيْنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي مَمْرَا،+ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ ٱلنَّهَارِ.+ ٢ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ+ وَنَظَرَ، فَإِذَا ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ عَلَى مَسَافَةٍ مِنْهُ. فَلَمَّا أَبْصَرَهُمْ رَكَضَ لِلِقَائِهِمْ مِنْ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ.+ ٣ وَقَالَ: «يَا يَهْوَهُ، إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ، فَمِنْ فَضْلِكَ، لَا تَعْبُرْ عَنْ خَادِمِكَ.+ ٤ بَلْ لِيُؤْخَذْ قَلِيلٌ مِنَ ٱلْمَاءِ، وَٱغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ.+ ثُمَّ ٱتَّكِئُوا تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ.+ ٥ وَآخُذُ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ.+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَجْتَازُونَ، لِأَنَّكُمْ لِهٰذَا مَرَرْتُمْ بِخَادِمِكُمْ». فَقَالُوا: «حَسَنًا، ٱفْعَلْ كَمَا قُلْتَ».
٦ فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى ٱلْخَيْمَةِ إِلَى سَارَةَ وَقَالَ: «أَسْرِعِي بِثَلَاثَةِ أَصْوَاعٍ مِنَ ٱلدَّقِيقِ ٱلْفَاخِرِ، وَٱعْجِنِي وَٱصْنَعِي كَعْكًا».+ ٧ ثُمَّ رَكَضَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى ٱلْبَقَرِ وَأَخَذَ عِجْلًا رَخْصًا وَجَيِّدًا وَأَعْطَاهُ لِلْغُلَامِ، فَأَسْرَعَ فِي إِعْدَادِهِ.+ ٨ ثُمَّ أَخَذَ زُبْدًا وَحَلِيبًا وَٱلْعِجْلَ ٱلَّذِي أَعَدَّهُ وَجَعَلَ ذٰلِكَ أَمَامَهُمْ.+ وَبَقِيَ هُوَ وَاقِفًا بِٱلْقُرْبِ مِنْهُمْ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ.+
٩ وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ سَارَةُ زَوْجَتُكَ؟».+ فَقَالَ: «هَا هِيَ فِي ٱلْخَيْمَةِ!».+ ١٠ فَقَالَ: «سَأَرْجِعُ إِلَيْكَ فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلْقَادِمَةِ، وَهَا إِنَّهُ يَكُونُ لِسَارَةَ زَوْجَتِكَ ٱبْنٌ».+ وَكَانَتْ سَارَةُ تَسْمَعُ عِنْدَ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ، ٱلَّتِي وَرَاءَ ٱلرَّجُلِ. ١١ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي ٱلْأَيَّامِ.+ وَقَدِ ٱنْقَطَعَ عَنْ سَارَةَ طَمْثُهَا.+ ١٢ فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا،+ قَائِلَةً: «أَبَعْدَمَا فَنِيتُ يَكُونُ لِي سُرُورٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟».+ ١٣ فَقَالَ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ، قَائِلَةً: ‹أَحَقًّا أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ›؟+ ١٤ هَلْ يَسْتَحِيلُ شَيْءٌ عَلَى يَهْوَهَ؟+ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ أَرْجِعُ إِلَيْكَ، فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلْقَادِمَةِ، وَيَكُونُ لِسَارَةَ ٱبْنٌ». ١٥ فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: «لَمْ أَضْحَكْ!». لِأَنَّهَا خَافَتْ. فَقَالَ: «لَا! بَلْ ضَحِكْتِ».+
١٦ ثُمَّ قَامَ ٱلرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ،+ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مَاشِيًا مَعَهُمْ لِيُشَيِّعَهُمْ.+ ١٧ فَقَالَ يَهْوَهُ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ،+ ١٨ وَإِبْرَاهِيمُ سَيَصِيرُ أُمَّةً عَظِيمَةً وَقَوِيَّةً، وَتَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ؟+ ١٩ لِأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ يَهْوَهَ لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا؛+ لِكَيْ يَأْتِيَ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ».+
٢٠ وَقَالَ يَهْوَهُ: «إِنَّ صُرَاخَ ٱلتَّشَكِّي عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ+ قَدِ ٱشْتَدَّ، وَخَطِيَّتَهُمْ قَدْ ثَقُلَتْ جِدًّا.+ ٢١ فَإِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أَنْزِلَ لِأَرَى هَلْ يَعْمَلُونَ بِٱلتَّمَامِ بِحَسَبِ مَا يَأْتِي إِلَيَّ مِنْ صُرَاخٍ عَلَيْهَا، وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».+
٢٢ وَٱنْصَرَفَ ٱلرَّجُلَانِ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبَا إِلَى سَدُومَ، وَأَمَّا يَهْوَهُ+ فَكَانَ لَا يَزَالُ وَاقِفًا أَمَامَ إِبْرَاهِيمَ.+ ٢٣ فَٱقْتَرَبَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَحَقًّا تُهْلِكُ ٱلْبَارَّ مَعَ ٱلشِّرِّيرِ؟+ ٢٤ إِذَا وُجِدَ خَمْسُونَ بَارًّا فِي ٱلْمَدِينَةِ، أَفَتُهْلِكُهُمْ وَلَا تَعْفُو عَنِ ٱلْمَكَانِ مِنْ أَجْلِ ٱلْخَمْسِينَ بَارًّا ٱلَّذِينَ فِيهِ؟+ ٢٥ حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ هٰكَذَا، أَنْ تُمِيتَ ٱلْبَارَّ مَعَ ٱلشِّرِّيرِ، فَيَكُونُ ٱلْبَارُّ كَٱلشِّرِّيرِ!+ حَاشَا لَكَ!+ أَدَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ لَا يَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ؟».+ ٢٦ فَقَالَ يَهْوَهُ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارًّا فِي ٱلْمَدِينَةِ، فَإِنِّي أَعْفُو عَنِ ٱلْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ».+ ٢٧ فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «هَا أَنَا قَدْ تَجَاسَرْتُ وَتَكَلَّمْتُ مَعَ يَهْوَهَ، وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ.+ ٢٨ إِذَا نَقَصَ ٱلْخَمْسُونَ بَارًّا خَمْسَةً، أَفَتُهْلِكُ كُلَّ ٱلْمَدِينَةِ بِسَبَبِ ٱلْخَمْسَةِ؟». فَقَالَ: «لَا أُهْلِكُهَا إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ».+
٢٩ فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضًا وَقَالَ: «إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ؟». فَقَالَ: «لَا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ ٱلْأَرْبَعِينَ». ٣٠ فَقَالَ: «لَا يَحْتَدِمْ غَضَبُ يَهْوَهَ+ فَأَتَكَلَّمَ:+ إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ ثَلَاثُونَ؟». فَقَالَ: «لَا أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلَاثِينَ». ٣١ فَقَالَ: «هَا أَنَا قَدْ تَجَاسَرْتُ وَتَكَلَّمْتُ مَعَ يَهْوَهَ:+ إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ؟». فَقَالَ: «لَا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ ٱلْعِشْرِينَ».+ ٣٢ وَأَخِيرًا قَالَ: «لَا يَحْتَدِمْ غَضَبُ يَهْوَهَ+ فَأَتَكَلَّمَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ فَقَطْ:+ إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ؟». فَقَالَ: «لَا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ ٱلْعَشَرَةِ».+ ٣٣ ثُمَّ ذَهَبَ يَهْوَهُ+ عِنْدَمَا ٱنْتَهَى مِنَ ٱلْكَلَامِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ.
١٩ فَجَاءَ ٱلْمَلَاكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ.+ فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا لُوطٌ، قَامَ لِلِقَائِهِمَا وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.+ ٢ وَقَالَ: «أَرْجُوكُمَا يَا سَيِّدَيَّ، مِيلَا إِلَى بَيْتِ خَادِمِكُمَا وَبِيتَا وَٱغْسِلَا أَرْجُلَكُمَا.+ ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَمْضِيَانِ فِي طَرِيقِكُمَا».+ فَقَالَا: «لَا، بَلْ فِي ٱلسَّاحَةِ نَبِيتُ».+ ٣ وَلٰكِنَّهُ أَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا،+ فَمَالَا إِلَيْهِ وَدَخَلَا بَيْتَهُ. فَصَنَعَ لَهُمَا وَلِيمَةً،+ وَخَبَزَ فَطِيرًا،+ فَأَكَلَا.
٤ وَقَبْلَ أَنْ يَضْطَجِعَا، أَحَاطَ بِٱلْبَيْتِ+ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ، أَهْلُ سَدُومَ، مِنَ ٱلصَّبِيِّ إِلَى ٱلشَّيْخِ، كُلُّ ٱلشَّعْبِ مُجْتَمِعِينَ.+ ٥ وَأَخَذُوا يُنَادُونَ لُوطًا وَيَقُولُونَ لَهُ: «أَيْنَ ٱلرَّجُلَانِ ٱللَّذَانِ دَخَلَا إِلَيْكَ ٱللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِكَيْ نَضْطَجِعَ مَعَهُمَا».+
٦ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى ٱلْمَدْخَلِ وَأَغْلَقَ ٱلْبَابَ وَرَاءَهُ. ٧ وَقَالَ: «أَسْأَلُكُمْ أَلَّا تَفْعَلُوا شَرًّا، يَا إِخْوَتِي.+ ٨ هُوَذَا لِي ٱبْنَتَانِ لَمْ تَضْطَجِعَا مَعَ رَجُلٍ.+ أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ، فَٱفْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ.+ أَمَّا هٰذَانِ ٱلرَّجُلَانِ فَلَا تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا،+ لِأَنَّهُمَا لِهٰذَا دَخَلَا تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي».+ ٩ فَقَالُوا: «اُبْعُدْ إِلَى هُنَاكَ!». ثُمَّ قَالُوا: «جَاءَ هٰذَا ٱلْمُعْتَزِلُ إِلَى هُنَا لِيَتَغَرَّبَ،+ وَمَعَ ذٰلِكَ فَهُوَ يَقْضِي قَضَاءً.+ اَلْآنَ نَفْعَلُ بِكَ أَسْوَأَ مِمَّا نَفْعَلُ بِهِمَا». وَٱزْدَحَمُوا جِدًّا عَلَى ٱلرَّجُلِ+ لُوطٍ، وَتَقَدَّمُوا لِيَكْسِرُوا ٱلْبَابَ.+ ١٠ فَمَدَّ ٱلرَّجُلَانِ أَيْدِيَهُمَا وَأَدْخَلَا لُوطًا إِلَيْهِمَا، إِلَى ٱلْبَيْتِ، وَأَغْلَقَا ٱلْبَابَ. ١١ وَضَرَبَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَيْتِ بِٱلْعَمَى،+ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ،+ فَأَعْيَوْا عَنْ أَنْ يَجِدُوا ٱلْمَدْخَلَ.+
١٢ وَقَالَ ٱلرَّجُلَانِ لِلُوطٍ: «أَلَكَ أَحَدٌ أَيْضًا هٰهُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَجَمِيعَ مَنْ لَكَ فِي ٱلْمَدِينَةِ، أَخْرِجْ مِنَ ٱلْمَكَانِ!+ ١٣ فَإِنَّنَا مُهْلِكَانِ هٰذَا ٱلْمَكَانَ، لِأَنَّهُ قَدِ ٱشْتَدَّ ٱلصُّرَاخُ عَلَيْهِمْ أَمَامَ يَهْوَهَ،+ فَأَرْسَلَنَا يَهْوَهُ لِنُهْلِكَ ٱلْمَدِينَةَ».+ ١٤ فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ صِهْرَيْهِ ٱللَّذَيْنِ سَيَأْخُذَانِ بِنْتَيْهِ وَقَالَ: «قُومَا ٱخْرُجَا مِنْ هٰذَا ٱلْمَكَانِ، لِأَنَّ يَهْوَهَ مُهْلِكٌ ٱلْمَدِينَةَ!».+ لٰكِنَّهُ بَدَا كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ صِهْرَيْهِ.+
١٥ وَلَمَّا طَلَعَ ٱلْفَجْرُ، أَلَحَّ ٱلْمَلَاكَانِ عَلَى لُوطٍ، قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذْ زَوْجَتَكَ وَٱبْنَتَيْكَ ٱلْمَوْجُودَتَيْنِ هُنَا،+ لِئَلَّا تَهْلِكَ بِذَنْبِ ٱلْمَدِينَةِ!».+ ١٦ وَلَمَّا تَوَانَى،+ أَمْسَكَ ٱلرَّجُلَانِ بِيَدِهِ وَبِيَدِ زَوْجَتِهِ وَبِيَدِ ٱبْنَتَيْهِ، لِرَأْفَةِ يَهْوَهَ بِهِ،+ وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ.+ ١٧ وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى ٱلضَّوَاحِي أَنَّهُ قَالَ: «اُهْرُبْ لِنَفْسِكَ!+ لَا تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ+ وَلَا تَقِفْ فِي كُلِّ ٱلدَّائِرَةِ!+ اُهْرُبْ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ لِئَلَّا تَهْلِكَ!».+
١٨ فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ: «لَا، أَرْجُوكَ، يَا يَهْوَهُ! ١٩ هَا إِنَّ خَادِمَكَ قَدْ نَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ+ حَتَّى إِنَّكَ تُعَظِّمُ لُطْفَكَ ٱلْحُبِّيَّ+ ٱلَّذِي صَنَعْتَهُ إِلَيَّ لِٱسْتِحْيَاءِ نَفْسِي،+ وَأَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ لَعَلَّ ٱلْبَلِيَّةَ تُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ.+ ٢٠ هَا إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ.+ دَعْنِي، مِنْ فَضْلِكَ، أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ — أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟ — فَتَحْيَا نَفْسِي».+ ٢١ فَقَالَ لَهُ: «هَا أَنَا أُكْرِمُكَ هٰكَذَا أَيْضًا،+ بِأَلَّا أَقْلِبَ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا.+ ٢٢ أَسْرِعْ وَٱهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ، لِأَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا حَتَّى تَصِلَ إِلَى هُنَاكَ!».+ لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ صُوغَرَ.+
٢٣ وَكَانَتِ ٱلشَّمْسُ قَدْ أَشْرَقَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ حِينَ وَصَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ.+ ٢٤ فَأَمْطَرَ يَهْوَهُ كِبْرِيتًا وَنَارًا عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ، مِنَ ٱلسَّمَاءِ.+ ٢٥ وَقَلَبَ تِلْكَ ٱلْمُدُنَ، بَلْ كُلَّ ٱلدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ ٱلْمُدُنِ وَنَبَاتِ ٱلْأَرْضِ.+ ٢٦ وَنَظَرَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ.+
٢٧ وَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ يَهْوَهَ.+ ٢٨ وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَنَحْوَ كُلِّ أَرْضِ ٱلدَّائِرَةِ وَنَظَرَ، فَإِذَا دُخَانٌ كَثِيفٌ صَاعِدٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ كَدُخَانِ ٱلْأَتُونِ!+ ٢٩ وَحَدَثَ لَمَّا أَهْلَكَ ٱللّٰهُ مُدُنَ ٱلدَّائِرَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ، إِذِ ٱنْتَشَلَ لُوطًا مِنْ وَسَطِ ٱلِٱنْقِلَابِ حِينَ قَلَبَ ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي كَانَ لُوطٌ سَاكِنًا فِيهَا.+
٣٠ ثُمَّ صَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ، وَٱبْنَتَاهُ مَعَهُ،+ لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ.+ فَسَكَنَ فِي مَغَارَةٍ هُوَ وَٱبْنَتَاهُ. ٣١ فَقَالَتِ ٱلْبِكْرُ لِلصُّغْرَى: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ رَجُلٌ فِي ٱلْأَرْضِ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا.+ ٣٢ هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا+ وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ وَنُقِيمُ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا».+
٣٣ فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ،+ ثُمَّ دَخَلَتِ ٱلْبِكْرُ وَٱضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ بِٱضْطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا. ٣٤ وَحَدَثَ فِي ٱلْغَدِ أَنَّ ٱلْبِكْرَ قَالَتْ لِلصُّغْرَى: «هَا أَنَا قَدِ ٱضْطَجَعْتُ ٱلْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. فَلْنَسْقِهِ خَمْرًا ٱللَّيْلَةَ أَيْضًا. ثُمَّ ٱدْخُلِي وَٱضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُقِيمَ نَسْلًا مِنْ أَبِينَا». ٣٥ فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ أَيْضًا، ثُمَّ قَامَتِ ٱلصُّغْرَى وَٱضْطَجَعَتْ مَعَهُ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ بِٱضْطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا. ٣٦ فَحَمَلَتِ ٱبْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا.+ ٣٧ فَوَلَدَتِ ٱلْبِكْرُ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ مُوآبَ.+ وَهُوَ أَبُو ٱلْمُوآبِيِّينَ إِلَى ٱلْيَوْمِ.+ ٣٨ وَٱلصُّغْرَى أَيْضًا وَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ بَنْ عَمِّيَ. وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ+ إِلَى ٱلْيَوْمِ.
٢٠ وَٱرْتَحَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ+ إِلَى أَرْضِ ٱلنَّقَبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ+ وَشُورَ+ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ.+ ٢ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ثَانِيَةً عَنْ سَارَةَ زَوْجَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي».+ فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ.+ ٣ فَأَتَى ٱللّٰهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمٍ لَيْلًا وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ فِي حُكْمِ ٱلْمَيِّتِ بِسَبَبِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي أَخَذْتَهَا،+ لِأَنَّهَا زَوْجَةُ بَعْلٍ آخَرَ».+ ٤ غَيْرَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ لَمْ يَكُنْ قَدِ ٱقْتَرَبَ إِلَيْهَا.+ فَقَالَ: «يَا يَهْوَهُ، أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟+ ٥ أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي: ‹هِيَ أُخْتِي›؟ وَهِيَ أَيْضًا نَفْسُهَا، أَلَمْ تَقُلْ: ‹هُوَ أَخِي›؟ بِنَزَاهَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هٰذَا».+ ٦ فَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ فِي ٱلْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ بِنَزَاهَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هٰذَا،+ وَكُنْتُ أَيْضًا أَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ.+ لِذٰلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا.+ ٧ وَٱلْآنَ رُدَّ زَوْجَةَ ٱلرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ،+ فَيَتَضَرَّعَ لِأَجْلِكَ،+ فَتَحْيَا. وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا، فَٱعْلَمْ أَنَّكَ تَمُوتُ مَوْتًا، أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ».+
٨ فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ صَبَاحًا وَدَعَا جَمِيعَ خُدَّامِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ عَلَى مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ ٱلرِّجَالُ جِدًّا. ٩ ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا، وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟+ أَعْمَالًا لَا تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي».+ ١٠ وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لِإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا بَدَا لَكَ حَتَّى عَمِلْتَ هٰذَا ٱلشَّيْءَ؟».+ ١١ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لِأَنِّي قُلْتُ فِي نَفْسِي: ‹لَا شَكَّ أَنَّهُ لَيْسَ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ خَوْفُ ٱللّٰهِ،+ فَيَقْتُلُونَنِي بِسَبَبِ زَوْجَتِي›.+ ١٢ وَبِٱلْحَقِيقَةِ أَيْضًا هِيَ أُخْتِي ٱبْنَةُ أَبِي، إِنَّمَا لَيْسَتِ ٱبْنَةَ أُمِّي، فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.+ ١٣ وَحَدَثَ لَمَّا جَعَلَنِي ٱللّٰهُ أَهِيمُ مِنْ بَيْتِ أَبِي+ أَنِّي قُلْتُ لَهَا: ‹هٰذَا لُطْفُكِ ٱلْحُبِّيُّ+ ٱلَّذِي تَصْنَعِينَ إِلَيَّ: فِي كُلِّ مَكَانٍ نَأْتِي إِلَيْهِ قُولِي عَنِّي: «هُوَ أَخِي»›».+
١٤ فَأَخَذَ أَبِيمَالِكُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَخُدَّامًا وَجَوَارِيَ وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمَ، وَرَدَّ إِلَيْهِ سَارَةَ زَوْجَتَهُ.+ ١٥ وَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «هَا هِيَ أَرْضِي بَيْنَ يَدَيْكَ. فَٱسْكُنْ حَيْثُمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْكَ».+ ١٦ وَقَالَ لِسَارَةَ: «هَا أَنَا أُعْطِي أَخَاكِ+ أَلْفًا مِنَ ٱلْفِضَّةِ، فَتَكُونُ لَكِ عَلَامَةً+ فِي عُيُونِ كُلِّ مَنْ مَعَكِ، وَأَمَامَ كُلِّ وَاحِدٍ، أَنَّ ٱلْعَارَ لَمْ يَلْحَقْ بِكِ». ١٧ فَتَضَرَّعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى ٱللّٰهِ،+ فَشَفَى ٱللّٰهُ أَبِيمَالِكَ وَزَوْجَتَهُ وَإِمَاءَهُ فَوَلَدْنَ. ١٨ لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ قَدْ أَغْلَقَ كُلَّ رَحِمٍ لِبَيْتِ أَبِيمَالِكَ بِسَبَبِ سَارَةَ زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ.+
٢١ وَٱفْتَقَدَ يَهْوَهُ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ يَهْوَهُ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ.+ ٢ فَحَمَلَتْ سَارَةُ+ وَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ٱبْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ ٱلَّذِي كَلَّمَهُ ٱللّٰهُ عَنْهُ.+ ٣ فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ٱسْمَ ٱبْنِهِ ٱلْمَوْلُودِ لَهُ، ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ سَارَةُ، إِسْحَاقَ.+ ٤ وَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ وَهُوَ ٱبْنُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، كَمَا أَمَرَهُ ٱللّٰهُ.+ ٥ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ٱبْنُهُ. ٦ وَقَالَتْ سَارَةُ: «قَدْ جَعَلَ ٱللّٰهُ لِي ضَحِكًا: كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي».+ ٧ وَقَالَتْ: «مَنْ كَانَ يَقُولُ لِإِبْرَاهِيمَ: ‹إِنَّ سَارَةَ سَتُرْضِعُ أَوْلَادًا›، حَتَّى وَلَدْتُ ٱبْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ؟».
٨ وَكَبِرَ ٱلْوَلَدُ وَفُطِمَ،+ فَأَعَدَّ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً كَبِيرَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ. ٩ وَرَأَتْ سَارَةُ ٱبْنَ هَاجَرَ ٱلْمِصْرِيَّةِ+ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لِإِبْرَاهِيمَ يَهْزَأُ.+ ١٠ فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: «اُطْرُدْ هٰذِهِ ٱلْأَمَةَ وَٱبْنَهَا، لِأَنَّ ٱبْنَ هٰذِهِ ٱلْأَمَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ٱبْنِي إِسْحَاقَ!».+ ١١ فَسَاءَ هٰذَا جِدًّا لَدَى إِبْرَاهِيمَ بِشَأْنِ ٱبْنِهِ.+ ١٢ فَقَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ: «لَا يَسُؤْ لَدَيْكَ شَيْءٌ مِمَّا تَقُولُهُ لَكَ سَارَةُ عَنِ ٱلصَّبِيِّ وَعَنْ أَمَتِكَ. اِسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لِأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ.*+ ١٣ وَأَمَّا ٱبْنُ ٱلْأَمَةِ+ فَسَأَجْعَلُهُ أَيْضًا أُمَّةً لِأَنَّهُ نَسْلُكَ».+
١٤ فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَخَذَ خُبْزًا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ،+ جَاعِلًا إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَٱلْوَلَدَ،+ ثُمَّ صَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَهَامَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرَ سَبْعَ.+ ١٥ وَأَخِيرًا نَفِدَ ٱلْمَاءُ مِنَ ٱلْقِرْبَةِ،+ فَطَرَحَتِ+ ٱلْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى ٱلْأَشْجَارِ. ١٦ ثُمَّ مَضَتْ وَجَلَسَتْ وَحْدَهَا، عَلَى بُعْدِ رَمْيَةِ قَوْسٍ تَقْرِيبًا، لِأَنَّهَا قَالَتْ: «لَا أَرَى مَوْتَ ٱلْوَلَدِ».+ فَجَلَسَتْ بَعِيدًا وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ.+
١٧ فَسَمِعَ ٱللّٰهُ صَوْتَ ٱلصَّبِيِّ،+ وَنَادَى مَلَاكُ ٱللّٰهِ هَاجَرَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا:+ «مَا بَالُكِ يَا هَاجَرُ؟ لَا تَخَافِي، لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ ٱلصَّبِيِّ حَيْثُ هُوَ. ١٨ قُومِي ٱرْفَعِي ٱلصَّبِيَّ وَشُدِّي عَلَيْهِ يَدَكِ، لِأَنِّي أَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».+ ١٩ ثُمَّ فَتَحَ ٱللّٰهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ،+ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ ٱلْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ ٱلصَّبِيَّ. ٢٠ وَبَقِيَ ٱللّٰهُ مَعَ ٱلصَّبِيِّ،+ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَصَارَ رَامِيَ سِهَامٍ.+ ٢١ وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ،+ وَٱتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.
٢٢ وَحَدَثَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنَّ أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ رَئِيسَ جَيْشِهِ قَالَا لِإِبْرَاهِيمَ: «إِنَّ ٱللّٰهَ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُهُ.+ ٢٣ فَٱلْآنَ ٱحْلِفْ لِي بِٱللّٰهِ+ هُنَا أَنَّكَ لَا تَخُونُنِي وَلَا تَخُونُ نَسْلِي وَعَقِبِي.+ كَٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي صَنَعْتُ إِلَيْكَ+ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا».+ ٢٤ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «أَحْلِفُ».+
٢٥ وَلَامَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ بِخُصُوصِ بِئْرِ ٱلْمَاءِ ٱلَّتِي ٱغْتَصَبَهَا خُدَّامُ أَبِيمَالِكَ،+ ٢٦ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «لَا أَعْلَمُ مَنْ فَعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ، فَأَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي بِهِ، وَأَنَا لَمْ أَسْمَعْ بِهِ إِلَّا ٱلْيَوْمَ».+ ٢٧ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَأَعْطَاهَا لِأَبِيمَالِكَ،+ فَقَطَعَا كِلَاهُمَا عَهْدًا.+ ٢٨ وَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ ٱلْقَطِيعِ وَحْدَهَا، ٢٩ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لِإِبْرَاهِيمَ: «مَا هٰذِهِ ٱلنِّعَاجُ ٱلسَّبْعُ ٱلَّتِي أَقَمْتَهَا وَحْدَهَا؟». ٣٠ فَقَالَ: «سَبْعَ نِعَاجٍ تَأْخُذُ مِنْ يَدِي، لِتَكُونَ شَهَادَةً+ لِي بِأَنِّي حَفَرْتُ هٰذِهِ ٱلْبِئْرَ». ٣١ لِذٰلِكَ دَعَا ذٰلِكَ ٱلْمَكَانَ بِئْرَ سَبْعَ،+ لِأَنَّهُمَا هُنَاكَ أَقْسَمَا كِلَاهُمَا. ٣٢ فَقَطَعَا عَهْدًا+ فِي بِئْرَ سَبْعَ، ثُمَّ قَامَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.+ ٣٣ وَبَعْدَ ذٰلِكَ غَرَسَ أَثْلَةً فِي بِئْرَ سَبْعَ، وَدَعَا هُنَاكَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ+ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّرْمَدِيِّ.+ ٣٤ وَتَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ فِي أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ أَيَّامًا كَثِيرَةً.+
٢٢ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱمْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ.+ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!»، فَقَالَ: «هٰأَنَذَا!».+ ٢ فَقَالَ: «خُذْ، مِنْ فَضْلِكَ، ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ،+ إِسْحَاقَ،+ وَٱمْضِ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا+ وَقَرِّبْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ ٱلَّذِي أُعَيِّنُهُ لَكَ».+
٣ فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَسْرَجَ حِمَارَهُ وَأَخَذَ ٱثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ٱبْنَهُ،+ وَشَقَّ حَطَبًا لِلْمُحْرَقَةِ. ثُمَّ قَامَ وَمَضَى إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ لَهُ. ٤ وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَ عَيْنَيْهِ فَرَأَى ٱلْمَكَانَ مِنْ بَعِيدٍ. ٥ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلَامَيْهِ:+ «اُمْكُثَا أَنْتُمَا هُنَا مَعَ ٱلْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَٱلصَّبِيُّ، فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنُؤَدِّي ٱلْعِبَادَةَ+ وَنَعُودُ إِلَيْكُمَا».
٦ ثُمَّ أَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ ٱلْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ٱبْنِهِ،+ وَأَخَذَ بِيَدِهِ ٱلنَّارَ وَٱلسِّكِّينَ، فَذَهَبَا كِلَاهُمَا مَعًا.+ ٧ وَقَالَ إِسْحَاقُ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ: «يَا أَبِي!».+ فَقَالَ: «هٰأَنَذَا يَا ٱبْنِي!».+ فَقَالَ: «هُوَذَا ٱلنَّارُ وَٱلْحَطَبُ، وَلٰكِنْ أَيْنَ ٱلْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟».+ ٨ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اَللّٰهُ يُدَبِّرُ لِنَفْسِهِ ٱلْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ،+ يَا ٱبْنِي». وَمَضَيَا كِلَاهُمَا مَعًا.
٩ فَبَلَغَا ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ لَهُ، فَبَنَى إِبْرَاهِيمُ هُنَاكَ مَذْبَحًا+ وَرَتَّبَ ٱلْحَطَبَ وَأَوْثَقَ يَدَيْ وَرِجْلَيْ إِسْحَاقَ ٱبْنِهِ وَوَضَعَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ فَوْقَ ٱلْحَطَبِ.+ ١٠ ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ ٱلسِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ٱبْنَهُ.+ ١١ وَلٰكِنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ نَادَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ:+ «إِبْرَاهِيمُ، إِبْرَاهِيمُ!»، فَأَجَابَهُ: «هٰأَنَذَا!». ١٢ فَقَالَ: «لَا تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى ٱلصَّبِيِّ وَلَا تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ،+ فَإِنِّي ٱلْآنَ عَرَفْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ ٱللّٰهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي».+ ١٣ فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، فَإِذَا بِكَبْشٍ أَمَامَهُ عَالِقٍ بِقَرْنَيْهِ فِي أَجَمَةٍ. فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ ٱلْكَبْشَ وَقَرَّبَهُ مُحْرَقَةً بَدَلَ ٱبْنِهِ.+ ١٤ فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ يَهْوَهْ يِرْأَهَ. لِذٰلِكَ يُقَالُ ٱلْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ يَهْوَهَ يُدَبَّرُ».+
١٥ وَنَادَى مَلَاكُ يَهْوَهَ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ ١٦ وَقَالَ: «‹بِنَفْسِي أَحْلِفُ›، يَقُولُ يَهْوَهُ،+ ‹أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ،+ ١٧ لَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ* كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ،+ وَيَمْتَلِكُ نَسْلُكَ أَبْوَابَ مُدُنِ أَعْدَائِهِ.+ ١٨ وَتَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ*+ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي›».+
١٩ ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلَامَيْهِ، فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا إِلَى بِئْرَ سَبْعَ.+ وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرَ سَبْعَ.
٢٠ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا مِلْكَةُ+ قَدْ وَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا بَنِينَ لِنَاحُورَ+ أَخِيكَ: ٢١ عُوصًا بِكْرَهُ وَبُوزًا+ أَخَاهُ وَقَمُوئِيلَ أَبَا أَرَامَ، ٢٢ وَكَاسَدَ وَحَزُو وَفِلْدَاشَ وَيِدْلَافَ وَبَتُوئِيلَ».+ ٢٣ وَوَلَدَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ.+ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّمَانِيَةُ وَلَدَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ. ٢٤ وَسُرِّيَّتُهُ، وَٱسْمُهَا رَؤُومَةُ، وَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا طَابَحَ وَجَاحَمَ وَتَاحَشَ وَمَعْكَةَ.+
٢٣ وَكَانَتْ حَيَاةُ سَارَةَ مِئَةً وَسَبْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً. هٰذِهِ سِنُو حَيَاةِ سَارَةَ.+ ٢ وَمَاتَتْ سَارَةُ فِي قِرْيَةَ أَرْبَعَ،+ أَيْ حَبْرُونَ،+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،+ وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا. ٣ ثُمَّ قَامَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَمَامِ مَيِّتِهِ وَكَلَّمَ بَنِي حِثٍّ،+ قَائِلًا: ٤ «إِنِّي غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ بَيْنَكُمْ.+ أَعْطُونِي مِلْكَ قَبْرٍ بَيْنَكُمْ لِأَدْفِنَ مَيِّتِي مِنْ أَمَامِي».+ ٥ فَأَجَابَ بَنُو حِثٍّ إِبْرَاهِيمَ، قَائِلِينَ لَهُ: ٦ «اِسْمَعْنَا يَا سَيِّدِي.+ زَعِيمٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْتَ فِي وَسْطِنَا.+ فِي خِيَارِ قُبُورِنَا ٱدْفِنْ مَيِّتَكَ.+ لَا يَمْنَعُ أَحَدٌ مِنَّا قَبْرَهُ عَنْكَ حَتَّى لَا تَدْفِنَ مَيِّتَكَ».+
٧ فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِأَهْلِ ٱلْأَرْضِ،+ لِبَنِي حِثٍّ،+ ٨ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: «إِنْ طَابَتْ نُفُوسُكُمْ بِأَنْ أَدْفِنَ مَيِّتِي مِنْ أَمَامِي، فَٱسْمَعُوا لِي وَأَلِحُّوا لِأَجْلِي عَلَى عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ+ ٩ أَنْ يُعْطِيَنِي مَغَارَةَ ٱلْمَكْفِيلَةِ+ ٱلَّتِي لَهُ، ٱلَّتِي فِي طَرَفِ حَقْلِهِ. بِثَمَنٍ كَامِلٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ يُعْطِينِي إِيَّاهَا فِي وَسْطِكُمْ مِلْكَ قَبْرٍ».+
١٠ وَكَانَ عِفْرُونُ جَالِسًا بَيْنَ بَنِي حِثٍّ. فَأَجَابَ عِفْرُونُ ٱلْحِثِّيُّ+ إِبْرَاهِيمَ عَلَى مَسَامِعِ بَنِي حِثٍّ لَدَى جَمِيعِ ٱلدَّاخِلِينَ بَابَ مَدِينَتِهِ، قَائِلًا:+ ١١ «لَا، يَا سَيِّدِي! اِسْمَعْ لِي. اَلْحَقْلُ أُعْطِيكَ إِيَّاهُ، وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ لَكَ أُعْطِيهَا. أَمَامَ عُيُونِ بَنِي شَعْبِي أُعْطِيكَ إِيَّاهَا.+ اِدْفِنْ مَيِّتَكَ». ١٢ فَسَجَدَ إِبْرَاهِيمُ أَمَامَ أَهْلِ ٱلْأَرْضِ، ١٣ وَكَلَّمَ عِفْرُونَ عَلَى مَسَامِعِ أَهْلِ ٱلْأَرْضِ، قَائِلًا: «لَوْ أَنَّكَ تَسْمَعُ لِي! لَا بَلِ ٱسْمَعْ! سَأُعْطِيكَ ثَمَنَ ٱلْحَقْلِ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. فَخُذْهُ مِنِّي+ لِأَدْفِنَ مَيِّتِي هُنَاكَ».
١٤ فَأَجَابَ عِفْرُونُ إِبْرَاهِيمَ، قَائِلًا لَهُ: ١٥ «يَا سَيِّدِي، ٱسْمَعْ لِي. قِطْعَةُ أَرْضٍ تُسَاوِي أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ، مَا هِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟ فَٱدْفِنْ مَيِّتَكَ».+ ١٦ فَسَمِعَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ، وَوَزَنَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ ٱلْفِضَّةَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا عَلَى مَسَامِعِ بَنِي حِثٍّ، أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ جَائِزَةٍ بَيْنَ ٱلتُّجَّارِ.+ ١٧ فَثَبَتَ حَقْلُ عِفْرُونَ ٱلَّذِي فِي ٱلْمَكْفِيلَةِ ٱلَّتِي أَمَامَ مَمْرَا، ٱلْحَقْلُ وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ وَجَمِيعُ مَا فِي ٱلْحَقْلِ+ مِنَ ٱلشَّجَرِ ٱلَّذِي فِي جَمِيعِ تُخُومِهِ حَوَالَيْهِ،+ ١٨ مِلْكًا لِإِبْرَاهِيمَ، ٱشْتَرَاهُ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي حِثٍّ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلدَّاخِلِينَ بَابَ مَدِينَتِهِ.+ ١٩ وَبَعْدَ ذٰلِكَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمُ سَارَةَ زَوْجَتَهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ ٱلْمَكْفِيلَةِ أَمَامَ مَمْرَا، أَيْ حَبْرُونَ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.+ ٢٠ وَهٰكَذَا ثَبَتَ ٱلْحَقْلُ وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ لِإِبْرَاهِيمَ مِلْكَ قَبْرٍ عَلَى أَيْدِي بَنِي حِثٍّ.+
٢٤ وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي ٱلْأَيَّامِ، وَكَانَ يَهْوَهُ قَدْ بَارَكَ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.+ ٢ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِخَادِمِهِ، كَبِيرِ بَيْتِهِ، ٱلْقَيِّمِ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ:+ «مِنْ فَضْلِكَ، ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخِذِي،+ ٣ فَأَسْتَحْلِفَكَ بِيَهْوَهَ،+ إِلٰهِ ٱلسَّمَاءِ وَإِلٰهِ ٱلْأَرْضِ، أَلَّا تَأْخُذَ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ بَنَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ،+ ٤ بَلْ تَذْهَبُ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى أَنْسِبَائِي،+ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي إِسْحَاقَ».
٥ فَقَالَ لَهُ ٱلْخَادِمُ: «مَاذَا لَوْ لَمْ تَشَإِ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَأْتِيَ مَعِي إِلَى هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ؟ فَهَلْ أَرُدُّ ٱبْنَكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟».+ ٦ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: «اِحْتَرِسْ مِنْ أَنْ تَرُدَّ ٱبْنِي إِلَى هُنَاكَ.+ ٧ يَهْوَهُ إِلٰهُ ٱلسَّمَاءِ، ٱلَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ أَنْسِبَائِي،+ وَٱلَّذِي كَلَّمَنِي وَٱلَّذِي حَلَفَ لِي+ قَائِلًا: ‹لِنَسْلِكَ*+ أُعْطِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ›،+ هُوَ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ أَمَامَكَ،+ فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ هُنَاكَ.+ ٨ وَإِنْ لَمْ تَشَإِ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَأْتِيَ مَعَكَ، فَأَنْتَ بَرِيءٌ مِنْ هٰذَا ٱلْقَسَمِ ٱلَّذِي أَقْسَمْتَ لِي.+ إِنَّمَا لَا تَرُدَّ ٱبْنِي إِلَى هُنَاكَ». ٩ فَوَضَعَ ٱلْخَادِمُ يَدَهُ تَحْتَ فَخِذِ إِبْرَاهِيمَ سَيِّدِهِ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هٰذَا ٱلْأَمْرِ.+
١٠ وَأَخَذَ ٱلْخَادِمُ عَشَرَةَ جِمَالٍ مِنْ جِمَالِ سَيِّدِهِ وَمَضَى، وَفِي يَدِهِ مِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ سَيِّدِهِ.+ فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ، إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. ١١ وَأَنَاخَ ٱلْجِمَالَ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ ٱلْمَاءِ وَقْتَ ٱلْمَسَاءِ،+ وَقْتَ خُرُوجِ ٱلْمُسْتَقِيَاتِ.+ ١٢ وَقَالَ: «يَا يَهْوَهُ، إِلٰهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ،+ أَرْجُوكَ، يَسِّرْ لِي ٱلْيَوْمَ وَٱصْنَعْ لُطْفًا حُبِّيًّا+ إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ.+ ١٣ هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ نَبْعِ ٱلْمَاءِ، وَبَنَاتُ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً.+ ١٤ فَلْيَكُنْ أَنَّ ٱلْفَتَاةَ ٱلَّتِي أَقُولُ لَهَا: ‹أَنْزِلِي جَرَّتَكِ لِأَشْرَبَ›، فَتَقُولُ: ‹اِشْرَبْ، وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا›، هِيَ ٱلَّتِي عَيَّنْتَهَا لِخَادِمِكَ+ إِسْحَاقَ. وَبِهٰذَا أَعْلَمُ أَنَّكَ صَنَعْتَ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَى سَيِّدِي».+
١٥ وَكَانَ قَبْلَ أَنْ يَنْتَهِيَ مِنَ ٱلْكَلَامِ،+ إِذَا رِفْقَةُ ٱلَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ+ بْنِ مِلْكَةَ،+ زَوْجَةِ نَاحُورَ+ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا.+ ١٦ وَكَانَتِ ٱلْفَتَاةُ فَاتِنَةَ ٱلْمَنْظَرِ جِدًّا،+ وَعَذْرَاءَ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا رَجُلٌ.+ فَنَزَلَتْ إِلَى ٱلنَّبْعِ وَمَلَأَتْ جَرَّتَهَا وَصَعِدَتْ. ١٧ فَرَكَضَ ٱلْخَادِمُ فَوْرًا لِلِقَائِهَا وَقَالَ: «مِنْ فَضْلِكِ، ٱسْقِينِي قَلِيلًا مِنَ ٱلْمَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ».+ ١٨ فَقَالَتْ: «اِشْرَبْ يَا سَيِّدِي». وَأَسْرَعَتْ فَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ.+ ١٩ وَلَمَّا ٱنْتَهَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ: «أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا حَتَّى تَنْتَهِيَ مِنَ ٱلشُّرْبِ».+ ٢٠ فَأَسْرَعَتْ وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي ٱلْمَسْقَاةِ، وَرَكَضَتْ مِرَارًا إِلَى ٱلْبِئْرِ لِتَسْتَقِيَ،+ فَٱسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ. ٢١ وَبَقِيَ ٱلرَّجُلُ يُحَدِّقُ فِيهَا بِٱنْدِهَاشٍ، وَهُوَ سَاكِتٌ لِيَعْلَمَ هَلْ أَنْجَحَ يَهْوَهُ طَرِيقَهُ أَمْ لَا.+
٢٢ وَحَدَثَ لَمَّا فَرَغَتِ ٱلْجِمَالُ مِنَ ٱلشُّرْبِ أَنَّ ٱلرَّجُلَ أَخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ+ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ، وَسِوَارَيْنِ+ لِيَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ، ٢٣ وَقَالَ: «بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي، هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَكَانٌ لَنَا لِنَبِيتَ؟».+ ٢٤ فَقَالَتْ لَهُ: «أَنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ+ بْنِ مِلْكَةَ، ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ».+ ٢٥ وَقَالَتْ لَهُ: «عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَمَكَانٌ لِلْمَبِيتِ أَيْضًا».+ ٢٦ فَخَرَّ ٱلرَّجُلُ وَسَجَدَ لِيَهْوَهَ+ ٢٧ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ يَهْوَهُ+ إِلٰهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، ٱلَّذِي لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ لُطْفِهِ ٱلْحُبِّيِّ وَأَمَانَتِهِ نَحْوَ سَيِّدِي. فَإِذْ كُنْتُ أَنَا فِي ٱلطَّرِيقِ، هَدَانِي يَهْوَهُ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي».+
٢٨ فَرَكَضَتِ ٱلْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ. ٢٩ وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ ٱسْمُهُ لَابَانُ.+ فَرَكَضَ لَابَانُ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَارِجِ عِنْدَ ٱلنَّبْعِ. ٣٠ وَحَدَثَ أَنَّهُ إِذْ رَأَى ٱلْخِزَامَةَ وَٱلسِّوَارَيْنِ+ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَإِذْ سَمِعَ كَلَامَ رِفْقَةَ أُخْتِهِ قَائِلَةً: «هٰكَذَا كَلَّمَنِي ٱلرَّجُلُ»، أَتَى إِلَى ٱلرَّجُلِ، فَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ بِجَانِبِ ٱلْجِمَالِ عِنْدَ ٱلنَّبْعِ. ٣١ فَقَالَ: «اُدْخُلْ يَا مُبَارَكَ يَهْوَهَ.+ لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا، وَأَنَا قَدْ أَعْدَدْتُ ٱلْبَيْتَ وَمَكَانًا لِلْجِمَالِ؟». ٣٢ فَدَخَلَ ٱلرَّجُلُ إِلَى ٱلْبَيْتِ، وَحَلَّ هُوَ عَنِ ٱلْجِمَالِ وَأَعْطَى تِبْنًا وَعَلَفًا لِلْجِمَالِ، وَمَاءً لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ.+ ٣٣ ثُمَّ وُضِعَ قُدَّامَهُ لِيَأْكُلَ، لٰكِنَّهُ قَالَ: «لَا آكُلُ حَتَّى أَتَكَلَّمَ بِأُمُورِي». فَقَالَ: «تَكَلَّمْ!».+
٣٤ فَقَالَ: «أَنَا خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ.+ ٣٥ وَيَهْوَهُ قَدْ بَارَكَ سَيِّدِي جِدًّا، فَلَا يَزَالُ يَزِيدُهُ عَظَمَةً وَيُعْطِيهِ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَخُدَّامًا وَجَوَارِيَ وَجِمَالًا وَحَمِيرًا.+ ٣٦ وَوَلَدَتْ سَارَةُ زَوْجَةُ سَيِّدِي ٱبْنًا لِسَيِّدِي بَعْدَ أَنْ شَاخَتْ،+ وَسَيُعْطِيهِ كُلَّ مَا لَهُ.+ ٣٧ وَٱسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي قَائِلًا: ‹لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ بَنَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ فِي أَرْضِهِمْ.+ ٣٨ بَلْ تَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ أَبِي وَإِلَى عَشِيرَتِي+ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي›.+ ٣٩ فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: ‹مَاذَا لَوْ لَمْ تَأْتِ ٱلْمَرْأَةُ مَعِي؟›.+ ٤٠ فَقَالَ لِي: ‹إِنَّ يَهْوَهَ، ٱلَّذِي سِرْتُ أَمَامَهُ،+ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ+ مَعَكَ وَيُنْجِحُ طَرِيقَكَ،+ فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي.+ ٤١ حِينَئِذٍ تَبْرَأُ مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ بِقَسَمِي عِنْدَمَا تَجِيءُ إِلَى عَشِيرَتِي. وَإِنْ لَمْ يُعْطُوكَ إِيَّاهَا، تَكُونُ بَرِيئًا مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ بِقَسَمِي›.+
٤٢ «فَجِئْتُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلنَّبْعِ وَقُلْتُ: ‹يَا يَهْوَهُ إِلٰهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، إِنْ كُنْتَ تُنْجِحُ طَرِيقِي ٱلَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ،+ ٤٣ فَهَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ نَبْعِ ٱلْمَاءِ. فَيَكُونُ أَنَّ ٱلصَّبِيَّةَ+ ٱلْخَارِجَةَ لِلِٱسْتِقَاءِ ٱلَّتِي أَقُولُ لَهَا: «مِنْ فَضْلِكِ، ٱسْقِينِي قَلِيلًا مِنَ ٱلْمَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ»، ٤٤ فَتَقُولُ لِي: «اِشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا»، هِيَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي عَيَّنَهَا يَهْوَهُ لِٱبْنِ سَيِّدِي›.+
٤٥ «وَقَبْلَ أَنْ أَنْتَهِيَ مِنَ ٱلْكَلَامِ+ فِي قَلْبِي،+ إِذَا رِفْقَةُ خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى ٱلنَّبْعِ وَٱسْتَقَتْ.+ فَقُلْتُ لَهَا: ‹مِنْ فَضْلِكِ، ٱسْقِينِي›.+ ٤٦ فَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا وَقَالَتْ: ‹اِشْرَبْ،+ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا›. فَشَرِبْتُ، وَسَقَتِ ٱلْجِمَالَ أَيْضًا. ٤٧ فَسَأَلْتُهَا وَقُلْتُ: ‹بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟›،+ فَقَالَتْ: ‹بِنْتُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ، ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ مِلْكَةُ›. فَوَضَعْتُ ٱلْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَٱلسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا.+ ٤٨ وَخَرَرْتُ وَسَجَدْتُ لِيَهْوَهَ وَبَارَكْتُ يَهْوَهَ إِلٰهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ،+ ٱلَّذِي هَدَانِي فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ+ لِآخُذَ ٱبْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لِٱبْنِهِ. ٤٩ وَٱلْآنَ إِنْ كُنْتُمْ حَقًّا تَصْنَعُونَ لُطْفًا حُبِّيًّا وَأَمَانَةً إِلَى سَيِّدِي+ فَأَخْبِرُونِي، وَإِلَّا فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ أَتَحَوَّلَ يَمِينًا أَوْ يَسَارًا».+
٥٠ فَأَجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ وَقَالَا: «مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ خَرَجَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ.+ فَلَا نَقْدِرُ أَنْ نُكَلِّمَكَ بِشَرٍّ أَوْ خَيْرٍ.+ ٥١ هُوَذَا رِفْقَةُ أَمَامَكَ. خُذْهَا وَٱذْهَبْ، وَلْتَكُنْ زَوْجَةً لِٱبْنِ سَيِّدِكَ، كَمَا تَكَلَّمَ يَهْوَهُ».+ ٥٢ وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ كَلَامَهُمْ أَنَّهُ سَجَدَ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.+ ٥٣ وَأَخْرَجَ ٱلْخَادِمُ مَتَاعًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَتَاعًا مِنْ ذَهَبٍ وَثِيَابًا وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ، وَأَعْطَى نَفَائِسَ لِأَخِيهَا وَلِأُمِّهَا.+ ٥٤ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، هُوَ وَٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ، وَبَاتُوا هُنَاكَ، ثُمَّ قَامُوا صَبَاحًا.
فَقَالَ: «اِصْرِفُونِي إِلَى سَيِّدِي».+ ٥٥ فَقَالَ أَخُوهَا وَأُمُّهَا: «لِتَمْكُثِ ٱلْفَتَاةُ عِنْدَنَا عَلَى ٱلْأَقَلِّ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَذْهَبُ». ٥٦ فَقَالَ لَهُمْ: «لَا تُعِيقُونِي، وَيَهْوَهُ قَدْ أَنْجَحَ طَرِيقِي.+ اِصْرِفُونِي لِأَذْهَبَ إِلَى سَيِّدِي».+ ٥٧ فَقَالُوا: «نَدْعُو ٱلْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا شِفَاهًا».+ ٥٨ فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هٰذَا ٱلرَّجُلِ؟». فَقَالَتْ: «أَذْهَبُ».+
٥٩ فَصَرَفُوا رِفْقَةَ+ أُخْتَهُمْ وَمُرْضِعَتَهَا+ وَخَادِمَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَهُ. ٦٠ وَبَارَكُوا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «يَا أُخْتَنَا، صِيرِي أُلُوفَ رِبْوَاتٍ، وَلْيَمْتَلِكْ نَسْلُكِ أَبْوَابَ مُدُنِ مُبْغِضِيهِ».+ ٦١ فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَخَادِمَاتُهَا+ وَرَكِبْنَ عَلَى ٱلْجِمَالِ+ وَتَبِعْنَ ٱلرَّجُلَ، فَأَخَذَ ٱلْخَادِمُ رِفْقَةَ وَذَهَبَ.
٦٢ وَكَانَ إِسْحَاقُ قَدْ أَتَى مِنْ طَرِيقِ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي،+ لِأَنَّهُ كَانَ سَاكِنًا فِي أَرْضِ ٱلنَّقَبِ.+ ٦٣ وَخَرَجَ إِسْحَاقُ إِلَى ٱلْحَقْلِ لِلتَّأَمُّلِ+ عِنْدَ حُلُولِ ٱلْمَسَاءِ. فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، وَإِذَا جِمَالٌ آتِيَةٌ! ٦٤ وَلَمَّا رَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا، أَبْصَرَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ ٱلْجَمَلِ. ٦٥ وَقَالَتْ لِلْخَادِمِ: «مَنْ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَاشِي فِي ٱلْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟»، فَقَالَ ٱلْخَادِمُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ ٱلْخِمَارَ وَتَغَطَّتْ.+ ٦٦ وَأَخَذَ ٱلْخَادِمُ يُخْبِرُ إِسْحَاقَ بِكُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا. ٦٧ فَأَدْخَلَهَا إِسْحَاقُ إِلَى خَيْمَةِ سَارَةَ أُمِّهِ.+ وَهٰكَذَا أَخَذَ رِفْقَةَ فَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً؛+ وَأَحَبَّهَا،+ وَتَعَزَّى إِسْحَاقُ بَعْدَ فِقْدَانِ أُمِّهِ.+
٢٥ وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً ٱسْمُهَا قَطُورَةُ.+ ٢ فَوَلَدَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ+ وَيِشْبَاقَ وَشُوحًا.+
٣ وَوَلَدَ يَقْشَانُ سَبَأً+ وَدَدَانَ.+
وَكَانَ بَنُو دَدَانَ: أَشُّورِيمَ وَلَطُوشِيمَ وَلَأُمِّيمَ.
٤ وَكَانَ بَنُو مِدْيَانَ: عِيفَةَ+ وَعِفْرًا وَحَنُوكَ وَأَبِيدَاعَ وَأَلْدَعَةَ.+
جَمِيعُ هٰؤُلَاءِ بَنُو قَطُورَةَ.
٥ وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ لِإِسْحَاقَ،+ ٦ وَأَمَّا بَنُو ٱلسَّرَارِيِّ ٱلَّذِينَ كَانُوا لِإِبْرَاهِيمَ، فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا.+ ثُمَّ صَرَفَهُمْ+ عَنْ إِسْحَاقَ ٱبْنِهِ شَرْقًا، إِلَى أَرْضِ ٱلْمَشْرِقِ،+ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. ٧ وَهٰذِهِ أَيَّامُ سِنِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّتِي عَاشَهَا: مِئَةٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. ٨ ثُمَّ لَفَظَ إِبْرَاهِيمُ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ بِشَيْخُوخَةٍ صَالِحَةٍ، شَيْخًا وَشَبْعَانَ، وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.+ ٩ فَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ٱبْنَاهُ فِي مَغَارَةِ ٱلْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ ٱلْحِثِّيِّ ٱلَّذِي أَمَامَ مَمْرَا،+ ١٠ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَنِي حِثٍّ. هُنَاكَ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ زَوْجَتُهُ.+ ١١ وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ ٱللّٰهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ،+ وَسَكَنَ إِسْحَاقُ عِنْدَ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي.+
١٢ وَهٰذَا تَارِيخُ إِسْمَاعِيلَ+ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ ٱلْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لِإِبْرَاهِيمَ.+
١٣ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ أُصُولِ عَشَائِرِهِمْ: نَبَايُوتُ+ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ+ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ+ ١٤ وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا ١٥ وَحَدَدٌ+ وَتَيْمَا+ وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ.+ ١٦ هٰؤُلَاءِ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهٰذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَمُخَيَّمَاتِهِمِ ٱلْمُحَصَّنَةِ:+ اِثْنَا عَشَرَ زَعِيمًا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ.+ ١٧ وَهٰذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً. ثُمَّ لَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.+ ١٨ وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ+ قُرْبَ شُورَ،+ ٱلَّتِي أَمَامَ مِصْرَ، إِلَى أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.+
١٩ وَهٰذَا تَارِيخُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.+
وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ. ٢٠ وَكَانَ إِسْحَاقُ ٱبْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ ٱتَّخَذَ زَوْجَةً لَهُ، رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ+ ٱلْأَرَامِيِّ+ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ، أُخْتَ لَابَانَ ٱلْأَرَامِيِّ. ٢١ وَتَوَسَّلَ إِسْحَاقُ إِلَى يَهْوَهَ خُصُوصًا مِنْ أَجْلِ زَوْجَتِهِ،+ لِأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا،+ فَٱسْتَجَابَ لَهُ يَهْوَهُ،+ وَحَمَلَتْ رِفْقَةُ زَوْجَتُهُ. ٢٢ وَتَصَارَعَ ٱلْوَلَدَانِ فِي دَاخِلِهَا،+ فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ ٱلْأَمْرُ هٰكَذَا، فَمَا لِي وَٱلْحَيَاةَ؟». فَذَهَبَتْ لِتَسْأَلَ يَهْوَهَ.+ ٢٣ فَقَالَ لَهَا يَهْوَهُ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ،+ وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ:+ شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ،+ وَٱلْكَبِيرُ يَخْدُمُ ٱلصَّغِيرَ».+
٢٤ فَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ، إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ.+ ٢٥ فَخَرَجَ ٱلْأَوَّلُ أَحْمَرَ كُلُّهُ كَرِدَاءِ شَعْرٍ؛+ فَدَعَوُا ٱسْمَهُ عِيسُو.+ ٢٦ وَبَعْدَ ذٰلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ، وَيَدُهُ قَابِضَةٌ عَلَى عَقِبِ عِيسُو؛+ فَدُعِيَ ٱسْمُهُ يَعْقُوبَ.+ وَكَانَ إِسْحَاقُ ٱبْنَ سِتِّينَ سَنَةً حِينَ وَلَدَتْهُمَا.
٢٧ وَكَبُرَ ٱلصَّبِيَّانِ، فَصَارَ عِيسُو إِنْسَانًا يَعْرِفُ ٱلصَّيْدَ،+ إِنْسَانَ ٱلْحُقُولِ، وَيَعْقُوبُ إِنْسَانًا بِلَا لَوْمٍ+ يَسْكُنُ ٱلْخِيَامَ.+ ٢٨ فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُو، لِأَنَّ ذٰلِكَ عَنَى صَيْدًا فِي فَمِهِ، أَمَّا رِفْقَةُ فَأَحَبَّتْ يَعْقُوبَ.+ ٢٩ وَذَاتَ مَرَّةٍ كَانَ يَعْقُوبُ يَطْبُخُ طَبِيخًا، فَأَتَى عِيسُو مِنَ ٱلْحَقْلِ مُتْعَبًا. ٣٠ فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَرْجُوكَ، أَسْرِعْ وَأَعْطِنِي شَيْئًا أَلْتَهِمُهُ مِنْ هٰذَا ٱلْأَحْمَرِ، هٰذَا ٱلْأَحْمَرِ هُنَاكَ، لِأَنِّي مُتْعَبٌ!». لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ أَدُومَ.+ ٣١ فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي أَوَّلًا بَكُورِيَّتَكَ!».+ ٣٢ فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى ٱلْمَوْتِ، فَأَيُّ نَفْعٍ لِي مِنَ ٱلْبَكُورِيَّةِ؟». ٣٣ فَقَالَ يَعْقُوبُ: «اِحْلِفْ لِي أَوَّلًا!».+ فَحَلَفَ لَهُ وَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ.+ ٣٤ فَأَعْطَى يَعْقُوبُ لِعِيسُو خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ.+ ثُمَّ قَامَ وَمَضَى. وَهٰكَذَا ٱحْتَقَرَ عِيسُو ٱلْبَكُورِيَّةَ.+
٢٦ وَحَدَثَتْ فِي ٱلْأَرْضِ مَجَاعَةٌ غَيْرُ ٱلْمَجَاعَةِ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ،+ فَتَوَجَّهَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ، مَلِكِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ.+ ٢ وَظَهَرَ لَهُ يَهْوَهُ وَقَالَ:+ «لَا تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اُسْكُنْ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُعَيِّنُهَا لَكَ.+ ٣ تَغَرَّبْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ،+ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لِأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ* أُعْطِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَرَاضِي،+ وَأُقِيمُ ٱلْحَلْفَ ٱلَّذِي حَلَفْتُ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ قَائِلًا:+ ٤ ‹وَلَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَأُعْطِيَنَّ نَسْلَكَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَرَاضِي،+ وَتَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ›،+ ٥ مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَتَمَّمَ مَا أَوْجَبْتُ عَلَيْهِ وَحَفِظَ وَصَايَايَ وَسُنَنِي وَشَرَائِعِي».+ ٦ فَسَكَنَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ.+
٧ وَسَأَلَهُ أَهْلُ ٱلْمَكَانِ عَنْ زَوْجَتِهِ، فَأَجَابَ: «هِيَ أُخْتِي».+ لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «زَوْجَتِي»، قَائِلًا: «لِئَلَّا يَقْتُلَنِي أَهْلُ ٱلْمَكَانِ بِسَبَبِ رِفْقَةَ»، لِأَنَّهَا كَانَتْ فَاتِنَةَ ٱلْمَنْظَرِ.+ ٨ وَحَدَثَ إِذْ طَالَتْ أَيَّامُهُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ، مَلِكَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ، أَشْرَفَ مِنَ ٱلنَّافِذَةِ وَنَظَرَ، فَإِذَا إِسْحَاقُ يُدَاعِبُ رِفْقَةَ زَوْجَتَهُ.+ ٩ فَدَعَا أَبِيمَالِكُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ زَوْجَتُكَ! فَكَيْفَ قُلْتَ: ‹هِيَ أُخْتِي›؟». فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: «قُلْتُ ذٰلِكَ لِئَلَّا أَمُوتَ بِسَبَبِهَا».+ ١٠ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟+ لَوْلَا قَلِيلٌ لَٱضْطَجَعَ أَحَدٌ مِنَ ٱلشَّعْبِ مَعَ زَوْجَتِكَ، فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا!».+ ١١ فَأَوْصَى أَبِيمَالِكُ كُلَّ ٱلشَّعْبِ، قَائِلًا: «مَنْ مَسَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ وَزَوْجَتَهُ يَمُوتُ مَوْتًا!».
١٢ وَبَعْدَ ذٰلِكَ زَرَعَ إِسْحَاقُ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ،+ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ،+ لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ يُبَارِكُهُ.+ ١٣ فَتَعَاظَمَ ٱلرَّجُلُ وَأَخَذَ يَتَقَدَّمُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيَتَزَايَدُ فِي ٱلْغِنَى إِلَى أَنْ صَارَ عَظِيمًا جِدًّا.+ ١٤ فَصَارَتْ لَهُ قُطْعَانُ غَنَمٍ وَقُطْعَانُ بَقَرٍ وَخَدَمٌ كَثِيرُونَ،+ فَحَسَدَهُ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ.+
١٥ وَكُلُّ ٱلْآبَارِ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُ أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ+ طَمَّهَا ٱلْفِلِسْطِيُّونَ وَمَلَأُوهَا تُرَابًا.+ ١٦ وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لِإِسْحَاقَ: «اِنْتَقِلْ مِنْ جِوَارِنَا، لِأَنَّكَ صِرْتَ أَقْوَى مِنَّا بِكَثِيرٍ».+ ١٧ فَٱنْتَقَلَ إِسْحَاقُ مِنْ هُنَاكَ وَخَيَّمَ فِي وَادِي جَرَارَ+ وَسَكَنَ هُنَاكَ. ١٨ فَعَادَ إِسْحَاقُ وَحَفَرَ آبَارَ ٱلْمَاءِ ٱلَّتِي حَفَرُوهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ وَطَمَّهَا ٱلْفِلِسْطِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ،+ وَدَعَاهَا بِأَسْمَاءٍ كَٱلْأَسْمَاءِ ٱلَّتِي كَانَ أَبُوهُ قَدْ دَعَاهَا بِهَا.+
١٩ وَحَفَرَ خُدَّامُ إِسْحَاقَ فِي ٱلْوَادِي فَوَجَدُوا هُنَاكَ بِئْرَ مَاءٍ عَذْبٍ. ٢٠ فَخَاصَمَ رُعَاةُ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحَاقَ،+ قَائِلِينَ: «اَلْمَاءُ لَنَا!». فَدَعَا ٱسْمَ ٱلْبِئْرِ عِسِقَ، لِأَنَّهُمْ نَازَعُوهُ. ٢١ وَحَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى، وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضًا. فَدَعَا ٱسْمَهَا سِطْنَةَ. ٢٢ ثُمَّ ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْرًا أُخْرَى،+ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا. فَدَعَا ٱسْمَهَا رَحُوبُوتَ وَقَالَ: «لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ أَرْحَبَ+ ٱلْآنَ لَنَا وَجَعَلَنَا مُثْمِرِينَ فِي ٱلْأَرْضِ».+
٢٣ ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرَ سَبْعَ.+ ٢٤ فَظَهَرَ لَهُ يَهْوَهُ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ.+ لَا تَخَفْ،+ لِأَنِّي مَعَكَ، وَلَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ* مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ خَادِمِي».+ ٢٥ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا بِٱسْمِ يَهْوَهَ،+ وَنَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ،+ وَحَفَرَ هُنَاكَ خُدَّامُ إِسْحَاقَ بِئْرًا.
٢٦ فَأَتَى إِلَيْهِ مِنْ جَرَارَ أَبِيمَالِكُ وَأَحُزَّاتُ صَدِيقُهُ ٱلْأَمِينُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ.+ ٢٧ فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ: «لِمَاذَا أَتَيْتُمْ إِلَيَّ، وَأَنْتُمْ قَدْ أَبْغَضْتُمُونِي وَصَرَفْتُمُونِي مِنْ جِوَارِكُمْ؟».+ ٢٨ فَقَالُوا: «لَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَكَ،+ فَقُلْنَا: ‹لِيَكُنْ بَيْنَنَا حِلْفٌ،+ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ، وَلْنَقْطَعْ مَعَكَ عَهْدًا،+ ٢٩ أَلَّا تَفْعَلَ بِنَا شَرًّا، كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا لَمْ نَفْعَلْ بِكَ إِلَّا خَيْرًا بِصَرْفِنَا إِيَّاكَ بِسَلَامٍ.+ أَنْتَ ٱلْآنَ مُبَارَكُ يَهْوَهَ›».+ ٣٠ فَصَنَعَ لَهُمْ وَلِيمَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.+ ٣١ وَبَكَّرُوا فِي ٱلصَّبَاحِ، وَأَقْسَمَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ.+ ثُمَّ صَرَفَهُمْ إِسْحَاقُ، فَذَهَبُوا مِنْ عِنْدِهِ بِسَلَامٍ.+
٣٢ وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ خُدَّامَ إِسْحَاقَ جَاءُوا وَأَخْبَرُوهُ عَنِ ٱلْبِئْرِ ٱلَّتِي حَفَرُوهَا،+ وَقَالُوا لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَاءً!». ٣٣ فَدَعَا ٱسْمَهَا شِبْعَةَ. لِذٰلِكَ ٱسْمُ ٱلْمَدِينَةِ بِئْرَ سَبْعُ+ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.
٣٤ وَصَارَ عِيسُو ٱبْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَخَذَ زَوْجَتَيْنِ: يَهُودِيتَ بِنْتَ بَئِيرِي ٱلْحِثِّيِّ، وَبَسْمَةَ بِنْتَ إِيلُونَ ٱلْحِثِّيِّ.+ ٣٥ فَكَانَتَا مَرَارَةَ رُوحٍ لِإِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ.+
٢٧ وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ، وَذَهَبَ بَصَرُهُ،+ أَنَّهُ دَعَا عِيسُو ٱبْنَهُ ٱلْأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ:+ «يَا ٱبْنِي!»، فَقَالَ لَهُ: «هٰأَنَذَا!». ٢ فَقَالَ: «هَا أَنَا قَدْ شِخْتُ.+ وَلَا أَعْرِفُ يَوْمَ مَوْتِي.+ ٣ فَٱلْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ، جَعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَٱخْرُجْ إِلَى ٱلْحَقْلِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا.+ ٤ وَٱصْنَعْ لِي طَبَقًا لَذِيذًا كَمَا أُحِبُّ، وَجِئْنِي بِهِ فَآكُلَ، لِكَيْ تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ».+
٥ وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً حِينَ كَلَّمَ إِسْحَاقُ عِيسُو ٱبْنَهُ. فَخَرَجَ عِيسُو إِلَى ٱلْحَقْلِ لِكَيْ يَصْطَادَ صَيْدًا وَيَجِيءَ بِهِ.+ ٦ فَقَالَتْ رِفْقَةُ لِيَعْقُوبَ ٱبْنِهَا:+ «هَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُو أَخَاكَ، قَائِلًا: ٧ ‹جِئْنِي بِصَيْدٍ وَٱصْنَعْ لِي طَبَقًا لَذِيذًا فَآكُلَ، لِكَيْ أُبَارِكَكَ أَمَامَ يَهْوَهَ قَبْلَ مَوْتِي›.+ ٨ فَٱلْآنَ يَا ٱبْنِي، ٱسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ.+ ٩ اِذْهَبْ إِلَى ٱلْقَطِيعِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ مِنَ ٱلْمِعْزَى جَيِّدَيْنِ لِكَيْ أُعِدَّهُمَا طَبَقًا لَذِيذًا لِأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ. ١٠ فَتَجِيءُ بِهِ إِلَى أَبِيكَ وَيَأْكُلُ، لِكَيْ يُبَارِكَكَ قَبْلَ مَوْتِهِ».
١١ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «لٰكِنَّ عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ.+ ١٢ فَمَاذَا لَوْ جَسَّنِي أَبِي؟+ أَصِيرُ فِي عَيْنَيْهِ كَٱلسَّاخِرِ،+ وَأَجْلُبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لَا بَرَكَةً».+ ١٣ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «عَلَيَّ لَعْنَتُكَ يَا ٱبْنِي.+ اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَٱذْهَبْ خُذْ لِي ذٰلِكَ».+ ١٤ فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لِأُمِّهِ، فَصَنَعَتْ أُمُّهُ طَبَقًا لَذِيذًا كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ. ١٥ ثُمَّ أَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ٱبْنِهَا ٱلْأَكْبَرِ،+ أَنْفَسَ مَا عِنْدَهَا فِي ٱلْبَيْتِ،+ وَأَلْبَسَتْهَا يَعْقُوبَ ٱبْنَهَا ٱلْأَصْغَرَ.+ ١٦ وَجَعَلَتْ عَلَى يَدَيْهِ وَعَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَمْلَسِ مِنْ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ ٱلْمِعْزَى.+ ١٧ وَجَعَلَتِ ٱلطَّبَقَ ٱللَّذِيذَ وَٱلْخُبْزَ ٱلَّذِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ٱبْنِهَا.+
١٨ فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي!»، فَقَالَ: «هٰأَنَذَا! مَنْ أَنْتَ يَا ٱبْنِي؟». ١٩ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ.+ قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. أَرْجُوكَ، قُمِ ٱجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي، لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».+ ٢٠ فَقَالَ إِسْحَاقُ لِٱبْنِهِ: «كَيْفَ وَجَدْتَ ذٰلِكَ بِهٰذِهِ ٱلسُّرْعَةِ، يَا ٱبْنِي؟». فَقَالَ: «لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». ٢١ فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «اِقْتَرِبْ حَتَّى أَجُسَّكَ يَا ٱبْنِي، لِأَعْلَمَ هَلْ أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي عِيسُو أَمْ لَا».+ ٢٢ فَٱقْتَرَبَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ وَقَالَ: «اَلصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلٰكِنَّ ٱلْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو».+ ٢٣ وَلَمْ يَعْرِفْهُ، لِأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا شَعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ، فَبَارَكَهُ.+
٢٤ ثُمَّ قَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي عِيسُو؟»، فَقَالَ: «أَنَا هُوَ».+ ٢٥ فَقَالَ: «قَرِّبْ لِي لِآكُلَ مِنْ صَيْدِ ٱبْنِي، حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي».+ فَقَرَّبَ لَهُ فَأَكَلَ، وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْرًا فَشَرِبَ. ٢٦ ثُمَّ قَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «اِقْتَرِبْ وَقَبِّلْنِي يَا ٱبْنِي».+ ٢٧ فَٱقْتَرَبَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ،+ وَبَارَكَهُ وَقَالَ:
«اُنْظُرْ، رَائِحَةُ ٱبْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ يَهْوَهُ. ٢٨ فَلْيُعْطِكَ ٱللّٰهُ نَدَى ٱلسَّمَاءِ+ وَتُرْبَةَ ٱلْأَرْضِ ٱلْخِصْبَةَ+ وَكَثْرَةَ قَمْحٍ وَمِسْطَارٍ.+ ٢٩ لِتَخْدُمْكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ أُمَمٌ.+ كُنْ سَيِّدًا لِإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ.+ لِيَكُنْ لَاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».+
٣٠ وَحَدَثَ لَمَّا ٱنْتَهَى إِسْحَاقُ مِنْ مُبَارَكَةِ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ إِسْحَاقَ أَبِيهِ، أَنَّ عِيسُو أَخَاهُ رَجَعَ مِنْ صَيْدِهِ.+ ٣١ فَصَنَعَ هُوَ أَيْضًا طَبَقًا لَذِيذًا. وَأَتَى بِهِ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ لِأَبِيهِ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ٱبْنِهِ، لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».+ ٣٢ فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟»، فَقَالَ: «أَنَا ٱبْنُكَ، بِكْرُكَ عِيسُو».+ ٣٣ فَٱرْتَعَدَ إِسْحَاقُ ٱرْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا، وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي ٱصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ، فَأَكَلْتُ مِنَ ٱلْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، مُبَارَكًا يَكُونُ!».+
٣٤ فَلَمَّا سَمِعَ عِيسُو كَلَامَ أَبِيهِ، صَرَخَ صُرَاخًا عَظِيمًا وَمُرًّا لِلْغَايَةِ وَقَالَ لِأَبِيهِ:+ «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي!».+ ٣٥ فَقَالَ: «جَاءَ أَخُوكَ بِخِدَاعٍ لِكَيْ يَأْخُذَ بَرَكَتَكَ».+ ٣٦ فَقَالَ: «أَلَيْسَ لِأَنَّ ٱسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ، عَقَبَنِي هَاتَيْنِ ٱلْمَرَّتَيْنِ؟+ أَخَذَ بَكُورِيَّتِي،+ وَهَا هُوَ ٱلْآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي!».+ وَقَالَ: «أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟». ٣٧ فَأَجَابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو: «هٰأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ،+ وَأَعْطَيْتُهُ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ خُدَّامًا،+ وَبِٱلْقَمْحِ وَٱلْمِسْطَارِ أَمْدَدْتُهُ،+ فَمَاذَا أَفْعَلُ لَكَ يَا ٱبْنِي؟».
٣٨ فَقَالَ عِيسُو لِأَبِيهِ: «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي!».+ وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى.+ ٣٩ فَأَجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ:
«هُوَذَا بَعِيدًا عَنْ تُرْبَةِ ٱلْأَرْضِ ٱلْخِصْبَةِ يَكُونُ مَسْكِنُكَ، وَعَنْ نَدَى ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ.+ ٤٠ وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ،+ وَأَخَاكَ تَخْدُمُ.+ وَلٰكِنْ يَكُونُ حِينَ تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».+
٤١ فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ بِسَبَبِ ٱلْبَرَكَةِ ٱلَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ،+ وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ:+ «قَدِ ٱقْتَرَبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي،+ فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي».+ ٤٢ فَأُخْبِرَتْ رِفْقَةُ بِكَلَامِ عِيسُو ٱبْنِهَا ٱلْأَكْبَرِ، فَفِي ٱلْحَالِ أَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ ٱبْنَهَا ٱلْأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ يَتَعَزَّى مِنْ جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ.+ ٤٣ فَٱلْآنَ يَا ٱبْنِي، ٱسْمَعْ لِقَوْلِي وَقُمِ+ ٱهْرُبْ إِلَى لَابَانَ أَخِي فِي حَارَانَ.+ ٤٤ وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا إِلَى أَنْ يَسْكُنَ سُخْطُ أَخِيكَ،+ ٤٥ إِلَى أَنْ يَتَحَوَّلَ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ وَيَنْسَى مَا فَعَلْتَ بِهِ.+ وَأَنَا أُرْسِلُ وَآخُذُكَ مِنْ هُنَاكَ. فَلِمَاذَا أَثْكَلُكُمَا كِلَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟».
٤٦ بَعْدَ ذٰلِكَ قَالَتْ رِفْقَةُ لِإِسْحَاقَ: «قَدْ مَقَتُّ حَيَاتِي هٰذِهِ بِسَبَبِ ٱبْنَتَيْ حِثٍّ.+ إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثٍّ مِثْلَ هَاتَيْنِ مِنْ بَنَاتِ ٱلْأَرْضِ، فَمَا نَفْعُ حَيَاتِي؟».+
٢٨ فَدَعَا إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ وَأَوْصَاهُ وَقَالَ لَهُ: «لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ.+ ٢ قُمِ ٱذْهَبْ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ، إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمِّكَ، وَخُذْ لِنَفْسِكَ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ، مِنْ بَنَاتِ لَابَانَ أَخِي أُمِّكَ.+ ٣ وَٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُبَارِكُكَ وَيَجْعَلُكَ مُثْمِرًا وَيُكَثِّرُكَ، فَتَصِيرُ جَمَاعَةَ شُعُوبٍ.+ ٤ وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ،+ لَكَ وَلِنَسْلِكَ* مَعَكَ،+ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ+ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ».+
٥ فَصَرَفَ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ، فَمَضَى إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ، إِلَى لَابَانَ بْنِ بَتُوئِيلَ ٱلْأَرَامِيِّ،+ أَخِي رِفْقَةَ+ أُمِّ يَعْقُوبَ وَعِيسُو.+
٦ فَلَمَّا رَأَى عِيسُو أَنَّ إِسْحَاقَ قَدْ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَصَرَفَهُ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ، وَأَنَّهُ حِينَ بَارَكَهُ أَوْصَاهُ قَائِلًا: «لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ»،+ ٧ وَأَنَّ يَعْقُوبَ أَطَاعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ،+ ٨ رَأَى عِيسُو أَنَّ بَنَاتِ كَنْعَانَ سَيِّئَاتٌ فِي عَيْنَيْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ.+ ٩ فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَخَذَ مَحَلَاتَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ، زَوْجَةً لَهُ مَعَ زَوْجَتَيْهِ ٱلْأُخْرَيَيْنِ.+
١٠ فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرَ سَبْعَ وَذَهَبَ إِلَى حَارَانَ.+ ١١ وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لِأَنَّ ٱلشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَرَبَتْ. فَأَخَذَ حَجَرًا مِنْ حِجَارَةِ ٱلْمَكَانِ وَجَعَلَهُ وِسَادَةً لِرَأْسِهِ وَٱضْطَجَعَ فِي ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ.+ ١٢ وَٱبْتَدَأَ يَحْلُمُ،+ فَإِذَا سُلَّمٌ قَائِمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَبْلُغُ ٱلسَّمَاءَ، وَإِذَا مَلَائِكَةُ ٱللّٰهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا،+ ١٣ وَهُوَذَا يَهْوَهُ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ:+
«أَنَا يَهْوَهُ إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ.+ اَلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا، لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ.+ ١٤ وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ ٱلْأَرْضِ،+ وَتَنْتَشِرُ إِلَى ٱلْغَرْبِ وَٱلشَّرْقِ وَٱلشَّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ،+ وَتَتَبَارَكُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ* جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ.+ ١٥ وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَأَرُدُّكَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ،+ لِأَنِّي لَا أَتْرُكُكَ حَتَّى أَعْمَلَ بِمَا كَلَّمْتُكَ بِهِ».+
١٦ ثُمَّ ٱسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا، إِنَّ يَهْوَهَ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ». ١٧ فَتَمَلَّكَهُ ٱلْخَوْفُ وَقَالَ:+ «مَا أَرْهَبَ هٰذَا ٱلْمَكَانَ!+ مَا هٰذَا إِلَّا بَيْتُ ٱللّٰهِ،+ وَهٰذَا بَابُ ٱلسَّمَاءِ». ١٨ وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ صَبَاحًا وَأَخَذَ ٱلْحَجَرَ ٱلَّذِي جَعَلَهُ وِسَادَةً لِرَأْسِهِ وَأَقَامَهُ نُصْبًا وَسَكَبَ عَلَى رَأْسِهِ زَيْتًا.+ ١٩ وَدَعَا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ بَيْتَ إِيلَ،+ وَلٰكِنَّ ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ سَابِقًا كَانَ لُوزَ.+
٢٠ وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا،+ قَائِلًا: «إِنْ كَانَ ٱللّٰهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هٰذَا ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أَنَا ذَاهِبٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لِآكُلَ وَثِيَابًا لِأَلْبَسَ،+ ٢١ وَرَجَعْتُ بِسَلَامٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ يَهْوَهُ إِلٰهًا لِي.+ ٢٢ وَهٰذَا ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي أَقَمْتُهُ نُصْبًا يَكُونُ بَيْتًا لِلّٰهِ،+ وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُقَدِّمُ لَكَ عُشْرَهُ».+
٢٩ بَعْدَ ذٰلِكَ نَهَضَ يَعْقُوبُ وَرَحَلَ إِلَى أَرْضِ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ.+ ٢ وَنَظَرَ فَإِذَا بِئْرٌ فِي ٱلْحَقْلِ، وَإِذَا ثَلَاثَةُ قُطْعَانٍ مِنَ ٱلْغَنَمِ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لِأَنَّهُمْ مِنْ تِلْكَ ٱلْبِئْرِ كَانُوا يَسْقُونَ ٱلْقُطْعَانَ.+ وَكَانَ عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ حَجَرٌ كَبِيرٌ.+ ٣ فَعِنْدَمَا تَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ كُلُّ ٱلْقُطْعَانِ، يُدَحْرِجُونَ ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ وَيَسْقُونَ ٱلْغَنَمَ، ثُمَّ يَرُدُّونَ ٱلْحَجَرَ عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ إِلَى مَكَانِهِ.
٤ فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: «يَا إِخْوَتِي، مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟»، فَقَالُوا: «نَحْنُ مِنْ حَارَانَ».+ ٥ فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَعْرِفُونَ لَابَانَ+ حَفِيدَ نَاحُورَ؟»،+ فَقَالُوا: «نَعْرِفُهُ». ٦ فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ هُوَ بِخَيْرٍ؟».+ قَالُوا: «هُوَ بِخَيْرٍ. وَهَا هِيَ رَاحِيلُ+ ٱبْنَتُهُ آتِيَةٌ مَعَ ٱلْغَنَمِ!».+ ٧ فَقَالَ: «هُوَذَا ٱلنَّهَارُ مَا زَالَ أَمَامَكُمْ بِكَامِلِهِ. لَيْسَ هٰذَا وَقْتَ ٱجْتِمَاعِ ٱلْقُطْعَانِ. اِسْقُوا ٱلْغَنَمَ، ثُمَّ ٱذْهَبُوا ٱرْعَوْهَا».+ ٨ فَقَالُوا: «لَا يَجُوزُ لَنَا ذٰلِكَ حَتَّى تَجْتَمِعَ كُلُّ ٱلْقُطْعَانِ وَيُدَحْرِجُوا ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ، ثُمَّ نَسْقِي ٱلْغَنَمَ».
٩ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ، أَتَتْ رَاحِيلُ+ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا، لِأَنَّهَا كَانَتْ رَاعِيَةً.+ ١٠ فَكَانَ لَمَّا رَأَى يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لَابَانَ أَخِي أُمِّهِ، وَغَنَمَ لَابَانَ أَخِي أُمِّهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ ٱقْتَرَبَ عَلَى ٱلْفَوْرِ وَدَحْرَجَ ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لَابَانَ أَخِي أُمِّهِ.+ ١١ وَقَبَّلَ+ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى.+ ١٢ وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو+ أَبِيهَا، وَأَنَّهُ ٱبْنُ رِفْقَةَ. فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا.+
١٣ فَكَانَ حِينَ سَمِعَ لَابَانُ خَبَرَ يَعْقُوبَ ٱبْنِ أُخْتِهِ أَنَّهُ رَكَضَ لِلِقَائِهِ.+ فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَجَاءَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ.+ فَأَخَذَ يُخْبِرُ لَابَانَ بِكُلِّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ. ١٤ فَقَالَ لَهُ لَابَانُ: «إِنَّمَا أَنْتَ عَظْمِي وَلَحْمِي».+ فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا كَامِلًا.
١٥ ثُمَّ قَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ: «أَلِأَنَّكَ أَخِي+ تَخْدُمُنِي مَجَّانًا؟+ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ؟».+ ١٦ وَكَانَ لِلَابَانَ ٱبْنَتَانِ. اِسْمُ ٱلْكُبْرَى لَيْئَةُ+ وَٱسْمُ ٱلصُّغْرَى رَاحِيلُ. ١٧ وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ شَاحِبَتَيْنِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ+ فَكَانَتْ جَمِيلَةَ ٱلصُّورَةِ وَجَمِيلَةَ ٱلْمَنْظَرِ.+ ١٨ وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: «أَخْدُمُكَ سَبْعَ سِنِينَ بِرَاحِيلَ ٱبْنَتِكَ ٱلصُّغْرَى».+ ١٩ فَقَالَ لَابَانُ: «أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَفْضَلُ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهَا لِرَجُلٍ آخَرَ.+ فَأَقِمْ عِنْدِي». ٢٠ فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينَ،+ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا.+
٢١ ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلَابَانَ: «أَعْطِنِي زَوْجَتِي، لِأَنَّ أَيَّامِي قَدْ كَمُلَتْ، فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا».+ ٢٢ عِنْدَئِذٍ جَمَعَ لَابَانُ جَمِيعَ أَهْلِ ٱلْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً.+ ٢٣ وَكَانَ فِي ٱلْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ٱبْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ لِيَدْخُلَ عَلَيْهَا. ٢٤ وَأَعْطَى لَابَانُ زِلْفَةَ+ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ٱبْنَتِهِ جَارِيَةً لَهَا. ٢٥ فَلَمَّا كَانَ ٱلصَّبَاحُ، إِذَا هِيَ لَيْئَةُ! فَقَالَ لِلَابَانَ: «مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا ٱحْتَلْتَ عَلَيَّ؟».+ ٢٦ فَقَالَ لَابَانُ: «لَيْسَ مِنَ ٱلْعَادَةِ أَنْ يُفْعَلَ هٰكَذَا فِي مَكَانِنَا، أَنْ تُعْطَى ٱلصُّغْرَى قَبْلَ ٱلْبِكْرِ. ٢٧ أَكْمِلْ+ أُسْبُوعَ هٰذِهِ. ثُمَّ تُعْطَى لَكَ تِلْكَ أَيْضًا بِٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي تَخْدُمُهَا عِنْدِي سَبْعَ سِنِينَ أُخْرَى».+ ٢٨ فَفَعَلَ يَعْقُوبُ كَذٰلِكَ وَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ هٰذِهِ، فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ٱبْنَتَهُ زَوْجَةً لَهُ. ٢٩ وَأَعْطَى لَابَانُ رَاحِيلَ ٱبْنَتَهُ بِلْهَةَ+ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا.
٣٠ فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضًا، وَأَحَبَّ أَيْضًا رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ،+ وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينَ أُخْرَى.+ ٣١ وَلَمَّا رَأَى يَهْوَهُ أَنَّ لَيْئَةَ غَيْرُ مَحْبُوبَةٍ،* فَتَحَ رَحِمَهَا،+ وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا.+ ٣٢ فَحَمَلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ رَأُوبِينَ،+ لِأَنَّهَا قَالَتْ: «قَدْ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى عَنَائِي،+ فَٱلْآنَ يُحِبُّنِي زَوْجِي». ٣٣ وَعَادَتْ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَقَالَتْ: «قَدْ سَمِعَ+ يَهْوَهُ، لِأَنِّي غَيْرُ مَحْبُوبَةٍ، فَأَعْطَانِي هٰذَا أَيْضًا». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ شِمْعُونَ.+ ٣٤ وَعَادَتْ أَيْضًا فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَقَالَتْ: «اَلْآنَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي زَوْجِي، لِأَنِّي قَدْ وَلَدْتُ لَهُ ثَلَاثَةَ بَنِينَ». لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ لَاوِيَ.+ ٣٥ وَعَادَتْ أَيْضًا فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَقَالَتْ: «هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَحْمَدُ يَهْوَهَ». لِذٰلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ يَهُوذَا.+ ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلْوِلَادَةِ.
٣٠ فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ:+ «هَبْ لِي أَوْلَادًا، وَإِلَّا فَإِنِّي أَمُوتُ».+ ٢ فَٱتَّقَدَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ:+ «هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمَرَةَ ٱلْبَطْنِ؟».+ ٣ فَقَالَتْ: «هُوَذَا أَمَتِي بِلْهَةُ.+ اُدْخُلْ عَلَيْهَا، فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَيَكُونَ لِي مِنْهَا بَنُونَ».+ ٤ فَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ.+ ٥ فَحَمَلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا.+ ٦ فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى+ ٱللّٰهُ لِي وَسَمِعَ أَيْضًا لِصَوْتِي فَأَعْطَانِي ٱبْنًا». لِذٰلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ دَانًا.+ ٧ وَحَمَلَتْ أَيْضًا بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ. ٨ فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «مُصَارَعَاتٍ شَاقَّةً قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي، وَأَفْلَحْتُ!». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ نَفْتَالِيَ.+
٩ وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلْوِلَادَةِ، أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً.+ ١٠ فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا. ١١ فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَلسَّعْدِ!». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ جَادًا.+ ١٢ ثُمَّ وَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ٱبْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ. ١٣ فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَسَعَادَتِي! لِأَنَّ ٱلْبَنَاتِ سَيَغْبِطْنَنِي».+ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ أَشِيرَ.+
١٤ وَسَارَ رَأُوبِينُ+ فِي أَيَّامِ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ+ فَوَجَدَ لُفَّاحًا فِي ٱلْحَقْلِ، فَأَتَى بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «مِنْ فَضْلِكِ، أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ».+ ١٥ فَقَالَتْ لَهَا: «أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ زَوْجِي+ فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ٱبْنِي أَيْضًا؟». فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «إِذًا يَضْطَجِعُ مَعَكِ ٱللَّيْلَةَ بَدَلَ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ».
١٦ فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ ٱلْحَقْلِ مَسَاءً،+ خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِلِقَائِهِ وَقَالَتْ: «عَلَيَّ تَدْخُلُ، لِأَنِّي قَدِ ٱسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ٱبْنِي». فَٱضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ.+ ١٧ وَسَمِعَ ٱللّٰهُ لِلَيْئَةَ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا خَامِسًا.+ ١٨ فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ أَعْطَانِي ٱللّٰهُ أُجْرَةً، لِأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِزَوْجِي». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ يَسَّاكَرَ.+ ١٩ وَعَادَتْ لَيْئَةُ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا سَادِسًا لِيَعْقُوبَ.+ ٢٠ فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ وَهَبَ لِي ٱللّٰهُ هِبَةً حَسَنَةً. فَأَخِيرًا يَتَحَمَّلُنِي زَوْجِي،+ لِأَنِّي قَدْ وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ».+ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ زَبُولُونَ.+ ٢١ ثُمَّ وَلَدَتِ ٱبْنَةً، فَدَعَتِ ٱسْمَهَا دِينَةَ.+
٢٢ وَأَخِيرًا ذَكَرَ ٱللّٰهُ رَاحِيلَ، وَسَمِعَ ٱللّٰهُ لَهَا فَفَتَحَ رَحِمَهَا.+ ٢٣ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا. فَقَالَتْ: «قَدْ نَزَعَ ٱللّٰهُ عَارِي!».+ ٢٤ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ يُوسُفَ،+ قَائِلَةً: «يَزِيدُنِي يَهْوَهُ ٱبْنًا آخَرَ».
٢٥ وَحَدَثَ لَمَّا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ أَنَّ يَعْقُوبَ قَالَ لِلَابَانَ: «اِصْرِفْنِي لِأَذْهَبَ إِلَى مَكَانِي وَإِلَى أَرْضِي.+ ٢٦ أَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلَادِي ٱلَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ، فَأَذْهَبَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ تَعْلَمُ خِدْمَتِي ٱلَّتِي خَدَمْتُكَ».+ ٢٧ فَقَالَ لَهُ لَابَانُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ . . . لَقَدْ تَفَاءَلْتُ وَعَرَفْتُ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُنِي بِسَبَبِكَ».+ ٢٨ وَقَالَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ».+ ٢٩ فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ، وَكَيْفَ صَارَتْ قُطْعَانُكَ مَعِي،+ ٣٠ فَقَدْ كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي قَلِيلٌ، وَقَدِ ٱتَّسَعَ إِلَى كَثِيرٍ، فَبَارَكَكَ يَهْوَهُ مُنْذُ مَجِيئِي.+ وَٱلْآنَ مَتَى أَعْمَلُ أَنَا أَيْضًا لِبَيْتِي؟».+
٣١ فَقَالَ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟». فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لَا أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي شَيْئًا!+ فَأَنَا أَعُودُ لِأَرْعَى غَنَمَكَ+ وَأَحْفَظَهَا+ إِذَا فَعَلْتَ لِي هٰذَا ٱلْأَمْرَ: ٣٢ أَمُرُّ فِي غَنَمِكَ كُلِّهَا ٱلْيَوْمَ. وَٱعْزِلْ أَنْتَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، وَكُلَّ شَاةٍ دَكْنَاءَ مِنَ ٱلضَّأْنِ، وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ مِنَ ٱلْعِنَازِ. فَيَكُونُ مِثْلُ ذٰلِكَ أُجْرَتِي.+ ٣٣ وَيَشْهَدُ لِي صِدْقِي يَوْمَ غَدٍ إِذَا جِئْتَ لِتَفْحَصَ أُجْرَتِي:+ كُلُّ مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ مِنَ ٱلْعِنَازِ وَأَدْكَنَ مِنَ ٱلضَّأْنِ فَهُوَ مَسْرُوقٌ إِذَا كَانَ عِنْدِي».+
٣٤ فَقَالَ لَابَانُ: «حَسَنًا! لِيَكُنْ بِحَسَبِ كَلَامِكَ».+ ٣٥ فَعَزَلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلتُّيُوسَ ٱلْمُخَطَّطَةَ وَٱلْبَلْقَاءَ وَكُلَّ ٱلْعِنَازِ ٱلرَّقْطَاءِ وَٱلْبَلْقَاءِ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ أَدْكَنَ مِنَ ٱلضَّأْنِ، غَيْرَ أَنَّهُ سَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي بَنِيهِ. ٣٦ ثُمَّ جَعَلَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ، وَكَانَ يَعْقُوبُ يَرْعَى غَنَمَ لَابَانَ ٱلْبَاقِيَةَ.
٣٧ فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَانًا رَطْبَةً مِنْ أَشْجَارِ ٱللُّبْنَى+ وَٱللَّوْزِ+ وَٱلدُّلْبِ،+ وَقَشَّرَ فِيهَا بُقَعًا بَيْضَاءَ، كَاشِفًا عَنِ ٱلْبَيَاضِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْقُضْبَانِ.+ ٣٨ وَجَعَلَ ٱلْقُضْبَانَ ٱلَّتِي قَشَّرَهَا أَمَامَ ٱلْغَنَمِ، فِي ٱلْأَجْرَانِ، فِي مَسَاقِي ٱلْمِيَاهِ،+ حَيْثُ كَانَتِ ٱلْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ، حَتَّى تَشْتَدَّ شَهْوَتُهَا لِلتَّزَاوُجِ أَمَامَهَا عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ.
٣٩ فَكَانَتْ تَشْتَدُّ شَهْوَةُ ٱلْغَنَمِ لِلتَّزَاوُجِ أَمَامَ ٱلْقُضْبَانِ، فَتَلِدُ ٱلْغَنَمُ مَا هُوَ مُخَطَّطٌ وَأَرْقَطُ وَأَبْلَقُ.+ ٤٠ وَأَفْرَزَ يَعْقُوبُ ٱلضَّأْنَ وَجَعَلَ وُجُوهَ ٱلْغَنَمِ إِلَى كُلِّ مُخَطَّطٍ وَأَدْكَنَ بَيْنَ غَنَمِ لَابَانَ. وَجَعَلَ لِنَفْسِهِ قُطْعَانًا عَلَى حِدَةٍ، وَلَمْ يَجْعَلْهَا مَعَ غَنَمِ لَابَانَ. ٤١ وَحَدَثَ كُلَّمَا ٱشْتَدَّتْ شَهْوَةُ ٱلْغَنَمِ ٱلْقَوِيَّةِ ٱلْبِنْيَةِ+ لِلتَّزَاوُجِ أَنَّ يَعْقُوبَ وَضَعَ ٱلْقُضْبَانَ فِي ٱلْأَجْرَانِ+ أَمَامَ عُيُونِ ٱلْغَنَمِ، حَتَّى تَشْتَدَّ شَهْوَتُهَا لِلتَّزَاوُجِ بَيْنَ ٱلْقُضْبَانِ. ٤٢ وَحِينَ ظَهَرَتِ ٱلْغَنَمُ ضَعِيفَةً، لَمْ يَضَعْهَا هُنَاكَ. فَصَارَتِ ٱلضَّعِيفَةُ لِلَابَانَ وَٱلْقَوِيَّةُ ٱلْبِنْيَةِ لِيَعْقُوبَ.+
٤٣ فَٱتَّسَعَ ٱلرَّجُلُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَخُدَّامٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ.+
٣١ فَسَمِعَ كَلَامَ بَنِي لَابَانَ، قَائِلِينَ: «قَدْ أَخَذَ يَعْقُوبُ كُلَّ مَا كَانَ لِأَبِينَا، وَمِمَّا لِأَبِينَا جَمَعَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلثَّرْوَةِ».+ ٢ وَنَظَرَ يَعْقُوبُ وَجْهَ لَابَانَ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ مَعَهُ كَمَا مِنْ قَبْلُ.+ ٣ فَقَالَ يَهْوَهُ لِيَعْقُوبَ: «اِرْجِعْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى أَنْسِبَائِكَ،+ فَأَكُونَ مَعَكَ».+ ٤ فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَدَعَا رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى ٱلْحَقْلِ إِلَى غَنَمِهِ، ٥ وَقَالَ لَهُمَا:
«إِنِّي أَرَى وَجْهَ أَبِيكُمَا أَنَّهُ لَيْسَ نَحْوِي كَمَا مِنْ قَبْلُ،+ وَلٰكِنَّ إِلٰهَ أَبِي كَانَ مَعِي.+ ٦ وَأَنْتُمَا تَعْلَمَانِ يَقِينًا أَنِّي بِكُلِّ قُوَّتِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا.+ ٧ وَأَبُوكُمَا خَدَعَنِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يَدَعْهُ يُسِيءُ إِلَيَّ.+ ٨ إِنْ قَالَ هٰكَذَا: ‹اَلرُّقْطُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ›، وَلَدَتْ كُلُّ ٱلْغَنَمِ رُقْطًا. وَإِنْ قَالَ هٰكَذَا: ‹اَلْمُخَطَّطَةُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ›، وَلَدَتْ كُلُّ ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةً.+ ٩ فَكَانَ ٱللّٰهُ يَأْخُذُ قَطِيعَ أَبِيكُمَا وَيُعْطِينِي إِيَّاهُ.+ ١٠ وَحَدَثَ فِي وَقْتِ ٱشْتِدَادِ شَهْوَةِ ٱلْغَنَمِ لِلتَّزَاوُجِ أَنِّي رَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ فِي حُلْمٍ،+ فَإِذَا ٱلتُّيُوسُ ٱلصَّاعِدَةُ عَلَى ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ.+ ١١ فَقَالَ لِي مَلَاكُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْحُلْمِ: ‹يَا يَعْقُوبُ›، فَقُلْتُ: ‹هٰأَنَذَا›.+ ١٢ فَقَالَ: ‹اِرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ: جَمِيعُ ٱلتُّيُوسِ ٱلصَّاعِدَةِ عَلَى ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ، لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُهُ لَابَانُ بِكَ.+ ١٣ أَنَا إِلٰهُ بَيْتَ إِيلَ،+ حَيْثُ مَسَحْتَ نُصْبًا+ وَحَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْرًا.+ وَٱلْآنَ قُمِ ٱخْرُجْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ وَٱرْجِعْ إِلَى أَرْضِ مَوْلِدِكَ›».+
١٤ فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ وَقَالَتَا لَهُ: «أَلَنَا نَصِيبُ مِيرَاثٍ بَعْدُ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟+ ١٥ أَلَسْنَا عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ غَرِيبَتَيْنِ، حَيْثُ قَدْ بَاعَنَا وَأَكَلَ ٱلْمَالَ ٱلْمُقَدَّمَ لَنَا؟+ ١٦ فَكُلُّ ٱلْغِنَى ٱلَّذِي أَخَذَهُ ٱللّٰهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا.+ وَٱلْآنَ فَكُلُّ مَا قَالَهُ ٱللّٰهُ لَكَ فَٱفْعَلْهُ».+
١٧ فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلَادَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى ٱلْجِمَالِ،+ ١٨ وَسَاقَ كُلَّ قَطِيعِهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ قَدِ ٱقْتَنَاهَا،+ قَطِيعَ ٱقْتِنَائِهِ ٱلَّذِي ٱقْتَنَاهُ فِي فَدَّانَ أَرَامَ، لِيَذْهَبَ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.+
١٩ وَكَانَ لَابَانُ قَدْ ذَهَبَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ تَرَافِيمَ*+ أَبِيهَا. ٢٠ وَخَدَعَ يَعْقُوبُ لَابَانَ ٱلْأَرَامِيَّ، إِذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ هَارِبٌ. ٢١ فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَقَامَ وَعَبَرَ ٱلنَّهْرَ.+ ثُمَّ جَعَلَ وَجْهَهُ نَحْوَ مِنْطَقَةِ جِلْعَادَ+ ٱلْجَبَلِيَّةِ. ٢٢ فَأُخْبِرَ لَابَانُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ بِأَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. ٢٣ فَأَخَذَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى+ وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَأَدْرَكَهُ فِي مِنْطَقَةِ جِلْعَادَ ٱلْجَبَلِيَّةِ. ٢٤ وَأَتَى ٱللّٰهُ إِلَى لَابَانَ ٱلْأَرَامِيِّ+ فِي ٱلْحُلْمِ لَيْلًا+ وَقَالَ لَهُ: «اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ».+
٢٥ فَٱقْتَرَبَ لَابَانُ مِنْ يَعْقُوبَ، وَكَانَ يَعْقُوبُ قَدْ نَصَبَ خَيْمَتَهُ فِي ٱلْجَبَلِ، فَخَيَّمَ لَابَانُ مَعَ إِخْوَتِهِ فِي مِنْطَقَةِ جِلْعَادَ ٱلْجَبَلِيَّةِ. ٢٦ وَقَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَاذَا صَنَعْتَ، وَقَدْ خَدَعْتَنِي وَسُقْتَ بِنْتَيَّ كَأَسْرَى ٱلسَّيْفِ؟+ ٢٧ لِمَاذَا هَرَبْتَ خِفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي حَتَّى أَصْرِفَكَ بِفَرَحٍ وَأَغَانٍ،+ بِدُفٍّ وَقِيثَارَةٍ؟+ ٢٨ وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ أَوْلَادِي وَبِنْتَيَّ.+ اَلْآنَ بِحَمَاقَةٍ تَصَرَّفْتَ. ٢٩ إِنَّ فِي طَاقَةِ يَدِي أَنْ أُلْحِقَ بِكُمْ ضَرَرًا،+ وَلٰكِنَّ إِلٰهَ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِي ٱلْبَارِحَةَ، قَائِلًا: ‹اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ›.+ ٣٠ وَٱلْآنَ إِنَّمَا ذَهَبْتَ لِأَنَّكَ قَدِ ٱشْتَقْتَ كَثِيرًا إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلٰكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟».+
٣١ فَأَجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلَابَانَ: «لِأَنِّي خِفْتُ.+ فَقَدْ قُلْتُ فِي نَفْسِي: ‹رُبَّمَا تَغْتَصِبُ ٱبْنَتَيْكَ مِنِّي›. ٣٢ اَلَّذِي تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ لَا يَعِيشُ.+ أَمَامَ إِخْوَتِنَا تَحَقَّقْ أَنْتَ بِنَفْسِكَ مَاذَا مَعِي وَخُذْهُ لَكَ».+ فَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ سَرَقَتْهَا.+ ٣٣ فَدَخَلَ لَابَانُ خَيْمَةَ يَعْقُوبَ وَخَيْمَةَ لَيْئَةَ وَخَيْمَةَ ٱلْأَمَتَيْنِ،+ وَلَمْ يَجِدْهَا. وَخَرَجَ مِنْ خَيْمَةِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ خَيْمَةَ رَاحِيلَ. ٣٤ وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ ٱلتَّرَافِيمَ وَوَضَعَتْهَا فِي حَدَاجَةِ ٱلْجَمَلِ وَبَقِيَتْ جَالِسَةً عَلَيْهَا. فَجَسَّ لَابَانُ ٱلْخَيْمَةَ كُلَّهَا وَلَمْ يَجِدْهَا. ٣٥ فَقَالَتْ لِأَبِيهَا: «لَا يَتَّقِدِ ٱلْغَضَبُ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي،+ فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ أَمَامَكَ، لِأَنَّ عَلَيَّ عَادَةَ ٱلنِّسَاءِ».+ فَفَتَّشَ جَيِّدًا وَلَمْ يَجِدِ ٱلتَّرَافِيمَ.+
٣٦ فَغَضِبَ+ يَعْقُوبُ وَخَاصَمَ لَابَانَ، وَأَجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلَابَانَ: «مَا مَعْصِيَتِي+ وَمَا خَطِيَّتِي حَتَّى جَدَدْتَ فِي إِثْرِي؟+ ٣٧ وَقَدْ جَسَسْتَ جَمِيعَ أَمْتِعَتِي، فَمَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَمْتِعَةِ بَيْتِكَ؟+ ضَعْهُ هُنَا أَمَامَ إِخْوَتِي وَإِخْوَتِكَ،+ وَلْيَحْكُمُوا بَيْنَنَا كِلَيْنَا.+ ٣٨ عِشْرِينَ سَنَةً أَنَا مَعَكَ. نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ لَمْ تُسْقِطْ،+ وَكِبَاشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ. ٣٩ أَشْلَاءَ فَرِيسَةٍ لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ.+ أَنَا كُنْتُ أَتَحَمَّلُ خَسَارَتَهَا. وَمَا يُسْرَقُ نَهَارًا أَوْ يُسْرَقُ لَيْلًا، فَمِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهُ.+ ٤٠ كُنْتُ فِي ٱلنَّهَارِ يَأْكُلُنِي ٱلْحَرُّ وَفِي ٱللَّيْلِ ٱلْبَرْدُ، وَطَارَ ٱلنَّوْمُ مِنْ عَيْنَيَّ.+ ٤١ وَهٰذِهِ عِشْرُونَ سَنَةً لِي فِي بَيْتِكَ. خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِٱبْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سِنِينَ بِغَنَمِكَ، وَغَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ.+ ٤٢ وَلَوْلَا أَنَّ إِلٰهَ أَبِي،+ إِلٰهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحَاقَ،+ كَانَ مَعِي، لَكُنْتَ ٱلْآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغَ ٱلْيَدَيْنِ. عَنَائِي وَتَعَبَ يَدَيَّ قَدْ نَظَرَ ٱللّٰهُ، فَوَبَّخَكَ ٱلْبَارِحَةَ».+
٤٣ فَأَجَابَ لَابَانُ وَقَالَ لِيَعْقُوبَ: «اَلْبِنْتَانِ ٱبْنَتَايَ وَٱلْأَوْلَادُ أَوْلَادِي وَٱلْغَنَمُ غَنَمِي، وَكُلُّ مَا تَرَاهُ هُوَ لِي وَلِٱبْنَتَيَّ. فَمَاذَا أَفْعَلُ ٱلْيَوْمَ بِهِمَا أَوْ بِأَوْلَادِهِمَا ٱلَّذِينَ وَلَدَتَاهُمْ؟ ٤٤ فَٱلْآنَ هَلُمَّ نَقْطَعُ عَهْدًا،+ أَنَا وَأَنْتَ، فَيَكُونُ شَاهِدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ».+ ٤٥ فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَقَامَهُ نُصْبًا.+ ٤٦ وَقَالَ يَعْقُوبُ لِإِخْوَتِهِ: «اِلْتَقِطُوا حِجَارَةً!». فَأَخَذُوا حِجَارَةً وَصَنَعُوا كَوْمَةً.+ ثُمَّ أَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى ٱلْكَوْمَةِ. ٤٧ وَدَعَاهَا لَابَانُ يَجَرْ سَهْدُوثَا، وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا جَلْعِيدَ.
٤٨ وَقَالَ لَابَانُ: «هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةُ هِيَ شَاهِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ٱلْيَوْمَ». لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَهَا جَلْعِيدَ،+ ٤٩ وَبُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ، لِأَنَّهُ قَالَ: «لِيُرَاقِبْ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَ يَتَوَارَى وَاحِدُنَا عَنِ ٱلْآخَرِ.+ ٥٠ إِنْ كُنْتَ تُضَايِقُ ٱبْنَتَيَّ+ أَوْ تَأْخُذُ نِسَاءً عَلَى ٱبْنَتَيَّ، فَلَيْسَ إِنْسَانٌ مَعَنَا. اُنْظُرْ! اَللّٰهُ شَاهِدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ».+ ٥١ وَقَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ: «هُوَذَا هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةُ، وَهُوَذَا ٱلنُّصْبُ ٱلَّذِي نَصَبْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. ٥٢ هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةُ شَاهِدَةٌ وَٱلنُّصْبُ شَاهِدٌ+ أَنِّي لَا أَتَجَاوَزُ هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةَ إِلَيْكَ وَأَنَّكَ لَا تَتَجَاوَزُ هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةَ وَهٰذَا ٱلنُّصْبَ إِلَيَّ لِلضَّرَرِ.+ ٥٣ لِيَقْضِ بَيْنَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ+ وَإِلٰهُ نَاحُورَ،+ إِلٰهُ أَبِيهِمَا». وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ.+
٥٤ ثُمَّ ذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي ٱلْجَبَلِ وَدَعَا إِخْوَتَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا.+ فَأَكَلُوا طَعَامًا وَبَاتُوا فِي ٱلْجَبَلِ. ٥٥ وَبَكَّرَ لَابَانُ صَبَاحًا فَقَبَّلَ+ أَوْلَادَهُ وَٱبْنَتَيْهِ وَبَارَكَهُمْ.+ وَذَهَبَ لَابَانُ رَاجِعًا إِلَى مَكَانِهِ.+
٣٢ وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ، وَلَاقَتْهُ مَلَائِكَةُ ٱللّٰهِ.+ ٢ فَقَالَ يَعْقُوبُ لَمَّا رَآهُمْ: «هٰذَا جَيْشُ ٱللّٰهِ!».+ فَدَعَا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ مَحَنَايِمَ.+
٣ وَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ رُسُلًا+ قُدَّامَهُ إِلَى عِيسُو أَخِيهِ إِلَى أَرْضِ سَعِيرَ،+ بِلَادِ أَدُومَ،+ ٤ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «هٰكَذَا تَقُولُونَ لِسَيِّدِي+ عِيسُو: ‹هٰكَذَا قَالَ خَادِمُكَ يَعْقُوبُ: «قَدْ تَغَرَّبْتُ عِنْدَ لَابَانَ وَلَبِثْتُ طَوِيلًا إِلَى ٱلْآنَ.+ ٥ وَقَدْ صَارَ لِي بَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَغَنَمٌ وَخُدَّامٌ وَجَوَارٍ،+ وَأَرْسَلْتُ لِأُعْلِمَ سَيِّدِي حَتَّى أَنَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ»›».+
٦ فَرَجَعَ ٱلرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ، قَائِلِينَ: «ذَهَبْنَا إِلَى أَخِيكَ عِيسُو، وَهُوَ أَيْضًا قَادِمٌ لِلِقَائِكَ، وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ مَعَهُ».+ ٧ فَخَافَ يَعْقُوبُ جِدًّا وَٱكْتَنَفَهُ ٱلْهَمُّ.+ فَقَسَمَ ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَٱلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ وَٱلْجِمَالَ إِلَى فَرِيقَيْنِ،+ ٨ وَقَالَ: «إِذَا جَاءَ عِيسُو إِلَى ٱلْفَرِيقِ ٱلْوَاحِدِ وَهَاجَمَهُ، فَإِنَّ ٱلْفَرِيقَ ٱلْبَاقِيَ يَنْجُو».+
٩ ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ: «يَا إِلٰهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهَ أَبِي إِسْحَاقَ،+ يَا يَهْوَهُ ٱلْقَائِلُ لِي: ‹اِرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى أَنْسِبَائِكَ، فَإِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ›،+ ١٠ أَنَا لَا أَسْتَحِقُّ جَمِيعَ أَلْطَافِكَ ٱلْحُبِّيَّةِ وَجَمِيعَ ٱلْأَمَانَةِ ٱلَّتِي صَنَعْتَ إِلَى خَادِمِكَ،+ فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هٰذَا ٱلْأُرْدُنَّ، وَٱلْآنَ قَدْ صِرْتُ فَرِيقَيْنِ.+ ١١ أَنْقِذْنِي+ مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُو، لِأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيُهَاجِمَنِي،+ ٱلْأُمَّ مَعَ ٱلْأَوْلَادِ. ١٢ وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: ‹إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ، ٱلَّذِي لَا يُعَدُّ لِكَثْرَتِهِ›».+
١٣ وَبَاتَ هُنَاكَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ. وَأَخَذَ مِمَّا كَانَ فِي يَدِهِ هَدِيَّةً لِعِيسُو أَخِيهِ:+ ١٤ مِئَتَيْ عَنْزَةٍ وَعِشْرِينَ تَيْسًا، مِئَتَيْ نَعْجَةٍ وَعِشْرِينَ كَبْشًا، ١٥ ثَلَاثِينَ نَاقَةً مُرْضِعَةً وَأَوْلَادَهَا، أَرْبَعِينَ بَقَرَةً وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ، عِشْرِينَ أَتَانًا وَعَشَرَةَ حَمِيرٍ.+
١٦ وَسَلَّمَهَا إِلَى خُدَّامِهِ قَطِيعًا قَطِيعًا عَلَى حِدَةٍ، وَقَالَ لِخُدَّامِهِ: «اُعْبُرُوا قُدَّامِي، وَٱجْعَلُوا فُسْحَةً بَيْنَ قَطِيعٍ وَقَطِيعٍ».+ ١٧ وَأَوْصَى ٱلْأَوَّلَ قَائِلًا: «إِذَا لَاقَاكَ عِيسُو أَخِي، وَسَأَلَكَ قَائِلًا: ‹لِمَنْ أَنْتَ، وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ، وَلِمَنْ هٰذَا ٱلَّذِي قُدَّامَكَ؟›، ١٨ تَقُولُ: ‹لِخَادِمِكَ يَعْقُوبَ. هُوَ هَدِيَّةٌ+ مُرْسَلَةٌ إِلَى سَيِّدِي+ عِيسُو، وَهَا هُوَ أَيْضًا وَرَاءَنَا›». ١٩ وَأَوْصَى أَيْضًا ٱلثَّانِيَ وَٱلثَّالِثَ وَجَمِيعَ ٱلسَّائِرِينَ وَرَاءَ ٱلْقُطْعَانِ، قَائِلًا: «بِهٰذَا ٱلْكَلَامِ تُكَلِّمُونَ عِيسُو حِينَ تُصَادِفُونَهُ.+ ٢٠ وَتَقُولُونَ أَيْضًا: ‹هُوَذَا خَادِمُكَ يَعْقُوبُ وَرَاءَنَا›».+ لِأَنَّهُ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «أَسْتَرْضِيهِ بِٱلْهَدِيَّةِ ٱلسَّائِرَةِ أَمَامِي،+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ أَنْظُرُ وَجْهَهُ، لَعَلَّهُ يُرَحِّبُ بِي».+ ٢١ فَعَبَرَتِ ٱلْهَدِيَّةُ أَمَامَهُ، وَبَاتَ هُوَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ فِي ٱلْمُخَيَّمِ.+
٢٢ ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ وَأَخَذَ زَوْجَتَيْهِ+ وَجَارِيَتَيْهِ+ وَبَنِيهِ ٱلْأَحَدَ عَشَرَ+ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ.+ ٢٣ أَخَذَهُمْ وَعَبَّرَهُمُ ٱلْوَادِيَ،+ وَعَبَّرَ مَا كَانَ لَهُ.
٢٤ فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ إِلَى طُلُوعِ ٱلْفَجْرِ.+ ٢٥ وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَيْهِ،+ لَمَسَ حُقَّ وَرِكِهِ، فَٱنْخَلَعَ حُقُّ وَرِكِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.+ ٢٦ وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لِأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ ٱلْفَجْرُ». فَقَالَ: «لَا أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي أَوَّلًا».+ ٢٧ فَقَالَ لَهُ: «مَا ٱسْمُكَ؟»، فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». ٢٨ فَقَالَ: «لَا يُدْعَى ٱسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ،+ لِأَنَّكَ جَاهَدْتَ+ مَعَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ فَأَفْلَحْتَ». ٢٩ وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «مِنْ فَضْلِكَ، أَخْبِرْنِي بِٱسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ ٱسْمِي؟».+ وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. ٣٠ فَدَعَا يَعْقُوبُ ٱسْمَ ٱلْمَكَانِ فَنِيئِيلَ،+ قَائِلًا: «لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ٱللّٰهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَأُنْقِذَتْ نَفْسِي».+
٣١ وَسَطَعَتِ ٱلشَّمْسُ عَلَيْهِ إِذْ مَرَّ بِفَنُوئِيلَ، وَكَانَ يَعْرُجُ مِنْ فَخِذِهِ.+ ٣٢ لِذٰلِكَ لَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ ٱلنَّسَا ٱلَّذِي عَلَى حُقِّ ٱلْوَرِكِ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ، لِأَنَّهُ لَمَسَ حُقَّ وَرِكِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ ٱلنَّسَا.+
٣٣ وَرَفَعَ يَعْقُوبُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، فَإِذَا عِيسُو مُقْبِلٌ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ.+ فَفَرَّقَ ٱلْأَوْلَادَ عَلَى لَيْئَةَ وَعَلَى رَاحِيلَ وَعَلَى ٱلْجَارِيَتَيْنِ،+ ٢ وَوَضَعَ ٱلْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلَادَهُمَا أَوَّلًا،+ وَلَيْئَةَ وَأَوْلَادَهَا بَعْدَهُمْ،+ وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ وَرَاءَهُمْ.+ ٣ وَٱجْتَازَ هُوَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَى أَنِ ٱقْتَرَبَ مِنْ أَخِيهِ.+
٤ فَرَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ،+ وَعَانَقَهُ+ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا. ٥ ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ فَرَأَى ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ فَقَالَ: «مَنْ هٰؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ مَعَكَ؟»، فَقَالَ: «اَلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللّٰهُ بِهِمْ عَلَى خَادِمِكَ».+ ٦ فَتَقَدَّمَتِ ٱلْجَارِيَتَانِ وَأَوْلَادُهُمَا وَسَجَدُوا. ٧ وَتَقَدَّمَتْ لَيْئَةُ أَيْضًا وَأَوْلَادُهَا وَسَجَدُوا، وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَقَدَّمَ يُوسُفُ وَرَاحِيلُ وَسَجَدَا.+
٨ فَقَالَ: «مَا هُوَ قَصْدُكَ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلْجَيْشِ ٱلَّذِي ٱلْتَقَيْتُهُ؟».+ فَقَالَ: «أَنْ أَنَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي».+ ٩ فَقَالَ عِيسُو: «عِنْدِي كَثِيرٌ جِدًّا يَا أَخِي.+ فَمَا لَكَ يَبْقَى لَكَ». ١٠ فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لَا، أَرْجُوكَ! إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ،+ فَٱقْبَلْ هَدِيَّتِي مِنْ يَدِي، لِأَنِّي بِذٰلِكَ رَأَيْتُ وَجْهَكَ كَأَنِّي رَأَيْتُ وَجْهَ ٱللّٰهِ، فَرَضِيتَ عَنِّي.+ ١١ خُذْ هَدِيَّةَ بَرَكَتِي ٱلَّتِي أُتِيَ بِهَا إِلَيْكَ،+ لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيَّ وَعِنْدِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».+ وَبَقِيَ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَخَذَهَا.+
١٢ ثُمَّ قَالَ: «لِنَرْحَلْ وَنَذْهَبْ، وَأَنَا أَذْهَبُ قُدَّامَكَ». ١٣ فَقَالَ لَهُ: «سَيِّدِي عَالِمٌ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ رَخْصَةٌ، وَٱلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ مُرْضِعَةٌ عِنْدِي،+ فَإِنْ سَاقُوهَا يَوْمًا وَاحِدًا بِسُرْعَةٍ، يَمُوتُ كُلُّ ٱلْقَطِيعِ.+ ١٤ أَرْجُو أَنْ يَجْتَازَ سَيِّدِي قُدَّامَ خَادِمِهِ، وَأَنَا أَسِيرُ رُوَيْدًا عَلَى خُطَى ٱلْمَاشِيَةِ+ ٱلَّتِي قُدَّامِي وَخُطَى ٱلْأَوْلَادِ،+ حَتَّى أَجِيءَ إِلَى سَيِّدِي فِي سَعِيرَ».+ ١٥ فَقَالَ عِيسُو: «أَضَعُ رَهْنَ تَصَرُّفِكَ بَعْضَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ مَعِي». فَقَالَ: «وَلِمَ ذٰلِكَ؟ دَعْنِي أَجِدُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي».+ ١٦ فَرَجَعَ عِيسُو ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى سَعِيرَ.
١٧ وَرَحَلَ يَعْقُوبُ إِلَى سُكُّوتَ،+ وَبَنَى لِنَفْسِهِ بَيْتًا وَصَنَعَ لِقَطِيعِهِ مَظَالَّ.+ لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَ ٱلْمَكَانِ سُكُّوتَ.
١٨ ثُمَّ أَتَى يَعْقُوبُ سَالِمًا إِلَى مَدِينَةِ شَكِيمَ،+ ٱلَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،+ حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ،+ وَخَيَّمَ أَمَامَ ٱلْمَدِينَةِ. ١٩ ثُمَّ ٱقْتَنَى قِطْعَةَ ٱلْحَقْلِ ٱلَّتِي نَصَبَ فِيهَا خَيْمَتَهُ مِنْ يَدِ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ ٱلْمَالِ.+ ٢٠ وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَاهُ ٱللّٰهَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ.+
٣٤ وَكَانَ مِنْ عَادَةِ دِينَةَ بِنْتِ لَيْئَةَ،+ ٱلَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ، أَنْ تَخْرُجَ لِتَرَى+ بَنَاتِ ٱلْأَرْضِ.+ ٢ فَرَآهَا شَكِيمُ بْنُ حَمُورَ ٱلْحِوِّيِّ،+ زَعِيمِ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ، فَأَخَذَهَا وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا وَٱغْتَصَبَهَا.+ ٣ وَتَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِدِينَةَ بِنْتِ يَعْقُوبَ، وَأَحَبَّ ٱلْفَتَاةَ وَظَلَّ يُحَاوِلُ ٱسْتِمَالَةَ ٱلْفَتَاةِ بِكَلَامِهِ. ٤ وَأَخِيرًا قَالَ شَكِيمُ لِحَمُورَ أَبِيهِ:+ «خُذْ لِي هٰذِهِ ٱلْفَتَاةَ زَوْجَةً».+
٥ وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ دَنَّسَ دِينَةَ ٱبْنَتَهُ. وَكَانَ بَنُوهُ مَعَ قَطِيعِهِ فِي ٱلْحَقْلِ،+ فَسَكَتَ يَعْقُوبُ حَتَّى جَاءُوا.+ ٦ فَخَرَجَ حَمُورُ أَبُو شَكِيمَ إِلَى يَعْقُوبَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ.+ ٧ وَجَاءَ بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ ٱلْحَقْلِ حِينَ سَمِعُوا بِذٰلِكَ، فَٱسْتَاءَ ٱلرِّجَالُ وَغَضِبُوا جِدًّا،+ لِأَنَّهُ قَدِ ٱرْتَكَبَ حَمَاقَةً مُخْزِيَةً فِي حَقِّ إِسْرَائِيلَ بِٱلِٱضْطِجَاعِ مَعَ ٱبْنَةِ يَعْقُوبَ،+ وَمِثْلُ ذٰلِكَ لَا يُصْنَعُ.+
٨ فَأَخَذَ حَمُورُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ، قَائِلًا: «إِنَّ شَكِيمَ ٱبْنِي قَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِٱبْنَتِكُمْ.+ فَأَرْجُوكُمْ، أَعْطُوهُ إِيَّاهَا زَوْجَةً،+ ٩ وَصَاهِرُونَا.+ تُعْطُونَنَا بَنَاتِكُمْ، وَتَأْخُذُونَ لَكُمْ بَنَاتِنَا.+ ١٠ وَتَسْكُنُونَ مَعَنَا، وَتَكُونُ ٱلْأَرْضُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ. اُسْكُنُوا وَتَاجِرُوا فِيهَا وَٱسْتَقِرُّوا فِيهَا».+ ١١ ثُمَّ قَالَ شَكِيمُ لِأَبِيهَا وَلِإِخْوَتِهَا: «دَعُونِي أَجِدُ حُظْوَةً فِي عُيُونِكُمْ، وَمَهْمَا قُلْتُمْ لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِي. ١٢ كَثِّرُوا عَلَيَّ ٱلْمَهْرَ وَٱلْعَطِيَّةَ جِدًّا،+ فَأُعْطِيَكُمْ كَمَا تَقُولُونَ لِي، إِنَّمَا أَعْطُونِي ٱلْفَتَاةَ زَوْجَةً».
١٣ فَأَجَابَ بَنُو يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَحَمُورَ أَبَاهُ وَتَكَلَّمُوا بِخِدَاعٍ، لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ دَنَّسَ دِينَةَ أُخْتَهُمْ.+ ١٤ فَقَالُوا لَهُمَا: «لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ، أَنْ نُعْطِيَ أُخْتَنَا لِرَجُلٍ أَغْلَفَ،+ لِأَنَّهُ عَارٌ لَنَا. ١٥ إِنَّمَا بِهٰذَا نُوَافِقُكُمْ: أَنْ تَصِيرُوا مِثْلَنَا بِخَتْنِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ.+ ١٦ عِنْدَئِذٍ نُعْطِيكُمْ بَنَاتِنَا، وَنَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِكُمْ، وَنَسْكُنُ مَعَكُمْ وَنَصِيرُ شَعْبًا وَاحِدًا.+ ١٧ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا، أَنْ تَخْتَتِنُوا، نَأْخُذُ ٱبْنَتَنَا وَنَذْهَبُ».
١٨ فَحَسُنَ كَلَامُهُمْ فِي عَيْنَيْ حَمُورَ وَفِي عَيْنَيْ شَكِيمَ بْنِ حَمُورَ،+ ١٩ وَلَمْ يَتَأَخَّرِ ٱلْفَتَى عَنْ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْأَمْرَ،+ لِأَنَّهُ سُرَّ بِٱبْنَةِ يَعْقُوبَ، وَكَانَ أَنْبَلَ+ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ.+
٢٠ فَذَهَبَ حَمُورُ وَشَكِيمُ ٱبْنُهُ إِلَى بَابِ مَدِينَتِهِمَا، وَكَلَّمَا أَهْلَ مَدِينَتِهِمَا،+ قَائِلَيْنِ: ٢١ «هٰؤُلَاءِ ٱلْقَوْمُ مُسَالِمُونَ لَنَا.+ فَلْيَسْكُنُوا فِي ٱلْأَرْضِ وَيُتَاجِرُوا فِيهَا، فَٱلْأَرْضُ وَاسِعَةٌ جِدًّا أَمَامَهُمْ.+ نَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِهِمْ زَوْجَاتٍ وَنُعْطِيهِمْ بَنَاتِنَا.+ ٢٢ إِنَّمَا بِهٰذَا يُوَافِقُنَا ٱلْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَسْكُنُوا مَعَنَا لِنَصِيرَ شَعْبًا وَاحِدًا: بِأَنْ يُخْتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنَّا كَمَا هُمْ مَخْتُونُونَ.+ ٢٣ أَفَلَا تَصِيرُ أَمْلَاكُهُمْ وَثَرْوَتُهُمْ وَكُلُّ مَاشِيَتِهِمْ لَنَا؟+ نُوَافِقُهُمْ فَقَطْ فَيَسْكُنُونَ مَعَنَا».+ ٢٤ فَسَمِعَ لِحَمُورَ وَشَكِيمَ ٱبْنِهِ كُلُّ ٱلْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ مَدِينَتِهِ، وَٱخْتَتَنَ كُلُّ ٱلذُّكُورِ، كُلُّ ٱلْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ مَدِينَتِهِ.
٢٥ وَحَدَثَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ حِينَ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ+ أَنَّ ٱبْنَيْ يَعْقُوبَ، شِمْعُونَ وَلَاوِيَ+ أَخَوَيْ دِينَةَ،+ أَخَذَا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ وَذَهَبَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ آمِنَيْنِ وَقَتَلَا كُلَّ ذَكَرٍ.+ ٢٦ وَحَمُورُ وَشَكِيمُ ٱبْنُهُ قَتَلَاهُمَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ.+ وَأَخَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا.+ ٢٧ وَدَخَلَ بَنُو يَعْقُوبَ ٱلْآخَرُونَ عَلَى ٱلْقَتْلَى وَنَهَبُوا ٱلْمَدِينَةَ، لِأَنَّهُمْ دَنَّسُوا أُخْتَهُمْ.+ ٢٨ غَنَمُهُمْ وَبَقَرُهُمْ وَحَمِيرُهُمْ وَمَا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَمَا فِي ٱلْحَقْلِ أَخَذُوهُ.+ ٢٩ وَأَخَذُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ وَزَوْجَاتِهِمْ أَسْرَى، وَنَهَبُوا كُلَّ مَا فِي ٱلْبُيُوتِ.+
٣٠ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشِمْعُونَ وَلَاوِي:+ «جَعَلْتُمَانِي مَنْبُوذًا إِذْ أَخْبَثْتُمَا رَائِحَتِي عِنْدَ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ،+ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ، وَأَنَا عَدَدٌ قَلِيلٌ،+ فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي، فَأَفْنَى أَنَا وَبَيْتِي». ٣١ فَقَالَا: «أَمِثْلَ بَغِيٍّ تُعَامَلُ أُخْتُنَا؟».+
٣٥ ثُمَّ قَالَ ٱللّٰهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ ٱصْعَدْ إِلَى بَيْتَ إِيلَ وَٱسْكُنْ هُنَاكَ،+ وَٱصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلّٰهِ ٱلَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ كُنْتَ هَارِبًا مِنْ عِيسُو أَخِيكَ».+
٢ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِأَهْلِ بَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «أَزِيلُوا ٱلْآلِهَةَ ٱلْغَرِيبَةَ ٱلَّتِي فِي وَسْطِكُمْ+ وَتَطَهَّرُوا وَغَيِّرُوا أَرْدِيَتَكُمْ،+ ٣ وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتَ إِيلَ. وَهُنَاكَ أَصْنَعُ مَذْبَحًا لِلّٰهِ ٱلَّذِي أَجَابَنِي فِي يَوْمِ شِدَّتِي+ وَكَانَ مَعِي فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ».+ ٤ فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ ٱلْآلِهَةِ ٱلْغَرِيبَةِ+ ٱلَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَٱلْأَقْرَاطِ ٱلَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا+ يَعْقُوبُ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.
٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا، وَكَانَ رُعْبُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي حَوْلَهُمْ،+ فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ. ٦ وَجَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى لُوزَ،+ ٱلَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَيْ بَيْتَ إِيلَ، هُوَ وَجَمِيعُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. ٧ وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا ٱلْمَكَانَ إِيلَ بَيْتَ إِيلَ، لِأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ ٱللّٰهُ لَهُ عِنْدَ هُرُوبِهِ مِنْ أَخِيهِ.+ ٨ ثُمَّ مَاتَتْ دَبُورَةُ+ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ فِي أَسْفَلِ بَيْتَ إِيلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ ضَخْمَةٍ. فَدَعَا ٱسْمَهَا أَلُّونَ بَاكُوتَ.
٩ وَظَهَرَ ٱللّٰهُ لِيَعْقُوبَ مَرَّةً أُخْرَى حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ+ وَبَارَكَهُ.+ ١٠ وَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ: «اِسْمُكَ يَعْقُوبُ.+ لَا يُدْعَى بَعْدُ ٱسْمُكَ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيلَ يَكُونُ ٱسْمُكَ». فَدَعَا ٱسْمَهُ إِسْرَائِيلَ.+ ١١ وَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ: «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.+ أَثْمِرْ وَٱكْثُرْ. أُمَمٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ يَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.+ ١٢ وَٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، لَكَ أُعْطِيهَا، وَلِنَسْلِكَ+ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي ٱلْأَرْضَ».+ ١٣ ثُمَّ صَعِدَ ٱللّٰهُ عَنْهُ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ.+
١٤ فَأَقَامَ يَعْقُوبُ نُصْبًا فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ،+ نُصْبًا مِنْ حَجَرٍ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبًا وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتًا.+ ١٥ وَدَعَا يَعْقُوبُ أَيْضًا ٱسْمَ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ ٱللّٰهُ مَعَهُ بَيْتَ إِيلَ.+
١٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَيْتَ إِيلَ. وَلَمَّا كَانَتْ مَسَافَةٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ بَعْدُ حَتَّى يَأْتُوا إِلَى أَفْرَاتَ،+ وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلَادَتُهَا.+ ١٧ وَحَدَثَ حِينَ تَعَسَّرَتْ وِلَادَتُهَا أَنَّ ٱلْقَابِلَةَ قَالَتْ لَهَا: «لَا تَخَافِي، لِأَنَّ هٰذَا أَيْضًا ٱبْنٌ لَكِ».+ ١٨ وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا+ (لِأَنَّهَا مَاتَتْ)+ أَنَّهَا دَعَتِ ٱسْمَهُ بَنْ أُونِيَ، وَأَمَّا أَبُوهُ فَدَعَاهُ بِنْيَامِينَ.+ ١٩ فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى أَفْرَاتَ، أَيْ بَيْتَ لَحْمَ.+ ٢٠ فَأَقَامَ يَعْقُوبُ نُصْبًا عَلَى قَبْرِهَا. هُوَ نُصْبُ قَبْرِ رَاحِيلَ إِلَى ٱلْيَوْمِ.+
٢١ ثُمَّ ٱرْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ بُرْجِ عِدْرٍ.+ ٢٢ وَحَدَثَ إِذْ كَانَ إِسْرَائِيلُ سَاكِنًا+ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ، أَنَّ رَأُوبِينَ ذَهَبَ وَٱضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ أَبِيهِ، فَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ بِذٰلِكَ.+
وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ ٱثْنَيْ عَشَرَ. ٢٣ بَنُو لَيْئَةَ: رَأُوبِينُ+ بِكْرُ يَعْقُوبَ وَشِمْعُونُ وَلَاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. ٢٤ وَٱبْنَا رَاحِيلَ: يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. ٢٥ وَٱبْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانٌ وَنَفْتَالِي. ٢٦ وَٱبْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادٌ وَأَشِيرُ. هٰؤُلَاءِ بَنُو يَعْقُوبَ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَ أَرَامَ.
٢٧ وَأَخِيرًا جَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا،+ إِلَى قِرْيَةَ أَرْبَعَ،+ أَيْ حَبْرُونَ، حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ.+ ٢٨ وَكَانَتْ أَيَّامُ إِسْحَاقَ مِئَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً.+ ٢٩ فَلَفَظَ إِسْحَاقُ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ، وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ، شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا،+ وَدَفَنَهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ ٱبْنَاهُ.+
٣٦ وَهٰذَا تَارِيخُ عِيسُو، أَيْ أَدُومَ.+
٢ أَخَذَ عِيسُو زَوْجَاتِهِ مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ:+ عَادَةَ+ بِنْتَ إِيلُونَ ٱلْحِثِّيِّ،+ وَأُهُولِيبَامَةَ+ بِنْتَ عَنًى، حَفِيدَةَ صِبْعُونَ ٱلْحِوِّيِّ، ٣ وَبَسْمَةَ+ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ.+
٤ فَوَلَدَتْ عَادَةُ لِعِيسُو أَلِيفَازَ، وَوَلَدَتْ بَسْمَةُ رَعُوئِيلَ.
٥ وَوَلَدَتْ أُهُولِيبَامَةُ يَعُوشَ وَيَعْلَامَ وَقُورَحَ.+
هٰؤُلَاءِ بَنُو عِيسُو ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. ٦ ثُمَّ أَخَذَ عِيسُو زَوْجَاتِهِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَكُلَّ نُفُوسِ بَيْتِهِ وَمَاشِيَتَهُ وَسَائِرَ بَهَائِمِهِ وَكُلَّ ثَرْوَتِهِ+ ٱلَّتِي ٱقْتَنَاهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَمَضَى إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ عَنْ يَعْقُوبَ أَخِيهِ،+ ٧ لِأَنَّ أَمْلَاكَهُمَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وَلَمْ تَسْتَطِعْ أَرْضُ غُرْبَتِهِمَا أَنْ تَحْمِلَهُمَا بِسَبَبِ مَوَاشِيهِمَا.+ ٨ فَسَكَنَ عِيسُو فِي مِنْطَقَةِ سَعِيرَ ٱلْجَبَلِيَّةِ.+ وَعِيسُو هُوَ أَدُومُ.+
٩ وَهٰذَا تَارِيخُ عِيسُو أَبِي ٱلْأَدُومِيِّينَ فِي مِنْطَقَةِ سَعِيرَ ٱلْجَبَلِيَّةِ.+
١٠ هٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي عِيسُو: أَلِيفَازُ بْنُ عَادَةَ زَوْجَةِ عِيسُو، وَرَعُوئِيلُ بْنُ بَسْمَةَ زَوْجَةِ عِيسُو.+
١١ وَكَانَ بَنُو أَلِيفَازَ: تَيْمَانَ+ وَأُومَارَ وَصَفْوًا وَجَعْثَامَ وَقِنَازَ.+ ١٢ وَكَانَتْ تِمْنَاعُ+ سُرِّيَّةً لِأَلِيفَازَ بْنِ عِيسُو. فَوَلَدَتْ لِأَلِيفَازَ عَمَالِيقَ.+ هٰؤُلَاءِ بَنُو عَادَةَ زَوْجَةِ عِيسُو.
١٣ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو رَعُوئِيلَ: نَحَثٌ وَزَارَحُ وَشَمَّةُ وَمِزَّةُ.+ هٰؤُلَاءِ كَانُوا بَنِي بَسْمَةَ+ زَوْجَةِ عِيسُو.
١٤ وَهٰؤُلَاءِ كَانُوا بَنِي أُهُولِيبَامَةَ بِنْتِ عَنًى، حَفِيدَةِ صِبْعُونَ، زَوْجَةِ عِيسُو، فَقَدْ وَلَدَتْ لِعِيسُو يَعُوشَ وَيَعْلَامَ وَقُورَحَ.+
١٥ وَهٰؤُلَاءِ شُيُوخُ+ قَبَائِلِ بَنِي عِيسُو: بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: اَلشَّيْخُ تَيْمَانُ،+ ٱلشَّيْخُ أُومَارُ، ٱلشَّيْخُ صَفْوٌ، ٱلشَّيْخُ قِنَازُ، ١٦ ٱلشَّيْخُ قُورَحُ، ٱلشَّيْخُ جَعْثَامُ، وَٱلشَّيْخُ عَمَالِيقُ. هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ أَلِيفَازَ+ فِي أَرْضِ أَدُومَ. هٰؤُلَاءِ بَنُو عَادَةَ.
١٧ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو رَعُوئِيلَ بْنِ عِيسُو: اَلشَّيْخُ نَحَثٌ، ٱلشَّيْخُ زَارَحُ، ٱلشَّيْخُ شَمَّةُ، وَٱلشَّيْخُ مِزَّةُ. هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ رَعُوئِيلَ فِي أَرْضِ أَدُومَ.+ هٰؤُلَاءِ بَنُو بَسْمَةَ زَوْجَةِ عِيسُو.
١٨ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو أُهُولِيبَامَةَ زَوْجَةِ عِيسُو: اَلشَّيْخُ يَعُوشُ، ٱلشَّيْخُ يَعْلَامُ، ٱلشَّيْخُ قُورَحُ. هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ ٱلْقَبَائِلِ مِنْ أُهُولِيبَامَةَ بِنْتِ عَنًى، زَوْجَةِ عِيسُو.
١٩ هٰؤُلَاءِ بَنُو عِيسُو، وَهٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِهِمْ. هٰذَا هُوَ أَدُومُ.+
٢٠ هٰؤُلَاءِ بَنُو سَعِيرَ ٱلْحُورِيِّ، سُكَّانُ ٱلْأَرْضِ:+ لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنًى+ ٢١ وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ.+ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ ٱلْحُورِيِّ، بَنُو سَعِيرَ، فِي أَرْضِ أَدُومَ.
٢٢ وَكَانَ ٱبْنَا لُوطَانَ: حُورِيَ وَهَيْمَامَ، وَكَانَتْ تِمْنَاعُ أُخْتَ لُوطَانَ.+
٢٣ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو شُوبَالَ: عَلْوَانُ وَمَنَاحَةُ وَعِيبَالُ وَشَفْوٌ وَأُونَامُ.
٢٤ وَهٰذَانِ ٱبْنَا صِبْعُونَ: أَيَّةُ وَعَنًى. هٰذَا هُوَ عَنًى ٱلَّذِي وَجَدَ ٱلْعُيُونَ ٱلْحَارَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ حِينَ كَانَ يَرْعَى حَمِيرَ صِبْعُونَ أَبِيهِ.+
٢٥ وَهٰذَانِ وَلَدَا عَنًى: دِيشُونُ وَأُهُولِيبَامَةُ، بِنْتُ عَنًى.
٢٦ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو دِيشُونَ: حَمْدَانُ وَأَشْبَانُ وَيِثْرَانُ وَكَرَانُ.+
٢٧ هٰؤُلَاءِ بَنُو إِيصَرَ: بِلْهَانُ وَزَعْوَانُ وَعَقَانُ.
٢٨ هٰذَانِ ٱبْنَا دِيشَانَ: عُوصٌ وَأَرَانُ.+
٢٩ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ ٱلْحُورِيِّ: اَلشَّيْخُ لُوطَانُ، ٱلشَّيْخُ شُوبَالُ، ٱلشَّيْخُ صِبْعُونُ، ٱلشَّيْخُ عَنًى، ٣٠ ٱلشَّيْخُ دِيشُونُ، ٱلشَّيْخُ إِيصَرُ، وَٱلشَّيْخُ دِيشَانُ.+ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ ٱلْحُورِيِّ بِشُيُوخِهِمْ فِي أَرْضِ سَعِيرَ.
٣١ وَهٰؤُلَاءِ هُمُ ٱلْمُلُوكُ ٱلَّذِينَ مَلَكُوا فِي أَرْضِ أَدُومَ+ قَبْلَ أَنْ يَمْلِكَ مَلِكٌ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.+ ٣٢ مَلَكَ فِي أَدُومَ بَالَعُ بْنُ بَعُورَ،+ وَكَانَ ٱسْمُ مَدِينَتِهِ دِنْهَابَةَ. ٣٣ وَمَاتَ بَالَعُ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ يُوبَابُ بْنُ زَارَحَ مِنْ بُصْرَةَ.+ ٣٤ وَمَاتَ يُوبَابُ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ حُوشَامُ مِنْ أَرْضِ ٱلتَّيْمَانِيِّينَ.+ ٣٥ وَمَاتَ حُوشَامُ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ هَدَدُ بْنُ بَدَادَ، ٱلَّذِي هَزَمَ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ+ فِي بِلَادِ مُوآبَ،+ وَكَانَ ٱسْمُ مَدِينَتِهِ عَوِيتَ.+ ٣٦ وَمَاتَ هَدَدٌ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ سَمْلَةُ مِنْ مَسْرِيقَةَ.+ ٣٧ وَمَاتَ سَمْلَةُ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ شَأُولُ مِنْ رَحُوبُوتَ عَلَى ٱلنَّهْرِ.+ ٣٨ وَمَاتَ شَأُولُ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ بَعْلَ حَانَانُ بْنُ عَكْبُورَ.+ ٣٩ وَمَاتَ بَعْلَ حَانَانُ بْنُ عَكْبُورَ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ هَدَارُ. وَكَانَ ٱسْمُ مَدِينَتِهِ فَاعُو، وَٱسْمُ زَوْجَتِهِ مَهِيطَبْئِيلَ بِنْتَ مَطْرِدَ بِنْتِ مِيزَهَبَ.+
٤٠ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ شُيُوخِ قَبَائِلِ عِيسُو بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: اَلشَّيْخُ تِمْنَاعُ، ٱلشَّيْخُ عَلْوَةُ، ٱلشَّيْخُ يَتِيتُ،+ ٤١ ٱلشَّيْخُ أُهُولِيبَامَةُ، ٱلشَّيْخُ إِيلَةُ، ٱلشَّيْخُ فِينُونُ،+ ٤٢ ٱلشَّيْخُ قِنَازُ، ٱلشَّيْخُ تَيْمَانُ، ٱلشَّيْخُ مِبْصَارُ،+ ٤٣ ٱلشَّيْخُ مَجْدِيئِيلُ، وَٱلشَّيْخُ عِيرَامُ. هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ أَدُومَ+ بِحَسَبِ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مِلْكِهِمْ.+ هٰذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ.+
٣٧ وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ غُرْبَةِ أَبِيهِ،+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.+
٢ هٰذَا تَارِيخُ يَعْقُوبَ.
إِذْ كَانَ يُوسُفُ+ ٱبْنَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، كَانَ يَرْعَى ٱلْغَنَمَ مَعَ إِخْوَتِهِ،+ وَهُوَ صَبِيٌّ مَعَ بَنِي بِلْهَةَ+ وَبَنِي زِلْفَةَ،+ زَوْجَتَيْ أَبِيهِ. فَأَتَى يُوسُفُ بِمَذَمَّةٍ عَنْهُمْ إِلَى أَبِيهِمْ.+ ٣ وَكَانَ إِسْرَائِيلُ يُحِبُّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ،+ لِأَنَّهُ ٱبْنُ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا طَوِيلًا مُخَطَّطًا.+ ٤ فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ يُحِبُّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ، أَبْغَضُوهُ+ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلَامٍ.+
٥ ثُمَّ حَلَمَ يُوسُفُ حُلْمًا وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ،+ فَٱزْدَادُوا بُغْضًا لَهُ. ٦ قَالَ لَهُمْ: «اِسْمَعُوا هٰذَا ٱلْحُلْمَ ٱلَّذِي حَلَمْتُ:+ ٧ هَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَمًا فِي وَسَطِ ٱلْحَقْلِ، فَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَٱنْتَصَبَتْ، وَإِذَا حُزَمُكُمْ أَحَاطَتْ بِحُزْمَتِي وَسَجَدَتْ لَهَا».+ ٨ فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَتَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكًا+ أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطًا؟».+ وَٱزْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ بِسَبَبِ أَحْلَامِهِ وَبِسَبَبِ كَلَامِهِ.
٩ بَعْدَ ذٰلِكَ حَلَمَ أَيْضًا حُلْمًا آخَرَ، فَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ وَقَالَ: «هَا إِنِّي قَدْ حَلَمْتُ حُلْمًا أَيْضًا، وَإِذَا ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ نَجْمًا سَاجِدَةٌ لِي».+ ١٠ وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ، فَٱبْتَدَأَ أَبُوهُ يَنْتَهِرُهُ وَيَقُولُ لَهُ:+ «مَا هٰذَا ٱلْحُلْمُ ٱلَّذِي حَلَمْتَ؟ أَنَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَنَسْجُدُ لَكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟». ١١ فَغَارَ مِنْهُ إِخْوَتُهُ،+ وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ هٰذَا ٱلْكَلَامَ.+
١٢ وَذَهَبَ إِخْوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ.+ ١٣ فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «أَلَيْسَ إِخْوَتُكَ يَرْعَوْنَ عِنْدَ شَكِيمَ؟ تَعَالَ فَأُرْسِلَكَ إِلَيْهِمْ». فَقَالَ لَهُ: «هٰأَنَذَا!».+ ١٤ فَقَالَ لَهُ: «أَرْجُوكَ، ٱذْهَبْ وَٱنْظُرْ سَلَامَةَ إِخْوَتِكَ وَسَلَامَةَ ٱلْغَنَمِ وَرُدَّ لِي خَبَرًا».+ فَأَرْسَلَهُ مِنْ مُنْخَفَضِ وَادِي حَبْرُونَ،+ فَجَاءَ إِلَى شَكِيمَ. ١٥ فَوَجَدَهُ رَجُلٌ وَإِذَا هُوَ ضَالٌّ فِي ٱلْحَقْلِ. فَسَأَلَهُ ٱلرَّجُلُ قَائِلًا: «عَمَّنْ تُفَتِّشُ؟». ١٦ فَقَالَ: «أُفَتِّشُ عَنْ إِخْوَتِي. مِنْ فَضْلِكَ، أَخْبِرْنِي، أَيْنَ يَرْعَوْنَ؟». ١٧ فَقَالَ ٱلرَّجُلُ: «قَدِ ٱرْتَحَلُوا مِنْ هُنَا، لِأَنِّي سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: ‹لِنَذْهَبْ إِلَى دُوثَانَ›». فَمَضَى يُوسُفُ وَرَاءَ إِخْوَتِهِ فَوَجَدَهُمْ فِي دُوثَانَ.
١٨ فَأَبْصَرُوهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَقَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنْهُمْ تَآمَرُوا عَلَيْهِ بِمَكْرٍ لِيُمِيتُوهُ.+ ١٩ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هُوَذَا هٰذَا صَاحِبُ ٱلْأَحْلَامِ آتٍ.+ ٢٠ فَٱلْآنَ تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ وَنَرْمِيهِ فِي أَحَدِ ٱلْأَجْبَابِ،+ وَنَقُولُ إِنَّ وَحْشًا شَرِسًا ٱلْتَهَمَهُ.+ فَنَرَى مَا يَكُونُ مِنْ أَحْلَامِهِ». ٢١ فَسَمِعَ رَأُوبِينُ وَحَاوَلَ أَنْ يُنْقِذَهُ مِنْ يَدِهِمْ.+ فَقَالَ: «لَا نَقْتُلْ نَفْسَهُ».+ ٢٢ وَقَالَ لَهُمْ رَأُوبِينُ: «لَا تُرِيقُوا دَمًا.+ اِرْمُوهُ فِي هٰذَا ٱلْجُبِّ ٱلَّذِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَلَا تَمُدُّوا عَلَيْهِ يَدًا».+ وَكَانَ هَدَفُهُ أَنْ يُنْقِذَهُ مِنْ يَدِهِمْ لِكَيْ يَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ.
٢٣ فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ نَزَعُوا عَنْ يُوسُفَ قَمِيصَهُ ٱلطَّوِيلَ، ٱلْقَمِيصَ ٱلْمُخَطَّطَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ؛+ ٢٤ وَأَخَذُوهُ وَرَمَوْهُ فِي ٱلْجُبِّ.+ وَكَانَ ٱلْجُبُّ فَارِغًا، لَا مَاءَ فِيهِ.
٢٥ ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا.+ وَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا، فَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ+ آتِيَةٌ مِنْ جِلْعَادَ، وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ لَاذَنًا وَبَلَسَانًا وَلِحَاءً صَمْغِيًّا،+ وَهُمْ ذَاهِبُونَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. ٢٦ فَقَالَ يَهُوذَا لِإِخْوَتِهِ: «مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنْ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟+ ٢٧ تَعَالَوْا نَبِيعُهُ لِلْإِسْمَاعِيلِيِّينَ،+ وَلَا تَكُنْ يَدُنَا عَلَيْهِ.+ فَهُوَ أَخُونَا وَلَحْمُنَا». فَسَمِعُوا لِأَخِيهِمْ.+ ٢٨ وَمَرَّ رِجَالٌ، تُجَّارٌ مِدْيَانِيُّونَ.+ فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ ٱلْجُبِّ،+ وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلْإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ.+ فَأَتَوْا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ.
٢٩ ثُمَّ رَجَعَ رَأُوبِينُ إِلَى ٱلْجُبِّ، وَإِذَا يُوسُفُ لَيْسَ فِي ٱلْجُبِّ. فَمَزَّقَ ثِيَابَهُ.+ ٣٠ وَرَجَعَ إِلَى إِخْوَتِهِ وَصَرَخَ: «اَلْوَلَدُ ٱخْتَفَى! فَأَنَا إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ؟».+
٣١ فَأَخَذُوا قَمِيصَ يُوسُفَ ٱلطَّوِيلَ وَذَبَحُوا تَيْسًا وَغَمَسُوا ٱلْقَمِيصَ فِي ٱلدَّمِ.+ ٣٢ وَأَرْسَلُوا ٱلْقَمِيصَ ٱلْمُخَطَّطَ وَأَحْضَرُوهُ إِلَى أَبِيهِمْ وَقَالُوا: «وَجَدْنَا هٰذَا. فَتَحَقَّقْ+ هَلْ هُوَ قَمِيصُ ٱبْنِكَ أَمْ لَا».+ ٣٣ فَتَحَقَّقَهُ وَصَرَخَ: «إِنَّهُ قَمِيصُ ٱبْنِي! وَحْشٌ شَرِسٌ ٱلْتَهَمَهُ!+ قَدِ ٱفْتُرِسَ يُوسُفُ ٱفْتِرَاسًا!».+ ٣٤ فَشَقَّ يَعْقُوبُ رِدَاءَهُ، وَوَضَعَ مِسْحًا عَلَى حَقْوَيْهِ، وَنَاحَ عَلَى ٱبْنِهِ أَيَّامًا كَثِيرَةً.+ ٣٥ فَقَامَ جَمِيعُ أَبْنَائِهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ،+ فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ:+ «أَنْزِلُ إِلَى ٱبْنِي نَائِحًا إِلَى شِيُولَ!». وَظَلَّ أَبُوهُ يَبْكِي عَلَيْهِ.
٣٦ وَأَمَّا ٱلْمِدْيَانِيُّونَ فَبَاعُوهُ فِي مِصْرَ لِفُوطِيفَارَ، رَسْمِيٌّ فِي بَلَاطِ فِرْعَوْنَ+ وَرَئِيسُ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ.+
٣٨ وَحَدَثَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنَّ يَهُوذَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ إِخْوَتِهِ، فَنَصَبَ خَيْمَتَهُ قُرْبَ رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ+ ٱسْمُهُ حِيرَةُ. ٢ وَهُنَاكَ رَأَى يَهُوذَا ٱبْنَةَ رَجُلٍ كَنْعَانِيٍّ+ ٱسْمُهُ شُوعٌ. فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا. ٣ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا فَدَعَا ٱسْمَهُ عِيرًا.+ ٤ وَحَمَلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ أُونَانَ. ٥ وَعَادَتْ أَيْضًا فَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ شِيلَةَ. وَكَانَ فِي أَكْزِيبَ حِينَ وَلَدَتْهُ.+
٦ وَأَخَذَ يَهُوذَا زَوْجَةً لِعِيرٍ بِكْرِهِ ٱسْمُهَا ثَامَارُ.+ ٧ وَلٰكِنَّ عِيرًا، بِكْرَ يَهُوذَا، كَانَ شِرِّيرًا فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ،+ فَأَمَاتَهُ يَهْوَهُ.+ ٨ لِذٰلِكَ قَالَ يَهُوذَا لِأُونَانَ: «اُدْخُلْ عَلَى زَوْجَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْهَا وَقُمْ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي ٱلزَّوْجِ وَأَقِمْ نَسْلًا لِأَخِيكَ».+ ٩ فَعَرَفَ أُونَانُ أَنَّ ٱلنَّسْلَ لَا يَكُونُ لَهُ،+ فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَى زَوْجَةِ أَخِيهِ بَدَّدَ مَنِيَّهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِئَلَّا يُعْطِيَ نَسْلًا لِأَخِيهِ.+ ١٠ فَسَاءَ مَا فَعَلَهُ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ،+ فَأَمَاتَهُ أَيْضًا.+ ١١ فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «أَقِيمِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ إِلَى أَنْ يَكْبَرَ شِيلَةُ ٱبْنِي».+ لِأَنَّهُ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضًا كَأَخَوَيْهِ».+ فَذَهَبَتْ ثَامَارُ وَأَقَامَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا.+
١٢ وَطَالَتِ ٱلْأَيَّامُ، فَمَاتَتِ ٱبْنَةُ شُوعٍ زَوْجَةُ يَهُوذَا،+ فَأَقَامَ يَهُوذَا مَنَاحَةً.+ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى جَزَّازِي غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ،+ هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ ٱلْعَدُلَّامِيُّ.+ ١٣ فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا: «هَا هُوَ حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ».+ ١٤ فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا وَتَغَطَّتْ بِخِمَارٍ وَلَبِسَتْ بُرْقُعًا وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ ٱلَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ. لِأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبِرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً.+
١٥ فَلَمَّا رَآهَا يَهُوذَا حَسِبَهَا عَاهِرَةً،+ لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا.+ ١٦ فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى ٱلطَّرِيقِ وَقَالَ: «دَعِينِي أَدْخُلُ عَلَيْكِ».+ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ.+ فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي حَتَّى تَدْخُلَ عَلَيَّ؟».+ ١٧ فَقَالَ: «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزًى مِنَ ٱلْقَطِيعِ». فَقَالَتْ: «هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا إِلَى أَنْ تُرْسِلَهُ؟».+ ١٨ قَالَ: «مَا ٱلرَّهْنُ ٱلَّذِي أُعْطِيكِ؟». فَقَالَتْ: «خَاتَمُكَ+ وَشَرِيطُكَ وَعَصَاكَ ٱلَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ مِنْهُ. ١٩ ثُمَّ قَامَتْ وَذَهَبَتْ وَنَزَعَتْ عَنْهَا خِمَارَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.+
٢٠ فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ ٱلْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ ٱلْعَدُلَّامِيِّ+ لِكَيْ يَسْتَرِدَّ ٱلرَّهْنَ مِنْ يَدِ ٱلْمَرْأَةِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْهَا. ٢١ فَسَأَلَ أَهْلَ مَكَانِهَا، قَائِلًا: «أَيْنَ بَغِيُّ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ؟». فَقَالُوا: «مَا كَانَتْ هٰهُنَا قَطُّ بَغِيُّ هَيْكَلٍ».+ ٢٢ فَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا، وَأَهْلُ ٱلْمَكَانِ قَالُوا: ‹مَا كَانَتْ هٰهُنَا قَطُّ بَغِيُّ هَيْكَلٍ›». ٢٣ فَقَالَ يَهُوذَا: «لِتَأْخُذْهَا لِنَفْسِهَا، لِئَلَّا يَلْحَقَنَا ٱزْدِرَاءٌ.+ فَإِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هٰذَا ٱلْجَدْيَ، وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا».
٢٤ وَكَانَ بَعْدَ نَحْوِ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ أَنَّ يَهُوذَا أُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدِ ٱرْتَكَبَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ ٱلْعَهَارَةَ،+ وَهَا هِيَ حَامِلٌ+ أَيْضًا مِنَ ٱلْعَهَارَةِ». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ».+ ٢٥ وَبَيْنَمَا هِيَ مُخْرَجَةٌ، أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي هٰذِهِ لَهُ أَنَا حَامِلٌ».+ وَأَضَافَتْ: «تَحَقَّقْ+ لِمَنِ ٱلْخَاتَمُ وَٱلشَّرِيطُ وَٱلْعَصَا هٰذِهِ».+ ٢٦ فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ:+ «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي،+ لِأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ٱبْنِي».+ وَلَمْ يَعُدْ بَعْدَ ذٰلِكَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا.+
٢٧ وَكَانَ فِي وَقْتِ وِلَادَتِهَا، إِذَا تَوْأَمَانِ فِي بَطْنِهَا. ٢٨ وَحَدَثَ، وَهِيَ تَلِدُ، أَنَّ أَحَدَهُمَا أَخْرَجَ يَدَهُ، فَأَخَذَتِ ٱلْقَابِلَةُ خَيْطًا قِرْمِزِيًّا وَرَبَطَتْهُ حَوْلَ يَدِهِ، قَائِلَةً: «هٰذَا خَرَجَ أَوَّلًا». ٢٩ وَكَانَ حِينَ رَدَّ يَدَهُ، إِذَا أَخُوهُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَتْ: «لِمَاذَا تَسَبَّبْتَ بِتَمَزُّقٍ لِأَجْلِ نَفْسِكَ؟». لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ فَارِصَ.+ ٣٠ وَبَعْدَ ذٰلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ ٱلَّذِي عَلَى يَدِهِ ٱلْخَيْطُ ٱلْقِرْمِزِيُّ، فَدُعِيَ ٱسْمُهُ زَارَحَ.+
٣٩ وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ،+ وَٱشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ،+ رَسْمِيٌّ فِي بَلَاطِ فِرْعَوْنَ وَرَئِيسُ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ، وَهُوَ مِصْرِيٌّ، مِنْ يَدِ ٱلْإِسْمَاعِيلِيِّينَ+ ٱلَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ. ٢ وَكَانَ يَهْوَهُ مَعَ يُوسُفَ، فَكَانَ رَجُلًا نَاجِحًا،+ وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ ٱلْمِصْرِيِّ. ٣ وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَهُ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُ كَانَ يَهْوَهُ يُنْجِحُهُ فِي يَدِهِ.
٤ فَنَالَ يُوسُفُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْهِ وَخَدَمَهُ، فَعَيَّنَهُ عَلَى بَيْتِهِ،+ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ جَعَلَهُ فِي يَدِهِ. ٥ وَكَانَ مُنْذُ عَيَّنَهُ عَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا هُوَ لَهُ، أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ بَيْتَ ٱلْمِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُفَ، وَكَانَتْ بَرَكَةُ يَهْوَهَ عَلَى كُلِّ مَا هُوَ لَهُ فِي ٱلْبَيْتِ وَفِي ٱلْحَقْلِ.+ ٦ وَأَخِيرًا تَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ،+ وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا عِنْدَهُ إِلَّا ٱلْخُبْزَ ٱلَّذِي يَأْكُلُهُ. وَكَانَ يُوسُفُ جَمِيلَ ٱلصُّورَةِ وَجَمِيلَ ٱلْمَنْظَرِ.
٧ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ زَوْجَةَ سَيِّدِهِ ٱبْتَدَأَتْ تَرْفَعُ عَيْنَيْهَا+ إِلَى يُوسُفَ وَتَقُولُ: «اِضْطَجِعْ مَعِي».+ ٨ وَلٰكِنَّهُ كَانَ يَرْفُضُ+ وَيَقُولُ لِزَوْجَةِ سَيِّدِهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي لَا يَعْرِفُ مَا عِنْدِي فِي ٱلْبَيْتِ، وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ جَعَلَهُ فِي يَدِي.+ ٩ لَا أَحَدَ فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ أَعْظَمُ مِنِّي، وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ، لِأَنَّكِ زَوْجَتُهُ.+ فَكَيْفَ أَرْتَكِبُ هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى ٱللّٰهِ؟».+
١٠ وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَنْ يَضْطَجِعَ بِجَانِبِهَا لِيَكُونَ مَعَهَا.+ ١١ وَحَدَثَ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، كَكُلِّ يَوْمٍ، أَنَّهُ دَخَلَ ٱلْبَيْتَ لِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ ٱلْبَيْتِ هُنَاكَ فِي ٱلْبَيْتِ.+ ١٢ فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ+ قَائِلَةً: «اِضْطَجِعْ مَعِي!».+ فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ.+ ١٣ وَكَانَ لَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا لِيَهْرُبَ إِلَى خَارِجٍ، ١٤ أَنَّهَا صَرَخَتْ إِلَى أَهْلِ بَيْتِهَا وَقَالَتْ: «اُنْظُرُوا! قَدْ جَاءَنَا بِرَجُلٍ عِبْرَانِيٍّ لِيَجْعَلَنَا سُخْرَةً. أَتَانِي لِيَضْطَجِعَ مَعِي، فَصَرَخْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي.+ ١٥ وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ أَنِّي رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ». ١٦ فَتَرَكَتْ ثَوْبَهُ مَوْضُوعًا بِجَانِبِهَا حَتَّى جَاءَ سَيِّدُهُ إِلَى بَيْتِهِ.+
١٧ فَكَلَّمَتْهُ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ، قَائِلَةً: «أَتَانِي ٱلْخَادِمُ ٱلْعِبْرَانِيُّ ٱلَّذِي جِئْتَ بِهِ إِلَيْنَا لِيَجْعَلَنِي سُخْرَةً. ١٨ وَكَانَ لَمَّا رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ إِلَى خَارِجٍ».+ ١٩ فَلَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهُ كَلَامَ زَوْجَتِهِ ٱلَّذِي كَلَّمَتْهُ بِهِ قَائِلَةً: «هٰكَذَا فَعَلَ بِي خَادِمُكَ»، ٱحْتَدَمَ غَضَبُهُ.+ ٢٠ فَأَخَذَ يُوسُفَ سَيِّدُهُ وَجَعَلَهُ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ، ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي كَانَ سُجَنَاءُ ٱلْمَلِكِ مَحْبُوسِينَ فِيهِ، وَبَقِيَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ.+
٢١ وَلٰكِنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا حُبِّيًّا، وَأَنَالَهُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ مَأْمُورِ بَيْتِ ٱلسِّجْنِ.+ ٢٢ فَسَلَّمَ مَأْمُورُ بَيْتِ ٱلسِّجْنِ بِيَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ ٱلسُّجَنَاءِ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ. وَكُلُّ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ هُنَاكَ كَانَ هُوَ مُدَبِّرَهُ.+ ٢٣ وَلَمْ يَكُنْ مَأْمُورُ بَيْتِ ٱلسِّجْنِ يَهْتَمُّ بِشَيْءٍ أَلْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ، لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَمَهْمَا فَعَلَ كَانَ يَهْوَهُ يُنْجِحُهُ.+
٤٠ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ سَاقِيَ+ مَلِكِ مِصْرَ وَٱلْخَبَّازَ أَخْطَأَا إِلَى سَيِّدِهِمَا مَلِكِ مِصْرَ.+ ٢ فَٱغْتَاظَ فِرْعَوْنُ مِنْ مُوَظَّفَيْهِ،+ رَئِيسِ ٱلسُّقَاةِ وَرَئِيسِ ٱلْخَبَّازِينَ.+ ٣ فَأَوْدَعَهُمَا فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ،+ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ،+ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي كَانَ يُوسُفُ مَسْجُونًا فِيهِ. ٤ فَوَكَّلَ رَئِيسُ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ يُوسُفَ بِهِمَا لِيَخْدُمَهُمَا،+ وَبَقِيَا فِي ٱلْحَبْسِ أَيَّامًا.
٥ وَحَلَمَا كِلَاهُمَا حُلْمًا،+ كُلُّ وَاحِدٍ حُلْمَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ،+ لِحُلْمِ كُلِّ وَاحِدٍ تَفْسِيرُهُ،+ سَاقِي مَلِكِ مِصْرَ وَخَبَّازُهُ، ٱلْمَسْجُونَانِ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ.+ ٦ فَدَخَلَ يُوسُفُ إِلَيْهِمَا فِي ٱلصَّبَاحِ وَنَظَرَهُمَا، فَإِذَا هُمَا مُكَدَّرَانِ.+ ٧ فَسَأَلَ مُوَظَّفَيْ فِرْعَوْنَ ٱللَّذَيْنِ مَعَهُ فِي حَبْسِ بَيْتِ سَيِّدِهِ، قَائِلًا: «لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكْمَدَّانِ ٱلْيَوْمَ؟».+ ٨ فَقَالَا لَهُ: «قَدْ حَلَمْنَا حُلْمًا وَلَيْسَ لَنَا مَنْ يُفَسِّرُهُ». فَقَالَ لَهُمَا يُوسُفُ: «أَلَيْسَتِ ٱلتَّفَاسِيرُ لِلّٰهِ؟+ قُصَّاهُ عَلَيَّ».
٩ فَقَصَّ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «كُنْتُ فِي حُلْمِي، وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي. ١٠ وَفِي ٱلْكَرْمَةِ ثَلَاثَةُ قُضْبَانٍ، وَكَأَنِّي بِهَا أَفْرَخَتْ.+ وَطَلَعَتْ أَزْهَارُهَا، وَأَنْضَجَتْ عَنَاقِيدُهَا عِنَبًا. ١١ وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي، فَأَخَذْتُ ٱلْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ.+ ثُمَّ جَعَلْتُ ٱلْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ».+ ١٢ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: «هٰذَا تَفْسِيرُهُ:+ اَلْقُضْبَانُ ٱلثَّلَاثَةُ هِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ. ١٣ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى وَظِيفَتِكَ،+ فَتَجْعَلُ كَأْسَ فِرْعَوْنَ فِي يَدِهِ، كَعَادَتِكَ ٱلسَّابِقَةِ حِينَ كُنْتَ سَاقِيَهُ.+ ١٤ وَلٰكِنْ تَذَكَّرْنِي حِينَ يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ،+ وَٱصْنَعْ إِلَيَّ لُطْفًا حُبِّيًّا وَٱذْكُرْنِي لَدَى فِرْعَوْنَ+ وَأَخْرِجْنِي مِنْ هٰذَا ٱلْبَيْتِ. ١٥ فَإِنِّي قَدْ خُطِفْتُ مِنْ أَرْضِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ؛+ وَهُنَا أَيْضًا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا حَتَّى يَضَعُونِي فِي ٱلْجُبِّ».+
١٦ وَلَمَّا رَأَى رَئِيسُ ٱلْخَبَّازِينَ أَنَّهُ فَسَّرَ خَيْرًا، قَالَ لِيُوسُفَ: «كُنْتُ أَنَا أَيْضًا فِي حُلْمِي، وَإِذَا ثَلَاثَةُ سِلَالٍ مِنَ ٱلْخُبْزِ ٱلْأَبْيَضِ عَلَى رَأْسِي، ١٧ وَفِي ٱلسَّلِّ ٱلْأَعْلَى مِنْ جَمِيعِ طَعَامِ فِرْعَوْنَ،+ مِنْ صَنْعَةِ ٱلْخَبَّازِ، وَٱلطُّيُورُ+ تَأْكُلُهُ مِنَ ٱلسَّلِّ فَوْقَ رَأْسِي». ١٨ فَأَجَابَ يُوسُفُ وَقَالَ: «هٰذَا تَفْسِيرُهُ:+ اَلسِّلَالُ ٱلثَّلَاثَةُ هِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ. ١٩ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ عَنْكَ، وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ،+ فَتَأْكُلُ ٱلطُّيُورُ لَحْمَكَ عَنْكَ».+
٢٠ فَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، يَوْمِ مِيلَادِ فِرْعَوْنَ،+ أَنَّهُ صَنَعَ وَلِيمَةً لِكُلِّ خُدَّامِهِ وَرَفَعَ رَأْسَ رَئِيسِ ٱلسُّقَاةِ وَرَأْسَ رَئِيسِ ٱلْخَبَّازِينَ وَسْطَ خُدَّامِهِ.+ ٢١ وَرَدَّ رَئِيسَ ٱلسُّقَاةِ إِلَى سِقَايَتِهِ،+ فَجَعَلَ ٱلْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ. ٢٢ وَأَمَّا رَئِيسُ ٱلْخَبَّازِينَ فَعَلَّقَهُ،+ كَمَا فَسَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ.+ ٢٣ وَلٰكِنْ لَمْ يَتَذَكَّرْ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ يُوسُفَ إِنَّمَا نَسِيَهُ.+
٤١ وَحَدَثَ عِنْدَ ٱنْتِهَاءِ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ أَنَّ فِرْعَوْنَ حَلَمَ،+ وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ نَهْرِ ٱلنِّيلِ. ٢ وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ، حَسَنَةِ ٱلْمَنْظَرِ وَسَمِينَةِ ٱللَّحْمِ، فَرَعَتْ بَيْنَ أَعْشَابِ ٱلنِّيلِ.+ ٣ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى طَالِعَةٍ بَعْدَهَا مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ، قَبِيحَةِ ٱلْمَنْظَرِ وَرَقِيقَةِ ٱللَّحْمِ،+ فَوَقَفَتْ بِجَانِبِ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلْأُولَى عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ ٱلنِّيلِ. ٤ فَأَكَلَتِ ٱلْبَقَرَاتُ ٱلْقَبِيحَةُ ٱلْمَنْظَرِ وَٱلرَّقِيقَةُ ٱللَّحْمِ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلسَّبْعَ ٱلْحَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ وَٱلسَّمِينَةَ.+ وَٱسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ.+
٥ ثُمَّ نَامَ فَحَلَمَ ثَانِيَةً. وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاقٍ وَاحِدَةٍ، سَمِينَةٍ وَحَسَنَةٍ.+ ٦ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ رَقِيقَةٍ وَمَلْفُوحَةٍ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ+ قَدْ نَمَتْ بَعْدَهَا.+ ٧ فَٱبْتَلَعَتِ ٱلسَّنَابِلُ ٱلرَّقِيقَةُ ٱلسَّنَابِلَ ٱلسَّبْعَ ٱلسَّمِينَةَ وَٱلْمُمْتَلِئَةَ.+ وَٱسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ، فَإِذَا هُوَ حُلْمٌ.
٨ وَكَانَ فِي ٱلصَّبَاحِ أَنَّ رُوحَهُ ٱضْطَرَبَتْ.+ فَأَرْسَلَ وَدَعَا كُلَّ كَهَنَةِ مِصْرَ ٱلَّذِينَ يَتَعَاطَوْنَ ٱلسِّحْرَ+ وَكُلَّ حُكَمَائِهَا،+ وَقَصَّ عَلَيْهِمْ فِرْعَوْنُ حُلْمَيْهِ.+ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَنْ يُفَسِّرُهُمَا لِفِرْعَوْنَ.
٩ ثُمَّ كَلَّمَ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ فِرْعَوْنَ،+ قَائِلًا: «إِنِّي أَذْكُرُ ٱلْيَوْمَ خَطَايَايَ.+ ١٠ كَانَ فِرْعَوْنُ قَدِ ٱغْتَاظَ مِنْ خَادِمَيْهِ،+ فَأَوْدَعَنِي فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ،+ أَنَا وَرَئِيسَ ٱلْخَبَّازِينَ. ١١ فَحَلَمْنَا كِلَانَا حُلْمًا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، أَنَا وَهُوَ. حَلَمْنَا كُلُّ وَاحِدٍ حُلْمًا لَهُ تَفْسِيرُهُ.+ ١٢ وَكَانَ مَعَنَا هُنَاكَ شَابٌّ عِبْرَانِيٌّ+ خَادِمٌ لِرَئِيسِ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ.+ فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ،+ فَفَسَّرَ لَنَا حُلْمَيْنَا. فَسَّرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ حُلْمِهِ. ١٣ وَكَانَ أَنَّهُ كَمَا فَسَّرَ لَنَا هٰكَذَا حَدَثَ. رَدَّنِي أَنَا إِلَى وَظِيفَتِي،+ وَأَمَّا هُوَ فَعَلَّقَهُ».+
١٤ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا يُوسُفَ،+ فَأَسْرَعُوا بِهِ مِنَ ٱلْجُبِّ.+ فَحَلَقَ+ وَغَيَّرَ رِدَاءَهُ+ وَدَخَلَ إِلَى فِرْعَوْنَ. ١٥ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «قَدْ حَلَمْتُ حُلْمًا وَلَيْسَ مَنْ يُفَسِّرُهُ. وَأَنَا سَمِعْتُ عَنْكَ قَوْلًا، إِنَّكَ إِذَا سَمِعْتَ حُلْمًا تُفَسِّرُهُ».+ ١٦ فَأَجَابَ يُوسُفُ فِرْعَوْنَ قَائِلًا: «لَسْتُ أَنَا! اَللّٰهُ يُنْبِئُ فِرْعَوْنَ بِمَا فِيهِ سَلَامَتُهُ».+
١٧ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «كُنْتُ فِي حُلْمِي، وَإِذَا بِي وَاقِفٌ عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ ٱلنِّيلِ. ١٨ وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ، سَمِينَةِ ٱللَّحْمِ وَحَسَنَةِ ٱلْمَنْظَرِ، فَرَعَتْ بَيْنَ أَعْشَابِ ٱلنِّيلِ.+ ١٩ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى طَالِعَةٍ بَعْدَهَا، هَزِيلَةٍ وَقَبِيحَةِ ٱلصُّورَةِ جِدًّا وَرَقِيقَةِ ٱللَّحْمِ.+ مَا رَأَيْتُ فِي ٱلْقَبَاحَةِ مِثْلَهَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. ٢٠ فَأَكَلَتِ ٱلْبَقَرَاتُ ٱلنَّحِيلَةُ وَٱلْقَبِيحَةُ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلسَّبْعَ ٱلْأُولَى ٱلسَّمِينَةَ.+ ٢١ فَدَخَلَتْ فِي بُطُونِهَا، وَلَمْ يُعْرَفْ أَنَّهَا دَخَلَتْ فِي بُطُونِهَا، فَكَانَ مَنْظَرُهَا قَبِيحًا كَمَا فِي ٱلْأَوَّلِ.+ وَٱسْتَيْقَظْتُ.
٢٢ «ثُمَّ رَأَيْتُ فِي حُلْمِي، وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاقٍ وَاحِدَةٍ، مُمْتَلِئَةٍ وَحَسَنَةٍ.+ ٢٣ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ ذَاوِيَةٍ وَرَقِيقَةٍ وَمَلْفُوحَةٍ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ+ قَدْ نَمَتْ بَعْدَهَا. ٢٤ فَٱبْتَلَعَتِ ٱلسَّنَابِلُ ٱلرَّقِيقَةُ ٱلسَّنَابِلَ ٱلسَّبْعَ ٱلْحَسَنَةَ.+ فَأَخْبَرْتُ بِذٰلِكَ ٱلْكَهَنَةَ ٱلَّذِينَ يَتَعَاطَوْنَ ٱلسِّحْرَ،+ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَنْ يُخْبِرُنِي».+
٢٥ فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ: «إِنَّمَا حُلْمُ فِرْعَوْنَ وَاحِدٌ. قَدْ أَخْبَرَ ٱللّٰهُ فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ.+ ٢٦ اَلْبَقَرَاتُ ٱلسَّبْعُ ٱلْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. وَٱلسَّنَابِلُ ٱلسَّبْعُ ٱلْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. فَإِنَّمَا ٱلْحُلْمُ وَاحِدٌ. ٢٧ وَٱلْبَقَرَاتُ ٱلسَّبْعُ ٱلنَّحِيلَةُ ٱلْقَبِيحَةُ ٱلَّتِي طَلَعَتْ بَعْدَهَا هِيَ سَبْعُ سِنِينَ، وَٱلسَّنَابِلُ ٱلسَّبْعُ ٱلْفَارِغَةُ ٱلْمَلْفُوحَةُ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ+ تَكُونُ سَبْعَ سِنِينَ جُوعًا.+ ٢٨ هٰذَا هُوَ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَلَّمْتُ بِهِ فِرْعَوْنَ: قَدْ أَرَى ٱللّٰهُ فِرْعَوْنَ مَا هُوَ صَانِعٌ.+
٢٩ «هَا هِيَ سَبْعُ سِنِينَ آتِيَةٌ فِيهَا شَبَعٌ عَظِيمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. ٣٠ وَلٰكِنْ سَتَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ جُوعًا، فَيُنْسَى كُلُّ ٱلشَّبَعِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَيُتْلِفُ ٱلْجُوعُ ٱلْأَرْضَ.+ ٣١ وَلَا يُعْرَفُ ٱلشَّبَعُ ٱلَّذِي كَانَ فِي ٱلْأَرْضِ بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْجُوعِ بَعْدَهُ، لِأَنَّهُ سَيَكُونُ شَدِيدًا جِدًّا. ٣٢ وَإِنَّمَا كُرِّرَ ٱلْحُلْمُ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ لِأَنَّ ٱلْأَمْرَ مُثَبَّتٌ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ،+ وَٱللّٰهُ مُسْرِعٌ لِيَفْعَلَهُ.+
٣٣ «فَٱلْآنَ لِيَنْظُرْ فِرْعَوْنُ رَجُلًا فَطِينًا وَحَكِيمًا وَيَجْعَلْهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ.+ ٣٤ وَلْيُبَاشِرْ فِرْعَوْنُ فَيُعَيِّنْ نُظَّارًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،+ وَيَأْخُذْ خُمْسَ أَرْضِ مِصْرَ فِي سَبْعِ سِنِي ٱلشَّبَعِ.+ ٣٥ وَلْيَجْمَعُوا كُلَّ طَعَامِ هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلْآتِيَةِ، وَيُكَوِّمُوا قَمْحًا تَحْتَ يَدِ فِرْعَوْنَ طَعَامًا فِي ٱلْمُدُنِ،+ وَيَحْفَظُوهُ. ٣٦ فَيَكُونُ ٱلطَّعَامُ مَؤُونَةً لِلْأَرْضِ لِسَبْعِ سِنِي ٱلْجُوعِ ٱلَّتِي تَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ،+ لِئَلَّا تَنْقَرِضَ ٱلْأَرْضُ بِٱلْجُوعِ».+
٣٧ فَحَسُنَ هٰذَا فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَجَمِيعِ خُدَّامِهِ.+ ٣٨ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِخُدَّامِهِ: «هَلْ يُوجَدُ مِثْلُ هٰذَا رَجُلٌ فِيهِ رُوحُ ٱللّٰهِ؟».+ ٣٩ ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بِمَا أَنَّ ٱللّٰهَ عَرَّفَكَ كُلَّ هٰذَا،+ فَلَيْسَ هُنَاكَ فَطِينٌ وَحَكِيمٌ مِثْلُكَ.+ ٤٠ أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي،+ وَكُلُّ شَعْبِي يُقَدِّمُ لَكَ طَاعَةً مُطْلَقَةً.+ وَلَا أَكُونُ أَعْظَمَ مِنْكَ إِلَّا بِٱلْعَرْشِ».+ ٤١ وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «اُنْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».+ ٤٢ عِنْدَئِذٍ نَزَعَ فِرْعَوْنُ خَاتَمَهُ+ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ كَتَّانٍ جَيِّدٍ، وَجَعَلَ قِلَادَةَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ.+ ٤٣ وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَةِ ٱلتَّكْرِيمِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي لَهُ،+ لِيُنَادُوا أَمَامَهُ: «أَبْرِكْ!»، جَاعِلًا إِيَّاهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
٤٤ وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ، فَمِنْ غَيْرِ إِذْنِكَ لَا يَرْفَعُ رَجُلٌ يَدَهُ وَلَا رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».+ ٤٥ ثُمَّ دَعَا فِرْعَوْنُ ٱسْمَ يُوسُفَ صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ، وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ+ بِنْتَ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ+ زَوْجَةً. فَطَافَ يُوسُفُ فِي أَرْضِ مِصْرَ.+ ٤٦ وَكَانَ يُوسُفُ ٱبْنَ ثَلَاثِينَ سَنَةً+ حِينَ وَقَفَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ.
وَخَرَجَ يُوسُفُ مِنْ أَمَامِ فِرْعَوْنَ وَجَالَ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. ٤٧ وَفِي سَبْعِ سِنِي ٱلشَّبَعِ أَنْتَجَتِ ٱلْأَرْضُ أَكْدَاسًا أَكْدَاسًا.+ ٤٨ فَجَمَعَ كُلَّ طَعَامِ ٱلسَّبْعِ سِنِينَ ٱلَّتِي أَتَتْ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ، وَجَعَلَ ٱلطَّعَامَ فِي ٱلْمُدُنِ.+ طَعَامُ ٱلْحُقُولِ ٱلَّتِي حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ جَعَلَهُ فِيهَا.+ ٤٩ وَكَوَّمَ يُوسُفُ قَمْحًا كَثِيرًا جِدًّا،+ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ، حَتَّى تَرَكُوا إِحْصَاءَهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ.+
٥٠ وَقَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ سَنَةُ ٱلْجُوعِ، وُلِدَ لِيُوسُفَ ٱبْنَانِ،+ وَهُمَا ٱللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ. ٥١ فَدَعَا يُوسُفُ ٱسْمَ ٱلْبِكْرِ مَنَسَّى،+ قَائِلًا: «لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ أَنْسَانِي كُلَّ شَقَائِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي».+ ٥٢ وَدَعَا ٱسْمَ ٱلثَّانِي أَفْرَايِمَ،+ قَائِلًا: «لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أَرْضِ عَنَائِي».+
٥٣ ثُمَّ ٱنْتَهَتْ سَبْعُ سِنِي ٱلشَّبَعِ ٱلَّذِي كَانَ فِي أَرْضِ مِصْرَ،+ ٥٤ وَٱبْتَدَأَتْ سَبْعُ سِنِي ٱلْجُوعِ تَأْتِي، كَمَا قَالَ يُوسُفُ.+ فَكَانَ ٱلْجُوعُ فِي جَمِيعِ ٱلْأَرَاضِي، وَأَمَّا كُلُّ أَرْضِ مِصْرَ فَكَانَ فِيهَا خُبْزٌ.+ ٥٥ ثُمَّ تَضَوَّرَتْ كُلُّ أَرْضِ مِصْرَ جُوعًا، فَصَرَخَ ٱلشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ مِنْ أَجْلِ ٱلْخُبْزِ.+ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِكُلِّ ٱلْمِصْرِيِّينَ: «اِذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ. وَمَهْمَا يَقُلْ لَكُمْ فَٱفْعَلُوا».+ ٥٦ وَكَانَ ٱلْجُوعُ عَلَى كُلِّ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.+ فَفَتَحَ يُوسُفُ جَمِيعَ مَخَازِنِ ٱلْحُبُوبِ ٱلَّتِي عِنْدَهُمْ وَبَاعَ لِلْمِصْرِيِّينَ،+ إِذِ ٱشْتَدَّ ٱلْجُوعُ فِي أَرْضِ مِصْرَ. ٥٧ وَجَاءَ أَهْلُ ٱلْأَرْضِ بِأَسْرِهَا إِلَى مِصْرَ لِيَشْتَرُوا مِنْ يُوسُفَ، لِأَنَّ ٱلْجُوعَ ٱشْتَدَّ فِي ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا.+
٤٢ وَرَأَى يَعْقُوبُ أَنَّهُ تُوجَدُ حُبُوبٌ فِي مِصْرَ.+ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ: «لِمَاذَا تَنْظُرُونَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ؟». ٢ وَقَالَ: «هَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ تُوجَدُ حُبُوبٌ فِي مِصْرَ.+ فَٱنْزِلُوا إِلَى هُنَاكَ وَٱشْتَرُوا لَنَا مِنْ هُنَاكَ لِنَحْيَا وَلَا نَمُوتَ». ٣ فَنَزَلَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ+ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحًا مِنْ مِصْرَ. ٤ إِلَّا أَنَّ يَعْقُوبَ لَمْ يُرْسِلْ بِنْيَامِينَ+ أَخَا يُوسُفَ مَعَ إِخْوَتِهِ، لِأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَحْصُلُ لَهُ حَادِثٌ مُمِيتٌ».+
٥ فَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مَعَ ٱلْآتِينَ لِيَشْتَرُوا، لِأَنَّ ٱلْجُوعَ كَانَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.+ ٦ وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ صَاحِبَ ٱلنُّفُوذِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،+ وَهُوَ ٱلْبَائِعَ لِكُلِّ شَعْبِ ٱلْأَرْضِ.+ فَأَتَى إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ.+ ٧ وَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ إِخْوَتَهُ، عَرَفَهُمْ فِي ٱلْحَالِ، وَلٰكِنَّهُ تَنَكَّرَ لَهُمْ.+ فَكَلَّمَهُمْ بِقَسْوَةٍ وَقَالَ لَهُمْ: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُمْ؟»، فَقَالُوا: «مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا».+
٨ وَعَرَفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ. ٩ وَحَالًا تَذَكَّرَ يُوسُفُ ٱلْأَحْلَامَ ٱلَّتِي حَلَمَهَا عَنْهُمْ،+ فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ! وَقَدْ أَتَيْتُمْ لِتَرَوْا ثُغُورَ ٱلْأَرْضِ!».+ ١٠ فَقَالُوا لَهُ: «لَا يَا سَيِّدِي،+ بَلْ خُدَّامُكَ+ أَتَوْا لِيَشْتَرُوا طَعَامًا. ١١ نَحْنُ كُلُّنَا بَنُو رَجُلٍ وَاحِدٍ. نَحْنُ مُسْتَقِيمُونَ. لَيْسَ خُدَّامُكَ جَوَاسِيسَ».+ ١٢ فَقَالَ لَهُمْ: «كَلَّا! بَلْ أَتَيْتُمْ لِتَرَوْا ثُغُورَ ٱلْأَرْضِ!».+ ١٣ فَقَالُوا: «خُدَّامُكَ ٱثْنَا عَشَرَ أَخًا.+ نَحْنُ بَنُو رَجُلٍ وَاحِدٍ+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهَا إِنَّ ٱلْأَصْغَرَ عِنْدَ أَبِينَا ٱلْيَوْمَ،+ وَٱلْآخَرَ غَيْرُ مَوْجُودٍ».+
١٤ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «بَلِ ٱلْأَمْرُ كَمَا كَلَّمْتُكُمْ قَائِلًا: ‹أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ!›. ١٥ بِهٰذَا تُمْتَحَنُونَ. وَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ لَا تَخْرُجُونَ مِنْ هُنَا إِلَّا حِينَ يَأْتِي أَخُوكُمُ ٱلْأَصْغَرُ إِلَى هُنَا.+ ١٦ أَرْسِلُوا وَاحِدًا مِنْكُمْ لِيَأْتِيَ بِأَخِيكُمْ، وَأَنْتُمْ تُقَيَّدُونَ، حَتَّى يُمْتَحَنَ كَلَامُكُمْ هَلْ أَنْتُمْ مُحِقُّونَ.+ وَإِلَّا فَوَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ». ١٧ فَجَعَلَهُمْ مَعًا فِي ٱلْحَبْسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
١٨ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ: «اِفْعَلُوا هٰذَا وَٱحْيَوْا. فَأَنَا أَخَافُ+ ٱللّٰهَ. ١٩ إِنْ كُنْتُمْ مُسْتَقِيمِينَ، فَلْيُقَيَّدْ وَاحِدٌ مِنْ إِخْوَتِكُمْ فِي بَيْتِ حَبْسِكُمْ،+ أَمَّا ٱلْبَقِيَّةُ مِنْكُمْ فَيَذْهَبُونَ وَيَأْخُذُونَ ٱلْحُبُوبَ لِمَجَاعَةِ بُيُوتِكُمْ.+ ٢٠ ثُمَّ تُحْضِرُونَ أَخَاكُمُ ٱلْأَصْغَرَ إِلَيَّ لِيَكُونَ كَلَامُكُمْ صَادِقًا وَلَا تَمُوتُوا».+ فَفَعَلُوا هٰكَذَا.
٢١ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «حَقًّا إِنَّنَا مُذْنِبُونَ إِلَى أَخِينَا،+ لِأَنَّنَا رَأَيْنَا شِدَّةَ نَفْسِهِ حِينَ ٱسْتَرْأَفَنَا وَلَمْ نَسْمَعْ. لِذٰلِكَ أَتَتْ عَلَيْنَا هٰذِهِ ٱلشِّدَّةُ».+ ٢٢ فَأَجَابَهُمْ رَأُوبِينُ قَائِلًا: «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ: ‹لَا تُخْطِئُوا إِلَى ٱلْوَلَدِ›، وَأَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا؟+ فَهَا إِنَّ دَمَهُ ٱلْآنَ يُطَالَبُ بِهِ».+ ٢٣ وَهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ يُوسُفَ يَسْمَعُ، لِأَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُمْ تُرْجُمَانٌ. ٢٤ فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ وَبَكَى.+ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ وَكَلَّمَهُمْ، وَأَخَذَ مِنْهُمْ شِمْعُونَ+ وَقَيَّدَهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ.+ ٢٥ ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ أَنْ تُمْلَأَ أَوْعِيَتُهُمْ قَمْحًا، وَيُرَدَّ مَالُ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى عِدْلِهِ،+ وَأَنْ يُعْطَوْا زَادًا لِلسَّفَرِ.+ فَصُنِعَ لَهُمْ هٰكَذَا.
٢٦ فَحَمَّلُوا حُبُوبَهُمْ عَلَى حَمِيرِهِمْ وَذَهَبُوا مِنْ هُنَاكَ. ٢٧ وَلَمَّا فَتَحَ أَحَدُهُمْ عِدْلَهُ لِيُعْطِيَ عَلَفًا لِحِمَارِهِ فِي ٱلْمَبِيتِ،+ رَأَى مَالَهُ وَإِذَا هُوَ فِي فَمِ كِيسِهِ.+ ٢٨ فَقَالَ لِإِخْوَتِهِ: «قَدْ رُدَّ مَالِي وَهَا هُوَ فِي كِيسِي!». فَهَبَطَتْ قُلُوبُهُمْ، وَٱلْتَفَتَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مُرْتَعِدِينَ+ وَقَالُوا: «مَا هٰذَا ٱلَّذِي فَعَلَهُ ٱللّٰهُ بِنَا؟».+
٢٩ وَأَخِيرًا جَاءُوا إِلَى يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُمْ، قَائِلِينَ: ٣٠ «تَكَلَّمَ مَعَنَا ٱلرَّجُلُ سَيِّدُ ٱلْأَرْضِ بِقَسْوَةٍ،+ لِأَنَّهُ حَسِبَنَا جَوَاسِيسَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.+ ٣١ فَقُلْنَا لَهُ: ‹نَحْنُ مُسْتَقِيمُونَ.+ لَسْنَا جَوَاسِيسَ. ٣٢ نَحْنُ ٱثْنَا عَشَرَ أَخًا+ بَنُو أَبِينَا.+ وَاحِدٌ غَيْرُ مَوْجُودٍ،+ وَٱلْأَصْغَرُ ٱلْيَوْمَ عِنْدَ أَبِينَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ›.+ ٣٣ فَقَالَ لَنَا ٱلرَّجُلُ سَيِّدُ ٱلْأَرْضِ:+ ‹بِهٰذَا أَعْرِفُ أَنَّكُمْ مُسْتَقِيمُونَ:+ دَعُوا أَخًا وَاحِدًا مِنْكُمْ عِنْدِي.+ وَخُذُوا لِمَجَاعَةِ بُيُوتِكُمْ وَٱذْهَبُوا.+ ٣٤ وَأَحْضِرُوا أَخَاكُمُ ٱلْأَصْغَرَ إِلَيَّ، فَأَعْرِفَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَوَاسِيسَ، بَلْ أَنَّكُمْ مُسْتَقِيمُونَ. أَمَّا أَخُوكُمْ فَأَعُودُ أُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ، وَتُتَاجِرُونَ فِي ٱلْأَرْضِ›».+
٣٥ وَكَانَ عِنْدَ إِفْرَاغِ عُدُولِهِمْ، إِذَا صُرَّةُ مَالِ كُلِّ وَاحِدٍ فِي عِدْلِهِ. فَلَمَّا رَأَوْا صُرَرَ مَالِهِمْ هُمْ وَأَبُوهُمْ خَافُوا. ٣٦ فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ أَبُوهُمْ: «لَقَدْ أَثْكَلْتُمُونِي!+ يُوسُفُ غَيْرُ مَوْجُودٍ وَشِمْعُونُ غَيْرُ مَوْجُودٍ،+ وَبِنْيَامِينُ تَأْخُذُونَهُ! عَلَيَّ صَارَ كُلُّ هٰذَا!». ٣٧ فَقَالَ رَأُوبِينُ لِأَبِيهِ: «اُقْتُلِ ٱبْنَيَّ كِلَيْهِمَا إِنْ لَمْ أَعُدْ بِهِ إِلَيْكَ.+ اِعْهَدْ بِهِ إِلَيَّ، وَأَنَا أَرُدُّهُ إِلَيْكَ».+ ٣٨ فَقَالَ: «لَا يَنْزِلُ ٱبْنِي مَعَكُمْ، لِأَنَّ أَخَاهُ قَدْ مَاتَ وَهُوَ وَحْدَهُ بَقِيَ.+ فَإِنْ حَصَلَ لَهُ حَادِثٌ مُمِيتٌ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَذْهَبُونَ فِيهِ، تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِحُزْنٍ إِلَى شِيُولَ».+
٤٣ وَكَانَ ٱلْجُوعُ شَدِيدًا فِي ٱلْأَرْضِ.+ ٢ وَحَدَثَ حِينَ ٱنْتَهَوْا مِنْ أَكْلِ ٱلْحُبُوبِ ٱلَّتِي جَاءُوا بِهَا مِنْ مِصْرَ،+ أَنَّ أَبَاهُمْ قَالَ لَهُمْ: «اِرْجِعُوا ٱشْتَرُوا لَنَا قَلِيلًا مِنَ ٱلطَّعَامِ».+ ٣ فَقَالَ لَهُ يَهُوذَا:+ «لَقَدْ أَشْهَدَ عَلَيْنَا ٱلرَّجُلُ قَائِلًا: ‹لَا تَرَوْنَ وَجْهِي ثَانِيَةً إِلَّا وَأَخُوكُمْ مَعَكُمْ›.+ ٤ فَإِنْ كُنْتَ تُرْسِلُ أَخَانَا مَعَنَا،+ نَنْزِلُ وَنَشْتَرِي لَكَ طَعَامًا. ٥ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتَ لَا تُرْسِلُهُ، لَا نَنْزِلُ، لِأَنَّ ٱلرَّجُلَ قَالَ لَنَا: ‹لَا تَرَوْنَ وَجْهِي ثَانِيَةً إِلَّا وَأَخُوكُمْ مَعَكُمْ›».+ ٦ فَقَالَ إِسْرَائِيلُ:+ «لِمَاذَا أَسَأْتُمْ إِلَيَّ فَأَخْبَرْتُمُ ٱلرَّجُلَ أَنَّ لَكُمْ أَخًا آخَرَ؟». ٧ فَقَالُوا: «لَقَدْ سَأَلَ ٱلرَّجُلُ عَنَّا وَعَنْ أَنْسِبَائِنَا، قَائِلًا: ‹هَلْ أَبُوكُمْ حَيٌّ بَعْدُ؟+ هَلْ لَكُمْ أَخٌ آخَرُ؟›، فَأَخْبَرْنَاهُ بِحَسَبِ ذٰلِكَ.+ فَكَيْفَ كَانَ لَنَا أَنْ نَعْلَمَ أَنَّهُ سَيَقُولُ: ‹اِنْزِلُوا بِأَخِيكُمْ›؟».+
٨ وَقَالَ يَهُوذَا لِإِسْرَائِيلَ أَبِيهِ: «أَرْسِلِ ٱلصَّبِيَّ مَعِي+ لِنَقُومَ وَنَذْهَبَ وَنَحْيَا وَلَا نَمُوتَ،+ نَحْنُ وَأَنْتَ وَأَطْفَالُنَا جَمِيعًا.+ ٩ أَنَا أَكْفِلُهُ.+ مِنْ يَدِي تَطْلُبُ جَزَاءً لَهُ.+ إِنْ لَمْ آتِ بِهِ إِلَيْكَ وَأُحْضِرْهُ أَمَامَكَ، أَكُونُ مُخْطِئًا إِلَيْكَ طُولَ ٱلزَّمَانِ. ١٠ فَلَوْ لَمْ نَتَوَانَ، لَكُنَّا ٱلْآنَ قَدْ رَجَعْنَا مَرَّتَيْنِ».+
١١ فَقَالَ لَهُمْ إِسْرَائِيلُ أَبُوهُمْ: «إِنْ كَانَ هٰكَذَا،+ فَٱفْعَلُوا هٰذَا: خُذُوا مِنْ أَفْخَرِ مُنْتَجَاتِ ٱلْأَرْضِ فِي أَوْعِيَتِكُمْ، وَأَنْزِلُوا لِلرَّجُلِ هَدِيَّةً:+ قَلِيلًا مِنَ ٱلْبَلَسَانِ+ وَقَلِيلًا مِنَ ٱلْعَسَلِ+ وَلَاذَنًا وَلِحَاءً صَمْغِيًّا+ وَفُسْتُقًا وَلَوْزًا.+ ١٢ وَخُذُوا أَيْضًا ٱلْمَالَ فِي يَدِكُمْ ضِعْفًا؛ فَتُعِيدُونَ فِي يَدِكُمُ ٱلْمَالَ ٱلْمَرْدُودَ فِي أَفْوَاهِ أَكْيَاسِكُمْ.+ لَعَلَّ ذٰلِكَ كَانَ سَهْوًا.+ ١٣ وَخُذُوا أَخَاكُمْ وَقُومُوا ٱرْجِعُوا إِلَى ٱلرَّجُلِ. ١٤ وَٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُؤْتِيكُمْ شَفَقَةً أَمَامَ ٱلرَّجُلِ+ حَتَّى يُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمُ ٱلْآخَرَ وَبِنْيَامِينَ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنْ ثَكِلْتُ، أَكُونُ قَدْ ثَكِلْتُ!».+
١٥ فَأَخَذَ ٱلرِّجَالُ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ، وَأَخَذُوا ضِعْفَ ٱلْمَالِ فِي يَدِهِمْ وَبِنْيَامِينَ. وَقَامُوا وَنَزَلُوا إِلَى مِصْرَ وَوَقَفُوا أَمَامَ يُوسُفَ.+ ١٦ فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ بِنْيَامِينَ مَعَهُمْ، قَالَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ: «خُذِ ٱلرِّجَالَ إِلَى ٱلْبَيْتِ وَٱذْبَحْ ذَبَائِحَ وَهَيِّئْ،+ لِأَنَّ ٱلرِّجَالَ يَأْكُلُونَ مَعِي عِنْدَ ٱلظُّهْرِ». ١٧ فَفِي ٱلْحَالِ فَعَلَ ٱلرَّجُلُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ.+ وَأَخَذَ ٱلرَّجُلُ ٱلرِّجَالَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ. ١٨ فَخَافَ ٱلرِّجَالُ إِذْ أُخِذُوا إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ،+ وَقَالُوا: «إِنَّهُ بِسَبَبِ ٱلْمَالِ ٱلَّذِي رَجَعَ مَعَنَا أَوَّلًا فِي أَكْيَاسِنَا أُتِيَ بِنَا إِلَى هُنَا، لِيَنْقَضُّوا عَلَيْنَا وَيَقَعُوا بِنَا وَيَأْخُذُونَا عَبِيدًا وَحَمِيرَنَا!».+
١٩ فَٱقْتَرَبُوا مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَكَلَّمُوهُ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَيْتِ، ٢٠ وَقَالُوا: «اَلْعَفْوَ يَا سَيِّدِي! إِنَّنَا قَدْ نَزَلْنَا أَوَّلًا لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا.+ ٢١ وَكَانَ لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى ٱلْمَبِيتِ+ وَفَتَحْنَا أَكْيَاسَنَا، إِذَا مَالُ كُلِّ وَاحِدٍ فِي فَمِ كِيسِهِ، مَالُنَا بِكَامِلِ وَزْنِهِ. لِذٰلِكَ نُرِيدُ أَنْ نَرُدَّهُ بِأَيْدِينَا.+ ٢٢ وَأَنْزَلْنَا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَالِ فِي أَيْدِينَا لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا. وَلَا نَعْلَمُ مَنْ وَضَعَ مَالَنَا فِي أَكْيَاسِنَا».+ ٢٣ فَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامُ. لَا تَخَافُوا.+ إِلٰهُكُمْ وَإِلٰهُ أَبِيكُمْ أَعْطَاكُمْ كَنْزًا فِي أَكْيَاسِكُمْ.+ وَأَمَّا مَالُكُمْ فَقَدْ وَصَلَ إِلَيَّ». ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْهِمْ شِمْعُونَ.+
٢٤ وَأَدْخَلَ ٱلرَّجُلُ ٱلرِّجَالَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَأَعْطَاهُمْ مَاءً لِيَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ،+ وَأَعْطَى عَلَفًا لِحَمِيرِهِمْ.+ ٢٥ وَأَعَدُّوا ٱلْهَدِيَّةَ+ حَتَّى يَأْتِيَ يُوسُفُ عِنْدَ ٱلظُّهْرِ، لِأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُمْ هُنَاكَ سَيَأْكُلُونَ طَعَامًا.+ ٢٦ وَلَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى ٱلْبَيْتِ، أَحْضَرُوا إِلَيْهِ ٱلْهَدِيَّةَ ٱلَّتِي فِي يَدِهِمْ إِلَى ٱلْبَيْتِ، وَسَجَدُوا لَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ.+ ٢٧ فَسَأَلَ عَنْ أَحْوَالِهِمْ وَقَالَ:+ «هَلْ أَبُوكُمُ ٱلْمُسِنُّ ٱلَّذِي قُلْتُمْ عَنْهُ بِخَيْرٍ؟ أَحَيٌّ هُوَ بَعْدُ؟».+ ٢٨ فَقَالُوا: «خَادِمُكَ أَبُونَا بِخَيْرٍ. هُوَ حَيٌّ بَعْدُ». ثُمَّ خَرُّوا وَسَجَدُوا.+
٢٩ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ بِنْيَامِينَ أَخَاهُ ٱبْنَ أُمِّهِ،+ وَقَالَ: «أَهٰذَا أَخُوكُمُ ٱلْأَصْغَرُ ٱلَّذِي قُلْتُمْ لِي عَنْهُ؟».+ وَأَضَافَ: «اَللّٰهُ يُنْعِمُ عَلَيْكَ،+ يَا بُنَيَّ». ٣٠ ثُمَّ أَسْرَعَ يُوسُفُ، لِأَنَّ أَحْشَاءَهُ ٱضْطَرَمَتْ عَلَى أَخِيهِ،+ وَطَلَبَ مَكَانًا لِيَبْكِيَ، فَدَخَلَ مَخْدَعًا وَبَكَى هُنَاكَ.+ ٣١ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَخَرَجَ وَضَبَطَ نَفْسَهُ وَقَالَ:+ «قَدِّمُوا ٱلطَّعَامَ».+ ٣٢ فَقَدَّمُوا لَهُ وَحْدَهُ، وَلَهُمْ وَحْدَهُمْ، وَلِلْمِصْرِيِّينَ ٱلْآكِلِينَ عِنْدَهُ وَحْدَهُمْ؛ لِأَنَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَأْكُلُوا ٱلطَّعَامَ مَعَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، لِأَنَّ ذٰلِكَ مَكْرَهَةٌ عِنْدَ ٱلْمِصْرِيِّينَ.+
٣٣ وَأُجْلِسُوا قُدَّامَهُ، ٱلْبِكْرُ بِحَسَبِ بَكُورِيَّتِهِ+ وَٱلصَّغِيرُ بِحَسَبِ صِغَرِهِ، فَنَظَرَ ٱلرِّجَالُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مَبْهُوتِينَ. ٣٤ وَرَفَعَ حِصَصًا مِنْ أَمَامِهِ إِلَيْهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ حِصَّةَ بِنْيَامِينَ أَكْثَرَ مِنْ حِصَصِ جَمِيعِهِمْ بِخَمْسَةِ أَضْعَافٍ.+ فَشَارَكُوا فِي ٱلْمَأْدُبَةِ وَشَرِبُوا وَرَوُوا مَعَهُ.+
٤٤ ثُمَّ أَمَرَ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ،+ قَائِلًا: «اِمْلَأْ أَكْيَاسَ ٱلرِّجَالِ طَعَامًا قَدْرَ مَا يَسْتَطِيعُونَ حَمْلَهُ، وَضَعْ مَالَ كُلِّ وَاحِدٍ فِي فَمِ كِيسِهِ.+ ٢ وَضَعْ كَأْسِي، كَأْسَ ٱلْفِضَّةِ، فِي فَمِ كِيسِ ٱلْأَصْغَرِ، مَعَ ثَمَنِ حُبُوبِهِ». فَفَعَلَ بِحَسَبِ كَلَامِ يُوسُفَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ.+
٣ وَلَمَّا أَضَاءَ ٱلصَّبَاحُ، صُرِفَ+ ٱلرِّجَالُ هُمْ وَحَمِيرُهُمْ. ٤ فَخَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُونُوا قَدِ ٱبْتَعَدُوا حِينَ قَالَ يُوسُفُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ: «قُمِ ٱسْعَ وَرَاءَ ٱلرِّجَالِ وَأَدْرِكْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ: ‹لِمَاذَا جَازَيْتُمْ شَرًّا عِوَضًا عَنْ خَيْرٍ؟+ ٥ أَلَيْسَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلَّتِي يَشْرَبُ فِيهَا سَيِّدِي وَيَتَفَاءَلُ بِهَا؟+ قَدْ أَسَأْتُمْ فِي مَا فَعَلْتُمْ›».
٦ فَأَدْرَكَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ هٰذَا ٱلْكَلَامَ. ٧ فَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ سَيِّدِي بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ؟ حَاشَا لِخُدَّامِكَ أَنْ يَفْعَلُوا شَيْئًا كَهٰذَا. ٨ هُوَذَا ٱلْمَالُ ٱلَّذِي وَجَدْنَاهُ فِي فَمِ أَكْيَاسِنَا رَدَدْنَاهُ إِلَيْكَ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ.+ فَكَيْفَ نَسْرِقُ فِضَّةً أَوْ ذَهَبًا مِنْ بَيْتِ سَيِّدِكَ؟+ ٩ اَلَّذِي تُوجَدُ مَعَهُ مِنْ عَبِيدِكَ يَمُوتُ، وَنَحْنُ أَيْضًا نَكُونُ عَبِيدًا لِسَيِّدِي».+ ١٠ فَقَالَ: «اَلْآنَ بِحَسَبِ كَلَامِكُمْ هٰكَذَا يَكُونُ.+ فَٱلَّذِي تُوجَدُ مَعَهُ يَكُونُ عَبْدًا لِي،+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ». ١١ فَأَسْرَعُوا وَأَنْزَلَ كُلُّ وَاحِدٍ كِيسَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، وَفَتَحَ كُلُّ وَاحِدٍ كِيسَهُ. ١٢ فَفَتَّشَ تَفْتِيشًا دَقِيقًا، مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْأَكْبَرِ حَتَّى ٱنْتَهَى إِلَى ٱلْأَصْغَرِ. وَأَخِيرًا وُجِدَتِ ٱلْكَأْسُ فِي كِيسِ بِنْيَامِينَ.+
١٣ فَمَزَّقُوا أَرْدِيَتَهُمْ+ وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حِمَارِهِ وَرَجَعُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ. ١٤ وَدَخَلَ يَهُوذَا+ وَإِخْوَتُهُ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ، وَهُوَ بَعْدُ هُنَاكَ، وَوَقَعُوا أَمَامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.+ ١٥ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «مَا هٰذَا ٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي عَمِلْتُمْ؟ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَجُلًا مِثْلِي يَتَفَاءَلُ؟».+ ١٦ فَقَالَ يَهُوذَا: «مَاذَا نَقُولُ لِسَيِّدِي؟ بِمَاذَا نَتَكَلَّمُ؟ وَكَيْفَ نُبَرِّرُ أَنْفُسَنَا؟+ قَدْ وَجَدَ ٱللّٰهُ ذَنْبَ عَبِيدِكَ.+ هَا نَحْنُ عَبِيدٌ لِسَيِّدِي،+ نَحْنُ وَٱلَّذِي وُجِدَتِ ٱلْكَأْسُ فِي يَدِهِ جَمِيعًا!». ١٧ فَقَالَ: «حَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا!+ اَلرَّجُلُ ٱلَّذِي وُجِدَتِ ٱلْكَأْسُ فِي يَدِهِ هُوَ يَكُونُ لِي عَبْدًا.+ وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلْبَاقُونَ فَٱصْعَدُوا بِسَلَامٍ إِلَى أَبِيكُمْ».+
١٨ فَٱقْتَرَبَ يَهُوذَا مِنْهُ وَقَالَ: «أَرْجُوكَ يَا سَيِّدِي، لِيَتَكَلَّمْ عَبْدُكَ كَلِمَةً عَلَى مَسْمَعِ سَيِّدِي،+ وَلَا يَحْمَ غَضَبُكَ+ عَلَى عَبْدِكَ، لِأَنَّكَ مِثْلُ فِرْعَوْنَ.+ ١٩ سَيِّدِي سَأَلَ عَبِيدَهُ قَائِلًا: ‹هَلْ لَكُمْ أَبٌ أَوْ أَخٌ؟›. ٢٠ فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: ‹لَنَا أَبٌ مُسِنٌّ، وَوَلَدٌ صَغِيرٌ وُلِدَ لَهُ فِي شَيْخُوخَتِهِ.+ مَاتَ أَخُوهُ وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ لِأُمِّهِ،+ وَأَبُوهُ يُحِبُّهُ›. ٢١ فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: ‹اِنْزِلُوا بِهِ إِلَيَّ لِأَجْعَلَ نَظَرِي عَلَيْهِ›.+ ٢٢ لٰكِنَّنَا قُلْنَا لِسَيِّدِي: ‹لَا يَقْدِرُ ٱلصَّبِيُّ أَنْ يَتْرُكَ أَبَاهُ. فَإِنَّهُ إِنْ تَرَكَ أَبَاهُ يَمُوتُ›.+ ٢٣ فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: ‹إِنْ لَمْ يَنْزِلْ أَخُوكُمُ ٱلْأَصْغَرُ مَعَكُمْ، فَلَا تَعُودُونَ تَرَوْنَ وَجْهِي›.+
٢٤ «فَكَانَ أَنَّنَا صَعِدْنَا إِلَى عَبْدِكَ أَبِي وَأَخْبَرْنَاهُ بِكَلَامِ سَيِّدِي. ٢٥ ثُمَّ قَالَ أَبُونَا: ‹اِرْجِعُوا ٱشْتَرُوا لَنَا قَلِيلًا مِنَ ٱلطَّعَامِ›.+ ٢٦ فَقُلْنَا: ‹لَا نَقْدِرُ أَنْ نَنْزِلَ. أَمَّا إِذَا كَانَ أَخُونَا ٱلْأَصْغَرُ مَعَنَا فَنَنْزِلُ، لِأَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَرَى وَجْهَ ٱلرَّجُلِ مَا لَمْ يَكُنْ أَخُونَا ٱلْأَصْغَرُ مَعَنَا›.+ ٢٧ فَقَالَ لَنَا عَبْدُكَ أَبِي: ‹أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ زَوْجَتِي وَلَدَتْ لِي ٱبْنَيْنِ.+ ٢٨ فَخَرَجَ ٱلْوَاحِدُ مِنْ عِنْدِي وَقُلْتُ: «آهِ، إِنَّهُ قَدِ ٱفْتُرِسَ ٱفْتِرَاسًا!»،+ وَلَمْ أَنْظُرْهُ إِلَى ٱلْآنَ. ٢٩ فَإِنْ أَخَذْتُمْ هٰذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي وَحَصَلَ لَهُ حَادِثٌ مُمِيتٌ، تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِٱلْبَلِيَّةِ إِلَى شِيُولَ›.+
٣٠ «فَٱلْآنَ عِنْدَ مَجِيئِي إِلَى عَبْدِكَ أَبِي وَٱلصَّبِيُّ لَيْسَ مَعَنَا، وَنَفْسُهُ مُتَعَلِّقَةٌ بِنَفْسِهِ،+ ٣١ يَكُونُ حِينَ يَرَى أَنَّ ٱلصَّبِيَّ غَيْرُ مَوْجُودٍ، أَنَّهُ يَمُوتُ، فَيُنْزِلُ عَبِيدُكَ شَيْبَةَ عَبْدِكَ أَبِينَا بِحُزْنٍ إِلَى شِيُولَ. ٣٢ لِأَنَّ عَبْدَكَ كَفَلَ+ ٱلصَّبِيَّ حِينَ يَبْتَعِدُ عَنْ أَبِيهِ، قَائِلًا: ‹إِنْ لَمْ أَعُدْ بِهِ إِلَيْكَ، أَكُونُ مُخْطِئًا إِلَى أَبِي إِلَى ٱلْأَبَدِ›.+ ٣٣ فَٱلْآنَ لِيَمْكُثْ عَبْدُكَ عِوَضًا عَنِ ٱلصَّبِيِّ عَبْدًا لِسَيِّدِي، فَيَصْعَدَ ٱلصَّبِيُّ مَعَ إِخْوَتِهِ.+ ٣٤ لِأَنِّي كَيْفَ أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَٱلصَّبِيُّ لَيْسَ مَعِي؟ لِئَلَّا أَنْظُرَ ٱلْبَلِيَّةَ ٱلَّتِي تُصِيبُ أَبِي».+
٤٥ فَلَمْ يَقْدِرْ يُوسُفُ أَنْ يَضْبُطَ نَفْسَهُ أَمَامَ جَمِيعِ ٱلْقَائِمِينَ عِنْدَهُ.+ فَصَرَخَ: «أَخْرِجُوا كُلَّ وَاحِدٍ عَنِّي!». فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ عِنْدَهُ حِينَ عَرَّفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ بِنَفْسِهِ.+
٢ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِٱلْبُكَاءِ،+ فَسَمِعَ ٱلْمِصْرِيُّونَ وَسَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. ٣ وَقَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ: «أَنَا يُوسُفُ. أَحَيٌّ أَبِي بَعْدُ؟». فَلَمْ يَقْدِرْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ، لِأَنَّهُمُ ٱضْطَرَبُوا مِنْهُ.+ ٤ فَقَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ: «اِقْتَرِبُوا مِنِّي». فَٱقْتَرَبُوا مِنْهُ.
فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ ٱلَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ.+ ٥ وَٱلْآنَ لَا تَحْزَنُوا+ وَلَا تَغْتَاظُوا لِأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا؛ لِأَنَّهُ لِٱسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِي ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ.+ ٦ فَقَدْ صَارَ لِلْجُوعِ فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ سَنَتَانِ،+ وَهُنَالِكَ خَمْسُ سِنِينَ بَعْدُ لَا يَكُونُ فِيهَا حَرْثٌ وَلَا حَصَادٌ.+ ٧ فَأَرْسَلَنِي ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً+ فِي ٱلْأَرْضِ وَلِيُحْيِيَكُمْ بِنَجَاةٍ عَظِيمَةٍ. ٨ فَٱلْآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا+ بَلِ ٱللّٰهُ، لِيَجْعَلَنِي أَبًا+ لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
٩ «أَسْرِعُوا وَٱصْعَدُوا إِلَى أَبِي، وَقُولُوا لَهُ: ‹هٰكَذَا قَالَ ٱبْنُكَ يُوسُفُ: «قَدْ جَعَلَنِي ٱللّٰهُ سَيِّدًا لِكُلِّ مِصْرَ.+ اِنْزِلْ إِلَيَّ. لَا تَتَأَخَّرْ. ١٠ فَتَسْكُنُ فِي أَرْضِ جَاسَانَ،+ وَتَكُونُ قَرِيبًا مِنِّي، أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنُو بَنِيكَ وَغَنَمُكَ وَبَقَرُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ. ١١ وَأُزَوِّدُكَ هُنَاكَ بِٱلطَّعَامِ، لِأَنَّهُ يَكُونُ بَعْدُ خَمْسُ سِنِينَ جُوعًا،+ لِئَلَّا تَفْتَقِرَ أَنْتَ وَبَيْتُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ»›. ١٢ وَهَا إِنَّ عُيُونَكُمْ وَعَيْنَيْ أَخِي بِنْيَامِينَ تَرَى أَنَّ فَمِي هُوَ ٱلَّذِي يُكَلِّمُكُمْ.+ ١٣ فَأَخْبِرُوا أَبِي بِكُلِّ مَجْدِي فِي مِصْرَ وَبِكُلِّ مَا رَأَيْتُمْ، وَأَسْرِعُوا فَٱنْزِلُوا بِأَبِي إِلَى هُنَا».
١٤ ثُمَّ وَقَعَ عَلَى عُنُقِ بِنْيَامِينَ أَخِيهِ وَبَكَى، وَبَكَى بِنْيَامِينُ عَلَى عُنُقِهِ.+ ١٥ وَقَبَّلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ وَبَكَى عَلَيْهِمْ،+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَكَلَّمَ إِخْوَتُهُ مَعَهُ.
١٦ وَسُمِعَ ٱلْخَبَرُ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ وَقِيلَ: «قَدْ جَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ!». فَحَسُنَ ذٰلِكَ فِي عُيُونِ فِرْعَوْنَ وَخُدَّامِهِ.+ ١٧ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «قُلْ لِإِخْوَتِكَ: ‹اِفْعَلُوا هٰذَا: حَمِّلُوا دَوَابَّكُمْ وَٱذْهَبُوا وَٱدْخُلُوا أَرْضَ كَنْعَانَ،+ ١٨ وَخُذُوا أَبَاكُمْ وَأَهْلَ بَيْتِكُمْ وَتَعَالَوْا إِلَيَّ، فَأُعْطِيَكُمْ خَيْرَ أَرْضِ مِصْرَ، وَكُلُوا دَسَمَ ٱلْأَرْضِ.+ ١٩ وَأَنْتَ قَدْ أُمِرْتَ:+ «اِفْعَلُوا هٰذَا: خُذُوا لَكُمْ عَجَلَاتٍ+ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِصِغَارِكُمْ وَزَوْجَاتِكُمْ، وَٱحْمِلُوا أَبَاكُمْ عَلَى وَاحِدَةٍ وَتَعَالَوْا.+ ٢٠ وَلَا تَأْسَفْ عُيُونُكُمْ عَلَى أَمْتِعَتِكُمْ،+ لِأَنَّ خَيْرَ كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ هُوَ لَكُمْ»›».+
٢١ فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هٰكَذَا، وَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ عَجَلَاتٍ بِحَسَبِ أَوَامِرِ فِرْعَوْنَ، وَأَعْطَاهُمْ زَادًا+ لِلطَّرِيقِ. ٢٢ وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رِدَاءً جَدِيدًا،+ وَأَمَّا بِنْيَامِينُ فَأَعْطَاهُ ثَلَاثَ مِئَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَخَمْسَةَ أَرْدِيَةٍ جَدِيدَةٍ.+ ٢٣ وَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهِ هٰكَذَا: عَشَرَةَ حَمِيرٍ حَامِلَةً مِنْ خَيْرَاتِ مِصْرَ، وَعَشْرَ أُتُنٍ حَامِلَةً قَمْحًا وَخُبْزًا وَقُوتًا لِأَبِيهِ مِنْ أَجْلِ ٱلطَّرِيقِ. ٢٤ وَهٰكَذَا صَرَفَ إِخْوَتَهُ فَذَهَبُوا. وَقَالَ لَهُمْ: «لَا تَتَغَاضَبُوا فِي ٱلطَّرِيقِ».+
٢٥ فَصَعِدُوا مِنْ مِصْرَ وَجَاءُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، إِلَى يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ. ٢٦ فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «يُوسُفُ حَيٌّ بَعْدُ، وَهُوَ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ!».+ فَجَمَدَ قَلْبُهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ.+ ٢٧ فَلَمَّا كَلَّمُوهُ بِكُلِّ كَلَامِ يُوسُفَ ٱلَّذِي كَلَّمَهُمْ بِهِ، وَرَأَى ٱلْعَجَلَاتِ ٱلَّتِي أَرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَحْمِلَهُ، عَاشَتْ رُوحُ يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ.+ ٢٨ فَصَرَخَ إِسْرَائِيلُ: «كَفَى! يُوسُفُ ٱبْنِي حَيٌّ بَعْدُ! أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ!».+
٤٦ فَرَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَأَتَى إِلَى بِئْرَ سَبْعَ،+ وَذَبَحَ ذَبَائِحَ لِإِلٰهِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ.+ ٢ ثُمَّ كَلَّمَ ٱللّٰهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى ٱللَّيْلِ وَقَالَ:+ «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ!»، فَقَالَ لَهُ: «هٰأَنَذَا!».+ ٣ فَقَالَ: «أَنَا ٱللّٰهُ،+ إِلٰهُ أَبِيكَ.+ لَا تَخَفْ أَنْ تَنْزِلَ إِلَى مِصْرَ، لِأَنِّي أَجْعَلُكَ هُنَاكَ أُمَّةً عَظِيمَةً.+ ٤ أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ، وَأَنَا أُصْعِدُكَ أَيْضًا.+ وَيُوسُفُ يُغْمِضُ عَيْنَيْكَ».+
٥ فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرَ سَبْعَ، وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَصِغَارَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ فِي ٱلْعَجَلَاتِ ٱلَّتِي أَرْسَلَهَا فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ.+ ٦ وَأَخَذُوا مَعَهُمْ قُطْعَانَهُمْ وَمُقْتَنَيَاتِهِمِ ٱلَّتِي ٱقْتَنَوْهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.+ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ، يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ. ٧ بَنُوهُ وَبَنُو بَنِيهِ مَعَهُ، وَبَنَاتُهُ وَبَنَاتُ بَنِيهِ، وَكُلُّ نَسْلِهِ، أَحْضَرَهُمْ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ.+
٨ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ:+ يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ. بِكْرُ يَعْقُوبَ رَأُوبِينُ.+
٩ وَبَنُو رَأُوبِينَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي.+
١٠ وَبَنُو شِمْعُونَ:+ يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ+ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ+ ٱبْنُ ٱلْكَنْعَانِيَّةِ.
١١ وَبَنُو لَاوِي:+ جِرْشُونُ+ وَقَهَاتُ+ وَمَرَارِي.+
١٢ وَبَنُو يَهُوذَا:+ عِيرٌ+ وَأُونَانُ+ وَشِيلَةُ+ وَفَارِصُ+ وَزَارَحُ.+ وَلٰكِنْ مَاتَ عِيرٌ وَأُونَانُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.+
وَكَانَ ٱبْنَا فَارِصَ: حَصْرُونَ+ وَحَامُولَ.+
١٣ وَبَنُو يَسَّاكَرَ:+ تُولَاعُ+ وَفُوَّةُ+ وَيُوبٌ وَشِمْرُونُ.+
١٤ وَبَنُو زَبُولُونَ:+ سَارَدُ وَإِيلُونُ وَيَحْلَئِيلُ.+
١٥ هٰؤُلَاءِ بَنُو لَيْئَةَ+ ٱلَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِيَعْقُوبَ فِي فَدَّانَ أَرَامَ مَعَ ٱبْنَتِهِ دِينَةَ.+ كُلُّ نُفُوسِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ.
١٦ وَبَنُو جَادٍ:+ صِفْيُونُ وَحَجِّي وَشُونِي وَأَصْبُونُ وَعِيرِي وَأَرُودِي وَأَرْئِيلِي.+
١٧ وَبَنُو أَشِيرَ:+ يِمْنَةُ وَيِشْوَةُ وَيِشْوِي وَبَرِيعَةُ،+ وَسَارَحُ هِيَ أُخْتُهُمْ.
وَٱبْنَا بَرِيعَةَ: حَابَرُ وَمَلْكِيئِيلُ.+
١٨ هٰؤُلَاءِ بَنُو زِلْفَةَ+ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَابَانُ لِٱبْنَتِهِ لَيْئَةَ. فَوَلَدَتْ هٰؤُلَاءِ لِيَعْقُوبَ، سِتَّ عَشْرَةَ نَفْسًا.
١٩ وَٱبْنَا رَاحِيلَ+ زَوْجَةِ يَعْقُوبَ: يُوسُفُ+ وَبِنْيَامِينُ.+
٢٠ وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ مَنَسَّى+ وَأَفْرَايِمُ،+ ٱللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ+ بِنْتُ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ.
٢١ وَبَنُو بِنْيَامِينَ: بَالَعُ+ وَبَاكَرُ+ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا+ وَنَعْمَانُ+ وَإِيحِي وَرُوشٌ وَمُفِّيمُ+ وَحُفِّيمُ+ وَأَرْدٌ.
٢٢ هٰؤُلَاءِ بَنُو رَاحِيلَ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لِيَعْقُوبَ. كُلُّ ٱلنُّفُوسِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.
٢٣ وَبَنُو دَانٍ:+ حُوشِيمُ.+
٢٤ وَبَنُو نَفْتَالِي:+ يَحْصَئِيلُ وَجُونِي+ وَيَصَرٌ وَشِلِّيمُ.+
٢٥ هٰؤُلَاءِ بَنُو بِلْهَةَ+ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَابَانُ لِٱبْنَتِهِ رَاحِيلَ. فَوَلَدَتْ هٰؤُلَاءِ لِيَعْقُوبَ، كُلُّ ٱلنُّفُوسِ سَبْعٌ.
٢٦ وَكُلُّ ٱلنُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ ٱلَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ هِيَ مَنْ خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ،+ مَا عَدَا زَوْجَاتِ بَنِي يَعْقُوبَ. كُلُّ ٱلنُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ. ٢٧ وَٱبْنَا يُوسُفَ ٱللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. فَكُلُّ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ ٱلَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.+
٢٨ فَأَرْسَلَ يَهُوذَا+ قُدَّامَهُ إِلَى يُوسُفَ لِيَنْقُلَ ٱلْخَبَرَ أَمَامَهُ إِلَى جَاسَانَ. ثُمَّ أَتَوْا إِلَى أَرْضِ جَاسَانَ.+ ٢٩ فَأَعَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لِمُلَاقَاةِ إِسْرَائِيلَ أَبِيهِ فِي جَاسَانَ.+ وَلَمَّا ظَهَرَ لَهُ وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَبَكَى عَلَى عُنُقِهِ طَوِيلًا.+ ٣٠ فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «دَعْنِي أَمُوتُ ٱلْآنَ،+ إِذْ قَدْ رَأَيْتُ وَجْهَكَ أَنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ».
٣١ ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ وَلِبَيْتِ أَبِيهِ: «أَصْعَدُ وَأُخْبِرُ فِرْعَوْنَ وَأَقُولُ لَهُ:+ ‹إِنَّ إِخْوَتِي وَبَيْتَ أَبِي ٱلَّذِينَ كَانُوا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ قَدْ جَاءُوا إِلَيَّ.+ ٣٢ وَٱلرِّجَالُ رُعَاةٌ،+ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُرَبِّي مَاشِيَةٍ،+ وَقَدْ أَتَوْا بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ وَكُلِّ مَا لَهُمْ›.+ ٣٣ فَيَكُونُ أَنَّهُ عِنْدَمَا يَدْعُوكُمْ فِرْعَوْنُ وَيَقُولُ لَكُمْ: ‹مَا هِيَ مِهْنَتُكُمْ؟›، ٣٤ تَقُولُونَ: ‹خُدَّامُكَ مُرَبُّو مَاشِيَةٍ مُنْذُ حَدَاثَتِنَا إِلَى ٱلْآنَ، نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا›،+ لِكَيْ تَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ،+ لِأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِمِصْرَ».+
٤٧ فَجَاءَ يُوسُفُ وَأَخْبَرَ فِرْعَوْنَ وَقَالَ:+ «إِنَّ أَبِي وَإِخْوَتِي وَغَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهَا هُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ».+ ٢ وَأَخَذَ مِنْ جُمْلَةِ إِخْوَتِهِ خَمْسَةَ رِجَالٍ لِيُحْضِرَهُمْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ.+
٣ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِإِخْوَتِهِ: «مَا هِيَ مِهْنَتُكُمْ؟».+ فَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ: «خُدَّامُكَ رُعْيَانُ غَنَمٍ،+ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا».+ ٤ ثُمَّ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ: «قَدْ أَتَيْنَا لِنَتَغَرَّبَ فِي ٱلْأَرْضِ،+ لِأَنَّهُ لَيْسَ لِغَنَمِ خُدَّامِكَ مَرْعًى،+ فَٱلْجُوعُ شَدِيدٌ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.+ فَٱلْآنَ ٱسْمَحْ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ يَسْكُنَ خُدَّامُكَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ».+ ٥ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَبُوكَ وَإِخْوَتُكَ قَدْ جَاءُوا إِلَيْكَ. ٦ أَرْضُ مِصْرَ رَهْنُ تَصَرُّفِكَ.+ أَسْكِنْ أَبَاكَ وَإِخْوَتَكَ فِي أَفْضَلِ ٱلْأَرْضِ.+ لِيَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ،+ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ بَيْنَهُمْ رِجَالًا شُجْعَانًا،+ فَأَقِمْهُمْ رُؤَسَاءَ مَوَاشٍ عَلَى ٱلَّتِي لِي».+
٧ ثُمَّ أَدْخَلَ يُوسُفُ يَعْقُوبَ أَبَاهُ وَقَدَّمَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ.+ ٨ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيَعْقُوبَ: «كَمْ هِيَ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِكَ؟». ٩ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: «أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً.+ قَلِيلَةً وَشَاقَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي،+ وَلَمْ تَبْلُغْ أَيَّامَ سِنِي حَيَاةِ آبَائِي فِي أَيَّامِ غُرْبَتِهِمْ».+ ١٠ ثُمَّ بَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ وَخَرَجَ مِنْ أَمَامِ فِرْعَوْنَ.+
١١ فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مِلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَفْضَلِ ٱلْأَرْضِ، فِي أَرْضِ رَعْمَسِيسَ،+ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. ١٢ وَزَوَّدَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِٱلْخُبْزِ،+ بِحَسَبِ عَدَدِ ٱلْأَوْلَادِ.+
١٣ وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ، لِأَنَّ ٱلْجُوعَ كَانَ شَدِيدًا جِدًّا.+ فَخَارَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنَ ٱلْجُوعِ.+ ١٤ فَأَخَذَ يُوسُفُ كُلَّ ٱلْمَالِ ٱلَّذِي وُجِدَ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِٱلْحُبُوبِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلنَّاسُ يَشْتَرُونَهَا،+ وَأَدْخَلَ يُوسُفُ ٱلْمَالَ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. ١٥ فَنَفِدَ ٱلْمَالُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَرْضِ كَنْعَانَ، فَأَتَى كُلُّ ٱلْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ، قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزًا!+ لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ٱلْمَالَ قَدْ نَفِدَ؟».+ ١٦ فَقَالَ يُوسُفُ: «هَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ فَأُعْطِيكُمْ بِمَوَاشِيكُمْ، إِنْ كَانَ ٱلْمَالُ قَدْ نَفِدَ». ١٧ فَجَاءُوا بِمَوَاشِيهِمْ إِلَى يُوسُفَ، فَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ خُبْزًا بِٱلْخَيْلِ وَمَوَاشِي ٱلْغَنَمِ وَمَوَاشِي ٱلْبَقَرِ وَٱلْحَمِيرِ،+ فَزَوَّدَهُمْ بِٱلْخُبْزِ عِوَضَ كُلِّ مَوَاشِيهِمْ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ.
١٨ وَلَمَّا تَمَّتْ تِلْكَ ٱلسَّنَةُ، جَاءُوا إِلَيْهِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ وَقَالُوا لَهُ: «لَا نُخْفِي عَلَى سَيِّدِي أَنَّ ٱلْمَالَ قَدْ نَفِدَ، وَمَوَاشِي ٱلْبَهَائِمِ هِيَ عِنْدَ سَيِّدِي.+ وَلَمْ يَبْقَ أَمَامَ سَيِّدِي إِلَّا أَجْسَادُنَا وَأَرْضُنَا.+ ١٩ لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ+ نَحْنُ وَأَرْضُنَا جَمِيعًا؟ اِشْتَرِنَا وَأَرْضَنَا بِٱلْخُبْزِ،+ فَنَصِيرَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ. وَأَعْطِنَا بِذَارًا لِنَحْيَا وَلَا نَمُوتَ وَلَا تَصِيرَ أَرْضُنَا مُوحِشَةً».+ ٢٠ فَٱشْتَرَى يُوسُفُ كُلَّ أَرْضِ ٱلْمِصْرِيِّينَ لِفِرْعَوْنَ،+ إِذْ بَاعَ ٱلْمِصْرِيُّونَ كُلُّ وَاحِدٍ حَقْلَهُ، لِأَنَّ ٱلْجُوعَ ٱشْتَدَّ عَلَيْهِمْ. فَصَارَتِ ٱلْأَرْضُ لِفِرْعَوْنَ.
٢١ أَمَّا ٱلشَّعْبُ فَنَقَلَهُمْ إِلَى ٱلْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى أَرَاضِي مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهَا.+ ٢٢ إِنَّمَا أَرْضُ ٱلْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا،+ لِأَنَّهُ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ حِصَصٌ مِنْ قِبَلِ فِرْعَوْنَ، فَكَانُوا يَأْكُلُونَ حِصَصَهُمُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَهُمْ فِرْعَوْنُ.+ لِذٰلِكَ لَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ.+ ٢٣ ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «هَا قَدِ ٱشْتَرَيْتُكُمُ ٱلْيَوْمَ أَنْتُمْ وَأَرْضَكُمْ لِفِرْعَوْنَ. هُوَذَا لَكُمْ بِذَارٌ فَتَزْرَعُونَ ٱلْأَرْضَ.+ ٢٤ وَعِنْدَ خُرُوجِ ٱلْغَلَّةِ+ تُعْطُونَ خُمْسًا لِفِرْعَوْنَ،+ وَأَمَّا ٱلْأَرْبَعَةُ ٱلْأَجْزَاءُ فَتَكُونُ لَكُمْ بِذَارًا لِلْحَقْلِ، وَطَعَامًا لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بُيُوتِكُمْ وَطَعَامًا لِصِغَارِكُمْ».+ ٢٥ فَقَالُوا: «قَدْ أَحْيَيْتَنَا.+ فَلْنَنَلْ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي وَنَكُونَ عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ».+ ٢٦ فَجَعَلَ يُوسُفُ ذٰلِكَ فَرِيضَةً عَلَى أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ ٱلْخُمْسُ لِفِرْعَوْنَ. إِنَّمَا أَرْضُ ٱلْكَهَنَةِ كَفَرِيقٍ مُتَمَيِّزٍ لَمْ تَصِرْ لِفِرْعَوْنَ.+
٢٧ وَسَكَنَ إِسْرَائِيلُ فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَرْضِ جَاسَانَ،+ وَٱسْتَقَرُّوا فِيهَا وَأَثْمَرُوا وَكَثُرُوا جِدًّا.+ ٢٨ وَعَاشَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ مِصْرَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَصَارَتْ أَيَّامُ يَعْقُوبَ، سِنُو حَيَاتِهِ، مِئَةً وَسَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.+
٢٩ وَقَرُبَتْ أَيَّامُ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَمُوتَ.+ فَدَعَا ٱبْنَهُ يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ، فَضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخِذِي+ وَٱصْنَعْ إِلَيَّ لُطْفًا حُبِّيًّا وَأَمَانَةً:+ لَا تَدْفِنِّي فِي مِصْرَ.+ ٣٠ أَضْطَجِعُ مَعَ آبَائِي،+ فَتَحْمِلُنِي مِنْ مِصْرَ وَتَدْفِنُنِي فِي مَقْبَرَتِهِمْ».+ فَقَالَ: «أَنَا أَفْعَلُ حَسَبَ قَوْلِكَ». ٣١ فَقَالَ: «اِحْلِفْ لِي». فَحَلَفَ لَهُ.+ فَسَجَدَ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْسِ ٱلْفِرَاشِ.+
٤٨ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّهُ قِيلَ لِيُوسُفَ: «هُوَذَا أَبُوكَ مَرِيضٌ». فَأَخَذَ مَعَهُ ٱبْنَيْهِ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ.+ ٢ وَأُخْبِرَ يَعْقُوبُ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا ٱبْنُكَ يُوسُفُ قَدْ أَتَى إِلَيْكَ». فَٱسْتَجْمَعَ إِسْرَائِيلُ قِوَاهُ وَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِهِ. ٣ وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ:
«اَللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ،+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، لِيُبَارِكَنِي.+ ٤ وَقَالَ لِي: ‹هَا إِنِّي أَجْعَلُكَ مُثْمِرًا+ وَأُكَثِّرُكَ وَأَجْعَلُكَ جَمَاعَةَ شُعُوبٍ+ وَأُعْطِي نَسْلَكَ* هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ مِنْ بَعْدِكَ مِلْكًا دَهْرِيًّا›.+ ٥ وَٱلْآنَ فَٱبْنَاكَ ٱللَّذَانِ وُلِدَا لَكَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَبْلَ مَجِيئِي إِلَيْكَ إِلَى مِصْرَ هُمَا لِي.+ أَفْرَايِمُ وَمَنَسَّى يَكُونَانِ لِي مِثْلَ رَأُوبِينَ وَشِمْعُونَ.+ ٦ أَمَّا ذُرِّيَّتُكَ ٱلَّذِينَ تَلِدُهُمْ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. وَبِٱسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُدْعَوْنَ فِي مِيرَاثِهِمْ.+ ٧ وَأَمَّا أَنَا فَفِي مَجِيئِي مِنْ فَدَّانَ+ مَاتَتْ بِقُرْبِي رَاحِيلُ+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فِي ٱلطَّرِيقِ، إِذْ بَقِيَتْ مَسَافَةٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ حَتَّى آتِيَ إِلَى أَفْرَاتَ،+ فَدَفَنْتُهَا هُنَاكَ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى أَفْرَاتَ، أَيْ بَيْتَ لَحْمَ».+
٨ ثُمَّ رَأَى إِسْرَائِيلُ ٱبْنَيْ يُوسُفَ فَقَالَ: «مَنْ هٰذَانِ؟».+ ٩ فَقَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ: «هُمَا ٱبْنَايَ ٱللَّذَانِ أَعْطَانِي ٱللّٰهُ إِيَّاهُمَا هُنَا».+ فَقَالَ: «أَحْضِرْهُمَا إِلَيَّ لِأُبَارِكَهُمَا».+ ١٠ وَكَانَتْ عَيْنَا إِسْرَائِيلَ قَدْ كَلَّتَا مِنَ ٱلشَّيْخُوخَةِ.+ وَلَمْ يَكُنْ يَقْدِرُ أَنْ يُبْصِرَ. فَقَرَّبَهُمَا إِلَيْهِ، فَقَبَّلَهُمَا وَعَانَقَهُمَا.+ ١١ وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنِّي أَرَى وَجْهَكَ،+ وَهَا إِنَّ ٱللّٰهَ قَدْ أَرَانِي نَسْلَكَ أَيْضًا». ١٢ ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا يُوسُفُ مِنْ بَيْنِ رُكْبَتَيْهِ، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.+
١٣ وَأَخَذَ يُوسُفُ ٱلِٱثْنَيْنِ، أَفْرَايِمَ بِيَمِينِهِ إِلَى يَسَارِ إِسْرَائِيلَ،+ وَمَنَسَّى بِيَسَارِهِ إِلَى يَمِينِ إِسْرَائِيلَ،+ وَقَرَّبَهُمَا إِلَيْهِ. ١٤ فَمَدَّ إِسْرَائِيلُ يَمِينَهُ وَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ،+ مَعَ أَنَّهُ ٱلْأَصْغَرُ،+ وَيَسَارَهُ عَلَى رَأْسِ مَنَسَّى.+ وَضَعَ يَدَيْهِ هٰكَذَا قَصْدًا، إِذْ إِنَّ مَنَسَّى كَانَ ٱلْبِكْرَ.+ ١٥ وَبَارَكَ يُوسُفَ وَقَالَ:+
«اَللّٰهُ ٱلَّذِي سَارَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ،+
ٱللّٰهُ ٱلَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ،+
١٦ ٱلْمَلَاكُ ٱلَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ،+ يُبَارِكُ ٱلصَّبِيَّيْنِ.+
وَلْيُدْعَ عَلَيْهِمَا ٱسْمِي وَٱسْمُ أَبَوَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ،+
وَلْيَكْثُرَا كَثِيرًا فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ».+
١٧ فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ أَنَّ أَبَاهُ وَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ، سَاءَهُ ذٰلِكَ،+ فَحَاوَلَ أَنْ يُمْسِكَ بِيَدِ أَبِيهِ لِيَرْفَعَهَا عَنْ رَأْسِ أَفْرَايِمَ إِلَى رَأْسِ مَنَسَّى.+ ١٨ وَقَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ: «لَيْسَ هٰكَذَا يَا أَبِي، لِأَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْبِكْرُ.+ فَضَعْ يَمِينَكَ عَلَى رَأْسِهِ». ١٩ فَأَبَى أَبُوهُ وَقَالَ: «أَعْرِفُ يَا بُنَيَّ، أَعْرِفُ. هُوَ أَيْضًا يَكُونُ شَعْبًا وَهُوَ أَيْضًا يَعْظُمُ.+ وَلٰكِنَّ أَخَاهُ ٱلْأَصْغَرَ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْهُ،+ وَيَكُونُ نَسْلُهُ مِلْءَ ٱلْأُمَمِ».+ ٢٠ وَبَارَكَهُمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ+ قَائِلًا:
«بِكَ يُبَارِكُ إِسْرَائِيلُ قَائِلًا:
‹لِيَجْعَلْكَ ٱللّٰهُ مِثْلَ أَفْرَايِمَ وَمِثْلَ مَنَسَّى!›».+
وَهٰكَذَا قَدَّمَ أَفْرَايِمَ عَلَى مَنَسَّى.+
٢١ ثُمَّ قَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «هَا أَنَا أَمُوتُ،+ لٰكِنَّ ٱللّٰهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ.+ ٢٢ وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُكَ قِطْعَةً وَاحِدَةً مِنَ ٱلْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ إِخْوَتِكَ،+ أَخَذْتُهَا مِنْ يَدِ ٱلْأَمُورِيِّينَ بِسَيْفِي وَقَوْسِي».
٤٩ ثُمَّ دَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: «اِجْتَمِعُوا لِأُخْبِرَكُمْ بِمَا يَحْدُثُ لَكُمْ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ. ٢ اِجْتَمِعُوا وَٱسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ، ٱسْمَعُوا لِإِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ.+
٣ «رَأُوبِينُ، أَنْتَ بِكْرِي،+ قُوَّتِي وَأَوَّلُ خُصُوبَتِي،+ سُمُوُّ ٱلْوَقَارِ وَسُمُوُّ ٱلْقُوَّةِ. ٤ هَائِجًا كَٱلْمِيَاهِ لَا تَسْمُ،+ لِأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى سَرِيرِ أَبِيكَ.+ حِينَئِذٍ دَنَّسْتَ مَضْجَعِي.+ عَلَيْهِ صَعِدَ!
٥ «شِمْعُونُ وَلَاوِي أَخَوَانِ.+ آلَاتُ عُنْفٍ أَسْلِحَتُهُمَا.+ ٦ فِي مَجْلِسِهِمَا لَا تَدْخُلِي+ يَا نَفْسِي. بِجَمَاعَتِهِمَا لَا تَتَّحِدْ+ يَا خُلُقِي، لِأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلَا أُنَاسًا،+ وَفِي تَعَسُّفِهِمَا عَرْقَبَا ثِيرَانًا. ٧ مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا+ لِأَنَّهُ شَدِيدٌ، وَسُخْطُهُمَا لِأَنَّهُ قَاسٍ.+ أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُبَدِّدُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ.+
٨ «وَأَنْتَ يَا يَهُوذَا،+ يَحْمَدُكَ إِخْوَتُكَ.+ تَكُونُ يَدُكَ عَلَى رَقَبَةِ أَعْدَائِكَ.+ يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ.+ ٩ جَرْوُ أَسَدٍ هُوَ يَهُوذَا.+ مِنَ ٱلْفَرِيسَةِ تَصْعَدُ يَا ٱبْنِي. جَثَمَ وَرَبَضَ كَأَسَدٍ، وَكَأَسَدٍ مَنْ يُنْهِضُهُ؟+ ١٠ لَا يَزُولُ ٱلصَّوْلَجَانُ مِنْ يَهُوذَا+ وَلَا عَصَا ٱلْقِيَادَةِ مِنْ بَيْنِ قَدَمَيْهِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ،+ وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ.+ ١١ رَابِطًا بِٱلْكَرْمَةِ حِمَارَهُ وَبِٱلْكَرْمَةِ ٱلْمُخْتَارَةِ ٱبْنَ أَتَانِهِ، يَغْسِلُ بِٱلْخَمْرِ لِبَاسَهُ وَبِدَمِ ٱلْعِنَبِ ثَوْبَهُ.+ ١٢ مُحْمَرُّ ٱلْعَيْنَيْنِ مِنَ ٱلْخَمْرِ، وَمُبْيَضُّ ٱلْأَسْنَانِ مِنَ ٱلْحَلِيبِ.
١٣ «زَبُولُونُ يُقِيمُ عِنْدَ شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ،+ وَيَكُونُ عِنْدَ ٱلشَّاطِئِ حَيْثُ تَرْسُو ٱلسُّفُنُ،+ وَأَقْصَاهُ نَحْوَ صَيْدُونَ.+
١٤ «يَسَّاكَرُ+ حِمَارٌ صُلْبُ ٱلْعَظْمِ، رَابِضٌ بَيْنَ ٱلْعِدْلَيْنِ. ١٥ يَرَى ٱلْمَقَرَّ أَنَّهُ حَسَنٌ وَٱلْأَرْضَ أَنَّهَا بَهِيجَةٌ، فَيَحْنِي كَتِفَهُ لِحَمْلِ ٱلْأَثْقَالِ وَيَصِيرُ لِلسُّخْرَةِ عَبْدًا.
١٦ «دَانٌ يَدِينُ شَعْبَهُ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ.+ ١٧ يَكُونُ دَانٌ حَيَّةً عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ، حَيَّةً قَرْنَاءَ عَلَى طَرَفِ ٱلطَّرِيقِ، تَلْدَغُ عَقِبَيِ ٱلْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى ٱلْوَرَاءِ.+ ١٨ أَنْتَظِرُ خَلَاصَكَ يَا يَهْوَهُ.+
١٩ «جَادٌ يَغْزُوهُ غُزَاةٌ، وَلٰكِنَّهُ يَغْزُو مُؤَخَّرَهُمْ.+
٢٠ «أَشِيرُ خُبْزُهُ سَمِينٌ،+ وَهُوَ يُعْطِي أَطَايِبَ مُلُوكٍ.+
٢١ «نَفْتَالِي+ أُيَّلَةٌ رَشِيقَةٌ. يُعْطِي أَقْوَالًا حَسَنَةً.+
٢٢ «يُوسُفُ فَرْعُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ،+ فَرْعُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى نَبْعٍ،+ قَدْ صَعِدَتْ أَغْصَانُهَا عَلَى سُورٍ.+ ٢٣ وَلٰكِنَّ رُمَاةَ ٱلسِّهَامِ ضَايَقُوهُ وَرَمَوْهُ وَأَضْمَرُوا ٱلْحِقْدَ عَلَيْهِ.+ ٢٤ إِلَّا أَنَّ قَوْسَهُ بَقِيَتْ ثَابِتَةً،+ وَقُوَّةَ يَدَيْهِ كَانَتْ طَيِّعَةً.+ مِنْ يَدَيْ قَدِيرِ يَعْقُوبَ،+ مِنْ هُنَاكَ ٱلرَّاعِي، حَجَرُ إِسْرَائِيلَ.+ ٢٥ مِنْ إِلٰهِ أَبِيكَ،+ فَيُعِينُكَ؛+ وَمِنَ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،+ فَيُبَارِكُكَ بِبَرَكَاتِ ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ،+ بِبَرَكَاتِ ٱلْغَمْرِ ٱلرَّابِضِ تَحْتُ،+ بِبَرَكَاتِ ٱلثَّدْيَيْنِ وَٱلرَّحِمِ.+ ٢٦ بَرَكَاتُ أَبِيكَ تَفُوقُ بَرَكَاتِ ٱلْجِبَالِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،+ زِينَةَ ٱلْآكَامِ ٱلدَّهْرِيَّةِ.+ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ تَكُونُ، وَعَلَى هَامَةِ ٱلْمَفْرُوزِ مِنْ إِخْوَتِهِ.+
٢٧ «بِنْيَامِينُ يَفْتَرِسُ كَٱلذِّئْبِ.+ فِي ٱلصَّبَاحِ يَأْكُلُ فَرِيسَةً، وَفِي ٱلْمَسَاءِ يُقَسِّمُ غَنِيمَةً».+
٢٨ جَمِيعُ هٰؤُلَاءِ هُمْ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ، وَهٰذَا مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ حِينَ بَارَكَهُمْ. كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ بَرَكَتِهِ بَارَكَهُ.+
٢٩ ثُمَّ أَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي.+ اِدْفِنُونِي مَعَ آبَائِي فِي ٱلْمَغَارَةِ ٱلَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ ٱلْحِثِّيِّ،+ ٣٠ فِي ٱلْمَغَارَةِ ٱلَّتِي فِي حَقْلِ ٱلْمَكْفِيلَةِ ٱلَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ عِفْرُونَ ٱلْحِثِّيِّ مِلْكَ قَبْرٍ.+ ٣١ هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ زَوْجَتَهُ.+ هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ زَوْجَتَهُ،+ وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ. ٣٢ اَلْحَقْلُ ٱلَّذِي ٱشْتُرِيَ وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ كَانَا مِنْ بَنِي حِثٍّ».+
٣٣ وَهٰكَذَا ٱنْتَهَى يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ. ثُمَّ ضَمَّ رِجْلَيْهِ عَلَى ٱلْفِرَاشِ وَلَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.+
٥٠ فَوَقَعَ يُوسُفُ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ+ وَبَكَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهُ.+ ٢ ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ خُدَّامَهُ ٱلْأَطِبَّاءَ أَنْ يُحَنِّطُوا+ أَبَاهُ. فَحَنَّطَ ٱلْأَطِبَّاءُ إِسْرَائِيلَ، ٣ وَكَمُلَ لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا، لِأَنَّهُ هٰكَذَا عَادَةً تَكْمُلُ أَيَّامُ ٱلتَّحْنِيطِ، وَبَكَى عَلَيْهِ ٱلْمِصْرِيُّونَ سَبْعِينَ يَوْمًا.+
٤ وَلَمَّا ٱنْقَضَتْ أَيَّامُ ٱلْبُكَاءِ عَلَيْهِ، كَلَّمَ يُوسُفُ بَيْتَ فِرْعَوْنَ قَائِلًا: «إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عُيُونِكُمْ،+ فَتَكَلَّمُوا عَلَى مَسَامِعِ فِرْعَوْنَ، قَائِلِينَ: ٥ ‹اِسْتَحْلَفَنِي+ أَبِي قَائِلًا: «هَا أَنَا أَمُوتُ.+ فَفِي قَبْرِي ٱلَّذِي حَفَرْتُهُ لِنَفْسِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،+ هُنَاكَ تَدْفِنُنِي».+ فَٱلْآنَ أَصْعَدُ وَأَدْفِنُ أَبِي ثُمَّ أَعُودُ›». ٦ فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «اِصْعَدْ وَٱدْفِنْ أَبَاكَ كَمَا ٱسْتَحْلَفَكَ».+
٧ فَصَعِدَ يُوسُفُ لِيَدْفِنَ أَبَاهُ، وَصَعِدَ مَعَهُ كُلُّ خُدَّامِ فِرْعَوْنَ، شُيُوخُ+ بَيْتِهِ وَكُلُّ شُيُوخِ أَرْضِ مِصْرَ، ٨ وَكُلُّ بَيْتِ يُوسُفَ وَإِخْوَتُهُ وَبَيْتُ أَبِيهِ.+ إِلَّا أَنَّهُمْ تَرَكُوا أَطْفَالَهُمْ وَغَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ. ٩ وَصَعِدَتْ مَعَهُ مَرْكَبَاتٌ+ وَفُرْسَانٌ، فَكَانَ ٱلْمَوْكِبُ عَظِيمًا جِدًّا. ١٠ ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْدَرِ+ أَطَادَ ٱلَّذِي فِي مِنْطَقَةِ ٱلْأُرْدُنِّ،+ وَهُنَاكَ نَدَبُوهُ نَدْبًا عَظِيمًا وَبَلِيغًا جِدًّا، وَأَقَامَ لِأَبِيهِ مَنَاحَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.+ ١١ وَرَأَى سُكَّانُ ٱلْأَرْضِ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ ٱلْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ فَقَالُوا: «هٰذِهِ مَنَاحَةٌ ثَقِيلَةٌ لِلْمِصْرِيِّينَ!». لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ آبِلَ مِصْرَايِمَ، ٱلَّذِي فِي مِنْطَقَةِ ٱلْأُرْدُنِّ.+
١٢ وَصَنَعَ لَهُ بَنُوهُ كَمَا أَوْصَاهُمْ.+ ١٣ فَحَمَلَهُ بَنُوهُ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَدَفَنُوهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ ٱلْمَكْفِيلَةِ، ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِلْكَ قَبْرٍ مِنْ عِفْرُونَ ٱلْحِثِّيِّ أَمَامَ مَمْرَا.+ ١٤ ثُمَّ رَجَعَ يُوسُفُ بَعْدَ أَنْ دَفَنَ أَبَاهُ إِلَى مِصْرَ، هُوَ وَإِخْوَتُهُ وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ لِدَفْنِ أَبِيهِ.
١٥ فَلَمَّا رَأَى إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنَّ أَبَاهُمْ مَاتَ، قَالُوا: «لَعَلَّ يُوسُفَ حَاقِدٌ عَلَيْنَا،+ فَيَرُدَّ عَلَيْنَا كُلَّ ٱلسُّوءِ ٱلَّذِي فَعَلْنَاهُ بِهِ».+ ١٦ فَأَوْصَوْا إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَبُوكَ أَوْصَى قَبْلَ مَوْتِهِ قَائِلًا: ١٧ ‹هٰكَذَا تَقُولُونَ لِيُوسُفَ: «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تَعْفُوَ+ عَنْ مَعْصِيَةِ إِخْوَتِكَ وَخَطِيَّتِهِمْ، فَقَدْ فَعَلُوا بِكَ سُوءًا»›.+ فَٱلْآنَ نَرْجُو أَنْ تَعْفُوَ عَنْ مَعْصِيَةِ خُدَّامِ إِلٰهِ أَبِيكَ».+ فَبَكَى يُوسُفُ حِينَ كَلَّمُوهُ. ١٨ ثُمَّ أَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضًا وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: «هَا نَحْنُ عَبِيدٌ لَكَ!».+ ١٩ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لَا تَخَافُوا، لِأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللّٰهِ؟+ ٢٠ أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ عَلَيَّ سُوءًا، وَٱللّٰهُ نَوَى بِهِ خَيْرًا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِٱسْتِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ.+ ٢١ فَٱلْآنَ لَا تَخَافُوا. أَنَا أُزَوِّدُكُمْ وَأَطْفَالَكُمْ بِٱلطَّعَامِ».+ وَهٰكَذَا عَزَّاهُمْ وَطَمْأَنَهُمْ بِكَلَامِهِ.
٢٢ وَسَكَنَ يُوسُفُ فِي مِصْرَ، هُوَ وَبَيْتُ أَبِيهِ. وَعَاشَ يُوسُفُ مِئَةً وَعَشْرَ سِنِينَ. ٢٣ وَرَأَى يُوسُفُ لِأَفْرَايِمَ أَبْنَاءَ ٱلْجِيلِ ٱلثَّالِثِ،+ وَأَبْنَاءَ مَاكِيرَ+ بْنِ مَنَسَّى أَيْضًا. فَقَدْ وُلِدُوا عَلَى رُكْبَتَيْ يُوسُفَ.+ ٢٤ وَقَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ: «أَنَا أَمُوتُ، وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ+ وَيُصْعِدُكُمْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي حَلَفَ عَلَيْهَا لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ».+ ٢٥ وَٱسْتَحْلَفَ يُوسُفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَائِلًا: «اَللّٰهُ سَيَفْتَقِدُكُمْ. فَأَصْعِدُوا عِظَامِي مِنْ هُنَا».+ ٢٦ ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَهُوَ ٱبْنُ مِئَةٍ وَعَشْرِ سِنِينَ، فَحَنَّطُوهُ+ وَوُضِعَ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ.
«نَسْل»، حرفيا: «زَرْع، بِزْر، بَذْر».
أو: «المُسْقِطِين».
أو: «سَقْفًا».
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
انظر حاشية ٣:١٥.
حرفيا: «مُبْغَضَةٌ».
أو: «أَصْنَام ٱلْمَنْزِل».
انظر حاشية ٣:١٥.