مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ك‌م١٢ التكوين ١:‏١-‏٥٠:‏٢٦
  • تكوين

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تكوين
  • الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد
تكوين

سِفْرُ ٱلتَّكْوِينِ

١ فِي ٱلْبَدْءِ+ خَلَقَ+ ٱللّٰهُ+ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ.‏+

٢ وَكَانَتِ ٱلْأَرْضُ بِلَا مَعَالِمَ وَخَرِبَةً،‏ وَعَلَى وَجْهِ ٱلْغَمْرِ+ ظُلْمَةٌ؛‏ وَقُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ تَرُوحُ وَتَجِيءُ+ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ.‏+

٣ وَقَالَ+ ٱللّٰهُ:‏ «لِيَكُنْ نُورٌ».‏ فَكَانَ نُورٌ.‏+ ٤ وَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ٱلنُّورَ حَسَنٌ،‏ وَفَصَلَ ٱللّٰهُ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَٱلظُّلْمَةِ.‏+ ٥ وَدَعَا ٱللّٰهُ ٱلنُّورَ نَهَارًا،‏+ وَٱلظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا.‏+ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ،‏ يَوْمٌ أَوَّلُ.‏

٦ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «لِيَكُنْ جَلَدٌ+ فِي وَسَطِ ٱلْمِيَاهِ،‏ وَلْيَفْصِلْ بَيْنَ ٱلْمِيَاهِ وَٱلْمِيَاهِ».‏+ ٧ فَصَنَعَ ٱللّٰهُ ٱلْجَلَدَ،‏ وَفَصَلَ بَيْنَ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلْجَلَدِ وَٱلْمِيَاهِ ٱلَّتِي فَوْقَ ٱلْجَلَدِ.‏+ وَكَانَ كَذٰلِكَ.‏ ٨ وَدَعَا ٱللّٰهُ ٱلْجَلَدَ سَمَاءً.‏+ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ،‏ يَوْمٌ ثَانٍ.‏

٩ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «لِتَتَجَمَّعِ ٱلْمِيَاهُ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ،‏ وَلْتَظْهَرِ ٱلْيَابِسَةُ».‏+ وَكَانَ كَذٰلِكَ.‏ ١٠ وَدَعَا ٱللّٰهُ ٱلْيَابِسَةَ أَرْضًا،‏+ أَمَّا تَجَمُّعُ ٱلْمِيَاهِ فَدَعَاهُ بِحَارًا.‏+ وَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.‏+ ١١ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «لِتُنْبِتِ ٱلْأَرْضُ عُشْبًا وَنَبْتًا يُبْزِرُ بِزْرًا+ وَشَجَرًا مُثْمِرًا يُعْطِي ثَمَرًا بِحَسَبِ جِنْسِهِ،‏+ بِزْرُهُ فِيهِ،‏+ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ فَكَانَ كَذٰلِكَ.‏ ١٢ فَأَخْرَجَتِ ٱلْأَرْضُ عُشْبًا،‏ وَنَبْتًا يُبْزِرُ بِزْرًا بِحَسَبِ جِنْسِهِ،‏+ وَشَجَرًا يُعْطِي ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ بِحَسَبِ جِنْسِهِ.‏+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.‏ ١٣ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ،‏ يَوْمٌ ثَالِثٌ.‏

١٤ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «لِتَكُنْ نَيِّرَاتٌ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنَّهَارِ وَٱللَّيْلِ.‏+ فَتَكُونُ لِآيَاتٍ وَفُصُولٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينَ.‏+ ١٥ وَتَكُونُ نَيِّرَاتٍ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُضِيءَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏+ وَكَانَ كَذٰلِكَ.‏ ١٦ فَصَنَعَ ٱللّٰهُ ٱلنَّيِّرَيْنِ ٱلْعَظِيمَيْنِ:‏ اَلنَّيِّرَ ٱلْأَكْبَرَ لِحُكْمِ ٱلنَّهَارِ،‏ وَٱلنَّيِّرَ ٱلْأَصْغَرَ لِحُكْمِ ٱللَّيْلِ؛‏ وَأَيْضًا ٱلنُّجُومَ.‏+ ١٧ وَجَعَلَهَا ٱللّٰهُ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُضِيءَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ ١٨ وَلِتَحْكُمَ نَهَارًا وَلَيْلًا،‏ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنُّورِ وَٱلظُّلْمَةِ.‏+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.‏+ ١٩ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ،‏ يَوْمٌ رَابِعٌ.‏

٢٠ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «لِتَعِجَّ ٱلْمِيَاهُ بِنُفُوسٍ حَيَّةٍ،‏+ وَلْتَطِرْ طُيُورٌ فَوْقَ ٱلْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ».‏+ ٢١ فَخَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلتَّنَانِينَ+ ٱلْعِظَامَ وَكُلَّ ٱلنُّفُوسِ ٱلْحَيَّةِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ،‏+ ٱلَّتِي عَجَّتْ بِهَا ٱلْمِيَاهُ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،‏ وَكُلَّ طَيْرٍ ذِي جَنَاحٍ بِحَسَبِ جِنْسِهِ.‏+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.‏ ٢٢ وَبَارَكَهَا ٱللّٰهُ قَائِلًا:‏ «أَثْمِرِي وَٱكْثُرِي وَٱمْلَإِي ٱلْمِيَاهَ فِي حِيَاضِ ٱلْبَحْرِ،‏+ وَلْتَكْثُرِ ٱلطُّيُورُ فِي ٱلْأَرْضِ».‏ ٢٣ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ،‏ يَوْمٌ خَامِسٌ.‏

٢٤ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «لِتُخْرِجِ ٱلْأَرْضُ+ نُفُوسًا حَيَّةً بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،‏ بَهَائِمَ+ وَحَيَوَانَاتٍ دَابَّةً+ وَوُحُوشَ+ أَرْضٍ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا».‏ وَكَانَ كَذٰلِكَ.‏ ٢٥ فَصَنَعَ ٱللّٰهُ وُحُوشَ ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،‏ وَٱلْبَهَائِمَ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،‏ وَكُلَّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي تَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا.‏+ فَرَأَى ٱللّٰهُ أَنَّ ذٰلِكَ حَسَنٌ.‏

٢٦ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «لِنَصْنَعِ+ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا،‏+ كَشَبَهِنَا،‏+ وَلْيَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ ٱلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْبَهَائِمِ،‏ وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ وَعَلَى كُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏+ ٢٧ فَخَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ،‏ عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ خَلَقَهُ.‏+ ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا.‏+ ٢٨ وَبَارَكَهُمَا+ ٱللّٰهُ وَقَالَ ٱللّٰهُ لَهُمَا:‏ «أَثْمِرَا+ وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا،‏+ وَتَسَلَّطَا+ عَلَى سَمَكِ ٱلْبَحْرِ وَطَيْرِ ٱلسَّمَاءِ وَكُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏

٢٩ وَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «هَا قَدْ أَعْطَيْتُكُمَا كُلَّ نَبْتٍ يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرٌ يُخْرِجُ بِزْرًا.‏+ لَكُمَا يَكُونُ طَعَامًا.‏+ ٣٠ وَلِكُلِّ وُحُوشِ ٱلْأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ مِمَّا فِيهِ حَيَاةٌ كَنَفْسٍ،‏ أَعْطَيْتُ كُلَّ نَبْتٍ أَخْضَرَ طَعَامًا».‏+ وَكَانَ كَذٰلِكَ.‏

٣١ فَرَأَى ٱللّٰهُ كُلَّ مَا صَنَعَهُ،‏ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.‏+ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ،‏ يَوْمٌ سَادِسٌ.‏

٢ وَهٰكَذَا أُكْمِلَتِ ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا.‏+ ٢ وَفَرَغَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ ٱلَّذِي صَنَعَ،‏ وَشَرَعَ يَسْتَرِيحُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ ٱلَّذِي صَنَعَ.‏+ ٣ وَأَخَذَ ٱللّٰهُ يُبَارِكُ ٱلْيَوْمَ ٱلسَّابِعَ وَيُقَدِّسُهُ،‏ لِأَنَّهُ مُسْتَرِيحٌ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ ٱللّٰهُ خَالِقًا.‏+

٤ هٰذَا تَارِيخُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ،‏ يَوْمَ صَنَعَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ وَٱلسَّمَاءَ.‏+

٥ كُلُّ شَجَرِ ٱلْحَقْلِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ وَكُلُّ نَبْتِ ٱلْحَقْلِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ+ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَلَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ لِيَفْلَحَ ٱلْأَرْضَ.‏ ٦ إِلَّا أَنَّ ضَبَابًا+ كَانَ يَصْعَدُ مِنَ ٱلْأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.‏+

٧ وَجَبَلَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ تُرَابِ+ ٱلْأَرْضِ+ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ ٱلْحَيَاةِ،‏+ فَصَارَ ٱلْإِنْسَانُ نَفْسًا حَيَّةً.‏+ ٨ وَغَرَسَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ+ شَرْقًا،‏ وَوَضَعَ هُنَاكَ ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي جَبَلَهُ.‏+ ٩ وَأَنْبَتَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلْأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلْأَكْلِ،‏ وَشَجَرَةَ ٱلْحَيَاةِ+ فِي وَسَطِ ٱلْجَنَّةِ،‏ وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ.‏+

١٠ وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ ٱلْجَنَّةَ،‏ وَمِنْ هُنَاكَ يَتَشَعَّبُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ.‏ ١١ اِسْمُ ٱلْأَوَّلِ فِيشُونُ،‏ وَهُوَ ٱلْمُحِيطُ بِكُلِّ أَرْضِ حَوِيلَةَ،‏+ حَيْثُ ٱلذَّهَبُ.‏ ١٢ وَذَهَبُ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ جَيِّدٌ.‏+ وَهُنَاكَ أَيْضًا صَمْغُ ٱلْمُقْلِ+ وَحَجَرُ ٱلْجَزْعِ.‏+ ١٣ وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّانِي جِيحُونُ،‏ وَهُوَ ٱلْمُحِيطُ بِكُلِّ أَرْضِ كُوشَ.‏ ١٤ وَٱسْمُ ٱلنَّهْرِ ٱلثَّالِثِ حِدَّاقَلُ،‏+ وَهُوَ ٱلْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ.‏+ وَٱلنَّهْرُ ٱلرَّابِعُ هُوَ ٱلْفُرَاتُ.‏+

١٥ وَأَخَذَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ+ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا.‏+ ١٦ وَأَوْصَى يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ قَائِلًا:‏ «مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا.‏+ ١٧ أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا،‏ لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا».‏+

١٨ وَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ:‏ «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَبْقَى ٱلْإِنْسَانُ وَحْدَهُ.‏ سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِينًا مُكَمِّلًا لَهُ».‏+ ١٩ وَكَانَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ يَجْبُلُ مِنَ ٱلْأَرْضِ كُلَّ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ وَكُلَّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ،‏ فَٱبْتَدَأَ يُحْضِرُهَا إِلَى ٱلْإِنْسَانِ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُو كُلًّا مِنْهَا.‏ وَكُلُّ مَا دَعَاهُ بِهِ ٱلْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسٍ حَيَّةٍ+ فَهُوَ ٱسْمُهُ.‏+ ٢٠ فَدَعَا ٱلْإِنْسَانُ جَمِيعَ ٱلْبَهَائِمِ وَطُيُورَ ٱلسَّمَاءِ وَجَمِيعَ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ بِأَسْمَاءٍ،‏ وَأَمَّا ٱلْإِنْسَانُ فَلَمْ يُوجَدْ مُعِينٌ مُكَمِّلٌ لَهُ.‏ ٢١ فَأَوْقَعَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ،‏+ وَفِيمَا هُوَ نَائِمٌ أَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلَاعِهِ وَسَدَّ مَكَانَهَا بِٱللَّحْمِ.‏ ٢٢ وَبَنَى يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلضِّلْعَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ٱمْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى ٱلْإِنْسَانِ.‏+

٢٣ فَقَالَ ٱلْإِنْسَانُ:‏

‏«هٰذِهِ أَخِيرًا عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي

وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي.‏+

هٰذِهِ تُدْعَى ٱمْرَأَةً،‏

لِأَنَّهَا مِنِ ٱمْرِئٍ أُخِذَتْ».‏+

٢٤ لِذٰلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ+ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ وَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.‏+ ٢٥ وَكَانَا كِلَاهُمَا عُرْيَانَيْنِ،‏+ ٱلْإِنْسَانُ وَزَوْجَتُهُ،‏ وَمَعَ ذٰلِكَ لَمْ يَخْجَلَا.‏+

٣ وَكَانَتِ ٱلْحَيَّةُ+ أَكْثَرَ حَذَرًا+ مِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ.‏+ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ:‏+ «أَحَقًّا قَالَ ٱللّٰهُ:‏ ‹لَيْسَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلَانِ›؟‏».‏+ ٢ فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ:‏ «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ نَأْكُلُ.‏+ ٣ وَأَمَّا ثَمَرُ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْجَنَّةِ،‏+ فَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ ‹لَا تَأْكُلَا مِنْهُ،‏ وَلَا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا›».‏+ ٤ فَقَالَتِ ٱلْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ:‏ «لَنْ تَمُوتَا.‏+ ٥ فَٱللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ،‏ عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».‏+

٦ فَرَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ،‏ وَأَنَّ ٱلشَّجَرَةَ مُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ.‏+ فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ.‏ ثُمَّ أَعْطَتْ أَيْضًا زَوْجَهَا مَعَهَا فَأَكَلَ.‏+ ٧ فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ.‏+ فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لِأَنْفُسِهِمَا مَآ‌زِرَ.‏+

٨ ثُمَّ سَمِعَا صَوْتَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ مَاشِيًا فِي ٱلْجَنَّةِ عِنْدَ نَسِيمِ ٱلنَّهَارِ،‏+ فَٱخْتَبَأَ ٱلْإِنْسَانُ وَزَوْجَتُهُ مِنْ وَجْهِ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ بَيْنَ أَشْجَارِ ٱلْجَنَّةِ.‏+ ٩ فَنَادَى يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَيْنَ أَنْتَ؟‏».‏+ ١٠ فَقَالَ:‏ «إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي ٱلْجَنَّةِ،‏ وَلٰكِنْ خِفْتُ لِأَنِّي عُرْيَانٌ فَٱخْتَبَأْتُ».‏+ ١١ فَقَالَ:‏ «مَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟‏+ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَلَّا تَأْكُلَ مِنْهَا؟‏».‏+ ١٢ فَقَالَ ٱلْإِنْسَانُ:‏ «اَلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَنِي لِتَكُونَ مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ ٱلشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».‏+ ١٣ فَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ لِلْمَرْأَةِ:‏ «مَا هٰذَا ٱلَّذِي فَعَلْتِ؟‏».‏ فَأَجَابَتِ ٱلْمَرْأَةُ:‏ «اَلْحَيَّةُ هِيَ خَدَعَتْنِي فَأَكَلْتُ».‏+

١٤ فَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ لِلْحَيَّةِ:‏+ «لِأَنَّكِ فَعَلْتِ هٰذَا،‏ مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلْبَهَائِمِ وَجَمِيعِ وُحُوشِ ٱلْحَقْلِ.‏ عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.‏+ ١٥ وَأَضَعُ عَدَاوَةً+ بَيْنَكِ+ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ+ وَبَيْنَ نَسْلِكِ+ وَنَسْلِهَا.‏*+ هُوَ+ يَسْحَقُ رَأْسَكِ+ وَأَنْتِ+ تَسْحَقِينَ+ عَقِبَهُ».‏+

١٦ وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:‏ «أُكَثِّرُ تَكْثِيرًا مَشَقَّةَ حَمْلِكِ.‏+ بِٱلْمَخَاضِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا،‏+ وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ،‏ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ».‏+

١٧ وَقَالَ لِآدَمَ:‏ «لِأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ زَوْجَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا:‏+ ‹لَا تَأْكُلْ مِنْهَا›،‏ مَلْعُونَةٌ ٱلْأَرْضُ بِسَبَبِكَ.‏+ بِٱلْمَشَقَّةِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.‏+ ١٨ وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ،‏+ وَتَأْكُلُ نَبْتَ ٱلْحَقْلِ.‏ ١٩ بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا.‏+ لِأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».‏+

٢٠ ثُمَّ دَعَا آدَمُ ٱسْمَ زَوْجَتِهِ حَوَّاءَ،‏+ لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.‏+ ٢١ وَصَنَعَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ لِآدَمَ وَزَوْجَتِهِ أَقْمِصَةً طَوِيلَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.‏+ ٢٢ وَقَالَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ:‏ «هُوَذَا ٱلْإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ،‏+ وَٱلْآنَ لِكَيْلَا يَمُدَّ يَدَهُ وَيَأْخُذَ مِنْ شَجَرَةِ ٱلْحَيَاةِ+ أَيْضًا وَيَأْكُلَ وَيَحْيَا إِلَى ٱلدَّهْرِ .‏ .‏ .‏».‏ ٢٣ فَأَخْرَجَهُ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ+ لِيَفْلَحَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.‏+ ٢٤ فَطَرَدَ ٱلْإِنْسَانَ،‏ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ+ ٱلْكَرُوبِيمَ+ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ ٱلْحَيَاةِ.‏

٤ وَٱضْطَجَعَ آدَمُ مَعَ حَوَّاءَ زَوْجَتِهِ فَحَبِلَتْ+ وَوَلَدَتْ قَايِينَ.‏+ وَقَالَتْ:‏ «رُزِقْتُ رَجُلًا بِعَوْنِ يَهْوَهَ».‏+ ٢ ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ.‏+

وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ،‏+ أَمَّا قَايِينُ فَكَانَ فَلَّاحًا لِلْأَرْضِ.‏+ ٣ وَحَدَثَ بَعْدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ ٱبْتَدَأَ يُقَدِّمُ مِنْ ثِمَارِ ٱلْأَرْضِ+ قُرْبَانًا لِيَهْوَهَ.‏+ ٤ وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ+ غَنَمِهِ وَمِنْ شَحْمِهَا.‏+ فَنَظَرَ يَهْوَهُ بِٱسْتِحْسَانٍ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ،‏+ ٥ وَلٰكِنْ لَمْ يَنْظُرْ بِٱسْتِحْسَانٍ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ.‏+ فَٱحْتَدَمَ غَضَبُ قَايِينَ جِدًّا،‏+ وَتَجَهَّمَ وَجْهُهُ.‏ ٦ فَقَالَ يَهْوَهُ لِقَايِينَ:‏ «لِمَاذَا ٱحْتَدَمَ غَضَبُكَ وَلِمَاذَا تَجَهَّمَ وَجْهُكَ؟‏ ٧ إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟‏+ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ،‏ فَعِنْدَ ٱلْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ،‏ وَإِلَيْكَ ٱشْتِيَاقُهَا.‏+ فَهَلْ تَسُودُ أَنْتَ عَلَيْهَا؟‏».‏+

٨ ثُمَّ قَالَ قَايِينُ لِهَابِيلَ أَخِيهِ:‏ «لِنَذْهَبْ إِلَى ٱلْحَقْلِ».‏ وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي ٱلْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ.‏+ ٩ فَقَالَ يَهْوَهُ لِقَايِينَ:‏ «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟‏»،‏+ فَقَالَ:‏ «لَا أَعْرِفُ.‏ أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟‏».‏+ ١٠ فَقَالَ:‏ «مَاذَا فَعَلْتَ؟‏ هَا دَمُ أَخِيكَ يَصْرُخُ إِلَيَّ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏+ ١١ وَٱلْآنَ تَحِلُّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةُ فَتُنْفَى مِنَ ٱلْأَرْضِ+ ٱلَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ.‏+ ١٢ مَتَى فَلَحْتَ ٱلْأَرْضَ،‏ لَا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا.‏+ هَائِمًا وَتَائِهًا تَكُونُ فِي ٱلْأَرْضِ».‏+ ١٣ فَقَالَ قَايِينُ لِيَهْوَهَ:‏ «عِقَابُ ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْمَلَ.‏ ١٤ هَا إِنَّكَ تَطْرُدُنِي ٱلْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ،‏ وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي.‏+ وَأَكُونُ هَائِمًا وَتَائِهًا فِي ٱلْأَرْضِ،‏ فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي».‏+ ١٥ فَقَالَ لَهُ يَهْوَهُ:‏ «لِذٰلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ».‏+

وَجَعَلَ يَهْوَهُ عَلَامَةً لِقَايِينَ لِكَيْلَا يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.‏+ ١٦ فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ وَجْهِ يَهْوَهَ+ وَأَقَامَ فِي أَرْضِ ٱلتَّيَهَانِ،‏ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.‏

١٧ وَٱضْطَجَعَ قَايِينُ مَعَ زَوْجَتِهِ+ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ أَخْنُوخَ.‏ ثُمَّ بَنَى مَدِينَةً،‏ فَدَعَا ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ بِٱسْمِ ٱبْنِهِ أَخْنُوخَ.‏+ ١٨ وَوُلِدَ لِأَخْنُوخَ عِيرَادُ.‏ وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ،‏ وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ،‏ وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لَامِكَ.‏

١٩ وَٱتَّخَذَ لَامِكُ لِنَفْسِهِ زَوْجَتَيْنِ.‏ اِسْمُ ٱلْأُولَى عَادَةُ وَٱسْمُ ٱلثَّانِيَةِ صِلَّةُ.‏ ٢٠ فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ،‏ وَهُوَ أَبُو سَاكِنِي ٱلْخِيَامِ+ وَأَصْحَابِ ٱلْمَوَاشِي.‏+ ٢١ وَٱسْمُ أَخِيهِ يُوبَالُ،‏ وَهُوَ أَبُو كُلِّ عَازِفٍ بِٱلْقِيثَارَةِ+ وَٱلنَّايِ.‏+ ٢٢ وَصِلَّةُ أَيْضًا وَلَدَتْ تُوبَالَ قَايِينَ،‏ ٱلصَّانِعَ كُلَّ أَدَاةٍ مِنْ نُحَاسٍ وَحَدِيدٍ.‏+ وَأُخْتُ تُوبَالَ قَايِينَ نَعْمَةُ.‏ ٢٣ وَنَظَمَ لَامِكُ لِزَوْجَتَيْهِ عَادَةَ وَصِلَّةَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:‏

‏«اِسْمَعَا قَوْلِي يَا زَوْجَتَيْ لَامِكَ،‏

أَصْغِيَا إِلَى كَلَامِي:‏

إِنِّي قَتَلْتُ رَجُلًا لِجَرْحِي،‏

شَابًّا لِضَرْبِي.‏

٢٤ إِنْ كَانَ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ،‏+

فَلِلَامِكَ سَبْعَةً وَسَبْعِينَ».‏

٢٥ وَٱضْطَجَعَ آدَمُ مَعَ زَوْجَتِهِ أَيْضًا فَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ شِيثًا،‏+ لِأَنَّهَا قَالَتْ:‏ «قَدْ أَقَامَ ٱللّٰهُ لِي نَسْلًا آخَرَ بَدَلَ هَابِيلَ،‏ لِأَنَّ قَايِينَ قَتَلَهُ».‏+ ٢٦ وَلِشِيثٍ أَيْضًا وُلِدَ ٱبْنٌ فَدَعَا ٱسْمَهُ أَنُوشَ.‏+ حِينَئِذٍ ٱبْتُدِئَ بِٱلدُّعَاءِ بِٱسْمِ يَهْوَهَ.‏+

٥ هٰذَا كِتَابُ تَارِيخِ آدَمَ.‏ يَوْمَ خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ،‏ صَنَعَهُ عَلَى شَبَهِ ٱللّٰهِ.‏+ ٢ ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا.‏+ وَبَارَكَهُمَا وَدَعَا ٱسْمَهُمَا إِنْسَانًا+ يَوْمَ خُلِقَا.‏+

٣ وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ ٱبْنًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ،‏ وَدَعَا ٱسْمَهُ شِيثًا.‏+ ٤ وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَمَا وَلَدَ شِيثًا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏+ ٥ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ ٱلَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ.‏+

٦ وَعَاشَ شِيثٌ مِئَةً وَخَمْسَ سِنِينَ،‏ وَوَلَدَ أَنُوشَ.‏+ ٧ وَعَاشَ شِيثٌ بَعْدَمَا وَلَدَ أَنُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ٨ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ شِيثٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَمَاتَ.‏

٩ وَعَاشَ أَنُوشُ تِسْعِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ قِينَانَ.‏+ ١٠ وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَمَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ١١ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَنُوشَ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَ سِنِينَ وَمَاتَ.‏

١٢ وَعَاشَ قِينَانُ سَبْعِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ.‏+ ١٣ وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَمَا وَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ١٤ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشْرَ سِنِينَ وَمَاتَ.‏

١٥ وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ يَارِدَ.‏+ ١٦ وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَمَا وَلَدَ يَارِدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ١٧ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ.‏

١٨ وَعَاشَ يَارِدُ مِئَةً وَٱثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ أَخْنُوخَ.‏+ ١٩ وَعَاشَ يَارِدُ بَعْدَمَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ٢٠ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ يَارِدَ تِسْعَ مِئَةٍ وَٱثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ.‏

٢١ وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ.‏+ ٢٢ وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ ٱللّٰهِ بَعْدَمَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلَاثَ مِئَةِ سَنَةٍ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ٢٣ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً.‏ ٢٤ وَسَارَ+ أَخْنُوخُ مَعَ ٱللّٰهِ.‏+ ثُمَّ لَمْ يُوجَدْ بَعْدُ،‏ لِأَنَّ ٱللّٰهَ أَخَذَهُ.‏+

٢٥ وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ مِئَةً وَسَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ لَامِكَ.‏+ ٢٦ وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَمَا وَلَدَ لَامِكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَٱثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ٢٧ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَتُوشَالَحَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ.‏

٢٨ وَعَاشَ لَامِكُ مِئَةً وَٱثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ ٱبْنًا.‏ ٢٩ وَدَعَا ٱسْمَهُ نُوحًا،‏+ قَائِلًا:‏ «هٰذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَعَنْ مَشَقَّةِ أَيْدِينَا مِنَ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي لَعَنَهَا يَهْوَهُ».‏+ ٣٠ وَعَاشَ لَامِكُ بَعْدَمَا وَلَدَ نُوحًا خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏ ٣١ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ لَامِكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَسَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ.‏

٣٢ وَكَانَ نُوحٌ ٱبْنَ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ.‏ وَوَلَدَ نُوحٌ سَامًا+ وَحَامًا+ وَيَافَثَ.‏+

٦ وَحَدَثَ لَمَّا ٱبْتَدَأَ ٱلنَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ،‏+ ٢ أَنَّ أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ+ رَأَوْا+ بَنَاتِ ٱلنَّاسِ أَنَّهُنَّ جَمِيلَاتٌ.‏ فَٱتَّخَذُوا لِأَنْفُسِهِمْ زَوْجَاتٍ،‏ كُلَّ مَنِ ٱخْتَارُوا.‏ ٣ فَقَالَ يَهْوَهُ:‏ «لَنْ تَحْتَمِلَ رُوحِي+ ٱلْإِنْسَانَ إِلَى ٱلدَّهْرِ،‏+ إِذْ هُوَ جَسَدٌ.‏+ فَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».‏+

٤ وَكَانَ ٱلنَّفِيلِيمُ* فِي ٱلْأَرْضِ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ وَبَعْدَهَا أَيْضًا،‏ حِينَ دَخَلَ أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ عَلَى بَنَاتِ ٱلنَّاسِ فَوَلَدْنَ لَهُمْ أَبْنَاءً.‏ أُولٰئِكَ هُمُ ٱلْجَبَابِرَةُ ٱلَّذِينَ مُنْذُ ٱلْقِدَمِ،‏ ٱلرِّجَالُ ذَوُو ٱلشُّهْرَةِ.‏

٥ وَرَأَى يَهْوَهُ أَنَّ شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ كَثِيرٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ مَيْلِ+ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ.‏+ ٦ وَتَأَسَّفَ+ يَهْوَهُ أَنَّهُ صَنَعَ ٱلْبَشَرَ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ وَحَزِنَ فِي قَلْبِهِ.‏+ ٧ فَقَالَ يَهْوَهُ:‏ «أَمْحُو ٱلْبَشَرَ ٱلَّذِينَ خَلَقْتُهُمْ+ عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ،‏ ٱلْإِنْسَانَ مَعَ ٱلْبَهَائِمِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ وَطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ،‏+ لِأَنِّي مُتَأَسِّفٌ أَنِّي صَنَعْتُهُمْ».‏+ ٨ وَأَمَّا نُوحٌ فَنَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ.‏

٩ هٰذَا تَارِيخُ نُوحٍ.‏

كَانَ نُوحٌ رَجُلًا بَارًّا،‏+ لَا عَيْبَ فِيهِ بَيْنَ مُعَاصِرِيهِ.‏ وَسَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللّٰهِ.‏+ ١٠ وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلَاثَةَ بَنِينَ:‏ سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ.‏+ ١١ وَفَسَدَتِ ٱلْأَرْضُ أَمَامَ ٱللّٰهِ،‏+ وَٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ عُنْفًا.‏+ ١٢ وَرَأَى ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ،‏+ لِأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَانَ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+

١٣ فَقَالَ ٱللّٰهُ لِنُوحٍ:‏ «نِهَايَةُ كُلِّ جَسَدٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي،‏+ لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ عُنْفًا مِنْهُمْ.‏ فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ ٱلْأَرْضِ.‏+ ١٤ اِصْنَعْ لَكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبٍ قَطْرَانِيٍّ.‏+ تَصْنَعُ حُجَرًا فِي ٱلْفُلْكِ،‏ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِٱلْقَارِ.‏+ ١٥ هٰكَذَا تَصْنَعُهُ:‏ ثَلَاثُ مِئَةِ ذِرَاعٍ+ طُولُ ٱلْفُلْكِ،‏ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ،‏ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ٱرْتِفَاعُهُ.‏ ١٦ وَتَصْنَعُ نَافِذَةً* لِلْفُلْكِ،‏ وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ،‏ وَتَضَعُ بَابَ ٱلْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ.‏+ وَتَجْعَلُهُ طَبَقَةً سُفْلَى،‏ وَطَبَقَةً ثَانِيَةً،‏ وَطَبَقَةً ثَالِثَةً.‏

١٧ ‏«وَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ+ ٱلْمِيَاهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ قُوَّةُ حَيَاةٍ+ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ.‏ كُلُّ مَا فِي ٱلْأَرْضِ يَمُوتُ.‏+ ١٨ وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ،‏ فَتَدْخُلُ ٱلْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَزَوْجَتُكَ وَزَوْجَاتُ بَنِيكَ مَعَكَ.‏+ ١٩ وَمِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ،‏+ ٱثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى ٱلْفُلْكِ لِٱسْتِحْيَائِهَا مَعَكَ.‏+ ذَكَرًا وَأُنْثَى تَكُونُ.‏ ٢٠ مِنَ ٱلطُّيُورِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،‏ وَمِنَ ٱلْبَهَائِمِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،‏+ وَمِنْ كُلِّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي تَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ أَجْنَاسِهَا،‏ يَدْخُلُ إِلَيْكَ ٱثْنَانِ مِنْ كُلٍّ لِٱسْتِحْيَائِهَا.‏+ ٢١ وَأَنْتَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ،‏+ وَٱجْمَعْهُ لِنَفْسِكَ،‏ فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا».‏+

٢٢ فَفَعَلَ نُوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ ٱللّٰهُ.‏ هٰكَذَا فَعَلَ.‏+

٧ وَقَالَ يَهْوَهُ لِنُوحٍ:‏ «اُدْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ+ إِلَى ٱلْفُلْكِ،‏ لِأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا أَمَامِي فِي هٰذَا ٱلْجِيلِ.‏+ ٢ مِنْ كُلِّ بَهِيمَةٍ طَاهِرَةٍ تَأْخُذُ لِنَفْسِكَ سَبْعَةً،‏ ٱلذَّكَرَ وَأُنْثَاهُ؛‏+ وَمِنْ كُلِّ بَهِيمَةٍ غَيْرِ طَاهِرَةٍ ٱثْنَيْنِ،‏ ٱلذَّكَرَ وَأُنْثَاهُ؛‏ ٣ وَمِنْ كُلِّ طَيْرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً،‏ ٱلذَّكَرَ وَأُنْثَاهُ،‏+ لِٱسْتِحْيَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏+ ٤ لِأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ+ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.‏+ فَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ صَنَعْتُهُ».‏+ ٥ فَفَعَلَ نُوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ يَهْوَهُ.‏

٦ وَكَانَ نُوحٌ ٱبْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ صَارَ طُوفَانُ ٱلْمَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٧ فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَزَوْجَتُهُ وَزَوْجَاتُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى ٱلْفُلْكِ قَبْلَ مَجِيءِ مِيَاهِ ٱلطُّوفَانِ.‏+ ٨ وَمِنْ كُلِّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْبَهَائِمِ غَيْرِ ٱلطَّاهِرَةِ وَمِنَ ٱلطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ ٩ دَخَلَ ٱثْنَانِ ٱثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى ٱلْفُلْكِ،‏ ذَكَرًا وَأُنْثَى،‏ كَمَا أَمَرَ ٱللّٰهُ نُوحًا.‏ ١٠ وَحَدَثَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَنَّ مِيَاهَ ٱلطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

١١ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسِّتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ،‏ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي،‏ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ،‏ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَفَجَّرَتْ كُلُّ عُيُونِ ٱلْغَمْرِ ٱلْعَظِيمِ وَٱنْفَتَحَتْ كُوَى ٱلسَّمَاءِ.‏+ ١٢ وَدَامَ وَابِلُ ٱلْمَطَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.‏+ ١٣ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ دَخَلَ نُوحٌ،‏ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ،‏+ وَزَوْجَةُ نُوحٍ وَثَلَاثُ زَوْجَاتِ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى ٱلْفُلْكِ؛‏+ ١٤ هُمْ وَكُلُّ وَحْشٍ بِحَسَبِ جِنْسِهِ،‏+ وَكُلُّ بَهِيمَةٍ بِحَسَبِ جِنْسِهَا،‏ وَكُلُّ دَابٍّ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَسَبِ جِنْسِهِ،‏+ وَكُلُّ طَيْرٍ بِحَسَبِ جِنْسِهِ،‏+ كُلُّ عُصْفُورٍ،‏ كُلُّ ذِي جَنَاحٍ.‏+ ١٥ وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى ٱلْفُلْكِ،‏ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ،‏ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ فِيهِ قُوَّةُ حَيَاةٍ.‏+ ١٦ وَٱلدَّاخِلَاتُ دَخَلَتْ ذُكُورًا وَإِنَاثًا مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ،‏ كَمَا أَمَرَهُ ٱللّٰهُ.‏ ثُمَّ أَغْلَقَ يَهْوَهُ ٱلْبَابَ عَلَيْهِ.‏+

١٧ وَدَامَ ٱلطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَتَكَاثَرَتِ ٱلْمِيَاهُ وَحَمَلَتِ ٱلْفُلْكَ،‏ فَٱرْتَفَعَ عَنِ ٱلْأَرْضِ.‏ ١٨ وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَكَانَ ٱلْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ.‏+ ١٩ وَتَعَاظَمَتِ ٱلْمِيَاهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَثِيرًا جِدًّا حَتَّى تَغَطَّتْ جَمِيعُ ٱلْجِبَالِ ٱلشَّامِخَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٢٠ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا فِي ٱلِٱرْتِفَاعِ غَمَرَتِ ٱلْمِيَاهُ ٱلْجِبَالَ،‏ فَغَطَّتْهَا.‏+

٢١ فَمَاتَ كُلُّ جَسَدٍ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ مِنَ ٱلطُّيُورِ وَٱلْبَهَائِمِ وَٱلْوُحُوشِ وَكُلِّ مَا تَعِجُّ بِهِ ٱلْأَرْضُ،‏ وَٱلنَّاسُ كَافَّةً.‏+ ٢٢ كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ قُوَّةِ ٱلْحَيَاةِ،‏ كُلُّ مَا كَانَ عَلَى ٱلْيَابِسَةِ،‏ مَاتَ.‏+ ٢٣ فَمَحَا كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ،‏ ٱلنَّاسَ مَعَ ٱلْبَهَائِمِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ وَطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ،‏ فَٱنْمَحَتْ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏+ وَبَقِيَ نُوحٌ وَمَنْ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ فَقَطْ.‏+ ٢٤ وَغَمَرَتِ ٱلْمِيَاهُ ٱلْأَرْضَ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا.‏

٨ ثُمَّ ذَكَرَ+ ٱللّٰهُ نُوحًا وَكُلَّ ٱلْوُحُوشِ وَكُلَّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ،‏+ وَأَجَازَ ٱللّٰهُ رِيحًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَهَدَأَتِ ٱلْمِيَاهُ.‏+ ٢ وَٱنْسَدَّتْ عُيُونُ ٱلْغَمْرِ+ وَكُوَى+ ٱلسَّمَاءِ،‏ فَٱمْتَنَعَ وَابِلُ ٱلْمَطَرِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ ٣ وَتَرَاجَعَتِ ٱلْمِيَاهُ عَنِ ٱلْأَرْضِ تَرَاجُعًا تَدْرِيجِيًّا،‏ وَعِنْدَ نِهَايَةِ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ ٱلْمِيَاهُ.‏+ ٤ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ،‏ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ،‏ ٱسْتَقَرَّ ٱلْفُلْكُ+ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ.‏+ ٥ وَظَلَّتِ ٱلْمِيَاهُ تَتَنَاقَصُ تَدْرِيجِيًّا إِلَى ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ.‏ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ،‏ فِي ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ،‏ ظَهَرَتْ رُؤُوسُ ٱلْجِبَالِ.‏+

٦ وَكَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَنَّ نُوحًا فَتَحَ نَافِذَةَ+ ٱلْفُلْكِ ٱلَّتِي كَانَ قَدْ صَنَعَهَا.‏ ٧ وَأَرْسَلَ غُرَابًا،‏+ فَظَلَّ يَطِيرُ فِي ٱلْخَارِجِ،‏ يَرُوحُ وَيَجِيءُ،‏ إِلَى أَنْ جَفَّتِ ٱلْمِيَاهُ عَنِ ٱلْأَرْضِ.‏

٨ ثُمَّ أَرْسَلَ حَمَامَةً+ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى هَلْ قَلَّتِ ٱلْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.‏ ٩ فَلَمْ تَجِدِ ٱلْحَمَامَةُ مَوْطِئًا تَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رِجْلُهَا،‏ فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى ٱلْفُلْكِ لِأَنَّ ٱلْمِيَاهَ كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ بَعْدُ.‏+ فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا إِلَيْهِ إِلَى ٱلْفُلْكِ.‏ ١٠ وَٱنْتَظَرَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى،‏ وَعَادَ فَأَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ مِنَ ٱلْفُلْكِ.‏ ١١ فَأَتَتِ ٱلْحَمَامَةُ إِلَيْهِ عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ،‏ وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ+ خَضْرَاءُ فِي مِنْقَارِهَا،‏ فَعَرَفَ نُوحٌ أَنَّ ٱلْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ ٱلْأَرْضِ.‏+ ١٢ وَٱنْتَظَرَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى.‏ ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْحَمَامَةَ،‏ إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ ثَانِيَةً.‏+

١٣ وَكَانَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْوَاحِدَةِ وَٱلسِّتِّ مِئَةٍ،‏+ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْأَوَّلِ،‏ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلشَّهْرِ،‏ أَنَّ ٱلْمِيَاهَ نَضَبَتْ عَنِ ٱلْأَرْضِ.‏ فَرَفَعَ نُوحٌ غِطَاءَ ٱلْفُلْكِ وَنَظَرَ،‏ فَإِذَا وَجْهُ ٱلْأَرْضِ قَدْ نَشَفَ.‏+ ١٤ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي،‏ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ،‏ جَفَّتِ ٱلْأَرْضُ.‏+

١٥ وَكَلَّمَ ٱللّٰهُ نُوحًا قَائِلًا:‏ ١٦ ‏«اُخْرُجْ مِنَ ٱلْفُلْكِ،‏ أَنْتَ وَزَوْجَتُكَ وَبَنُوكَ وَزَوْجَاتُ بَنِيكَ مَعَكَ.‏+ ١٧ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي مَعَكَ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ،‏+ مِنَ ٱلطُّيُورِ+ وَٱلْبَهَائِمِ+ وَكُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ أَخْرِجْهَا مَعَكَ لِتَعِجَّ بِهَا ٱلْأَرْضُ وَتُثْمِرَ وَتَكْثُرَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏+

١٨ فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ+ وَزَوْجَتُهُ وَزَوْجَاتُ بَنِيهِ مَعَهُ.‏ ١٩ وَكُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ،‏ كُلُّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ وَكُلُّ ٱلطُّيُورِ،‏ كُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ بِأَصْنَافِهَا خَرَجَتْ مِنَ ٱلْفُلْكِ.‏+ ٢٠ وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا+ لِيَهْوَهَ،‏ وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ ٱلْبَهَائِمِ ٱلطَّاهِرَةِ+ وَمِنْ كُلِّ ٱلطُّيُورِ ٱلطَّاهِرَةِ+ وَقَرَّبَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ.‏+ ٢١ فَٱشْتَمَّ يَهْوَهُ رَائِحَةَ ٱلرِّضَى،‏+ وَقَالَ يَهْوَهُ فِي قَلْبِهِ:‏+ «لَا أَعُودُ أَلْعَنُ ٱلْأَرْضَ+ بِسَبَبِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ لِأَنَّ مَيْلَ+ قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ.‏+ وَلَا أَعُودُ أَضْرِبُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.‏+ ٢٢ وَمَا دَامَتِ ٱلْأَرْضُ،‏ فَٱلزَّرْعُ وَٱلْحَصَادُ،‏ وَٱلْبَرْدُ وَٱلْحَرُّ،‏ وَٱلصَّيْفُ وَٱلشِّتَاءُ،‏ وَٱلنَّهَارُ وَٱللَّيْلُ،‏ لَا تَبْطُلُ أَبَدًا».‏+

٩ وَبَارَكَ ٱللّٰهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَثْمِرُوا وَٱكْثُرُوا وَٱمْلَأُوا ٱلْأَرْضَ.‏+ ٢ وَخَوْفُكُمْ وَخَشْيَتُكُمْ يَكُونَانِ عَلَى كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ وَكُلِّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَكُلِّ أَسْمَاكِ ٱلْبَحْرِ.‏ لَقَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ.‏+ ٣ كُلُّ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلدَّابَّةِ ٱلْحَيَّةِ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا.‏+ وَكَٱلنَّبْتِ ٱلْأَخْضَرِ أُعْطِيكُمُ ٱلْكُلَّ.‏+ ٤ غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِنَفْسِهِ+ —‏ بِدَمِهِ+ —‏ لَا تَأْكُلُوهُ.‏+ ٥ وَأَيْضًا،‏ أَطْلُبُ أَنَا دَمَكُمْ لِنُفُوسِكُمْ.‏ مِنْ يَدِ كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ أَطْلُبُهُ؛‏ وَمِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَطْلُبُ نَفْسَ ٱلْإِنْسَانِ،‏ مِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَخِيهِ.‏+ ٦ سَافِكُ دَمِ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ،‏+ لِأَنَّ ٱللّٰهَ عَلَى صُورَتِهِ صَنَعَ ٱلْإِنْسَانَ.‏ ٧ وَأَنْتُمْ فَأَثْمِرُوا وَٱكْثُرُوا،‏ وَلْتَعِجَّ ٱلْأَرْضُ بِكُمْ وَٱكْثُرُوا فِيهَا».‏+

٨ وَكَلَّمَ ٱللّٰهُ نُوحًا وَبَنِيهِ مَعَهُ قَائِلًا:‏ ٩ ‏«هَا أَنَا مُقِيمٌ عَهْدِي+ مَعَكُمْ وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ،‏+ ١٠ وَمَعَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَعَكُمُ،‏ ٱلطُّيُورِ وَٱلْبَهَائِمِ وَكُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مَعَكُمْ،‏ مِنْ كُلِّ ٱلْخَارِجِينَ مِنَ ٱلْفُلْكِ إِلَى كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ١١ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكُمْ:‏ أَلَّا يَنْقَرِضَ كُلُّ جَسَدٍ بَعْدُ بِمِيَاهِ طُوفَانٍ،‏ وَأَلَّا يَكُونَ طُوفَانٌ بَعْدُ لِيُهْلِكَ ٱلْأَرْضَ».‏+

١٢ وَأَضَافَ ٱللّٰهُ قَائِلًا:‏ «هٰذِهِ عَلَامَةُ+ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي أَنَا جَاعِلُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَعَكُمْ مَدَى ٱلْأَجْيَالِ إِلَى ٱلدَّهْرِ.‏ ١٣ هُوَ قَوْسُ قُزَحَ+ أَجْعَلُهُ فِي ٱلسَّحَابِ،‏ فَيَكُونُ عَلَامَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَ ٱلْأَرْضِ.‏ ١٤ وَيَكُونُ عِنْدَمَا أَنْشُرُ سَحَابًا عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنَّ قَوْسَ قُزَحَ يَظْهَرُ فِي ٱلسَّحَابِ.‏ ١٥ فَأَذْكُرُ عَهْدِي+ ٱلَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ.‏+ فَلَا تَصِيرُ ٱلْمِيَاهُ بَعْدُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ.‏+ ١٦ وَيَكُونُ قَوْسُ قُزَحَ فِي ٱلسَّحَابِ،‏+ وَأُبْصِرُهُ لِأَذْكُرَ ٱلْعَهْدَ ٱلدَّهْرِيَّ+ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَكُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏+

١٧ وَقَالَ ٱللّٰهُ ثَانِيَةً لِنُوحٍ:‏ «هٰذِهِ عَلَامَةُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي أَنَا أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ جَسَدٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏+

١٨ وَكَانَ بَنُو نُوحٍ+ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ ٱلْفُلْكِ سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ.‏ وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ.‏+ ١٩ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةُ كَانُوا بَنِي نُوحٍ،‏ وَمِنْ هٰؤُلَاءِ ٱنْتَشَرَ كُلُّ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ.‏+

٢٠ وَٱبْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ مُزَارِعًا+ وَغَرَسَ كَرْمًا.‏+ ٢١ وَشَرِبَ مِنَ ٱلْخَمْرِ فَسَكِرَ+ وَتَكَشَّفَ دَاخِلَ خَيْمَتِهِ.‏ ٢٢ فَأَبْصَرَ حَامٌ+ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ+ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا.‏+ ٢٣ فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً+ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى ٱلْوَرَاءِ.‏ وَهٰكَذَا غَطَّيَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا،‏ وَوَجْهَاهُمَا إِلَى ٱلْوَرَاءِ،‏ فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا.‏+

٢٤ وَأَخِيرًا ٱسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ وَعَرَفَ مَا فَعَلَ بِهِ ٱبْنُهُ ٱلْأَصْغَرُ.‏ ٢٥ فَقَالَ:‏

‏«مَلْعُونٌ كَنْعَانُ.‏+

لِيَكُنْ عَبْدَ ٱلْعَبِيدِ لِإِخْوَتِهِ».‏+

٢٦ وَقَالَ:‏

‏«مُبَارَكٌ يَهْوَهُ+ إِلٰهُ سَامٍ،‏

وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُ.‏+

٢٧ لِيُوَسِّعِ ٱللّٰهُ لِيَافَثَ،‏

وَلْيَسْكُنْ فِي خِيَامِ سَامٍ.‏+

وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُ».‏

٢٨ وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.‏+ ٢٩ فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَمَاتَ.‏+

١٠ وَهٰذَا تَارِيخُ بَنِي نُوحٍ،‏+ سَامٍ وَحَامٍ وَيَافَثَ.‏

بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ وُلِدَ لَهُمْ بَنُونَ.‏+ ٢ بَنُو يَافَثَ:‏ جُومَرُ+ وَمَاجُوجُ+ وَمَادَايُ+ وَيَاوَانُ+ وَتُوبَالُ+ وَمَاشَكُ+ وَتِيرَاسُ.‏+

٣ وَبَنُو جُومَرَ:‏ أَشْكَنَازُ+ وَرِيفَاثُ+ وَتُوجَرْمَةُ.‏+

٤ وَبَنُو يَاوَانَ:‏ أَلِيشَةُ+ وَتَرْشِيشُ+ وَكِتِّيمُ+ وَدُودَانِيمُ.‏+

٥ مِنْ هٰؤُلَاءِ تَفَرَّقَ سُكَّانُ جُزُرِ ٱلْأُمَمِ فِي أَرَاضِيهِمْ،‏ كُلٌّ كَلِسَانِهِ،‏ بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ،‏ وَبِأُمَمِهِمْ.‏

٦ وَبَنُو حَامٍ:‏ كُوشٌ+ وَمِصْرَايِمُ+ وَفُوطٌ+ وَكَنْعَانُ.‏+

٧ وَبَنُو كُوشٍ:‏ سَبًا+ وَحَوِيلَةُ وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ+ وَسَبْتَكَا.‏

وَٱبْنَا رَعْمَةَ:‏ سَبَأٌ وَدَدَانُ.‏+

٨ وَكُوشٌ وَلَدَ نِمْرُودَ،‏+ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي ٱلْأَرْضِ.‏ ٩ وَشَهَرَ نَفْسَهُ صَيَّادًا جَبَّارًا مُقَاوِمًا لِيَهْوَهَ.‏ لِذٰلِكَ يُقَالُ:‏ «كَنِمْرُودَ صَيَّادٌ جَبَّارٌ مُقَاوِمٌ لِيَهْوَهَ».‏+ ١٠ وَكَانَتْ بِدَايَةُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ+ وَأَرَكَ+ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ فِي أَرْضِ شِنْعَارَ.‏+ ١١ وَمِنْ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ خَرَجَ إِلَى أَشُّورَ+ وَبَنَى نِينَوَى+ وَرَحُوبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ ١٢ وَرَسَنَ ٱلْوَاقِعَةَ بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ:‏ هٰذِهِ تُؤَلِّفُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلْعَظِيمَةَ.‏

١٣ وَمِصْرَايِمُ+ وَلَدَ لُودِيمَ+ وَعَنَامِيمَ وَلَهَابِيمَ وَنَفْتُوحِيمَ+ ١٤ وَفَتْرُوسِيمَ+ وَكَسْلُوحِيمَ+ (‏ٱلَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ)‏+ وَكَفْتُورِيمَ.‏+

١٥ وَكَنْعَانُ وَلَدَ صَيْدُونَ+ بِكْرَهُ وَحِثًّا+ ١٦ وَٱلْيَبُوسِيَّ+ وَٱلْأَمُورِيَّ+ وَٱلْجِرْجَاشِيَّ ١٧ وَٱلْحِوِّيَّ+ وَٱلْعَرْقِيَّ وَٱلسِّينِيَّ ١٨ وَٱلْأَرْوَادِيَّ+ وَٱلصَّمَارِيَّ وَٱلْحَمَاتِيَّ.‏+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَبَدَّدَتْ عَشَائِرُ ٱلْكَنْعَانِيِّ.‏ ١٩ وَكَانَتْ تُخُومُ ٱلْكَنْعَانِيِّ مِنْ صَيْدُونَ حَتَّى جَرَارَ،‏+ قُرْبَ غَزَّةَ،‏+ حَتَّى سَدُومَ وَعَمُورَةَ+ وَأَدْمَةَ+ وَصَبُويِيمَ،‏+ قُرْبَ لَاشَعَ.‏ ٢٠ هٰؤُلَاءِ بَنُو حَامٍ بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ،‏ كَأَلْسِنَتِهِمْ،‏ فِي أَرَاضِيهِمْ،‏ وَبِأُمَمِهِمْ.‏

٢١ وَسَامٌ،‏ أَبُو كُلِّ بَنِي عَابِرَ،‏+ أَخُو يَافَثَ ٱلْأَكْبَرِ،‏ وُلِدَتْ لَهُ أَيْضًا ذُرِّيَّةٌ.‏ ٢٢ بَنُو سَامٍ:‏ عِيلَامُ+ وَأَشُّورُ+ وَأَرْفَكْشَادُ+ وَلُودٌ وَأَرَامُ.‏

٢٣ وَبَنُو أَرَامَ:‏ عُوصٌ وَحُولٌ وَجَاثَرُ وَمَاشٌ.‏+

٢٤ وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ،‏+ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.‏

٢٥ وَلِعَابِرَ وُلِدَ ٱبْنَانِ.‏ اِسْمُ ٱلْوَاحِدِ فَالَجُ،‏+ لِأَنَّهُ فِي أَيَّامِهِ ٱنْقَسَمَتِ ٱلْأَرْضُ؛‏+ وَٱسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ.‏+

٢٦ وَيَقْطَانُ وَلَدَ أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ+ ٢٧ وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ+ ٢٨ وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَسَبَأً+ ٢٩ وَأُوفِيرَ+ وَحَوِيلَةَ+ وَيُوبَابَ.‏+ جَمِيعُ هٰؤُلَاءِ بَنُو يَقْطَانَ.‏

٣٠ وَٱمْتَدَّ مَسْكِنُهُمْ مِنْ مِيشَعَ حَتَّى سَفَارَ،‏ جِبَالِ ٱلْمَشْرِقِ.‏

٣١ هٰؤُلَاءِ بَنُو سَامٍ بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ،‏ كَأَلْسِنَتِهِمْ،‏ فِي أَرَاضِيهِمْ،‏ وَبِحَسَبِ أُمَمِهِمْ.‏+

٣٢ هٰؤُلَاءِ عَشَائِرُ بَنِي نُوحٍ بِحَسَبِ مَوَالِيدِهِمْ بِأُمَمِهِمْ،‏ وَمِنْ هٰؤُلَاءِ تَفَرَّقَتِ ٱلْأُمَمُ فِي ٱلْأَرْضِ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ.‏+

١١ وَكَانَتِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا لُغَةً وَاحِدَةً وَكَلَامًا وَاحِدًا.‏ ٢ وَحَدَثَ فِي ٱرْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا سَهْلًا فِي أَرْضِ شِنْعَارَ،‏+ فَسَكَنُوا هُنَاكَ.‏ ٣ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا».‏ فَكَانَ لَهُمُ ٱللِّبْنُ مَكَانَ ٱلْحَجَرِ،‏ وَكَانَ لَهُمُ ٱلْحُمَرُ مَكَانَ ٱلْمِلَاطِ.‏+ ٤ وَقَالُوا:‏ «هَلُمَّ نَبْنِي لِأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏+ وَنَصْنَعُ لِأَنْفُسِنَا ٱسْمًا شَهِيرًا،‏+ لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ».‏+

٥ فَنَزَلَ يَهْوَهُ لِيَرَى ٱلْمَدِينَةَ وَٱلْبُرْجَ ٱللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو ٱلْبَشَرِ يَبْنُونَهُمَا.‏+ ٦ فَقَالَ يَهْوَهُ:‏ «هُوَذَا هُمْ شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِجَمِيعِهِمْ لُغَةٌ وَاحِدَةٌ،‏+ وَهٰذَا مَا ٱبْتَدَأُوا يَفْعَلُونَهُ.‏ فَٱلْآنَ لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ يَنْوُونَ أَنْ يَفْعَلُوهُ.‏+ ٧ هَلُمَّ+ نَنْزِلُ وَنُبَلْبِلُ+ هُنَاكَ لُغَتَهُمْ حَتَّى لَا يَفْهَمَ بَعْضُهُمْ لُغَةَ بَعْضٍ».‏+ ٨ وَهٰكَذَا بَدَّدَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏+ فَكَفُّوا عَنْ بِنَاءِ ٱلْمَدِينَةِ.‏+ ٩ لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهَا بَابِلَ،‏+ لِأَنَّ يَهْوَهَ هُنَاكَ بَلْبَلَ لُغَةَ كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ وَبَدَّدَهُمْ+ يَهْوَهُ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏

١٠ هٰذَا تَارِيخُ سَامٍ.‏+

كَانَ سَامٌ ٱبْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ+ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ.‏ ١١ وَعَاشَ سَامٌ بَعْدَمَا وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏+

١٢ وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ شَالَحَ.‏+ ١٣ وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَمَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلَاثَ سِنِينَ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏

١٤ وَعَاشَ شَالَحُ ثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ عَابِرَ.‏+ ١٥ وَعَاشَ شَالَحُ بَعْدَمَا وَلَدَ عَابِرَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلَاثَ سِنِينَ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏

١٦ وَعَاشَ عَابِرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ فَالَجَ.‏+ ١٧ وَعَاشَ عَابِرُ بَعْدَمَا وَلَدَ فَالَجَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏

١٨ وَعَاشَ فَالَجُ ثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ رَعُو.‏+ ١٩ وَعَاشَ فَالَجُ بَعْدَمَا وَلَدَ رَعُو مِئَتَيْنِ وَتِسْعَ سِنِينَ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏

٢٠ وَعَاشَ رَعُو ٱثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ سَرُوجَ.‏+ ٢١ وَعَاشَ رَعُو بَعْدَمَا وَلَدَ سَرُوجَ مِئَتَيْنِ وَسَبْعَ سِنِينَ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏

٢٢ وَعَاشَ سَرُوجُ ثَلَاثِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ نَاحُورَ.‏+ ٢٣ وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَمَا وَلَدَ نَاحُورَ مِئَتَيْ سَنَةٍ،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏

٢٤ وَعَاشَ نَاحُورُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ تَارَحَ.‏+ ٢٥ وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَمَا وَلَدَ تَارَحَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.‏

٢٦ وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً،‏ وَوَلَدَ أَبْرَامَ+ وَنَاحُورَ+ وَهَارَانَ.‏

٢٧ وَهٰذَا تَارِيخُ تَارَحَ.‏

وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ،‏ وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطًا.‏+ ٢٨ وَمَاتَ هَارَانُ حِينَ كَانَ مَعَ تَارَحَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ مَوْلِدِهِ،‏ فِي أُورِ+ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ.‏+ ٢٩ وَٱتَّخَذَ أَبْرَامُ وَنَاحُورُ لِأَنْفُسِهِمَا زَوْجَتَيْنِ.‏ اِسْمُ زَوْجَةِ أَبْرَامَ سَارَايُ،‏+ وَٱسْمُ زَوْجَةِ نَاحُورَ مِلْكَةُ+ بِنْتُ هَارَانَ،‏ أَبِي مِلْكَةَ وَأَبِي يِسْكَةَ.‏ ٣٠ وَكَانَتْ سَارَايُ عَاقِرًا،‏+ لَا وَلَدَ لَهَا.‏

٣١ وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ٱبْنَهُ،‏ وَلُوطَ بْنَ هَارَانَ حَفِيدَهُ،‏+ وَسَارَايَ+ كَنَّتَهُ،‏ زَوْجَةَ أَبْرَامَ ٱبْنِهِ،‏ فَخَرَجُوا مَعَهُ مِنْ أُورِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+ فَجَاءُوا إِلَى حَارَانَ+ وَسَكَنُوا هُنَاكَ.‏ ٣٢ وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ.‏ وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.‏

١٢ وَقَالَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ:‏ «اِذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَأَهْلِكَ وَبَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ.‏+ ٢ وَأَنَا أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ ٱسْمَكَ؛‏ فَكُنْ بَرَكَةً.‏+ ٣ وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ،‏ وَأَلْعَنُ لَاعِنَكَ،‏+ وَتَتَبَارَكُ بِكَ جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ».‏+

٤ فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ يَهْوَهُ،‏ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ.‏ وَكَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً حِينَ خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.‏+ ٥ فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ زَوْجَتَهُ+ وَلُوطًا ٱبْنَ أَخِيهِ+ وَكُلَّ ٱلْمُقْتَنَيَاتِ ٱلَّتِي ٱقْتَنَيَاهَا+ وَٱلنُّفُوسَ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَاهَا فِي حَارَانَ،‏ وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+ فَجَاءُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ ٦ وَٱجْتَازَ أَبْرَامُ فِي ٱلْأَرْضِ إِلَى مَوْضِعِ شَكِيمَ،‏+ قُرْبَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي مُورَةَ؛‏+ وَكَانَ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي ٱلْأَرْضِ.‏ ٧ فَظَهَرَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ وَقَالَ:‏ «لِنَسْلِكَ*+ أُعْطِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ».‏+ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي ظَهَرَ لَهُ.‏ ٨ ثُمَّ ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ شَرْقِيَّ بَيْتَ إِيلَ+ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ،‏ وَغَرْبِيَّهُ بَيْتَ إِيلُ وَشَرْقِيَّهُ عَايُ.‏+ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِيَهْوَهَ+ وَٱبْتَدَأَ يَدْعُو بِٱسْمِ يَهْوَهَ.‏+ ٩ ثُمَّ ٱرْتَحَلَ أَبْرَامُ ٱرْتِحَالًا مُتَوَالِيًا نَحْوَ ٱلنَّقَبِ.‏+

١٠ وَحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ فَنَزَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ،‏+ لِأَنَّ ٱلْمَجَاعَةَ كَانَتْ شَدِيدَةً فِي ٱلْأَرْضِ.‏+ ١١ وَحَدَثَ لَمَّا قَارَبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ زَوْجَتِهِ:‏ «إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكِ ٱمْرَأَةٌ جَمِيلَةُ ٱلْمَنْظَرِ.‏+ ١٢ فَيَكُونُ أَنَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ يَرَوْنَكِ وَيَقُولُونَ:‏ ‹هٰذِهِ زَوْجَتُهُ›.‏ فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ.‏ ١٣ فَأَرْجُو أَنْ تَقُولِي إِنَّكِ أُخْتِي،‏+ حَتَّى يَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي بِفَضْلِكِ».‏+

١٤ فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا ٱلْمَرْأَةَ أَنَّهَا جَمِيلَةٌ جِدًّا.‏ ١٥ وَرَآهَا أَيْضًا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا عِنْدَ فِرْعَوْنَ،‏ فَأُخِذَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ.‏ ١٦ فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ بِسَبَبِهَا،‏ فَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَخُدَّامٌ وَجَوَارٍ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.‏+ ١٧ فَضَرَبَ يَهْوَهُ فِرْعَوْنَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً+ بِسَبَبِ سَارَايَ،‏ زَوْجَةِ أَبْرَامَ.‏+ ١٨ فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ:‏ «مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِي؟‏ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا زَوْجَتُكَ؟‏+ ١٩ لِمَاذَا قُلْتَ:‏ ‹هِيَ أُخْتِي›،‏+ حَتَّى أَوْشَكْتُ أَنْ آخُذَهَا زَوْجَةً لِي؟‏ وَٱلْآنَ هَا هِيَ زَوْجَتُكَ.‏ خُذْهَا وَٱذْهَبْ!‏».‏ ٢٠ وَأَوْصَى بِهِ فِرْعَوْنُ رِجَالًا،‏ فَشَيَّعُوهُ وَزَوْجَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.‏+

١٣ فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ،‏ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ،‏ وَلُوطٌ مَعَهُ،‏ إِلَى ٱلنَّقَبِ.‏+ ٢ وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا بِٱلْقُطْعَانِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ.‏+ ٣ وَسَارَ فِي ٱرْتِحَالٍ مُتَوَالٍ مِنَ ٱلنَّقَبِ إِلَى بَيْتَ إِيلَ،‏ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي كَانَتْ فِيهِ خَيْمَتُهُ أَوَّلًا،‏ بَيْنَ بَيْتَ إِيلَ وَعَايَ،‏+ ٤ إِلَى مَكَانِ ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ هُنَاكَ أَوَّلًا.‏+ وَدَعَا أَبْرَامُ هُنَاكَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ.‏+

٥ وَكَانَ أَيْضًا لِلُوطٍ ٱلَّذِي رَافَقَ أَبْرَامَ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ.‏ ٦ فَضَاقَتِ ٱلْأَرْضُ بِسُكْنَاهُمَا مَعًا،‏ إِذْ كَانَتْ أَمْلَاكُهُمَا كَثِيرَةً وَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا.‏+ ٧ فَحَدَثَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ رُعْيَانِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعْيَانِ مَوَاشِي لُوطٍ.‏ وَكَانَ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ وَٱلْفِرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي ٱلْأَرْضِ.‏+ ٨ فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ:‏+ «لَا تَكُنْ خُصُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعْيَانِي وَرُعْيَانِكَ،‏ لِأَنَّنَا نَحْنُ رَجُلَانِ أَخَوَانِ.‏+ ٩ أَلَيْسَتِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا بَيْنَ يَدَيْكَ؟‏ مِنْ فَضْلِكَ،‏ ٱنْفَصِلْ عَنِّي.‏ إِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَسَارِ،‏ أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَمِينِ؛‏ وَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَمِينِ،‏ أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَسَارِ».‏+ ١٠ فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ ٱلْأُرْدُنِّ+ أَنَّ جَمِيعَهَا مِنْطَقَةٌ رَيَّا،‏ قَبْلَمَا أَهْلَكَ يَهْوَهُ سَدُومَ وَعَمُورَةَ،‏ كَجَنَّةِ يَهْوَهَ،‏+ كَأَرْضِ مِصْرَ،‏ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى صُوغَرَ.‏+ ١١ فَٱخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏ وَٱرْتَحَلَ لُوطٌ إِلَى ٱلشَّرْقِ.‏ فَٱنْفَصَلَ ٱلْوَاحِدُ عَنِ ٱلْآخَرِ.‏ ١٢ سَكَنَ أَبْرَامُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ وَسَكَنَ لُوطٌ فِي مُدُنِ ٱلدَّائِرَةِ.‏+ وَأَخِيرًا،‏ نَصَبَ خِيَامَهُ قُرْبَ سَدُومَ.‏ ١٣ وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً أَمَامَ يَهْوَهَ جِدًّا.‏+

١٤ وَقَالَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ بَعْدَ ٱنْفِصَالِ لُوطٍ عَنْهُ:‏ «اِرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ مِنَ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي أَنْتَ فِيهِ،‏ شَمَالًا وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا،‏+ ١٥ لِأَنَّ كُلَّ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي تَرَاهَا،‏ لَكَ وَلِنَسْلِكَ* أُعْطِيهَا إِلَى ٱلدَّهْرِ.‏+ ١٦ وَسَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ ٱلْأَرْضِ،‏ حَتَّى إِذَا ٱسْتَطَاعَ إِنْسَانٌ أَنْ يُحْصِيَ تُرَابَ ٱلْأَرْضِ،‏ فَنَسْلُكَ أَيْضًا يُحْصَى.‏+ ١٧ قُمْ وَطُفْ فِي ٱلْأَرْضِ طُولِهَا وَعَرْضِهَا،‏ لِأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا».‏+ ١٨ وَهٰكَذَا عَاشَ أَبْرَامُ فِي خِيَامٍ.‏ ثُمَّ أَتَى وَسَكَنَ بَيْنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي مَمْرَا،‏+ ٱلَّتِي فِي حَبْرُونَ،‏+ وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِيَهْوَهَ.‏+

١٤ وَكَانَ فِي أَيَّامِ أَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ،‏+ وَأَرْيُوخَ مَلِكِ أَلَّاسَارَ،‏ وَكَدَرْلَعَوْمَرَ+ مَلِكِ عِيلَامَ،‏+ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ،‏+ ٢ أَنَّ هٰؤُلَاءِ صَنَعُوا حَرْبًا مَعَ بَارَعَ مَلِكِ سَدُومَ،‏+ وَبِرْشَاعَ مَلِكِ عَمُورَةَ،‏+ وَشِنْآ‌بَ مَلِكِ أَدْمَةَ،‏+ وَشِمْئِيبَرَ مَلِكِ صَبُويِيمَ،‏+ وَمَلِكِ بَالَعَ (‏أَيْ صُوغَرَ)‏.‏+ ٣ كُلُّ هٰؤُلَاءِ زَحَفُوا مُتَحَالِفِينَ+ إِلَى مُنْخَفَضِ وَادِي سِدِّيمَ،‏+ أَيْ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ.‏+

٤ اِثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً خَدَمُوا كَدَرْلَعَوْمَرَ،‏ وَٱلسَّنَةَ ٱلثَّالِثَةَ عَشْرَةَ تَمَرَّدُوا.‏ ٥ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَةَ أَتَى كَدَرْلَعَوْمَرُ وَٱلْمُلُوكُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَهَزَمُوا ٱلرَّفَائِيِّينَ فِي عَشْتَارُوتَ قَرْنَايِمَ،‏+ وَٱلزُّوزِيِّينَ فِي هَامَ،‏ وَٱلْإِيمِيِّينَ+ فِي شَوَى قِرْيَتَايِمَ،‏ ٦ وَٱلْحُورِيِّينَ+ فِي جَبَلِهِمْ سَعِيرَ،‏+ حَتَّى إِيلَ فَارَانَ،‏+ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ ٧ ثُمَّ رَجَعُوا وَجَاءُوا إِلَى عَيْنَ مِشْفَاطَ،‏ أَيْ قَادِشَ،‏+ وَهَزَمُوا كُلَّ أَرْضِ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ+ وَأَيْضًا ٱلْأَمُورِيِّينَ+ ٱلسَّاكِنِينَ فِي حَصُّونَ ثَامَارَ.‏+

٨ فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ وَمَلِكُ عَمُورَةَ وَمَلِكُ أَدْمَةَ وَمَلِكُ صَبُويِيمَ وَمَلِكُ بَالَعَ (‏أَيْ صُوغَرَ)‏،‏ وَٱصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ عَلَيْهِمْ فِي مُنْخَفَضِ وَادِي سِدِّيمَ،‏+ ٩ عَلَى كَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلَامَ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ وَأَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ وَأَرْيُوخَ مَلِكِ أَلَّاسَارَ:‏+ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ عَلَى خَمْسَةٍ.‏ ١٠ وَمُنْخَفَضُ وَادِي سِدِّيمَ+ كَانَ كُلُّهُ حُفَرًا مِنَ ٱلْحُمَرِ،‏+ فَهَرَبَ مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ+ فَسَقَطَا فِيهَا،‏ وَٱلْبَاقُونَ هَرَبُوا إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏+ ١١ فَأَخَذَ ٱلْمُنْتَصِرُونَ كُلَّ أَمْلَاكِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَكُلَّ أَطْعِمَتِهِمْ وَمَضَوْا.‏+ ١٢ وَأَخَذُوا أَيْضًا لُوطًا ٱبْنَ أَخِي أَبْرَامَ وَأَمْلَاكَهُ وَتَابَعُوا طَرِيقَهُمْ.‏ وَكَانَ هُوَ سَاكِنًا فِي سَدُومَ.‏+

١٣ فَجَاءَ مَنْ نَجَا وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ ٱلْعِبْرَانِيَّ.‏+ وَكَانَ سَاكِنًا بَيْنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ لِمَمْرَا ٱلْأَمُورِيِّ،‏+ أَخِي أَشْكُولَ وَأَخِي عَانِيرَ،‏+ وَكَانُوا حُلَفَاءَ أَبْرَامَ.‏ ١٤ وَهٰكَذَا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ أَخَاهُ قَدْ أُسِرَ.‏+ فَحَشَدَ رِجَالَهُ ٱلْمُدَرَّبِينَ،‏+ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَبْدًا مَوْلُودًا فِي بَيْتِهِ،‏+ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى دَانَ.‏+ ١٥ وَفِي ٱللَّيْلِ تَفَرَّقَ عَلَيْهِمْ+ هُوَ وَعَبِيدُهُ،‏ فَهَزَمَهُمْ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى حُوبَةَ،‏ شَمَالِيَّ دِمَشْقَ.‏ ١٦ وَٱسْتَرْجَعَ كُلَّ ٱلْأَمْلَاكِ،‏+ وَٱسْتَرْجَعَ لُوطًا أَخَاهُ أَيْضًا وَأَمْلَاكَهُ،‏ وَٱلنِّسَاءَ أَيْضًا وَٱلشَّعْبَ.‏+

١٧ فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لِمُلَاقَاتِهِ،‏ بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ هَزِيمَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَٱلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ،‏ إِلَى مُنْخَفَضِ وَادِي شَوًى،‏ أَيْ وَادِي ٱلْمَلِكِ.‏+ ١٨ وَمَلْكِي صَادِقُ+ مَلِكُ شَلِيمَ+ أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا،‏+ وَكَانَ كَاهِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ.‏+ ١٩ وَبَارَكَهُ وَقَالَ:‏

‏«مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ،‏+

خَالِقِ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ.‏+

٢٠ وَمُبَارَكٌ ٱللّٰهُ ٱلْعَلِيُّ،‏+

ٱلَّذِي سَلَّمَ ظَالِمِيكَ إِلَى يَدِكَ!‏».‏+

فَأَعْطَاهُ أَبْرَامُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.‏+

٢١ وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لِأَبْرَامَ:‏ «أَعْطِنِي ٱلنُّفُوسَ،‏+ وَأَمَّا ٱلْأَمْلَاكُ فَخُذْهَا لِنَفْسِكَ».‏ ٢٢ فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ:‏ «إِنِّي رَافِعٌ يَدِي بِقَسَمٍ+ إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ،‏ خَالِقِ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ،‏ ٢٣ لَا آخُذَنَّ لَا خَيْطًا وَلَا سَيْرَ نَعْلٍ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ،‏+ لِئَلَّا تَقُولَ:‏ ‹أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ›.‏ ٢٤ لَا شَيْءَ لِي!‏+ فَقَطْ مَا أَكَلَهُ ٱلْفِتْيَانُ،‏ وَأَمَّا نَصِيبُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي،‏ عَانِيرَ وَأَشْكُولَ وَمَمْرَا،‏+ فَإِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ نَصِيبَهُمْ».‏+

١٥ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ صَارَ كَلَامُ يَهْوَهَ إِلَى أَبْرَامَ فِي رُؤْيَا،‏+ قَائِلًا:‏ «لَا تَخَفْ+ يَا أَبْرَامُ.‏ أَنَا تُرْسٌ لَكَ.‏+ وَأَجْرُكَ عَظِيمٌ جِدًّا».‏+ ٢ فَقَالَ أَبْرَامُ:‏ «أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ،‏ مَاذَا تُعْطِينِي وَأَنَا مَاضٍ مِنْ غَيْرِ بَنِينَ،‏ وَمَالِكُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ ٱلدِّمَشْقِيُّ؟‏».‏+ ٣ وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضًا:‏ «هَا إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلًا،‏+ وَهَا هُوَ خَادِمُ بَيْتِي يَرِثُنِي».‏ ٤ فَإِذَا كَلَامُ يَهْوَهَ إِلَيْهِ قَائِلًا:‏ «لَا يَرِثُكَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ،‏ بَلِ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ هُوَ يَرِثُكَ».‏+

٥ وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ:‏ «مِنْ فَضْلِكَ،‏ ٱرْفَعْ نَظَرَكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَأَحْصِ ٱلنُّجُومَ إِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْصِيَهَا».‏+ وَقَالَ لَهُ:‏ «هٰكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ».‏*+ ٦ فَآ‌مَنَ بِيَهْوَهَ،‏+ فَحَسِبَ لَهُ ذٰلِكَ بِرًّا.‏+ ٧ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنَا يَهْوَهُ ٱلَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ لِتَمْتَلِكَهَا».‏+ ٨ فَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ،‏ بِمَاذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْتَلِكُهَا؟‏».‏+ ٩ فَقَالَ لَهُ:‏ «خُذْ لِي عِجْلَةً عُمْرُهَا ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ وَعَنْزَةً عُمْرُهَا ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ وَكَبْشًا عُمْرُهُ ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ وَتِرْغَلَّةً وَفَرْخَ يَمَامٍ».‏+ ١٠ فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ هٰذِهِ كُلَّهَا وَشَطَرَهَا ٱثْنَيْنِ وَجَعَلَ كُلَّ شَطْرٍ مُقَابِلَ ٱلْآخَرِ،‏ وَأَمَّا ٱلطَّائِرَانِ فَلَمْ يَشْطُرْهُمَا.‏+ ١١ وَنَزَلَتِ ٱلْجَوَارِحُ عَلَى ٱلْجُثَثِ،‏+ فَأَخَذَ أَبْرَامُ يُبْعِدُهَا.‏

١٢ ثُمَّ مَالَتِ ٱلشَّمْسُ إِلَى ٱلْغُرُوبِ،‏ وَوَقَعَ أَبْرَامُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ،‏+ فَإِذَا ظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ مُفْزِعَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ.‏ ١٣ فَقَالَ لِأَبْرَامَ:‏ «اِعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُ،‏+ وَيَخْدُمُهُمْ،‏ وَهُمْ يُضَايِقُونَهُ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ.‏+ ١٤ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأُمَّةَ ٱلَّتِي يَخْدُمُهَا أَنَا أَدِينُهَا،‏+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَخْرُجُ بِأَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.‏+ ١٥ أَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلَامٍ،‏ وَتُدْفَنُ بِشَيْخُوخَةٍ صَالِحَةٍ.‏+ ١٦ وَفِي ٱلْجِيلِ ٱلرَّابِعِ يَرْجِعُ نَسْلُكَ إِلَى هُنَا،‏+ لِأَنَّ ذَنْبَ ٱلْأَمُورِيِّينَ لَمْ يَكْمُلْ بَعْدُ».‏+

١٧ وَعِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ صَارَ ظَلَامٌ كَثِيفٌ،‏ فَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِشْعَلُ نَارٍ عَابِرٌ بَيْنَ تِلْكَ ٱلْقِطَعِ.‏+ ١٨ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ قَطَعَ يَهْوَهُ مَعَ أَبْرَامَ عَهْدًا،‏+ قَائِلًا:‏ «لِنَسْلِكَ* أُعْطِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ،‏+ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى ٱلنَّهْرِ ٱلْكَبِيرِ،‏ نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ:‏+ ١٩ اَلْقَيْنِيِّينَ+ وَٱلْقِنِزِّيِّينَ وَٱلْقَدْمُونِيِّينَ ٢٠ وَٱلْحِثِّيِّينَ+ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ+ وَٱلرَّفَائِيِّينَ+ ٢١ وَٱلْأَمُورِيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْجِرْجَاشِيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ».‏+

١٦ وَأَمَّا سَارَايُ،‏ زَوْجَةُ أَبْرَامَ،‏ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ.‏+ وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ ٱسْمُهَا هَاجَرُ.‏+ ٢ فَقَالَتْ سَارَايُ لِأَبْرَامَ:‏ «هُوَذَا يَهْوَهُ قَدْ حَبَسَنِي عَنِ ٱلْوِلَادَةِ.‏+ أَرْجُوكَ ٱدْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي،‏ لَعَلَّهُ يَكُونُ لِي مِنْهَا بَنُونَ».‏+ فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ.‏+ ٣ فَأَخَذَتْ سَارَايُ،‏ زَوْجَةُ أَبْرَامَ،‏ هَاجَرَ جَارِيَتَهَا ٱلْمِصْرِيَّةَ،‏ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ مِنْ سَكَنِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ وَأَعْطَتْهَا لِأَبْرَامَ زَوْجِهَا لِتَكُونَ لَهُ زَوْجَةً.‏+ ٤ فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ،‏ فَحَمَلَتْ.‏ وَلَمَّا عَلِمَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ،‏ هَانَتْ سَيِّدَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا.‏+

٥ فَقَالَتْ سَارَايُ لِأَبْرَامَ:‏ «أَذِيَّتِي عَلَيْكَ.‏ أَنَا سَلَّمْتُ جَارِيَتِي إِلَى حِضْنِكَ،‏ فَعَلِمَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ وَهُنْتُ فِي عَيْنَيْهَا.‏ لِيَقْضِ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ».‏+ ٦ فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ:‏+ «هُوَذَا جَارِيَتُكِ تَحْتَ تَصَرُّفِكِ.‏ اِفْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ».‏+ فَٱبْتَدَأَتْ سَارَايُ تُذِلُّهَا حَتَّى هَرَبَتْ مِنْهَا.‏+

٧ فَوَجَدَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ+ عِنْدَ نَبْعِ مَاءٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ عِنْدَ ٱلنَّبْعِ ٱلَّذِي فِي طَرِيقِ شُورَ.‏+ ٨ وَقَالَ:‏ «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ،‏ مِنْ أَيْنَ جِئْتِ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟‏».‏ فَقَالَتْ:‏ «إِنَّنِي هَارِبَةٌ مِنْ سَارَايَ سَيِّدَتِي».‏ ٩ فَقَالَ لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ:‏ «اِرْجِعِي إِلَى سَيِّدَتِكِ وَتَذَلَّلِي تَحْتَ يَدِهَا».‏+ ١٠ ثُمَّ قَالَ لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ:‏ «أُكَثِّرُ نَسْلَكِ تَكْثِيرًا+ فَلَا يُعَدُّ مِنَ ٱلْكَثْرَةِ».‏+ ١١ وَقَالَ لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ:‏ «هَا أَنْتِ حَامِلٌ،‏ وَسَتَلِدِينَ ٱبْنًا وَتَدْعِينَ ٱسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ،‏+ لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ سَمِعَ لِمَشَقَّتِكِ.‏+ ١٢ وَإِنَّهُ يَكُونُ حِمَارًا وَحْشِيًّا بَشَرِيًّا.‏ يَدُهُ تَكُونُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ،‏ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ،‏+ وَفِي وَجْهِ كُلِّ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».‏+

١٣ فَدَعَتِ ٱسْمَ يَهْوَهَ ٱلَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعَهَا:‏ «أَنْتَ إِلٰهٌ يَرَى»،‏+ لِأَنَّهَا قَالَتْ:‏ «أَحَقًّا رَأَيْتُ هُنَا ٱلَّذِي يَرَانِي؟‏».‏ ١٤ لِذٰلِكَ دُعِيَتِ ٱلْبِئْرُ بِئْرَ لَحَيْ رُئِي.‏+ وَهَا هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ.‏ ١٥ ثُمَّ وَلَدَتْ هَاجَرُ لِأَبْرَامَ ٱبْنًا،‏ وَدَعَا أَبْرَامُ ٱسْمَ ٱبْنِهِ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ.‏+ ١٦ وَكَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً حِينَ وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لِأَبْرَامَ.‏

١٧ وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً،‏ ظَهَرَ يَهْوَهُ لِأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ:‏+ «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.‏+ سِرْ أَمَامِي وَكُنْ بِلَا عَيْبٍ،‏+ ٢ فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ+ لِأُكَثِّرَكَ كَثِيرًا جِدًّا».‏+

٣ فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ،‏+ وَتَكَلَّمَ ٱللّٰهُ مَعَهُ قَائِلًا:‏ ٤ ‏«أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ،‏+ وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ.‏+ ٥ وَلَا يُدْعَى ٱسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ،‏ بَلْ يَكُونُ ٱسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ،‏ لِأَنِّي أُصَيِّرُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ.‏ ٦ وَأَجْعَلُكَ مُثْمِرًا جِدًّا وَأُصَيِّرُكَ أُمَمًا،‏ وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ.‏+

٧ ‏«وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ+ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا دَهْرِيًّا،‏+ لِأَكُونَ إِلٰهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ.‏+ ٨ وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ،‏+ كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ مِلْكًا دَهْرِيًّا،‏ وَأَكُونُ إِلٰهًا لَهُمْ».‏+

٩ وَقَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «أَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي،‏ أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ.‏+ ١٠ هٰذَا هُوَ عَهْدِي ٱلَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ:‏+ يُخْتَنُ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ.‏+ ١١ فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُلْفَتِكُمْ،‏ وَيَكُونُ ذٰلِكَ عَلَامَةَ ٱلْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.‏+ ١٢ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ يُخْتَنُ ٱبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ+ فِي أَجْيَالِكُمُ،‏ ٱلْمَوْلُودُ فِي ٱلْبَيْتِ وَٱلْمُشْتَرَى بِٱلْمَالِ مِنْ كُلِّ ٱبْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ.‏ ١٣ يُخْتَنُ خِتَانًا ٱلْمَوْلُودُ فِي بَيْتِكَ وَٱلْمُشْتَرَى بِمَالِكَ،‏+ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا دَهْرِيًّا.‏+ ١٤ وَٱلذَّكَرُ ٱلْأَغْلَفُ ٱلَّذِي لَا يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُلْفَتِهِ،‏ فَإِنَّ تِلْكَ ٱلنَّفْسَ تُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهَا.‏+ فَقَدْ نَقَضَ عَهْدِي».‏

١٥ وَقَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «أَمَّا سَارَايُ زَوْجَتُكَ،‏ فَلَا تَدْعُ ٱسْمَهَا سَارَايَ،‏ لِأَنَّ ٱسْمَهَا يَكُونُ سَارَةَ.‏+ ١٦ وَإِنِّي أُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضًا مِنْهَا ٱبْنًا،‏+ وَأُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَمًا،‏+ وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ».‏+ ١٧ فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ:‏+ «هَلْ يُولَدُ لِٱبْنِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدٌ،‏ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟‏».‏+

١٨ ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلّٰهِ:‏ «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!‏».‏+ ١٩ فَقَالَ ٱللّٰهُ:‏ «بَلْ سَارَةُ زَوْجَتُكَ تَلِدُ لَكَ ٱبْنًا،‏ وَتَدْعُو ٱسْمَهُ إِسْحَاقَ.‏+ وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا دَهْرِيًّا لِنَسْلِهِ* مِنْ بَعْدِهِ.‏+ ٢٠ وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ.‏ فَهَا إِنِّي أُبَارِكُهُ وَأَجْعَلُهُ مُثْمِرًا وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا.‏+ وَيَلِدُ ٱثْنَيْ عَشَرَ زَعِيمًا،‏ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً.‏+ ٢١ غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ+ ٱلَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ».‏+

٢٢ فَلَمَّا ٱنْتَهَى ٱللّٰهُ مِنَ ٱلْكَلَامِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ،‏ ٱرْتَفَعَ عَنْهُ.‏+ ٢٣ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ٱبْنَهُ وَكُلَّ ٱلْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَكُلَّ ٱلْمُشْتَرَيْنَ بِمَالِهِ،‏ كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ،‏ وَخَتَنَ لَحْمَ غُلْفَتِهِمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ،‏ كَمَا كَلَّمَهُ ٱللّٰهُ.‏+ ٢٤ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُلْفَتِهِ.‏+ ٢٥ وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ٱبْنُهُ ٱبْنَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُلْفَتِهِ.‏+ ٢٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ٱبْنُهُ.‏+ ٢٧ وَكُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ،‏ ٱلْمَوْلُودِينَ فِي ٱلْبَيْتِ وَٱلْمُشْتَرَيْنَ بِٱلْمَالِ مِنِ ٱبْنِ ٱلْغَرِيبِ،‏ خُتِنُوا مَعَهُ.‏+

١٨ وَظَهَرَ يَهْوَهُ+ لَهُ بَيْنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي مَمْرَا،‏+ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ ٱلنَّهَارِ.‏+ ٢ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ+ وَنَظَرَ،‏ فَإِذَا ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ عَلَى مَسَافَةٍ مِنْهُ.‏ فَلَمَّا أَبْصَرَهُمْ رَكَضَ لِلِقَائِهِمْ مِنْ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٣ وَقَالَ:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ،‏ فَمِنْ فَضْلِكَ،‏ لَا تَعْبُرْ عَنْ خَادِمِكَ.‏+ ٤ بَلْ لِيُؤْخَذْ قَلِيلٌ مِنَ ٱلْمَاءِ،‏ وَٱغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ.‏+ ثُمَّ ٱتَّكِئُوا تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ.‏+ ٥ وَآخُذُ كِسْرَةَ خُبْزٍ،‏ فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ.‏+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَجْتَازُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ لِهٰذَا مَرَرْتُمْ بِخَادِمِكُمْ».‏ فَقَالُوا:‏ «حَسَنًا،‏ ٱفْعَلْ كَمَا قُلْتَ».‏

٦ فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى ٱلْخَيْمَةِ إِلَى سَارَةَ وَقَالَ:‏ «أَسْرِعِي بِثَلَاثَةِ أَصْوَاعٍ مِنَ ٱلدَّقِيقِ ٱلْفَاخِرِ،‏ وَٱعْجِنِي وَٱصْنَعِي كَعْكًا».‏+ ٧ ثُمَّ رَكَضَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى ٱلْبَقَرِ وَأَخَذَ عِجْلًا رَخْصًا وَجَيِّدًا وَأَعْطَاهُ لِلْغُلَامِ،‏ فَأَسْرَعَ فِي إِعْدَادِهِ.‏+ ٨ ثُمَّ أَخَذَ زُبْدًا وَحَلِيبًا وَٱلْعِجْلَ ٱلَّذِي أَعَدَّهُ وَجَعَلَ ذٰلِكَ أَمَامَهُمْ.‏+ وَبَقِيَ هُوَ وَاقِفًا بِٱلْقُرْبِ مِنْهُمْ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ.‏+

٩ وَقَالُوا لَهُ:‏ «أَيْنَ سَارَةُ زَوْجَتُكَ؟‏».‏+ فَقَالَ:‏ «هَا هِيَ فِي ٱلْخَيْمَةِ!‏».‏+ ١٠ فَقَالَ:‏ «سَأَرْجِعُ إِلَيْكَ فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلْقَادِمَةِ،‏ وَهَا إِنَّهُ يَكُونُ لِسَارَةَ زَوْجَتِكَ ٱبْنٌ».‏+ وَكَانَتْ سَارَةُ تَسْمَعُ عِنْدَ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ،‏ ٱلَّتِي وَرَاءَ ٱلرَّجُلِ.‏ ١١ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي ٱلْأَيَّامِ.‏+ وَقَدِ ٱنْقَطَعَ عَنْ سَارَةَ طَمْثُهَا.‏+ ١٢ فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا،‏+ قَائِلَةً:‏ «أَبَعْدَمَا فَنِيتُ يَكُونُ لِي سُرُورٌ،‏ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟‏».‏+ ١٣ فَقَالَ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ،‏ قَائِلَةً:‏ ‹أَحَقًّا أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ›؟‏+ ١٤ هَلْ يَسْتَحِيلُ شَيْءٌ عَلَى يَهْوَهَ؟‏+ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ أَرْجِعُ إِلَيْكَ،‏ فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلْقَادِمَةِ،‏ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ٱبْنٌ».‏ ١٥ فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً:‏ «لَمْ أَضْحَكْ!‏».‏ لِأَنَّهَا خَافَتْ.‏ فَقَالَ:‏ «لَا!‏ بَلْ ضَحِكْتِ».‏+

١٦ ثُمَّ قَامَ ٱلرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ،‏+ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مَاشِيًا مَعَهُمْ لِيُشَيِّعَهُمْ.‏+ ١٧ فَقَالَ يَهْوَهُ:‏ «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ،‏+ ١٨ وَإِبْرَاهِيمُ سَيَصِيرُ أُمَّةً عَظِيمَةً وَقَوِيَّةً،‏ وَتَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ؟‏+ ١٩ لِأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ يَهْوَهَ لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا؛‏+ لِكَيْ يَأْتِيَ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ».‏+

٢٠ وَقَالَ يَهْوَهُ:‏ «إِنَّ صُرَاخَ ٱلتَّشَكِّي عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ+ قَدِ ٱشْتَدَّ،‏ وَخَطِيَّتَهُمْ قَدْ ثَقُلَتْ جِدًّا.‏+ ٢١ فَإِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أَنْزِلَ لِأَرَى هَلْ يَعْمَلُونَ بِٱلتَّمَامِ بِحَسَبِ مَا يَأْتِي إِلَيَّ مِنْ صُرَاخٍ عَلَيْهَا،‏ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».‏+

٢٢ وَٱنْصَرَفَ ٱلرَّجُلَانِ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبَا إِلَى سَدُومَ،‏ وَأَمَّا يَهْوَهُ+ فَكَانَ لَا يَزَالُ وَاقِفًا أَمَامَ إِبْرَاهِيمَ.‏+ ٢٣ فَٱقْتَرَبَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ:‏ «أَحَقًّا تُهْلِكُ ٱلْبَارَّ مَعَ ٱلشِّرِّيرِ؟‏+ ٢٤ إِذَا وُجِدَ خَمْسُونَ بَارًّا فِي ٱلْمَدِينَةِ،‏ أَفَتُهْلِكُهُمْ وَلَا تَعْفُو عَنِ ٱلْمَكَانِ مِنْ أَجْلِ ٱلْخَمْسِينَ بَارًّا ٱلَّذِينَ فِيهِ؟‏+ ٢٥ حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ هٰكَذَا،‏ أَنْ تُمِيتَ ٱلْبَارَّ مَعَ ٱلشِّرِّيرِ،‏ فَيَكُونُ ٱلْبَارُّ كَٱلشِّرِّيرِ!‏+ حَاشَا لَكَ!‏+ أَدَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ لَا يَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ؟‏».‏+ ٢٦ فَقَالَ يَهْوَهُ:‏ «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارًّا فِي ٱلْمَدِينَةِ،‏ فَإِنِّي أَعْفُو عَنِ ٱلْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ».‏+ ٢٧ فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ:‏ «هَا أَنَا قَدْ تَجَاسَرْتُ وَتَكَلَّمْتُ مَعَ يَهْوَهَ،‏ وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ.‏+ ٢٨ إِذَا نَقَصَ ٱلْخَمْسُونَ بَارًّا خَمْسَةً،‏ أَفَتُهْلِكُ كُلَّ ٱلْمَدِينَةِ بِسَبَبِ ٱلْخَمْسَةِ؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «لَا أُهْلِكُهَا إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ».‏+

٢٩ فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضًا وَقَالَ:‏ «إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «لَا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ ٱلْأَرْبَعِينَ».‏ ٣٠ فَقَالَ:‏ «لَا يَحْتَدِمْ غَضَبُ يَهْوَهَ+ فَأَتَكَلَّمَ:‏+ إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ ثَلَاثُونَ؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «لَا أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلَاثِينَ».‏ ٣١ فَقَالَ:‏ «هَا أَنَا قَدْ تَجَاسَرْتُ وَتَكَلَّمْتُ مَعَ يَهْوَهَ:‏+ إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «لَا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ ٱلْعِشْرِينَ».‏+ ٣٢ وَأَخِيرًا قَالَ:‏ «لَا يَحْتَدِمْ غَضَبُ يَهْوَهَ+ فَأَتَكَلَّمَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ فَقَطْ:‏+ إِذَا وُجِدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «لَا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ ٱلْعَشَرَةِ».‏+ ٣٣ ثُمَّ ذَهَبَ يَهْوَهُ+ عِنْدَمَا ٱنْتَهَى مِنَ ٱلْكَلَامِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ،‏ وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ.‏

١٩ فَجَاءَ ٱلْمَلَاكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً،‏ وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ.‏+ فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا لُوطٌ،‏ قَامَ لِلِقَائِهِمَا وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٢ وَقَالَ:‏ «أَرْجُوكُمَا يَا سَيِّدَيَّ،‏ مِيلَا إِلَى بَيْتِ خَادِمِكُمَا وَبِيتَا وَٱغْسِلَا أَرْجُلَكُمَا.‏+ ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَمْضِيَانِ فِي طَرِيقِكُمَا».‏+ فَقَالَا:‏ «لَا،‏ بَلْ فِي ٱلسَّاحَةِ نَبِيتُ».‏+ ٣ وَلٰكِنَّهُ أَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا،‏+ فَمَالَا إِلَيْهِ وَدَخَلَا بَيْتَهُ.‏ فَصَنَعَ لَهُمَا وَلِيمَةً،‏+ وَخَبَزَ فَطِيرًا،‏+ فَأَكَلَا.‏

٤ وَقَبْلَ أَنْ يَضْطَجِعَا،‏ أَحَاطَ بِٱلْبَيْتِ+ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ،‏ أَهْلُ سَدُومَ،‏ مِنَ ٱلصَّبِيِّ إِلَى ٱلشَّيْخِ،‏ كُلُّ ٱلشَّعْبِ مُجْتَمِعِينَ.‏+ ٥ وَأَخَذُوا يُنَادُونَ لُوطًا وَيَقُولُونَ لَهُ:‏ «أَيْنَ ٱلرَّجُلَانِ ٱللَّذَانِ دَخَلَا إِلَيْكَ ٱللَّيْلَةَ؟‏ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِكَيْ نَضْطَجِعَ مَعَهُمَا».‏+

٦ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى ٱلْمَدْخَلِ وَأَغْلَقَ ٱلْبَابَ وَرَاءَهُ.‏ ٧ وَقَالَ:‏ «أَسْأَلُكُمْ أَلَّا تَفْعَلُوا شَرًّا،‏ يَا إِخْوَتِي.‏+ ٨ هُوَذَا لِي ٱبْنَتَانِ لَمْ تَضْطَجِعَا مَعَ رَجُلٍ.‏+ أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ،‏ فَٱفْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ.‏+ أَمَّا هٰذَانِ ٱلرَّجُلَانِ فَلَا تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا،‏+ لِأَنَّهُمَا لِهٰذَا دَخَلَا تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي».‏+ ٩ فَقَالُوا:‏ «اُبْعُدْ إِلَى هُنَاكَ!‏».‏ ثُمَّ قَالُوا:‏ «جَاءَ هٰذَا ٱلْمُعْتَزِلُ إِلَى هُنَا لِيَتَغَرَّبَ،‏+ وَمَعَ ذٰلِكَ فَهُوَ يَقْضِي قَضَاءً.‏+ اَلْآنَ نَفْعَلُ بِكَ أَسْوَأَ مِمَّا نَفْعَلُ بِهِمَا».‏ وَٱزْدَحَمُوا جِدًّا عَلَى ٱلرَّجُلِ+ لُوطٍ،‏ وَتَقَدَّمُوا لِيَكْسِرُوا ٱلْبَابَ.‏+ ١٠ فَمَدَّ ٱلرَّجُلَانِ أَيْدِيَهُمَا وَأَدْخَلَا لُوطًا إِلَيْهِمَا،‏ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ وَأَغْلَقَا ٱلْبَابَ.‏ ١١ وَضَرَبَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَيْتِ بِٱلْعَمَى،‏+ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ،‏+ فَأَعْيَوْا عَنْ أَنْ يَجِدُوا ٱلْمَدْخَلَ.‏+

١٢ وَقَالَ ٱلرَّجُلَانِ لِلُوطٍ:‏ «أَلَكَ أَحَدٌ أَيْضًا هٰهُنَا؟‏ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَجَمِيعَ مَنْ لَكَ فِي ٱلْمَدِينَةِ،‏ أَخْرِجْ مِنَ ٱلْمَكَانِ!‏+ ١٣ فَإِنَّنَا مُهْلِكَانِ هٰذَا ٱلْمَكَانَ،‏ لِأَنَّهُ قَدِ ٱشْتَدَّ ٱلصُّرَاخُ عَلَيْهِمْ أَمَامَ يَهْوَهَ،‏+ فَأَرْسَلَنَا يَهْوَهُ لِنُهْلِكَ ٱلْمَدِينَةَ».‏+ ١٤ فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ صِهْرَيْهِ ٱللَّذَيْنِ سَيَأْخُذَانِ بِنْتَيْهِ وَقَالَ:‏ «قُومَا ٱخْرُجَا مِنْ هٰذَا ٱلْمَكَانِ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ مُهْلِكٌ ٱلْمَدِينَةَ!‏».‏+ لٰكِنَّهُ بَدَا كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ صِهْرَيْهِ.‏+

١٥ وَلَمَّا طَلَعَ ٱلْفَجْرُ،‏ أَلَحَّ ٱلْمَلَاكَانِ عَلَى لُوطٍ،‏ قَائِلَيْنِ:‏ «قُمْ خُذْ زَوْجَتَكَ وَٱبْنَتَيْكَ ٱلْمَوْجُودَتَيْنِ هُنَا،‏+ لِئَلَّا تَهْلِكَ بِذَنْبِ ٱلْمَدِينَةِ!‏».‏+ ١٦ وَلَمَّا تَوَانَى،‏+ أَمْسَكَ ٱلرَّجُلَانِ بِيَدِهِ وَبِيَدِ زَوْجَتِهِ وَبِيَدِ ٱبْنَتَيْهِ،‏ لِرَأْفَةِ يَهْوَهَ بِهِ،‏+ وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ.‏+ ١٧ وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى ٱلضَّوَاحِي أَنَّهُ قَالَ:‏ ‏«اُهْرُبْ لِنَفْسِكَ!‏+ لَا تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ+ وَلَا تَقِفْ فِي كُلِّ ٱلدَّائِرَةِ!‏+ اُهْرُبْ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ لِئَلَّا تَهْلِكَ!‏».‏+

١٨ فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ:‏ «لَا،‏ أَرْجُوكَ،‏ يَا يَهْوَهُ!‏ ١٩ هَا إِنَّ خَادِمَكَ قَدْ نَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ+ حَتَّى إِنَّكَ تُعَظِّمُ لُطْفَكَ ٱلْحُبِّيَّ+ ٱلَّذِي صَنَعْتَهُ إِلَيَّ لِٱسْتِحْيَاءِ نَفْسِي،‏+ وَأَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ لَعَلَّ ٱلْبَلِيَّةَ تُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ.‏+ ٢٠ هَا إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ.‏+ دَعْنِي،‏ مِنْ فَضْلِكَ،‏ أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ —‏ أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟‏ —‏ فَتَحْيَا نَفْسِي».‏+ ٢١ فَقَالَ لَهُ:‏ «هَا أَنَا أُكْرِمُكَ هٰكَذَا أَيْضًا،‏+ بِأَلَّا أَقْلِبَ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا.‏+ ٢٢ أَسْرِعْ وَٱهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ،‏ لِأَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا حَتَّى تَصِلَ إِلَى هُنَاكَ!‏».‏+ لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ صُوغَرَ.‏+

٢٣ وَكَانَتِ ٱلشَّمْسُ قَدْ أَشْرَقَتْ عَلَى ٱلْأَرْضِ حِينَ وَصَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ.‏+ ٢٤ فَأَمْطَرَ يَهْوَهُ كِبْرِيتًا وَنَارًا عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ،‏ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏+ ٢٥ وَقَلَبَ تِلْكَ ٱلْمُدُنَ،‏ بَلْ كُلَّ ٱلدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ ٱلْمُدُنِ وَنَبَاتِ ٱلْأَرْضِ.‏+ ٢٦ وَنَظَرَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ،‏ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ.‏+

٢٧ وَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ يَهْوَهَ.‏+ ٢٨ وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَنَحْوَ كُلِّ أَرْضِ ٱلدَّائِرَةِ وَنَظَرَ،‏ فَإِذَا دُخَانٌ كَثِيفٌ صَاعِدٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ كَدُخَانِ ٱلْأَتُونِ!‏+ ٢٩ وَحَدَثَ لَمَّا أَهْلَكَ ٱللّٰهُ مُدُنَ ٱلدَّائِرَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ،‏ إِذِ ٱنْتَشَلَ لُوطًا مِنْ وَسَطِ ٱلِٱنْقِلَابِ حِينَ قَلَبَ ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي كَانَ لُوطٌ سَاكِنًا فِيهَا.‏+

٣٠ ثُمَّ صَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ،‏ وَٱبْنَتَاهُ مَعَهُ،‏+ لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ.‏+ فَسَكَنَ فِي مَغَارَةٍ هُوَ وَٱبْنَتَاهُ.‏ ٣١ فَقَالَتِ ٱلْبِكْرُ لِلصُّغْرَى:‏ «أَبُونَا قَدْ شَاخَ،‏ وَلَيْسَ رَجُلٌ فِي ٱلْأَرْضِ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا.‏+ ٣٢ هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا+ وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ وَنُقِيمُ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا».‏+

٣٣ فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ،‏+ ثُمَّ دَخَلَتِ ٱلْبِكْرُ وَٱضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ بِٱضْطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا.‏ ٣٤ وَحَدَثَ فِي ٱلْغَدِ أَنَّ ٱلْبِكْرَ قَالَتْ لِلصُّغْرَى:‏ «هَا أَنَا قَدِ ٱضْطَجَعْتُ ٱلْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي.‏ فَلْنَسْقِهِ خَمْرًا ٱللَّيْلَةَ أَيْضًا.‏ ثُمَّ ٱدْخُلِي وَٱضْطَجِعِي مَعَهُ،‏ فَنُقِيمَ نَسْلًا مِنْ أَبِينَا».‏ ٣٥ فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ أَيْضًا،‏ ثُمَّ قَامَتِ ٱلصُّغْرَى وَٱضْطَجَعَتْ مَعَهُ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ بِٱضْطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا.‏ ٣٦ فَحَمَلَتِ ٱبْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا.‏+ ٣٧ فَوَلَدَتِ ٱلْبِكْرُ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ مُوآبَ.‏+ وَهُوَ أَبُو ٱلْمُوآبِيِّينَ إِلَى ٱلْيَوْمِ.‏+ ٣٨ وَٱلصُّغْرَى أَيْضًا وَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ بَنْ عَمِّيَ.‏ وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ+ إِلَى ٱلْيَوْمِ.‏

٢٠ وَٱرْتَحَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ+ إِلَى أَرْضِ ٱلنَّقَبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ+ وَشُورَ+ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ.‏+ ٢ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ثَانِيَةً عَنْ سَارَةَ زَوْجَتِهِ:‏ «هِيَ أُخْتِي».‏+ فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ.‏+ ٣ فَأَتَى ٱللّٰهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمٍ لَيْلًا وَقَالَ لَهُ:‏ «هَا أَنْتَ فِي حُكْمِ ٱلْمَيِّتِ بِسَبَبِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي أَخَذْتَهَا،‏+ لِأَنَّهَا زَوْجَةُ بَعْلٍ آخَرَ».‏+ ٤ غَيْرَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ لَمْ يَكُنْ قَدِ ٱقْتَرَبَ إِلَيْهَا.‏+ فَقَالَ:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟‏+ ٥ أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي:‏ ‹هِيَ أُخْتِي›؟‏ وَهِيَ أَيْضًا نَفْسُهَا،‏ أَلَمْ تَقُلْ:‏ ‹هُوَ أَخِي›؟‏ بِنَزَاهَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هٰذَا».‏+ ٦ فَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ فِي ٱلْحُلْمِ:‏ «أَنَا أَيْضًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ بِنَزَاهَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هٰذَا،‏+ وَكُنْتُ أَيْضًا أَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ.‏+ لِذٰلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا.‏+ ٧ وَٱلْآنَ رُدَّ زَوْجَةَ ٱلرَّجُلِ،‏ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ،‏+ فَيَتَضَرَّعَ لِأَجْلِكَ،‏+ فَتَحْيَا.‏ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا،‏ فَٱعْلَمْ أَنَّكَ تَمُوتُ مَوْتًا،‏ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ».‏+

٨ فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ صَبَاحًا وَدَعَا جَمِيعَ خُدَّامِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ عَلَى مَسَامِعِهِمْ.‏ فَخَافَ ٱلرِّجَالُ جِدًّا.‏ ٩ ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ:‏ «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا،‏ وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟‏+ أَعْمَالًا لَا تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي».‏+ ١٠ وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «مَاذَا بَدَا لَكَ حَتَّى عَمِلْتَ هٰذَا ٱلشَّيْءَ؟‏».‏+ ١١ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:‏ «لِأَنِّي قُلْتُ فِي نَفْسِي:‏ ‹لَا شَكَّ أَنَّهُ لَيْسَ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ خَوْفُ ٱللّٰهِ،‏+ فَيَقْتُلُونَنِي بِسَبَبِ زَوْجَتِي›.‏+ ١٢ وَبِٱلْحَقِيقَةِ أَيْضًا هِيَ أُخْتِي ٱبْنَةُ أَبِي،‏ إِنَّمَا لَيْسَتِ ٱبْنَةَ أُمِّي،‏ فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.‏+ ١٣ وَحَدَثَ لَمَّا جَعَلَنِي ٱللّٰهُ أَهِيمُ مِنْ بَيْتِ أَبِي+ أَنِّي قُلْتُ لَهَا:‏ ‹هٰذَا لُطْفُكِ ٱلْحُبِّيُّ+ ٱلَّذِي تَصْنَعِينَ إِلَيَّ:‏ فِي كُلِّ مَكَانٍ نَأْتِي إِلَيْهِ قُولِي عَنِّي:‏ «هُوَ أَخِي»›».‏+

١٤ فَأَخَذَ أَبِيمَالِكُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَخُدَّامًا وَجَوَارِيَ وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمَ،‏ وَرَدَّ إِلَيْهِ سَارَةَ زَوْجَتَهُ.‏+ ١٥ وَقَالَ أَبِيمَالِكُ:‏ «هَا هِيَ أَرْضِي بَيْنَ يَدَيْكَ.‏ فَٱسْكُنْ حَيْثُمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْكَ».‏+ ١٦ وَقَالَ لِسَارَةَ:‏ «هَا أَنَا أُعْطِي أَخَاكِ+ أَلْفًا مِنَ ٱلْفِضَّةِ،‏ فَتَكُونُ لَكِ عَلَامَةً+ فِي عُيُونِ كُلِّ مَنْ مَعَكِ،‏ وَأَمَامَ كُلِّ وَاحِدٍ،‏ أَنَّ ٱلْعَارَ لَمْ يَلْحَقْ بِكِ».‏ ١٧ فَتَضَرَّعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى ٱللّٰهِ،‏+ فَشَفَى ٱللّٰهُ أَبِيمَالِكَ وَزَوْجَتَهُ وَإِمَاءَهُ فَوَلَدْنَ.‏ ١٨ لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ قَدْ أَغْلَقَ كُلَّ رَحِمٍ لِبَيْتِ أَبِيمَالِكَ بِسَبَبِ سَارَةَ زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ.‏+

٢١ وَٱفْتَقَدَ يَهْوَهُ سَارَةَ كَمَا قَالَ،‏ وَفَعَلَ يَهْوَهُ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ.‏+ ٢ فَحَمَلَتْ سَارَةُ+ وَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ٱبْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ ٱلَّذِي كَلَّمَهُ ٱللّٰهُ عَنْهُ.‏+ ٣ فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ٱسْمَ ٱبْنِهِ ٱلْمَوْلُودِ لَهُ،‏ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ سَارَةُ،‏ إِسْحَاقَ.‏+ ٤ وَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ وَهُوَ ٱبْنُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ،‏ كَمَا أَمَرَهُ ٱللّٰهُ.‏+ ٥ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ٱبْنُهُ.‏ ٦ وَقَالَتْ سَارَةُ:‏ «قَدْ جَعَلَ ٱللّٰهُ لِي ضَحِكًا:‏ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي».‏+ ٧ وَقَالَتْ:‏ «مَنْ كَانَ يَقُولُ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ ‹إِنَّ سَارَةَ سَتُرْضِعُ أَوْلَادًا›،‏ حَتَّى وَلَدْتُ ٱبْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ؟‏».‏

٨ وَكَبِرَ ٱلْوَلَدُ وَفُطِمَ،‏+ فَأَعَدَّ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً كَبِيرَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ.‏ ٩ وَرَأَتْ سَارَةُ ٱبْنَ هَاجَرَ ٱلْمِصْرِيَّةِ+ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لِإِبْرَاهِيمَ يَهْزَأُ.‏+ ١٠ فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «اُطْرُدْ هٰذِهِ ٱلْأَمَةَ وَٱبْنَهَا،‏ لِأَنَّ ٱبْنَ هٰذِهِ ٱلْأَمَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ٱبْنِي إِسْحَاقَ!‏».‏+ ١١ فَسَاءَ هٰذَا جِدًّا لَدَى إِبْرَاهِيمَ بِشَأْنِ ٱبْنِهِ.‏+ ١٢ فَقَالَ ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «لَا يَسُؤْ لَدَيْكَ شَيْءٌ مِمَّا تَقُولُهُ لَكَ سَارَةُ عَنِ ٱلصَّبِيِّ وَعَنْ أَمَتِكَ.‏ اِسْمَعْ لِقَوْلِهَا،‏ لِأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ.‏*+ ١٣ وَأَمَّا ٱبْنُ ٱلْأَمَةِ+ فَسَأَجْعَلُهُ أَيْضًا أُمَّةً لِأَنَّهُ نَسْلُكَ».‏+

١٤ فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَخَذَ خُبْزًا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ،‏+ جَاعِلًا إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَٱلْوَلَدَ،‏+ ثُمَّ صَرَفَهَا.‏ فَمَضَتْ وَهَامَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرَ سَبْعَ.‏+ ١٥ وَأَخِيرًا نَفِدَ ٱلْمَاءُ مِنَ ٱلْقِرْبَةِ،‏+ فَطَرَحَتِ+ ٱلْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى ٱلْأَشْجَارِ.‏ ١٦ ثُمَّ مَضَتْ وَجَلَسَتْ وَحْدَهَا،‏ عَلَى بُعْدِ رَمْيَةِ قَوْسٍ تَقْرِيبًا،‏ لِأَنَّهَا قَالَتْ:‏ «لَا أَرَى مَوْتَ ٱلْوَلَدِ».‏+ فَجَلَسَتْ بَعِيدًا وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ.‏+

١٧ فَسَمِعَ ٱللّٰهُ صَوْتَ ٱلصَّبِيِّ،‏+ وَنَادَى مَلَاكُ ٱللّٰهِ هَاجَرَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا:‏+ «مَا بَالُكِ يَا هَاجَرُ؟‏ لَا تَخَافِي،‏ لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ ٱلصَّبِيِّ حَيْثُ هُوَ.‏ ١٨ قُومِي ٱرْفَعِي ٱلصَّبِيَّ وَشُدِّي عَلَيْهِ يَدَكِ،‏ لِأَنِّي أَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».‏+ ١٩ ثُمَّ فَتَحَ ٱللّٰهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ،‏+ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ ٱلْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ ٱلصَّبِيَّ.‏ ٢٠ وَبَقِيَ ٱللّٰهُ مَعَ ٱلصَّبِيِّ،‏+ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ وَصَارَ رَامِيَ سِهَامٍ.‏+ ٢١ وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ،‏+ وَٱتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.‏

٢٢ وَحَدَثَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنَّ أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ رَئِيسَ جَيْشِهِ قَالَا لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «إِنَّ ٱللّٰهَ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُهُ.‏+ ٢٣ فَٱلْآنَ ٱحْلِفْ لِي بِٱللّٰهِ+ هُنَا أَنَّكَ لَا تَخُونُنِي وَلَا تَخُونُ نَسْلِي وَعَقِبِي.‏+ كَٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي صَنَعْتُ إِلَيْكَ+ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا».‏+ ٢٤ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:‏ «أَحْلِفُ».‏+

٢٥ وَلَامَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ بِخُصُوصِ بِئْرِ ٱلْمَاءِ ٱلَّتِي ٱغْتَصَبَهَا خُدَّامُ أَبِيمَالِكَ،‏+ ٢٦ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ:‏ «لَا أَعْلَمُ مَنْ فَعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ،‏ فَأَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي بِهِ،‏ وَأَنَا لَمْ أَسْمَعْ بِهِ إِلَّا ٱلْيَوْمَ».‏+ ٢٧ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَأَعْطَاهَا لِأَبِيمَالِكَ،‏+ فَقَطَعَا كِلَاهُمَا عَهْدًا.‏+ ٢٨ وَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ ٱلْقَطِيعِ وَحْدَهَا،‏ ٢٩ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لِإِبْرَاهِيمَ:‏ «مَا هٰذِهِ ٱلنِّعَاجُ ٱلسَّبْعُ ٱلَّتِي أَقَمْتَهَا وَحْدَهَا؟‏».‏ ٣٠ فَقَالَ:‏ «سَبْعَ نِعَاجٍ تَأْخُذُ مِنْ يَدِي،‏ لِتَكُونَ شَهَادَةً+ لِي بِأَنِّي حَفَرْتُ هٰذِهِ ٱلْبِئْرَ».‏ ٣١ لِذٰلِكَ دَعَا ذٰلِكَ ٱلْمَكَانَ بِئْرَ سَبْعَ،‏+ لِأَنَّهُمَا هُنَاكَ أَقْسَمَا كِلَاهُمَا.‏ ٣٢ فَقَطَعَا عَهْدًا+ فِي بِئْرَ سَبْعَ،‏ ثُمَّ قَامَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏+ ٣٣ وَبَعْدَ ذٰلِكَ غَرَسَ أَثْلَةً فِي بِئْرَ سَبْعَ،‏ وَدَعَا هُنَاكَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ+ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّرْمَدِيِّ.‏+ ٣٤ وَتَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ فِي أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ أَيَّامًا كَثِيرَةً.‏+

٢٢ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱمْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ.‏+ فَقَالَ لَهُ:‏ «يَا إِبْرَاهِيمُ!‏»،‏ فَقَالَ:‏ «هٰأَنَذَا!‏».‏+ ٢ فَقَالَ:‏ «خُذْ،‏ مِنْ فَضْلِكَ،‏ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ،‏+ إِسْحَاقَ،‏+ وَٱمْضِ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا+ وَقَرِّبْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ ٱلَّذِي أُعَيِّنُهُ لَكَ».‏+

٣ فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَسْرَجَ حِمَارَهُ وَأَخَذَ ٱثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ،‏ وَإِسْحَاقَ ٱبْنَهُ،‏+ وَشَقَّ حَطَبًا لِلْمُحْرَقَةِ.‏ ثُمَّ قَامَ وَمَضَى إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ لَهُ.‏ ٤ وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَ عَيْنَيْهِ فَرَأَى ٱلْمَكَانَ مِنْ بَعِيدٍ.‏ ٥ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلَامَيْهِ:‏+ «اُمْكُثَا أَنْتُمَا هُنَا مَعَ ٱلْحِمَارِ،‏ وَأَمَّا أَنَا وَٱلصَّبِيُّ،‏ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنُؤَدِّي ٱلْعِبَادَةَ+ وَنَعُودُ إِلَيْكُمَا».‏

٦ ثُمَّ أَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ ٱلْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ٱبْنِهِ،‏+ وَأَخَذَ بِيَدِهِ ٱلنَّارَ وَٱلسِّكِّينَ،‏ فَذَهَبَا كِلَاهُمَا مَعًا.‏+ ٧ وَقَالَ إِسْحَاقُ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ:‏ «يَا أَبِي!‏».‏+ فَقَالَ:‏ «هٰأَنَذَا يَا ٱبْنِي!‏».‏+ فَقَالَ:‏ «هُوَذَا ٱلنَّارُ وَٱلْحَطَبُ،‏ وَلٰكِنْ أَيْنَ ٱلْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟‏».‏+ ٨ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:‏ «اَللّٰهُ يُدَبِّرُ لِنَفْسِهِ ٱلْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ،‏+ يَا ٱبْنِي».‏ وَمَضَيَا كِلَاهُمَا مَعًا.‏

٩ فَبَلَغَا ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ لَهُ،‏ فَبَنَى إِبْرَاهِيمُ هُنَاكَ مَذْبَحًا+ وَرَتَّبَ ٱلْحَطَبَ وَأَوْثَقَ يَدَيْ وَرِجْلَيْ إِسْحَاقَ ٱبْنِهِ وَوَضَعَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ فَوْقَ ٱلْحَطَبِ.‏+ ١٠ ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ ٱلسِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ٱبْنَهُ.‏+ ١١ وَلٰكِنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ نَادَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ:‏+ «إِبْرَاهِيمُ،‏ إِبْرَاهِيمُ!‏»،‏ فَأَجَابَهُ:‏ «هٰأَنَذَا!‏».‏ ١٢ فَقَالَ:‏ «لَا تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى ٱلصَّبِيِّ وَلَا تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ،‏+ فَإِنِّي ٱلْآنَ عَرَفْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ ٱللّٰهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي».‏+ ١٣ فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ،‏ فَإِذَا بِكَبْشٍ أَمَامَهُ عَالِقٍ بِقَرْنَيْهِ فِي أَجَمَةٍ.‏ فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ ٱلْكَبْشَ وَقَرَّبَهُ مُحْرَقَةً بَدَلَ ٱبْنِهِ.‏+ ١٤ فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ يَهْوَهْ يِرْأَهَ.‏ لِذٰلِكَ يُقَالُ ٱلْيَوْمَ:‏ «فِي جَبَلِ يَهْوَهَ يُدَبَّرُ».‏+

١٥ وَنَادَى مَلَاكُ يَهْوَهَ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ ١٦ وَقَالَ:‏ «‹بِنَفْسِي أَحْلِفُ›،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ،‏+ ‹أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ،‏+ ١٧ لَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ* كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ،‏+ وَيَمْتَلِكُ نَسْلُكَ أَبْوَابَ مُدُنِ أَعْدَائِهِ.‏+ ١٨ وَتَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ*+ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي›».‏+

١٩ ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلَامَيْهِ،‏ فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا إِلَى بِئْرَ سَبْعَ.‏+ وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرَ سَبْعَ.‏

٢٠ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ:‏ «هُوَذَا مِلْكَةُ+ قَدْ وَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا بَنِينَ لِنَاحُورَ+ أَخِيكَ:‏ ٢١ عُوصًا بِكْرَهُ وَبُوزًا+ أَخَاهُ وَقَمُوئِيلَ أَبَا أَرَامَ،‏ ٢٢ وَكَاسَدَ وَحَزُو وَفِلْدَاشَ وَيِدْلَافَ وَبَتُوئِيلَ».‏+ ٢٣ وَوَلَدَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ.‏+ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّمَانِيَةُ وَلَدَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ.‏ ٢٤ وَسُرِّيَّتُهُ،‏ وَٱسْمُهَا رَؤُومَةُ،‏ وَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا طَابَحَ وَجَاحَمَ وَتَاحَشَ وَمَعْكَةَ.‏+

٢٣ وَكَانَتْ حَيَاةُ سَارَةَ مِئَةً وَسَبْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً.‏ هٰذِهِ سِنُو حَيَاةِ سَارَةَ.‏+ ٢ وَمَاتَتْ سَارَةُ فِي قِرْيَةَ أَرْبَعَ،‏+ أَيْ حَبْرُونَ،‏+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏+ وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا.‏ ٣ ثُمَّ قَامَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَمَامِ مَيِّتِهِ وَكَلَّمَ بَنِي حِثٍّ،‏+ قَائِلًا:‏ ٤ ‏«إِنِّي غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ بَيْنَكُمْ.‏+ أَعْطُونِي مِلْكَ قَبْرٍ بَيْنَكُمْ لِأَدْفِنَ مَيِّتِي مِنْ أَمَامِي».‏+ ٥ فَأَجَابَ بَنُو حِثٍّ إِبْرَاهِيمَ،‏ قَائِلِينَ لَهُ:‏ ٦ ‏«اِسْمَعْنَا يَا سَيِّدِي.‏+ زَعِيمٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْتَ فِي وَسْطِنَا.‏+ فِي خِيَارِ قُبُورِنَا ٱدْفِنْ مَيِّتَكَ.‏+ لَا يَمْنَعُ أَحَدٌ مِنَّا قَبْرَهُ عَنْكَ حَتَّى لَا تَدْفِنَ مَيِّتَكَ».‏+

٧ فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِأَهْلِ ٱلْأَرْضِ،‏+ لِبَنِي حِثٍّ،‏+ ٨ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا:‏ «إِنْ طَابَتْ نُفُوسُكُمْ بِأَنْ أَدْفِنَ مَيِّتِي مِنْ أَمَامِي،‏ فَٱسْمَعُوا لِي وَأَلِحُّوا لِأَجْلِي عَلَى عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ+ ٩ أَنْ يُعْطِيَنِي مَغَارَةَ ٱلْمَكْفِيلَةِ+ ٱلَّتِي لَهُ،‏ ٱلَّتِي فِي طَرَفِ حَقْلِهِ.‏ بِثَمَنٍ كَامِلٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ يُعْطِينِي إِيَّاهَا فِي وَسْطِكُمْ مِلْكَ قَبْرٍ».‏+

١٠ وَكَانَ عِفْرُونُ جَالِسًا بَيْنَ بَنِي حِثٍّ.‏ فَأَجَابَ عِفْرُونُ ٱلْحِثِّيُّ+ إِبْرَاهِيمَ عَلَى مَسَامِعِ بَنِي حِثٍّ لَدَى جَمِيعِ ٱلدَّاخِلِينَ بَابَ مَدِينَتِهِ،‏ قَائِلًا:‏+ ١١ ‏«لَا،‏ يَا سَيِّدِي!‏ اِسْمَعْ لِي.‏ اَلْحَقْلُ أُعْطِيكَ إِيَّاهُ،‏ وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ لَكَ أُعْطِيهَا.‏ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي شَعْبِي أُعْطِيكَ إِيَّاهَا.‏+ اِدْفِنْ مَيِّتَكَ».‏ ١٢ فَسَجَدَ إِبْرَاهِيمُ أَمَامَ أَهْلِ ٱلْأَرْضِ،‏ ١٣ وَكَلَّمَ عِفْرُونَ عَلَى مَسَامِعِ أَهْلِ ٱلْأَرْضِ،‏ قَائِلًا:‏ «لَوْ أَنَّكَ تَسْمَعُ لِي!‏ لَا بَلِ ٱسْمَعْ!‏ سَأُعْطِيكَ ثَمَنَ ٱلْحَقْلِ مِنَ ٱلْفِضَّةِ.‏ فَخُذْهُ مِنِّي+ لِأَدْفِنَ مَيِّتِي هُنَاكَ».‏

١٤ فَأَجَابَ عِفْرُونُ إِبْرَاهِيمَ،‏ قَائِلًا لَهُ:‏ ١٥ ‏«يَا سَيِّدِي،‏ ٱسْمَعْ لِي.‏ قِطْعَةُ أَرْضٍ تُسَاوِي أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ،‏ مَا هِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟‏ فَٱدْفِنْ مَيِّتَكَ».‏+ ١٦ فَسَمِعَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ،‏ وَوَزَنَ إِبْرَاهِيمُ لِعِفْرُونَ ٱلْفِضَّةَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا عَلَى مَسَامِعِ بَنِي حِثٍّ،‏ أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلِ فِضَّةٍ جَائِزَةٍ بَيْنَ ٱلتُّجَّارِ.‏+ ١٧ فَثَبَتَ حَقْلُ عِفْرُونَ ٱلَّذِي فِي ٱلْمَكْفِيلَةِ ٱلَّتِي أَمَامَ مَمْرَا،‏ ٱلْحَقْلُ وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ وَجَمِيعُ مَا فِي ٱلْحَقْلِ+ مِنَ ٱلشَّجَرِ ٱلَّذِي فِي جَمِيعِ تُخُومِهِ حَوَالَيْهِ،‏+ ١٨ مِلْكًا لِإِبْرَاهِيمَ،‏ ٱشْتَرَاهُ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي حِثٍّ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلدَّاخِلِينَ بَابَ مَدِينَتِهِ.‏+ ١٩ وَبَعْدَ ذٰلِكَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمُ سَارَةَ زَوْجَتَهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ ٱلْمَكْفِيلَةِ أَمَامَ مَمْرَا،‏ أَيْ حَبْرُونَ،‏ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+ ٢٠ وَهٰكَذَا ثَبَتَ ٱلْحَقْلُ وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ لِإِبْرَاهِيمَ مِلْكَ قَبْرٍ عَلَى أَيْدِي بَنِي حِثٍّ.‏+

٢٤ وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي ٱلْأَيَّامِ،‏ وَكَانَ يَهْوَهُ قَدْ بَارَكَ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.‏+ ٢ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِخَادِمِهِ،‏ كَبِيرِ بَيْتِهِ،‏ ٱلْقَيِّمِ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ:‏+ «مِنْ فَضْلِكَ،‏ ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخِذِي،‏+ ٣ فَأَسْتَحْلِفَكَ بِيَهْوَهَ،‏+ إِلٰهِ ٱلسَّمَاءِ وَإِلٰهِ ٱلْأَرْضِ،‏ أَلَّا تَأْخُذَ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ بَنَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ،‏+ ٤ بَلْ تَذْهَبُ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى أَنْسِبَائِي،‏+ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي إِسْحَاقَ».‏

٥ فَقَالَ لَهُ ٱلْخَادِمُ:‏ «مَاذَا لَوْ لَمْ تَشَإِ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَأْتِيَ مَعِي إِلَى هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ؟‏ فَهَلْ أَرُدُّ ٱبْنَكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟‏».‏+ ٦ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:‏ «اِحْتَرِسْ مِنْ أَنْ تَرُدَّ ٱبْنِي إِلَى هُنَاكَ.‏+ ٧ يَهْوَهُ إِلٰهُ ٱلسَّمَاءِ،‏ ٱلَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ أَنْسِبَائِي،‏+ وَٱلَّذِي كَلَّمَنِي وَٱلَّذِي حَلَفَ لِي+ قَائِلًا:‏ ‹لِنَسْلِكَ*+ أُعْطِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ›،‏+ هُوَ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ أَمَامَكَ،‏+ فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ هُنَاكَ.‏+ ٨ وَإِنْ لَمْ تَشَإِ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَأْتِيَ مَعَكَ،‏ فَأَنْتَ بَرِيءٌ مِنْ هٰذَا ٱلْقَسَمِ ٱلَّذِي أَقْسَمْتَ لِي.‏+ إِنَّمَا لَا تَرُدَّ ٱبْنِي إِلَى هُنَاكَ».‏ ٩ فَوَضَعَ ٱلْخَادِمُ يَدَهُ تَحْتَ فَخِذِ إِبْرَاهِيمَ سَيِّدِهِ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هٰذَا ٱلْأَمْرِ.‏+

١٠ وَأَخَذَ ٱلْخَادِمُ عَشَرَةَ جِمَالٍ مِنْ جِمَالِ سَيِّدِهِ وَمَضَى،‏ وَفِي يَدِهِ مِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ سَيِّدِهِ.‏+ فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ،‏ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ.‏ ١١ وَأَنَاخَ ٱلْجِمَالَ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ ٱلْمَاءِ وَقْتَ ٱلْمَسَاءِ،‏+ وَقْتَ خُرُوجِ ٱلْمُسْتَقِيَاتِ.‏+ ١٢ وَقَالَ:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ إِلٰهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ،‏+ أَرْجُوكَ،‏ يَسِّرْ لِي ٱلْيَوْمَ وَٱصْنَعْ لُطْفًا حُبِّيًّا+ إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ.‏+ ١٣ هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ نَبْعِ ٱلْمَاءِ،‏ وَبَنَاتُ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً.‏+ ١٤ فَلْيَكُنْ أَنَّ ٱلْفَتَاةَ ٱلَّتِي أَقُولُ لَهَا:‏ ‹أَنْزِلِي جَرَّتَكِ لِأَشْرَبَ›،‏ فَتَقُولُ:‏ ‹اِشْرَبْ،‏ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا›،‏ هِيَ ٱلَّتِي عَيَّنْتَهَا لِخَادِمِكَ+ إِسْحَاقَ.‏ وَبِهٰذَا أَعْلَمُ أَنَّكَ صَنَعْتَ لُطْفًا حُبِّيًّا إِلَى سَيِّدِي».‏+

١٥ وَكَانَ قَبْلَ أَنْ يَنْتَهِيَ مِنَ ٱلْكَلَامِ،‏+ إِذَا رِفْقَةُ ٱلَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ+ بْنِ مِلْكَةَ،‏+ زَوْجَةِ نَاحُورَ+ أَخِي إِبْرَاهِيمَ،‏ خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا.‏+ ١٦ وَكَانَتِ ٱلْفَتَاةُ فَاتِنَةَ ٱلْمَنْظَرِ جِدًّا،‏+ وَعَذْرَاءَ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا رَجُلٌ.‏+ فَنَزَلَتْ إِلَى ٱلنَّبْعِ وَمَلَأَتْ جَرَّتَهَا وَصَعِدَتْ.‏ ١٧ فَرَكَضَ ٱلْخَادِمُ فَوْرًا لِلِقَائِهَا وَقَالَ:‏ «مِنْ فَضْلِكِ،‏ ٱسْقِينِي قَلِيلًا مِنَ ٱلْمَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ».‏+ ١٨ فَقَالَتْ:‏ «اِشْرَبْ يَا سَيِّدِي».‏ وَأَسْرَعَتْ فَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ.‏+ ١٩ وَلَمَّا ٱنْتَهَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ:‏ «أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا حَتَّى تَنْتَهِيَ مِنَ ٱلشُّرْبِ».‏+ ٢٠ فَأَسْرَعَتْ وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي ٱلْمَسْقَاةِ،‏ وَرَكَضَتْ مِرَارًا إِلَى ٱلْبِئْرِ لِتَسْتَقِيَ،‏+ فَٱسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ.‏ ٢١ وَبَقِيَ ٱلرَّجُلُ يُحَدِّقُ فِيهَا بِٱنْدِهَاشٍ،‏ وَهُوَ سَاكِتٌ لِيَعْلَمَ هَلْ أَنْجَحَ يَهْوَهُ طَرِيقَهُ أَمْ لَا.‏+

٢٢ وَحَدَثَ لَمَّا فَرَغَتِ ٱلْجِمَالُ مِنَ ٱلشُّرْبِ أَنَّ ٱلرَّجُلَ أَخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ+ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ،‏ وَسِوَارَيْنِ+ لِيَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ،‏ ٢٣ وَقَالَ:‏ «بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟‏ أَخْبِرِينِي،‏ هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَكَانٌ لَنَا لِنَبِيتَ؟‏».‏+ ٢٤ فَقَالَتْ لَهُ:‏ «أَنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ+ بْنِ مِلْكَةَ،‏ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ».‏+ ٢٥ وَقَالَتْ لَهُ:‏ «عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ،‏ وَمَكَانٌ لِلْمَبِيتِ أَيْضًا».‏+ ٢٦ فَخَرَّ ٱلرَّجُلُ وَسَجَدَ لِيَهْوَهَ+ ٢٧ وَقَالَ:‏ «مُبَارَكٌ يَهْوَهُ+ إِلٰهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ،‏ ٱلَّذِي لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ لُطْفِهِ ٱلْحُبِّيِّ وَأَمَانَتِهِ نَحْوَ سَيِّدِي.‏ فَإِذْ كُنْتُ أَنَا فِي ٱلطَّرِيقِ،‏ هَدَانِي يَهْوَهُ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي».‏+

٢٨ فَرَكَضَتِ ٱلْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ.‏ ٢٩ وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ ٱسْمُهُ لَابَانُ.‏+ فَرَكَضَ لَابَانُ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَارِجِ عِنْدَ ٱلنَّبْعِ.‏ ٣٠ وَحَدَثَ أَنَّهُ إِذْ رَأَى ٱلْخِزَامَةَ وَٱلسِّوَارَيْنِ+ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ،‏ وَإِذْ سَمِعَ كَلَامَ رِفْقَةَ أُخْتِهِ قَائِلَةً:‏ «هٰكَذَا كَلَّمَنِي ٱلرَّجُلُ»،‏ أَتَى إِلَى ٱلرَّجُلِ،‏ فَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ بِجَانِبِ ٱلْجِمَالِ عِنْدَ ٱلنَّبْعِ.‏ ٣١ فَقَالَ:‏ «اُدْخُلْ يَا مُبَارَكَ يَهْوَهَ.‏+ لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا،‏ وَأَنَا قَدْ أَعْدَدْتُ ٱلْبَيْتَ وَمَكَانًا لِلْجِمَالِ؟‏».‏ ٣٢ فَدَخَلَ ٱلرَّجُلُ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ وَحَلَّ هُوَ عَنِ ٱلْجِمَالِ وَأَعْطَى تِبْنًا وَعَلَفًا لِلْجِمَالِ،‏ وَمَاءً لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ.‏+ ٣٣ ثُمَّ وُضِعَ قُدَّامَهُ لِيَأْكُلَ،‏ لٰكِنَّهُ قَالَ:‏ «لَا آكُلُ حَتَّى أَتَكَلَّمَ بِأُمُورِي».‏ فَقَالَ:‏ «تَكَلَّمْ!‏».‏+

٣٤ فَقَالَ:‏ «أَنَا خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ.‏+ ٣٥ وَيَهْوَهُ قَدْ بَارَكَ سَيِّدِي جِدًّا،‏ فَلَا يَزَالُ يَزِيدُهُ عَظَمَةً وَيُعْطِيهِ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَخُدَّامًا وَجَوَارِيَ وَجِمَالًا وَحَمِيرًا.‏+ ٣٦ وَوَلَدَتْ سَارَةُ زَوْجَةُ سَيِّدِي ٱبْنًا لِسَيِّدِي بَعْدَ أَنْ شَاخَتْ،‏+ وَسَيُعْطِيهِ كُلَّ مَا لَهُ.‏+ ٣٧ وَٱسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي قَائِلًا:‏ ‹لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ بَنَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ فِي أَرْضِهِمْ.‏+ ٣٨ بَلْ تَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ أَبِي وَإِلَى عَشِيرَتِي+ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي›.‏+ ٣٩ فَقُلْتُ لِسَيِّدِي:‏ ‹مَاذَا لَوْ لَمْ تَأْتِ ٱلْمَرْأَةُ مَعِي؟‏›.‏+ ٤٠ فَقَالَ لِي:‏ ‹إِنَّ يَهْوَهَ،‏ ٱلَّذِي سِرْتُ أَمَامَهُ،‏+ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ+ مَعَكَ وَيُنْجِحُ طَرِيقَكَ،‏+ فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي.‏+ ٤١ حِينَئِذٍ تَبْرَأُ مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ بِقَسَمِي عِنْدَمَا تَجِيءُ إِلَى عَشِيرَتِي.‏ وَإِنْ لَمْ يُعْطُوكَ إِيَّاهَا،‏ تَكُونُ بَرِيئًا مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ بِقَسَمِي›.‏+

٤٢ ‏«فَجِئْتُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلنَّبْعِ وَقُلْتُ:‏ ‹يَا يَهْوَهُ إِلٰهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ،‏ إِنْ كُنْتَ تُنْجِحُ طَرِيقِي ٱلَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ،‏+ ٤٣ فَهَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ نَبْعِ ٱلْمَاءِ.‏ فَيَكُونُ أَنَّ ٱلصَّبِيَّةَ+ ٱلْخَارِجَةَ لِلِٱسْتِقَاءِ ٱلَّتِي أَقُولُ لَهَا:‏ «مِنْ فَضْلِكِ،‏ ٱسْقِينِي قَلِيلًا مِنَ ٱلْمَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ»،‏ ٤٤ فَتَقُولُ لِي:‏ «اِشْرَبْ أَنْتَ،‏ وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا»،‏ هِيَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي عَيَّنَهَا يَهْوَهُ لِٱبْنِ سَيِّدِي›.‏+

٤٥ ‏«وَقَبْلَ أَنْ أَنْتَهِيَ مِنَ ٱلْكَلَامِ+ فِي قَلْبِي،‏+ إِذَا رِفْقَةُ خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا،‏ فَنَزَلَتْ إِلَى ٱلنَّبْعِ وَٱسْتَقَتْ.‏+ فَقُلْتُ لَهَا:‏ ‹مِنْ فَضْلِكِ،‏ ٱسْقِينِي›.‏+ ٤٦ فَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا وَقَالَتْ:‏ ‹اِشْرَبْ،‏+ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا›.‏ فَشَرِبْتُ،‏ وَسَقَتِ ٱلْجِمَالَ أَيْضًا.‏ ٤٧ فَسَأَلْتُهَا وَقُلْتُ:‏ ‹بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟‏›،‏+ فَقَالَتْ:‏ ‹بِنْتُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ،‏ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ مِلْكَةُ›.‏ فَوَضَعْتُ ٱلْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَٱلسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا.‏+ ٤٨ وَخَرَرْتُ وَسَجَدْتُ لِيَهْوَهَ وَبَارَكْتُ يَهْوَهَ إِلٰهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ،‏+ ٱلَّذِي هَدَانِي فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ+ لِآخُذَ ٱبْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لِٱبْنِهِ.‏ ٤٩ وَٱلْآنَ إِنْ كُنْتُمْ حَقًّا تَصْنَعُونَ لُطْفًا حُبِّيًّا وَأَمَانَةً إِلَى سَيِّدِي+ فَأَخْبِرُونِي،‏ وَإِلَّا فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ أَتَحَوَّلَ يَمِينًا أَوْ يَسَارًا».‏+

٥٠ فَأَجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ وَقَالَا:‏ «مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ خَرَجَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ.‏+ فَلَا نَقْدِرُ أَنْ نُكَلِّمَكَ بِشَرٍّ أَوْ خَيْرٍ.‏+ ٥١ هُوَذَا رِفْقَةُ أَمَامَكَ.‏ خُذْهَا وَٱذْهَبْ،‏ وَلْتَكُنْ زَوْجَةً لِٱبْنِ سَيِّدِكَ،‏ كَمَا تَكَلَّمَ يَهْوَهُ».‏+ ٥٢ وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ كَلَامَهُمْ أَنَّهُ سَجَدَ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٥٣ وَأَخْرَجَ ٱلْخَادِمُ مَتَاعًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَتَاعًا مِنْ ذَهَبٍ وَثِيَابًا وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ،‏ وَأَعْطَى نَفَائِسَ لِأَخِيهَا وَلِأُمِّهَا.‏+ ٥٤ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا،‏ هُوَ وَٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ،‏ وَبَاتُوا هُنَاكَ،‏ ثُمَّ قَامُوا صَبَاحًا.‏

فَقَالَ:‏ «اِصْرِفُونِي إِلَى سَيِّدِي».‏+ ٥٥ فَقَالَ أَخُوهَا وَأُمُّهَا:‏ «لِتَمْكُثِ ٱلْفَتَاةُ عِنْدَنَا عَلَى ٱلْأَقَلِّ عَشَرَةَ أَيَّامٍ.‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَذْهَبُ».‏ ٥٦ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تُعِيقُونِي،‏ وَيَهْوَهُ قَدْ أَنْجَحَ طَرِيقِي.‏+ اِصْرِفُونِي لِأَذْهَبَ إِلَى سَيِّدِي».‏+ ٥٧ فَقَالُوا:‏ «نَدْعُو ٱلْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا شِفَاهًا».‏+ ٥٨ فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا:‏ «هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هٰذَا ٱلرَّجُلِ؟‏».‏ فَقَالَتْ:‏ «أَذْهَبُ».‏+

٥٩ فَصَرَفُوا رِفْقَةَ+ أُخْتَهُمْ وَمُرْضِعَتَهَا+ وَخَادِمَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَهُ.‏ ٦٠ وَبَارَكُوا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا:‏ «يَا أُخْتَنَا،‏ صِيرِي أُلُوفَ رِبْوَاتٍ،‏ وَلْيَمْتَلِكْ نَسْلُكِ أَبْوَابَ مُدُنِ مُبْغِضِيهِ».‏+ ٦١ فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَخَادِمَاتُهَا+ وَرَكِبْنَ عَلَى ٱلْجِمَالِ+ وَتَبِعْنَ ٱلرَّجُلَ،‏ فَأَخَذَ ٱلْخَادِمُ رِفْقَةَ وَذَهَبَ.‏

٦٢ وَكَانَ إِسْحَاقُ قَدْ أَتَى مِنْ طَرِيقِ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي،‏+ لِأَنَّهُ كَانَ سَاكِنًا فِي أَرْضِ ٱلنَّقَبِ.‏+ ٦٣ وَخَرَجَ إِسْحَاقُ إِلَى ٱلْحَقْلِ لِلتَّأَمُّلِ+ عِنْدَ حُلُولِ ٱلْمَسَاءِ.‏ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ،‏ وَإِذَا جِمَالٌ آتِيَةٌ!‏ ٦٤ وَلَمَّا رَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا،‏ أَبْصَرَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ ٱلْجَمَلِ.‏ ٦٥ وَقَالَتْ لِلْخَادِمِ:‏ «مَنْ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَاشِي فِي ٱلْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟‏»،‏ فَقَالَ ٱلْخَادِمُ:‏ «هُوَ سَيِّدِي».‏ فَأَخَذَتِ ٱلْخِمَارَ وَتَغَطَّتْ.‏+ ٦٦ وَأَخَذَ ٱلْخَادِمُ يُخْبِرُ إِسْحَاقَ بِكُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا.‏ ٦٧ فَأَدْخَلَهَا إِسْحَاقُ إِلَى خَيْمَةِ سَارَةَ أُمِّهِ.‏+ وَهٰكَذَا أَخَذَ رِفْقَةَ فَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً؛‏+ وَأَحَبَّهَا،‏+ وَتَعَزَّى إِسْحَاقُ بَعْدَ فِقْدَانِ أُمِّهِ.‏+

٢٥ وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً ٱسْمُهَا قَطُورَةُ.‏+ ٢ فَوَلَدَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ+ وَيِشْبَاقَ وَشُوحًا.‏+

٣ وَوَلَدَ يَقْشَانُ سَبَأً+ وَدَدَانَ.‏+

وَكَانَ بَنُو دَدَانَ:‏ أَشُّورِيمَ وَلَطُوشِيمَ وَلَأُمِّيمَ.‏

٤ وَكَانَ بَنُو مِدْيَانَ:‏ عِيفَةَ+ وَعِفْرًا وَحَنُوكَ وَأَبِيدَاعَ وَأَلْدَعَةَ.‏+

جَمِيعُ هٰؤُلَاءِ بَنُو قَطُورَةَ.‏

٥ وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ لِإِسْحَاقَ،‏+ ٦ وَأَمَّا بَنُو ٱلسَّرَارِيِّ ٱلَّذِينَ كَانُوا لِإِبْرَاهِيمَ،‏ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا.‏+ ثُمَّ صَرَفَهُمْ+ عَنْ إِسْحَاقَ ٱبْنِهِ شَرْقًا،‏ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَشْرِقِ،‏+ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ.‏ ٧ وَهٰذِهِ أَيَّامُ سِنِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّتِي عَاشَهَا:‏ مِئَةٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.‏ ٨ ثُمَّ لَفَظَ إِبْرَاهِيمُ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ بِشَيْخُوخَةٍ صَالِحَةٍ،‏ شَيْخًا وَشَبْعَانَ،‏ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.‏+ ٩ فَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ٱبْنَاهُ فِي مَغَارَةِ ٱلْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ ٱلْحِثِّيِّ ٱلَّذِي أَمَامَ مَمْرَا،‏+ ١٠ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَنِي حِثٍّ.‏ هُنَاكَ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ زَوْجَتُهُ.‏+ ١١ وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ ٱللّٰهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ،‏+ وَسَكَنَ إِسْحَاقُ عِنْدَ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي.‏+

١٢ وَهٰذَا تَارِيخُ إِسْمَاعِيلَ+ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ ٱلْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لِإِبْرَاهِيمَ.‏+

١٣ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ أُصُولِ عَشَائِرِهِمْ:‏ نَبَايُوتُ+ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ،‏ وَقِيدَارُ+ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ+ ١٤ وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا ١٥ وَحَدَدٌ+ وَتَيْمَا+ وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ.‏+ ١٦ هٰؤُلَاءِ بَنُو إِسْمَاعِيلَ،‏ وَهٰذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَمُخَيَّمَاتِهِمِ ٱلْمُحَصَّنَةِ:‏+ اِثْنَا عَشَرَ زَعِيمًا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ.‏+ ١٧ وَهٰذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ:‏ مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً.‏ ثُمَّ لَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.‏+ ١٨ وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ+ قُرْبَ شُورَ،‏+ ٱلَّتِي أَمَامَ مِصْرَ،‏ إِلَى أَشُّورَ.‏ أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.‏+

١٩ وَهٰذَا تَارِيخُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.‏+

وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ.‏ ٢٠ وَكَانَ إِسْحَاقُ ٱبْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ ٱتَّخَذَ زَوْجَةً لَهُ،‏ رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ+ ٱلْأَرَامِيِّ+ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ،‏ أُخْتَ لَابَانَ ٱلْأَرَامِيِّ.‏ ٢١ وَتَوَسَّلَ إِسْحَاقُ إِلَى يَهْوَهَ خُصُوصًا مِنْ أَجْلِ زَوْجَتِهِ،‏+ لِأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا،‏+ فَٱسْتَجَابَ لَهُ يَهْوَهُ،‏+ وَحَمَلَتْ رِفْقَةُ زَوْجَتُهُ.‏ ٢٢ وَتَصَارَعَ ٱلْوَلَدَانِ فِي دَاخِلِهَا،‏+ فَقَالَتْ:‏ «إِنْ كَانَ ٱلْأَمْرُ هٰكَذَا،‏ فَمَا لِي وَٱلْحَيَاةَ؟‏».‏ فَذَهَبَتْ لِتَسْأَلَ يَهْوَهَ.‏+ ٢٣ فَقَالَ لَهَا يَهْوَهُ:‏ «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ،‏+ وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ:‏+ شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ،‏+ وَٱلْكَبِيرُ يَخْدُمُ ٱلصَّغِيرَ».‏+

٢٤ فَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ،‏ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ.‏+ ٢٥ فَخَرَجَ ٱلْأَوَّلُ أَحْمَرَ كُلُّهُ كَرِدَاءِ شَعْرٍ؛‏+ فَدَعَوُا ٱسْمَهُ عِيسُو.‏+ ٢٦ وَبَعْدَ ذٰلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ،‏ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ عَلَى عَقِبِ عِيسُو؛‏+ فَدُعِيَ ٱسْمُهُ يَعْقُوبَ.‏+ وَكَانَ إِسْحَاقُ ٱبْنَ سِتِّينَ سَنَةً حِينَ وَلَدَتْهُمَا.‏

٢٧ وَكَبُرَ ٱلصَّبِيَّانِ،‏ فَصَارَ عِيسُو إِنْسَانًا يَعْرِفُ ٱلصَّيْدَ،‏+ إِنْسَانَ ٱلْحُقُولِ،‏ وَيَعْقُوبُ إِنْسَانًا بِلَا لَوْمٍ+ يَسْكُنُ ٱلْخِيَامَ.‏+ ٢٨ فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُو،‏ لِأَنَّ ذٰلِكَ عَنَى صَيْدًا فِي فَمِهِ،‏ أَمَّا رِفْقَةُ فَأَحَبَّتْ يَعْقُوبَ.‏+ ٢٩ وَذَاتَ مَرَّةٍ كَانَ يَعْقُوبُ يَطْبُخُ طَبِيخًا،‏ فَأَتَى عِيسُو مِنَ ٱلْحَقْلِ مُتْعَبًا.‏ ٣٠ فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ:‏ «أَرْجُوكَ،‏ أَسْرِعْ وَأَعْطِنِي شَيْئًا أَلْتَهِمُهُ مِنْ هٰذَا ٱلْأَحْمَرِ،‏ هٰذَا ٱلْأَحْمَرِ هُنَاكَ،‏ لِأَنِّي مُتْعَبٌ!‏».‏ لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ أَدُومَ.‏+ ٣١ فَقَالَ يَعْقُوبُ:‏ «بِعْنِي أَوَّلًا بَكُورِيَّتَكَ!‏».‏+ ٣٢ فَقَالَ عِيسُو:‏ «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ فَأَيُّ نَفْعٍ لِي مِنَ ٱلْبَكُورِيَّةِ؟‏».‏ ٣٣ فَقَالَ يَعْقُوبُ:‏ «اِحْلِفْ لِي أَوَّلًا!‏».‏+ فَحَلَفَ لَهُ وَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ.‏+ ٣٤ فَأَعْطَى يَعْقُوبُ لِعِيسُو خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ،‏ فَأَكَلَ وَشَرِبَ.‏+ ثُمَّ قَامَ وَمَضَى.‏ وَهٰكَذَا ٱحْتَقَرَ عِيسُو ٱلْبَكُورِيَّةَ.‏+

٢٦ وَحَدَثَتْ فِي ٱلْأَرْضِ مَجَاعَةٌ غَيْرُ ٱلْمَجَاعَةِ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ،‏+ فَتَوَجَّهَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ،‏ مَلِكِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ،‏ إِلَى جَرَارَ.‏+ ٢ وَظَهَرَ لَهُ يَهْوَهُ وَقَالَ:‏+ «لَا تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ.‏ اُسْكُنْ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُعَيِّنُهَا لَكَ.‏+ ٣ تَغَرَّبْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ،‏+ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ،‏ لِأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ* أُعْطِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَرَاضِي،‏+ وَأُقِيمُ ٱلْحَلْفَ ٱلَّذِي حَلَفْتُ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ قَائِلًا:‏+ ٤ ‏‹وَلَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَأُعْطِيَنَّ نَسْلَكَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَرَاضِي،‏+ وَتَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ›،‏+ ٥ مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَتَمَّمَ مَا أَوْجَبْتُ عَلَيْهِ وَحَفِظَ وَصَايَايَ وَسُنَنِي وَشَرَائِعِي».‏+ ٦ فَسَكَنَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ.‏+

٧ وَسَأَلَهُ أَهْلُ ٱلْمَكَانِ عَنْ زَوْجَتِهِ،‏ فَأَجَابَ:‏ «هِيَ أُخْتِي».‏+ لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ:‏ «زَوْجَتِي»،‏ قَائِلًا:‏ «لِئَلَّا يَقْتُلَنِي أَهْلُ ٱلْمَكَانِ بِسَبَبِ رِفْقَةَ»،‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ فَاتِنَةَ ٱلْمَنْظَرِ.‏+ ٨ وَحَدَثَ إِذْ طَالَتْ أَيَّامُهُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ،‏ مَلِكَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ،‏ أَشْرَفَ مِنَ ٱلنَّافِذَةِ وَنَظَرَ،‏ فَإِذَا إِسْحَاقُ يُدَاعِبُ رِفْقَةَ زَوْجَتَهُ.‏+ ٩ فَدَعَا أَبِيمَالِكُ إِسْحَاقَ وَقَالَ:‏ «إِنَّمَا هِيَ زَوْجَتُكَ!‏ فَكَيْفَ قُلْتَ:‏ ‹هِيَ أُخْتِي›؟‏».‏ فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ:‏ «قُلْتُ ذٰلِكَ لِئَلَّا أَمُوتَ بِسَبَبِهَا».‏+ ١٠ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ:‏ «مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟‏+ لَوْلَا قَلِيلٌ لَٱضْطَجَعَ أَحَدٌ مِنَ ٱلشَّعْبِ مَعَ زَوْجَتِكَ،‏ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا!‏».‏+ ١١ فَأَوْصَى أَبِيمَالِكُ كُلَّ ٱلشَّعْبِ،‏ قَائِلًا:‏ «مَنْ مَسَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ وَزَوْجَتَهُ يَمُوتُ مَوْتًا!‏».‏

١٢ وَبَعْدَ ذٰلِكَ زَرَعَ إِسْحَاقُ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ،‏+ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ،‏+ لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ يُبَارِكُهُ.‏+ ١٣ فَتَعَاظَمَ ٱلرَّجُلُ وَأَخَذَ يَتَقَدَّمُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيَتَزَايَدُ فِي ٱلْغِنَى إِلَى أَنْ صَارَ عَظِيمًا جِدًّا.‏+ ١٤ فَصَارَتْ لَهُ قُطْعَانُ غَنَمٍ وَقُطْعَانُ بَقَرٍ وَخَدَمٌ كَثِيرُونَ،‏+ فَحَسَدَهُ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ.‏+

١٥ وَكُلُّ ٱلْآبَارِ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُ أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ+ طَمَّهَا ٱلْفِلِسْطِيُّونَ وَمَلَأُوهَا تُرَابًا.‏+ ١٦ وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لِإِسْحَاقَ:‏ «اِنْتَقِلْ مِنْ جِوَارِنَا،‏ لِأَنَّكَ صِرْتَ أَقْوَى مِنَّا بِكَثِيرٍ».‏+ ١٧ فَٱنْتَقَلَ إِسْحَاقُ مِنْ هُنَاكَ وَخَيَّمَ فِي وَادِي جَرَارَ+ وَسَكَنَ هُنَاكَ.‏ ١٨ فَعَادَ إِسْحَاقُ وَحَفَرَ آبَارَ ٱلْمَاءِ ٱلَّتِي حَفَرُوهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ وَطَمَّهَا ٱلْفِلِسْطِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ،‏+ وَدَعَاهَا بِأَسْمَاءٍ كَٱلْأَسْمَاءِ ٱلَّتِي كَانَ أَبُوهُ قَدْ دَعَاهَا بِهَا.‏+

١٩ وَحَفَرَ خُدَّامُ إِسْحَاقَ فِي ٱلْوَادِي فَوَجَدُوا هُنَاكَ بِئْرَ مَاءٍ عَذْبٍ.‏ ٢٠ فَخَاصَمَ رُعَاةُ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحَاقَ،‏+ قَائِلِينَ:‏ «اَلْمَاءُ لَنَا!‏».‏ فَدَعَا ٱسْمَ ٱلْبِئْرِ عِسِقَ،‏ لِأَنَّهُمْ نَازَعُوهُ.‏ ٢١ وَحَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى،‏ وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضًا.‏ فَدَعَا ٱسْمَهَا سِطْنَةَ.‏ ٢٢ ثُمَّ ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْرًا أُخْرَى،‏+ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا.‏ فَدَعَا ٱسْمَهَا رَحُوبُوتَ وَقَالَ:‏ «لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ أَرْحَبَ+ ٱلْآنَ لَنَا وَجَعَلَنَا مُثْمِرِينَ فِي ٱلْأَرْضِ».‏+

٢٣ ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرَ سَبْعَ.‏+ ٢٤ فَظَهَرَ لَهُ يَهْوَهُ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ وَقَالَ:‏ «أَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ.‏+ لَا تَخَفْ،‏+ لِأَنِّي مَعَكَ،‏ وَلَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ* مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ خَادِمِي».‏+ ٢٥ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا بِٱسْمِ يَهْوَهَ،‏+ وَنَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ،‏+ وَحَفَرَ هُنَاكَ خُدَّامُ إِسْحَاقَ بِئْرًا.‏

٢٦ فَأَتَى إِلَيْهِ مِنْ جَرَارَ أَبِيمَالِكُ وَأَحُزَّاتُ صَدِيقُهُ ٱلْأَمِينُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ.‏+ ٢٧ فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ:‏ «لِمَاذَا أَتَيْتُمْ إِلَيَّ،‏ وَأَنْتُمْ قَدْ أَبْغَضْتُمُونِي وَصَرَفْتُمُونِي مِنْ جِوَارِكُمْ؟‏».‏+ ٢٨ فَقَالُوا:‏ «لَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَكَ،‏+ فَقُلْنَا:‏ ‹لِيَكُنْ بَيْنَنَا حِلْفٌ،‏+ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ،‏ وَلْنَقْطَعْ مَعَكَ عَهْدًا،‏+ ٢٩ أَلَّا تَفْعَلَ بِنَا شَرًّا،‏ كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا لَمْ نَفْعَلْ بِكَ إِلَّا خَيْرًا بِصَرْفِنَا إِيَّاكَ بِسَلَامٍ.‏+ أَنْتَ ٱلْآنَ مُبَارَكُ يَهْوَهَ›».‏+ ٣٠ فَصَنَعَ لَهُمْ وَلِيمَةً،‏ فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.‏+ ٣١ وَبَكَّرُوا فِي ٱلصَّبَاحِ،‏ وَأَقْسَمَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ.‏+ ثُمَّ صَرَفَهُمْ إِسْحَاقُ،‏ فَذَهَبُوا مِنْ عِنْدِهِ بِسَلَامٍ.‏+

٣٢ وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ خُدَّامَ إِسْحَاقَ جَاءُوا وَأَخْبَرُوهُ عَنِ ٱلْبِئْرِ ٱلَّتِي حَفَرُوهَا،‏+ وَقَالُوا لَهُ:‏ «قَدْ وَجَدْنَا مَاءً!‏».‏ ٣٣ فَدَعَا ٱسْمَهَا شِبْعَةَ.‏ لِذٰلِكَ ٱسْمُ ٱلْمَدِينَةِ بِئْرَ سَبْعُ+ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ.‏

٣٤ وَصَارَ عِيسُو ٱبْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً،‏ فَأَخَذَ زَوْجَتَيْنِ:‏ يَهُودِيتَ بِنْتَ بَئِيرِي ٱلْحِثِّيِّ،‏ وَبَسْمَةَ بِنْتَ إِيلُونَ ٱلْحِثِّيِّ.‏+ ٣٥ فَكَانَتَا مَرَارَةَ رُوحٍ لِإِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ.‏+

٢٧ وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ،‏ وَذَهَبَ بَصَرُهُ،‏+ أَنَّهُ دَعَا عِيسُو ٱبْنَهُ ٱلْأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ:‏+ «يَا ٱبْنِي!‏»،‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «هٰأَنَذَا!‏».‏ ٢ فَقَالَ:‏ «هَا أَنَا قَدْ شِخْتُ.‏+ وَلَا أَعْرِفُ يَوْمَ مَوْتِي.‏+ ٣ فَٱلْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ،‏ جَعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ،‏ وَٱخْرُجْ إِلَى ٱلْحَقْلِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا.‏+ ٤ وَٱصْنَعْ لِي طَبَقًا لَذِيذًا كَمَا أُحِبُّ،‏ وَجِئْنِي بِهِ فَآ‌كُلَ،‏ لِكَيْ تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ».‏+

٥ وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً حِينَ كَلَّمَ إِسْحَاقُ عِيسُو ٱبْنَهُ.‏ فَخَرَجَ عِيسُو إِلَى ٱلْحَقْلِ لِكَيْ يَصْطَادَ صَيْدًا وَيَجِيءَ بِهِ.‏+ ٦ فَقَالَتْ رِفْقَةُ لِيَعْقُوبَ ٱبْنِهَا:‏+ «هَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُو أَخَاكَ،‏ قَائِلًا:‏ ٧ ‏‹جِئْنِي بِصَيْدٍ وَٱصْنَعْ لِي طَبَقًا لَذِيذًا فَآ‌كُلَ،‏ لِكَيْ أُبَارِكَكَ أَمَامَ يَهْوَهَ قَبْلَ مَوْتِي›.‏+ ٨ فَٱلْآنَ يَا ٱبْنِي،‏ ٱسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ.‏+ ٩ اِذْهَبْ إِلَى ٱلْقَطِيعِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ مِنَ ٱلْمِعْزَى جَيِّدَيْنِ لِكَيْ أُعِدَّهُمَا طَبَقًا لَذِيذًا لِأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ.‏ ١٠ فَتَجِيءُ بِهِ إِلَى أَبِيكَ وَيَأْكُلُ،‏ لِكَيْ يُبَارِكَكَ قَبْلَ مَوْتِهِ».‏

١١ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ:‏ «لٰكِنَّ عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ.‏+ ١٢ فَمَاذَا لَوْ جَسَّنِي أَبِي؟‏+ أَصِيرُ فِي عَيْنَيْهِ كَٱلسَّاخِرِ،‏+ وَأَجْلُبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لَا بَرَكَةً».‏+ ١٣ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ:‏ «عَلَيَّ لَعْنَتُكَ يَا ٱبْنِي.‏+ اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَٱذْهَبْ خُذْ لِي ذٰلِكَ».‏+ ١٤ فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لِأُمِّهِ،‏ فَصَنَعَتْ أُمُّهُ طَبَقًا لَذِيذًا كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ.‏ ١٥ ثُمَّ أَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ٱبْنِهَا ٱلْأَكْبَرِ،‏+ أَنْفَسَ مَا عِنْدَهَا فِي ٱلْبَيْتِ،‏+ وَأَلْبَسَتْهَا يَعْقُوبَ ٱبْنَهَا ٱلْأَصْغَرَ.‏+ ١٦ وَجَعَلَتْ عَلَى يَدَيْهِ وَعَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَمْلَسِ مِنْ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ ٱلْمِعْزَى.‏+ ١٧ وَجَعَلَتِ ٱلطَّبَقَ ٱللَّذِيذَ وَٱلْخُبْزَ ٱلَّذِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ٱبْنِهَا.‏+

١٨ فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ:‏ «يَا أَبِي!‏»،‏ فَقَالَ:‏ «هٰأَنَذَا!‏ مَنْ أَنْتَ يَا ٱبْنِي؟‏».‏ ١٩ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِأَبِيهِ:‏ «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ.‏+ قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي.‏ أَرْجُوكَ،‏ قُمِ ٱجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي،‏ لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».‏+ ٢٠ فَقَالَ إِسْحَاقُ لِٱبْنِهِ:‏ «كَيْفَ وَجَدْتَ ذٰلِكَ بِهٰذِهِ ٱلسُّرْعَةِ،‏ يَا ٱبْنِي؟‏».‏ فَقَالَ:‏ «لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي».‏ ٢١ فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ:‏ «اِقْتَرِبْ حَتَّى أَجُسَّكَ يَا ٱبْنِي،‏ لِأَعْلَمَ هَلْ أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي عِيسُو أَمْ لَا».‏+ ٢٢ فَٱقْتَرَبَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ،‏ فَجَسَّهُ وَقَالَ:‏ «اَلصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو».‏+ ٢٣ وَلَمْ يَعْرِفْهُ،‏ لِأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا شَعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ،‏ فَبَارَكَهُ.‏+

٢٤ ثُمَّ قَالَ:‏ «هَلْ أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي عِيسُو؟‏»،‏ فَقَالَ:‏ «أَنَا هُوَ».‏+ ٢٥ فَقَالَ:‏ «قَرِّبْ لِي لِآكُلَ مِنْ صَيْدِ ٱبْنِي،‏ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي».‏+ فَقَرَّبَ لَهُ فَأَكَلَ،‏ وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْرًا فَشَرِبَ.‏ ٢٦ ثُمَّ قَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ:‏ «اِقْتَرِبْ وَقَبِّلْنِي يَا ٱبْنِي».‏+ ٢٧ فَٱقْتَرَبَ وَقَبَّلَهُ،‏ فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ،‏+ وَبَارَكَهُ وَقَالَ:‏

‏«اُنْظُرْ،‏ رَائِحَةُ ٱبْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ يَهْوَهُ.‏ ٢٨ فَلْيُعْطِكَ ٱللّٰهُ نَدَى ٱلسَّمَاءِ+ وَتُرْبَةَ ٱلْأَرْضِ ٱلْخِصْبَةَ+ وَكَثْرَةَ قَمْحٍ وَمِسْطَارٍ.‏+ ٢٩ لِتَخْدُمْكَ شُعُوبٌ،‏ وَتَسْجُدْ لَكَ أُمَمٌ.‏+ كُنْ سَيِّدًا لِإِخْوَتِكَ،‏ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ.‏+ لِيَكُنْ لَاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ،‏ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».‏+

٣٠ وَحَدَثَ لَمَّا ٱنْتَهَى إِسْحَاقُ مِنْ مُبَارَكَةِ يَعْقُوبَ،‏ وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ إِسْحَاقَ أَبِيهِ،‏ أَنَّ عِيسُو أَخَاهُ رَجَعَ مِنْ صَيْدِهِ.‏+ ٣١ فَصَنَعَ هُوَ أَيْضًا طَبَقًا لَذِيذًا.‏ وَأَتَى بِهِ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ لِأَبِيهِ:‏ «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ٱبْنِهِ،‏ لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».‏+ ٣٢ فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ:‏ «مَنْ أَنْتَ؟‏»،‏ فَقَالَ:‏ «أَنَا ٱبْنُكَ،‏ بِكْرُكَ عِيسُو».‏+ ٣٣ فَٱرْتَعَدَ إِسْحَاقُ ٱرْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا،‏ وَقَالَ:‏ «فَمَنْ هُوَ ٱلَّذِي ٱصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ،‏ فَأَكَلْتُ مِنَ ٱلْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ،‏ وَبَارَكْتُهُ؟‏ نَعَمْ،‏ مُبَارَكًا يَكُونُ!‏».‏+

٣٤ فَلَمَّا سَمِعَ عِيسُو كَلَامَ أَبِيهِ،‏ صَرَخَ صُرَاخًا عَظِيمًا وَمُرًّا لِلْغَايَةِ وَقَالَ لِأَبِيهِ:‏+ «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي!‏».‏+ ٣٥ فَقَالَ:‏ «جَاءَ أَخُوكَ بِخِدَاعٍ لِكَيْ يَأْخُذَ بَرَكَتَكَ».‏+ ٣٦ فَقَالَ:‏ «أَلَيْسَ لِأَنَّ ٱسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ،‏ عَقَبَنِي هَاتَيْنِ ٱلْمَرَّتَيْنِ؟‏+ أَخَذَ بَكُورِيَّتِي،‏+ وَهَا هُوَ ٱلْآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي!‏».‏+ وَقَالَ:‏ «أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟‏».‏ ٣٧ فَأَجَابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو:‏ «هٰأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ،‏+ وَأَعْطَيْتُهُ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ خُدَّامًا،‏+ وَبِٱلْقَمْحِ وَٱلْمِسْطَارِ أَمْدَدْتُهُ،‏+ فَمَاذَا أَفْعَلُ لَكَ يَا ٱبْنِي؟‏».‏

٣٨ فَقَالَ عِيسُو لِأَبِيهِ:‏ «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟‏ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي!‏».‏+ وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى.‏+ ٣٩ فَأَجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ:‏

‏«هُوَذَا بَعِيدًا عَنْ تُرْبَةِ ٱلْأَرْضِ ٱلْخِصْبَةِ يَكُونُ مَسْكِنُكَ،‏ وَعَنْ نَدَى ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ.‏+ ٤٠ وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ،‏+ وَأَخَاكَ تَخْدُمُ.‏+ وَلٰكِنْ يَكُونُ حِينَ تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».‏+

٤١ فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ بِسَبَبِ ٱلْبَرَكَةِ ٱلَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ،‏+ وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ:‏+ «قَدِ ٱقْتَرَبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي،‏+ فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي».‏+ ٤٢ فَأُخْبِرَتْ رِفْقَةُ بِكَلَامِ عِيسُو ٱبْنِهَا ٱلْأَكْبَرِ،‏ فَفِي ٱلْحَالِ أَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ ٱبْنَهَا ٱلْأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ:‏ «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ يَتَعَزَّى مِنْ جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ.‏+ ٤٣ فَٱلْآنَ يَا ٱبْنِي،‏ ٱسْمَعْ لِقَوْلِي وَقُمِ+ ٱهْرُبْ إِلَى لَابَانَ أَخِي فِي حَارَانَ.‏+ ٤٤ وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا إِلَى أَنْ يَسْكُنَ سُخْطُ أَخِيكَ،‏+ ٤٥ إِلَى أَنْ يَتَحَوَّلَ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ وَيَنْسَى مَا فَعَلْتَ بِهِ.‏+ وَأَنَا أُرْسِلُ وَآخُذُكَ مِنْ هُنَاكَ.‏ فَلِمَاذَا أَثْكَلُكُمَا كِلَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟‏».‏

٤٦ بَعْدَ ذٰلِكَ قَالَتْ رِفْقَةُ لِإِسْحَاقَ:‏ «قَدْ مَقَتُّ حَيَاتِي هٰذِهِ بِسَبَبِ ٱبْنَتَيْ حِثٍّ.‏+ إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثٍّ مِثْلَ هَاتَيْنِ مِنْ بَنَاتِ ٱلْأَرْضِ،‏ فَمَا نَفْعُ حَيَاتِي؟‏».‏+

٢٨ فَدَعَا إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ وَأَوْصَاهُ وَقَالَ لَهُ:‏ «لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ.‏+ ٢ قُمِ ٱذْهَبْ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ،‏ إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمِّكَ،‏ وَخُذْ لِنَفْسِكَ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ،‏ مِنْ بَنَاتِ لَابَانَ أَخِي أُمِّكَ.‏+ ٣ وَٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُبَارِكُكَ وَيَجْعَلُكَ مُثْمِرًا وَيُكَثِّرُكَ،‏ فَتَصِيرُ جَمَاعَةَ شُعُوبٍ.‏+ ٤ وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ،‏+ لَكَ وَلِنَسْلِكَ* مَعَكَ،‏+ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ+ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِإِبْرَاهِيمَ».‏+

٥ فَصَرَفَ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ،‏ فَمَضَى إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ،‏ إِلَى لَابَانَ بْنِ بَتُوئِيلَ ٱلْأَرَامِيِّ،‏+ أَخِي رِفْقَةَ+ أُمِّ يَعْقُوبَ وَعِيسُو.‏+

٦ فَلَمَّا رَأَى عِيسُو أَنَّ إِسْحَاقَ قَدْ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَصَرَفَهُ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ،‏ وَأَنَّهُ حِينَ بَارَكَهُ أَوْصَاهُ قَائِلًا:‏ «لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ»،‏+ ٧ وَأَنَّ يَعْقُوبَ أَطَاعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ،‏+ ٨ رَأَى عِيسُو أَنَّ بَنَاتِ كَنْعَانَ سَيِّئَاتٌ فِي عَيْنَيْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ.‏+ ٩ فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَخَذَ مَحَلَاتَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،‏ أُخْتَ نَبَايُوتَ،‏ زَوْجَةً لَهُ مَعَ زَوْجَتَيْهِ ٱلْأُخْرَيَيْنِ.‏+

١٠ فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرَ سَبْعَ وَذَهَبَ إِلَى حَارَانَ.‏+ ١١ وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لِأَنَّ ٱلشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَرَبَتْ.‏ فَأَخَذَ حَجَرًا مِنْ حِجَارَةِ ٱلْمَكَانِ وَجَعَلَهُ وِسَادَةً لِرَأْسِهِ وَٱضْطَجَعَ فِي ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ.‏+ ١٢ وَٱبْتَدَأَ يَحْلُمُ،‏+ فَإِذَا سُلَّمٌ قَائِمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَبْلُغُ ٱلسَّمَاءَ،‏ وَإِذَا مَلَائِكَةُ ٱللّٰهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا،‏+ ١٣ وَهُوَذَا يَهْوَهُ وَاقِفٌ عَلَيْهَا،‏ فَقَالَ:‏+

‏«أَنَا يَهْوَهُ إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ.‏+ اَلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا،‏ لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ.‏+ ١٤ وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ ٱلْأَرْضِ،‏+ وَتَنْتَشِرُ إِلَى ٱلْغَرْبِ وَٱلشَّرْقِ وَٱلشَّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ،‏+ وَتَتَبَارَكُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ* جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ.‏+ ١٥ وَهَا أَنَا مَعَكَ،‏ وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَأَرُدُّكَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ،‏+ لِأَنِّي لَا أَتْرُكُكَ حَتَّى أَعْمَلَ بِمَا كَلَّمْتُكَ بِهِ».‏+

١٦ ثُمَّ ٱسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ:‏ «حَقًّا،‏ إِنَّ يَهْوَهَ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ».‏ ١٧ فَتَمَلَّكَهُ ٱلْخَوْفُ وَقَالَ:‏+ «مَا أَرْهَبَ هٰذَا ٱلْمَكَانَ!‏+ مَا هٰذَا إِلَّا بَيْتُ ٱللّٰهِ،‏+ وَهٰذَا بَابُ ٱلسَّمَاءِ».‏ ١٨ وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ صَبَاحًا وَأَخَذَ ٱلْحَجَرَ ٱلَّذِي جَعَلَهُ وِسَادَةً لِرَأْسِهِ وَأَقَامَهُ نُصْبًا وَسَكَبَ عَلَى رَأْسِهِ زَيْتًا.‏+ ١٩ وَدَعَا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ بَيْتَ إِيلَ،‏+ وَلٰكِنَّ ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ سَابِقًا كَانَ لُوزَ.‏+

٢٠ وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا،‏+ قَائِلًا:‏ «إِنْ كَانَ ٱللّٰهُ مَعِي،‏ وَحَفِظَنِي فِي هٰذَا ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أَنَا ذَاهِبٌ فِيهِ،‏ وَأَعْطَانِي خُبْزًا لِآكُلَ وَثِيَابًا لِأَلْبَسَ،‏+ ٢١ وَرَجَعْتُ بِسَلَامٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي،‏ يَكُونُ يَهْوَهُ إِلٰهًا لِي.‏+ ٢٢ وَهٰذَا ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي أَقَمْتُهُ نُصْبًا يَكُونُ بَيْتًا لِلّٰهِ،‏+ وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُقَدِّمُ لَكَ عُشْرَهُ».‏+

٢٩ بَعْدَ ذٰلِكَ نَهَضَ يَعْقُوبُ وَرَحَلَ إِلَى أَرْضِ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ.‏+ ٢ وَنَظَرَ فَإِذَا بِئْرٌ فِي ٱلْحَقْلِ،‏ وَإِذَا ثَلَاثَةُ قُطْعَانٍ مِنَ ٱلْغَنَمِ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا،‏ لِأَنَّهُمْ مِنْ تِلْكَ ٱلْبِئْرِ كَانُوا يَسْقُونَ ٱلْقُطْعَانَ.‏+ وَكَانَ عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ حَجَرٌ كَبِيرٌ.‏+ ٣ فَعِنْدَمَا تَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ كُلُّ ٱلْقُطْعَانِ،‏ يُدَحْرِجُونَ ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ وَيَسْقُونَ ٱلْغَنَمَ،‏ ثُمَّ يَرُدُّونَ ٱلْحَجَرَ عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ إِلَى مَكَانِهِ.‏

٤ فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ:‏ «يَا إِخْوَتِي،‏ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟‏»،‏ فَقَالُوا:‏ «نَحْنُ مِنْ حَارَانَ».‏+ ٥ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «هَلْ تَعْرِفُونَ لَابَانَ+ حَفِيدَ نَاحُورَ؟‏»،‏+ فَقَالُوا:‏ «نَعْرِفُهُ».‏ ٦ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «هَلْ هُوَ بِخَيْرٍ؟‏».‏+ قَالُوا:‏ «هُوَ بِخَيْرٍ.‏ وَهَا هِيَ رَاحِيلُ+ ٱبْنَتُهُ آتِيَةٌ مَعَ ٱلْغَنَمِ!‏».‏+ ٧ فَقَالَ:‏ «هُوَذَا ٱلنَّهَارُ مَا زَالَ أَمَامَكُمْ بِكَامِلِهِ.‏ لَيْسَ هٰذَا وَقْتَ ٱجْتِمَاعِ ٱلْقُطْعَانِ.‏ اِسْقُوا ٱلْغَنَمَ،‏ ثُمَّ ٱذْهَبُوا ٱرْعَوْهَا».‏+ ٨ فَقَالُوا:‏ «لَا يَجُوزُ لَنَا ذٰلِكَ حَتَّى تَجْتَمِعَ كُلُّ ٱلْقُطْعَانِ وَيُدَحْرِجُوا ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ،‏ ثُمَّ نَسْقِي ٱلْغَنَمَ».‏

٩ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ،‏ أَتَتْ رَاحِيلُ+ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا،‏ لِأَنَّهَا كَانَتْ رَاعِيَةً.‏+ ١٠ فَكَانَ لَمَّا رَأَى يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لَابَانَ أَخِي أُمِّهِ،‏ وَغَنَمَ لَابَانَ أَخِي أُمِّهِ،‏ أَنَّ يَعْقُوبَ ٱقْتَرَبَ عَلَى ٱلْفَوْرِ وَدَحْرَجَ ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لَابَانَ أَخِي أُمِّهِ.‏+ ١١ وَقَبَّلَ+ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى.‏+ ١٢ وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو+ أَبِيهَا،‏ وَأَنَّهُ ٱبْنُ رِفْقَةَ.‏ فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا.‏+

١٣ فَكَانَ حِينَ سَمِعَ لَابَانُ خَبَرَ يَعْقُوبَ ٱبْنِ أُخْتِهِ أَنَّهُ رَكَضَ لِلِقَائِهِ.‏+ فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَجَاءَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ.‏+ فَأَخَذَ يُخْبِرُ لَابَانَ بِكُلِّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ.‏ ١٤ فَقَالَ لَهُ لَابَانُ:‏ «إِنَّمَا أَنْتَ عَظْمِي وَلَحْمِي».‏+ فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا كَامِلًا.‏

١٥ ثُمَّ قَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ:‏ «أَلِأَنَّكَ أَخِي+ تَخْدُمُنِي مَجَّانًا؟‏+ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ؟‏».‏+ ١٦ وَكَانَ لِلَابَانَ ٱبْنَتَانِ.‏ اِسْمُ ٱلْكُبْرَى لَيْئَةُ+ وَٱسْمُ ٱلصُّغْرَى رَاحِيلُ.‏ ١٧ وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ شَاحِبَتَيْنِ،‏ وَأَمَّا رَاحِيلُ+ فَكَانَتْ جَمِيلَةَ ٱلصُّورَةِ وَجَمِيلَةَ ٱلْمَنْظَرِ.‏+ ١٨ وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ،‏ فَقَالَ:‏ «أَخْدُمُكَ سَبْعَ سِنِينَ بِرَاحِيلَ ٱبْنَتِكَ ٱلصُّغْرَى».‏+ ١٩ فَقَالَ لَابَانُ:‏ «أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَفْضَلُ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهَا لِرَجُلٍ آخَرَ.‏+ فَأَقِمْ عِنْدِي».‏ ٢٠ فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينَ،‏+ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا.‏+

٢١ ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلَابَانَ:‏ «أَعْطِنِي زَوْجَتِي،‏ لِأَنَّ أَيَّامِي قَدْ كَمُلَتْ،‏ فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا».‏+ ٢٢ عِنْدَئِذٍ جَمَعَ لَابَانُ جَمِيعَ أَهْلِ ٱلْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً.‏+ ٢٣ وَكَانَ فِي ٱلْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ٱبْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ لِيَدْخُلَ عَلَيْهَا.‏ ٢٤ وَأَعْطَى لَابَانُ زِلْفَةَ+ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ٱبْنَتِهِ جَارِيَةً لَهَا.‏ ٢٥ فَلَمَّا كَانَ ٱلصَّبَاحُ،‏ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ!‏ فَقَالَ لِلَابَانَ:‏ «مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِي؟‏ أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟‏ فَلِمَاذَا ٱحْتَلْتَ عَلَيَّ؟‏».‏+ ٢٦ فَقَالَ لَابَانُ:‏ «لَيْسَ مِنَ ٱلْعَادَةِ أَنْ يُفْعَلَ هٰكَذَا فِي مَكَانِنَا،‏ أَنْ تُعْطَى ٱلصُّغْرَى قَبْلَ ٱلْبِكْرِ.‏ ٢٧ أَكْمِلْ+ أُسْبُوعَ هٰذِهِ.‏ ثُمَّ تُعْطَى لَكَ تِلْكَ أَيْضًا بِٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي تَخْدُمُهَا عِنْدِي سَبْعَ سِنِينَ أُخْرَى».‏+ ٢٨ فَفَعَلَ يَعْقُوبُ كَذٰلِكَ وَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ هٰذِهِ،‏ فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ٱبْنَتَهُ زَوْجَةً لَهُ.‏ ٢٩ وَأَعْطَى لَابَانُ رَاحِيلَ ٱبْنَتَهُ بِلْهَةَ+ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا.‏

٣٠ فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضًا،‏ وَأَحَبَّ أَيْضًا رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ،‏+ وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينَ أُخْرَى.‏+ ٣١ وَلَمَّا رَأَى يَهْوَهُ أَنَّ لَيْئَةَ غَيْرُ مَحْبُوبَةٍ،‏* فَتَحَ رَحِمَهَا،‏+ وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا.‏+ ٣٢ فَحَمَلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ رَأُوبِينَ،‏+ لِأَنَّهَا قَالَتْ:‏ «قَدْ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى عَنَائِي،‏+ فَٱلْآنَ يُحِبُّنِي زَوْجِي».‏ ٣٣ وَعَادَتْ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَقَالَتْ:‏ «قَدْ سَمِعَ+ يَهْوَهُ،‏ لِأَنِّي غَيْرُ مَحْبُوبَةٍ،‏ فَأَعْطَانِي هٰذَا أَيْضًا».‏ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ شِمْعُونَ.‏+ ٣٤ وَعَادَتْ أَيْضًا فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَقَالَتْ:‏ «اَلْآنَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي زَوْجِي،‏ لِأَنِّي قَدْ وَلَدْتُ لَهُ ثَلَاثَةَ بَنِينَ».‏ لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ لَاوِيَ.‏+ ٣٥ وَعَادَتْ أَيْضًا فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَقَالَتْ:‏ «هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَحْمَدُ يَهْوَهَ».‏ لِذٰلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ يَهُوذَا.‏+ ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلْوِلَادَةِ.‏

٣٠ فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ،‏ غَارَتْ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ:‏+ «هَبْ لِي أَوْلَادًا،‏ وَإِلَّا فَإِنِّي أَمُوتُ».‏+ ٢ فَٱتَّقَدَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ:‏+ «هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمَرَةَ ٱلْبَطْنِ؟‏».‏+ ٣ فَقَالَتْ:‏ «هُوَذَا أَمَتِي بِلْهَةُ.‏+ اُدْخُلْ عَلَيْهَا،‏ فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَيَكُونَ لِي مِنْهَا بَنُونَ».‏+ ٤ فَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً،‏ فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ.‏+ ٥ فَحَمَلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا.‏+ ٦ فَقَالَتْ رَاحِيلُ:‏ «قَدْ قَضَى+ ٱللّٰهُ لِي وَسَمِعَ أَيْضًا لِصَوْتِي فَأَعْطَانِي ٱبْنًا».‏ لِذٰلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ دَانًا.‏+ ٧ وَحَمَلَتْ أَيْضًا بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ.‏ ٨ فَقَالَتْ رَاحِيلُ:‏ «مُصَارَعَاتٍ شَاقَّةً قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي،‏ وَأَفْلَحْتُ!‏».‏ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ نَفْتَالِيَ.‏+

٩ وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلْوِلَادَةِ،‏ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً.‏+ ١٠ فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا.‏ ١١ فَقَالَتْ لَيْئَةُ:‏ «يَا لَلسَّعْدِ!‏».‏ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ جَادًا.‏+ ١٢ ثُمَّ وَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ٱبْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ.‏ ١٣ فَقَالَتْ لَيْئَةُ:‏ «يَا لَسَعَادَتِي!‏ لِأَنَّ ٱلْبَنَاتِ سَيَغْبِطْنَنِي».‏+ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ أَشِيرَ.‏+

١٤ وَسَارَ رَأُوبِينُ+ فِي أَيَّامِ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ+ فَوَجَدَ لُفَّاحًا فِي ٱلْحَقْلِ،‏ فَأَتَى بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ.‏ فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ:‏ «مِنْ فَضْلِكِ،‏ أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ».‏+ ١٥ فَقَالَتْ لَهَا:‏ «أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ زَوْجِي+ فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ٱبْنِي أَيْضًا؟‏».‏ فَقَالَتْ رَاحِيلُ:‏ «إِذًا يَضْطَجِعُ مَعَكِ ٱللَّيْلَةَ بَدَلَ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ».‏

١٦ فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ ٱلْحَقْلِ مَسَاءً،‏+ خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِلِقَائِهِ وَقَالَتْ:‏ «عَلَيَّ تَدْخُلُ،‏ لِأَنِّي قَدِ ٱسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ٱبْنِي».‏ فَٱضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ.‏+ ١٧ وَسَمِعَ ٱللّٰهُ لِلَيْئَةَ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا خَامِسًا.‏+ ١٨ فَقَالَتْ لَيْئَةُ:‏ «قَدْ أَعْطَانِي ٱللّٰهُ أُجْرَةً،‏ لِأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِزَوْجِي».‏ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ يَسَّاكَرَ.‏+ ١٩ وَعَادَتْ لَيْئَةُ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا سَادِسًا لِيَعْقُوبَ.‏+ ٢٠ فَقَالَتْ لَيْئَةُ:‏ «قَدْ وَهَبَ لِي ٱللّٰهُ هِبَةً حَسَنَةً.‏ فَأَخِيرًا يَتَحَمَّلُنِي زَوْجِي،‏+ لِأَنِّي قَدْ وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ».‏+ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ زَبُولُونَ.‏+ ٢١ ثُمَّ وَلَدَتِ ٱبْنَةً،‏ فَدَعَتِ ٱسْمَهَا دِينَةَ.‏+

٢٢ وَأَخِيرًا ذَكَرَ ٱللّٰهُ رَاحِيلَ،‏ وَسَمِعَ ٱللّٰهُ لَهَا فَفَتَحَ رَحِمَهَا.‏+ ٢٣ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا.‏ فَقَالَتْ:‏ «قَدْ نَزَعَ ٱللّٰهُ عَارِي!‏».‏+ ٢٤ فَدَعَتِ ٱسْمَهُ يُوسُفَ،‏+ قَائِلَةً:‏ «يَزِيدُنِي يَهْوَهُ ٱبْنًا آخَرَ».‏

٢٥ وَحَدَثَ لَمَّا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ أَنَّ يَعْقُوبَ قَالَ لِلَابَانَ:‏ «اِصْرِفْنِي لِأَذْهَبَ إِلَى مَكَانِي وَإِلَى أَرْضِي.‏+ ٢٦ أَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلَادِي ٱلَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ،‏ فَأَذْهَبَ،‏ لِأَنَّكَ أَنْتَ تَعْلَمُ خِدْمَتِي ٱلَّتِي خَدَمْتُكَ».‏+ ٢٧ فَقَالَ لَهُ لَابَانُ:‏ «إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ .‏ .‏ .‏ لَقَدْ تَفَاءَلْتُ وَعَرَفْتُ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُنِي بِسَبَبِكَ».‏+ ٢٨ وَقَالَ:‏ «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ».‏+ ٢٩ فَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ،‏ وَكَيْفَ صَارَتْ قُطْعَانُكَ مَعِي،‏+ ٣٠ فَقَدْ كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي قَلِيلٌ،‏ وَقَدِ ٱتَّسَعَ إِلَى كَثِيرٍ،‏ فَبَارَكَكَ يَهْوَهُ مُنْذُ مَجِيئِي.‏+ وَٱلْآنَ مَتَى أَعْمَلُ أَنَا أَيْضًا لِبَيْتِي؟‏».‏+

٣١ فَقَالَ:‏ «مَاذَا أُعْطِيكَ؟‏».‏ فَقَالَ يَعْقُوبُ:‏ «لَا أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي شَيْئًا!‏+ فَأَنَا أَعُودُ لِأَرْعَى غَنَمَكَ+ وَأَحْفَظَهَا+ إِذَا فَعَلْتَ لِي هٰذَا ٱلْأَمْرَ:‏ ٣٢ أَمُرُّ فِي غَنَمِكَ كُلِّهَا ٱلْيَوْمَ.‏ وَٱعْزِلْ أَنْتَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ،‏ وَكُلَّ شَاةٍ دَكْنَاءَ مِنَ ٱلضَّأْنِ،‏ وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ مِنَ ٱلْعِنَازِ.‏ فَيَكُونُ مِثْلُ ذٰلِكَ أُجْرَتِي.‏+ ٣٣ وَيَشْهَدُ لِي صِدْقِي يَوْمَ غَدٍ إِذَا جِئْتَ لِتَفْحَصَ أُجْرَتِي:‏+ كُلُّ مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ مِنَ ٱلْعِنَازِ وَأَدْكَنَ مِنَ ٱلضَّأْنِ فَهُوَ مَسْرُوقٌ إِذَا كَانَ عِنْدِي».‏+

٣٤ فَقَالَ لَابَانُ:‏ «حَسَنًا!‏ لِيَكُنْ بِحَسَبِ كَلَامِكَ».‏+ ٣٥ فَعَزَلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلتُّيُوسَ ٱلْمُخَطَّطَةَ وَٱلْبَلْقَاءَ وَكُلَّ ٱلْعِنَازِ ٱلرَّقْطَاءِ وَٱلْبَلْقَاءِ،‏ كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ أَدْكَنَ مِنَ ٱلضَّأْنِ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ سَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي بَنِيهِ.‏ ٣٦ ثُمَّ جَعَلَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ،‏ وَكَانَ يَعْقُوبُ يَرْعَى غَنَمَ لَابَانَ ٱلْبَاقِيَةَ.‏

٣٧ فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَانًا رَطْبَةً مِنْ أَشْجَارِ ٱللُّبْنَى+ وَٱللَّوْزِ+ وَٱلدُّلْبِ،‏+ وَقَشَّرَ فِيهَا بُقَعًا بَيْضَاءَ،‏ كَاشِفًا عَنِ ٱلْبَيَاضِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْقُضْبَانِ.‏+ ٣٨ وَجَعَلَ ٱلْقُضْبَانَ ٱلَّتِي قَشَّرَهَا أَمَامَ ٱلْغَنَمِ،‏ فِي ٱلْأَجْرَانِ،‏ فِي مَسَاقِي ٱلْمِيَاهِ،‏+ حَيْثُ كَانَتِ ٱلْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ،‏ حَتَّى تَشْتَدَّ شَهْوَتُهَا لِلتَّزَاوُجِ أَمَامَهَا عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ.‏

٣٩ فَكَانَتْ تَشْتَدُّ شَهْوَةُ ٱلْغَنَمِ لِلتَّزَاوُجِ أَمَامَ ٱلْقُضْبَانِ،‏ فَتَلِدُ ٱلْغَنَمُ مَا هُوَ مُخَطَّطٌ وَأَرْقَطُ وَأَبْلَقُ.‏+ ٤٠ وَأَفْرَزَ يَعْقُوبُ ٱلضَّأْنَ وَجَعَلَ وُجُوهَ ٱلْغَنَمِ إِلَى كُلِّ مُخَطَّطٍ وَأَدْكَنَ بَيْنَ غَنَمِ لَابَانَ.‏ وَجَعَلَ لِنَفْسِهِ قُطْعَانًا عَلَى حِدَةٍ،‏ وَلَمْ يَجْعَلْهَا مَعَ غَنَمِ لَابَانَ.‏ ٤١ وَحَدَثَ كُلَّمَا ٱشْتَدَّتْ شَهْوَةُ ٱلْغَنَمِ ٱلْقَوِيَّةِ ٱلْبِنْيَةِ+ لِلتَّزَاوُجِ أَنَّ يَعْقُوبَ وَضَعَ ٱلْقُضْبَانَ فِي ٱلْأَجْرَانِ+ أَمَامَ عُيُونِ ٱلْغَنَمِ،‏ حَتَّى تَشْتَدَّ شَهْوَتُهَا لِلتَّزَاوُجِ بَيْنَ ٱلْقُضْبَانِ.‏ ٤٢ وَحِينَ ظَهَرَتِ ٱلْغَنَمُ ضَعِيفَةً،‏ لَمْ يَضَعْهَا هُنَاكَ.‏ فَصَارَتِ ٱلضَّعِيفَةُ لِلَابَانَ وَٱلْقَوِيَّةُ ٱلْبِنْيَةِ لِيَعْقُوبَ.‏+

٤٣ فَٱتَّسَعَ ٱلرَّجُلُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ،‏ وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَخُدَّامٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ.‏+

٣١ فَسَمِعَ كَلَامَ بَنِي لَابَانَ،‏ قَائِلِينَ:‏ «قَدْ أَخَذَ يَعْقُوبُ كُلَّ مَا كَانَ لِأَبِينَا،‏ وَمِمَّا لِأَبِينَا جَمَعَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلثَّرْوَةِ».‏+ ٢ وَنَظَرَ يَعْقُوبُ وَجْهَ لَابَانَ،‏ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ مَعَهُ كَمَا مِنْ قَبْلُ.‏+ ٣ فَقَالَ يَهْوَهُ لِيَعْقُوبَ:‏ «اِرْجِعْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى أَنْسِبَائِكَ،‏+ فَأَكُونَ مَعَكَ».‏+ ٤ فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَدَعَا رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى ٱلْحَقْلِ إِلَى غَنَمِهِ،‏ ٥ وَقَالَ لَهُمَا:‏

‏«إِنِّي أَرَى وَجْهَ أَبِيكُمَا أَنَّهُ لَيْسَ نَحْوِي كَمَا مِنْ قَبْلُ،‏+ وَلٰكِنَّ إِلٰهَ أَبِي كَانَ مَعِي.‏+ ٦ وَأَنْتُمَا تَعْلَمَانِ يَقِينًا أَنِّي بِكُلِّ قُوَّتِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا.‏+ ٧ وَأَبُوكُمَا خَدَعَنِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ،‏ وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يَدَعْهُ يُسِيءُ إِلَيَّ.‏+ ٨ إِنْ قَالَ هٰكَذَا:‏ ‹اَلرُّقْطُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ›،‏ وَلَدَتْ كُلُّ ٱلْغَنَمِ رُقْطًا.‏ وَإِنْ قَالَ هٰكَذَا:‏ ‹اَلْمُخَطَّطَةُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ›،‏ وَلَدَتْ كُلُّ ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةً.‏+ ٩ فَكَانَ ٱللّٰهُ يَأْخُذُ قَطِيعَ أَبِيكُمَا وَيُعْطِينِي إِيَّاهُ.‏+ ١٠ وَحَدَثَ فِي وَقْتِ ٱشْتِدَادِ شَهْوَةِ ٱلْغَنَمِ لِلتَّزَاوُجِ أَنِّي رَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ فِي حُلْمٍ،‏+ فَإِذَا ٱلتُّيُوسُ ٱلصَّاعِدَةُ عَلَى ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ.‏+ ١١ فَقَالَ لِي مَلَاكُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْحُلْمِ:‏ ‹يَا يَعْقُوبُ›،‏ فَقُلْتُ:‏ ‏‹هٰأَنَذَا›.‏+ ١٢ فَقَالَ:‏ ‹اِرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ:‏ جَمِيعُ ٱلتُّيُوسِ ٱلصَّاعِدَةِ عَلَى ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ،‏ لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُهُ لَابَانُ بِكَ.‏+ ١٣ أَنَا إِلٰهُ بَيْتَ إِيلَ،‏+ حَيْثُ مَسَحْتَ نُصْبًا+ وَحَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْرًا.‏+ وَٱلْآنَ قُمِ ٱخْرُجْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ وَٱرْجِعْ إِلَى أَرْضِ مَوْلِدِكَ›».‏+

١٤ فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ وَقَالَتَا لَهُ:‏ «أَلَنَا نَصِيبُ مِيرَاثٍ بَعْدُ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟‏+ ١٥ أَلَسْنَا عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ غَرِيبَتَيْنِ،‏ حَيْثُ قَدْ بَاعَنَا وَأَكَلَ ٱلْمَالَ ٱلْمُقَدَّمَ لَنَا؟‏+ ١٦ فَكُلُّ ٱلْغِنَى ٱلَّذِي أَخَذَهُ ٱللّٰهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا.‏+ وَٱلْآنَ فَكُلُّ مَا قَالَهُ ٱللّٰهُ لَكَ فَٱفْعَلْهُ».‏+

١٧ فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلَادَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى ٱلْجِمَالِ،‏+ ١٨ وَسَاقَ كُلَّ قَطِيعِهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ قَدِ ٱقْتَنَاهَا،‏+ قَطِيعَ ٱقْتِنَائِهِ ٱلَّذِي ٱقْتَنَاهُ فِي فَدَّانَ أَرَامَ،‏ لِيَذْهَبَ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+

١٩ وَكَانَ لَابَانُ قَدْ ذَهَبَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ،‏ فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ تَرَافِيمَ*+ أَبِيهَا.‏ ٢٠ وَخَدَعَ يَعْقُوبُ لَابَانَ ٱلْأَرَامِيَّ،‏ إِذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ هَارِبٌ.‏ ٢١ فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ،‏ وَقَامَ وَعَبَرَ ٱلنَّهْرَ.‏+ ثُمَّ جَعَلَ وَجْهَهُ نَحْوَ مِنْطَقَةِ جِلْعَادَ+ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏ ٢٢ فَأُخْبِرَ لَابَانُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ بِأَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ.‏ ٢٣ فَأَخَذَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى+ وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ،‏ فَأَدْرَكَهُ فِي مِنْطَقَةِ جِلْعَادَ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏ ٢٤ وَأَتَى ٱللّٰهُ إِلَى لَابَانَ ٱلْأَرَامِيِّ+ فِي ٱلْحُلْمِ لَيْلًا+ وَقَالَ لَهُ:‏ «اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ».‏+

٢٥ فَٱقْتَرَبَ لَابَانُ مِنْ يَعْقُوبَ،‏ وَكَانَ يَعْقُوبُ قَدْ نَصَبَ خَيْمَتَهُ فِي ٱلْجَبَلِ،‏ فَخَيَّمَ لَابَانُ مَعَ إِخْوَتِهِ فِي مِنْطَقَةِ جِلْعَادَ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏ ٢٦ وَقَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ:‏ «مَاذَا صَنَعْتَ،‏ وَقَدْ خَدَعْتَنِي وَسُقْتَ بِنْتَيَّ كَأَسْرَى ٱلسَّيْفِ؟‏+ ٢٧ لِمَاذَا هَرَبْتَ خِفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي حَتَّى أَصْرِفَكَ بِفَرَحٍ وَأَغَانٍ،‏+ بِدُفٍّ وَقِيثَارَةٍ؟‏+ ٢٨ وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ أَوْلَادِي وَبِنْتَيَّ.‏+ اَلْآنَ بِحَمَاقَةٍ تَصَرَّفْتَ.‏ ٢٩ إِنَّ فِي طَاقَةِ يَدِي أَنْ أُلْحِقَ بِكُمْ ضَرَرًا،‏+ وَلٰكِنَّ إِلٰهَ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِي ٱلْبَارِحَةَ،‏ قَائِلًا:‏ ‹اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ›.‏+ ٣٠ وَٱلْآنَ إِنَّمَا ذَهَبْتَ لِأَنَّكَ قَدِ ٱشْتَقْتَ كَثِيرًا إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ،‏ وَلٰكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟‏».‏+

٣١ فَأَجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلَابَانَ:‏ ‏«لِأَنِّي خِفْتُ.‏+ فَقَدْ قُلْتُ فِي نَفْسِي:‏ ‹رُبَّمَا تَغْتَصِبُ ٱبْنَتَيْكَ مِنِّي›.‏ ٣٢ اَلَّذِي تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ لَا يَعِيشُ.‏+ أَمَامَ إِخْوَتِنَا تَحَقَّقْ أَنْتَ بِنَفْسِكَ مَاذَا مَعِي وَخُذْهُ لَكَ».‏+ فَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ سَرَقَتْهَا.‏+ ٣٣ فَدَخَلَ لَابَانُ خَيْمَةَ يَعْقُوبَ وَخَيْمَةَ لَيْئَةَ وَخَيْمَةَ ٱلْأَمَتَيْنِ،‏+ وَلَمْ يَجِدْهَا.‏ وَخَرَجَ مِنْ خَيْمَةِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ خَيْمَةَ رَاحِيلَ.‏ ٣٤ وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ ٱلتَّرَافِيمَ وَوَضَعَتْهَا فِي حَدَاجَةِ ٱلْجَمَلِ وَبَقِيَتْ جَالِسَةً عَلَيْهَا.‏ فَجَسَّ لَابَانُ ٱلْخَيْمَةَ كُلَّهَا وَلَمْ يَجِدْهَا.‏ ٣٥ فَقَالَتْ لِأَبِيهَا:‏ «لَا يَتَّقِدِ ٱلْغَضَبُ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي،‏+ فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ أَمَامَكَ،‏ لِأَنَّ عَلَيَّ عَادَةَ ٱلنِّسَاءِ».‏+ فَفَتَّشَ جَيِّدًا وَلَمْ يَجِدِ ٱلتَّرَافِيمَ.‏+

٣٦ فَغَضِبَ+ يَعْقُوبُ وَخَاصَمَ لَابَانَ،‏ وَأَجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلَابَانَ:‏ «مَا مَعْصِيَتِي+ وَمَا خَطِيَّتِي حَتَّى جَدَدْتَ فِي إِثْرِي؟‏+ ٣٧ وَقَدْ جَسَسْتَ جَمِيعَ أَمْتِعَتِي،‏ فَمَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَمْتِعَةِ بَيْتِكَ؟‏+ ضَعْهُ هُنَا أَمَامَ إِخْوَتِي وَإِخْوَتِكَ،‏+ وَلْيَحْكُمُوا بَيْنَنَا كِلَيْنَا.‏+ ٣٨ عِشْرِينَ سَنَةً أَنَا مَعَكَ.‏ نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ لَمْ تُسْقِطْ،‏+ وَكِبَاشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ.‏ ٣٩ أَشْلَاءَ فَرِيسَةٍ لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ.‏+ أَنَا كُنْتُ أَتَحَمَّلُ خَسَارَتَهَا.‏ وَمَا يُسْرَقُ نَهَارًا أَوْ يُسْرَقُ لَيْلًا،‏ فَمِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهُ.‏+ ٤٠ كُنْتُ فِي ٱلنَّهَارِ يَأْكُلُنِي ٱلْحَرُّ وَفِي ٱللَّيْلِ ٱلْبَرْدُ،‏ وَطَارَ ٱلنَّوْمُ مِنْ عَيْنَيَّ.‏+ ٤١ وَهٰذِهِ عِشْرُونَ سَنَةً لِي فِي بَيْتِكَ.‏ خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِٱبْنَتَيْكَ،‏ وَسِتَّ سِنِينَ بِغَنَمِكَ،‏ وَغَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ.‏+ ٤٢ وَلَوْلَا أَنَّ إِلٰهَ أَبِي،‏+ إِلٰهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحَاقَ،‏+ كَانَ مَعِي،‏ لَكُنْتَ ٱلْآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغَ ٱلْيَدَيْنِ.‏ عَنَائِي وَتَعَبَ يَدَيَّ قَدْ نَظَرَ ٱللّٰهُ،‏ فَوَبَّخَكَ ٱلْبَارِحَةَ».‏+

٤٣ فَأَجَابَ لَابَانُ وَقَالَ لِيَعْقُوبَ:‏ «اَلْبِنْتَانِ ٱبْنَتَايَ وَٱلْأَوْلَادُ أَوْلَادِي وَٱلْغَنَمُ غَنَمِي،‏ وَكُلُّ مَا تَرَاهُ هُوَ لِي وَلِٱبْنَتَيَّ.‏ فَمَاذَا أَفْعَلُ ٱلْيَوْمَ بِهِمَا أَوْ بِأَوْلَادِهِمَا ٱلَّذِينَ وَلَدَتَاهُمْ؟‏ ٤٤ فَٱلْآنَ هَلُمَّ نَقْطَعُ عَهْدًا،‏+ أَنَا وَأَنْتَ،‏ فَيَكُونُ شَاهِدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ».‏+ ٤٥ فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَقَامَهُ نُصْبًا.‏+ ٤٦ وَقَالَ يَعْقُوبُ لِإِخْوَتِهِ:‏ «اِلْتَقِطُوا حِجَارَةً!‏».‏ فَأَخَذُوا حِجَارَةً وَصَنَعُوا كَوْمَةً.‏+ ثُمَّ أَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى ٱلْكَوْمَةِ.‏ ٤٧ وَدَعَاهَا لَابَانُ يَجَرْ سَهْدُوثَا،‏ وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا جَلْعِيدَ.‏

٤٨ وَقَالَ لَابَانُ:‏ «هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةُ هِيَ شَاهِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ٱلْيَوْمَ».‏ لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَهَا جَلْعِيدَ،‏+ ٤٩ وَبُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ «لِيُرَاقِبْ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَ يَتَوَارَى وَاحِدُنَا عَنِ ٱلْآخَرِ.‏+ ٥٠ إِنْ كُنْتَ تُضَايِقُ ٱبْنَتَيَّ+ أَوْ تَأْخُذُ نِسَاءً عَلَى ٱبْنَتَيَّ،‏ فَلَيْسَ إِنْسَانٌ مَعَنَا.‏ اُنْظُرْ!‏ اَللّٰهُ شَاهِدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ».‏+ ٥١ وَقَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ:‏ «هُوَذَا هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةُ،‏ وَهُوَذَا ٱلنُّصْبُ ٱلَّذِي نَصَبْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ.‏ ٥٢ هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةُ شَاهِدَةٌ وَٱلنُّصْبُ شَاهِدٌ+ أَنِّي لَا أَتَجَاوَزُ هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةَ إِلَيْكَ وَأَنَّكَ لَا تَتَجَاوَزُ هٰذِهِ ٱلْكَوْمَةَ وَهٰذَا ٱلنُّصْبَ إِلَيَّ لِلضَّرَرِ.‏+ ٥٣ لِيَقْضِ بَيْنَنَا إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ+ وَإِلٰهُ نَاحُورَ،‏+ إِلٰهُ أَبِيهِمَا».‏ وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ.‏+

٥٤ ثُمَّ ذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي ٱلْجَبَلِ وَدَعَا إِخْوَتَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا.‏+ فَأَكَلُوا طَعَامًا وَبَاتُوا فِي ٱلْجَبَلِ.‏ ٥٥ وَبَكَّرَ لَابَانُ صَبَاحًا فَقَبَّلَ+ أَوْلَادَهُ وَٱبْنَتَيْهِ وَبَارَكَهُمْ.‏+ وَذَهَبَ لَابَانُ رَاجِعًا إِلَى مَكَانِهِ.‏+

٣٢ وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ،‏ وَلَاقَتْهُ مَلَائِكَةُ ٱللّٰهِ.‏+ ٢ فَقَالَ يَعْقُوبُ لَمَّا رَآهُمْ:‏ «هٰذَا جَيْشُ ٱللّٰهِ!‏».‏+ فَدَعَا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ مَحَنَايِمَ.‏+

٣ وَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ رُسُلًا+ قُدَّامَهُ إِلَى عِيسُو أَخِيهِ إِلَى أَرْضِ سَعِيرَ،‏+ بِلَادِ أَدُومَ،‏+ ٤ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا:‏ «هٰكَذَا تَقُولُونَ لِسَيِّدِي+ عِيسُو:‏ ‹هٰكَذَا قَالَ خَادِمُكَ يَعْقُوبُ:‏ «قَدْ تَغَرَّبْتُ عِنْدَ لَابَانَ وَلَبِثْتُ طَوِيلًا إِلَى ٱلْآنَ.‏+ ٥ وَقَدْ صَارَ لِي بَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَغَنَمٌ وَخُدَّامٌ وَجَوَارٍ،‏+ وَأَرْسَلْتُ لِأُعْلِمَ سَيِّدِي حَتَّى أَنَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ»›».‏+

٦ فَرَجَعَ ٱلرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ،‏ قَائِلِينَ:‏ «ذَهَبْنَا إِلَى أَخِيكَ عِيسُو،‏ وَهُوَ أَيْضًا قَادِمٌ لِلِقَائِكَ،‏ وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ مَعَهُ».‏+ ٧ فَخَافَ يَعْقُوبُ جِدًّا وَٱكْتَنَفَهُ ٱلْهَمُّ.‏+ فَقَسَمَ ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَٱلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ وَٱلْجِمَالَ إِلَى فَرِيقَيْنِ،‏+ ٨ وَقَالَ:‏ «إِذَا جَاءَ عِيسُو إِلَى ٱلْفَرِيقِ ٱلْوَاحِدِ وَهَاجَمَهُ،‏ فَإِنَّ ٱلْفَرِيقَ ٱلْبَاقِيَ يَنْجُو».‏+

٩ ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ:‏ «يَا إِلٰهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهَ أَبِي إِسْحَاقَ،‏+ يَا يَهْوَهُ ٱلْقَائِلُ لِي:‏ ‹اِرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى أَنْسِبَائِكَ،‏ فَإِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ›،‏+ ١٠ أَنَا لَا أَسْتَحِقُّ جَمِيعَ أَلْطَافِكَ ٱلْحُبِّيَّةِ وَجَمِيعَ ٱلْأَمَانَةِ ٱلَّتِي صَنَعْتَ إِلَى خَادِمِكَ،‏+ فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هٰذَا ٱلْأُرْدُنَّ،‏ وَٱلْآنَ قَدْ صِرْتُ فَرِيقَيْنِ.‏+ ١١ أَنْقِذْنِي+ مِنْ يَدِ أَخِي،‏ مِنْ يَدِ عِيسُو،‏ لِأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيُهَاجِمَنِي،‏+ ٱلْأُمَّ مَعَ ٱلْأَوْلَادِ.‏ ١٢ وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ:‏ ‹إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ،‏ ٱلَّذِي لَا يُعَدُّ لِكَثْرَتِهِ›».‏+

١٣ وَبَاتَ هُنَاكَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ.‏ وَأَخَذَ مِمَّا كَانَ فِي يَدِهِ هَدِيَّةً لِعِيسُو أَخِيهِ:‏+ ١٤ مِئَتَيْ عَنْزَةٍ وَعِشْرِينَ تَيْسًا،‏ مِئَتَيْ نَعْجَةٍ وَعِشْرِينَ كَبْشًا،‏ ١٥ ثَلَاثِينَ نَاقَةً مُرْضِعَةً وَأَوْلَادَهَا،‏ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ،‏ عِشْرِينَ أَتَانًا وَعَشَرَةَ حَمِيرٍ.‏+

١٦ وَسَلَّمَهَا إِلَى خُدَّامِهِ قَطِيعًا قَطِيعًا عَلَى حِدَةٍ،‏ وَقَالَ لِخُدَّامِهِ:‏ «اُعْبُرُوا قُدَّامِي،‏ وَٱجْعَلُوا فُسْحَةً بَيْنَ قَطِيعٍ وَقَطِيعٍ».‏+ ١٧ وَأَوْصَى ٱلْأَوَّلَ قَائِلًا:‏ «إِذَا لَاقَاكَ عِيسُو أَخِي،‏ وَسَأَلَكَ قَائِلًا:‏ ‹لِمَنْ أَنْتَ،‏ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ،‏ وَلِمَنْ هٰذَا ٱلَّذِي قُدَّامَكَ؟‏›،‏ ١٨ تَقُولُ:‏ ‹لِخَادِمِكَ يَعْقُوبَ.‏ هُوَ هَدِيَّةٌ+ مُرْسَلَةٌ إِلَى سَيِّدِي+ عِيسُو،‏ وَهَا هُوَ أَيْضًا وَرَاءَنَا›».‏ ١٩ وَأَوْصَى أَيْضًا ٱلثَّانِيَ وَٱلثَّالِثَ وَجَمِيعَ ٱلسَّائِرِينَ وَرَاءَ ٱلْقُطْعَانِ،‏ قَائِلًا:‏ «بِهٰذَا ٱلْكَلَامِ تُكَلِّمُونَ عِيسُو حِينَ تُصَادِفُونَهُ.‏+ ٢٠ وَتَقُولُونَ أَيْضًا:‏ ‹هُوَذَا خَادِمُكَ يَعْقُوبُ وَرَاءَنَا›».‏+ لِأَنَّهُ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ «أَسْتَرْضِيهِ بِٱلْهَدِيَّةِ ٱلسَّائِرَةِ أَمَامِي،‏+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ أَنْظُرُ وَجْهَهُ،‏ لَعَلَّهُ يُرَحِّبُ بِي».‏+ ٢١ فَعَبَرَتِ ٱلْهَدِيَّةُ أَمَامَهُ،‏ وَبَاتَ هُوَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ فِي ٱلْمُخَيَّمِ.‏+

٢٢ ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ وَأَخَذَ زَوْجَتَيْهِ+ وَجَارِيَتَيْهِ+ وَبَنِيهِ ٱلْأَحَدَ عَشَرَ+ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ.‏+ ٢٣ أَخَذَهُمْ وَعَبَّرَهُمُ ٱلْوَادِيَ،‏+ وَعَبَّرَ مَا كَانَ لَهُ.‏

٢٤ فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ.‏ وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ إِلَى طُلُوعِ ٱلْفَجْرِ.‏+ ٢٥ وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَيْهِ،‏+ لَمَسَ حُقَّ وَرِكِهِ،‏ فَٱنْخَلَعَ حُقُّ وَرِكِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.‏+ ٢٦ وَقَالَ:‏ «أَطْلِقْنِي،‏ لِأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ ٱلْفَجْرُ».‏ فَقَالَ:‏ «لَا أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي أَوَّلًا».‏+ ٢٧ فَقَالَ لَهُ:‏ «مَا ٱسْمُكَ؟‏»،‏ فَقَالَ:‏ «يَعْقُوبُ».‏ ٢٨ فَقَالَ:‏ «لَا يُدْعَى ٱسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ،‏+ لِأَنَّكَ جَاهَدْتَ+ مَعَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ فَأَفْلَحْتَ».‏ ٢٩ وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ:‏ «مِنْ فَضْلِكَ،‏ أَخْبِرْنِي بِٱسْمِكَ».‏ فَقَالَ:‏ «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ ٱسْمِي؟‏».‏+ وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.‏ ٣٠ فَدَعَا يَعْقُوبُ ٱسْمَ ٱلْمَكَانِ فَنِيئِيلَ،‏+ قَائِلًا:‏ «لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ٱللّٰهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ،‏ وَأُنْقِذَتْ نَفْسِي».‏+

٣١ وَسَطَعَتِ ٱلشَّمْسُ عَلَيْهِ إِذْ مَرَّ بِفَنُوئِيلَ،‏ وَكَانَ يَعْرُجُ مِنْ فَخِذِهِ.‏+ ٣٢ لِذٰلِكَ لَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ ٱلنَّسَا ٱلَّذِي عَلَى حُقِّ ٱلْوَرِكِ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ،‏ لِأَنَّهُ لَمَسَ حُقَّ وَرِكِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ ٱلنَّسَا.‏+

٣٣ وَرَفَعَ يَعْقُوبُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ،‏ فَإِذَا عِيسُو مُقْبِلٌ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ.‏+ فَفَرَّقَ ٱلْأَوْلَادَ عَلَى لَيْئَةَ وَعَلَى رَاحِيلَ وَعَلَى ٱلْجَارِيَتَيْنِ،‏+ ٢ وَوَضَعَ ٱلْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلَادَهُمَا أَوَّلًا،‏+ وَلَيْئَةَ وَأَوْلَادَهَا بَعْدَهُمْ،‏+ وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ وَرَاءَهُمْ.‏+ ٣ وَٱجْتَازَ هُوَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَى أَنِ ٱقْتَرَبَ مِنْ أَخِيهِ.‏+

٤ فَرَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ،‏+ وَعَانَقَهُ+ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ،‏ وَبَكَيَا.‏ ٥ ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ فَرَأَى ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ فَقَالَ:‏ «مَنْ هٰؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ مَعَكَ؟‏»،‏ فَقَالَ:‏ «اَلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللّٰهُ بِهِمْ عَلَى خَادِمِكَ».‏+ ٦ فَتَقَدَّمَتِ ٱلْجَارِيَتَانِ وَأَوْلَادُهُمَا وَسَجَدُوا.‏ ٧ وَتَقَدَّمَتْ لَيْئَةُ أَيْضًا وَأَوْلَادُهَا وَسَجَدُوا،‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَقَدَّمَ يُوسُفُ وَرَاحِيلُ وَسَجَدَا.‏+

٨ فَقَالَ:‏ «مَا هُوَ قَصْدُكَ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلْجَيْشِ ٱلَّذِي ٱلْتَقَيْتُهُ؟‏».‏+ فَقَالَ:‏ «أَنْ أَنَالَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي».‏+ ٩ فَقَالَ عِيسُو:‏ «عِنْدِي كَثِيرٌ جِدًّا يَا أَخِي.‏+ فَمَا لَكَ يَبْقَى لَكَ».‏ ١٠ فَقَالَ يَعْقُوبُ:‏ «لَا،‏ أَرْجُوكَ!‏ إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ،‏+ فَٱقْبَلْ هَدِيَّتِي مِنْ يَدِي،‏ لِأَنِّي بِذٰلِكَ رَأَيْتُ وَجْهَكَ كَأَنِّي رَأَيْتُ وَجْهَ ٱللّٰهِ،‏ فَرَضِيتَ عَنِّي.‏+ ١١ خُذْ هَدِيَّةَ بَرَكَتِي ٱلَّتِي أُتِيَ بِهَا إِلَيْكَ،‏+ لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيَّ وَعِنْدِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».‏+ وَبَقِيَ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَخَذَهَا.‏+

١٢ ثُمَّ قَالَ:‏ «لِنَرْحَلْ وَنَذْهَبْ،‏ وَأَنَا أَذْهَبُ قُدَّامَكَ».‏ ١٣ فَقَالَ لَهُ:‏ «سَيِّدِي عَالِمٌ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ رَخْصَةٌ،‏ وَٱلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ مُرْضِعَةٌ عِنْدِي،‏+ فَإِنْ سَاقُوهَا يَوْمًا وَاحِدًا بِسُرْعَةٍ،‏ يَمُوتُ كُلُّ ٱلْقَطِيعِ.‏+ ١٤ أَرْجُو أَنْ يَجْتَازَ سَيِّدِي قُدَّامَ خَادِمِهِ،‏ وَأَنَا أَسِيرُ رُوَيْدًا عَلَى خُطَى ٱلْمَاشِيَةِ+ ٱلَّتِي قُدَّامِي وَخُطَى ٱلْأَوْلَادِ،‏+ حَتَّى أَجِيءَ إِلَى سَيِّدِي فِي سَعِيرَ».‏+ ١٥ فَقَالَ عِيسُو:‏ «أَضَعُ رَهْنَ تَصَرُّفِكَ بَعْضَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ مَعِي».‏ فَقَالَ:‏ «وَلِمَ ذٰلِكَ؟‏ دَعْنِي أَجِدُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي».‏+ ١٦ فَرَجَعَ عِيسُو ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى سَعِيرَ.‏

١٧ وَرَحَلَ يَعْقُوبُ إِلَى سُكُّوتَ،‏+ وَبَنَى لِنَفْسِهِ بَيْتًا وَصَنَعَ لِقَطِيعِهِ مَظَالَّ.‏+ لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَ ٱلْمَكَانِ سُكُّوتَ.‏

١٨ ثُمَّ أَتَى يَعْقُوبُ سَالِمًا إِلَى مَدِينَةِ شَكِيمَ،‏+ ٱلَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏+ حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ،‏+ وَخَيَّمَ أَمَامَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ ١٩ ثُمَّ ٱقْتَنَى قِطْعَةَ ٱلْحَقْلِ ٱلَّتِي نَصَبَ فِيهَا خَيْمَتَهُ مِنْ يَدِ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ ٱلْمَالِ.‏+ ٢٠ وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَاهُ ٱللّٰهَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ.‏+

٣٤ وَكَانَ مِنْ عَادَةِ دِينَةَ بِنْتِ لَيْئَةَ،‏+ ٱلَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ،‏ أَنْ تَخْرُجَ لِتَرَى+ بَنَاتِ ٱلْأَرْضِ.‏+ ٢ فَرَآهَا شَكِيمُ بْنُ حَمُورَ ٱلْحِوِّيِّ،‏+ زَعِيمِ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ،‏ فَأَخَذَهَا وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا وَٱغْتَصَبَهَا.‏+ ٣ وَتَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِدِينَةَ بِنْتِ يَعْقُوبَ،‏ وَأَحَبَّ ٱلْفَتَاةَ وَظَلَّ يُحَاوِلُ ٱسْتِمَالَةَ ٱلْفَتَاةِ بِكَلَامِهِ.‏ ٤ وَأَخِيرًا قَالَ شَكِيمُ لِحَمُورَ أَبِيهِ:‏+ «خُذْ لِي هٰذِهِ ٱلْفَتَاةَ زَوْجَةً».‏+

٥ وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ دَنَّسَ دِينَةَ ٱبْنَتَهُ.‏ وَكَانَ بَنُوهُ مَعَ قَطِيعِهِ فِي ٱلْحَقْلِ،‏+ فَسَكَتَ يَعْقُوبُ حَتَّى جَاءُوا.‏+ ٦ فَخَرَجَ حَمُورُ أَبُو شَكِيمَ إِلَى يَعْقُوبَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ.‏+ ٧ وَجَاءَ بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ ٱلْحَقْلِ حِينَ سَمِعُوا بِذٰلِكَ،‏ فَٱسْتَاءَ ٱلرِّجَالُ وَغَضِبُوا جِدًّا،‏+ لِأَنَّهُ قَدِ ٱرْتَكَبَ حَمَاقَةً مُخْزِيَةً فِي حَقِّ إِسْرَائِيلَ بِٱلِٱضْطِجَاعِ مَعَ ٱبْنَةِ يَعْقُوبَ،‏+ وَمِثْلُ ذٰلِكَ لَا يُصْنَعُ.‏+

٨ فَأَخَذَ حَمُورُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «إِنَّ شَكِيمَ ٱبْنِي قَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِٱبْنَتِكُمْ.‏+ فَأَرْجُوكُمْ،‏ أَعْطُوهُ إِيَّاهَا زَوْجَةً،‏+ ٩ وَصَاهِرُونَا.‏+ تُعْطُونَنَا بَنَاتِكُمْ،‏ وَتَأْخُذُونَ لَكُمْ بَنَاتِنَا.‏+ ١٠ وَتَسْكُنُونَ مَعَنَا،‏ وَتَكُونُ ٱلْأَرْضُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ.‏ اُسْكُنُوا وَتَاجِرُوا فِيهَا وَٱسْتَقِرُّوا فِيهَا».‏+ ١١ ثُمَّ قَالَ شَكِيمُ لِأَبِيهَا وَلِإِخْوَتِهَا:‏ «دَعُونِي أَجِدُ حُظْوَةً فِي عُيُونِكُمْ،‏ وَمَهْمَا قُلْتُمْ لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِي.‏ ١٢ كَثِّرُوا عَلَيَّ ٱلْمَهْرَ وَٱلْعَطِيَّةَ جِدًّا،‏+ فَأُعْطِيَكُمْ كَمَا تَقُولُونَ لِي،‏ إِنَّمَا أَعْطُونِي ٱلْفَتَاةَ زَوْجَةً».‏

١٣ فَأَجَابَ بَنُو يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَحَمُورَ أَبَاهُ وَتَكَلَّمُوا بِخِدَاعٍ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ دَنَّسَ دِينَةَ أُخْتَهُمْ.‏+ ١٤ فَقَالُوا لَهُمَا:‏ «لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ،‏ أَنْ نُعْطِيَ أُخْتَنَا لِرَجُلٍ أَغْلَفَ،‏+ لِأَنَّهُ عَارٌ لَنَا.‏ ١٥ إِنَّمَا بِهٰذَا نُوَافِقُكُمْ:‏ أَنْ تَصِيرُوا مِثْلَنَا بِخَتْنِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ.‏+ ١٦ عِنْدَئِذٍ نُعْطِيكُمْ بَنَاتِنَا،‏ وَنَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِكُمْ،‏ وَنَسْكُنُ مَعَكُمْ وَنَصِيرُ شَعْبًا وَاحِدًا.‏+ ١٧ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا،‏ أَنْ تَخْتَتِنُوا،‏ نَأْخُذُ ٱبْنَتَنَا وَنَذْهَبُ».‏

١٨ فَحَسُنَ كَلَامُهُمْ فِي عَيْنَيْ حَمُورَ وَفِي عَيْنَيْ شَكِيمَ بْنِ حَمُورَ،‏+ ١٩ وَلَمْ يَتَأَخَّرِ ٱلْفَتَى عَنْ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْأَمْرَ،‏+ لِأَنَّهُ سُرَّ بِٱبْنَةِ يَعْقُوبَ،‏ وَكَانَ أَنْبَلَ+ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ.‏+

٢٠ فَذَهَبَ حَمُورُ وَشَكِيمُ ٱبْنُهُ إِلَى بَابِ مَدِينَتِهِمَا،‏ وَكَلَّمَا أَهْلَ مَدِينَتِهِمَا،‏+ قَائِلَيْنِ:‏ ٢١ ‏«هٰؤُلَاءِ ٱلْقَوْمُ مُسَالِمُونَ لَنَا.‏+ فَلْيَسْكُنُوا فِي ٱلْأَرْضِ وَيُتَاجِرُوا فِيهَا،‏ فَٱلْأَرْضُ وَاسِعَةٌ جِدًّا أَمَامَهُمْ.‏+ نَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِهِمْ زَوْجَاتٍ وَنُعْطِيهِمْ بَنَاتِنَا.‏+ ٢٢ إِنَّمَا بِهٰذَا يُوَافِقُنَا ٱلْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَسْكُنُوا مَعَنَا لِنَصِيرَ شَعْبًا وَاحِدًا:‏ بِأَنْ يُخْتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنَّا كَمَا هُمْ مَخْتُونُونَ.‏+ ٢٣ أَفَلَا تَصِيرُ أَمْلَاكُهُمْ وَثَرْوَتُهُمْ وَكُلُّ مَاشِيَتِهِمْ لَنَا؟‏+ نُوَافِقُهُمْ فَقَطْ فَيَسْكُنُونَ مَعَنَا».‏+ ٢٤ فَسَمِعَ لِحَمُورَ وَشَكِيمَ ٱبْنِهِ كُلُّ ٱلْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ مَدِينَتِهِ،‏ وَٱخْتَتَنَ كُلُّ ٱلذُّكُورِ،‏ كُلُّ ٱلْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ مَدِينَتِهِ.‏

٢٥ وَحَدَثَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ حِينَ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ+ أَنَّ ٱبْنَيْ يَعْقُوبَ،‏ شِمْعُونَ وَلَاوِيَ+ أَخَوَيْ دِينَةَ،‏+ أَخَذَا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ وَذَهَبَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ آمِنَيْنِ وَقَتَلَا كُلَّ ذَكَرٍ.‏+ ٢٦ وَحَمُورُ وَشَكِيمُ ٱبْنُهُ قَتَلَاهُمَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ.‏+ وَأَخَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا.‏+ ٢٧ وَدَخَلَ بَنُو يَعْقُوبَ ٱلْآخَرُونَ عَلَى ٱلْقَتْلَى وَنَهَبُوا ٱلْمَدِينَةَ،‏ لِأَنَّهُمْ دَنَّسُوا أُخْتَهُمْ.‏+ ٢٨ غَنَمُهُمْ وَبَقَرُهُمْ وَحَمِيرُهُمْ وَمَا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَمَا فِي ٱلْحَقْلِ أَخَذُوهُ.‏+ ٢٩ وَأَخَذُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ وَزَوْجَاتِهِمْ أَسْرَى،‏ وَنَهَبُوا كُلَّ مَا فِي ٱلْبُيُوتِ.‏+

٣٠ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشِمْعُونَ وَلَاوِي:‏+ «جَعَلْتُمَانِي مَنْبُوذًا إِذْ أَخْبَثْتُمَا رَائِحَتِي عِنْدَ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ،‏+ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ،‏ وَأَنَا عَدَدٌ قَلِيلٌ،‏+ فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي،‏ فَأَفْنَى أَنَا وَبَيْتِي».‏ ٣١ فَقَالَا:‏ «أَمِثْلَ بَغِيٍّ تُعَامَلُ أُخْتُنَا؟‏».‏+

٣٥ ثُمَّ قَالَ ٱللّٰهُ لِيَعْقُوبَ:‏ «قُمِ ٱصْعَدْ إِلَى بَيْتَ إِيلَ وَٱسْكُنْ هُنَاكَ،‏+ وَٱصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلّٰهِ ٱلَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ كُنْتَ هَارِبًا مِنْ عِيسُو أَخِيكَ».‏+

٢ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِأَهْلِ بَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ:‏ «أَزِيلُوا ٱلْآلِهَةَ ٱلْغَرِيبَةَ ٱلَّتِي فِي وَسْطِكُمْ+ وَتَطَهَّرُوا وَغَيِّرُوا أَرْدِيَتَكُمْ،‏+ ٣ وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتَ إِيلَ.‏ وَهُنَاكَ أَصْنَعُ مَذْبَحًا لِلّٰهِ ٱلَّذِي أَجَابَنِي فِي يَوْمِ شِدَّتِي+ وَكَانَ مَعِي فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ».‏+ ٤ فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ ٱلْآلِهَةِ ٱلْغَرِيبَةِ+ ٱلَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَٱلْأَقْرَاطِ ٱلَّتِي فِي آذَانِهِمْ،‏ فَطَمَرَهَا+ يَعْقُوبُ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.‏

٥ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا،‏ وَكَانَ رُعْبُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي حَوْلَهُمْ،‏+ فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ.‏ ٦ وَجَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى لُوزَ،‏+ ٱلَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ أَيْ بَيْتَ إِيلَ،‏ هُوَ وَجَمِيعُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ.‏ ٧ وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا ٱلْمَكَانَ إِيلَ بَيْتَ إِيلَ،‏ لِأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ ٱللّٰهُ لَهُ عِنْدَ هُرُوبِهِ مِنْ أَخِيهِ.‏+ ٨ ثُمَّ مَاتَتْ دَبُورَةُ+ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ فِي أَسْفَلِ بَيْتَ إِيلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ ضَخْمَةٍ.‏ فَدَعَا ٱسْمَهَا أَلُّونَ بَاكُوتَ.‏

٩ وَظَهَرَ ٱللّٰهُ لِيَعْقُوبَ مَرَّةً أُخْرَى حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ+ وَبَارَكَهُ.‏+ ١٠ وَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ:‏ «اِسْمُكَ يَعْقُوبُ.‏+ لَا يُدْعَى بَعْدُ ٱسْمُكَ يَعْقُوبَ،‏ بَلْ إِسْرَائِيلَ يَكُونُ ٱسْمُكَ».‏ فَدَعَا ٱسْمَهُ إِسْرَائِيلَ.‏+ ١١ وَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ:‏ «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.‏+ أَثْمِرْ وَٱكْثُرْ.‏ أُمَمٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ،‏ وَمُلُوكٌ يَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.‏+ ١٢ وَٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ،‏ لَكَ أُعْطِيهَا،‏ وَلِنَسْلِكَ+ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي ٱلْأَرْضَ».‏+ ١٣ ثُمَّ صَعِدَ ٱللّٰهُ عَنْهُ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ.‏+

١٤ فَأَقَامَ يَعْقُوبُ نُصْبًا فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ،‏+ نُصْبًا مِنْ حَجَرٍ،‏ وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبًا وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتًا.‏+ ١٥ وَدَعَا يَعْقُوبُ أَيْضًا ٱسْمَ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ ٱللّٰهُ مَعَهُ بَيْتَ إِيلَ.‏+

١٦ ثُمَّ ٱرْتَحَلُوا مِنْ بَيْتَ إِيلَ.‏ وَلَمَّا كَانَتْ مَسَافَةٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ بَعْدُ حَتَّى يَأْتُوا إِلَى أَفْرَاتَ،‏+ وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلَادَتُهَا.‏+ ١٧ وَحَدَثَ حِينَ تَعَسَّرَتْ وِلَادَتُهَا أَنَّ ٱلْقَابِلَةَ قَالَتْ لَهَا:‏ «لَا تَخَافِي،‏ لِأَنَّ هٰذَا أَيْضًا ٱبْنٌ لَكِ».‏+ ١٨ وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا+ (‏لِأَنَّهَا مَاتَتْ)‏+ أَنَّهَا دَعَتِ ٱسْمَهُ بَنْ أُونِيَ،‏ وَأَمَّا أَبُوهُ فَدَعَاهُ بِنْيَامِينَ.‏+ ١٩ فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى أَفْرَاتَ،‏ أَيْ بَيْتَ لَحْمَ.‏+ ٢٠ فَأَقَامَ يَعْقُوبُ نُصْبًا عَلَى قَبْرِهَا.‏ هُوَ نُصْبُ قَبْرِ رَاحِيلَ إِلَى ٱلْيَوْمِ.‏+

٢١ ثُمَّ ٱرْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ بُرْجِ عِدْرٍ.‏+ ٢٢ وَحَدَثَ إِذْ كَانَ إِسْرَائِيلُ سَاكِنًا+ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ،‏ أَنَّ رَأُوبِينَ ذَهَبَ وَٱضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ أَبِيهِ،‏ فَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ بِذٰلِكَ.‏+

وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ ٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ ٢٣ بَنُو لَيْئَةَ:‏ رَأُوبِينُ+ بِكْرُ يَعْقُوبَ وَشِمْعُونُ وَلَاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ.‏ ٢٤ وَٱبْنَا رَاحِيلَ:‏ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ.‏ ٢٥ وَٱبْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ:‏ دَانٌ وَنَفْتَالِي.‏ ٢٦ وَٱبْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ:‏ جَادٌ وَأَشِيرُ.‏ هٰؤُلَاءِ بَنُو يَعْقُوبَ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَ أَرَامَ.‏

٢٧ وَأَخِيرًا جَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا،‏+ إِلَى قِرْيَةَ أَرْبَعَ،‏+ أَيْ حَبْرُونَ،‏ حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ.‏+ ٢٨ وَكَانَتْ أَيَّامُ إِسْحَاقَ مِئَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً.‏+ ٢٩ فَلَفَظَ إِسْحَاقُ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ،‏ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ،‏ شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا،‏+ وَدَفَنَهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ ٱبْنَاهُ.‏+

٣٦ وَهٰذَا تَارِيخُ عِيسُو،‏ أَيْ أَدُومَ.‏+

٢ أَخَذَ عِيسُو زَوْجَاتِهِ مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ:‏+ عَادَةَ+ بِنْتَ إِيلُونَ ٱلْحِثِّيِّ،‏+ وَأُهُولِيبَامَةَ+ بِنْتَ عَنًى،‏ حَفِيدَةَ صِبْعُونَ ٱلْحِوِّيِّ،‏ ٣ وَبَسْمَةَ+ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ،‏ أُخْتَ نَبَايُوتَ.‏+

٤ فَوَلَدَتْ عَادَةُ لِعِيسُو أَلِيفَازَ،‏ وَوَلَدَتْ بَسْمَةُ رَعُوئِيلَ.‏

٥ وَوَلَدَتْ أُهُولِيبَامَةُ يَعُوشَ وَيَعْلَامَ وَقُورَحَ.‏+

هٰؤُلَاءِ بَنُو عِيسُو ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ ٦ ثُمَّ أَخَذَ عِيسُو زَوْجَاتِهِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَكُلَّ نُفُوسِ بَيْتِهِ وَمَاشِيَتَهُ وَسَائِرَ بَهَائِمِهِ وَكُلَّ ثَرْوَتِهِ+ ٱلَّتِي ٱقْتَنَاهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ وَمَضَى إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ عَنْ يَعْقُوبَ أَخِيهِ،‏+ ٧ لِأَنَّ أَمْلَاكَهُمَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا،‏ وَلَمْ تَسْتَطِعْ أَرْضُ غُرْبَتِهِمَا أَنْ تَحْمِلَهُمَا بِسَبَبِ مَوَاشِيهِمَا.‏+ ٨ فَسَكَنَ عِيسُو فِي مِنْطَقَةِ سَعِيرَ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏+ وَعِيسُو هُوَ أَدُومُ.‏+

٩ وَهٰذَا تَارِيخُ عِيسُو أَبِي ٱلْأَدُومِيِّينَ فِي مِنْطَقَةِ سَعِيرَ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏+

١٠ هٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي عِيسُو:‏ أَلِيفَازُ بْنُ عَادَةَ زَوْجَةِ عِيسُو،‏ وَرَعُوئِيلُ بْنُ بَسْمَةَ زَوْجَةِ عِيسُو.‏+

١١ وَكَانَ بَنُو أَلِيفَازَ:‏ تَيْمَانَ+ وَأُومَارَ وَصَفْوًا وَجَعْثَامَ وَقِنَازَ.‏+ ١٢ وَكَانَتْ تِمْنَاعُ+ سُرِّيَّةً لِأَلِيفَازَ بْنِ عِيسُو.‏ فَوَلَدَتْ لِأَلِيفَازَ عَمَالِيقَ.‏+ هٰؤُلَاءِ بَنُو عَادَةَ زَوْجَةِ عِيسُو.‏

١٣ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو رَعُوئِيلَ:‏ نَحَثٌ وَزَارَحُ وَشَمَّةُ وَمِزَّةُ.‏+ هٰؤُلَاءِ كَانُوا بَنِي بَسْمَةَ+ زَوْجَةِ عِيسُو.‏

١٤ وَهٰؤُلَاءِ كَانُوا بَنِي أُهُولِيبَامَةَ بِنْتِ عَنًى،‏ حَفِيدَةِ صِبْعُونَ،‏ زَوْجَةِ عِيسُو،‏ فَقَدْ وَلَدَتْ لِعِيسُو يَعُوشَ وَيَعْلَامَ وَقُورَحَ.‏+

١٥ وَهٰؤُلَاءِ شُيُوخُ+ قَبَائِلِ بَنِي عِيسُو:‏ بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو:‏ اَلشَّيْخُ تَيْمَانُ،‏+ ٱلشَّيْخُ أُومَارُ،‏ ٱلشَّيْخُ صَفْوٌ،‏ ٱلشَّيْخُ قِنَازُ،‏ ١٦ ٱلشَّيْخُ قُورَحُ،‏ ٱلشَّيْخُ جَعْثَامُ،‏ وَٱلشَّيْخُ عَمَالِيقُ.‏ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ أَلِيفَازَ+ فِي أَرْضِ أَدُومَ.‏ هٰؤُلَاءِ بَنُو عَادَةَ.‏

١٧ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو رَعُوئِيلَ بْنِ عِيسُو:‏ اَلشَّيْخُ نَحَثٌ،‏ ٱلشَّيْخُ زَارَحُ،‏ ٱلشَّيْخُ شَمَّةُ،‏ وَٱلشَّيْخُ مِزَّةُ.‏ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ رَعُوئِيلَ فِي أَرْضِ أَدُومَ.‏+ هٰؤُلَاءِ بَنُو بَسْمَةَ زَوْجَةِ عِيسُو.‏

١٨ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو أُهُولِيبَامَةَ زَوْجَةِ عِيسُو:‏ اَلشَّيْخُ يَعُوشُ،‏ ٱلشَّيْخُ يَعْلَامُ،‏ ٱلشَّيْخُ قُورَحُ.‏ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ ٱلْقَبَائِلِ مِنْ أُهُولِيبَامَةَ بِنْتِ عَنًى،‏ زَوْجَةِ عِيسُو.‏

١٩ هٰؤُلَاءِ بَنُو عِيسُو،‏ وَهٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِهِمْ.‏ هٰذَا هُوَ أَدُومُ.‏+

٢٠ هٰؤُلَاءِ بَنُو سَعِيرَ ٱلْحُورِيِّ،‏ سُكَّانُ ٱلْأَرْضِ:‏+ لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنًى+ ٢١ وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ.‏+ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ ٱلْحُورِيِّ،‏ بَنُو سَعِيرَ،‏ فِي أَرْضِ أَدُومَ.‏

٢٢ وَكَانَ ٱبْنَا لُوطَانَ:‏ حُورِيَ وَهَيْمَامَ،‏ وَكَانَتْ تِمْنَاعُ أُخْتَ لُوطَانَ.‏+

٢٣ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو شُوبَالَ:‏ عَلْوَانُ وَمَنَاحَةُ وَعِيبَالُ وَشَفْوٌ وَأُونَامُ.‏

٢٤ وَهٰذَانِ ٱبْنَا صِبْعُونَ:‏ أَيَّةُ وَعَنًى.‏ هٰذَا هُوَ عَنًى ٱلَّذِي وَجَدَ ٱلْعُيُونَ ٱلْحَارَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ حِينَ كَانَ يَرْعَى حَمِيرَ صِبْعُونَ أَبِيهِ.‏+

٢٥ وَهٰذَانِ وَلَدَا عَنًى:‏ دِيشُونُ وَأُهُولِيبَامَةُ،‏ بِنْتُ عَنًى.‏

٢٦ وَهٰؤُلَاءِ بَنُو دِيشُونَ:‏ حَمْدَانُ وَأَشْبَانُ وَيِثْرَانُ وَكَرَانُ.‏+

٢٧ هٰؤُلَاءِ بَنُو إِيصَرَ:‏ بِلْهَانُ وَزَعْوَانُ وَعَقَانُ.‏

٢٨ هٰذَانِ ٱبْنَا دِيشَانَ:‏ عُوصٌ وَأَرَانُ.‏+

٢٩ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ ٱلْحُورِيِّ:‏ اَلشَّيْخُ لُوطَانُ،‏ ٱلشَّيْخُ شُوبَالُ،‏ ٱلشَّيْخُ صِبْعُونُ،‏ ٱلشَّيْخُ عَنًى،‏ ٣٠ ٱلشَّيْخُ دِيشُونُ،‏ ٱلشَّيْخُ إِيصَرُ،‏ وَٱلشَّيْخُ دِيشَانُ.‏+ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ ٱلْحُورِيِّ بِشُيُوخِهِمْ فِي أَرْضِ سَعِيرَ.‏

٣١ وَهٰؤُلَاءِ هُمُ ٱلْمُلُوكُ ٱلَّذِينَ مَلَكُوا فِي أَرْضِ أَدُومَ+ قَبْلَ أَنْ يَمْلِكَ مَلِكٌ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.‏+ ٣٢ مَلَكَ فِي أَدُومَ بَالَعُ بْنُ بَعُورَ،‏+ وَكَانَ ٱسْمُ مَدِينَتِهِ دِنْهَابَةَ.‏ ٣٣ وَمَاتَ بَالَعُ،‏ فَمَلَكَ مَكَانَهُ يُوبَابُ بْنُ زَارَحَ مِنْ بُصْرَةَ.‏+ ٣٤ وَمَاتَ يُوبَابُ،‏ فَمَلَكَ مَكَانَهُ حُوشَامُ مِنْ أَرْضِ ٱلتَّيْمَانِيِّينَ.‏+ ٣٥ وَمَاتَ حُوشَامُ،‏ فَمَلَكَ مَكَانَهُ هَدَدُ بْنُ بَدَادَ،‏ ٱلَّذِي هَزَمَ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ+ فِي بِلَادِ مُوآبَ،‏+ وَكَانَ ٱسْمُ مَدِينَتِهِ عَوِيتَ.‏+ ٣٦ وَمَاتَ هَدَدٌ،‏ فَمَلَكَ مَكَانَهُ سَمْلَةُ مِنْ مَسْرِيقَةَ.‏+ ٣٧ وَمَاتَ سَمْلَةُ،‏ فَمَلَكَ مَكَانَهُ شَأُولُ مِنْ رَحُوبُوتَ عَلَى ٱلنَّهْرِ.‏+ ٣٨ وَمَاتَ شَأُولُ،‏ فَمَلَكَ مَكَانَهُ بَعْلَ حَانَانُ بْنُ عَكْبُورَ.‏+ ٣٩ وَمَاتَ بَعْلَ حَانَانُ بْنُ عَكْبُورَ،‏ فَمَلَكَ مَكَانَهُ هَدَارُ.‏ وَكَانَ ٱسْمُ مَدِينَتِهِ فَاعُو،‏ وَٱسْمُ زَوْجَتِهِ مَهِيطَبْئِيلَ بِنْتَ مَطْرِدَ بِنْتِ مِيزَهَبَ.‏+

٤٠ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ شُيُوخِ قَبَائِلِ عِيسُو بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ:‏ اَلشَّيْخُ تِمْنَاعُ،‏ ٱلشَّيْخُ عَلْوَةُ،‏ ٱلشَّيْخُ يَتِيتُ،‏+ ٤١ ٱلشَّيْخُ أُهُولِيبَامَةُ،‏ ٱلشَّيْخُ إِيلَةُ،‏ ٱلشَّيْخُ فِينُونُ،‏+ ٤٢ ٱلشَّيْخُ قِنَازُ،‏ ٱلشَّيْخُ تَيْمَانُ،‏ ٱلشَّيْخُ مِبْصَارُ،‏+ ٤٣ ٱلشَّيْخُ مَجْدِيئِيلُ،‏ وَٱلشَّيْخُ عِيرَامُ.‏ هٰؤُلَاءِ شُيُوخُ قَبَائِلِ أَدُومَ+ بِحَسَبِ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مِلْكِهِمْ.‏+ هٰذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ.‏+

٣٧ وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ غُرْبَةِ أَبِيهِ،‏+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+

٢ هٰذَا تَارِيخُ يَعْقُوبَ.‏

إِذْ كَانَ يُوسُفُ+ ٱبْنَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ كَانَ يَرْعَى ٱلْغَنَمَ مَعَ إِخْوَتِهِ،‏+ وَهُوَ صَبِيٌّ مَعَ بَنِي بِلْهَةَ+ وَبَنِي زِلْفَةَ،‏+ زَوْجَتَيْ أَبِيهِ.‏ فَأَتَى يُوسُفُ بِمَذَمَّةٍ عَنْهُمْ إِلَى أَبِيهِمْ.‏+ ٣ وَكَانَ إِسْرَائِيلُ يُحِبُّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ،‏+ لِأَنَّهُ ٱبْنُ شَيْخُوخَتِهِ،‏ فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا طَوِيلًا مُخَطَّطًا.‏+ ٤ فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ يُحِبُّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ،‏ أَبْغَضُوهُ+ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلَامٍ.‏+

٥ ثُمَّ حَلَمَ يُوسُفُ حُلْمًا وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ،‏+ فَٱزْدَادُوا بُغْضًا لَهُ.‏ ٦ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِسْمَعُوا هٰذَا ٱلْحُلْمَ ٱلَّذِي حَلَمْتُ:‏+ ٧ هَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَمًا فِي وَسَطِ ٱلْحَقْلِ،‏ فَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَٱنْتَصَبَتْ،‏ وَإِذَا حُزَمُكُمْ أَحَاطَتْ بِحُزْمَتِي وَسَجَدَتْ لَهَا».‏+ ٨ فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ:‏ «أَتَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكًا+ أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطًا؟‏».‏+ وَٱزْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ بِسَبَبِ أَحْلَامِهِ وَبِسَبَبِ كَلَامِهِ.‏

٩ بَعْدَ ذٰلِكَ حَلَمَ أَيْضًا حُلْمًا آخَرَ،‏ فَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ وَقَالَ:‏ «هَا إِنِّي قَدْ حَلَمْتُ حُلْمًا أَيْضًا،‏ وَإِذَا ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ نَجْمًا سَاجِدَةٌ لِي».‏+ ١٠ وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ،‏ فَٱبْتَدَأَ أَبُوهُ يَنْتَهِرُهُ وَيَقُولُ لَهُ:‏+ «مَا هٰذَا ٱلْحُلْمُ ٱلَّذِي حَلَمْتَ؟‏ أَنَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَنَسْجُدُ لَكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟‏».‏ ١١ فَغَارَ مِنْهُ إِخْوَتُهُ،‏+ وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ هٰذَا ٱلْكَلَامَ.‏+

١٢ وَذَهَبَ إِخْوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ.‏+ ١٣ فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ:‏ «أَلَيْسَ إِخْوَتُكَ يَرْعَوْنَ عِنْدَ شَكِيمَ؟‏ تَعَالَ فَأُرْسِلَكَ إِلَيْهِمْ».‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «هٰأَنَذَا!‏».‏+ ١٤ فَقَالَ لَهُ:‏ «أَرْجُوكَ،‏ ٱذْهَبْ وَٱنْظُرْ سَلَامَةَ إِخْوَتِكَ وَسَلَامَةَ ٱلْغَنَمِ وَرُدَّ لِي خَبَرًا».‏+ فَأَرْسَلَهُ مِنْ مُنْخَفَضِ وَادِي حَبْرُونَ،‏+ فَجَاءَ إِلَى شَكِيمَ.‏ ١٥ فَوَجَدَهُ رَجُلٌ وَإِذَا هُوَ ضَالٌّ فِي ٱلْحَقْلِ.‏ فَسَأَلَهُ ٱلرَّجُلُ قَائِلًا:‏ «عَمَّنْ تُفَتِّشُ؟‏».‏ ١٦ فَقَالَ:‏ «أُفَتِّشُ عَنْ إِخْوَتِي.‏ مِنْ فَضْلِكَ،‏ أَخْبِرْنِي،‏ أَيْنَ يَرْعَوْنَ؟‏».‏ ١٧ فَقَالَ ٱلرَّجُلُ:‏ «قَدِ ٱرْتَحَلُوا مِنْ هُنَا،‏ لِأَنِّي سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ:‏ ‹لِنَذْهَبْ إِلَى دُوثَانَ›».‏ فَمَضَى يُوسُفُ وَرَاءَ إِخْوَتِهِ فَوَجَدَهُمْ فِي دُوثَانَ.‏

١٨ فَأَبْصَرُوهُ مِنْ بَعِيدٍ،‏ وَقَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنْهُمْ تَآ‌مَرُوا عَلَيْهِ بِمَكْرٍ لِيُمِيتُوهُ.‏+ ١٩ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «هُوَذَا هٰذَا صَاحِبُ ٱلْأَحْلَامِ آتٍ.‏+ ٢٠ فَٱلْآنَ تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ وَنَرْمِيهِ فِي أَحَدِ ٱلْأَجْبَابِ،‏+ وَنَقُولُ إِنَّ وَحْشًا شَرِسًا ٱلْتَهَمَهُ.‏+ فَنَرَى مَا يَكُونُ مِنْ أَحْلَامِهِ».‏ ٢١ فَسَمِعَ رَأُوبِينُ وَحَاوَلَ أَنْ يُنْقِذَهُ مِنْ يَدِهِمْ.‏+ فَقَالَ:‏ «لَا نَقْتُلْ نَفْسَهُ».‏+ ٢٢ وَقَالَ لَهُمْ رَأُوبِينُ:‏ «لَا تُرِيقُوا دَمًا.‏+ اِرْمُوهُ فِي هٰذَا ٱلْجُبِّ ٱلَّذِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَلَا تَمُدُّوا عَلَيْهِ يَدًا».‏+ وَكَانَ هَدَفُهُ أَنْ يُنْقِذَهُ مِنْ يَدِهِمْ لِكَيْ يَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ.‏

٢٣ فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ نَزَعُوا عَنْ يُوسُفَ قَمِيصَهُ ٱلطَّوِيلَ،‏ ٱلْقَمِيصَ ٱلْمُخَطَّطَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ؛‏+ ٢٤ وَأَخَذُوهُ وَرَمَوْهُ فِي ٱلْجُبِّ.‏+ وَكَانَ ٱلْجُبُّ فَارِغًا،‏ لَا مَاءَ فِيهِ.‏

٢٥ ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا.‏+ وَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا،‏ فَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ+ آتِيَةٌ مِنْ جِلْعَادَ،‏ وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ لَاذَنًا وَبَلَسَانًا وَلِحَاءً صَمْغِيًّا،‏+ وَهُمْ ذَاهِبُونَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ.‏ ٢٦ فَقَالَ يَهُوذَا لِإِخْوَتِهِ:‏ «مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنْ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟‏+ ٢٧ تَعَالَوْا نَبِيعُهُ لِلْإِسْمَاعِيلِيِّينَ،‏+ وَلَا تَكُنْ يَدُنَا عَلَيْهِ.‏+ فَهُوَ أَخُونَا وَلَحْمُنَا».‏ فَسَمِعُوا لِأَخِيهِمْ.‏+ ٢٨ وَمَرَّ رِجَالٌ،‏ تُجَّارٌ مِدْيَانِيُّونَ.‏+ فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ ٱلْجُبِّ،‏+ وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلْإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ.‏+ فَأَتَوْا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ.‏

٢٩ ثُمَّ رَجَعَ رَأُوبِينُ إِلَى ٱلْجُبِّ،‏ وَإِذَا يُوسُفُ لَيْسَ فِي ٱلْجُبِّ.‏ فَمَزَّقَ ثِيَابَهُ.‏+ ٣٠ وَرَجَعَ إِلَى إِخْوَتِهِ وَصَرَخَ:‏ «اَلْوَلَدُ ٱخْتَفَى!‏ فَأَنَا إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ؟‏».‏+

٣١ فَأَخَذُوا قَمِيصَ يُوسُفَ ٱلطَّوِيلَ وَذَبَحُوا تَيْسًا وَغَمَسُوا ٱلْقَمِيصَ فِي ٱلدَّمِ.‏+ ٣٢ وَأَرْسَلُوا ٱلْقَمِيصَ ٱلْمُخَطَّطَ وَأَحْضَرُوهُ إِلَى أَبِيهِمْ وَقَالُوا:‏ «وَجَدْنَا هٰذَا.‏ فَتَحَقَّقْ+ هَلْ هُوَ قَمِيصُ ٱبْنِكَ أَمْ لَا».‏+ ٣٣ فَتَحَقَّقَهُ وَصَرَخَ:‏ «إِنَّهُ قَمِيصُ ٱبْنِي!‏ وَحْشٌ شَرِسٌ ٱلْتَهَمَهُ!‏+ قَدِ ٱفْتُرِسَ يُوسُفُ ٱفْتِرَاسًا!‏».‏+ ٣٤ فَشَقَّ يَعْقُوبُ رِدَاءَهُ،‏ وَوَضَعَ مِسْحًا عَلَى حَقْوَيْهِ،‏ وَنَاحَ عَلَى ٱبْنِهِ أَيَّامًا كَثِيرَةً.‏+ ٣٥ فَقَامَ جَمِيعُ أَبْنَائِهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ،‏+ فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ:‏+ «أَنْزِلُ إِلَى ٱبْنِي نَائِحًا إِلَى شِيُولَ!‏».‏ وَظَلَّ أَبُوهُ يَبْكِي عَلَيْهِ.‏

٣٦ وَأَمَّا ٱلْمِدْيَانِيُّونَ فَبَاعُوهُ فِي مِصْرَ لِفُوطِيفَارَ،‏ رَسْمِيٌّ فِي بَلَاطِ فِرْعَوْنَ+ وَرَئِيسُ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ.‏+

٣٨ وَحَدَثَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنَّ يَهُوذَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ إِخْوَتِهِ،‏ فَنَصَبَ خَيْمَتَهُ قُرْبَ رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ+ ٱسْمُهُ حِيرَةُ.‏ ٢ وَهُنَاكَ رَأَى يَهُوذَا ٱبْنَةَ رَجُلٍ كَنْعَانِيٍّ+ ٱسْمُهُ شُوعٌ.‏ فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا.‏ ٣ فَحَمَلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا فَدَعَا ٱسْمَهُ عِيرًا.‏+ ٤ وَحَمَلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ أُونَانَ.‏ ٥ وَعَادَتْ أَيْضًا فَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ شِيلَةَ.‏ وَكَانَ فِي أَكْزِيبَ حِينَ وَلَدَتْهُ.‏+

٦ وَأَخَذَ يَهُوذَا زَوْجَةً لِعِيرٍ بِكْرِهِ ٱسْمُهَا ثَامَارُ.‏+ ٧ وَلٰكِنَّ عِيرًا،‏ بِكْرَ يَهُوذَا،‏ كَانَ شِرِّيرًا فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ،‏+ فَأَمَاتَهُ يَهْوَهُ.‏+ ٨ لِذٰلِكَ قَالَ يَهُوذَا لِأُونَانَ:‏ «اُدْخُلْ عَلَى زَوْجَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْهَا وَقُمْ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي ٱلزَّوْجِ وَأَقِمْ نَسْلًا لِأَخِيكَ».‏+ ٩ فَعَرَفَ أُونَانُ أَنَّ ٱلنَّسْلَ لَا يَكُونُ لَهُ،‏+ فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَى زَوْجَةِ أَخِيهِ بَدَّدَ مَنِيَّهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِئَلَّا يُعْطِيَ نَسْلًا لِأَخِيهِ.‏+ ١٠ فَسَاءَ مَا فَعَلَهُ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ،‏+ فَأَمَاتَهُ أَيْضًا.‏+ ١١ فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ:‏ «أَقِيمِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ إِلَى أَنْ يَكْبَرَ شِيلَةُ ٱبْنِي».‏+ لِأَنَّهُ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضًا كَأَخَوَيْهِ».‏+ فَذَهَبَتْ ثَامَارُ وَأَقَامَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا.‏+

١٢ وَطَالَتِ ٱلْأَيَّامُ،‏ فَمَاتَتِ ٱبْنَةُ شُوعٍ زَوْجَةُ يَهُوذَا،‏+ فَأَقَامَ يَهُوذَا مَنَاحَةً.‏+ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى جَزَّازِي غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ،‏+ هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ ٱلْعَدُلَّامِيُّ.‏+ ١٣ فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا:‏ «هَا هُوَ حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ».‏+ ١٤ فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا وَتَغَطَّتْ بِخِمَارٍ وَلَبِسَتْ بُرْقُعًا وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ ٱلَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ.‏ لِأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبِرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً.‏+

١٥ فَلَمَّا رَآهَا يَهُوذَا حَسِبَهَا عَاهِرَةً،‏+ لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا.‏+ ١٦ فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى ٱلطَّرِيقِ وَقَالَ:‏ «دَعِينِي أَدْخُلُ عَلَيْكِ».‏+ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ.‏+ فَقَالَتْ:‏ «مَاذَا تُعْطِينِي حَتَّى تَدْخُلَ عَلَيَّ؟‏».‏+ ١٧ فَقَالَ:‏ «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزًى مِنَ ٱلْقَطِيعِ».‏ فَقَالَتْ:‏ «هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا إِلَى أَنْ تُرْسِلَهُ؟‏».‏+ ١٨ قَالَ:‏ «مَا ٱلرَّهْنُ ٱلَّذِي أُعْطِيكِ؟‏».‏ فَقَالَتْ:‏ «خَاتَمُكَ+ وَشَرِيطُكَ وَعَصَاكَ ٱلَّتِي فِي يَدِكَ».‏ فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا،‏ فَحَمَلَتْ مِنْهُ.‏ ١٩ ثُمَّ قَامَتْ وَذَهَبَتْ وَنَزَعَتْ عَنْهَا خِمَارَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.‏+

٢٠ فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ ٱلْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ ٱلْعَدُلَّامِيِّ+ لِكَيْ يَسْتَرِدَّ ٱلرَّهْنَ مِنْ يَدِ ٱلْمَرْأَةِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْهَا.‏ ٢١ فَسَأَلَ أَهْلَ مَكَانِهَا،‏ قَائِلًا:‏ «أَيْنَ بَغِيُّ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ؟‏».‏ فَقَالُوا:‏ «مَا كَانَتْ هٰهُنَا قَطُّ بَغِيُّ هَيْكَلٍ».‏+ ٢٢ فَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ:‏ «لَمْ أَجِدْهَا،‏ وَأَهْلُ ٱلْمَكَانِ قَالُوا:‏ ‹مَا كَانَتْ هٰهُنَا قَطُّ بَغِيُّ هَيْكَلٍ›».‏ ٢٣ فَقَالَ يَهُوذَا:‏ «لِتَأْخُذْهَا لِنَفْسِهَا،‏ لِئَلَّا يَلْحَقَنَا ٱزْدِرَاءٌ.‏+ فَإِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هٰذَا ٱلْجَدْيَ،‏ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا».‏

٢٤ وَكَانَ بَعْدَ نَحْوِ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ أَنَّ يَهُوذَا أُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ:‏ «قَدِ ٱرْتَكَبَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ ٱلْعَهَارَةَ،‏+ وَهَا هِيَ حَامِلٌ+ أَيْضًا مِنَ ٱلْعَهَارَةِ».‏ فَقَالَ يَهُوذَا:‏ «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ».‏+ ٢٥ وَبَيْنَمَا هِيَ مُخْرَجَةٌ،‏ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً:‏ «مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي هٰذِهِ لَهُ أَنَا حَامِلٌ».‏+ وَأَضَافَتْ:‏ «تَحَقَّقْ+ لِمَنِ ٱلْخَاتَمُ وَٱلشَّرِيطُ وَٱلْعَصَا هٰذِهِ».‏+ ٢٦ فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ:‏+ «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي،‏+ لِأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ٱبْنِي».‏+ وَلَمْ يَعُدْ بَعْدَ ذٰلِكَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا.‏+

٢٧ وَكَانَ فِي وَقْتِ وِلَادَتِهَا،‏ إِذَا تَوْأَمَانِ فِي بَطْنِهَا.‏ ٢٨ وَحَدَثَ،‏ وَهِيَ تَلِدُ،‏ أَنَّ أَحَدَهُمَا أَخْرَجَ يَدَهُ،‏ فَأَخَذَتِ ٱلْقَابِلَةُ خَيْطًا قِرْمِزِيًّا وَرَبَطَتْهُ حَوْلَ يَدِهِ،‏ قَائِلَةً:‏ «هٰذَا خَرَجَ أَوَّلًا».‏ ٢٩ وَكَانَ حِينَ رَدَّ يَدَهُ،‏ إِذَا أَخُوهُ قَدْ خَرَجَ،‏ فَقَالَتْ:‏ «لِمَاذَا تَسَبَّبْتَ بِتَمَزُّقٍ لِأَجْلِ نَفْسِكَ؟‏».‏ لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ فَارِصَ.‏+ ٣٠ وَبَعْدَ ذٰلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ ٱلَّذِي عَلَى يَدِهِ ٱلْخَيْطُ ٱلْقِرْمِزِيُّ،‏ فَدُعِيَ ٱسْمُهُ زَارَحَ.‏+

٣٩ وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ،‏+ وَٱشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ،‏+ رَسْمِيٌّ فِي بَلَاطِ فِرْعَوْنَ وَرَئِيسُ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ،‏ وَهُوَ مِصْرِيٌّ،‏ مِنْ يَدِ ٱلْإِسْمَاعِيلِيِّينَ+ ٱلَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ.‏ ٢ وَكَانَ يَهْوَهُ مَعَ يُوسُفَ،‏ فَكَانَ رَجُلًا نَاجِحًا،‏+ وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ ٱلْمِصْرِيِّ.‏ ٣ وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَهُ،‏ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُ كَانَ يَهْوَهُ يُنْجِحُهُ فِي يَدِهِ.‏

٤ فَنَالَ يُوسُفُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْهِ وَخَدَمَهُ،‏ فَعَيَّنَهُ عَلَى بَيْتِهِ،‏+ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ جَعَلَهُ فِي يَدِهِ.‏ ٥ وَكَانَ مُنْذُ عَيَّنَهُ عَلَى بَيْتِهِ،‏ وَعَلَى كُلِّ مَا هُوَ لَهُ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ بَيْتَ ٱلْمِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُفَ،‏ وَكَانَتْ بَرَكَةُ يَهْوَهَ عَلَى كُلِّ مَا هُوَ لَهُ فِي ٱلْبَيْتِ وَفِي ٱلْحَقْلِ.‏+ ٦ وَأَخِيرًا تَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ،‏+ وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا عِنْدَهُ إِلَّا ٱلْخُبْزَ ٱلَّذِي يَأْكُلُهُ.‏ وَكَانَ يُوسُفُ جَمِيلَ ٱلصُّورَةِ وَجَمِيلَ ٱلْمَنْظَرِ.‏

٧ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ زَوْجَةَ سَيِّدِهِ ٱبْتَدَأَتْ تَرْفَعُ عَيْنَيْهَا+ إِلَى يُوسُفَ وَتَقُولُ:‏ «اِضْطَجِعْ مَعِي».‏+ ٨ وَلٰكِنَّهُ كَانَ يَرْفُضُ+ وَيَقُولُ لِزَوْجَةِ سَيِّدِهِ:‏ «هُوَذَا سَيِّدِي لَا يَعْرِفُ مَا عِنْدِي فِي ٱلْبَيْتِ،‏ وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ جَعَلَهُ فِي يَدِي.‏+ ٩ لَا أَحَدَ فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ أَعْظَمُ مِنِّي،‏ وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ،‏ لِأَنَّكِ زَوْجَتُهُ.‏+ فَكَيْفَ أَرْتَكِبُ هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى ٱللّٰهِ؟‏».‏+

١٠ وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَنْ يَضْطَجِعَ بِجَانِبِهَا لِيَكُونَ مَعَهَا.‏+ ١١ وَحَدَثَ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ،‏ كَكُلِّ يَوْمٍ،‏ أَنَّهُ دَخَلَ ٱلْبَيْتَ لِيَعْمَلَ عَمَلَهُ،‏ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ ٱلْبَيْتِ هُنَاكَ فِي ٱلْبَيْتِ.‏+ ١٢ فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ+ قَائِلَةً:‏ «اِضْطَجِعْ مَعِي!‏».‏+ فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ.‏+ ١٣ وَكَانَ لَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا لِيَهْرُبَ إِلَى خَارِجٍ،‏ ١٤ أَنَّهَا صَرَخَتْ إِلَى أَهْلِ بَيْتِهَا وَقَالَتْ:‏ «اُنْظُرُوا!‏ قَدْ جَاءَنَا بِرَجُلٍ عِبْرَانِيٍّ لِيَجْعَلَنَا سُخْرَةً.‏ أَتَانِي لِيَضْطَجِعَ مَعِي،‏ فَصَرَخْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي.‏+ ١٥ وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ أَنِّي رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ».‏ ١٦ فَتَرَكَتْ ثَوْبَهُ مَوْضُوعًا بِجَانِبِهَا حَتَّى جَاءَ سَيِّدُهُ إِلَى بَيْتِهِ.‏+

١٧ فَكَلَّمَتْهُ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ،‏ قَائِلَةً:‏ «أَتَانِي ٱلْخَادِمُ ٱلْعِبْرَانِيُّ ٱلَّذِي جِئْتَ بِهِ إِلَيْنَا لِيَجْعَلَنِي سُخْرَةً.‏ ١٨ وَكَانَ لَمَّا رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ إِلَى خَارِجٍ».‏+ ١٩ فَلَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهُ كَلَامَ زَوْجَتِهِ ٱلَّذِي كَلَّمَتْهُ بِهِ قَائِلَةً:‏ «هٰكَذَا فَعَلَ بِي خَادِمُكَ»،‏ ٱحْتَدَمَ غَضَبُهُ.‏+ ٢٠ فَأَخَذَ يُوسُفَ سَيِّدُهُ وَجَعَلَهُ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ،‏ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي كَانَ سُجَنَاءُ ٱلْمَلِكِ مَحْبُوسِينَ فِيهِ،‏ وَبَقِيَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ.‏+

٢١ وَلٰكِنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَ يُوسُفَ،‏ وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا حُبِّيًّا،‏ وَأَنَالَهُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ مَأْمُورِ بَيْتِ ٱلسِّجْنِ.‏+ ٢٢ فَسَلَّمَ مَأْمُورُ بَيْتِ ٱلسِّجْنِ بِيَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ ٱلسُّجَنَاءِ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ.‏ وَكُلُّ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ هُنَاكَ كَانَ هُوَ مُدَبِّرَهُ.‏+ ٢٣ وَلَمْ يَكُنْ مَأْمُورُ بَيْتِ ٱلسِّجْنِ يَهْتَمُّ بِشَيْءٍ أَلْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَ يُوسُفَ،‏ وَمَهْمَا فَعَلَ كَانَ يَهْوَهُ يُنْجِحُهُ.‏+

٤٠ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّ سَاقِيَ+ مَلِكِ مِصْرَ وَٱلْخَبَّازَ أَخْطَأَا إِلَى سَيِّدِهِمَا مَلِكِ مِصْرَ.‏+ ٢ فَٱغْتَاظَ فِرْعَوْنُ مِنْ مُوَظَّفَيْهِ،‏+ رَئِيسِ ٱلسُّقَاةِ وَرَئِيسِ ٱلْخَبَّازِينَ.‏+ ٣ فَأَوْدَعَهُمَا فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ،‏+ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ،‏+ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي كَانَ يُوسُفُ مَسْجُونًا فِيهِ.‏ ٤ فَوَكَّلَ رَئِيسُ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ يُوسُفَ بِهِمَا لِيَخْدُمَهُمَا،‏+ وَبَقِيَا فِي ٱلْحَبْسِ أَيَّامًا.‏

٥ وَحَلَمَا كِلَاهُمَا حُلْمًا،‏+ كُلُّ وَاحِدٍ حُلْمَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ،‏+ لِحُلْمِ كُلِّ وَاحِدٍ تَفْسِيرُهُ،‏+ سَاقِي مَلِكِ مِصْرَ وَخَبَّازُهُ،‏ ٱلْمَسْجُونَانِ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ.‏+ ٦ فَدَخَلَ يُوسُفُ إِلَيْهِمَا فِي ٱلصَّبَاحِ وَنَظَرَهُمَا،‏ فَإِذَا هُمَا مُكَدَّرَانِ.‏+ ٧ فَسَأَلَ مُوَظَّفَيْ فِرْعَوْنَ ٱللَّذَيْنِ مَعَهُ فِي حَبْسِ بَيْتِ سَيِّدِهِ،‏ قَائِلًا:‏ «لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكْمَدَّانِ ٱلْيَوْمَ؟‏».‏+ ٨ فَقَالَا لَهُ:‏ «قَدْ حَلَمْنَا حُلْمًا وَلَيْسَ لَنَا مَنْ يُفَسِّرُهُ».‏ فَقَالَ لَهُمَا يُوسُفُ:‏ «أَلَيْسَتِ ٱلتَّفَاسِيرُ لِلّٰهِ؟‏+ قُصَّاهُ عَلَيَّ».‏

٩ فَقَصَّ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ:‏ «كُنْتُ فِي حُلْمِي،‏ وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي.‏ ١٠ وَفِي ٱلْكَرْمَةِ ثَلَاثَةُ قُضْبَانٍ،‏ وَكَأَنِّي بِهَا أَفْرَخَتْ.‏+ وَطَلَعَتْ أَزْهَارُهَا،‏ وَأَنْضَجَتْ عَنَاقِيدُهَا عِنَبًا.‏ ١١ وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي،‏ فَأَخَذْتُ ٱلْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ.‏+ ثُمَّ جَعَلْتُ ٱلْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ».‏+ ١٢ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ:‏ «هٰذَا تَفْسِيرُهُ:‏+ اَلْقُضْبَانُ ٱلثَّلَاثَةُ هِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ.‏ ١٣ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى وَظِيفَتِكَ،‏+ فَتَجْعَلُ كَأْسَ فِرْعَوْنَ فِي يَدِهِ،‏ كَعَادَتِكَ ٱلسَّابِقَةِ حِينَ كُنْتَ سَاقِيَهُ.‏+ ١٤ وَلٰكِنْ تَذَكَّرْنِي حِينَ يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ،‏+ وَٱصْنَعْ إِلَيَّ لُطْفًا حُبِّيًّا وَٱذْكُرْنِي لَدَى فِرْعَوْنَ+ وَأَخْرِجْنِي مِنْ هٰذَا ٱلْبَيْتِ.‏ ١٥ فَإِنِّي قَدْ خُطِفْتُ مِنْ أَرْضِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ؛‏+ وَهُنَا أَيْضًا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا حَتَّى يَضَعُونِي فِي ٱلْجُبِّ».‏+

١٦ وَلَمَّا رَأَى رَئِيسُ ٱلْخَبَّازِينَ أَنَّهُ فَسَّرَ خَيْرًا،‏ قَالَ لِيُوسُفَ:‏ «كُنْتُ أَنَا أَيْضًا فِي حُلْمِي،‏ وَإِذَا ثَلَاثَةُ سِلَالٍ مِنَ ٱلْخُبْزِ ٱلْأَبْيَضِ عَلَى رَأْسِي،‏ ١٧ وَفِي ٱلسَّلِّ ٱلْأَعْلَى مِنْ جَمِيعِ طَعَامِ فِرْعَوْنَ،‏+ مِنْ صَنْعَةِ ٱلْخَبَّازِ،‏ وَٱلطُّيُورُ+ تَأْكُلُهُ مِنَ ٱلسَّلِّ فَوْقَ رَأْسِي».‏ ١٨ فَأَجَابَ يُوسُفُ وَقَالَ:‏ «هٰذَا تَفْسِيرُهُ:‏+ اَلسِّلَالُ ٱلثَّلَاثَةُ هِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ.‏ ١٩ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ عَنْكَ،‏ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ،‏+ فَتَأْكُلُ ٱلطُّيُورُ لَحْمَكَ عَنْكَ».‏+

٢٠ فَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ،‏ يَوْمِ مِيلَادِ فِرْعَوْنَ،‏+ أَنَّهُ صَنَعَ وَلِيمَةً لِكُلِّ خُدَّامِهِ وَرَفَعَ رَأْسَ رَئِيسِ ٱلسُّقَاةِ وَرَأْسَ رَئِيسِ ٱلْخَبَّازِينَ وَسْطَ خُدَّامِهِ.‏+ ٢١ وَرَدَّ رَئِيسَ ٱلسُّقَاةِ إِلَى سِقَايَتِهِ،‏+ فَجَعَلَ ٱلْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ.‏ ٢٢ وَأَمَّا رَئِيسُ ٱلْخَبَّازِينَ فَعَلَّقَهُ،‏+ كَمَا فَسَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ.‏+ ٢٣ وَلٰكِنْ لَمْ يَتَذَكَّرْ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ يُوسُفَ إِنَّمَا نَسِيَهُ.‏+

٤١ وَحَدَثَ عِنْدَ ٱنْتِهَاءِ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ أَنَّ فِرْعَوْنَ حَلَمَ،‏+ وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ نَهْرِ ٱلنِّيلِ.‏ ٢ وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ،‏ حَسَنَةِ ٱلْمَنْظَرِ وَسَمِينَةِ ٱللَّحْمِ،‏ فَرَعَتْ بَيْنَ أَعْشَابِ ٱلنِّيلِ.‏+ ٣ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى طَالِعَةٍ بَعْدَهَا مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ،‏ قَبِيحَةِ ٱلْمَنْظَرِ وَرَقِيقَةِ ٱللَّحْمِ،‏+ فَوَقَفَتْ بِجَانِبِ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلْأُولَى عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ ٱلنِّيلِ.‏ ٤ فَأَكَلَتِ ٱلْبَقَرَاتُ ٱلْقَبِيحَةُ ٱلْمَنْظَرِ وَٱلرَّقِيقَةُ ٱللَّحْمِ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلسَّبْعَ ٱلْحَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ وَٱلسَّمِينَةَ.‏+ وَٱسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ.‏+

٥ ثُمَّ نَامَ فَحَلَمَ ثَانِيَةً.‏ وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاقٍ وَاحِدَةٍ،‏ سَمِينَةٍ وَحَسَنَةٍ.‏+ ٦ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ رَقِيقَةٍ وَمَلْفُوحَةٍ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ+ قَدْ نَمَتْ بَعْدَهَا.‏+ ٧ فَٱبْتَلَعَتِ ٱلسَّنَابِلُ ٱلرَّقِيقَةُ ٱلسَّنَابِلَ ٱلسَّبْعَ ٱلسَّمِينَةَ وَٱلْمُمْتَلِئَةَ.‏+ وَٱسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ،‏ فَإِذَا هُوَ حُلْمٌ.‏

٨ وَكَانَ فِي ٱلصَّبَاحِ أَنَّ رُوحَهُ ٱضْطَرَبَتْ.‏+ فَأَرْسَلَ وَدَعَا كُلَّ كَهَنَةِ مِصْرَ ٱلَّذِينَ يَتَعَاطَوْنَ ٱلسِّحْرَ+ وَكُلَّ حُكَمَائِهَا،‏+ وَقَصَّ عَلَيْهِمْ فِرْعَوْنُ حُلْمَيْهِ.‏+ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَنْ يُفَسِّرُهُمَا لِفِرْعَوْنَ.‏

٩ ثُمَّ كَلَّمَ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ فِرْعَوْنَ،‏+ قَائِلًا:‏ «إِنِّي أَذْكُرُ ٱلْيَوْمَ خَطَايَايَ.‏+ ١٠ كَانَ فِرْعَوْنُ قَدِ ٱغْتَاظَ مِنْ خَادِمَيْهِ،‏+ فَأَوْدَعَنِي فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ،‏+ أَنَا وَرَئِيسَ ٱلْخَبَّازِينَ.‏ ١١ فَحَلَمْنَا كِلَانَا حُلْمًا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ،‏ أَنَا وَهُوَ.‏ حَلَمْنَا كُلُّ وَاحِدٍ حُلْمًا لَهُ تَفْسِيرُهُ.‏+ ١٢ وَكَانَ مَعَنَا هُنَاكَ شَابٌّ عِبْرَانِيٌّ+ خَادِمٌ لِرَئِيسِ ٱلْحَرَسِ ٱلْخَاصِّ.‏+ فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ،‏+ فَفَسَّرَ لَنَا حُلْمَيْنَا.‏ فَسَّرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ حُلْمِهِ.‏ ١٣ وَكَانَ أَنَّهُ كَمَا فَسَّرَ لَنَا هٰكَذَا حَدَثَ.‏ رَدَّنِي أَنَا إِلَى وَظِيفَتِي،‏+ وَأَمَّا هُوَ فَعَلَّقَهُ».‏+

١٤ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا يُوسُفَ،‏+ فَأَسْرَعُوا بِهِ مِنَ ٱلْجُبِّ.‏+ فَحَلَقَ+ وَغَيَّرَ رِدَاءَهُ+ وَدَخَلَ إِلَى فِرْعَوْنَ.‏ ١٥ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:‏ «قَدْ حَلَمْتُ حُلْمًا وَلَيْسَ مَنْ يُفَسِّرُهُ.‏ وَأَنَا سَمِعْتُ عَنْكَ قَوْلًا،‏ إِنَّكَ إِذَا سَمِعْتَ حُلْمًا تُفَسِّرُهُ».‏+ ١٦ فَأَجَابَ يُوسُفُ فِرْعَوْنَ قَائِلًا:‏ «لَسْتُ أَنَا!‏ اَللّٰهُ يُنْبِئُ فِرْعَوْنَ بِمَا فِيهِ سَلَامَتُهُ».‏+

١٧ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:‏ «كُنْتُ فِي حُلْمِي،‏ وَإِذَا بِي وَاقِفٌ عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ ٱلنِّيلِ.‏ ١٨ وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ،‏ سَمِينَةِ ٱللَّحْمِ وَحَسَنَةِ ٱلْمَنْظَرِ،‏ فَرَعَتْ بَيْنَ أَعْشَابِ ٱلنِّيلِ.‏+ ١٩ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى طَالِعَةٍ بَعْدَهَا،‏ هَزِيلَةٍ وَقَبِيحَةِ ٱلصُّورَةِ جِدًّا وَرَقِيقَةِ ٱللَّحْمِ.‏+ مَا رَأَيْتُ فِي ٱلْقَبَاحَةِ مِثْلَهَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.‏ ٢٠ فَأَكَلَتِ ٱلْبَقَرَاتُ ٱلنَّحِيلَةُ وَٱلْقَبِيحَةُ ٱلْبَقَرَاتِ ٱلسَّبْعَ ٱلْأُولَى ٱلسَّمِينَةَ.‏+ ٢١ فَدَخَلَتْ فِي بُطُونِهَا،‏ وَلَمْ يُعْرَفْ أَنَّهَا دَخَلَتْ فِي بُطُونِهَا،‏ فَكَانَ مَنْظَرُهَا قَبِيحًا كَمَا فِي ٱلْأَوَّلِ.‏+ وَٱسْتَيْقَظْتُ.‏

٢٢ ‏«ثُمَّ رَأَيْتُ فِي حُلْمِي،‏ وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاقٍ وَاحِدَةٍ،‏ مُمْتَلِئَةٍ وَحَسَنَةٍ.‏+ ٢٣ ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ ذَاوِيَةٍ وَرَقِيقَةٍ وَمَلْفُوحَةٍ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ+ قَدْ نَمَتْ بَعْدَهَا.‏ ٢٤ فَٱبْتَلَعَتِ ٱلسَّنَابِلُ ٱلرَّقِيقَةُ ٱلسَّنَابِلَ ٱلسَّبْعَ ٱلْحَسَنَةَ.‏+ فَأَخْبَرْتُ بِذٰلِكَ ٱلْكَهَنَةَ ٱلَّذِينَ يَتَعَاطَوْنَ ٱلسِّحْرَ،‏+ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَنْ يُخْبِرُنِي».‏+

٢٥ فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ:‏ «إِنَّمَا حُلْمُ فِرْعَوْنَ وَاحِدٌ.‏ قَدْ أَخْبَرَ ٱللّٰهُ فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ.‏+ ٢٦ اَلْبَقَرَاتُ ٱلسَّبْعُ ٱلْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ.‏ وَٱلسَّنَابِلُ ٱلسَّبْعُ ٱلْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ.‏ فَإِنَّمَا ٱلْحُلْمُ وَاحِدٌ.‏ ٢٧ وَٱلْبَقَرَاتُ ٱلسَّبْعُ ٱلنَّحِيلَةُ ٱلْقَبِيحَةُ ٱلَّتِي طَلَعَتْ بَعْدَهَا هِيَ سَبْعُ سِنِينَ،‏ وَٱلسَّنَابِلُ ٱلسَّبْعُ ٱلْفَارِغَةُ ٱلْمَلْفُوحَةُ بِٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ+ تَكُونُ سَبْعَ سِنِينَ جُوعًا.‏+ ٢٨ هٰذَا هُوَ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَلَّمْتُ بِهِ فِرْعَوْنَ:‏ قَدْ أَرَى ٱللّٰهُ فِرْعَوْنَ مَا هُوَ صَانِعٌ.‏+

٢٩ ‏«هَا هِيَ سَبْعُ سِنِينَ آتِيَةٌ فِيهَا شَبَعٌ عَظِيمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.‏ ٣٠ وَلٰكِنْ سَتَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ جُوعًا،‏ فَيُنْسَى كُلُّ ٱلشَّبَعِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَيُتْلِفُ ٱلْجُوعُ ٱلْأَرْضَ.‏+ ٣١ وَلَا يُعْرَفُ ٱلشَّبَعُ ٱلَّذِي كَانَ فِي ٱلْأَرْضِ بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْجُوعِ بَعْدَهُ،‏ لِأَنَّهُ سَيَكُونُ شَدِيدًا جِدًّا.‏ ٣٢ وَإِنَّمَا كُرِّرَ ٱلْحُلْمُ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ لِأَنَّ ٱلْأَمْرَ مُثَبَّتٌ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ،‏+ وَٱللّٰهُ مُسْرِعٌ لِيَفْعَلَهُ.‏+

٣٣ ‏«فَٱلْآنَ لِيَنْظُرْ فِرْعَوْنُ رَجُلًا فَطِينًا وَحَكِيمًا وَيَجْعَلْهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ.‏+ ٣٤ وَلْيُبَاشِرْ فِرْعَوْنُ فَيُعَيِّنْ نُظَّارًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ وَيَأْخُذْ خُمْسَ أَرْضِ مِصْرَ فِي سَبْعِ سِنِي ٱلشَّبَعِ.‏+ ٣٥ وَلْيَجْمَعُوا كُلَّ طَعَامِ هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلْآتِيَةِ،‏ وَيُكَوِّمُوا قَمْحًا تَحْتَ يَدِ فِرْعَوْنَ طَعَامًا فِي ٱلْمُدُنِ،‏+ وَيَحْفَظُوهُ.‏ ٣٦ فَيَكُونُ ٱلطَّعَامُ مَؤُونَةً لِلْأَرْضِ لِسَبْعِ سِنِي ٱلْجُوعِ ٱلَّتِي تَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏+ لِئَلَّا تَنْقَرِضَ ٱلْأَرْضُ بِٱلْجُوعِ».‏+

٣٧ فَحَسُنَ هٰذَا فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَجَمِيعِ خُدَّامِهِ.‏+ ٣٨ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِخُدَّامِهِ:‏ «هَلْ يُوجَدُ مِثْلُ هٰذَا رَجُلٌ فِيهِ رُوحُ ٱللّٰهِ؟‏».‏+ ٣٩ ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:‏ «بِمَا أَنَّ ٱللّٰهَ عَرَّفَكَ كُلَّ هٰذَا،‏+ فَلَيْسَ هُنَاكَ فَطِينٌ وَحَكِيمٌ مِثْلُكَ.‏+ ٤٠ أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي،‏+ وَكُلُّ شَعْبِي يُقَدِّمُ لَكَ طَاعَةً مُطْلَقَةً.‏+ وَلَا أَكُونُ أَعْظَمَ مِنْكَ إِلَّا بِٱلْعَرْشِ».‏+ ٤١ وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:‏ «اُنْظُرْ،‏ قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».‏+ ٤٢ عِنْدَئِذٍ نَزَعَ فِرْعَوْنُ خَاتَمَهُ+ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ،‏ وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ كَتَّانٍ جَيِّدٍ،‏ وَجَعَلَ قِلَادَةَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ.‏+ ٤٣ وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَةِ ٱلتَّكْرِيمِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي لَهُ،‏+ لِيُنَادُوا أَمَامَهُ:‏ ‏«أَبْرِكْ!‏»‏‏،‏ جَاعِلًا إِيَّاهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.‏

٤٤ وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:‏ «أَنَا فِرْعَوْنُ،‏ فَمِنْ غَيْرِ إِذْنِكَ لَا يَرْفَعُ رَجُلٌ يَدَهُ وَلَا رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ».‏+ ٤٥ ثُمَّ دَعَا فِرْعَوْنُ ٱسْمَ يُوسُفَ صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ،‏ وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ+ بِنْتَ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ+ زَوْجَةً.‏ فَطَافَ يُوسُفُ فِي أَرْضِ مِصْرَ.‏+ ٤٦ وَكَانَ يُوسُفُ ٱبْنَ ثَلَاثِينَ سَنَةً+ حِينَ وَقَفَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ.‏

وَخَرَجَ يُوسُفُ مِنْ أَمَامِ فِرْعَوْنَ وَجَالَ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.‏ ٤٧ وَفِي سَبْعِ سِنِي ٱلشَّبَعِ أَنْتَجَتِ ٱلْأَرْضُ أَكْدَاسًا أَكْدَاسًا.‏+ ٤٨ فَجَمَعَ كُلَّ طَعَامِ ٱلسَّبْعِ سِنِينَ ٱلَّتِي أَتَتْ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ،‏ وَجَعَلَ ٱلطَّعَامَ فِي ٱلْمُدُنِ.‏+ طَعَامُ ٱلْحُقُولِ ٱلَّتِي حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ جَعَلَهُ فِيهَا.‏+ ٤٩ وَكَوَّمَ يُوسُفُ قَمْحًا كَثِيرًا جِدًّا،‏+ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ،‏ حَتَّى تَرَكُوا إِحْصَاءَهُ،‏ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ.‏+

٥٠ وَقَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ سَنَةُ ٱلْجُوعِ،‏ وُلِدَ لِيُوسُفَ ٱبْنَانِ،‏+ وَهُمَا ٱللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ.‏ ٥١ فَدَعَا يُوسُفُ ٱسْمَ ٱلْبِكْرِ مَنَسَّى،‏+ قَائِلًا:‏ «لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ أَنْسَانِي كُلَّ شَقَائِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي».‏+ ٥٢ وَدَعَا ٱسْمَ ٱلثَّانِي أَفْرَايِمَ،‏+ قَائِلًا:‏ «لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أَرْضِ عَنَائِي».‏+

٥٣ ثُمَّ ٱنْتَهَتْ سَبْعُ سِنِي ٱلشَّبَعِ ٱلَّذِي كَانَ فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏+ ٥٤ وَٱبْتَدَأَتْ سَبْعُ سِنِي ٱلْجُوعِ تَأْتِي،‏ كَمَا قَالَ يُوسُفُ.‏+ فَكَانَ ٱلْجُوعُ فِي جَمِيعِ ٱلْأَرَاضِي،‏ وَأَمَّا كُلُّ أَرْضِ مِصْرَ فَكَانَ فِيهَا خُبْزٌ.‏+ ٥٥ ثُمَّ تَضَوَّرَتْ كُلُّ أَرْضِ مِصْرَ جُوعًا،‏ فَصَرَخَ ٱلشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ مِنْ أَجْلِ ٱلْخُبْزِ.‏+ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِكُلِّ ٱلْمِصْرِيِّينَ:‏ «اِذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ.‏ وَمَهْمَا يَقُلْ لَكُمْ فَٱفْعَلُوا».‏+ ٥٦ وَكَانَ ٱلْجُوعُ عَلَى كُلِّ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ.‏+ فَفَتَحَ يُوسُفُ جَمِيعَ مَخَازِنِ ٱلْحُبُوبِ ٱلَّتِي عِنْدَهُمْ وَبَاعَ لِلْمِصْرِيِّينَ،‏+ إِذِ ٱشْتَدَّ ٱلْجُوعُ فِي أَرْضِ مِصْرَ.‏ ٥٧ وَجَاءَ أَهْلُ ٱلْأَرْضِ بِأَسْرِهَا إِلَى مِصْرَ لِيَشْتَرُوا مِنْ يُوسُفَ،‏ لِأَنَّ ٱلْجُوعَ ٱشْتَدَّ فِي ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا.‏+

٤٢ وَرَأَى يَعْقُوبُ أَنَّهُ تُوجَدُ حُبُوبٌ فِي مِصْرَ.‏+ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ:‏ «لِمَاذَا تَنْظُرُونَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ؟‏».‏ ٢ وَقَالَ:‏ «هَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ تُوجَدُ حُبُوبٌ فِي مِصْرَ.‏+ فَٱنْزِلُوا إِلَى هُنَاكَ وَٱشْتَرُوا لَنَا مِنْ هُنَاكَ لِنَحْيَا وَلَا نَمُوتَ».‏ ٣ فَنَزَلَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ+ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحًا مِنْ مِصْرَ.‏ ٤ إِلَّا أَنَّ يَعْقُوبَ لَمْ يُرْسِلْ بِنْيَامِينَ+ أَخَا يُوسُفَ مَعَ إِخْوَتِهِ،‏ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ «لَعَلَّهُ يَحْصُلُ لَهُ حَادِثٌ مُمِيتٌ».‏+

٥ فَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مَعَ ٱلْآتِينَ لِيَشْتَرُوا،‏ لِأَنَّ ٱلْجُوعَ كَانَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+ ٦ وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ صَاحِبَ ٱلنُّفُوذِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏+ وَهُوَ ٱلْبَائِعَ لِكُلِّ شَعْبِ ٱلْأَرْضِ.‏+ فَأَتَى إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٧ وَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ إِخْوَتَهُ،‏ عَرَفَهُمْ فِي ٱلْحَالِ،‏ وَلٰكِنَّهُ تَنَكَّرَ لَهُمْ.‏+ فَكَلَّمَهُمْ بِقَسْوَةٍ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُمْ؟‏»،‏ فَقَالُوا:‏ «مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا».‏+

٨ وَعَرَفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ،‏ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ.‏ ٩ وَحَالًا تَذَكَّرَ يُوسُفُ ٱلْأَحْلَامَ ٱلَّتِي حَلَمَهَا عَنْهُمْ،‏+ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ!‏ وَقَدْ أَتَيْتُمْ لِتَرَوْا ثُغُورَ ٱلْأَرْضِ!‏».‏+ ١٠ فَقَالُوا لَهُ:‏ «لَا يَا سَيِّدِي،‏+ بَلْ خُدَّامُكَ+ أَتَوْا لِيَشْتَرُوا طَعَامًا.‏ ١١ نَحْنُ كُلُّنَا بَنُو رَجُلٍ وَاحِدٍ.‏ نَحْنُ مُسْتَقِيمُونَ.‏ لَيْسَ خُدَّامُكَ جَوَاسِيسَ».‏+ ١٢ فَقَالَ لَهُمْ:‏ «كَلَّا!‏ بَلْ أَتَيْتُمْ لِتَرَوْا ثُغُورَ ٱلْأَرْضِ!‏».‏+ ١٣ فَقَالُوا:‏ «خُدَّامُكَ ٱثْنَا عَشَرَ أَخًا.‏+ نَحْنُ بَنُو رَجُلٍ وَاحِدٍ+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ وَهَا إِنَّ ٱلْأَصْغَرَ عِنْدَ أَبِينَا ٱلْيَوْمَ،‏+ وَٱلْآخَرَ غَيْرُ مَوْجُودٍ».‏+

١٤ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ:‏ «بَلِ ٱلْأَمْرُ كَمَا كَلَّمْتُكُمْ قَائِلًا:‏ ‹أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ!‏›.‏ ١٥ بِهٰذَا تُمْتَحَنُونَ.‏ وَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ لَا تَخْرُجُونَ مِنْ هُنَا إِلَّا حِينَ يَأْتِي أَخُوكُمُ ٱلْأَصْغَرُ إِلَى هُنَا.‏+ ١٦ أَرْسِلُوا وَاحِدًا مِنْكُمْ لِيَأْتِيَ بِأَخِيكُمْ،‏ وَأَنْتُمْ تُقَيَّدُونَ،‏ حَتَّى يُمْتَحَنَ كَلَامُكُمْ هَلْ أَنْتُمْ مُحِقُّونَ.‏+ وَإِلَّا فَوَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ».‏ ١٧ فَجَعَلَهُمْ مَعًا فِي ٱلْحَبْسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.‏

١٨ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ:‏ «اِفْعَلُوا هٰذَا وَٱحْيَوْا.‏ فَأَنَا أَخَافُ+ ٱللّٰهَ.‏ ١٩ إِنْ كُنْتُمْ مُسْتَقِيمِينَ،‏ فَلْيُقَيَّدْ وَاحِدٌ مِنْ إِخْوَتِكُمْ فِي بَيْتِ حَبْسِكُمْ،‏+ أَمَّا ٱلْبَقِيَّةُ مِنْكُمْ فَيَذْهَبُونَ وَيَأْخُذُونَ ٱلْحُبُوبَ لِمَجَاعَةِ بُيُوتِكُمْ.‏+ ٢٠ ثُمَّ تُحْضِرُونَ أَخَاكُمُ ٱلْأَصْغَرَ إِلَيَّ لِيَكُونَ كَلَامُكُمْ صَادِقًا وَلَا تَمُوتُوا».‏+ فَفَعَلُوا هٰكَذَا.‏

٢١ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:‏ «حَقًّا إِنَّنَا مُذْنِبُونَ إِلَى أَخِينَا،‏+ لِأَنَّنَا رَأَيْنَا شِدَّةَ نَفْسِهِ حِينَ ٱسْتَرْأَفَنَا وَلَمْ نَسْمَعْ.‏ لِذٰلِكَ أَتَتْ عَلَيْنَا هٰذِهِ ٱلشِّدَّةُ».‏+ ٢٢ فَأَجَابَهُمْ رَأُوبِينُ قَائِلًا:‏ «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ:‏ ‹لَا تُخْطِئُوا إِلَى ٱلْوَلَدِ›،‏ وَأَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا؟‏+ فَهَا إِنَّ دَمَهُ ٱلْآنَ يُطَالَبُ بِهِ».‏+ ٢٣ وَهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ يُوسُفَ يَسْمَعُ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُمْ تُرْجُمَانٌ.‏ ٢٤ فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ وَبَكَى.‏+ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ وَكَلَّمَهُمْ،‏ وَأَخَذَ مِنْهُمْ شِمْعُونَ+ وَقَيَّدَهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ.‏+ ٢٥ ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ أَنْ تُمْلَأَ أَوْعِيَتُهُمْ قَمْحًا،‏ وَيُرَدَّ مَالُ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى عِدْلِهِ،‏+ وَأَنْ يُعْطَوْا زَادًا لِلسَّفَرِ.‏+ فَصُنِعَ لَهُمْ هٰكَذَا.‏

٢٦ فَحَمَّلُوا حُبُوبَهُمْ عَلَى حَمِيرِهِمْ وَذَهَبُوا مِنْ هُنَاكَ.‏ ٢٧ وَلَمَّا فَتَحَ أَحَدُهُمْ عِدْلَهُ لِيُعْطِيَ عَلَفًا لِحِمَارِهِ فِي ٱلْمَبِيتِ،‏+ رَأَى مَالَهُ وَإِذَا هُوَ فِي فَمِ كِيسِهِ.‏+ ٢٨ فَقَالَ لِإِخْوَتِهِ:‏ «قَدْ رُدَّ مَالِي وَهَا هُوَ فِي كِيسِي!‏».‏ فَهَبَطَتْ قُلُوبُهُمْ،‏ وَٱلْتَفَتَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مُرْتَعِدِينَ+ وَقَالُوا:‏ «مَا هٰذَا ٱلَّذِي فَعَلَهُ ٱللّٰهُ بِنَا؟‏».‏+

٢٩ وَأَخِيرًا جَاءُوا إِلَى يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ ٣٠ ‏«تَكَلَّمَ مَعَنَا ٱلرَّجُلُ سَيِّدُ ٱلْأَرْضِ بِقَسْوَةٍ،‏+ لِأَنَّهُ حَسِبَنَا جَوَاسِيسَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٣١ فَقُلْنَا لَهُ:‏ ‹نَحْنُ مُسْتَقِيمُونَ.‏+ لَسْنَا جَوَاسِيسَ.‏ ٣٢ نَحْنُ ٱثْنَا عَشَرَ أَخًا+ بَنُو أَبِينَا.‏+ وَاحِدٌ غَيْرُ مَوْجُودٍ،‏+ وَٱلْأَصْغَرُ ٱلْيَوْمَ عِنْدَ أَبِينَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ›.‏+ ٣٣ فَقَالَ لَنَا ٱلرَّجُلُ سَيِّدُ ٱلْأَرْضِ:‏+ ‹بِهٰذَا أَعْرِفُ أَنَّكُمْ مُسْتَقِيمُونَ:‏+ دَعُوا أَخًا وَاحِدًا مِنْكُمْ عِنْدِي.‏+ وَخُذُوا لِمَجَاعَةِ بُيُوتِكُمْ وَٱذْهَبُوا.‏+ ٣٤ وَأَحْضِرُوا أَخَاكُمُ ٱلْأَصْغَرَ إِلَيَّ،‏ فَأَعْرِفَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَوَاسِيسَ،‏ بَلْ أَنَّكُمْ مُسْتَقِيمُونَ.‏ أَمَّا أَخُوكُمْ فَأَعُودُ أُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ،‏ وَتُتَاجِرُونَ فِي ٱلْأَرْضِ›».‏+

٣٥ وَكَانَ عِنْدَ إِفْرَاغِ عُدُولِهِمْ،‏ إِذَا صُرَّةُ مَالِ كُلِّ وَاحِدٍ فِي عِدْلِهِ.‏ فَلَمَّا رَأَوْا صُرَرَ مَالِهِمْ هُمْ وَأَبُوهُمْ خَافُوا.‏ ٣٦ فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ أَبُوهُمْ:‏ «لَقَدْ أَثْكَلْتُمُونِي!‏+ يُوسُفُ غَيْرُ مَوْجُودٍ وَشِمْعُونُ غَيْرُ مَوْجُودٍ،‏+ وَبِنْيَامِينُ تَأْخُذُونَهُ!‏ عَلَيَّ صَارَ كُلُّ هٰذَا!‏».‏ ٣٧ فَقَالَ رَأُوبِينُ لِأَبِيهِ:‏ «اُقْتُلِ ٱبْنَيَّ كِلَيْهِمَا إِنْ لَمْ أَعُدْ بِهِ إِلَيْكَ.‏+ اِعْهَدْ بِهِ إِلَيَّ،‏ وَأَنَا أَرُدُّهُ إِلَيْكَ».‏+ ٣٨ فَقَالَ:‏ «لَا يَنْزِلُ ٱبْنِي مَعَكُمْ،‏ لِأَنَّ أَخَاهُ قَدْ مَاتَ وَهُوَ وَحْدَهُ بَقِيَ.‏+ فَإِنْ حَصَلَ لَهُ حَادِثٌ مُمِيتٌ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَذْهَبُونَ فِيهِ،‏ تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِحُزْنٍ إِلَى شِيُولَ».‏+

٤٣ وَكَانَ ٱلْجُوعُ شَدِيدًا فِي ٱلْأَرْضِ.‏+ ٢ وَحَدَثَ حِينَ ٱنْتَهَوْا مِنْ أَكْلِ ٱلْحُبُوبِ ٱلَّتِي جَاءُوا بِهَا مِنْ مِصْرَ،‏+ أَنَّ أَبَاهُمْ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِرْجِعُوا ٱشْتَرُوا لَنَا قَلِيلًا مِنَ ٱلطَّعَامِ».‏+ ٣ فَقَالَ لَهُ يَهُوذَا:‏+ «لَقَدْ أَشْهَدَ عَلَيْنَا ٱلرَّجُلُ قَائِلًا:‏ ‹لَا تَرَوْنَ وَجْهِي ثَانِيَةً إِلَّا وَأَخُوكُمْ مَعَكُمْ›.‏+ ٤ فَإِنْ كُنْتَ تُرْسِلُ أَخَانَا مَعَنَا،‏+ نَنْزِلُ وَنَشْتَرِي لَكَ طَعَامًا.‏ ٥ وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتَ لَا تُرْسِلُهُ،‏ لَا نَنْزِلُ،‏ لِأَنَّ ٱلرَّجُلَ قَالَ لَنَا:‏ ‹لَا تَرَوْنَ وَجْهِي ثَانِيَةً إِلَّا وَأَخُوكُمْ مَعَكُمْ›».‏+ ٦ فَقَالَ إِسْرَائِيلُ:‏+ «لِمَاذَا أَسَأْتُمْ إِلَيَّ فَأَخْبَرْتُمُ ٱلرَّجُلَ أَنَّ لَكُمْ أَخًا آخَرَ؟‏».‏ ٧ فَقَالُوا:‏ «لَقَدْ سَأَلَ ٱلرَّجُلُ عَنَّا وَعَنْ أَنْسِبَائِنَا،‏ قَائِلًا:‏ ‹هَلْ أَبُوكُمْ حَيٌّ بَعْدُ؟‏+ هَلْ لَكُمْ أَخٌ آخَرُ؟‏›،‏ فَأَخْبَرْنَاهُ بِحَسَبِ ذٰلِكَ.‏+ فَكَيْفَ كَانَ لَنَا أَنْ نَعْلَمَ أَنَّهُ سَيَقُولُ:‏ ‹اِنْزِلُوا بِأَخِيكُمْ›؟‏».‏+

٨ وَقَالَ يَهُوذَا لِإِسْرَائِيلَ أَبِيهِ:‏ «أَرْسِلِ ٱلصَّبِيَّ مَعِي+ لِنَقُومَ وَنَذْهَبَ وَنَحْيَا وَلَا نَمُوتَ،‏+ نَحْنُ وَأَنْتَ وَأَطْفَالُنَا جَمِيعًا.‏+ ٩ أَنَا أَكْفِلُهُ.‏+ مِنْ يَدِي تَطْلُبُ جَزَاءً لَهُ.‏+ إِنْ لَمْ آتِ بِهِ إِلَيْكَ وَأُحْضِرْهُ أَمَامَكَ،‏ أَكُونُ مُخْطِئًا إِلَيْكَ طُولَ ٱلزَّمَانِ.‏ ١٠ فَلَوْ لَمْ نَتَوَانَ،‏ لَكُنَّا ٱلْآنَ قَدْ رَجَعْنَا مَرَّتَيْنِ».‏+

١١ فَقَالَ لَهُمْ إِسْرَائِيلُ أَبُوهُمْ:‏ «إِنْ كَانَ هٰكَذَا،‏+ فَٱفْعَلُوا هٰذَا:‏ خُذُوا مِنْ أَفْخَرِ مُنْتَجَاتِ ٱلْأَرْضِ فِي أَوْعِيَتِكُمْ،‏ وَأَنْزِلُوا لِلرَّجُلِ هَدِيَّةً:‏+ قَلِيلًا مِنَ ٱلْبَلَسَانِ+ وَقَلِيلًا مِنَ ٱلْعَسَلِ+ وَلَاذَنًا وَلِحَاءً صَمْغِيًّا+ وَفُسْتُقًا وَلَوْزًا.‏+ ١٢ وَخُذُوا أَيْضًا ٱلْمَالَ فِي يَدِكُمْ ضِعْفًا؛‏ فَتُعِيدُونَ فِي يَدِكُمُ ٱلْمَالَ ٱلْمَرْدُودَ فِي أَفْوَاهِ أَكْيَاسِكُمْ.‏+ لَعَلَّ ذٰلِكَ كَانَ سَهْوًا.‏+ ١٣ وَخُذُوا أَخَاكُمْ وَقُومُوا ٱرْجِعُوا إِلَى ٱلرَّجُلِ.‏ ١٤ وَٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُؤْتِيكُمْ شَفَقَةً أَمَامَ ٱلرَّجُلِ+ حَتَّى يُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمُ ٱلْآخَرَ وَبِنْيَامِينَ.‏ وَأَمَّا أَنَا فَإِنْ ثَكِلْتُ،‏ أَكُونُ قَدْ ثَكِلْتُ!‏».‏+

١٥ فَأَخَذَ ٱلرِّجَالُ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ،‏ وَأَخَذُوا ضِعْفَ ٱلْمَالِ فِي يَدِهِمْ وَبِنْيَامِينَ.‏ وَقَامُوا وَنَزَلُوا إِلَى مِصْرَ وَوَقَفُوا أَمَامَ يُوسُفَ.‏+ ١٦ فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ بِنْيَامِينَ مَعَهُمْ،‏ قَالَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ:‏ «خُذِ ٱلرِّجَالَ إِلَى ٱلْبَيْتِ وَٱذْبَحْ ذَبَائِحَ وَهَيِّئْ،‏+ لِأَنَّ ٱلرِّجَالَ يَأْكُلُونَ مَعِي عِنْدَ ٱلظُّهْرِ».‏ ١٧ فَفِي ٱلْحَالِ فَعَلَ ٱلرَّجُلُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ.‏+ وَأَخَذَ ٱلرَّجُلُ ٱلرِّجَالَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ.‏ ١٨ فَخَافَ ٱلرِّجَالُ إِذْ أُخِذُوا إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ،‏+ وَقَالُوا:‏ «إِنَّهُ بِسَبَبِ ٱلْمَالِ ٱلَّذِي رَجَعَ مَعَنَا أَوَّلًا فِي أَكْيَاسِنَا أُتِيَ بِنَا إِلَى هُنَا،‏ لِيَنْقَضُّوا عَلَيْنَا وَيَقَعُوا بِنَا وَيَأْخُذُونَا عَبِيدًا وَحَمِيرَنَا!‏».‏+

١٩ فَٱقْتَرَبُوا مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَكَلَّمُوهُ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَيْتِ،‏ ٢٠ وَقَالُوا:‏ «اَلْعَفْوَ يَا سَيِّدِي!‏ إِنَّنَا قَدْ نَزَلْنَا أَوَّلًا لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا.‏+ ٢١ وَكَانَ لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى ٱلْمَبِيتِ+ وَفَتَحْنَا أَكْيَاسَنَا،‏ إِذَا مَالُ كُلِّ وَاحِدٍ فِي فَمِ كِيسِهِ،‏ مَالُنَا بِكَامِلِ وَزْنِهِ.‏ لِذٰلِكَ نُرِيدُ أَنْ نَرُدَّهُ بِأَيْدِينَا.‏+ ٢٢ وَأَنْزَلْنَا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَالِ فِي أَيْدِينَا لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا.‏ وَلَا نَعْلَمُ مَنْ وَضَعَ مَالَنَا فِي أَكْيَاسِنَا».‏+ ٢٣ فَقَالَ:‏ «كُلُّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامُ.‏ لَا تَخَافُوا.‏+ إِلٰهُكُمْ وَإِلٰهُ أَبِيكُمْ أَعْطَاكُمْ كَنْزًا فِي أَكْيَاسِكُمْ.‏+ وَأَمَّا مَالُكُمْ فَقَدْ وَصَلَ إِلَيَّ».‏ ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْهِمْ شِمْعُونَ.‏+

٢٤ وَأَدْخَلَ ٱلرَّجُلُ ٱلرِّجَالَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَأَعْطَاهُمْ مَاءً لِيَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ،‏+ وَأَعْطَى عَلَفًا لِحَمِيرِهِمْ.‏+ ٢٥ وَأَعَدُّوا ٱلْهَدِيَّةَ+ حَتَّى يَأْتِيَ يُوسُفُ عِنْدَ ٱلظُّهْرِ،‏ لِأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُمْ هُنَاكَ سَيَأْكُلُونَ طَعَامًا.‏+ ٢٦ وَلَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ أَحْضَرُوا إِلَيْهِ ٱلْهَدِيَّةَ ٱلَّتِي فِي يَدِهِمْ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ وَسَجَدُوا لَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ٢٧ فَسَأَلَ عَنْ أَحْوَالِهِمْ وَقَالَ:‏+ «هَلْ أَبُوكُمُ ٱلْمُسِنُّ ٱلَّذِي قُلْتُمْ عَنْهُ بِخَيْرٍ؟‏ أَحَيٌّ هُوَ بَعْدُ؟‏».‏+ ٢٨ فَقَالُوا:‏ «خَادِمُكَ أَبُونَا بِخَيْرٍ.‏ هُوَ حَيٌّ بَعْدُ».‏ ثُمَّ خَرُّوا وَسَجَدُوا.‏+

٢٩ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ بِنْيَامِينَ أَخَاهُ ٱبْنَ أُمِّهِ،‏+ وَقَالَ:‏ «أَهٰذَا أَخُوكُمُ ٱلْأَصْغَرُ ٱلَّذِي قُلْتُمْ لِي عَنْهُ؟‏».‏+ وَأَضَافَ:‏ «اَللّٰهُ يُنْعِمُ عَلَيْكَ،‏+ يَا بُنَيَّ».‏ ٣٠ ثُمَّ أَسْرَعَ يُوسُفُ،‏ لِأَنَّ أَحْشَاءَهُ ٱضْطَرَمَتْ عَلَى أَخِيهِ،‏+ وَطَلَبَ مَكَانًا لِيَبْكِيَ،‏ فَدَخَلَ مَخْدَعًا وَبَكَى هُنَاكَ.‏+ ٣١ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَخَرَجَ وَضَبَطَ نَفْسَهُ وَقَالَ:‏+ «قَدِّمُوا ٱلطَّعَامَ».‏+ ٣٢ فَقَدَّمُوا لَهُ وَحْدَهُ،‏ وَلَهُمْ وَحْدَهُمْ،‏ وَلِلْمِصْرِيِّينَ ٱلْآكِلِينَ عِنْدَهُ وَحْدَهُمْ؛‏ لِأَنَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَأْكُلُوا ٱلطَّعَامَ مَعَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ،‏ لِأَنَّ ذٰلِكَ مَكْرَهَةٌ عِنْدَ ٱلْمِصْرِيِّينَ.‏+

٣٣ وَأُجْلِسُوا قُدَّامَهُ،‏ ٱلْبِكْرُ بِحَسَبِ بَكُورِيَّتِهِ+ وَٱلصَّغِيرُ بِحَسَبِ صِغَرِهِ،‏ فَنَظَرَ ٱلرِّجَالُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مَبْهُوتِينَ.‏ ٣٤ وَرَفَعَ حِصَصًا مِنْ أَمَامِهِ إِلَيْهِمْ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ حِصَّةَ بِنْيَامِينَ أَكْثَرَ مِنْ حِصَصِ جَمِيعِهِمْ بِخَمْسَةِ أَضْعَافٍ.‏+ فَشَارَكُوا فِي ٱلْمَأْدُبَةِ وَشَرِبُوا وَرَوُوا مَعَهُ.‏+

٤٤ ثُمَّ أَمَرَ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ،‏+ قَائِلًا:‏ «اِمْلَأْ أَكْيَاسَ ٱلرِّجَالِ طَعَامًا قَدْرَ مَا يَسْتَطِيعُونَ حَمْلَهُ،‏ وَضَعْ مَالَ كُلِّ وَاحِدٍ فِي فَمِ كِيسِهِ.‏+ ٢ وَضَعْ كَأْسِي،‏ كَأْسَ ٱلْفِضَّةِ،‏ فِي فَمِ كِيسِ ٱلْأَصْغَرِ،‏ مَعَ ثَمَنِ حُبُوبِهِ».‏ فَفَعَلَ بِحَسَبِ كَلَامِ يُوسُفَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ.‏+

٣ وَلَمَّا أَضَاءَ ٱلصَّبَاحُ،‏ صُرِفَ+ ٱلرِّجَالُ هُمْ وَحَمِيرُهُمْ.‏ ٤ فَخَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ،‏ وَلَمْ يَكُونُوا قَدِ ٱبْتَعَدُوا حِينَ قَالَ يُوسُفُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ:‏ «قُمِ ٱسْعَ وَرَاءَ ٱلرِّجَالِ وَأَدْرِكْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ:‏ ‹لِمَاذَا جَازَيْتُمْ شَرًّا عِوَضًا عَنْ خَيْرٍ؟‏+ ٥ أَلَيْسَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلَّتِي يَشْرَبُ فِيهَا سَيِّدِي وَيَتَفَاءَلُ بِهَا؟‏+ قَدْ أَسَأْتُمْ فِي مَا فَعَلْتُمْ›».‏

٦ فَأَدْرَكَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ هٰذَا ٱلْكَلَامَ.‏ ٧ فَقَالُوا لَهُ:‏ «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ سَيِّدِي بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ؟‏ حَاشَا لِخُدَّامِكَ أَنْ يَفْعَلُوا شَيْئًا كَهٰذَا.‏ ٨ هُوَذَا ٱلْمَالُ ٱلَّذِي وَجَدْنَاهُ فِي فَمِ أَكْيَاسِنَا رَدَدْنَاهُ إِلَيْكَ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+ فَكَيْفَ نَسْرِقُ فِضَّةً أَوْ ذَهَبًا مِنْ بَيْتِ سَيِّدِكَ؟‏+ ٩ اَلَّذِي تُوجَدُ مَعَهُ مِنْ عَبِيدِكَ يَمُوتُ،‏ وَنَحْنُ أَيْضًا نَكُونُ عَبِيدًا لِسَيِّدِي».‏+ ١٠ فَقَالَ:‏ «اَلْآنَ بِحَسَبِ كَلَامِكُمْ هٰكَذَا يَكُونُ.‏+ فَٱلَّذِي تُوجَدُ مَعَهُ يَكُونُ عَبْدًا لِي،‏+ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ».‏ ١١ فَأَسْرَعُوا وَأَنْزَلَ كُلُّ وَاحِدٍ كِيسَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَفَتَحَ كُلُّ وَاحِدٍ كِيسَهُ.‏ ١٢ فَفَتَّشَ تَفْتِيشًا دَقِيقًا،‏ مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْأَكْبَرِ حَتَّى ٱنْتَهَى إِلَى ٱلْأَصْغَرِ.‏ وَأَخِيرًا وُجِدَتِ ٱلْكَأْسُ فِي كِيسِ بِنْيَامِينَ.‏+

١٣ فَمَزَّقُوا أَرْدِيَتَهُمْ+ وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حِمَارِهِ وَرَجَعُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ.‏ ١٤ وَدَخَلَ يَهُوذَا+ وَإِخْوَتُهُ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ،‏ وَهُوَ بَعْدُ هُنَاكَ،‏ وَوَقَعُوا أَمَامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏+ ١٥ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ:‏ «مَا هٰذَا ٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي عَمِلْتُمْ؟‏ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَجُلًا مِثْلِي يَتَفَاءَلُ؟‏».‏+ ١٦ فَقَالَ يَهُوذَا:‏ «مَاذَا نَقُولُ لِسَيِّدِي؟‏ بِمَاذَا نَتَكَلَّمُ؟‏ وَكَيْفَ نُبَرِّرُ أَنْفُسَنَا؟‏+ قَدْ وَجَدَ ٱللّٰهُ ذَنْبَ عَبِيدِكَ.‏+ هَا نَحْنُ عَبِيدٌ لِسَيِّدِي،‏+ نَحْنُ وَٱلَّذِي وُجِدَتِ ٱلْكَأْسُ فِي يَدِهِ جَمِيعًا!‏».‏ ١٧ فَقَالَ:‏ «حَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا!‏+ اَلرَّجُلُ ٱلَّذِي وُجِدَتِ ٱلْكَأْسُ فِي يَدِهِ هُوَ يَكُونُ لِي عَبْدًا.‏+ وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلْبَاقُونَ فَٱصْعَدُوا بِسَلَامٍ إِلَى أَبِيكُمْ».‏+

١٨ فَٱقْتَرَبَ يَهُوذَا مِنْهُ وَقَالَ:‏ «أَرْجُوكَ يَا سَيِّدِي،‏ لِيَتَكَلَّمْ عَبْدُكَ كَلِمَةً عَلَى مَسْمَعِ سَيِّدِي،‏+ وَلَا يَحْمَ غَضَبُكَ+ عَلَى عَبْدِكَ،‏ لِأَنَّكَ مِثْلُ فِرْعَوْنَ.‏+ ١٩ سَيِّدِي سَأَلَ عَبِيدَهُ قَائِلًا:‏ ‹هَلْ لَكُمْ أَبٌ أَوْ أَخٌ؟‏›.‏ ٢٠ فَقُلْنَا لِسَيِّدِي:‏ ‹لَنَا أَبٌ مُسِنٌّ،‏ وَوَلَدٌ صَغِيرٌ وُلِدَ لَهُ فِي شَيْخُوخَتِهِ.‏+ مَاتَ أَخُوهُ وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ لِأُمِّهِ،‏+ وَأَبُوهُ يُحِبُّهُ›.‏ ٢١ فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ:‏ ‹اِنْزِلُوا بِهِ إِلَيَّ لِأَجْعَلَ نَظَرِي عَلَيْهِ›.‏+ ٢٢ لٰكِنَّنَا قُلْنَا لِسَيِّدِي:‏ ‹لَا يَقْدِرُ ٱلصَّبِيُّ أَنْ يَتْرُكَ أَبَاهُ.‏ فَإِنَّهُ إِنْ تَرَكَ أَبَاهُ يَمُوتُ›.‏+ ٢٣ فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ:‏ ‹إِنْ لَمْ يَنْزِلْ أَخُوكُمُ ٱلْأَصْغَرُ مَعَكُمْ،‏ فَلَا تَعُودُونَ تَرَوْنَ وَجْهِي›.‏+

٢٤ ‏«فَكَانَ أَنَّنَا صَعِدْنَا إِلَى عَبْدِكَ أَبِي وَأَخْبَرْنَاهُ بِكَلَامِ سَيِّدِي.‏ ٢٥ ثُمَّ قَالَ أَبُونَا:‏ ‹اِرْجِعُوا ٱشْتَرُوا لَنَا قَلِيلًا مِنَ ٱلطَّعَامِ›.‏+ ٢٦ فَقُلْنَا:‏ ‹لَا نَقْدِرُ أَنْ نَنْزِلَ.‏ أَمَّا إِذَا كَانَ أَخُونَا ٱلْأَصْغَرُ مَعَنَا فَنَنْزِلُ،‏ لِأَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَرَى وَجْهَ ٱلرَّجُلِ مَا لَمْ يَكُنْ أَخُونَا ٱلْأَصْغَرُ مَعَنَا›.‏+ ٢٧ فَقَالَ لَنَا عَبْدُكَ أَبِي:‏ ‹أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ زَوْجَتِي وَلَدَتْ لِي ٱبْنَيْنِ.‏+ ٢٨ فَخَرَجَ ٱلْوَاحِدُ مِنْ عِنْدِي وَقُلْتُ:‏ «آهِ،‏ إِنَّهُ قَدِ ٱفْتُرِسَ ٱفْتِرَاسًا!‏»،‏+ وَلَمْ أَنْظُرْهُ إِلَى ٱلْآنَ.‏ ٢٩ فَإِنْ أَخَذْتُمْ هٰذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي وَحَصَلَ لَهُ حَادِثٌ مُمِيتٌ،‏ تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِٱلْبَلِيَّةِ إِلَى شِيُولَ›.‏+

٣٠ ‏«فَٱلْآنَ عِنْدَ مَجِيئِي إِلَى عَبْدِكَ أَبِي وَٱلصَّبِيُّ لَيْسَ مَعَنَا،‏ وَنَفْسُهُ مُتَعَلِّقَةٌ بِنَفْسِهِ،‏+ ٣١ يَكُونُ حِينَ يَرَى أَنَّ ٱلصَّبِيَّ غَيْرُ مَوْجُودٍ،‏ أَنَّهُ يَمُوتُ،‏ فَيُنْزِلُ عَبِيدُكَ شَيْبَةَ عَبْدِكَ أَبِينَا بِحُزْنٍ إِلَى شِيُولَ.‏ ٣٢ لِأَنَّ عَبْدَكَ كَفَلَ+ ٱلصَّبِيَّ حِينَ يَبْتَعِدُ عَنْ أَبِيهِ،‏ قَائِلًا:‏ ‹إِنْ لَمْ أَعُدْ بِهِ إِلَيْكَ،‏ أَكُونُ مُخْطِئًا إِلَى أَبِي إِلَى ٱلْأَبَدِ›.‏+ ٣٣ فَٱلْآنَ لِيَمْكُثْ عَبْدُكَ عِوَضًا عَنِ ٱلصَّبِيِّ عَبْدًا لِسَيِّدِي،‏ فَيَصْعَدَ ٱلصَّبِيُّ مَعَ إِخْوَتِهِ.‏+ ٣٤ لِأَنِّي كَيْفَ أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَٱلصَّبِيُّ لَيْسَ مَعِي؟‏ لِئَلَّا أَنْظُرَ ٱلْبَلِيَّةَ ٱلَّتِي تُصِيبُ أَبِي».‏+

٤٥ فَلَمْ يَقْدِرْ يُوسُفُ أَنْ يَضْبُطَ نَفْسَهُ أَمَامَ جَمِيعِ ٱلْقَائِمِينَ عِنْدَهُ.‏+ فَصَرَخَ:‏ «أَخْرِجُوا كُلَّ وَاحِدٍ عَنِّي!‏».‏ فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ عِنْدَهُ حِينَ عَرَّفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ بِنَفْسِهِ.‏+

٢ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِٱلْبُكَاءِ،‏+ فَسَمِعَ ٱلْمِصْرِيُّونَ وَسَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ.‏ ٣ وَقَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ:‏ «أَنَا يُوسُفُ.‏ أَحَيٌّ أَبِي بَعْدُ؟‏».‏ فَلَمْ يَقْدِرْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ،‏ لِأَنَّهُمُ ٱضْطَرَبُوا مِنْهُ.‏+ ٤ فَقَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ:‏ «اِقْتَرِبُوا مِنِّي».‏ فَٱقْتَرَبُوا مِنْهُ.‏

فَقَالَ:‏ «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ ٱلَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ.‏+ ٥ وَٱلْآنَ لَا تَحْزَنُوا+ وَلَا تَغْتَاظُوا لِأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا؛‏ لِأَنَّهُ لِٱسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِي ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ.‏+ ٦ فَقَدْ صَارَ لِلْجُوعِ فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ سَنَتَانِ،‏+ وَهُنَالِكَ خَمْسُ سِنِينَ بَعْدُ لَا يَكُونُ فِيهَا حَرْثٌ وَلَا حَصَادٌ.‏+ ٧ فَأَرْسَلَنِي ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً+ فِي ٱلْأَرْضِ وَلِيُحْيِيَكُمْ بِنَجَاةٍ عَظِيمَةٍ.‏ ٨ فَٱلْآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا+ بَلِ ٱللّٰهُ،‏ لِيَجْعَلَنِي أَبًا+ لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.‏

٩ ‏«أَسْرِعُوا وَٱصْعَدُوا إِلَى أَبِي،‏ وَقُولُوا لَهُ:‏ ‹هٰكَذَا قَالَ ٱبْنُكَ يُوسُفُ:‏ «قَدْ جَعَلَنِي ٱللّٰهُ سَيِّدًا لِكُلِّ مِصْرَ.‏+ اِنْزِلْ إِلَيَّ.‏ لَا تَتَأَخَّرْ.‏ ١٠ فَتَسْكُنُ فِي أَرْضِ جَاسَانَ،‏+ وَتَكُونُ قَرِيبًا مِنِّي،‏ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنُو بَنِيكَ وَغَنَمُكَ وَبَقَرُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ.‏ ١١ وَأُزَوِّدُكَ هُنَاكَ بِٱلطَّعَامِ،‏ لِأَنَّهُ يَكُونُ بَعْدُ خَمْسُ سِنِينَ جُوعًا،‏+ لِئَلَّا تَفْتَقِرَ أَنْتَ وَبَيْتُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ»›.‏ ١٢ وَهَا إِنَّ عُيُونَكُمْ وَعَيْنَيْ أَخِي بِنْيَامِينَ تَرَى أَنَّ فَمِي هُوَ ٱلَّذِي يُكَلِّمُكُمْ.‏+ ١٣ فَأَخْبِرُوا أَبِي بِكُلِّ مَجْدِي فِي مِصْرَ وَبِكُلِّ مَا رَأَيْتُمْ،‏ وَأَسْرِعُوا فَٱنْزِلُوا بِأَبِي إِلَى هُنَا».‏

١٤ ثُمَّ وَقَعَ عَلَى عُنُقِ بِنْيَامِينَ أَخِيهِ وَبَكَى،‏ وَبَكَى بِنْيَامِينُ عَلَى عُنُقِهِ.‏+ ١٥ وَقَبَّلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ وَبَكَى عَلَيْهِمْ،‏+ وَبَعْدَ ذٰلِكَ تَكَلَّمَ إِخْوَتُهُ مَعَهُ.‏

١٦ وَسُمِعَ ٱلْخَبَرُ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ وَقِيلَ:‏ «قَدْ جَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ!‏».‏ فَحَسُنَ ذٰلِكَ فِي عُيُونِ فِرْعَوْنَ وَخُدَّامِهِ.‏+ ١٧ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:‏ «قُلْ لِإِخْوَتِكَ:‏ ‹اِفْعَلُوا هٰذَا:‏ حَمِّلُوا دَوَابَّكُمْ وَٱذْهَبُوا وَٱدْخُلُوا أَرْضَ كَنْعَانَ،‏+ ١٨ وَخُذُوا أَبَاكُمْ وَأَهْلَ بَيْتِكُمْ وَتَعَالَوْا إِلَيَّ،‏ فَأُعْطِيَكُمْ خَيْرَ أَرْضِ مِصْرَ،‏ وَكُلُوا دَسَمَ ٱلْأَرْضِ.‏+ ١٩ وَأَنْتَ قَدْ أُمِرْتَ:‏+ «اِفْعَلُوا هٰذَا:‏ خُذُوا لَكُمْ عَجَلَاتٍ+ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِصِغَارِكُمْ وَزَوْجَاتِكُمْ،‏ وَٱحْمِلُوا أَبَاكُمْ عَلَى وَاحِدَةٍ وَتَعَالَوْا.‏+ ٢٠ وَلَا تَأْسَفْ عُيُونُكُمْ عَلَى أَمْتِعَتِكُمْ،‏+ لِأَنَّ خَيْرَ كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ هُوَ لَكُمْ»›».‏+

٢١ فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هٰكَذَا،‏ وَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ عَجَلَاتٍ بِحَسَبِ أَوَامِرِ فِرْعَوْنَ،‏ وَأَعْطَاهُمْ زَادًا+ لِلطَّرِيقِ.‏ ٢٢ وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رِدَاءً جَدِيدًا،‏+ وَأَمَّا بِنْيَامِينُ فَأَعْطَاهُ ثَلَاثَ مِئَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَخَمْسَةَ أَرْدِيَةٍ جَدِيدَةٍ.‏+ ٢٣ وَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهِ هٰكَذَا:‏ عَشَرَةَ حَمِيرٍ حَامِلَةً مِنْ خَيْرَاتِ مِصْرَ،‏ وَعَشْرَ أُتُنٍ حَامِلَةً قَمْحًا وَخُبْزًا وَقُوتًا لِأَبِيهِ مِنْ أَجْلِ ٱلطَّرِيقِ.‏ ٢٤ وَهٰكَذَا صَرَفَ إِخْوَتَهُ فَذَهَبُوا.‏ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تَتَغَاضَبُوا فِي ٱلطَّرِيقِ».‏+

٢٥ فَصَعِدُوا مِنْ مِصْرَ وَجَاءُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ إِلَى يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ.‏ ٢٦ فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ:‏ «يُوسُفُ حَيٌّ بَعْدُ،‏ وَهُوَ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ!‏».‏+ فَجَمَدَ قَلْبُهُ،‏ لِأَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ.‏+ ٢٧ فَلَمَّا كَلَّمُوهُ بِكُلِّ كَلَامِ يُوسُفَ ٱلَّذِي كَلَّمَهُمْ بِهِ،‏ وَرَأَى ٱلْعَجَلَاتِ ٱلَّتِي أَرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَحْمِلَهُ،‏ عَاشَتْ رُوحُ يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ.‏+ ٢٨ فَصَرَخَ إِسْرَائِيلُ:‏ «كَفَى!‏ يُوسُفُ ٱبْنِي حَيٌّ بَعْدُ!‏ أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ!‏».‏+

٤٦ فَرَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَأَتَى إِلَى بِئْرَ سَبْعَ،‏+ وَذَبَحَ ذَبَائِحَ لِإِلٰهِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ.‏+ ٢ ثُمَّ كَلَّمَ ٱللّٰهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى ٱللَّيْلِ وَقَالَ:‏+ «يَعْقُوبُ،‏ يَعْقُوبُ!‏»،‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «هٰأَنَذَا!‏».‏+ ٣ فَقَالَ:‏ «أَنَا ٱللّٰهُ،‏+ إِلٰهُ أَبِيكَ.‏+ لَا تَخَفْ أَنْ تَنْزِلَ إِلَى مِصْرَ،‏ لِأَنِّي أَجْعَلُكَ هُنَاكَ أُمَّةً عَظِيمَةً.‏+ ٤ أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ،‏ وَأَنَا أُصْعِدُكَ أَيْضًا.‏+ وَيُوسُفُ يُغْمِضُ عَيْنَيْكَ».‏+

٥ فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرَ سَبْعَ،‏ وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَصِغَارَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ فِي ٱلْعَجَلَاتِ ٱلَّتِي أَرْسَلَهَا فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ.‏+ ٦ وَأَخَذُوا مَعَهُمْ قُطْعَانَهُمْ وَمُقْتَنَيَاتِهِمِ ٱلَّتِي ٱقْتَنَوْهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ،‏ يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ.‏ ٧ بَنُوهُ وَبَنُو بَنِيهِ مَعَهُ،‏ وَبَنَاتُهُ وَبَنَاتُ بَنِيهِ،‏ وَكُلُّ نَسْلِهِ،‏ أَحْضَرَهُمْ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ.‏+

٨ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ:‏+ يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ.‏ بِكْرُ يَعْقُوبَ رَأُوبِينُ.‏+

٩ وَبَنُو رَأُوبِينَ:‏ حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي.‏+

١٠ وَبَنُو شِمْعُونَ:‏+ يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ+ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ+ ٱبْنُ ٱلْكَنْعَانِيَّةِ.‏

١١ وَبَنُو لَاوِي:‏+ جِرْشُونُ+ وَقَهَاتُ+ وَمَرَارِي.‏+

١٢ وَبَنُو يَهُوذَا:‏+ عِيرٌ+ وَأُونَانُ+ وَشِيلَةُ+ وَفَارِصُ+ وَزَارَحُ.‏+ وَلٰكِنْ مَاتَ عِيرٌ وَأُونَانُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+

وَكَانَ ٱبْنَا فَارِصَ:‏ حَصْرُونَ+ وَحَامُولَ.‏+

١٣ وَبَنُو يَسَّاكَرَ:‏+ تُولَاعُ+ وَفُوَّةُ+ وَيُوبٌ وَشِمْرُونُ.‏+

١٤ وَبَنُو زَبُولُونَ:‏+ سَارَدُ وَإِيلُونُ وَيَحْلَئِيلُ.‏+

١٥ هٰؤُلَاءِ بَنُو لَيْئَةَ+ ٱلَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِيَعْقُوبَ فِي فَدَّانَ أَرَامَ مَعَ ٱبْنَتِهِ دِينَةَ.‏+ كُلُّ نُفُوسِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ.‏

١٦ وَبَنُو جَادٍ:‏+ صِفْيُونُ وَحَجِّي وَشُونِي وَأَصْبُونُ وَعِيرِي وَأَرُودِي وَأَرْئِيلِي.‏+

١٧ وَبَنُو أَشِيرَ:‏+ يِمْنَةُ وَيِشْوَةُ وَيِشْوِي وَبَرِيعَةُ،‏+ وَسَارَحُ هِيَ أُخْتُهُمْ.‏

وَٱبْنَا بَرِيعَةَ:‏ حَابَرُ وَمَلْكِيئِيلُ.‏+

١٨ هٰؤُلَاءِ بَنُو زِلْفَةَ+ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَابَانُ لِٱبْنَتِهِ لَيْئَةَ.‏ فَوَلَدَتْ هٰؤُلَاءِ لِيَعْقُوبَ،‏ سِتَّ عَشْرَةَ نَفْسًا.‏

١٩ وَٱبْنَا رَاحِيلَ+ زَوْجَةِ يَعْقُوبَ:‏ يُوسُفُ+ وَبِنْيَامِينُ.‏+

٢٠ وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ مَنَسَّى+ وَأَفْرَايِمُ،‏+ ٱللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ+ بِنْتُ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ.‏

٢١ وَبَنُو بِنْيَامِينَ:‏ بَالَعُ+ وَبَاكَرُ+ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا+ وَنَعْمَانُ+ وَإِيحِي وَرُوشٌ وَمُفِّيمُ+ وَحُفِّيمُ+ وَأَرْدٌ.‏

٢٢ هٰؤُلَاءِ بَنُو رَاحِيلَ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لِيَعْقُوبَ.‏ كُلُّ ٱلنُّفُوسِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.‏

٢٣ وَبَنُو دَانٍ:‏+ حُوشِيمُ.‏+

٢٤ وَبَنُو نَفْتَالِي:‏+ يَحْصَئِيلُ وَجُونِي+ وَيَصَرٌ وَشِلِّيمُ.‏+

٢٥ هٰؤُلَاءِ بَنُو بِلْهَةَ+ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَابَانُ لِٱبْنَتِهِ رَاحِيلَ.‏ فَوَلَدَتْ هٰؤُلَاءِ لِيَعْقُوبَ،‏ كُلُّ ٱلنُّفُوسِ سَبْعٌ.‏

٢٦ وَكُلُّ ٱلنُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ ٱلَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ هِيَ مَنْ خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ،‏+ مَا عَدَا زَوْجَاتِ بَنِي يَعْقُوبَ.‏ كُلُّ ٱلنُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ.‏ ٢٧ وَٱبْنَا يُوسُفَ ٱللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ.‏ فَكُلُّ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ ٱلَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.‏+

٢٨ فَأَرْسَلَ يَهُوذَا+ قُدَّامَهُ إِلَى يُوسُفَ لِيَنْقُلَ ٱلْخَبَرَ أَمَامَهُ إِلَى جَاسَانَ.‏ ثُمَّ أَتَوْا إِلَى أَرْضِ جَاسَانَ.‏+ ٢٩ فَأَعَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لِمُلَاقَاةِ إِسْرَائِيلَ أَبِيهِ فِي جَاسَانَ.‏+ وَلَمَّا ظَهَرَ لَهُ وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَبَكَى عَلَى عُنُقِهِ طَوِيلًا.‏+ ٣٠ فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ:‏ «دَعْنِي أَمُوتُ ٱلْآنَ،‏+ إِذْ قَدْ رَأَيْتُ وَجْهَكَ أَنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ».‏

٣١ ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ وَلِبَيْتِ أَبِيهِ:‏ «أَصْعَدُ وَأُخْبِرُ فِرْعَوْنَ وَأَقُولُ لَهُ:‏+ ‹إِنَّ إِخْوَتِي وَبَيْتَ أَبِي ٱلَّذِينَ كَانُوا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ قَدْ جَاءُوا إِلَيَّ.‏+ ٣٢ وَٱلرِّجَالُ رُعَاةٌ،‏+ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُرَبِّي مَاشِيَةٍ،‏+ وَقَدْ أَتَوْا بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ وَكُلِّ مَا لَهُمْ›.‏+ ٣٣ فَيَكُونُ أَنَّهُ عِنْدَمَا يَدْعُوكُمْ فِرْعَوْنُ وَيَقُولُ لَكُمْ:‏ ‹مَا هِيَ مِهْنَتُكُمْ؟‏›،‏ ٣٤ تَقُولُونَ:‏ ‹خُدَّامُكَ مُرَبُّو مَاشِيَةٍ مُنْذُ حَدَاثَتِنَا إِلَى ٱلْآنَ،‏ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا›،‏+ لِكَيْ تَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ،‏+ لِأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِمِصْرَ».‏+

٤٧ فَجَاءَ يُوسُفُ وَأَخْبَرَ فِرْعَوْنَ وَقَالَ:‏+ «إِنَّ أَبِي وَإِخْوَتِي وَغَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ وَهَا هُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ».‏+ ٢ وَأَخَذَ مِنْ جُمْلَةِ إِخْوَتِهِ خَمْسَةَ رِجَالٍ لِيُحْضِرَهُمْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ.‏+

٣ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِإِخْوَتِهِ:‏ «مَا هِيَ مِهْنَتُكُمْ؟‏».‏+ فَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ:‏ «خُدَّامُكَ رُعْيَانُ غَنَمٍ،‏+ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا».‏+ ٤ ثُمَّ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ:‏ «قَدْ أَتَيْنَا لِنَتَغَرَّبَ فِي ٱلْأَرْضِ،‏+ لِأَنَّهُ لَيْسَ لِغَنَمِ خُدَّامِكَ مَرْعًى،‏+ فَٱلْجُوعُ شَدِيدٌ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏+ فَٱلْآنَ ٱسْمَحْ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ يَسْكُنَ خُدَّامُكَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ».‏+ ٥ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ:‏ «أَبُوكَ وَإِخْوَتُكَ قَدْ جَاءُوا إِلَيْكَ.‏ ٦ أَرْضُ مِصْرَ رَهْنُ تَصَرُّفِكَ.‏+ أَسْكِنْ أَبَاكَ وَإِخْوَتَكَ فِي أَفْضَلِ ٱلْأَرْضِ.‏+ لِيَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ،‏+ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ بَيْنَهُمْ رِجَالًا شُجْعَانًا،‏+ فَأَقِمْهُمْ رُؤَسَاءَ مَوَاشٍ عَلَى ٱلَّتِي لِي».‏+

٧ ثُمَّ أَدْخَلَ يُوسُفُ يَعْقُوبَ أَبَاهُ وَقَدَّمَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ،‏ وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ.‏+ ٨ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيَعْقُوبَ:‏ «كَمْ هِيَ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِكَ؟‏».‏ ٩ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ:‏ «أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً.‏+ قَلِيلَةً وَشَاقَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي،‏+ وَلَمْ تَبْلُغْ أَيَّامَ سِنِي حَيَاةِ آبَائِي فِي أَيَّامِ غُرْبَتِهِمْ».‏+ ١٠ ثُمَّ بَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ وَخَرَجَ مِنْ أَمَامِ فِرْعَوْنَ.‏+

١١ فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مِلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏ فِي أَفْضَلِ ٱلْأَرْضِ،‏ فِي أَرْضِ رَعْمَسِيسَ،‏+ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ.‏ ١٢ وَزَوَّدَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِٱلْخُبْزِ،‏+ بِحَسَبِ عَدَدِ ٱلْأَوْلَادِ.‏+

١٣ وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ لِأَنَّ ٱلْجُوعَ كَانَ شَدِيدًا جِدًّا.‏+ فَخَارَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنَ ٱلْجُوعِ.‏+ ١٤ فَأَخَذَ يُوسُفُ كُلَّ ٱلْمَالِ ٱلَّذِي وُجِدَ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِٱلْحُبُوبِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلنَّاسُ يَشْتَرُونَهَا،‏+ وَأَدْخَلَ يُوسُفُ ٱلْمَالَ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ.‏ ١٥ فَنَفِدَ ٱلْمَالُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَرْضِ كَنْعَانَ،‏ فَأَتَى كُلُّ ٱلْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ،‏ قَائِلِينَ:‏ «أَعْطِنَا خُبْزًا!‏+ لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ٱلْمَالَ قَدْ نَفِدَ؟‏».‏+ ١٦ فَقَالَ يُوسُفُ:‏ «هَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ فَأُعْطِيكُمْ بِمَوَاشِيكُمْ،‏ إِنْ كَانَ ٱلْمَالُ قَدْ نَفِدَ».‏ ١٧ فَجَاءُوا بِمَوَاشِيهِمْ إِلَى يُوسُفَ،‏ فَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ خُبْزًا بِٱلْخَيْلِ وَمَوَاشِي ٱلْغَنَمِ وَمَوَاشِي ٱلْبَقَرِ وَٱلْحَمِيرِ،‏+ فَزَوَّدَهُمْ بِٱلْخُبْزِ عِوَضَ كُلِّ مَوَاشِيهِمْ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ.‏

١٨ وَلَمَّا تَمَّتْ تِلْكَ ٱلسَّنَةُ،‏ جَاءُوا إِلَيْهِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ وَقَالُوا لَهُ:‏ «لَا نُخْفِي عَلَى سَيِّدِي أَنَّ ٱلْمَالَ قَدْ نَفِدَ،‏ وَمَوَاشِي ٱلْبَهَائِمِ هِيَ عِنْدَ سَيِّدِي.‏+ وَلَمْ يَبْقَ أَمَامَ سَيِّدِي إِلَّا أَجْسَادُنَا وَأَرْضُنَا.‏+ ١٩ لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ+ نَحْنُ وَأَرْضُنَا جَمِيعًا؟‏ اِشْتَرِنَا وَأَرْضَنَا بِٱلْخُبْزِ،‏+ فَنَصِيرَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ.‏ وَأَعْطِنَا بِذَارًا لِنَحْيَا وَلَا نَمُوتَ وَلَا تَصِيرَ أَرْضُنَا مُوحِشَةً».‏+ ٢٠ فَٱشْتَرَى يُوسُفُ كُلَّ أَرْضِ ٱلْمِصْرِيِّينَ لِفِرْعَوْنَ،‏+ إِذْ بَاعَ ٱلْمِصْرِيُّونَ كُلُّ وَاحِدٍ حَقْلَهُ،‏ لِأَنَّ ٱلْجُوعَ ٱشْتَدَّ عَلَيْهِمْ.‏ فَصَارَتِ ٱلْأَرْضُ لِفِرْعَوْنَ.‏

٢١ أَمَّا ٱلشَّعْبُ فَنَقَلَهُمْ إِلَى ٱلْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى أَرَاضِي مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهَا.‏+ ٢٢ إِنَّمَا أَرْضُ ٱلْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا،‏+ لِأَنَّهُ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ حِصَصٌ مِنْ قِبَلِ فِرْعَوْنَ،‏ فَكَانُوا يَأْكُلُونَ حِصَصَهُمُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَهُمْ فِرْعَوْنُ.‏+ لِذٰلِكَ لَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ.‏+ ٢٣ ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ:‏ «هَا قَدِ ٱشْتَرَيْتُكُمُ ٱلْيَوْمَ أَنْتُمْ وَأَرْضَكُمْ لِفِرْعَوْنَ.‏ هُوَذَا لَكُمْ بِذَارٌ فَتَزْرَعُونَ ٱلْأَرْضَ.‏+ ٢٤ وَعِنْدَ خُرُوجِ ٱلْغَلَّةِ+ تُعْطُونَ خُمْسًا لِفِرْعَوْنَ،‏+ وَأَمَّا ٱلْأَرْبَعَةُ ٱلْأَجْزَاءُ فَتَكُونُ لَكُمْ بِذَارًا لِلْحَقْلِ،‏ وَطَعَامًا لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بُيُوتِكُمْ وَطَعَامًا لِصِغَارِكُمْ».‏+ ٢٥ فَقَالُوا:‏ «قَدْ أَحْيَيْتَنَا.‏+ فَلْنَنَلْ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي وَنَكُونَ عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ».‏+ ٢٦ فَجَعَلَ يُوسُفُ ذٰلِكَ فَرِيضَةً عَلَى أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ،‏ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ ٱلْخُمْسُ لِفِرْعَوْنَ.‏ إِنَّمَا أَرْضُ ٱلْكَهَنَةِ كَفَرِيقٍ مُتَمَيِّزٍ لَمْ تَصِرْ لِفِرْعَوْنَ.‏+

٢٧ وَسَكَنَ إِسْرَائِيلُ فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏ فِي أَرْضِ جَاسَانَ،‏+ وَٱسْتَقَرُّوا فِيهَا وَأَثْمَرُوا وَكَثُرُوا جِدًّا.‏+ ٢٨ وَعَاشَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ مِصْرَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً،‏ فَصَارَتْ أَيَّامُ يَعْقُوبَ،‏ سِنُو حَيَاتِهِ،‏ مِئَةً وَسَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.‏+

٢٩ وَقَرُبَتْ أَيَّامُ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَمُوتَ.‏+ فَدَعَا ٱبْنَهُ يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ:‏ «إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْكَ،‏ فَضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخِذِي+ وَٱصْنَعْ إِلَيَّ لُطْفًا حُبِّيًّا وَأَمَانَةً:‏+ لَا تَدْفِنِّي فِي مِصْرَ.‏+ ٣٠ أَضْطَجِعُ مَعَ آبَائِي،‏+ فَتَحْمِلُنِي مِنْ مِصْرَ وَتَدْفِنُنِي فِي مَقْبَرَتِهِمْ».‏+ فَقَالَ:‏ «أَنَا أَفْعَلُ حَسَبَ قَوْلِكَ».‏ ٣١ فَقَالَ:‏ «اِحْلِفْ لِي».‏ فَحَلَفَ لَهُ.‏+ فَسَجَدَ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْسِ ٱلْفِرَاشِ.‏+

٤٨ وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ أَنَّهُ قِيلَ لِيُوسُفَ:‏ «هُوَذَا أَبُوكَ مَرِيضٌ».‏ فَأَخَذَ مَعَهُ ٱبْنَيْهِ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ.‏+ ٢ وَأُخْبِرَ يَعْقُوبُ وَقِيلَ لَهُ:‏ ‏«هُوَذَا ٱبْنُكَ يُوسُفُ قَدْ أَتَى إِلَيْكَ».‏ فَٱسْتَجْمَعَ إِسْرَائِيلُ قِوَاهُ وَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِهِ.‏ ٣ وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ:‏

‏«اَللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ،‏+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ لِيُبَارِكَنِي.‏+ ٤ وَقَالَ لِي:‏ ‹هَا إِنِّي أَجْعَلُكَ مُثْمِرًا+ وَأُكَثِّرُكَ وَأَجْعَلُكَ جَمَاعَةَ شُعُوبٍ+ وَأُعْطِي نَسْلَكَ* هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ مِنْ بَعْدِكَ مِلْكًا دَهْرِيًّا›.‏+ ٥ وَٱلْآنَ فَٱبْنَاكَ ٱللَّذَانِ وُلِدَا لَكَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَبْلَ مَجِيئِي إِلَيْكَ إِلَى مِصْرَ هُمَا لِي.‏+ أَفْرَايِمُ وَمَنَسَّى يَكُونَانِ لِي مِثْلَ رَأُوبِينَ وَشِمْعُونَ.‏+ ٦ أَمَّا ذُرِّيَّتُكَ ٱلَّذِينَ تَلِدُهُمْ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ.‏ وَبِٱسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُدْعَوْنَ فِي مِيرَاثِهِمْ.‏+ ٧ وَأَمَّا أَنَا فَفِي مَجِيئِي مِنْ فَدَّانَ+ مَاتَتْ بِقُرْبِي رَاحِيلُ+ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ فِي ٱلطَّرِيقِ،‏ إِذْ بَقِيَتْ مَسَافَةٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ حَتَّى آتِيَ إِلَى أَفْرَاتَ،‏+ فَدَفَنْتُهَا هُنَاكَ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى أَفْرَاتَ،‏ أَيْ بَيْتَ لَحْمَ».‏+

٨ ثُمَّ رَأَى إِسْرَائِيلُ ٱبْنَيْ يُوسُفَ فَقَالَ:‏ «مَنْ هٰذَانِ؟‏».‏+ ٩ فَقَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ:‏ «هُمَا ٱبْنَايَ ٱللَّذَانِ أَعْطَانِي ٱللّٰهُ إِيَّاهُمَا هُنَا».‏+ فَقَالَ:‏ «أَحْضِرْهُمَا إِلَيَّ لِأُبَارِكَهُمَا».‏+ ١٠ وَكَانَتْ عَيْنَا إِسْرَائِيلَ قَدْ كَلَّتَا مِنَ ٱلشَّيْخُوخَةِ.‏+ وَلَمْ يَكُنْ يَقْدِرُ أَنْ يُبْصِرَ.‏ فَقَرَّبَهُمَا إِلَيْهِ،‏ فَقَبَّلَهُمَا وَعَانَقَهُمَا.‏+ ١١ وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ:‏ «لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنِّي أَرَى وَجْهَكَ،‏+ وَهَا إِنَّ ٱللّٰهَ قَدْ أَرَانِي نَسْلَكَ أَيْضًا».‏ ١٢ ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا يُوسُفُ مِنْ بَيْنِ رُكْبَتَيْهِ،‏ وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏+

١٣ وَأَخَذَ يُوسُفُ ٱلِٱثْنَيْنِ،‏ أَفْرَايِمَ بِيَمِينِهِ إِلَى يَسَارِ إِسْرَائِيلَ،‏+ وَمَنَسَّى بِيَسَارِهِ إِلَى يَمِينِ إِسْرَائِيلَ،‏+ وَقَرَّبَهُمَا إِلَيْهِ.‏ ١٤ فَمَدَّ إِسْرَائِيلُ يَمِينَهُ وَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ،‏+ مَعَ أَنَّهُ ٱلْأَصْغَرُ،‏+ وَيَسَارَهُ عَلَى رَأْسِ مَنَسَّى.‏+ وَضَعَ يَدَيْهِ هٰكَذَا قَصْدًا،‏ إِذْ إِنَّ مَنَسَّى كَانَ ٱلْبِكْرَ.‏+ ١٥ وَبَارَكَ يُوسُفَ وَقَالَ:‏+

‏«اَللّٰهُ ٱلَّذِي سَارَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ،‏+

ٱللّٰهُ ٱلَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ،‏+

١٦ ٱلْمَلَاكُ ٱلَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ،‏+ يُبَارِكُ ٱلصَّبِيَّيْنِ.‏+

وَلْيُدْعَ عَلَيْهِمَا ٱسْمِي وَٱسْمُ أَبَوَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ،‏+

وَلْيَكْثُرَا كَثِيرًا فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ».‏+

١٧ فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ أَنَّ أَبَاهُ وَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ،‏ سَاءَهُ ذٰلِكَ،‏+ فَحَاوَلَ أَنْ يُمْسِكَ بِيَدِ أَبِيهِ لِيَرْفَعَهَا عَنْ رَأْسِ أَفْرَايِمَ إِلَى رَأْسِ مَنَسَّى.‏+ ١٨ وَقَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ:‏ «لَيْسَ هٰكَذَا يَا أَبِي،‏ لِأَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْبِكْرُ.‏+ فَضَعْ يَمِينَكَ عَلَى رَأْسِهِ».‏ ١٩ فَأَبَى أَبُوهُ وَقَالَ:‏ «أَعْرِفُ يَا بُنَيَّ،‏ أَعْرِفُ.‏ هُوَ أَيْضًا يَكُونُ شَعْبًا وَهُوَ أَيْضًا يَعْظُمُ.‏+ وَلٰكِنَّ أَخَاهُ ٱلْأَصْغَرَ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْهُ،‏+ وَيَكُونُ نَسْلُهُ مِلْءَ ٱلْأُمَمِ».‏+ ٢٠ وَبَارَكَهُمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ+ قَائِلًا:‏

‏«بِكَ يُبَارِكُ إِسْرَائِيلُ قَائِلًا:‏

‏‹لِيَجْعَلْكَ ٱللّٰهُ مِثْلَ أَفْرَايِمَ وَمِثْلَ مَنَسَّى!‏›».‏+

وَهٰكَذَا قَدَّمَ أَفْرَايِمَ عَلَى مَنَسَّى.‏+

٢١ ثُمَّ قَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ:‏ «هَا أَنَا أَمُوتُ،‏+ لٰكِنَّ ٱللّٰهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ.‏+ ٢٢ وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُكَ قِطْعَةً وَاحِدَةً مِنَ ٱلْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ إِخْوَتِكَ،‏+ أَخَذْتُهَا مِنْ يَدِ ٱلْأَمُورِيِّينَ بِسَيْفِي وَقَوْسِي».‏

٤٩ ثُمَّ دَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ:‏ «اِجْتَمِعُوا لِأُخْبِرَكُمْ بِمَا يَحْدُثُ لَكُمْ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ.‏ ٢ اِجْتَمِعُوا وَٱسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ،‏ ٱسْمَعُوا لِإِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ.‏+

٣ ‏«رَأُوبِينُ،‏ أَنْتَ بِكْرِي،‏+ قُوَّتِي وَأَوَّلُ خُصُوبَتِي،‏+ سُمُوُّ ٱلْوَقَارِ وَسُمُوُّ ٱلْقُوَّةِ.‏ ٤ هَائِجًا كَٱلْمِيَاهِ لَا تَسْمُ،‏+ لِأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى سَرِيرِ أَبِيكَ.‏+ حِينَئِذٍ دَنَّسْتَ مَضْجَعِي.‏+ عَلَيْهِ صَعِدَ!‏

٥ ‏«شِمْعُونُ وَلَاوِي أَخَوَانِ.‏+ آلَاتُ عُنْفٍ أَسْلِحَتُهُمَا.‏+ ٦ فِي مَجْلِسِهِمَا لَا تَدْخُلِي+ يَا نَفْسِي.‏ بِجَمَاعَتِهِمَا لَا تَتَّحِدْ+ يَا خُلُقِي،‏ لِأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلَا أُنَاسًا،‏+ وَفِي تَعَسُّفِهِمَا عَرْقَبَا ثِيرَانًا.‏ ٧ مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا+ لِأَنَّهُ شَدِيدٌ،‏ وَسُخْطُهُمَا لِأَنَّهُ قَاسٍ.‏+ أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُبَدِّدُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ.‏+

٨ ‏«وَأَنْتَ يَا يَهُوذَا،‏+ يَحْمَدُكَ إِخْوَتُكَ.‏+ تَكُونُ يَدُكَ عَلَى رَقَبَةِ أَعْدَائِكَ.‏+ يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ.‏+ ٩ جَرْوُ أَسَدٍ هُوَ يَهُوذَا.‏+ مِنَ ٱلْفَرِيسَةِ تَصْعَدُ يَا ٱبْنِي.‏ جَثَمَ وَرَبَضَ كَأَسَدٍ،‏ وَكَأَسَدٍ مَنْ يُنْهِضُهُ؟‏+ ١٠ لَا يَزُولُ ٱلصَّوْلَجَانُ مِنْ يَهُوذَا+ وَلَا عَصَا ٱلْقِيَادَةِ مِنْ بَيْنِ قَدَمَيْهِ،‏ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ،‏+ وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ.‏+ ١١ رَابِطًا بِٱلْكَرْمَةِ حِمَارَهُ وَبِٱلْكَرْمَةِ ٱلْمُخْتَارَةِ ٱبْنَ أَتَانِهِ،‏ يَغْسِلُ بِٱلْخَمْرِ لِبَاسَهُ وَبِدَمِ ٱلْعِنَبِ ثَوْبَهُ.‏+ ١٢ مُحْمَرُّ ٱلْعَيْنَيْنِ مِنَ ٱلْخَمْرِ،‏ وَمُبْيَضُّ ٱلْأَسْنَانِ مِنَ ٱلْحَلِيبِ.‏

١٣ ‏«زَبُولُونُ يُقِيمُ عِنْدَ شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ،‏+ وَيَكُونُ عِنْدَ ٱلشَّاطِئِ حَيْثُ تَرْسُو ٱلسُّفُنُ،‏+ وَأَقْصَاهُ نَحْوَ صَيْدُونَ.‏+

١٤ ‏«يَسَّاكَرُ+ حِمَارٌ صُلْبُ ٱلْعَظْمِ،‏ رَابِضٌ بَيْنَ ٱلْعِدْلَيْنِ.‏ ١٥ يَرَى ٱلْمَقَرَّ أَنَّهُ حَسَنٌ وَٱلْأَرْضَ أَنَّهَا بَهِيجَةٌ،‏ فَيَحْنِي كَتِفَهُ لِحَمْلِ ٱلْأَثْقَالِ وَيَصِيرُ لِلسُّخْرَةِ عَبْدًا.‏

١٦ ‏«دَانٌ يَدِينُ شَعْبَهُ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ.‏+ ١٧ يَكُونُ دَانٌ حَيَّةً عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ،‏ حَيَّةً قَرْنَاءَ عَلَى طَرَفِ ٱلطَّرِيقِ،‏ تَلْدَغُ عَقِبَيِ ٱلْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى ٱلْوَرَاءِ.‏+ ١٨ أَنْتَظِرُ خَلَاصَكَ يَا يَهْوَهُ.‏+

١٩ ‏«جَادٌ يَغْزُوهُ غُزَاةٌ،‏ وَلٰكِنَّهُ يَغْزُو مُؤَخَّرَهُمْ.‏+

٢٠ ‏«أَشِيرُ خُبْزُهُ سَمِينٌ،‏+ وَهُوَ يُعْطِي أَطَايِبَ مُلُوكٍ.‏+

٢١ ‏«نَفْتَالِي+ أُيَّلَةٌ رَشِيقَةٌ.‏ يُعْطِي أَقْوَالًا حَسَنَةً.‏+

٢٢ ‏«يُوسُفُ فَرْعُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ،‏+ فَرْعُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى نَبْعٍ،‏+ قَدْ صَعِدَتْ أَغْصَانُهَا عَلَى سُورٍ.‏+ ٢٣ وَلٰكِنَّ رُمَاةَ ٱلسِّهَامِ ضَايَقُوهُ وَرَمَوْهُ وَأَضْمَرُوا ٱلْحِقْدَ عَلَيْهِ.‏+ ٢٤ إِلَّا أَنَّ قَوْسَهُ بَقِيَتْ ثَابِتَةً،‏+ وَقُوَّةَ يَدَيْهِ كَانَتْ طَيِّعَةً.‏+ مِنْ يَدَيْ قَدِيرِ يَعْقُوبَ،‏+ مِنْ هُنَاكَ ٱلرَّاعِي،‏ حَجَرُ إِسْرَائِيلَ.‏+ ٢٥ مِنْ إِلٰهِ أَبِيكَ،‏+ فَيُعِينُكَ؛‏+ وَمِنَ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏+ فَيُبَارِكُكَ بِبَرَكَاتِ ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ،‏+ بِبَرَكَاتِ ٱلْغَمْرِ ٱلرَّابِضِ تَحْتُ،‏+ بِبَرَكَاتِ ٱلثَّدْيَيْنِ وَٱلرَّحِمِ.‏+ ٢٦ بَرَكَاتُ أَبِيكَ تَفُوقُ بَرَكَاتِ ٱلْجِبَالِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏+ زِينَةَ ٱلْآكَامِ ٱلدَّهْرِيَّةِ.‏+ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ تَكُونُ،‏ وَعَلَى هَامَةِ ٱلْمَفْرُوزِ مِنْ إِخْوَتِهِ.‏+

٢٧ ‏«بِنْيَامِينُ يَفْتَرِسُ كَٱلذِّئْبِ.‏+ فِي ٱلصَّبَاحِ يَأْكُلُ فَرِيسَةً،‏ وَفِي ٱلْمَسَاءِ يُقَسِّمُ غَنِيمَةً».‏+

٢٨ جَمِيعُ هٰؤُلَاءِ هُمْ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ،‏ وَهٰذَا مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ حِينَ بَارَكَهُمْ.‏ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ بَرَكَتِهِ بَارَكَهُ.‏+

٢٩ ثُمَّ أَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ:‏ «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي.‏+ اِدْفِنُونِي مَعَ آبَائِي فِي ٱلْمَغَارَةِ ٱلَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ ٱلْحِثِّيِّ،‏+ ٣٠ فِي ٱلْمَغَارَةِ ٱلَّتِي فِي حَقْلِ ٱلْمَكْفِيلَةِ ٱلَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ عِفْرُونَ ٱلْحِثِّيِّ مِلْكَ قَبْرٍ.‏+ ٣١ هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ زَوْجَتَهُ.‏+ هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ زَوْجَتَهُ،‏+ وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ.‏ ٣٢ اَلْحَقْلُ ٱلَّذِي ٱشْتُرِيَ وَٱلْمَغَارَةُ ٱلَّتِي فِيهِ كَانَا مِنْ بَنِي حِثٍّ».‏+

٣٣ وَهٰكَذَا ٱنْتَهَى يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ.‏ ثُمَّ ضَمَّ رِجْلَيْهِ عَلَى ٱلْفِرَاشِ وَلَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.‏+

٥٠ فَوَقَعَ يُوسُفُ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ+ وَبَكَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهُ.‏+ ٢ ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ خُدَّامَهُ ٱلْأَطِبَّاءَ أَنْ يُحَنِّطُوا+ أَبَاهُ.‏ فَحَنَّطَ ٱلْأَطِبَّاءُ إِسْرَائِيلَ،‏ ٣ وَكَمُلَ لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا،‏ لِأَنَّهُ هٰكَذَا عَادَةً تَكْمُلُ أَيَّامُ ٱلتَّحْنِيطِ،‏ وَبَكَى عَلَيْهِ ٱلْمِصْرِيُّونَ سَبْعِينَ يَوْمًا.‏+

٤ وَلَمَّا ٱنْقَضَتْ أَيَّامُ ٱلْبُكَاءِ عَلَيْهِ،‏ كَلَّمَ يُوسُفُ بَيْتَ فِرْعَوْنَ قَائِلًا:‏ «إِنْ كُنْتُ قَدْ نِلْتُ حُظْوَةً فِي عُيُونِكُمْ،‏+ فَتَكَلَّمُوا عَلَى مَسَامِعِ فِرْعَوْنَ،‏ قَائِلِينَ:‏ ٥ ‏‹اِسْتَحْلَفَنِي+ أَبِي قَائِلًا:‏ «هَا أَنَا أَمُوتُ.‏+ فَفِي قَبْرِي ٱلَّذِي حَفَرْتُهُ لِنَفْسِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ،‏+ هُنَاكَ تَدْفِنُنِي».‏+ فَٱلْآنَ أَصْعَدُ وَأَدْفِنُ أَبِي ثُمَّ أَعُودُ›».‏ ٦ فَقَالَ فِرْعَوْنُ:‏ «اِصْعَدْ وَٱدْفِنْ أَبَاكَ كَمَا ٱسْتَحْلَفَكَ».‏+

٧ فَصَعِدَ يُوسُفُ لِيَدْفِنَ أَبَاهُ،‏ وَصَعِدَ مَعَهُ كُلُّ خُدَّامِ فِرْعَوْنَ،‏ شُيُوخُ+ بَيْتِهِ وَكُلُّ شُيُوخِ أَرْضِ مِصْرَ،‏ ٨ وَكُلُّ بَيْتِ يُوسُفَ وَإِخْوَتُهُ وَبَيْتُ أَبِيهِ.‏+ إِلَّا أَنَّهُمْ تَرَكُوا أَطْفَالَهُمْ وَغَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ.‏ ٩ وَصَعِدَتْ مَعَهُ مَرْكَبَاتٌ+ وَفُرْسَانٌ،‏ فَكَانَ ٱلْمَوْكِبُ عَظِيمًا جِدًّا.‏ ١٠ ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْدَرِ+ أَطَادَ ٱلَّذِي فِي مِنْطَقَةِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏+ وَهُنَاكَ نَدَبُوهُ نَدْبًا عَظِيمًا وَبَلِيغًا جِدًّا،‏ وَأَقَامَ لِأَبِيهِ مَنَاحَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.‏+ ١١ وَرَأَى سُكَّانُ ٱلْأَرْضِ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ ٱلْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ فَقَالُوا:‏ «هٰذِهِ مَنَاحَةٌ ثَقِيلَةٌ لِلْمِصْرِيِّينَ!‏».‏ لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ آبِلَ مِصْرَايِمَ،‏ ٱلَّذِي فِي مِنْطَقَةِ ٱلْأُرْدُنِّ.‏+

١٢ وَصَنَعَ لَهُ بَنُوهُ كَمَا أَوْصَاهُمْ.‏+ ١٣ فَحَمَلَهُ بَنُوهُ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَدَفَنُوهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ ٱلْمَكْفِيلَةِ،‏ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِلْكَ قَبْرٍ مِنْ عِفْرُونَ ٱلْحِثِّيِّ أَمَامَ مَمْرَا.‏+ ١٤ ثُمَّ رَجَعَ يُوسُفُ بَعْدَ أَنْ دَفَنَ أَبَاهُ إِلَى مِصْرَ،‏ هُوَ وَإِخْوَتُهُ وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ لِدَفْنِ أَبِيهِ.‏

١٥ فَلَمَّا رَأَى إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنَّ أَبَاهُمْ مَاتَ،‏ قَالُوا:‏ «لَعَلَّ يُوسُفَ حَاقِدٌ عَلَيْنَا،‏+ فَيَرُدَّ عَلَيْنَا كُلَّ ٱلسُّوءِ ٱلَّذِي فَعَلْنَاهُ بِهِ».‏+ ١٦ فَأَوْصَوْا إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ:‏ «أَبُوكَ أَوْصَى قَبْلَ مَوْتِهِ قَائِلًا:‏ ١٧ ‏‹هٰكَذَا تَقُولُونَ لِيُوسُفَ:‏ «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تَعْفُوَ+ عَنْ مَعْصِيَةِ إِخْوَتِكَ وَخَطِيَّتِهِمْ،‏ فَقَدْ فَعَلُوا بِكَ سُوءًا»›.‏+ فَٱلْآنَ نَرْجُو أَنْ تَعْفُوَ عَنْ مَعْصِيَةِ خُدَّامِ إِلٰهِ أَبِيكَ».‏+ فَبَكَى يُوسُفُ حِينَ كَلَّمُوهُ.‏ ١٨ ثُمَّ أَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضًا وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا:‏ «هَا نَحْنُ عَبِيدٌ لَكَ!‏».‏+ ١٩ فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ:‏ «لَا تَخَافُوا،‏ لِأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللّٰهِ؟‏+ ٢٠ أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ عَلَيَّ سُوءًا،‏ وَٱللّٰهُ نَوَى بِهِ خَيْرًا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ،‏ لِٱسْتِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ.‏+ ٢١ فَٱلْآنَ لَا تَخَافُوا.‏ أَنَا أُزَوِّدُكُمْ وَأَطْفَالَكُمْ بِٱلطَّعَامِ».‏+ وَهٰكَذَا عَزَّاهُمْ وَطَمْأَنَهُمْ بِكَلَامِهِ.‏

٢٢ وَسَكَنَ يُوسُفُ فِي مِصْرَ،‏ هُوَ وَبَيْتُ أَبِيهِ.‏ وَعَاشَ يُوسُفُ مِئَةً وَعَشْرَ سِنِينَ.‏ ٢٣ وَرَأَى يُوسُفُ لِأَفْرَايِمَ أَبْنَاءَ ٱلْجِيلِ ٱلثَّالِثِ،‏+ وَأَبْنَاءَ مَاكِيرَ+ بْنِ مَنَسَّى أَيْضًا.‏ فَقَدْ وُلِدُوا عَلَى رُكْبَتَيْ يُوسُفَ.‏+ ٢٤ وَقَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ:‏ «أَنَا أَمُوتُ،‏ وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ+ وَيُصْعِدُكُمْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي حَلَفَ عَلَيْهَا لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ».‏+ ٢٥ وَٱسْتَحْلَفَ يُوسُفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ،‏ قَائِلًا:‏ «اَللّٰهُ سَيَفْتَقِدُكُمْ.‏ فَأَصْعِدُوا عِظَامِي مِنْ هُنَا».‏+ ٢٦ ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَهُوَ ٱبْنُ مِئَةٍ وَعَشْرِ سِنِينَ،‏ فَحَنَّطُوهُ+ وَوُضِعَ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ.‏

 «نَسْل»،‏ حرفيا:‏ «زَرْع،‏ بِزْر،‏ بَذْر».‏

 أو:‏ «المُسْقِطِين».‏

 أو:‏ «سَقْفًا».‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

 حرفيا:‏ «مُبْغَضَةٌ».‏

 أو:‏ «أَصْنَام ٱلْمَنْزِل».‏

 انظر حاشية ٣:‏١٥.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة